أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
38894 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 02-16-2012, 12:03 AM
أبوحمزة عماد المصرى أبوحمزة عماد المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 27
Thumbs up احذر من السلفية الحزبية - ثلاثية ابن عثيمين -


ثلاثية ابن عثيمين بعنوان

احذر من السلفية الحزبية

ثلاث نقول من كلام و درر فقيه الدعوة
الشيخ ابن عثيمين






النقل الأول
معنى (السلفية) وحكم الانتساب إليها
السؤال
فضيلة الشيخ جزاكم الله خيراً: نريد أن نعرف ما هي السلفية كمنهج، وهل لنا أن ننتسب إليها؟ وهل لنا أن ننكر على من لا ينتسب إليها، أو ينكر على كلمة سلفي أو غير ذلك؟


الجواب :
السلفية : هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم هم الذين سلفونا وتقدموا علينا، فاتباعهم هو السلفية.

وأما اتخاذ السلفية كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حق،

واتخاذ السلفية كمنهجٍ حزبي فلا شك أن هذا خلاف السلفية ، فـ السلف كلهم يدعون إلى الاتفاق والالتئام حول سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يضللون من خالفهم عن تأويل، اللهم إلا في العقائد، فإنهم يرون أن من خالفهم فيها فهو ضال أما في المسائل العملية فإنهم يخففون فيها كثيراً

لكن بعض من انتهج السلفية في عصرنا هذا صار يضلل كل من خالفه ولو كان الحق معه، واتخذها بعضهم منهجاً حزبياً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى دين الإسلام، وهذا هو الذي يُنكر ولا يمكن إقراره، ويقال: انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون! انظروا طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يُسوغ فيه الاجتهاد، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة، وفي مسائل عقدية، وعملية، فتجد بعضهم مثلاً يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربه، وبعضهم يقول: بلى، وترى بعضهم يقول: إن التي توزن يوم القيامة هي الأعمال، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي توزن، وتراهم أيضاً في مسائل الفقه يختلفون كثيراً، في النكاح، والفرائض، والبيوع، وغيرها، ومع ذلك لا يضلل بعضهم بعضاً

فـ السلفية بمعنى أن تكون حزباً خاصاً له مميزاته ويضلل أفراده من سواهم فهؤلاء ليسوا من السلفية في شيء.
وأما السلفية اتباع منهج السلف عقيدة وقولاً وعملاً وائتلافاً واختلافاً واتفاقاً وتراحماً وتواداً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) فهذه هي السلفية الحقة.
لقاء الباب المفتوح [57]



النقل الثانى

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله. : يُستفاد من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي.."، أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة؛ لا تنتمي إلى حزب.

هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان: خوارج.. معتزلة.. جهمية.. شيعة بل رافضة.. ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون.. وسلفيون.. وتبليغيون.. وما أشبه ذلك. كل هذه الفرق اجعلها على اليسار، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين".

ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (( السلفيين )) الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح ، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون).. انتبهوا للفَرْق!!.

هناك طريق سلف ، وهناك حزب يُسمى(السلفيون).. المطلوب إيش؟ اتباع السلف . لماذا؟ لأن الإخوة السلفيين، هم أقرب الفرق للصواب، لا شك.. لكن مشكلتهم كغيرهم ، أن بعض هذه الفرق يُضلل بعضاً، ويُبدّعهم، ويُفسّقهم.. ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة.. الواجبأن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون بيننا كتاب الله- عز وجل – وسنة رسوله، فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء، و الآراء، ولا إلى فلان أوفلان.. كلٌّ يخطيء ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة، ولكن العصمة في دين الإسلام. فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الإنسان، لا ينتمي إلى أي فرقة؛ إلا إلى طريق السلف الصالح، بل سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، و الخلفاء الراشدين المهديين.))


النقل الثالث

من شريط أداب الطالب مع بعض العلماء
سؤال : تجد بعض طلبة العلم من يحمون مشايخهم و يخوضون في أعراض غير مشايخهم فيفسّقه ويبدعه ويضلّله..

فأجاب رحمه الله :
التفريغ :

لا هذا غلط هذا من وحي الشيطان أن يقع الإنسان في عرض العلماء، إذا وقع الإنسان في أعراض العلماء فإن معتد ظالم وليست غيبة العلماء كغيبة العامة لأن غيبة العلماء فيها مفسدة خاصة ومفسدة عامة، المفسدة الخاصة بالنسبة لهذا العالم، والمفسدة العامة بالنسبة لما يحمله من علم فإن الناس إذا سقط الإنسان من أعينهم لم يقبلوا منه صرفا ولا عدلا فيكون في هذا جناية على الشريعة التي يحملها هذا العالم والإنسان الناصح هو الذي إذا رأى من أحد من العلماء أو طلبة العلم أو عامة الناس إذا رأى ما ينكره أن يتصل بالعالم أو طالب العلم أو العامي ويتبين الأمر فقد يكون ما تظنه أنت خطأ وقد يكون صوابا لا لعين هذا الفعل ولكن لما يلابسه من أحوال تستدعي أن يقوله هذا العالم أو أن يفعله هذا العالم لأنه قد يكون الشيء منكرا في حد ذاته لكن يفعله بعض الناس لمصلحة أكبر لهذا نرى أن أولئك الذين يقعون في أعراض العلماء أنهم قد جنوا على العلماء وعلى ما يحملونه من علم والواجب توقيظ العالم لا سيما العالم الذي عرف بأنه يريد الحق ويجتهد في طلبه ولكنه قد يزل وهذا أمر لا يسلم منه البشر (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) .

انتهى

والسلام ختام
أخوكم المحب
أبوحمزة
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 02-16-2012, 11:18 AM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

أخونا المهندس أبو حمزة عماد المصري: أخ فاضل..نعرفه شخصيا منذ سنوات-في كثير من زياراتنا للديار المصرية-...
وهو حريص على السنة والعلم والخير -ولا نزكيه على الله-..
وأعجبني دأبه واجتهاده في النقل والدفاع عن (شيخه) الشيخ أسامة -سدده الله-..
ولكني لاحظت عليه-وبشدة!-وأنا المحب له-أنه يتلمّس(!)كثيرا من (التبريرات!) و(المعاذير!)في كثير من دفاعه عن شيخه!!
نعم؛ له الحق أن يدافع عن شيخه..
ولإخواننا الحق أن يُعطوا رأيهم في كلامه ودفاعه..
ولكن الأمر كما قال هو -جزاه الله خيرا:
الإنصاف مفقود-!!
ولا نبرئ أنفسنا...

فمثلاً:
عندما تكلم حول الموسيقى!قال ما معناه-نقلا عن شيخه!-:

لم يكن غير الدف في عصر النبي لذلك ذكره و و و!!!!
وهذا باطل حديثيا وتاريخيا!!
فـ(العود)معروف عند العرب-ثم المسلمين- من قبل ومن بعد-بل وغيره-...

ثم:
كلامه حول (الدولة الدينية!!)فيه خلط كبير!
وهو موضوع أكبر وأعظم من أن يناقش بهذه الطريقة الـ........-معذرة-!!!

ثم:
كلامه عن الثورة في مصر ! ثم الثورات عامة : غير منضبط -ألبتة-..وبخاصة عدم تفريقه بين(الخروج)و(الخلع)-وضوابط كل منهما-!!

فلذلك أقول -أخيراً-لأخي عماد:
لئن كانت أكثر المسائل التي يأخذها إخواننا -هنا أو هناك!-على الشيخ أسامة : كما وصفتَ -اجتهادية-!! لكنها تدل -بالعموم-على نفَس تساهل وتتبّع رخص (قد)يدل على خلل منهجي طارئ!!
وهو -والله-ما لا نرضاه ولا نحبه لصاحبنا القديم الدكتور أسامة،وهوالذي له تاريخ(قديم)ناصع..نرجو أن لا يتغير! ولا يتكدر!!

و....
لعل هذه هي المرة الأولى(!)التي أكتب فيها عن الشيخ أسامة بعد تحوله(!)إلى السلفية العقلانية!!!!!!!

وما دفعني إلى ذلك إلا حبي لأخي أبي حمزة ، ورغبتي أن يكون أعلى و..أعلى..
فليتقبل كلامي بقبول حسن...
بوركتم-جميعا-....

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 02-16-2012, 01:24 PM
سالم الليبي سالم الليبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: ليبيا
المشاركات: 299
افتراضي

بارك الله فيك شيخنا على هذه النصيحة ونرجوا من الإخوة ضبط المسائل يعني كيفية التفريق بين المسائل الإجتهادية والمسائل القطعية واما القول بأن المسائل الإجتهادية لا إنكار فيها ليس على إطلقها حتى نربي الشباب على الأخذي بالدليل والبحث على الدليل وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 02-16-2012, 04:20 PM
أبوحمزة عماد المصرى أبوحمزة عماد المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 27
افتراضي تعقيب الطالب الصغير الى شيخه العالم الكبير



أرجوا من الله
ان تنشروا هذا التعقيب
وهذا هو ظنى بكم

هذا تعقيبى على كلام شيخى الفاضل العلم الشيخ المقدام المجاهد فى نشر الدعوة السلفية والمنهج القويم الشيخ على الحلبى

وحيث اننا تعلمنا من شرعنا وديننا احترام رغبه الصغار ورأيهم كما جاء فى الحديث عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: (( أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح فشَرِب منه ، وعن يمينه غلام أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال - عليه الصلاة والسلام -: يا غلام ، أتأذن لي أن أعطيه لأشياخ ؟ ، قال: ما كنتُ لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله، فأعطاه إياه)) (البخاري في كتاب الشرب) واحاديث ((العطف على الصغير)) الكثيرة

فأقول فانا الصغير مقاما فى العلم وسنا فى العمر اطلب من شيخى العالم الكبير ان يسمح لى بأن أضيف هذا التعقيب مع قبولى التام واحترامى الكبير لنصيحتة السابقة واعتزازى باشهار الحب والمودة ويكفى انه قد علق على كلامى وذكرنى بالخير فجزاك الله خيرا شيخى وحبيبى

وانا ان كنت أتأول لشيخى (على) انه قراء مقالى الطويل على عجالة فهو دائم الانشغال اعانه الله فزاده الله انصافا ان يتسع صدره لمثل هذا التعليق

وانا اعتقد انكم -المشرفين- هنا فى هذا المنتدى أصحاب دعوة الى الله والتى من مستلزماتها الاخلاص والانصاف فسوف تقوموا بنشر تعقيبى وإعطائي حقى المكفول شرعا –بالدفاع عن شيخى الذى أعرف تفاصيل كلامه ومنطلقاته - و إلا فغير ذلك فالله الموعد –وان كنت استبعد ذلك عليكم والله حسيبكم- فلتضربوا للناس من حولك –فى المنتديات الأخرى- المثل والقدوة بانك تنشروا مثل تعقيبى هذا فالاسلام أعلى وأسمى مما يسمى الديمقراطية الارضية والتى تسمع للطرف الاخر وتسمح له بإبداء راية وعدم قهره بتجاهله وظلمه بارك الله فيكم

فاقول قولك يا شيخى حفظك الله وسددك (( فمثلاً:عندما تكلم حول الموسيقى!قال ما معناه-نقلا عن شيخه!-:لم يكن غير الدف في عصر النبي لذلك ذكره و و و!!!!وهذا باطل حديثيا وتاريخيا!!فـ(العود)معروف عند العرب-ثم المسلمين- من قبل ومن بعد-بل وغيره-... ))

أقول : أنا يا شيخى –حفظك الله وزادك من فضلك- لم أقل لفظ ((لم يكن غير الدف)) ولكنى قلت ((المتوفر والمتاح)) والفرق معلوم - وهذا يؤكد لى يا شيخى انك حفظك الله ورعاك قرات على عجالة -

فنعم قد يكون العود موجودا ولكن المتوفر والمتاح والمنتشر هو الدف بحكم البيئة الصحراوية والبدوية
ثم قلت ((ان الامر راجع الى العادات)) فكان من عادات العرب فى الافراح ضرب الدف ولم يكن من عاداتهم الضرب على العود –وهذا يكفى فيه تصور البيئة الصحراوية- فى مثل هذة المناسبات
فالكلام على وسيلة واله الدف وليس الكلام فى اطلاق حل الغناء والموسيقى فالسؤال هل الدف كوسيلة تستخدم فى الأفراح والمناسبات متعبد بها للـ (الله) ؟؟ وللاجابة على هذا السؤال يكفى تذكر عالمية هذا الدين الذى اتى لكل الناس فى كل الارض ولا يمكن ان يلزم كل الناس بعادات وأعراف بيئة محددة فهذا يتصادم مع عالمية الدين

ثم أن الدين اعترف بالشعوبية والقبلية قال تعالى ((وجعلناكم شعوبا وقبائل)) وهو اعتراف ضمنى باختلاف العادات والأعراف فيما لا يصادم الدين والتعبدات ام الوسائل والآلات فهى محل التنوع والاختلاف فى البيئات المختلفة

وقد قلت فى النهاية فى مسألة الغناء والموسيقى ليست من المسائل المجمع عليها بل هى خلافية فلا يمكن اخراج عالم من نطاق السنة لرأية فى هذه المسألة الخلافية وهذا مجرد اجتهاد الشيخ يحتمل الخطأ

ثم قولك شيخى نصرك الله ورفع قدرك (( كلامه حول (الدولة الدينية!!)فيه خلط كبير! وهو موضوع أكبر وأعظم من أن يناقش بهذه الطريقة الـ........-معذرة-!!! ))

أقول : انا لم أقل يا شيخى –حفظك الله وسددك- اننى سوف أوأصل او أفصل بل قلت بالحرف (( فهى عندى –وبعد بحث طويل-صحيحة مائة بالمائة .... ولكن مجرد اشارة أقول ...)) اى قلت مجرد اشارة اما التأصيل والتأسيس فعندى فيه بحث طويل فلقد اهتممت بهذا الامر أكثر وقتى فى العام الماضى وحتى الان

ثم قولك شيخى زادك الله من كرمة (( ثم : كلامه عن الثورة في مصر ! ثم الثورات عامة : غير منضبط -ألبتة-..وبخاصة عدم تفريقه بين(الخروج)و(الخلع)-وضوابط كل منهما-!! ))

يا شيخى اننى حاولت ان أوضح رأى وتأويل المجزين –حتى يعذرهم الطرف الثانى ولا يخرجهم عن نطاق المنهج الصحيح- بالتفريق بين مصطلح الخروج –الذى يختص بطائفة من الجماعة ويكون مسلح- ومصطلح الخلع الذى يتم من خلال الجماعة كلها والتى هى –اى الجماعة- الأصل وهى صاحبة الشرعية الأولى والاخيرة
وعلى العموم هذة المسائلة الحكم الاخير فيها - هنا- لك يا شيخى بارك الله فيك ورعاك وحفظك

أما قولك يا شيخى : (( ان الشيخ – أسامة - تحول الى ما يسمى الى السلفية العقلانية )) – تقصد يا شيخى -حفظك الله وسددك- ان الشيخ تحول عن السلفية الأصيلة -

فاقول : فهذا و عذار يا شيخى –مع كامل الاحترام والتبجيل- هذاغير صحيح !! لماذا ؟؟
لأن الشيخ بوضع هذا القيد – اللفظى- والذى قد قاله فى بعــض اللقاءات – وليس كـــل فهو لا يلتزمة كما قد يفهم البعض هنا- هو فى الحقيقة وبمفهومه ومعناه رجوع الى السلفية الأصيلة –فى مقابل مفهوم السلفية الذى أصبح منتشر الان فى مصر والذى تعارف الناس عندنا انها رمز الجمود وإغفال العقل فهو استعمال لفظ لنفى عرف خاطئ - فالسلفية الأصيلة التى تاريخها يبدأ بالصحابة ومن بعدهم الفقهاء والعلماء الذين استخدموا عقولهم بالفقه والاستنباط من النصوص لتحقيق مصالح و منافع المسلمين فى الدنيا والاخرة
فالعقل هو أداة الفهم والفقه والاستنباط الذى ميز فقهاء أهل السنة فى مقابل الظاهرية الذين انفردوا بالجمود على الالفاظ وعدم اعمال العقل فى معرفة العلل والمقاصد فالنسبة الى العقل ليست سبه او محرمة

ثم إن كان لفظ عقلانى يوجد به بعض الحساسيات لانه يذكرنا بفرقة ضالة تسمى فرقة المعتزلة فاقول أن الحكم النهائى هو بسيرة الشيخ وفعله وعمله ومقصده من لفظه –وليس بمجرد اضافة لفظ لتعريف بمنهجه- فان كان يقصد بالعقلانية اى تعظيم العقل فوق النص فهذا هو الضلال وانا أول المتبرئين منه و المحذرين عنه اما ان كان يقصد –وهو كما وضحت- استخدام العقل فيما شرعة الله من فهم وفقه فهو المطلوب الغير مذموم


وأما انه جديد على السلفيين ان يضيف احدا قيد على المسمى فاقول ليس هذا فى حد ذاته المشكل والا فان منذ فترة ليست بالبعيدة وعلى مدار التاريخ الاسلامى الطويل فان الاسم العلم على طائفة الحق هو(( أهل السنة والجماعة )) ولم يكن لفظ ((السلفيين))
ثم عندما انتسب اليها –اى الى مصطلح أهل السنة والجماعة- كثير ممن خارجون عنها اعتقادا وفهما فأضيف وانتشر القيد الذى فيه بعض الخصوصية ولتمييز طريقة معينة فى الفهم وهو فهم الدليل كما فهمة الصحابة عن باقى المنتسبين لمصطلح أهل السنة والجماعة ومن نفس المنطلق أقول ان من يرى ويعاصر اصناف المشايخ والدعاه الذين ينسبون نفسهم الان الى مصطلح السلفية سيعرف ان هذا القيد ليس كافى !! بل لابد من قيود اخرى لنرجع الى المعنى الصحيح للاسلام والسلفية مثل قيد الرحمة و الانصاف و التسامح وغيرها

ولفظ العقل -الذى يتحرج منه كثير من الناس عند استخدامه فى الامور الشرعية- ليس بغريب على النصوص فقد جاء فى القران أكثر من مرة فقد ذكرت كلمة العقل ومشتقاتها 49 مرة في القرآن الكريم وهذا يدل على علو مكانة العقل ومدى تحفيز القرآن والدين الإسلامي لاستخدامه والمحرم هو اعمال العقل فى رد الدليل فكما أصل شيخ الاسلام ((صحيح المنقول لا ينافى صريح المعقول ))

وحقيقا انا لا ارى اى سبب للإتهام بالانحراف عن المنهج لمجرد الانتساب للعقل فهو بالضبط كمن قال عن من انتسب الى الفقه وقال انا فقيه -أو انا عقلانى- يكون انحرف فلقد تعلمت من دينى ان بحث عن المعانى والمقاصد من وراء الأفاظ والمبانى ولا أحاسب الناس بمجرد ما يلفظ منهم من كلمات فلابد من سؤال ماذا أردت ؟؟


ثم قلت يا شيخى أنعم الله عليك بنعمه الكامله (( فلذلك أقول -أخيراً-لأخي عماد:لئن كانت أكثر المسائل التي يأخذها إخواننا -هنا أو هناك!-على الشيخ أسامة : كما وصفتَ -اجتهادية-!! لكنها تدل -بالعموم-على نفَس تساهل وتتبّع رخص (قد)يدل على خلل منهجي طارئ!! ))

أقول : جزاك الله خيرا يا شيخى وبارك فيك وزادك انصافا على اقرارك انها مسائل اجتهادية

أما كلمة - تتبع رخص - فما لا أعلمه من شيخى ولا يوجد فى جميع الفتاوى التى قيلت هنا ان حالة يصلح هذا الوصف لها تتبع رخص فهى مبنيه على اجتهاد وفق فهم الشيخ للدليل وتصوره للواقع

