أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
62426 91579

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-20-2009, 03:18 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي المحبة في الله - تعالى - ثمراتها ، وآدابها ــ جـ 2

المحبة في الله - تعالى - ثمراتها ، وآدابها ــ جـ 2

22 / 1/ 1430 هـ .

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله، أما بعد :

قال الله - تعالى - : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ۞ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبه 71 - 72].

إن للأخوة الإيمانية والمحبة في الله - تعالى - ثمرات عظيمة وأجور جليلة أعدّها الله - تبارك وتعالى - للمتحابين في جلاله أذكر منها ما يلي :

1. إن الله - تعالى - وعد المؤمنين والمؤمنات الذين جمعتهم أخوة الإيمان برحمة منه وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم كما في الآية الكريمة أعلاه.

2. أن الله - تعالى – شهد لهم بالهداية، وأن أواصر الألفة، والمحبة في الله تتقوى بفضل الله - تعالى - بجمعهم على كلمة التوحيد، والتبرؤ من الشرك، مما ينشر الأمن والأمان، والطمأنينة، والهدوء النفسي .
قال الله - تعالى -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [سورة الأنعام 82].

3. أن المؤمن يجد حلاوة الإيمان، وطراوته ونداوته، ويستشعر به لذته وسعادته : فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يلقى في النار) (متفق عليه) انظر : [مشكاة المصابيح 8].

4. المتحابون في جلال الله يحبهم الله عز وجل على منابر من نور يوم القيامة : فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (قال الله – تعالى - في الحديث القدسي: (حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتواصلينَ فيّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، المتحابون في ّ على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء) (حديث صحيح) رواه: (أحمد، والطبراني في الكبير، والحاكم) انظر : [صحيح الجامع 4321].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (زار رجل أخا له في قرية، فأرصد الله له ملكا على مدرجته، فقال: أين تريد ؟ قال: أخا لي في هذه القرية، فقال هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، أن الله أحبك كما أحببته) (حديث صحيح) انظر: [ صحيح الجامع رقم : 3567 ] .

5. المتحابون في جلال الله – تعالى - أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه : فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما تحابّ اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما، أشدهما حبًا لصاحبه) (حديث صحيح) [صحيح الجامع 5594 ].

6. المتحابون في جلال الله - تعالى - أحبهما إلى الله عزّ وجلّ أشدهما حبًا لصاحبه: فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما تحابّ رجلان في الله، إلا كان أحبهما إلى الله - عزّ وجلّ - أشدهما حبا لصاحبه) رواه البخاري.

7. المتحابون في جلال الله – تعالى - يحبهم الله - تعالى -، وجبريل عليه الصلاة والسلام وأهل السماء، ثم يوضع لهم القبول في الأرضP قال الله – تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [سورة مريم: 96].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله – تعالى - إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله – تعالى - يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، فيبغضونه، ثم يوضع له البغضاء في الأرض) (صحيح). انظر: [مختصر صحيح مسلم رقم 1771].

8. المتحابون في جلال الله – تعالى - من الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله : فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله – تعالى - في الحديث القدسي: (قال الله – تعالى - حقت محبتي على المتحابين، أظلهم في ظل العرش يوم القيامة، يوم لاظل إلا ظلي) [صحيح الجامع 4320] .
وعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشا في عبادة الله - تعالى -، ورجل قلبه معلق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال : إني أخاف الله - تعالى -، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها فلا تعلم شماله ما تنفق يمينه) رواه البخاري.

9. المتحابون في جلال الله – تعالى - يحشرون يوم القيامة مع من أحبوا يوم القيامة يجتمع شملهم، وتقر أعينهم، وتكتمل سعادتهم :ــ فعن أنس وأبي ذر - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنت مع من أحببت) (متفق عليه).

10. المتحابون في جلال الله – تعالى - على منابر من نور يوم القيامة : فعن معاذ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله – تعالى - : (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور ، يغبطهم النبيون والشهداء) صحيح رواه : (الترمذي) انظر : [ صحيح الجامع 4312 ] .

11. المتحابون في جلال الله – تعالى - يرجون إدراك الأجور العظيمة التي أعدها الله تعالى لهم بزيارة الأخوة في الله – تعالى - : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من عبد أتى أخا له يزوره في الله إلا نادى مناد من السماء : أن طبت وطابت لك الجنة، وإلا قال الله في ملكوت عرشه : عبدي زارَ فيّ، وعليّ قِراه، فلم أرْضَ له بقِرىً دون الجنة) أخرجه أبو يعلى في مسنده والبزار وأبو نعيم في الحلية عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعا. انظر : [السلسلة الصحيحة 2632] .
وعن علي - رضي الله عنه - قال : قال - صلى الله عليه وسلم - : (من أتى أخاه المسلم عائدا مشى في خرافة الجنة حتى يجلس ، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح) صحيح رواه : (ابن ماجه والحاكم) انظر : [السلسلة الصحيحة 1367. صحيح الجامع 5934].
وعن الضحاك بن قيس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أتى الرجل القوم فقالوا له : مرحبا، فمرحبا به يوم القيامة يوم يلقى ربه، وإذا أتى الرجل القوم فقالوا له : قحطا ، فقحطا له يوم القيامة) [صحيح الجامع 266] .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : - (من عاد مريضا أو زار أخًا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا) (حسن. رواه الترمذي وابن ماجه) انظر : [صحيح الجامع 6387].

12. المتحابون في جلال الله – تعالى - كالأعضاء في الجسد الواحد، يستشعرون لذة بشعورهم أن أهل الإيمان يشاركونهم أفراحهم وأتراحهم : إذ أن المؤمن يفرح لفرح أخيه المؤمن، ويألم لألمه، حتى ولو كان في أقصى الأرض، فيأنس ولا يشعر بالوحشة والوحدة ويَهونُ عليه الأمر، حتى ولو كان غريبا بمعتقده في بيته، وبين أهله في حيه ووطنه. وهذا بفضل الله – تعالى - من ثمرات الإيمان.
فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الرأس من الجسد) حديث حسن. انظر : [السلسلة الصحيحة 1137].
وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى رأسه اشتكى كله ، وإن اشتكى عينه اشتكى كله) رواه (أحمد، ومسلم) [الصحيحة 1138].

وكرامات إثر كرامات، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، تتقوى بمعرفة آداب المحبة والأخوة في الله والعمل بها.

الآداب التي تتقوى بها أواصر الألفة والمحبة والأخوة في الله

1. أن يراعي حقوق الأخوة الإيمانية، فإنها غاليـــــة، وثمنها غالي، وتحتاج إلى صبر ومجاهدة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمّـته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه) [مختصر صحيح مسلم 1418].
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من بدأ بالسلام، فهو أولى بالله ورسوله) [صحيح الجامع 6121].

2. أن يتلطف بالنصح له : قال الله – تعالى - : {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].

وقال الإمام الشافعي رحمه الله - تعالى - :

تغمـــــــــدني بنصحك في انفرادي **** وجنبي النصيحة في الجماعـــــة
فإن الـنــــــصح بين النـــاس نوع **** من التوبيخ لا أرضى استماعــــه
وإن خالفتــــــــني وعصيت قولي **** فلا تجـــزع إذا لم تعـــط طاعــــة.

وقال أيضا : [من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه].

3. المشاركة الوجدانية : وذلك بالتواصل، والتباذل، والتزاور في الله، ومشاركته أفراحه وأتراحه، وإظهار الحرص عليه: فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه، يسأل عنه إن غاب، ويتفقد أحواله، فإن كان مريضا عاده، أو كان ناسيا ذكّره، يرحب به إذا دنا، ويوسع له إذا جلس، ويصغي له إذا تحدّث، ويواسيه بماله إن احتاج إليه، ويعينه على قضاء حاجته، ويؤثره على نفسه ولو كان به خصاصة.

4. أن يسمعه من الكلم الطيب ما يحب : فلا يؤذيه بكلام قبيح وإن كان مازحا، بل يثني عليه، ويدعوه بأحب أسمائه إليه، ويخبره أنه يحبه في الله، وذلك لتوطيد العلاقة بينهما، وتمكين هذه المحبة وزيادتها : ــ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رجلا كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فمر به رجل فقال : يا رسول الله ! إني لأحب هذا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلمته ؟ قال : لا، قال : أعلمه، قال : فلحقه فقال : إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له) حديث حسن. انظر: [سنن ابي داود 4/ 333 رقم 5125].

وعن وكيع في " الزهد" ( 2/ 67 /2) بسند صحيح عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - مرفوعا : (إذا أحبّ أحدكم أخاه في الله، فليبين له، فإنه خير في الإلفة، وأبقى في المودة].
(قال شيخنا الألباني – رحمه الله – تعالى – فيه : مرسل صحيح الإسناد. وله شاهدٌ من حديث مجاهد مرسلٌ أيضا .... فالحديث بمجموع الطرق حسن إن شاء الله – تعالى -) انظر: [السلسلة الصحيحة 1199].

5. ويستقبله بالبشاشة والإبتسامة الحنون التي تترك أثرها الطيب في القلب مع احتساب الأجر: فعن أبي ذر- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه.
وزاد : (وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة) (حديث صحيح) [انظر : صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 2658].

6. أن لا يحاول التطلع إلى خباياه وخصوصياته، ليستكشف أسراره : فلا ينبغي للمؤمن أن يتحسس، أو يتجسس، ولا يُجادل في باطل، ولا يسيئ الظن، ولا يغتاب، ولا يُكثر العتاب فيملّه صاحبه، ولا يلحّ عليه في السؤال فيحرجه ويوَترَه.
فعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله حرّم عليكم : عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعًا وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) (حديث صحيح) انظر : [مختصر مسلم 1757].

7. أن يجتنب الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة، ولا يقبح، ولا يحقر، ولا يهزأ، ولا يطعن، ولا يلعن، فإن هذا ليس من ديدن المؤمن.
فعن عبدالله ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس المؤمن بالطعّان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذئ) [صحيح الجامع 5381].

بل يكف عنه لسانه فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره، وأن يبلغه ثناء الناس عليه، ُمظهرا اغتباطه بذلك، َيشكرهُ إن أحسن، وَيكظمُ غَيظهُ إن أساء، وأن يبتعد عن الغيبة والنميمة والقذف، وعن النفاق، والرياء، والحقد، والحسد، وأن يحسِن الظن، ويستر العيوب، ويعفو عن الزلات، ويتغاضي عن الهفوات، فالمؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العثرات، وكل ابن آدم خطاء.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه) رواه البخاري. [صحيح الجامع 5917] .

8. الهدية مع عدم التكلف : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تهادوا تحابوا) [صحيح الجامع 3004].

وقد قالوا: "من سقطت كلفته، دامت ألفتـه، ومن خفت مؤونته دامت مودته".

على أن لا تتحول الهدية بين الأخوة في الله إلى غير ذلك من المصالح الدنيوية فقط، كجلب منفعة، أو دفع مضرة، بما يسمونه "الواسطة، أو الرشوة، والربا على حساب الآخرين"، فإن هذا مُخـِلّ بالأخوة الإيمانية، ومُنقِصٌ من أجر الهدية إن كانت غير خالصة لوجه الله - تعالى -.

9. حفظ وقت الأخ في الله ، والحرص على عدم إضاعته: وذلك بمراعاة أوقات الزيارة والإتصال، ليعينه على قضاء حاجاته الخاصة، فلا يحرجه مع أهل بيته، أو يشغله بغير ضرورة، وخاصة إذا كان عالما أو طالباً لعلم.
قال الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [سورة الأحزاب 53].

10. الوفاء، وحسن الظنّ، وحسن العهد، وإظهار الحرص عليه، والدفاع عنه إذا اقتضت الضرورة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من وراءه) [الصحيحة 926].
وعن عائشة - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ حُسنَ العهدِ من الإيمان) [صحيح الجامع 2056].
وعن البراء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من ذبّ عن عرض أخيه في الغيبة، كان حقا على الله أن يُعتقهُ من النار) [صحيح الجامع 6240].

