أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
92694 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-10-2009, 12:14 PM
محمود بن عبد الكريم محمود بن عبد الكريم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 12
افتراضي " الإنصاف في تبيان بعض مسائل الخلاف"

" الإنصاف في تبيان بعض مسائل الخلاف"
الحلقة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عظيم المنة، وناصر الدين بأهل السنة، أحمده وأستعينه وأستغفره، اللهم لاشكَ ولا ارتياب، ولكن عملاً بهدي نبيك المجتاب صلى الله عليه وسلم أقول : « اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ » . كَانَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ به، رواه مسلم .
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ( فلو تجردت - أي القلوب - من حب من والته، وبغض من خالفته، وجردت النظر، وصابرت العلم، وتابعت المسير في المسألة إلى آخرها، لأوشك أن تعلم الحق من الباطل، ولكن: حبك الشيء يعمي ويصم.
والناظر بعين البغض يرى المحاسن مساوئ، هذا في إدراك البصر مع ظهوره ووضوحه، فكيف في إدراك البصيرة، لا سيما إذا صادف مشكلاً، فهذه بلية أكثر العالم .
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة *** وإلاَّ فإني لا أخالك ناجياً
اهـ. من مفتاح دار السعادة (2/468)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه ومن أثرهم اقتفى وبعد:-
فإلى الأخ محمد بن فلان وفقه الله وهداه وأرشدنا وإياه طريق رضاه.
هذه نصيحة سميتها " الإنصاف في تبيان بعض مسائل الخلاف "
انطلاقاً من قول النبي  « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قُلْنَا لِمَنْ ؟ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ » رواه مسلم، وأنت من عامة المسلمين، ونظراً لما وصلني منك من إساءة وأذية في الدين، ولأجل ما حصل بيني وبينك من أمور عجيبة، ومسائل غريبة، قد آلمتني وكدرتني لما رأيت من بُعدك عن الحق والصواب، ولما ارتكبتَ في حقي من أمور تخالف ما أمر به الملك الوهاب، ولكوني لم أتمكن من إزالة اللبس عنك، وبيان ما في نفسي لك.
لذلك عزمت على كتابة هذه الأسطر إقامة للحجة، وإزالة للشبهة، وحرصاً على هدايتك، وبياناً للحق، ورفعاً للبس، وإعذاراً إلى الله جل وعلا.
وقد كان في وسعي وقدرتي أن أخاطبك بأُسلوبك، وأن أكيل لك بمكيالك، وأن أقسو عليك بعباراتي، وعندي مندوحة شرعية من قوله تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ } وقوله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} وقوله:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} ولكني أخذت بالفضل، وطلبت الأكمل امتثالاً لقوله سبحانه:{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} وقوله: { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} وقوله:{وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} لذلك سأكتفي ببيان ماجرى، وتوضيح ماحصل، من غير أن ألجا إلى العبارات النابية، والكلمات المستبشعة، إلاَّ ما كنت مضطراً له مما كان توصيفاً لحالك، أوكشفاً لواقعك، فحينذاك أنا مضطر لاستعمال العبارة التي تدل على الحال، وتكشف الواقع، من غير أن يكون قصدي الطعن فيك، أو القدح في شخصك، فهذه أخلاق أرجو أن تتطهر منها نفوسنا نحن المتمسكين بما عليه أهل السنة .
ونظراً لأني قد التقيتُ بك مرتين! وجالستك جلستين ! فسأبدأ معك من البداية حين جاء أخونا أسامة... ونحن في مكة قبل ثلاث سنوات تقريباً وقال: إن أحد الشباب ويُدعى محمد... يريد الجلوس مع فلان لنقاشه حول المسائل المختلف فيها في الساحة بين أهل السنة، وقد ذكر أنك متصدر بين أترابك، ومتصدي للكلام في قضايا التجريح! وفي المسائل المثارة في الساحة، ولما رأيت أن الأخ رفض الجلوس معك لأسباب خاصة به، عرضتُ على الأخ سامة - وفقه الله- رغبتي في الجلوس معك إحساناً للظن بك، وسعياً في طلب هدايتك، وإرادة للخير لك.
ووالله قد ظننتُ أنك طالبُ علم! تفهم الأدلة، وتحسن معرفة وجه الاستدلال، وتتمكن من استيعاب وإدراك الحجج، وهذا الذي شجعني على الجلوس معك، ثم تفاجأت بشاب لم يضع قدمه في أول درجة من درجات طلب العلم، وهو محتاج إلى معرفة أبجديات ومبادئ العلم الشرعي، ومع ذلك هو متقحمٌ للكلام في الجرح والتعديل، والحكم على الآخرين .
والحاصل أني جلست معك في مكة - إن كنت تذكر- من بعد صلاة التهجد إلى ما بعد طلوع الشمس! وقصصت عليك قصة حديث الآحاد بأدلتها، وحدثتك عن المجمل والمفصل ببراهينه وحججه، وحكيت لك حكاية السني – السلفي - إذا صدر منه كلام لايليق في حق الصحابة رضى الله عنهم، وبيّنتُ لك من ضمن ما بينتُ أنه لايجوز أن يقال : إن الشيخ ربيعاً - وفقه الله- يسب الصحابة(1) لأنه معروف بحبهم والدفاع عنهم، والثناء عليهم، وأن ما صدر منه من كلام سيئ، وعبارات قبيحة في حق الصحابة لا يقال فيه إنه سبٌ لهم رضى الله عنهم، لأن اللفظ وإن كان سيئاً يجب التوبة منه، فإن المعتبر عند العلماء النظر إلى قصد المتكلم ومراده من تلك الكلمات والعبارات، وما اشتملت عليه عقيدته، والشيخ - وفقه الله- معروف بالدفاع عن الصحابة، وقد ألف كتاباً في الرد على سيّد قطب في كلامه على بعض الصحابة عنوانه" مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" لذلك وجب حمل مجمل ما قاله شيخنا الشيخ ربيع - وفقه الله - من كلام لا يليق في حق الصحابة على مفصل اعتقاد الشيخ النقي الزكي في حق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الشأن بالنسبة لخصمه من أهل السنة . وهذا باختصار هو حقيقة ما يسمى بـ ( المجمل والمفصل(2) ) .
وغير ذلك من المسائل التي بيّنتُها لك حتى ظننتُ - واللهِ – أنك قد زالت عنك الشبهة، ووضحت لك المحجة، وأقيمت عليك الحجة ! لكن يبدو أن هناك أمراً آخر حال بينك وبين الفهم و الرجوع للحق، أو أن الأمر كما قال الإمام الشوكاني- رحمه الله - وهو يرد على القائلين بعدم جواز البيعة القطرية في كتابه " السيل الجرار" بعد ذكره الأدلة : " ومن أنكر هذا فهو مباهت لا يستحق أن يخاطب بالحجة لأنه لا يعقلها "
وقد أخبرتك أني راجع بعد أسبوع تقريباً إلى البلاد، وسأثبت لك صدق ما ذكرتُه بأدلته من مصادره. ثم رجعت ولم يتيسر لي الجلوس معك لأسباب الله أعلم بها لعلك تعلمها !!!
ثم ذهبت الأيام وجاءت ورجعت قبل سنة تقريباً إلى أرض الوطن، وقدر الله تعالى أن يكون مقر سكني المؤقت في حيّكم قريباً منك، ووجدتك أنت وكثير ممن هو معك على طريقتك قد عزمتم على هجري(3) وترك السلام عليَّ ! ويعلم الله أني لم ألتفت إلى بهجركم، ولم أتأثر به كما توهمتَ وتخيلتَ فعندي ما يشغلني عنكم، ويضيق به وقتي، حتى خشيت التقصير في أهل بيتي، فكيف أتأثر بفراق قوم لا أعرف أشخاصهم، وإنما أعرف أحوالهم، ولا أطلب لهم من الله سوى الهداية، ثم إني مطمئنٌ بربي، وواثق بمولاي، ومستأنسٌ بخالقي أنساً يغنيني عن البشر كلهم، متمثلاً قول أبي عبد الله رحمه الله تعالى في النونية:-
لاتوحشنّك غربة بين الورى *** فالناس كالأموات في الحسبــان
أو ما علمت بأن أهل السنة *** الغرباء حقاً عند كل زمــــان
قل لي متى سلم الرسـول *** وصحبه والتابعون لهم على الإحسان
من جاهل ومعاند ومنافق *** ومحارب بالبغي والطغيــــان
وتظـن أنك وارثٌ لهم وما *** ذقتَ الأذى في نصرة الرحمــن
كلا ولا جاهدت حق جهاده *** في الله لا بيد ولا بلســــان
منّتك والله المحالَ النفسُ فاسـ *** ـتحدث سوى ذا الرأي والحسبان
لو كنت وارثه لآذاك الألى *** ورثوا عداه بسائر الألــــوان

إضافة إلى أني على بينة من ربي، أرى أن ما هداني إليه هو ما كان عليه نبينا محمد  وأصحابه الكرامومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا. وكلما أعدت القراءة في الخلافات الجارية في الساحة اليوم، أيقنتُ أنني- بفضل الله- على الحق، لأنه واضح وناصع لمن تجرد من الأهواء، وحظوظ النفس والعوائق والصوارف - وما أكثرها - نسأل الله التوفيق والتسديد .
وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه *** هانت عليه ملامةُ العذال
وازددتُ يقيناً أنكم إنما تتبعون ظنوناً تحسبونها حقائقاً، وأوهاماً تعتقدونها منهجاً سلفياً!!! سيّما ما يتعلق بقضية " الخلاف في الأشخاص الذي لا يُعد اختلافاً في المنهج " (4)
فبتأمل هذه القاعدة يتبين لك أن أكثر النزاعات الدعوية في الساحة الواقعية اليوم إنما هي بسبب الاختلاف في بعض الأشخاص جرحاً أو تعديلاً، وهذا النوع من الخلاف هو من جنس ما يسمى في علم أصول الفقه بتحقيق المناط، أي: إنزال الحكم العام على الأعيان، فإذا كان الجميع متفقين في أصول الاعتقاد، وثوابت المنهج- كما هو مُبين في الحاشية - فمجرد الاختلاف في تقييم شخص، أو تصنيفه لا يقدح في ذلك الاتفاق، ولا يوجب الفرقة والشقاق، فهذه كتب أئمتنا من علماء الجرح والتعديل مليئة بالخلافات الكثيرة بين أئمة السنة في تعديل الرواة وجرحهم، فتجد بعضهم يصف الراوي بالرفض أو التشيع أو الإرجاء أو الخارجية أو التجهم، وبعضهم يزكيه ويثني عليه ويعدله، ولم نجد – من منهج الأسلاف – أن الجارح يتهم المزكي بتلك البدع، أو أنه من المدافعين عن أهل البدع، أو أنه من المميعين - كما هو فهمكم وتطبيقكم هداكم الله - ونحو ذلك، وإنْ ردَ بعضهم على بعض، فإن الرد لا يقتضي التبديع أو التصنيف أو الإلحاق به! أو القدح في العقيدة والمنهج كما هو الحال اليوم بين كثير من أهل السنة ولاحول ولاقوة إلا بالله .
ذلك أن الاختلاف في إنزال الحكم على المعين له أسبابه، والمتكلم في هذا الباب تعتريه عوامل كثيرة علمية ونفسية وخُلُقية، ولا أدلّ على ذلك من تقسيم علماء الجرح والتعديل إلى متشددين ومتوسطين ومتساهلين من أئمتنا المتقدمين رحم الله الجميع .
ومن الأسباب :-
(1) عدم الوقوف على أسباب الجرح، وهذا عذر ظاهر لايلحق لأجله المزكي بالمبتدع .
(2) قد يقف عليها ولا يعتقدها مسوغةً للجرح لكون المسألة مما اختلف فيها، أو للاجتهاد فيها مسرح ومجال.
(3) قد يعتبرها من أسباب الجرح لكنه يُعذر فيها المخالف لموافقته للسنة في غالب أحواله، واعتبار تلك المخالفات هفوات اجتهادية كالتي أنكرت على بعض الأئمة كابن خزيمة وابن تيمية والهروي وغيرهم رحمة الله عليهم.
(4) وقد يعدها مخالفةً لكنه يحمل عباراته على حامل الاعتذار كما هو كثير من تطبيقات الإمامين ابن تيمية مع مخالفيه، وابن القيم مع الهروي رحمهم الله تعالى .

فلكل ذلك وغيره ينبغي التسليم لهذه القاعدة، فاختلافنا في الأشخاص اعتذاراً عنهم، أو إحساناً للظن بهم، أو لعدم انتهاض الأدلة أو لغير ذلك لا يُعد قدحاً في الاعتقاد أو المنهج، بل هو الأصل مع حرمة المسلم .
وقد وقفت على مقالٍ لفضيلة شيخنا الشيخ على بن حسن الحلبي – حفظه الله- يؤكد فيه على هذه القاعدة المتينة، والتي فيها ردٌ على بعض المغالين في القدح، المسرفين في الجرح، المخالفين لضوابطه وأصوله! قال وفقه الله : " .. فَلاَ يَزَالُ أَهْلُ العِلْمِ بِالجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، وَالمُتَكَلِّمِينَ فِي الرِّجَال - عَلَى اخْتِلاَفِ طَبَقَاتِهِم-نَقْدَاً وَرَدًّا- يَخْتَلِفُونَ -مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْد-.وَلَمْ نَرَ بَيْنَ عُقَلائِهِم اخْتِلافاً وَصَلَ إِلى قُلُوبِهِم! - بِسَبَبِ خِلافِهِم - قَلِيلاً أَوْ كَثِيراً-!.
وقال أيضاً - حفظه الله تعالى- : " وَكَمْ وَكَمْ قُلْنَا -وَسَنَظَلُّ نَقُولُ!-: لاَ يَجُوزُ أَنْ نَجْعَلَ اخْتِلافَنَا فِي غَيْرِنَا سَبَباً لِلخِلافِ بَيْنَنا!! فَإِنْ حَصَلَ؛ فَوَافَرْحَةَ مُخالِفِينا بِخِلافِنَا وَاخْتِلافِنَا -والَّذِي سَيَسْعَوْنَ إِلَى تَوْكِيدِهِ وَتَعْمِيقِه-. "
إلى أن قال – وهو ينعى على أهل الفوضى والغلو، - : (( وَإِنَّمَا أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ - حَسْبُ-؛ أَعْرِفُ حَقِيقَةَ نَفْسِي، وَأَعْلَمُ مَا عِنْدِي -وَاللهُ السِّتِّير-! فَإِذَا سُئِلْتُ: أَجَبْتُ بِمَا ظَهَرَ لِي مِنَ الحَقِّ فِي مَسَائِلِ الخِلاَفِ -كَيْفَمَا كَانَتْ-، حَرِيصاً عَلَى التَّوَقِّي وَطَلَبِ الدَّلِيل، وَمُوافَقَة الإِجْمَاع، وَعَدَمِ وُلُوجِ بَابِ الظَّنِّ، أَوْ التَّسَلُّلِ فِي أَبْوَابِ التَّقْلِيد!
إلى أن قال - ذاكراً منهج الإمام الألباني - رحمه الله- في التعامل مع من يخالفه في الأشخاص جرحاً وتعديلاً، ذماً ومدحاً- : " وَمِنْ أَشْهَرِ المَوَاقِفِ الصَّرِيحَةِ مِنِّي فِي ذَلِكَ -كَمَا أُكَرِّرُ دَائِماً- : أَنِّي كُنْتُ - قَبْلَ نَحْوِ عِشْرِينَ سَنَة- أُخَالِفُ شَيْخَنَا الإِمَامَ الألْبَانِيَّ -رَحِمَهُ الله-وَهُوَ مَنْ هُوَ!- فِي حُكْمِهِ عَلى (سَفَر الحَوَالِي )، و(سَلْمَان العَوْدَة ) -قَبْلَ أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُ أَمْرُهُمَا-!
كُلُّ ذَلِكَ دُونَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ -رَحِمَهُ الله- نَقْدٌ لِي، أَوْ اسْتِدْرَاكٌ عَلَيّ؛ فَضْلاً عَنْ غَمْزٍ بِي! أَوْ طَعْنٍ فِيّ!! وَدُونَ أَنْ يَكُونَ مِنِّي نَحْوَهُ -رَحِمَهُ الله- رَهْبَةٌ، أَوْ تَقْلِيد! فَمَا بَالُكُم -سَدَّدَكُم الله- بِمُخالَفَتِي مَنْ دُونَهُ –بِلاَ مَيْن- فِيمَن هُوَ أَقَلُّ بَلاَءً مِنْ ذَيْن؟! )) اهـ . من مقال لفضيلته بعنوان " لَنْ نُفْرِحَكُمْ.. أَيُّهَا المُتَرَبِّصُون! "
يتبع إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــ
(1) وقد بلغني أنك نقلتَ عني أني قلتُ: إن الشيخ ربيعاً يسب الصحابة!!! فإن صدق الناقل فأمرك عجب!! لأنها فرية بلا مرية! وإن كذب الناقل فأمره إلى الله.
(2) ومعنى الإجمال في كلمات الشيخ ربيع - وفقه الله - في حق الصحابة يتبين ويتضح إذا علمت أن الإجمال: " يكون في الحال كما يكون في المقال.
فأما الإجمال في المقال، فمثاله: أن يتكلم الرجل بكلمة تحتمل أكثر من معنى.
وأما الإجمال في الحال، فمثاله أن يتكلم الرجل بالكلمة لا يُجهل معناها، وإنما يُجهل قصد المتكلم منها، ومثال ذلك فيما نحن بصدده ما قاله الشيخ ربيع - حفظه الله - : ( والله كان الصحابة فقهاء في السياسة، ما ينجحون وما يستطيعون أن يستنبطوا في الإذاعة والإشاعة، يقعون في فتنة، قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة! ) اهـ. من شريط " الشباب ومشكلاته" وجه (ب) فإننا لا نجهل معنى قوله : ( ما يستطيعون أن يستنبطوا ..) ولا نجهل معنى قوله: ( قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة ) ولا نجهل أن هذه الكلمة خطأ، وهي من الكلمات التي لم يتراجع عنها الشيخ ربيع - وفقه الله - إلى الآن كما في رده : " الكر على الخيانة والمكر" ومن المحتمل عند من لم يعرف الشيخ ربيعاً أن يكون هذا منه سباً للصحابة!! ويحتمل أن يكون منه خطأً لم يقصده، وعلى كلام من يأخذ بقاعدة : " حمل المجمل على المفصل" فإنا ننظر إلى عقيدة الشيخ في الصحابة? فإن كان ممن يعتقد فيهم الباطل كالرافضة حملناه على ما تبين لنا من حاله، وكان هذا الحملُ مبيناً لما أجمل من حال الشيخ ربيع، وإن كان ممن يعتقد فيهم عقيدة أهل السنة، حملنا حال الشيخ على أحسن المحامل، وقلنا: إن هذه الكلمة زلة لم يقصد بها السب، فلما كان الشيخ ربيع من أشد المدافعين عن الصحابة- رضي الله عنهم - علمنا أنه لم يرد سبهم، وكان اعتقاده الذي سطره في كتبه هو المفصل المبين لنا حال الشيخ المجملة حين سمعنا وقرأنا له تلك الكلمات السيئة في حق بعض الصحابة . هذا مثال لما أجُمل من الأحوال، وليس المقصود بالإجمال هنا أنا لا نعلم حال الشيخ ربيع، بل مجرد الاحتمال!.
أما على قول من ينكر حمل المجمل على المفصل? ويجعله من الأصول الفاسدة! فلا ندري كيف سيتعامل مع كلمة الشيخ هذه وغيرها، وكيف يوجهها؟!!! " . انظر ما كتبه الأخ الفاضل الحمادي حول " المجمل والمفصل"
(3) وإني يا أخي محمد من منطلق الشفقة عليك أنت - ومن يشبهك- أنصحك بالحذر والخوف من الهوى الخفي! الذي ذكره الإمام ابن تيمية - رحمه الله- بقوله : " فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله، فالطاعة لابد أن تكون خالصةً لله، أن تكون موافقةً لأمره فتكون خالصةً لله صواباً، فمن هجر لهوى نفسه، أو هجر هجراً غير مأمور به، كان خارجاً عن هذا، وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ظانة أنها تفعله طاعة لله!!! ) اهـ. مجموع الفتاوى (28/207)
(4) إذا كان الجميع متفقين " أنَّ الرَّد على أهل البدع والدعاة إلى الأهواء، والتحذير من باطلهم، ونقض شبهاتهم وأضاليلهم، وإشهار عيوبهم ونقائصهم، وبيان أنَّهم على غير الحقّ والصواب أمرٌ متحتمٌ على أهل العلم وطلابه، ليُتقى شرُّ هؤلاء، وليَعلم القاصي والداني ضلالهم وانحرافهم وبعدهم عن الحقّ والرشاد، وهذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المأمور به شرعاً " اهـ . من مقدمة شيخنا الشيخ عبد الرزاق العبّاد - وفقه الله- لكتابه القيّم " القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد"
وكان الرد على المخالفين من أصول الإسلام " مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنَّة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإنَّ بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم و يصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام وصلى اعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل . فبيّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء " اهـ. الفتاوى (28/321)
قلت: وهذا ما أدين الله به، وأساله سبحانه أن يعينني على القيام به طاعة لله تعالى، وفي هذا توضيحٌ وردٌ على خطئك في زعمك وتوهمك أني أرى الرد على أهل البدع من الغلو، كما في رسالتك الهاتفية الأولى التي أرسلت لي فيها كلاماً للشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله – يتضمن أن الرد على المخالف من أصول هذا الدين . وهو ما سبق نقله وإقراره، ثم قلتَ لي: فهل هذا غلو؟!!! والجواب: لا والله ليس من الغلو، بل هو أصل من أصول الإسلام، لكن الغلو يقع في الجهل وسوء تطبيق هذا الأصل - وهو ما يسمى بتحقيق المناط- بإنزاله على من لا يستحقه من أهل السنة، فتنبه ولا تخلط بين الأمرين لتكون من الراشدين .
كتبه : محمود بن عبد الكريم آل موسى الهاشمي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-10-2009, 09:07 PM
ساري الاثري ساري الاثري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8
افتراضي تأييد

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخانا على هذه التوضيحات المنهجية في اسلوب بارع وقالب رائع .... الاوهو قالب النصيحة
فعلا نحن نعاني غربة من هؤلاء
انكماش في الدعوة
قسوة وغلظة في القلوب
جفاء بين الاخوان
قلة طلاب العلم وكثرة طلاب الشهرة والدنيا والمال والاكل واللغو
فالله المستعان وعليه التكلان
زادك الله حرصا اخانا واعانك في بيان الحق وليكن رائدك الحلم والحكمة وضع نصب عينك ان الاخلاص عزيز وان الشهوة الخفية قاتلة وان الله ناصر دينه ومعل كلمته
ونحن في انتظار حلقاتك...................
محبكم................................الباحث عن الحق
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-12-2009, 12:25 AM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا الفاضل
نصيحة طيبة لمن عقلها وأنصف
فبارك الله فيك وفي جهودك
نفعك الله ونفع بك .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.