أما كلمة -التساهل- فمما أعلمه من فهم دينى ان عندما أخير بين رأى للعلماء واحد يمثل الاحوط والاخر هو الايسر فانه لا حرج طبقا وظروفى وما اضطر اليه ان اختار الايسر (فليس من علامات الحق الصعوبة والعسره) وهو المدعم بقواعد الشرع التى رفعت الحرج عن الناس وهذا ما قرره كثير من الفقاء وقررة فقيه الدعوة الشيخ ابن عثيمين الذى انقل فتواه الان والتى توضح ان عامل السهولة واليسر من المرجحات بين رأيين

قال الشيخ ابن عثيمين ما نصه: (( وإذا اختلف العلماء عليه في الفتيا أو فيما يسمع من مواعظهم ونصائحهم مثلاً، فإنه يتبع من يراه إلى الحق أقرب في علمه ودينه،
فإن تساوى عنده الرجلان في العلم والدين، فقال بعض العلماء: يتبع الأحوط وهو الأشد،وقيل يتبع الأيسر، وهذا هو الصحيح؛ أنه إذا تعادلت الفتيا عندك، فإنك تتبع الأيسر؛ لأن دين الله ـ عز وجل ـ مبني على اليسر والسهولة، لا على الشدة والحرج.
وكما قالت عائشة ـرضي الله عنهاـ:"ما خُيرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً"ولأن الأصل البراءة وعدم التأثيم والقول بالأشد يستلزم شغل الذمة والتأثيم ")) انتهى من فتاوى ابن عثيمين

أما كلمة - خلل منهجى - فانا مما أعلمه ان كلمة المنهج تعنى منهج الاستدلال اى انه من يستخدم فى فتواه منهج الاستدلال الوارد بكتب الفقه ( قران وسنة واجماع وقياس ومصالح مرسلة و.. وغيرها من قواعد أصول الفقه ) هو الملتزم بالمنهج الشرعى اما ان تكون كلمة منهج صندوق – أسود - يحتوى على بعض الاراء الفقهية المعينة فمن خرج عنها فهو خارج من المنهج فهو ما لا أعرفة ولا أفهمه .

هذا ما أستطيع ان اقوله دفاعا عن شيخى الذى ما زلت اراه ولا استطيع ان انسى له أنه -بتوفيق الله واعانته- صاحب الفضل واليد العليا فى نشر المنهج السلفى الأصيل فى مصر فمن الظلم اسقاطة بمثل ما اثير هنا من فتاوى تقبل النقاش وليست صدام او عناد مع الشرع

وانا أقول أشهد الله واشهد كل من يرى تعليقى هذا انى أحب الشيخ على الحلبى فى الله – وذلك بعد طول تعامل وكثرة مصاحبة - وادعوا من الله ان لا يفرق بيننا شيئ وانا سأظل باذن الله صاحبكم وخادمكم الامين فى بلدكم الثانى مصر حفظكم الله ورعاكم وهداكم الى ما يحب ويرضى . امين امين امين

ابنك المحب المشتاق
أبوحمزة
كلية أصول الدين – جامعة الأزهر
وتلميذ الشيخ أسامة القوصى
وطالب علم
منذ خمسة عشرا عاما
وأعمل مهندس
تكسبا وطلبا للرزق

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 02-16-2012, 05:22 PM
ابوالبراءالنوبى ابوالبراءالنوبى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 318
افتراضي

هذا الثناء قديم أخي وهوثابت في حق الشيخ علي حفظه الله وتغيركلامه حول القوصي في جلسته مع التونسين في رمضان الماضي وحق له أن يغير فالقوصي لايصرالآن عدوا ولاحبيب ولاأعلم موقفه من المشايخ الآخرين الآن
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 02-16-2012, 05:33 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

وفقك الله يا (بشمهندس) عماد، وزادك من فضله...
ولولا حرصي عليك ، ومحبتي لك : ما علقتُ!!!
فأقول:
للأسف...لا تزال تدور في نفس الحلقة!!
وكأنك لم تضبط فحوى كلامي وتوجيهي-ولا حول ولا قوة إلا بالله-!
ولن أعلق كثيرا، ولكن-على سبيل المثال-:
1-ما زعمته عني(متأولا لي!) من أني (قرأت مقالك الطويل على عجالة)معللا ذلك بقولك:( فهو دائم الانشغال )!
باطل جدا!!
وما أردت أن تجعله دليلا على زعمك دلني على أن الأمر بالعكس!!!
فقد قلت:
(أنا يا شيخى حفظك الله وزادك من فضلك- لم أقل لفظ ((لم يكن غير الدف)) ولكنى قلت ((المتوفر والمتاح)) والفرق معلوم - وهذا يؤكد لى يا شيخى انك حفظك الله ورعاك قرات على عجالة)!!
فأنا لم أقل:هذا(لفظ)كلامك!!!!!!!
وإنما كان نص كلامي:(عندما تكلم حول الموسيقى!قال ما معناه-نقلا عن شيخه!-: لم يكن غير الدف في عصر النبي لذلك ذكره و و و!!!!
وهذا باطل حديثيا وتاريخيا!!
فـ(العود)معروف عند العرب-ثم المسلمين- من قبل ومن بعد-بل وغيره)!!!

هذه واحدة!
أما الثانية ؛ وهي (قضية متوفر ، وغير متوفر)!!!
فهي أشد بطلانا من سابقتها!!
ولو رجعت-يا أستاذ عماد- إلى حديث أم زرع ، وقرأت كلام الشراح في بيان معنى (المزهر)الموجو فيه ؛ لما تجرأت على ذاك الزعم العريض الواسع الذي لا قِبَلَ لك-ولا غيرك!- بإثباته!
ناهيك عن كلام المؤرخين والفقهاء و و و ..حول (الطنبور)وغيره!!


أما موضوع الثورة..والدولة المدنية...فهو كبيييير كبييييير!!!!

وأخيرا:

فعلا أنا -كما قلت-مشغول...

لكن؛ لا أنتقد أو أوافق إلا بعد (الاطلاع)..ال..دقيق!
بوركتم


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 02-16-2012, 08:09 PM
abou fatima abou fatima غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 122
افتراضي الحق أحق أن يتبع

الحق أحق أن يتبع
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 02-16-2012, 11:53 PM
صهيب موسى صهيب موسى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: السودان
المشاركات: 246
افتراضي ليس لي ان اتدخل لكن احب ان اتعلم ديني

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أما قولك يا شيخى : (( ان الشيخ – أسامة - تحول الى ما يسمى الى السلفية العقلانية )) – تقصد يا شيخى -حفظك الله وسددك- ان الشيخ تحول عن السلفية الأصيلة -

فاقول : فهذا و عذار يا شيخى –مع كامل الاحترام والتبجيل- هذاغير صحيح !! لماذا ؟؟
لأن الشيخ بوضع هذا القيد – اللفظى- والذى قد قاله فى بعــض اللقاءات – وليس كـــل فهو لا يلتزمة كما قد يفهم البعض هنا- هو فى الحقيقة وبمفهومه ومعناه رجوع الى السلفية الأصيلة –فى مقابل مفهوم السلفية الذى أصبح منتشر الان فى مصر والذى تعارف الناس عندنا انها رمز الجمود وإغفال العقل فهو استعمال لفظ لنفى عرف خاطئ - فالسلفية الأصيلة التى تاريخها يبدأ بالصحابة ومن بعدهم الفقهاء والعلماء الذين استخدموا عقولهم بالفقه والاستنباط من النصوص لتحقيق مصالح و منافع المسلمين فى الدنيا والاخرة
فالعقل هو أداة الفهم والفقه والاستنباط الذى ميز فقهاء أهل السنة فى مقابل الظاهرية الذين انفردوا بالجمود على الالفاظ وعدم اعمال العقل فى معرفة العلل والمقاصد فالنسبة الى العقل ليست سبه او محرمة

ثم إن كان لفظ عقلانى يوجد به بعض الحساسيات لانه يذكرنا بفرقة ضالة تسمى فرقة المعتزلة فاقول أن الحكم النهائى هو بسيرة الشيخ وفعله وعمله ومقصده من لفظه –وليس بمجرد اضافة لفظ لتعريف بمنهجه- فان كان يقصد بالعقلانية اى تعظيم العقل فوق النص فهذا هو الضلال وانا أول المتبرئين منه و المحذرين عنه اما ان كان يقصد –وهو كما وضحت- استخدام العقل فيما شرعة الله من فهم وفقه فهو المطلوب الغير مذموم


وأما انه جديد على السلفيين ان يضيف احدا قيد على المسمى فاقول ليس هذا فى حد ذاته المشكل والا فان منذ فترة ليست بالبعيدة وعلى مدار التاريخ الاسلامى الطويل فان الاسم العلم على طائفة الحق هو(( أهل السنة والجماعة )) ولم يكن لفظ ((السلفيين))
ثم عندما انتسب اليها –اى الى مصطلح أهل السنة والجماعة- كثير ممن خارجون عنها اعتقادا وفهما فأضيف وانتشر القيد الذى فيه بعض الخصوصية ولتمييز طريقة معينة فى الفهم وهو فهم الدليل كما فهمة الصحابة عن باقى المنتسبين لمصطلح أهل السنة والجماعة ومن نفس المنطلق أقول ان من يرى ويعاصر اصناف المشايخ والدعاه الذين ينسبون نفسهم الان الى مصطلح السلفية سيعرف ان هذا القيد ليس كافى !! بل لابد من قيود اخرى لنرجع الى المعنى الصحيح للاسلام والسلفية مثل قيد الرحمة و الانصاف و التسامح وغيرها

ولفظ العقل -الذى يتحرج منه كثير من الناس عند استخدامه فى الامور الشرعية- ليس بغريب على النصوص فقد جاء فى القران أكثر من مرة فقد ذكرت كلمة العقل ومشتقاتها 49 مرة في القرآن الكريم وهذا يدل على علو مكانة العقل ومدى تحفيز القرآن والدين الإسلامي لاستخدامه والمحرم هو اعمال العقل فى رد الدليل فكما أصل شيخ الاسلام ((صحيح المنقول لا ينافى صريح المعقول ))

وحقيقا انا لا ارى اى سبب للإتهام بالانحراف عن المنهج لمجرد الانتساب للعقل فهو بالضبط كمن قال عن من انتسب الى الفقه وقال انا فقيه -أو انا عقلانى- يكون انحرف فلقد تعلمت من دينى ان بحث عن المعانى والمقاصد من وراء الأفاظ والمبانى ولا أحاسب الناس بمجرد ما يلفظ منهم من كلمات فلابد من سؤال ماذا أردت ؟؟

لي بعض الاسئلة واعتقد انها مشروعة وليست ممنوعة
1-استعمال الشيخ لكلمة السلفية العقلانية كان بسبب المفهوم السائد في مصر ان السلفية جمود وووووو............
وفي بلدي المفهوم السائد ان السلفية تقاعس عن الجهاد فهل لنا ان نسميها سلفية جهادية؟؟؟؟؟
وهل لكل احد ان يسمي السلفية بما شاء ؟؟؟؟
2-لفظة السلفية ارتضاها علمائنا قديما وحديثا ولنا سلف فقد ذكرها المصطفى - صلى الله عليه وسلم- في حديثه اما السلفية العقلانية من قال بها اي من سلفكم ؟؟وهل سيرضى بها العلماء ؟؟؟
3-قلت لا ترى ان سبب الاتهام بالانحراف عن المنهج ..........................
واعتذر لك مسبقا فاقول من انت يااخي ؟؟؟
ولا تتهمني بالجمود فاياك والمسائل التي ليس لك فيها سلف.
4-اكثرت من كلمة القصد ويقصد وسؤال ماذا اردت للمتكلم -بكلام باطل- .
وهذا فيه مافيه فالمتكلم بالباطل لا يسعوا الجميع سؤاله عن قصده ومراده.
وقد يعتقد السامع انه حق صواب - انتبه-
ولكن باطله يرد ويعتذر له بسيرته ومنهجه .
فالكلام الباطل يرد ومافي السرائر يتولاه علام الغيوب الذي يعلم الجهر وما يخفى كما في حديث ذات انواط.
__________________
الدنيا ثلاثة ايام امس قد ذهب بما فيه..وغدا لعله ليس من عمرك..ويوم انت فيه فاعمل فيه الخير
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 02-19-2012, 06:34 PM
أبوحمزة عماد المصرى أبوحمزة عماد المصرى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 27
افتراضي ختام مقالات الانصاف المفقود



ختام مقالات

الانصاف المفقود
فى الحديث عن أبى حاتم اسامة القوصى
الشيخ الكئود

شكر وتقدير
و
توضيح
و
اظهار براءة واعتذار لشيخى
و
ونصيحة للشباب



أولا : أقدم الشكر والتقدير لأدارة منتديات كل السلفيين الذين كانوا عند الظن بهم فأثبتوا بنشرهم تعقيبى على ملاحظات شيخى الفاضل - على الحلبى- المشرف العام على هذا المنتدى أنهم أصحاب دعوة والله حسيبهم فاقول لهم جزاكم الله خيرا أخوتى فى الله واحبكم فى الله وليتعظ بذالك أصحاب المنتديات الاخرى الذين يحرصون على أكابرهم ومشايخهم ويقدسونهم أيما تقديس.

أما شيخى وحبيبى الشيخ الفاضل - على الحلبى - فأقول يا شيخى كلما مرت الايام كلما زاد حبى لك واحترامى لأخلاقك العالية فانت متواضع رفعك الله وأعلى من قدرك فى الدارين و ادعوا الله ان يزيدك علما وحلما وتواضعا وان يجعلك سببا فى لم الشمل والاجتماع فى وجه دعاوى الفرقة والتشرذم وان يجعلك ممن ينشرون الانصاف و الاعتدال فى مواجهة الظلم والغلو الذين أصبحوا سمة العصر واقول لمن لا يعرف الشيخ على عن قرب : لقد أكلت وشربت وسافرت – داخل حدود مصر- مع الشيخ على فأريته طيبا سمحا سلسلا هين لين دائم الابتسامة قريب الضحكة –أما عندما يعبس فكأنما أسد مستنفر- سهل . فما كنت أعرض عليه أمر حياتى الا وقال سهل سهل ان شاء الله . فبارك الله فيك شيخى ورزقك الاخلاص والاحسان وأحسن خاتمتك امين امين امين


التوضيح

ابدأ بالتوضيح فأقول :

أولا : بالنسبة لأمر الغناء وحتى لا اتهم او يتهم شيخى بما ليس فيه من انه يستحل الغناء والموسيقى باطلاق فأقول ان الشيخ اختار التفصيل بدلا من اطلاق الحرمة هذا هو

ثم اننى قد اكدت على انه بالنسبة لأصل المسألة فهى خلافية كما قرر ذلك أهل العلم المعتبرين وانه غير وارد عند أهل العلم اخراج عالم من السنة لأختياره رأى فقهى وصل اليه باجتهاده الصحيح فى مسألة خلافية

ثانيا : بالنسة لأستخدام اله الدف فى الافراح وهو محل كلامى وتفصيلى السابق فقد قلت ان للشيخ كلام مبنى على اجتهاد شرعى بأستخدام المنهج العلمى و قواعد الأصول الفقهية فيحترم و فحواه

فالسؤال : هل أختار الرسول الدف للأفراح من وسط الالات العزف الاخرى - التى كانت منتشرة على حد رأيكم - من باب العرف والعادة ام من باب الديانة والتعبد هذا هو محل الخلاف والتفصيل والاختيار

فقلت لقد اختار شيخى ان استخدام اله الدف -فى حد ذاتها- قد كان لأمران وهما من باب - العادة - و - تحقيق الغاية -

أما الامر الاول انه من باب العادة : فأقول ان الدف هى الاله الموسيقية التى كانت متيسرة منتشرة فى البيئة العربية الصحراوية - مع الاعتراف بوجود الالات اخرى امثال المزهار والطبل والمزمار- ولكن الدف هو المعزف الأبرز الذى يكثر استخدامه وغلبته على ما كان موجودا عند العرب من سائر الالات والدليل على ذلك هو وجودها واستخدام العرب لها فى الافراح قبل الاسلام -اى فى عصر الجاهلية - فهى مرتبط بالبيئة و قد وردت أحاديث تثبت استخدام العرب –المشركين وقتها- الدف فى الأفراح قبل بعثة الرسول صلى الله عليه واله وسلم فالدف كاله لم يأتى به الاسلام ليميز المسلمين عن الكفار كما يظن البعض

اما الامر الثانى وهو تحقيق الغاية : فان الشرع قد طلب غاية من هذه الافراح وهو الاعلان والاشهار ليعلم الناس فى جميع الاماكن المحيطة ان فلان تزوج فلانه ولذلك جاء فى الحديث (( فصل بين الحلال والحرام ضرب الدف )) فالذى يفصل هنا بين الحلال والحرام هو الاشهار وليس استخدام الدف فى حد ذاته والا حرمنا زيجات من تزوج بدون دف وهذا لا يقول به عاقل فضلا عن عالم فالعلة والغاية هى الاشهار والاعلان فبأى وسيلة تمت فيكون قد حصل المراد الشرعى

فحاصل الأمرين (العادة والغاية) أن الدف هو الاله المتوفرة والميسورة فى عادة العرب والتى تحقق الغاية والهدف المطلوبة شرعا وهو الاشهار والاعلان وذلك لتميزها بعلو صوتها وشده وقوة رنتها

هذا هو ما ذكرته فى هذا الامر فاستخدام الدف فى الافراح كأستخدام الجمل فى الأسفار فعندما تتغير البيئة والامكانيات فلا مانع شرعى من تغير الوسائل التى ليست هى فى حد ذاتها متعبد بها

هذا هو ملخص الرأى الفقهى الذى اختاره شيخى فى أمر الدف كاله جاءت فى بعض الأحاديث وهى مسألة علمية وليست حماسية ورأى شيخى فيها يحتمل الخطأ والصواب مع ملاحظة التالية :
أن بعض الناس قد يظن أنه هناك دليل صريح من الرسول على تحريم كل أنواع المعازف باطلاق-مع ملاحظة ان الدف من المعازف!!- ويستدلون فى ذلك بمثل حديث البخارى ( سيأتى زمان ... يستحلون فيه ..) فأقول له لو كان الامر بهذة السهوله لما كانت المسألة خلافيه تحتمل اختلاف الانظار والفهوم وما كان أهل المدينة على ورعهم والظاهرية على تمسكهم بظواهر النصوص والصوفيه على تشددهم و أخذهم بالعزائم دون الرخص قد اختاروا عدم التحريم كما قال الشوكانى فى نيل الأوطار (( ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر وجماعة الصوفية الى الترخص فى الغناء ولو مع العود والبراع )) فأرجوا من أخوانى سعة الصدر فيمن يختلف معهم بمقتضى الدليل

أما انا فأقول ان من استمع الى الغناء والموسيقى اليوم فلا يمكن ان يستمع الى القران بتدبر كامل فضلا عن يحفظه فالغناء اليوم يثير العواطف والأحاسيس ويشغل العقول والقلوب كما جاء فى الأثر (( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم )) فتأثيرة سيئ للغاية معيق فى التقدم فى السير الى الله وهذا رأى أنا عن تجربة وقناعة.


بالنسبة لأخى - الفاضل صهيب موسى - الذى طرح أسئلة فأقول جزاك الله خيرا فأنت بأسألتك وبالأخص الأول والثانى والمتعلقة بما يسمى السلفية العقلانية جعلتنى أراجع نفسى وسألت نفسى هل أطلق شيخى ما يسمى السلفية العقلانية اى نسب صفه جديدة - وهى العقل- لمصطلح السلفية القديم ؟؟

تبراءه شيخى
من ابتداع مدرسة جديدة فى السلفية
واعتذار واجب

فراجعت كلام شيخى وسبحان الله فيما وجدت !!
فأستغفرت الله أولا .
واعتذر لشيخى أبوحاتم ثانيا .
واقول اننى قد استدرجت فى الحوار وقبلت المصطلح الذى قاله الشيخ (على) حفظه الله ولم أضبط كلام شيخى فأقول الان –وارجوا التركيز من اخوانى المهتمين بتبرءة الشيخ - أن ما ورد فى حوارات شيخى التى قال فيها هذا الامر فوجدته لم يقل هذا اللفظ -السلفية العقلانية - البته
بل قال : أنا مسلم سلفى عقلانى والفرق واضح
فالشيخ هنا يعرف نفسه ولا يعرف السلفية
فالشيخ ينسب نفسه للعقل ولا ينسب السلفية الى لفظ جديد أو يضع لها قيد مخترع

وهذا لا أشكال فيه فهو قد حفظ أسم السلفية كما هو ولم يزيد عليه
ولكن وصف نفسه بأنه عقلانى اى ليس جامدا وليس سطحيا و يتعامل مع الواقع بما يناسبة من وسائل هذا لا أشكال فيه فالسلفيه تحتوى وتتضمن كل مقومات الذكاء ولكن الفيصل فيمن يتعامل معها هل هو ممن يستخدموا عقولهم ام عقله مغيب أو جامد

ولذلك أقول الشيخ برئ من انشاء مدرسة جديدة بأسم السلفية العقلانية – كما قد يفهم من كلام البعض-

وكمثال عملى من احدى حواراته قول حفظه الله (( وقد كرهت فكرة التشرذم فى الدين. حتى أستطيع الآن أن أصف نفسى بأنى مسلم سلفى عقلانى وهذا لأميز نفسى عن بعض التيارات التى للأسف تتصف بالجمود والتعصب وعدم التعامل مع الواقع بما يناسبه ))

وقال فى حوار أخر (( أنا مسلم سلفي عقلاني وهي تعريفات تميزني عن كثير ممن ينتسبون للإسلام عموما والسلفية خصوصا ، واعتبر الإسلام والسلفية وجهان لعملة واحدة فلا يوجد إسلام حقيقي إلا إذا كان علي طريقة النبي والصحابة وهم سلفنا ))

وفى نهاية هذا الجزء –اللفظى!!- فلتسمعوا من شيخى ولا تسمعوا عنه وها هو هنا يرد على ذلك السؤال مباشرة وفيه أيضا يفرق فيه بين المقاصد الثابتة والوسائل المتغيرة


وكما قال ابن القيم (( والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد منها أحدهما أعظم الباطل ويريد بها الآخر محض الحق )) انتهى من كتاب مدارج السالكين
فكما قلنا هنا الشيخ يقصد أن يصف نفسه بالعقلانى الذى يتعامل مع الواقع بما يناسبه ولكن السلفية الأصيلة واحدة والدليل على أعتقاد شيخى ان السلفية الأصيلة واحدة ولا تحتاج الى اضافات !! انه –اى شيخى- قد جعلها هى و الاسلام شئ واحد وبناء عليه فلا يصح ان نقول الاسلام العقلانى و إلا ليعنى ذلك وجود اسلام غير عقلانى وحاش لله ولكن يصح ان نقول مسلم عقلانى ومسلم غير عقلانى ومن نفس هذا الباب يصح ان نقول سلفى عقلانى وسلفى غير عقلانى .

وما زلت أقول ان أمر التسميات أهون من ذلك !! فأبحثوا عن المقاصد من وراء المسميات و أقول مؤصلا ومؤكدا أنه لا يلزم أى مسلم فى هذا الدين الا لفظ الاسلام ومن ألزم و أوجب على المسلمين التسمى بأى ألفاظ اخرى فهو مصادم للأدلة القطعية فالتسميات مجرد تعريف وتميز للفكر و للمنهج بدون إلزام للأخرين -ولى بحث صغير فى هذة المسألة قد انشرة

وبذلك أكون قد تجاوزت السؤال الأول والثانى لأخ صهيب والخاصان بمصطلح السلفيه العقلانية والذى لا وجود له فى كلام شيخى وانتهى هذا الاشكال اللفظى والذى قال فى مثله شيخ الاسلام (( وما زال أهل العلم اذا انتهى النزاع بينهم الى الألفاظ – مع اتفاقهم على المعانى – يقولون هذا نزاع لفظى والنزاع اللفظى لا اعتبار به يستهينو بالنزاع فى الألفاظ اذا وقع الاتفاق على المعانى التى يعقلها الأيقاظ ))

واختم هذا الجزء بكلمات للشيخ محمد يوسف ال خشان فى الدفاع عن الشيخ مشهور- حفظة الله ورعاة وزاده أدبا وخلقا وعلما وعملا - ضد الطعن فيه فيما يخص كلام الشيخ مشهور عن سيد قطب وأعتذاره - اى الشيخ مشهور- له فى بعض ما صدر منه - اى سيد قطب - فقال ((( ومقصودي هنا من كل ما سبق ان الذي تقتضيه قواعد العلم والعدل ، ويجري مع طريقة أئمة السنة ، أن لا ينسب الغلط إلى متكلم إلا بعد :
1 - تصور مراده تصورا تاما .
2 - محاكمته بعد ذلك بأصوله ومقصوده .
فأول مراحل النقد ،هي تعيين مراد المتكلم، ولا طريق إلى ذلك إلا بتصحيح الكلام على أصول قائله، وحمله على أفضل الوجوه - إن أمكن - إذ القصد - ابتداء - نقد المقالة وليس القائل ...
يقول شيخ الاسلام - رحمه الله - (31/114) (( ومن أعظم التقصير نسبة الغلط إلى المتكلم مع إمكان تصحيح كلامه ، وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس )) .اهــ
يقول شيخنا فتحي سلطان -أصول نقد المخالف- ص92 :- (( وتصحيح كلام المتكلم ، وحمله على الصواب متوقف على العلم بحال المتكلم ، وسيرته، ومقصوده، فإذا علم مقصود المتكلم، آنذاك يحمل عليه ويحاكم به، فإذا قصد معنىً صحيحا قُبل، وإلا فيرد، وهذا يعلمه الناقد بالنظر إلى أصول المتكلم وسيرته، أو بالقرائن التي توجد في مواضع أخرى له )) اهــ بتصرف ))) انتهى نقلى من مقالة أصول شيخنا مشهور صحيحة بدعوته الى السنة ونشر العلم الصحيح من شبكة المنهاج الاسلامية وانهى بها كلامى عن هذا الجزء .