11. التروّي والنظر في عواقب الأمور، والحذر من الشهوات، والشبهات، والفتن، والمعاصي، وسوء الظن، وتقلب القلوب : فكم يتحرق القلب ألماً وحسرة عندما ينقلب المُحبّ الودود إلى عدوٍّ لدود، وسبحان مقلب القلوب، فإنها تتقلب، ولقد كان من دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلوبنا على دينك) صحيح . رواه ابن ماجة والحاكم عن النواس ابن سمعان - رضي الله عنها – . انظر : [صحيح الجامع 7988].

وعن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا نبي الله ! آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال : (نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء) (صحيح). رواه الترمذي وابن ماجه. انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 102] و [صحيح الجامع 1685].

وعنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما تواد إثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما) انظر : [صحيح الجامع 5603].

وقال الله تعالى : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ۞ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة هود 15 ـ 16].

12. الدعاء له بخير ولمن يحب، حيا أو ميتا . قال الله - تعالى -: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [سورة الحشر 10].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك: آمين، ولك مثل ذلك) رواه (مسلم).

وقال أحد الصالحين : [أين مثل الأخ الصالح ؟ إن أهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه، ويتمتعون بما خلّف، والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدِم أخوه عليه وما صار إليه، يدعو له في ظلمة الليالي، ويستغفر له وهو تحت أطباق الثرى] انظر: [منهاج المسلم ص 112].

والحرص في الدعاء على جوامع الكلم من دعاء النبي. ومنها ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر) رواه مسلم. انظر : [صحيح الجامع 1236].

أسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم على منابر من نور يوم القيامة مع المتحابين في جلاله، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
إنه وليّ ذلك والقادر عليه - سبحانه -.


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.

بقلم وتقديم : ام عبدالله نجلاء الصالح.


لطفــــــًا : الجزء الأول على هذا الرابط.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-20-2009, 10:41 PM
أم أمامة الأثرية أم أمامة الأثرية غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 58
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-20-2009, 11:15 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي شكر وتقدير

وإياكم، ولكم بمثل وزيادة أختي الغالية أم أمامة الأثرية، رؤية وجه الله الكريم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض.
وشكر الله لكم المرور والدعاء، وثبتني الله وإياكم على الأثر.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-14-2010, 03:16 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

من درر وفوائد الإمام الألباني - رحمه الله - في المحبة في الله

السائل : الذي يحب في الله يجب أن يقول له أحبك في الله ؟.

الشيخ : نعم ، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ، قَـلّ من يدفعه، أتدرون ما هو ثمن الحب في الله ؟ هل أحد منكم يعرف الثمن ؟ من يعرف يعطينا الجواب...

أحد الحضور : يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...) منهم رجلا تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.

الشيخ : هذ كلام صحيح في نفسه، ولكن ليس جواباً للسؤال، هذا تعريف للحب في الله تقريبًا وليس بتعريف كامل.
أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر، ولا أعني الأجر الأخروي، أريد أن أقول من السؤال ما هو الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟ فقد يكون رجلان متحابان، ولكن تحاببهما شكلي، وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي؟.

أحد الحضور : (أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه).

الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب ...

أحد الحضور : قال تعالى : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة آل عمران 31].

الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر ..

أحد الحضور : الجواب قد يكون في الحديث الصحيح (ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان ....) من ضمنه الذين تحابا في الله.

الشيخ : هذا أثر المحبة في الله ، ما هو ، حلاوة يجدها في قلبه.

أحد الحضور : قال تعالى : ﴿وَالْعَصْرِ ۞ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۞ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَــاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَـــقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [سورة العصر].

الشيخ : أحسنت، هذا هو الجواب، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة، كذلك أنت تقابلني بالمثل، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جدًا بين المدعين الحب في الله، الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص، ولكن ما هو كامل، وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر، بيخاف يزعل، بيخاف يشرد .... إلى آخره.

ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر ﴿وَالْعَصْرِ ۞ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۞ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [ سورة العصر]. [انتهى كلامه رحمه الله وجعل الفروس الأعلى مأواه].

المرجع : الحاوي من فتاوى الألباني . ص .(165 - 166).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-14-2010, 04:01 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

جزاكِ الله خيرًا -أختي الفاضلة- على هذه الفوائد القيمة.

وهذا عرض مختصر للنقاط السابقة:

إن للأخوة الإيمانية والمحبة في الله - تعالى - ثمرات عظيمة وأجور جليلة أعدّها الله - تبارك وتعالى - للمتحابين في جلاله أذكر منها :-
1- أن الله - تعالى - وعد المؤمنين والمؤمنات الذين جمعتهم أخوة الإيمان برحمة منه وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم.
2- أن الله - تعالى – شهد لهم بالهداية، وأن أواصر الألفة، والمحبة في الله تتقوى بفضل الله - تعالى - بجمعهم على كلمة التوحيد، والتبرؤ من الشرك، مما ينشر الأمن والأمان، والطمأنينة، والهدوء النفسي .
3- أن المؤمن يجد حلاوة الإيمان ، وطراوته ونداوته ، ويستشعر به لذته وسعادته.

4- المتحابون في جلال الله يحبهم الله عز وجل على منابر من نور يوم القيامة.
5- المتحابون في جلال الله – تعالى - أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه.
6- المتحابون في جلال الله - تعالى - أحبهما إلى الله عزّ وجلّ أشدهما حبا لصاحبه.
7- المتحابون في جلال الله – تعالى - يحبهم الله - تعالى - ، وجبريل عليه الصلاة والسلام وأهل السماء ، ثم يوضع لهم القبول في الأرض.
8- المتحابون في جلال الله – تعالى - من الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
9- المتحابون في جلال الله – تعالى - يحشرون يوم القيامة مع من أحبوا يوم القيامة يجتمع شملهم، وتقر أعينهم، وتكتمل سعادتهم.
10- المتحابون في جلال الله – تعالى - على منابر من نور يوم القيامة.
11- المتحابون في جلال الله – تعالى - يرجون إدراك الأجور العظيمة التي أعدها الله تعالى لهم بزيارة الأخوة في الله – تعالى -.
12- المتحابون في جلال الله – تعالى - كالأعضاء في الجسد الواحد، يستشعرون لذة بشعورهم أن أهل الإيمان يشاركونهم أفراحهم وأتراحهم.

الآداب التي تتقوى بها أواصر الألفة والمحبة والأخوة في الله
1- أن يجتنب الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ، وأن يراعي حقوق الأخوة الإيمانية.
2- أن يتلطف بالنصح له.
3- المشاركة الوجدانية.
4- أن يسمعه من الكلم الطيب ما يحب.
5- ويستقبله بالبشاشة والابتسامة الحنون التي تترك أثرها الطيب في القلب مع احتساب الأجر.
6- أن لا يحاول التطلع إلى خباياه وخصوصياته، ليستكشف أسراره.
7- وكذلك لا يقبح، ولا يحقر، ولا يهزأ، ولا يطعن، ولا يلعن، فإن هذا ليس من ديدن المؤمن.
8- الهدية مع عدم التكلف.

9- حفظ وقت الأخ في الله ، والحرص على عدم إضاعته.
10- الوفاء، وحسن العهد، وإظهار الحرص عليه، والدفاع عنه إذا اقتضت الضرورة.
11- التروّي والنظر في عواقب الأمور، والحذر من الشهوات، والشبهات، والفتن، والمعاصي، وتقلب القلوب.
12- الدعاء له بخير ولمن يحب، حيا أو ميتا.

وهنا موضوع فيه فوائد
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-14-2010, 11:48 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

شكر الله لك المرور والدعاء ابنتي الغالية " أم زيد " وسلمت يمينك على الإضافة والإختصار، وأجزل لك الأجر والمثوبة وعاطر الثناء.

أسأل الله - تعالى - أن يجمعني بك والأخوات الفاضلات على منابر من نور مع المتحابين في جلاله وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.