عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 07-10-2012, 05:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح

السؤال 15. أخواتي الفاضلات: إن لاتباع منهج السلف الصالح، والعض عليه بالنواجذ ثمن، فهل من نصيحــــــة عطرة لطالبات العلم الشرعي، ومن امتنَّ الله عليهن بِمَنْ سار على درب السلف الصالح من أزواج، لكونِكُنَّ عِشتُنَّ ببيتٍ قائم على الإتباع، وعايشتنّ عن قرب صحبة الشيخ أبو عبدالله لفضيلة الشيخ الألباني – رحمهما الله تعالى - ؟.

الجـواب:

أم عبدالله زهر: أوصيهنّ بالصبر والثبات على الحق وإن خالف الأهواء، والنظر إلى ما أعدّ الله للصابرين من حسن الأجر والجزاء في الدنيا والآخرة.

جئت إلى الأردن من الشام عروساً، وما كنت أعلم كثيراً بأحكام الشرع والدين، وكان ذلك بداية التزام أبوعبدالله أيضا، فلما لازم الشيخ الألباني - رحمهما الله - كان دائماً، أو أغلب الأيام يحضر دروس الشيخ، ويأتيني بعد صلاة الفجر، فكانت معاناة لي بسبب صغر سني والغربة، ومع ذلك بفضل الله صبرت واحتسبت، كان لا يخبرني عن حكم جديد إلا وأسارع إلى الإستجابة والعمل به.

ففي يوم جاء بعد الفجر فأخبرني عن حكم الذهب المحلق، فسارعت حالاً وخلعت أساوري.
وفي آخر جاءني فقال : لا تجوز مصافحة الرجال مِن غير المحارم، فامتنعت عن مصافحتهم.
وقال لي مرة : أن هذا اللباس لا يصح يجب أن تلبسي الجلباب، فلبسته والحمد لله، ثم أطلق اللحية.


وجدنا أنا وهو معارضةً شديدةً ممن حولنا، لم يعجبهم هذا التحَوّل، كانوا يكثرون من التعليقات عليً وعليهِ، فما يزيدني ذلك إلا تمسكاً بديني واقتناعاً بما يأمرني به – رحمه الله تعالى -.

أم البراء: أوصي أخواتي بما كان يوصينا به أبو عبدالله، وقد كتب هذا في وصيته (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) فأوصيهن بوصيته، تقوى الله – عز وجل – وكظم غيظ وحسن الخلق، لأن كظم الغيظ وحسن الخلق يعطي نتائج إيجابية في المستقبل، وهذا كان أهم ما يوصي به.

أم سعد: أوصي أخواتي باتباع سنة وهدي رسول الله - صلى االله عليه وسلم - وإن خالفت الأهواء لقول الله - تعالى - : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} جعلنا الله وإياكم منهم.

أم أيمن: أوصي أخواتي بأهم ما كان يوصينا به في الحديث الجامع، تقوى الله وحسن الخلق، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، بل بالإحسان، لأن هذا ليس بالأمر السهل، بل فيه مجـــاهدة للنفس، نسأل الله الصبر والثبات.
جزاك الله خيراً أم عبدالله.


أم عبدالله نجلاء: رحم الله شيخنا الفاضل أبو عبدالله عزت - رحمةً واسِعــــة - وجعل الفردوس الأعلى مأواه - وخلفه في عقبه خيرا.

وجزاكـُـــنّ الله خيرا، وبارك فيكُــــنّ وعليكُــــنّ، وبالطاعـــــاتِ عمَرَ أعمارَكـُـــنّ، فالعُمـْـــرُ في إدبار، وما الحيـــاةُ الدنيــــا بدار قرار.

بهذا ينتهي اللقاء، وعذراً على الإطالة.


لا حرمني الله منكنّ أحبتي، فإني في الله أحبكنّ ... وأسأله – سبحانه – أن يجعلها محبــَّـــة خالصـــــة ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم.

وأن يجمعنا في هذه الحياة الدنيا على طاعته، وفي الدار الآخرة في مستقر رحمتــــــه ودار كرامتــــــــه، على منابر من نور مع المتحابين في جلاله، وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله.

في حفظ الله ورعايته أترككنّ أخواتي الغاليات، وأستودع الله دينكنّ وأمانتكنّ وخواتيم أعمالكنّ.

المحبة لكن في الله

أم عبدالله نجلاء الصـــالح.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس