أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
47189 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 06-12-2013, 02:23 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي نصيحة فضيلة الشيخ عبدالمالك رمضاني لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير والجهاد البدعي

نصيحة فضيلة الشيخ عبدالمالك رمضاني لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير والجهاد البدعي

ولهذا ابن تيمية - رحمه الله - بيّن أن هناك جهاد بدعي وجهاد شرعيّ، قال:
الكتاب والسنة مملوءان بالأمر بالجهاد وذِكر فضيلة الجهاد، لكن ينبغي أن يعرف الجهاد الشرعيّ الذي أمر الله به ورسوله من الجهاد البدعيّ، جهاد أهل الضلال الذين يجاهدون في طاعة الشيطان، وهم يظنون أنهم يجاهدون في طاعة الرحمن، كجهاد أهل البدع و الأهواء كالخوارج ونحوهم.. إلى آخر كلامه رحمه الله، فيتأمل هذا كلُّ امرء ناصح لنفسه، والله وليّ التوفيق.

- المُقَدِّم: شيخنا بارك الله فيكم، أنتم في مدينة النبي - عليه الصلاة والسلام -؛ الأُمَّة عندنا حكومةً وشعباً انطلاقاً من قول الله - تعالى - : {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} و ... نتمسك بخيار السلم والمصالحة كخيار استراتيجيّ، فهل من كلمة ونداء توجهون من بَقِيَ مَن .. هؤلاء على شعاب الجبال ؟.

- الشيخ: أنا أقول لهؤلاء: لو كنتم في عصر الحجاج والله ما بقي منكم أحدٌ نصف نهار يعيش، لو كنتم في دولة الحجاج ما كان ليسمح لأحد منكم أن يعيش، لو ضُبط وتُمُكن منه، أنتم الآن في نعمة، دُعيتم إلى مصالحة وإلى الرجوع، أنصحكم بأن ترجعوا ؛ وما بَقِيَ عندكم من مسائلات وشبهات وما إلى ذلك، اسألوا أهل العلم وأنتم في كامل أمنكم وتمام عقولكم، اسألوا أهل العلم واحداً واحدا، ولا تقدموا أنفسكم هكذا هديةً للشيطان تموتون بلا فائدة ، كما سمعتم في الأثر السابق أثر حذيفة.

هذه المصالحة - وطالت مدتها - هذه نعمة من الله لكم، مع أن الذي أحدثتم والله إنه لعظيم، إراقة الدماء، ما أشدها عند الله - عزّ وجلّ - أعظم ذنب بعد الشرك بالله - تبارك وتعالى -، ثم يَمُنُّ الله - عزّ وجلّ - عليكم بأن يُعطّف الدولة عليكم، فتدعون إلى المصالحة، المصالحة كما قال ربنا - عزّ وجلّ - : {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، ثم ادرسوا هذه الموضوعات وحاولوا واحدةً واحدة، وهذا حقيقةً من شرع الله، فارجعوا بارك الله فيكم، وتوبوا إلى الله، واعلموا أن الإنسان إذا عاند لم يُصلح الله رأيه، الرأي الصحيح أن يقول: تبت ورجعت، أما العناد فهذا ليس بطيب..

لكن الذي أنصح الجانب الآخر : ألا تكتفي الدولة بأن ترجع هؤلاء حتى تٌمكن أهل النصح حقيقة من المنابر ليبينوا لهؤلاء الحقّ فيما هم فيه، ويزيلوا عنهم الشبهات، هذا ضروري، وإلا الواحد منهم ينزل من جحره الذي كان فيه، ثم يدخل آمنا مع الناس ثم لا يجد من يبين له وجهة الحق، هذا يبقى على شبهاته، وربما يفسد المجتمعات بأفكاره.

والله تعالى أعلم.

- المقدم: أشكر فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائريّ من مدينة النبي - عليه الصلاة والسلام - على هذه المداخلة، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 06-13-2013, 07:54 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي كلمةٌ منهجيةٌ هادية في بعض الأحداث الجارية : مركز الإمام الألباني

كلمةٌ منهجيةٌ هادية في بعض الأحداث الجارية

مركز الإمام الألباني

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدِ المرسَلين، وعلى آله وأصحابه -أجمعين-، ولا عدوان إلا على الظالمين.

أمَّا بعد:

فحِرصاً منا على نقاءِ دين الإسلام -أصلاً-، وصَفاءِ سُمعة أهله -أساساً-، واستقرار أَمْنِ بلاده -ابتداءاً- نقولُ:

إنَّ ممِّا يُحْزِنُ النَّفوسَ الأَليمةَ -كثيراً-، ويُدْمي الأفئدةَ الحزينةَ -شديداً-: هذا الذي يَجْري في أنحاءٍ متعدّدة مِن العالم -بعامة- والعالم الإسلامي -بخاصّة- ممِّا يُنسَبُ إلى الإسلامِ؛ مِن قتلٍ، ودمارٍ، وتفجيرٍ.

