عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-08-2017, 01:29 AM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي

قواعدُ وأصول العقيدة والتوحيد

الحلقة (5)

بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني

القاعدة الخامسة
ما مات رسولنا عليه الصلاة والسلام حتى بين لنا ما يختص بالعقيدة والتوحيد بياناً شافياً كافياً

فهو القائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء"([1]) .

وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "إنه ليس شيء يقربكم من الجنة ، ويباعدكم من النار ، إلا قد أمرتكم به ، وليس شيء يقربكم من النار ، ويباعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه ، وأن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها ، فاتقوا الله ،وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته"([2]).
وفي الصحيحين من حديث جابر يقول النبي عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع :".. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟
قالوا : نشهد أنك قد بلغت ، وأَدّيت ،ونصحت .
فقال : بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ، وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ثلاث مرات"([3]).
وأخرج مسلم في صحيحه عن سلمان قال قيل له : " قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة([4]), قال فقال : أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط ، أو بول ، أو أن نستنجي باليمين ، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ، أو أن نستنجي برجيع ، أو بعظم"([5]) .
وعن أبي الدرداء قال : "لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في السماء طائر يطير بجناحيه ، إلا ذكر لنا منه علماً"([6]).
وقال صلى الله عليه وسلم : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي([7]).
وقال صلى الله عليه وسلم في معرض بيانه للفرقة الناجية : "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)([8]).
وكل ما سبق مصداقٌ لقوله سبحانه وتعالى : "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ([9]) مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"([10]).
ولقوله تعالى : " قد أنزل الله إليكم ذكراً : رسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ([11])
وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً"([12]).
فما مات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، فمن ابتغ الدين الحق وجده فيما جاء به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، ومن أعرض عنه فقد أعرض عن سعادة الوحي.
"ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً([13]) ، وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، َقالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً ، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى"([14]).

وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.

_____ا
[1] أخرجه ابن ماجة في سننه باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/4 رقم 5 ) وغيره ، والحديث حسن .
[2] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، ما ذكر عن نبينا (7/79 رقم 34332) وغيره والحديث صحيح لغيره.
[3] أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج ، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم (2/890 رقم 1218).
[4] التخلي والقعود للحاجة.
[5] أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الطهارة ، باب الاستطابة (1/223 رقم 262) .
[6] أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب العلم ، باب الزجر عن كتبة المرء السنن مخافة أن يتكل عليها دون الحفظ لها (1/267 رقم 65) وغيره وهو صحيح .
[7] أخرجه الدارقطني في سننه (4/245 رقم 149) بنحوه ، والبيهقي في السنن الكبرى (10/114 رقم 20123، 20124) بنحوه وغيرهما، والحديث حسن .
[8] أخرجه الترمذي في سننه كتاب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (5/26 رقم 2641) ، والحديث حسن .
[9] انقطاع من إرسال الرسل.
[10] سورة المائدة ، الآية رقم : 19.
[11] من الشرك والمعصية والعقاب إلى الطاعة والثواب.
[12] سورة الطلاق ، الآيتان رقم : 10ـ11.
[13] ضيقة شديدة.
[14] سورة طه الآيتان رقم : 24ـ26.
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس