للنساء فقط

[مهجة القلب]

(تفريغ) لطيفة للمتخصصين في علم العقيدة للشيخ محمود الصرفندي

الأشاعرة و المتكلمون من الماتريدية و نحوهم لا يرون الأسباب. لهم كما ذكر التويجري و الصاوي في شرحه على حاشيته على الجوهرة و اللقاني و أيضا الدرديري في نظمه في الخريدة و أيضا السنوسي أبو عبد الله في شرحهم للبراهين الكبرى و الصغرى، ذكروا للأسباب صورا، من أشهر الصور، أن اتخاذ السبب عندهم يعتبر شركا ،هذه صورة من الصور.
يعني الأشاعرة مثلا و الماتريدية يقولون:
النار لا تحرق و لكن الله جعل الحرق عندها .
الطعام لا يشبع، الله جعل الإشباع عند الطعام.
السكين لا تذبح لكن الله يخلق الذبح عندها.
طبعا ابن حزم قال هذا من سفه العقول، كما في الملل و النحل لهم و هذا أثار هذا القول الذي قال به فرق من المتكلمين، أثار علينا ضحكات بعض الفلاسفة ، بل بعض من؟ بل بعض المستشرقين مثل شيخ المستشرقين غولد سهير في كتابه العقائد الاسلامية، يستهزئ بالمسلمين يظن أن كل أهل الاسلام يقولون بهذا القول و هذا غلط ،بل الله جعل للأسباب تأثير فيها و الفاعل الأول هو الله تبارك و تعالى.
و لهذا الأشاعرة لما قالوا أن الأسباب لا تفعل ليس فيها أثر، فلماذا جعلوا النبي سببا و جعلوا له أثرا؟
تأملوا يا طلبة العقيدة هذه اللطيفة:
الأشاعرة عندهم مذهب في مسألة الجبر، أن الأسباب لا أثر فيها و أن الله يفعل عند السبب لا بالسبب، عند السبب لا بالسبب. فكيف يتوافق هذا مع التوسل حيث جعلوا رسول الله صل الله عليه و سلم سببا و له أثرا؟ هذا يناقض أصلهم في مسألة السببية، في مسألة السببية، و لن يجدوا له جوابا.
و قد قرأت رسالة لأحد الأشاعرة و اسمها السببية عند الغزالي حاول أن يجد توجيه لهذا على بعض توجيهات الرازي و غير ذلك و ما استطاع في المطالب العالية و المباحث المشرطية لفخر الدين الرازي.
فهذا يعني من اللطائف في تناقض المذهب في نفسه أنهم نفوا أن يكون للسبب تأثير و أن يتخذ السبب مباشرة و هنا جعلوا النبي صل الله عليه و سلم سببا و جعلوا للسبب أثرا في نفسه.
طيب إن قالوا: لا، الله يجعل الأثر عند التوسل برسول الله، نقول لهم: اذن نخرج من الخلاف و كفى الله المؤمنين القتال و ندعوا الله مباشرة كما قال ابن الجوزي: فماذا تركوا لله ؟ فماذا تركوا لله ؟.
و الكلام في هذا الباب طويل.
طبعا ينتبه الاخوة أن هذه المسألة مسألة السببية ليست فقط في العقائد بل هذه المسألة مع كونها عقدية أثرت على العلوم الأخرى مثل السفراني في شرح اللوامع و هو يتكلم عن الحديث المتواتر يقول: افادة المتواتر عنده لا به، أراد فيه عقيدة الأشاعرة الباطلة و هو ان الله يفعل عند السبب لا به.
كذلك ابن عقيل ابو الوفاء في كتابه الواضح في أصول الفقه و هو يتكلم عن مسألة التطهر بالماء و هي مسالة خلافية عند الفقهاء و هي خاصة عند الشافعية، التفريق بين ورود الماء على النجاسة و ورود النجاسة على الماء. ويش قال؟ قال أبو الوفاء ابن عقيل: و النجاسة تذهب عند الماء لا به ،عند الماء لا به، أراد أيضا، ايش؟ الأثر العقدي و هو أن السبب لا أثر له.
فتنبهوا في قراءتكم في العلوم الشرعية أن العقائد تؤثر على بقية العلوم كتأثير مسألة السببية عند الأشاعرة على المسألة الفقهية هذه عند ابن عقيل و على مسألة الحديث المتواتر عند السفاريني و ان كان السفاريني بالجملة من أهل السنة.
