جواب على إعتراض في فقه التمكين

[أنس أبو حمزة]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله أما بعد :
يعترض البعض على الطريقة السلفية في التمكين والتغيير بأنها طريقة طويلة وشاقة , ويقولون نحن نريد طريقة سريعة لتمكين وهذا ما نفعله في سلوك الثورات والمعارك السياسية فما هو الجواب
نقول 1- لم يَعِد الله عزوجل بالتمكين إلا لمن سلك سبيله من الايمان والعمل الصالح وهذا في قوله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملو الصالحات ليستخلفنهم في الأرض..............) الأية , فالايمان والعمل الصالح طريق للتمكين ولا سبيل لمعرفة الاسلام إلا بالعودة لمنهج السلف والدعوة إليه وهو ما نطلق عليه بالدعوة على طريقة التصفية والتربية
2 – ثم يقال هذا الكلام من المعترض يدل على وجود خلل في مفهوم التمكين المطلوب وما هو وماهي حقيقته .
أما التمكين من مفهوم السلفيين فهو ثمرة من ثمار الدعوة إلى التوحيد والسنة والايمان والعمل بهما وتربية الناس عليها في العقائد والعبادات والمعاملات والاخلاق وعلى هذا فهم لايبحثون عن الامامة والسلطه ابتدائا بل يعلمون الناس دينهم الحق ويدعون إليه حكاما ومحكومين لأنهم يريدون تمكين يحبه الله ورسوله ويرضاه لعباده ولأنهم يعلمون أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
أما الحزبيون والحركيون فمفهوم التمكين عندهم هو أن تجعل الحكم والامامة غاية تسعى إليها وتطلبها ولو باتباع كل طريق يخالف الشرع والدين فإذا وصلوا للحكم اصتطدموا بالواقع فلم يكن في الوصول للحكم تمكين للدين للأنه إما أنهم لا يستطيعون تطبيق الشريعة لنفرة الناس منها جهلا وهم الأكثر أو يأتون فيطبقون منها أي الشريعة شيئأ منها كالحدود غصبا والبقوة فيزيدون نفرة الناس من الدين وذلك لأن الايمان الحقيقي لم يدخل قلوبهم بعد وبالتالي لم يحصل التمكين المطلوب والواقع أكبر شاهد على ما نقول
ولذلك كانت الطريقة السلفية هي الطريقة المثلى والحل الوحيد لرفع الذل عن المسلمين وذلك بدعوة الناس حكاما ومحكومين للدين الحق فإذا غيروا ما بأنفسهم على مراد الله وآمنوا وعملوا صالحا جاء وعد الله وتحقق التمكين المطلوب لدينهم وذلك إما بتغيير حاكمهم وتولية من يكون صالحا مثلهم أو بهدايته ويكون هذا التمكين ثمرة الايمان والعمل الصالح
إذا الوصول للحكم ليس هو التمكين الحقيقي بل قد يكون الوصول للحكم من غير أن يكون ناتج عن الايمان والعمل الصالح سببا لسرعة زوال هذا الحاكم الذي بحث عن الحكم وطلبه ونيته صالحة لأن الآيات والأحاديث الكثير بينت أن الحكام من جنس المحكومين فإن كان المحكومون ظالمين كان الحكام من جنسهم وإن كانوا فاسقين كانو فاسقين وهكذاوقد ذكر النبي صلى الله علية وسلم أن من الذنوب ما قد يكون سببا في تسلط الحكام الجائرين فقال
وذكر صلى الله عليه وسلم أن الذل لن يرفع عن هذه الأمة إلا بالرجوع إلى دينه والتمسك به
فإذا تسلط هذا الحاكم الذي كانت نيته صالح وهو في نفسه صالح ولم يكن المحكومون مثله بل غالبهم الجهل بالشرع وارتكاب المعاصي فسيكونون هم من أسرع أسباب زوال ملكه لأن حكمة الله تأبى أن يسلط عليهم من غير جنسهم
3- أما ما ذكر من الطول والمشقة فنقول إن من أهم أسباب طول الطريق الدعوي ومشقته في الوصول للتمكين المطلوب هو انتم أيها الحزبيون لأنكم تركضون وراء سراب وتجرون معكم الملايين من الناس وتغررونهم وتقتحمون بهم الفتن والمهالك فتصرفون قلوبهم ووجوههم عن دعوة الكتاب والسنة فكيف إذا لا يكون الطريق طويلاً وشاقا ولو أنكم وقفتم معنا ورضيتم بالطريقة السلغية الهادية المهدية وساندتمونا في دعوتنا وصرفتم وجوه الناس قبل العلماء الراسخين وأيقنتم بوعد الله بالاستخلاف لما طال الطريق ولا كان شاقا ولأصبح من أيسر الطرق وأسهلها ولحصل به التمكين المطلوب والله أعلم

[عمربن محمد بدير]

بارك الله فيك
..............