فالإسلام بَراءٌ مِن هذا -كُلِّه-، ولو جرى ووقع -وللأسف- باسم الإسلام!!!.

وأهلُ الإسلام -الأصفياء- براءٌ مِن هذا كُلِّه.

ولئن وقع هذا -اليومَ- في العراقِ، والباكستانِ، وأفغانستان... -وغيرِها-؛ فقد وقع -بالأمس- في بلادنا الأردنِ، وكذا السعودية، ومصر... -وغيرِها-.

فالجُرْمُ واحدٌ، والداءُ واحدٌ، والحكمُ واحدٌ.

وإننَّا لنعتقدُ -بِجَزْمٍ وحَزْمٍ- أنَّ أعمالَ التَّقتيلِ والتفجيرِ التي تُصِيبُ أهلَ الإسلام، أو غيرَهم مِن أهلِ الأَمان، أو الاستئمان -في كُلِّ مكان-: أَعمالٌ مُحرَّمةٌ؛ لما فيها:

من هتكٍ لحرُمات الإسلامِ المعلومةِ مِن الدِّين بالضرورة
مِن قتلِ للأنفس المعصومةِ الدَّم.
ونقضٍ للأمن والاستقرار، وحياة النَّاس الآمنينَ.
وتضييعٍ للمصالح العامةِ للدولِ.
فضلاً عن عدم التفريق بين الرجال والنِّساء، والأطفالِ والشيوخ، والمدنيِّين والمحاربين.

وإنَّنا لَنَجْزِم -بيقين- بحرمة الاعتداء على الأنفسِ البريئة - سواءٌ في الدَّم، أو المالِ، أو العِرْض -؛ لما في ذلك من تهديد لحياة النَّاسِ الآمنينَ المطمئنين -في مساكنهم ومعايشهم-، والإضرار بمصالح الأفرادِ والشعوب -عامة-.

وإنّنا على يقين أنَّ مبنى كثيرٍ مِن هذا القتلِ الأعمى-والتَّدمير والتَّفجير- قائمٌ على التَّسرع في التكفير للمسلمين -عامتهم وخاصتهم، حُكَّامِهم ومحكوميهم-!!.

وهذا حُكمٌ جِدُّ باطلٍ؛ لِمَا يترتَّبُ عليه مِن أمور خطيرةٍ، مِن استحلال الدَّم، ومنع التوارثِ، وفسخِ النكاح -وإيجادِ أيتامٍ وأراملَ- كما تقدم-.


فلا يجوزُ التَّساهُل فيه -أبداً-.

ومِن خطورة التكفيرِ -أيضاً-: أنَّه يرجعُ إلى قائله بالكفرِ؛ إذا حُكم به على شخصٍ -ما- ليس كافراً؛ كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيُّما امرئٍ قالَ لأخيه: يا كافرُ؛ فقد باء بها أحدُهما -إنْ كان كما قال-، وإلا رجعتْ إليه» - (متفق عليه).

وإنَّنا نرى -أيضاً- حُرمةَ أعمالِ التقتيلِ والتَّخريبِ -على اختلافِ صورها وأنواعها-؛ كمِثْلِ التفجيرِ لأماكنِ العبادةِ، والمستشفيات، والمدارس، وإشعالِ الحرائقِ في الممتلكات العامةِ، ونسف المساكنِ، أو الجسورِ والأنفاق، وتفجيرِ المصالح العامة والخاصَّة؛ كمحطات الكهرباء، أو الوقودِ، وأنابيب البترول -ونحو ذلك-، وهي -جميعاً- جرائمُ شنيعةٌ يستحقُّ أصحابُها العقوبةَ الرادعةَ لهم.

وكذلك نُنَبِّهُ على مُنابذَةِ الوسائل المستحدثة في التغيير -من المظاهراتِ الرجالية، أو النسائية -فضلاً عن المختلطة!- والتوكيدِ على أنَّها ليست حلاً للمشكلات، أو سبيلاً شرعيًّا لإنكار المنكرات، بل نرى أنَّها مِن البدع المحدثة، والأفكار المستوردةِ مِن الغربِ.

وأنَّها -كذلك- مِن أسباب الفتن والشُّرورِ، وأبواب الخروج؛ التي تؤدي إلى انفلات الأمور، وإشاعة الفوضى والأضرار، وإضعاف سلطان ولي الأمر، والتعدِّي على أَموال الناس، والتَّعرُّض لمزيدٍ مِن البلاءِ، بما في ذلك ما يقعُ مِن دَسِّ المندسِّين بين الصفوف! .

وأيضاً؛ فإنَّنا نرى بشاعةَ وجُرمَ وحُرمةَ ما يفعلُه بعضُ النَّاس -هذه الأيّامَ- مِن حَمْلِ المتفجراتِ وشدِّها على الأنفس، ثم تفجيرها -بالنفسِ- في الأسواق العامة، أو المُجتمعاتِ، أو الحافلات -وغيرها-، وبخاصةٍ في بلاد المسلمين.

لأنَّ هذا -أولاً- مِن قتل النَّفس والآخرين قتلاً عشوائياً ظالماً غاشماً لا يفرِّق بين مسلم وغيره، وظالم ومظلوم، وذكر وأنثى، وكبير وصغير، وإنسان وحيوان؛ ولأنَّ هذه الأفعالَ ز

-ثانياً- لا مصلحةَ للإسلام والمسلمين فيها -ألبتَّةَ-، فضلاً عمَّا يزدادُ -بسببِها- العدوُّ مِن الشدةِ على المسلمين، والتنكيلِ بهم، والإذايةِ لهم، والتضييق عليهم.

والواجبُ علينا -والحالةُ هذه- أن نُغيِّر ما بأنفسنا -بالحقِّ-، وأن نرجِعَ إلى الله -عزَّ وجل-، وأن نُقيم فرائضَه، ليغيِّر اللهُ ما بنا، فالسعيدُ مَن انشغل بالذي أراده اللهُ منه -من واجباتٍ وفرائضَ-، والمخذولُ مَن ترك ذلك وعَمِلَ على زعزعة أمن البلاد والعباد، وأساء في أفعاله وتقريراته.

وهذا الصنفُ مِن النَّاس(!) لا يجدُ له مرجعيةً معتبرةً من العلماء؛ فلا تراه مُتَعلِّقاً إلا بسراب، أو يكونُ سمسارَ أحزاب، ينفخُ في رماد؛ يدمِّر البلاد، ويُسيء إلى العباد.

فإلى الله المشتكى من صنيعهم، وجرأتهم، وفجورهم!.

وهؤلاء -الذين يقومون بهذه الأعمال التخريبيَّة- أصحابُ فكرٍ منحرف، وعندهم غلوٌّ في التفكير، وجرأة في التكفير.

فالواجبُ على العلماء الربانيين -لزوماً-: التحذيرُ منهم، وإدانةُ أعمالهم، وبيانُ المؤاخذات عليهم، وتحصينُ الطلبة والخطباء والدعاة -وعامّة المسلمين- من أفعالهم الشنيعة، وأفكارهم الخَرِبة، والحيلولة دون وصولها إليهم.

بل نُنادي بضرورة التمايز عنهم، ومُناوأتِهم، ومُنابَذَتِهم... ومِن أهم الأسباب المُعِينة على ذلك:

1-
التأصيلُ الشرعي العلمي للدعاة، بحيث لا تنطلي عليهم شُبَهُ هؤلاء الدعاة - الذين هم -في حقيقتهم- دُعاةٌ على أبواب جهنم؛ مَن أجابهم: قذفوه فيها-، ولا سيَّما على تفنيد شبهة التكفير بالباطلِ، والوقوف على أقوال أئمة أهل السنة -القدماء والمعاصرين- حول قضيّة الحكم بغير ما أنزل الله، وأنواعه، وأحكامه، والتفقُّه في أحكام الجهاد الشرعيّ، وضوابطه الأساسيّة.

2- تسميتُهم باسمهم الواضح الصريح: (الخوارج) -أو: التكفيريِّين-؛ إذ أخبرَنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنهم يظهرون بين الفَيْنَة والفَيْنَة، ثم ينقطعون!
وِممَّا يدلُّ على ما قلناه: أنَّ الروافضَ والخوارجَ وجهان لعملة واحدة، متى ظهر هؤلاء، نَبَزَ أولئك!
وهذا ما قرّره شيخُ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- في «منهاج السنة النبوية».

3- العنايةُ بتقريرات العلماء الكبار؛ فالمسائلُ الكبار ليست لأحداث الأسنان وسُفَهاء الأحلام، وإنما هي من شأن أولياء الأمور الحريصين، وتقريرات العلماء الربانيين.

ويُعجبنا -غايةً- ما قاله بعضُ العلماء الكبار -على إثر تفجيرات وقعت في بعض البلدان-:

(ثم لْيعلم الجميعُ أن الأمة الإسلامية -اليوم- تُعاني من تسلُّط الأعداء عليها من كل جانب، وهم يفرحون بالذرائع التي تُسوِّغُ لهم التسلُّطَ على أهل الإسلام، وإذلالَهم، واستغلالَ خيراتِهم، فَمَن أعانَهم في مقصدهم، وفتح على المسلمين وبلاد الإسلام ثغرًا لهم: فقد أعان على انتقاصِ المسلمين، والتسلُّط على بلادهم. وهذا مِن أعظم الجُرم).

4- الواجبُ على الجميع -حُكاماً ومحكومين- المحافظةُ على الأمن؛ فهو نعمةٌ عظمى، ولا يكون ذلك -بعدَ توفيق الله- إلا بتولِّي وُلاةُ الأمور -سدَّدهُم الله- كَشْفَ منابع الشَّرِّ والتّطرُّف والانحراف، ومحاربة العلماء -وفَّقهُم الله- لأفكارِ الغُلُوِّ والتكفير، ونَقْضِها؛ سواءٌ كان ذلك مِن أفرادٍ أم جماعاتٍ، داخلَ البلاد أم خارجَها- والتي من خلالها تسلّل (العنف) إلى هؤلاءِ، وسرى (الغلوُّ) إليهم.

وما راج ذلك الغُلُوُّ البَشِعُ -بصوره!- إلا عند مَنْ يطعنُ في العلماء، ويُسيء الظنَّ بهم، ويرميهم بكبائر الفعائل، وفظائع الأشياء، ممّا رتّب على ذلك إذكاء نَفَس التثوير والتفجير، واحتقارَ أولياء الأمور، والتنقيصَ من شأنهم -وقد يقعُ مِن (بعضهم) -بل أكثرِهم- تكفيرُهم، والحكمُ بردّتهم.

وإنَّ هذا البيانَ -بَعْدُ- لَفُرْصةٌ مُناسِبةٌ لتذكيرِ أولياءِ أُمور المسلمين -وعامَّتهم- {فإنَّ الذِّكرى تَنْفَعُ المُؤمنين}- بِما يفعلُهُ الصهاينةُ الغاصبون في بلادنا الإسلامية السَّليبة- فلسطين المحتلة -عامّةً-، وفي بيت المقدس -خاصّةً-، وفي المسجد الأقصى -بصورةٍ أخصَّ-؛ مِن تقتيلٍ، وسَجْنٍ، وتعذيب، ومُصادرة للأراضي، وحِصارٍ شرِسٍ للمدنييِّن العُزَّلِ، ناهيك عن تلك المُحاولات الدنيئة -المستمرة- (منهم) لِهدم أُولى القبلتين -المسجد الأقصى المبارك-، وإحلال هيكلِهم المزعومِ مكانَه!.

وهذا -كُلُّهُ- يدعو أولياءَ الأمور -وفّقهم الله- إلى التصدِّي لهذا العدوان الصهيونيِّ الصارخ بكل وسيلة شرعيَّةٍ متاحة؛ وإعانةِ إخوانِهم المظلومين -المحرومِ أكثرُهم مِن الحاجاتِ الإنسانيَّة الأساسيّة مِن غذاءٍ ودواءٍ-؛ فإنَّ هذا من أعظم الواجبات عليهم، بل هو -إن شاء اللهُ- مِن صُوَر الجهاد الشرعيِّ العظيم الذي يُقَرِّبُهم إلى الله زُلفى.

ولا مُفَرِّج إلا اللهُ -سبحانه وتعالى- القائل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، و: {إنَّ ربَّك لبالمرصاد}.

ونُذكّر -أخيراً- بقول الله -تعالى -والذي هو صِمَامُ أَمانٍ لكل المجتمعات العربية والإسلامية في كل زمان ومكان-: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}؛ فتوفيرُ الإيمان مِن أعظم أسباب جلب الأمن والأمان، ودفع الرُّوع والخوف وعدم الاطمئنان.

وصلّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه -أجمعين-.

وآخِرُ دعوانا إنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.


24/ محرم/ 1431هـ - 10 /1 /2010م.

مركز الإمام الألباني للدراسات العلمية والأبحاث المنهجية.

عمان - الأردن

الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
أ.د. باسم بن فيصل الجوابرة
د.محمد بن موسى آل نصر
د. زياد بن سليم العبادي
الشيخ علي بن حسن الحلبي.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 06-13-2013, 08:33 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بيان من مركز الإمام الألباني حول الأحداث الجارية في أردننا -حرسه الله -

بيان من مركز الإمام الألباني

حول الأحداث الجارية في أردننا -حرسه الله - وسائر بلاد المسلمين - صانها الله من الفتن-.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فلقد أخذ الله العهد والميثاق على العلماء وجوب بيان الحق، خاصة في أوقات الفتن والأزمات فقال سبحانه : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}[آل عمران: 187].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وُلاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَكُمْ». رواه مسلم (4578) وغيره.

ومن هذا المنطلق؛ فإن أهل العلم القائمين على هذا (المركز) يعتقدون : وجوب الاعتصام بكتاب الله تعالى، وبسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ -، وتوحيد الكلمة على كلمة التوحيد التي جاء بها نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ - بفهم سلف الأمة الصالحين، وأئمة الإسلام المُتِّبَعين.

إذ اختلال هذه الأصول هو سبب الفتن والأزمات التي لاقتها الأمة الإسلامية في ماضيها وحاضرها.

ويعتقدون أن الأمن جزء لا يتجزأ من الإيمان، وأن السلم والسلام لا ينفكان عن الإسلام، لقوله - تعالى - : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام: 82].

ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ - : «الْمُؤْمِنِ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ». رواه أحمد (23958) وغيره عن فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ وغيره.

وقد كان نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ - يكرر غرة كل شهر حين يرى الهلال : «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ». رواه أحمد (1397) وغيره عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وغيره.

وإنه من المعلوم - ضرورة - أنه لا أمن بلا سلطان، ولا سلطان بلا طاعة في طاعة الله - عز وجل - لقوله - تعالى - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59].

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِى الْمَعْرُوفِ». رواه البخاري (7145) وغيره عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

ومن هنا فإنه من المعلوم ضرورة - أيضاً - أن الأئمة والحكَّام والسلاطين يتفاوتون - عدلاً وجوراً - على مدى التاريخ الإنساني والبشري، ومع هذا التفاوت أمر الله في محكم كتابه بإِلانَةِ النّصيحَةِ لهم، فقال لموسى وهارون : {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} [طه: 43 ـ 44].

وأمر نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ أمته بالصبر عليهم مهما كان حالهم - جوراً وعدلاً- فقال: «..يَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَاىَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِى وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِى جُثْمَانِ إِنْسٍ، قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ». رواه مسلم (4891) عن حذيفة بن اليمان.

ورضي الله عن الصحابي الجليل، خادم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ -، أنس بن مالك الأنصاري، الذي مسته فتنة الحجاج بن يوسف الثقفي حتى وَسَمَهُ بِوَسْمِهِ فقال لمن استنصحوه واستشاروه - كما روى البخاري (7068) عن الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ -: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: «اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ» سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ.

ورحم الله إمام أهل السنة والجماعة المُطاع، والذي مسته سياط الظلم والطغيان؛ الإمامَ أحمدَ بن محمد بن حنبل الشيباني البغدادي الذي قال للناس عندما شكوا له ما يلقونه من الواثق : «اتقوا الله واصبروا حتى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ، وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمته على الضلالة». وهو مَرْوِيٌّ عن الصحابي الجليل أبي مسعودٍ البدري.

وقد مضت السنة عند جماهير أهلها على عدم التهييج والتثوير على ولاة الأمر -وإن جاروا-؛ لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة، والحلول العقيمة، وإراقة الدماء، وتهييج الدهماء، وانعدام الأمن، وضياع الأمان.

وإذ نهيب بولاة أمر المسلمين - وفقهم الله لطاعته - في هذه الأيام وفي كل حين، لتحقيق العدل، وإقرار الأمن، ومحاربة الفساد، والحرص على مصالح الأمة والعباد، مذكرين بأمر الله الذي أمرهم به بقوله - تعالى - : {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء: 58].

ومذكرين بما لهم عند الله من حُسن الجزاء على عدلهم بقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِى ظِلِّهِ ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلٌ ...». رواه البخاري (6806) وغيره عن أبي هريرة وغيره.

وإذ ندعو أبناء شعبنا الأردني الكريم، وأبناء أمتنا العربية والإسلامية المباركة الخيّرة :

أن لا ينزعوا يداً من طاعة،
وأن لا يفارقوا السنة والجماعة،
وأن يحرصوا كل الحرص على سلامة البلاد والعباد،
وأن يتذكروا وعد الله لعباده المتقين على لسان كليم الله رب العالمين : {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف: 128].

والحمد لله رب العالمين.


عمان، الأردن
الثلاثاء‏، 02‏ جمادى الأولى‏، 1432هـ.
الموافق ‏05‏ نيســـــان‏، 2011م.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 06-17-2013, 06:12 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي نصيحـــة من فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين.

نصيحـــة من فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين.

من عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :

فإن الله قد أوجب على المسلمين التناصح فيما بينهم والتواصي بالحق ، يقول الله تعالى: {وتواصوا بالحق}، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

وإني من باب الشفقة على شبابنا، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، رأيت أن أكتب هذه الكلمة بعدما لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله، وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه.

لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل ؛ فكان هذا سبباً لاستدراجهم والإيقاع بهم من أطراف مشبوهة ، فكانوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، يحققون بهم أهدافهم المشينة، وينفذون بهم مآربهم، في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل.

وقد سبق أن حذرنا وحذر غيرنا من الذهاب للخارج بهذه الحجة، لأن الأوضاع كانت مضطربة، والأحوال ملتبسة، والرايات غير واضحة، وقد ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة منها :

1 – عصيان ولي أمرهم ، والافتيات عليه ، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( من أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني)) ويقول - صلى الله عليه وسلم - : ((السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره)) والأدلة في تحريم معصية ولي الأمر كثيرة.

2 – وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادا ، خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البلاد الطاهرة بإجماع أهل الحل والعقد ، وهذا محرم ومن كبائر الذنوب ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) أخرجه مسلم.

3 – وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة.

4 – استغلالهم من قبل أطراف خارجية، لإحراج هذه البلاد الطاهرة، وإلحاق الضرر والعنت بها، وتسليط الأعداء عليها، وتبرير مطامعهم فيها.

وهذا من أخطر الأمور إذ هذا الفعل منهم قد تعدى ضرره إلى الأمة المسلمة، وطال شره بلادا آمنة مطمئنة، وفعلهم هذا فيه إدخال للوهن على هذه البلاد وأهلها.

ومعلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر ، وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش ، وله الحق في تسيير الجيوش والنداء للجهاد وتحديد الجهة التي يقصدها والزمان الذي يصلح للقتال إلى غير ذلك من أمور الجهاد كلها موكولة لولي الأمر ، بل أن علماء الأمة أهل الحديث والأثر قد أدخلوا ذلك في عقائدهم ، وأكدوا عليه في كلامهم.

يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ في الأمراء: ((هم يلون من أمورنا خمسا : الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود، والله ما يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن والله إن طاعتهم لغيظ وإن فرقتهم لكفر)).

ويقول الطحاوي ـ رحمه الله ـ: ((والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى يوم القيامة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما)).

ويقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في العقيدة الواسطية : ((ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا)) .

وهذا الأمر مستقر عند أهل السنة والجماعة أن لا جهاد إلا بأمر الإمام وتحت رايته، والأصل في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر وإن يأمر بغيره كان عليه منه)) أخرجه الشيخان، وغيره من الأحاديث في هذا الباب وعلى هذا جرى إجماع الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من سائر المسلمين.

وعليه فإن الذهاب بغير إذن ولي الأمر مخالفة للأصول الشرعية ، وارتكاب لكبائر الذنوب والمحرض لهؤلاء أحد رجلين :

ـ إما جاهل بحقيقة الحال ؛ فهذا يجب عليه تقوى الله عز وجل في نفسه وفي بلاده ، وفي المسلمين ، وفي هؤلاء الشباب ، فلا يزج بهم في ميادين تختلط فيها الرايات وتلتبس فيها الأمور ، فلا تتضح الراية الصحيحة من غيرها ويزعم أن ذلك جهادا .

ـ وإما رجل يعرف حقيقة الحال ، ويقصد إلحاق الضرر بهذه البلاد وأهلها بصنيعه هذا، فهذا والعياذ بالله يخشى عليه أن يكون من المظاهرين لأعداء الدين على بلاد التوحيد وأهل التوحيد ، وهذا خطر عظيم .

وواجب الجميع تقوى الله عز وجل والتبصر في حال الأمة ، والعمل وفق شرع الله ، والصبر في طريق العلم والتعليم والدعوة ، وعدم الاستعجال والتهور، وليعلم الجميع أن الأيام دول، وأن الله ناصر من نصر دينه، وأن العاقبة لأهل التقوى.

فالنصيحة: أن نجتهد في تعليم الناس التوحيد ونحملهم عليه ، وعلى القيام بحق الله عز وجل وهذا واجب العلماء والدعاة وطلبة العلم، مع إعداد القوة والتهيؤ للعدو، وهذا من واجبات ولي الأمر .

كما أوصي أبنائي الشباب بطاعة الله قبل كل شيء ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم، هذا مقتضى الشريعة، وأوصي أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين.

كما أحثّ إخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس، والأخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع، وتحذيرهم من مغبة الانسياق وراء الهوى ، والحماسة غير المنضبطة بالعلم النافع .

أسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يبصرنا بمواطن الزلل منا، كما أسأله سبحانه أن يعزّ دينه ويُعلي كلمته وينصر عباده الموحدين.

وأن يحفظ على بلادنا وسائر بلاد المسلمين الأمن والإيمان ، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأسأله سبحانه أن يغفر لنا ويرحمنا وأن لا يسلط علينا بذنوبنا من لا يخافه فينا ولا يرحمنا ، إنه سبحانه سميع مجيب .


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ،،،

المفتي العام للمملكة العربية السعودية

ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء .

الرياض 19 رمضان 1428هـ الموافق 1 أكتوبر 2007 م. واس.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 06-17-2013, 06:18 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هدية للحزبين والحركيين والتكفيريين من أقوال فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -

هدية للحزبين والحركيين والتكفيريين من أقوال فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -

(يتعذر القيام بالجهاد في عصرنا الحاضر)

الخميس 23 سبتمبر 2004 م

قال فقيه الزمان - رحمه الله تعالى -: إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه؛ لضعف المسلمين مادياً ومعنوياً.

وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية، ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة)).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #106  
قديم 06-17-2013, 06:35 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هدية للحزبين والحركيين والتكفيريين من أقوال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.

وهذه هدية أخرى للحزبين والحركيين والتكفيريين من أقوال فضيلة الشيخ د. صالح الفوزان.

قال - حفظه الله تعالى - :
«الوالي ما عطل الجهاد، هذا كذب! الوالي -ولله الحمد- ما عطل الجهاد؛ ولكن في وقتنا الحالي لا تتوفر الشروط الجهاد، إنما يكون مع توفر شروطه، ولم تتوفر الشروط في هذا الوقت فهو منعه ؛ لأنه لم تتوفر شروطه، فالوالي لم يمنع الجهاد، والجهاد من صلاحيات الإمام، هو الذي ينظم الجهاد ويأمر به وهو يقوده أو يأمّر عليه.

هكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعمل، ما كان الصحابة يخرجون يجاهدون بدون أمر الرسول، بدون تجهيز الرسول، ما كانوا يخرجون ويقولون أخواننا في مكة، ويجاهدون، بل كانوا ينتظرون أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لأنه هو إمامهم.

وكذلك من يأتي بعد الرسول من الأئمة يتولون هذا الأمر، ولهذا يقول العلماء في كتب العقائد " والجهاد ماضٍ مع كل إمام براً كان أو فاجراً"، ليست فوضى ! المسألة مع كل إمام لا بد من إمام».

عضو اللجنة الدائمة للإفتاء د. صالح بن فوزان الفوزان.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #107  
قديم 06-17-2013, 06:53 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تحريم قتل النفس والجناية عليها لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.

تحريم قتل النفس والجناية عليها

لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.

قال الله تعالى : {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة).

والنفس التي حرم الله، هي نفس المسلم ونفس الكافر المعاهِد والذمي والمستأمن. قال صلى الله عليه وسلم : (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة). وقال الله - تعالى - : {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}.

فجعل نفس المعاهِد مثل نفس المؤمن في قتل الخطأ تجب بها الكفارة والدية، وحرَم سبحانه قتل نساء الكفار وصبيانهم ورهبانهم وشيوخهم وأمر بقتال المقاتلين منهم المدافعين عن الكفر الصادّين عن الإسلام.

وأمر بقتل المرتد وهو الذي يكفر بعد إسلامه بارتكاب ناقص من نواقص الإسلام بعد استتابته لأنه عرف الحق وآمن به ثم ارتد عنه بعد معرفته فيقتل حماية للعقيدة التي هي أولى الضرورات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها وفي غير هذه الأحوال .

فالنفس معصومة وكرامة الإنسان محفوظة قال تعالى: { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}. وقال تعالى: { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم على البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}.

فالكفرة الذين لا يباح قتلهم وقتالهم نتعامل معهم بأحسن معاملة : في البيع والشراء في إبرام العقود والعهود معهم والوفاء لهم ما وَفّوا لنا {فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} في الإحسان إلى من أحسن إلى المسلمين منهم : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم}.

أوجب على الولد المسلم البِرّ بالوالد الكافر: { وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي }.

أباح لنا التزوج من المحصنات الكتابيات { والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم}.

وأوجب علينا دعوتهم إلى الإسلام لإخراجهم من الظلمات إلى النور ومحبة للخير لهم إن النفس البشرية محترمة تجب المحافظة عليها إلا في الأحوال التي شرع الله قتلها فيها لمصلحة أعظم ولذا حرم الله على الإنسان أن يقتل نفسه لأي دافع. قال تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيرا}.

وصح في الحديث أن من قتل نفسه فقد أوجب الله له النار وأن من قتل نفسه بالسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم ومن قتل نفسه بحديده فحديدته في يده يجأ بها نفسه في نار جهنم، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم، ومن ذلك قتل النفس بما يسمونه الانتحار، أو قتل النفس في التفجيراتالتي يسمونها الجهاد في سبيل الله، ويزعمون حصول الشهادة لمن يفعل ذلك، وهو قاتل لنفسه يستحق النار والعذاب، والجهاد بريء من هذا العمل.

وكذلك لا يجوز تعريض النفس للخطر الذي تترجح في التعرض له مصلحة شرعية، قال - تعالى - : {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} فالنفس البشرية محترمة ما لم يُهِنْها صاحبها بالكفر والمعاصي،
قال تعالى: { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون}.


اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه صالح بن فوزان الفوزان.
عضو هيئة كبار العلماء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #108  
قديم 06-17-2013, 07:15 PM
خولة السلفية خولة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 414
افتراضي

انتقاءات طيبة نافعة بإذن الله

أسأل الله الكريم أن ينفعك والمسلمين بها

وأن يصلح بها خلقا كثيرا آمين.

وهذه فائدة وفقكم الله:


صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب الْإِمَارَةِ - الإمام جنة أي كالستر لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ويمنع الناس بعضهم من بعض ويحمي بيضة الإسلام

- ص 542 - قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ ) هَذَا الْحَدِيثُ أَوَّلُ الْفَوَاتِ الثَّالِثِ الَّذِي لَمْ يَسْمَعْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ مُسْلِمٍ ، بَلْ رَوَاهُ عَنْهُ بِالْإِجَازَةِ وَلِهَذَا قَالَ : عَنْ مُسْلِمٍ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا بَيَانَهُ فِي الْفُصُولِ السَّابِقَةِ فِي مُقَدِّمَةِ هَذَا الشَّرْحِ .

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْإِمَامُ جُنَّةٌ ) أَيْ : كَالسِّتْرِ ;

لِأَنَّهُ يَمْنَعُ الْعَدُوَّ مِنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ ،

وَيَمْنَعُ النَّاسَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ ،

وَيَحْمِي بَيْضَةَ الْإِسْلَامِ ،

وَيَتَّقِيهِ النَّاسُ وَيَخَافُونَ سَطْوَتَهُ ،

وَمَعْنَى " يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ " أَيْ : يُقَاتَلُ مَعَهُ الْكُفَّارُ وَالْبُغَاةُ وَالْخَوَارِجُ وَسَائِرُ أَهْلِ الْفَسَادِ وَالظُّلْمِ مُطْلَقًا ،

وَالتَّاءُ فِي ( يُتَّقَى ) مُبْدَلَةٌ مِنَ الْوَاو لِأَنَّ أَصْلَهَا مِنَ الْوِقَايَةِ .


المصدر



---------------------
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب
فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد
فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا

من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
رد مع اقتباس
  #109  
قديم 06-17-2013, 10:48 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

سرني مروركم والدعاء، والإضافـــــة القيــّــــمة ابنتي الحبيبــــــة " خولـــــة السلفيـــــــة "

شكر الله لكم وبارك فيكم وعليكم، وجزاكم الله - جلّ في عُلاه - خير الجزاء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #110  
قديم 06-17-2013, 11:33 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي تهييج الناس وإيغار صدروهم على الحكام بذكر معايبهم والطعن فيهم والتظاهر ضدهم.

تهييج الناس وإيغار صدروهم على الحكام بذكر معايبهم والطعن فيهم والتظاهر ضدهم :

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله – :
عن المنشورات الوافدة من لندن، ومضمون كلام السائلين أنهم سمعوا كلاماً لبعض العلماء لكن يريدون الفتيا التي تصدرونها أنتم حتى نكون على بينة من أمرنا.

فأجاب – رحمه الله - : أما المنشورات التي تصدر من المسعري ومن معه في لندن للتشويش على هذه الدولة، وهذه البلاد. وقد صدر منا غير مرة الوصية بعدم نشرها، أو بإتلاف ما يوجد منها، وأنها تجرّ إلى الفتن والفرقة والاختلاف، فالواجب إتلاف ما يصدر وعدم تداوله بين المسلمين.

والدعاء لولاة الأمور بالتوفيق والهداية والصلاح، وأن الله يعينهم على كل خير، وأن الله يسدّد خطاهم، ويمنحهم البطانة الصالحة، في الصلاة وغيرها؛ يدعوا الإنسان ربه في سجوده، وفي آخر صلاته، وفي آخر الليل، للمسلمين ولولاة الأمر بالتوفيق والهداية وصلاح الأمر والبطانة.

أما نشر العيوب فهذا من أسباب الفتن، ولما نشرت الخوارج العيوب في عهد عثمان قام الظلمه والجهلة على عثمان فقتل، حتى قتل عليّ بسبب هذه المنشورات الخبيثة، ما بين كذب وبين صدق لا يوجب الخروج على ولاة الأمور، بل يوجب الدعاء لهم بالهداية والتوفيق.

هذه الأشياء التي سلكها المسعري وأشباهه هي من جنس ما سلكه عبد الله بن سبأ وأشباهه في عهد عثمان وعلي، حتى فرّقت الأمة، وحتى وقعت الفتنة وقتل عثمان ظلماً، وقتل عليّ ظلما وقتل جمع كثير من الصحابة ظلماً.


[ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.