طيب الآن استقبل الاتصالات ، اي مضلش وقت للبرنامج حقيقة أنا أعتذر لإخواني يعني أعتذر لإخواني يعني أني قصصت البرنامج و تكلمت في مسألة التوسل.
لكن بالجملة أعود أقول مادام أن وقت البرنامج قارب أن ينتهي، هناك رسالة رائعة للدكتور العروسي أو العيدروسي العروسي في مسألة أثر العقيدة في أصول الفقه كذلك هناك رسالة لأخ آخر في مجلدين مطبوعة من مكتب الدار الأثرية، أثر أصول العقيدة على أصول الفقه و هناك عدد من الرسائل ، و لله الحمد جمعت رسالة في أثر العقائد على المقالات الفقهية و الأصولية و الحديثية فمنها مثلا هذه المسألة، قول ابن عقيل النجاسة تذهب عند الماء لا به بناء على ايش؟ عقيدة ابن عقيل في مسألة السببية، و مثل السفاريني المتواتر يفيد العلم عنده لا به ،أرى أيضا هذا من تأثره بمسألة السببية .
معي اتصال، أبو عبد الرحمان من الجزائر و نختم به (بعد الاتصال و تفسير الرؤيا للأخ أكمل الشيخ كلامه و هو كالتالي)
طبعا من اللطائف يا إخواني أن كلمة يطيل الله عمرك أو أطال الله بقاءك أو يا طويل العمر الي نرددها كثيرا يا طويل العمر يا طويل العمر هذه لنا فيها سلف. فقد أسند الدارقطني في المؤتلف و المختلف من حديث رفاعة ابن رافع الأنصاري أن عمر قال لعلي في قصة طويلة قال أحسنت صدقت أطال الله بقاءك.
الحريري في كتابه درة الغواص ذكر قال و كان يعني عمر أول من دعا بهذا الدعاء أطال الله بقاءك. و لهذا قام أبو هلال العسكري صاحب الفروق اللغوية المشهور له كتاب آخر اسمه الأوائل ذكر فيه الأوائل في كل شيء و يعني قد يكون فيه شيء مسند ليس كأوائل الطبراني المسندة ابو القاسم الطبراني له الاوائل المسندة و هناك عدد من المحدثين كتبوا في الاوائل و اسندوها ، العسكري ليس بمحدث ليسند لكن قال عدّ عمر رضي الله عنه في كتابه الاوائل أنه أول من دعا بهذا الدعاء أطال الله بقاءك.
طبعا مسألة التوسل يا إخواني طويلة كما قلت و مسألة السببية لها كلام أطول و هذه لطيفة ينتبه لها الإخوة، حتى الي يناظرون الأشاعرة أنو أثر مسألة السببية في مسألة التوسل، أثر السببية عند الأشاعرة و الماتريدية في مسألة التوسل و إن كان هناك للماتريدية بعض التفاصيل التي خالفوا فيها الأشاعرة في السببية لكن بالجملة يوافقونهم فيها ،و الماتريدية على خلاف طويل و عقدي حقيقي و ليس لفظي.
نعم الشيخ زادة له رسالة و أبو عذبة الروضة الندية و أيضا السبكي له منظومة هؤلاء الثلاثة في مسألة الخلافية بين الأشاعرة و الماتريدية و من أعظمها مسألة تراخي المفعول عن الفاعل و هذه المسألة التي بسببها اختلف الماتريدية مع الأشاعرة، هل الخلق هو المخلوق هل الفعل هو المفعول هل العمل هو المعمول أم لا ؟
الماتريدية في الغالب وافقونا في هذه المسألة و خالفوا الأشاعرة، لأن الأشاعرة أرادوا أن يهربوا من مسألة حلول الحوادث و من مسألة حوادث لا أول لها و هو تسلسل الحوادث في الماضي الى مسألة ما يسمى عندهم بالإرادة التجوزية و الإرادة الصلوحية .

هذه المادة المفرغة هي استكمال لموضوع مسألة التوسل بذات النبي بين الجواز و المنع بحلقة تأويل الرؤى و المنامات لتاريخ 30/ 12/ 2012 الموافق ل 17/ صفر/ 1434 للشيخ محمود الصرفندي و هي موجودة على الرابط التالي

http://kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=52725

قام بتفريغ المادة الأخت مهجة القلب عضو منتدى كل السلفيين