أما سؤال أخى الكريم الثالث وهو من أنت ؟؟ فأرد عليه فى المقطع القادم


بين منهج تعظيم الأشخاص بسؤال من أنت
وبين منهج الرسول صدقك وهو كذوب

سأل أخى من أنت ؟؟ من باب التصغير والاحتقار فأقول له بارك الله فيك ورفع من قدرك هل لابد ان أكون من المشاهير حتى تسمع منى ومع هذا فقد قلت أننى انتمى الى جامعة الأزهر – كلية أصول الدين (والتى عندنا فى مصر المتخرج منها يحصل على لقب عالم ويعترف به فى الدولة كمتخصص فى الامور الشرعية) وطالب علم عند شيخى الشيخ الفاضل أسامة القوصى -أبو حاتم - منذ خمسة عشرا عاما فأن كان هذا لا يكفيك فأقول :
ان منهج من أنت ابتدائنا منهج أراه ليس صحيحا ولا تخلط بيه وبين منهج معرفة المصادر والأسانيد وهو قولهم (( سموا لنا رجالكم )) فهو منهج أصيل فأنت تقبل من أى أحد أتاك بالحق بمصادرة .
فمن القواعد المعمول بها عند أهل العلم (( الاهتمام بالقول بغض النظر عن القائل ))
فكما جاء فى حديث أبي هريرة في فضل آية الكرسي ، وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الشيطان : (( صدقك وهو كذوب )) . رواه البخارى
وقد علق الشيخ الألبانى فى السلسلة على هذا الحديث فقال (( فكما لا يجوز رد حديث الكذاب إذا تبين صدقه؛ فكذلك لا يجوز هدر حديث الراوي الضعيف غير المتهم لرواية المتهم إياه وبيان ذلك: أن الحديث الذي رواه الضعيف يصير بالشرط المعروف حسناً لغيره، فكذلك الحديث الذي رواه الكذاب- بله الشديد الضعف- يصير ضعيفاً لغيره، بل وقد يصير حسناً أو صحيحاً حسب طرقه قلة وكثرة، ونوعية ضعفها خفة وشدة، وهذه نكتة يعرفها- أو على الأقل ينتبه لها- من مارس فن التخريج، وتفقه دهراً طويلاً في فقه أصول الحديث، والله ولي التوفيق.)) أنتهى

فالأهتمام بصحة القول بغض النظر عن صاحبة من أصول المنهج الصحيح
قال ابن القيم (( فإن كل طائفة معها حق وباطل ، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب ، ويسر عليه فيهما الأسباب )) انتهى من كتاب طريق الهجرتين.
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله - في "منهاج السنة" (2/342-343) : (( واللهُ قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق ، وألا نقول عليه إلا بعلم ، وأمرنا بالعدل والقسط ، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني -فضلاً عن رافضي- قولاً فيه حق؛ أن نتركه، أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل، دون ما فيه من الحق..)) إلى أن قال: (( ولهذا لم نرد ما تقوله المعتزلة والرافضة من حق، بل قبلناه.)).
وهذا الأصل يفتح لنا أفاقا واسعة للتعامل مع من الذى نختلف معة فى بعض المسائل
فكما قال الشيخ الألبانى (( أن الحق يعرف بنوره ودلائله لا بحاكيه وقائله عند أهل الانصاف وليس ذوى التعصب و الإعتساف )) ولذلك قالوا (( لا يعرف الحق بالرجال ، ولكن أعرف الحق تعرف أهله )) فأنظر الى ما نقلت لك فأن كان حقا أقبله منى بغض النظر عن من أكون وحتى لو أعتبرتنى من المخالفين ولذلك قال ابن عثيمين (( من خالفني بمقتضى الدليل فقد وافقني ))

التفرقة بين
رد الخطأ وما يحملة من باطل
وبين اسقاط المخطأ


أما السؤال الرابع من أخى صهيب والذى يشرح فيه ان الباطل لابد ان يرد والله يتولى السرائر
فأقول بارك الله فيك يا أخى و زادك من العلم والفقه كلامك صحيح و محكم ولكن خارج نطاق النزاع فانا ما كتبت مقالة الانصاف المفقود حتى أصحح كلام شيخى او اثبت ان اراه صحيحة بل قلت و أوضحت اننى اكتبها لتوضيح التأويل والتأصيل لما بنيت عليه هذه الفتاوى لدفاع عن شيخى -وإعذاره- ضد التعدى بالاسقاط والاقصاء والاخراج من المنهج الصحيح طبقا ومنهج الغلاة الذين يسقطون العلماء بالاخطأ فانتبه للفرق يتضح لك المقصود –وقد ذكرت ذلك تفصيلا داخل المقال فأرجع تجده- اما ان ترد الباطل على بصيرة وانت أهل لذلك بأدب واحترام لعلم وتاريخ من اتى بهذا الباطل فهذا واجب محمود وفرض واتباع لسنة الرسول صلى الله عليه واله وسلم وتحقيق لسنة التدافع التى قدرها الله عز وجعل .


نصيحة الى اخوانى الشباب
من شاب مثلهم

فأقول أنصح أخوانى ونفسى أن نبتعد عن الظلم والتعصب الذى يجعلنا لا نرى عيوبنا او عيوب من نحب قال صلى الله عليه وسلّم : (( يبصر أحدكم القذى في عين أخيه و ينسى الجذع في عينه )) فلنكون منصفين كما كان سلفنا الصالح ولا نكون متعصبين لما ذهب اليه من نحب من مشايخ وعلماء من اراء فى المسائل الاجتهادية
قال ابن عابدين في العقود الدّرية: (( قال فخر الإسلام لمّا سئل عن التعصب: الصلابة في المذهب واجبة ، والتعصب لا يجوز ، والصلابة أن يعمل بما هو مذهبه ويراه حقّا وصواباً ، والتعصب السفاهة ، والجفاء في صاحب المذهب الآخر وما يرجع إلى نقصه ، ولا يجوز ذلك فإنّ أئمة المسلمين كانوا في طلب الحق وهم على الصواب )).

وقال ابن تيمية - رحمه الله تعالى (( لو كان أحدهم عارفاً بمذهبه لم يكن له أن يلزم علماء المسلمين بمذهبه ، ولا يقول: يجب عليكم أنّكم تفتون بمذهبي أنّه أي مذهب خالف مذهبي كان باطلا من غير استدلال على مذهبه بالكتاب والسنة ، ولو قال: من خالف مذهبي فقوله مردود ويجب منع المفتي به وحبسه ، لكان مردودا عليه وكان مستحقا العقوبة على ذلك بالإجماع ، فكيف إذا كان الذي حكم به ليس هو مذهب أحد من الأئمة الأربعة )) .

فانصح اخوانى ان لا ننسى احدى الغايات الكبرى فى شرعيتنا وبها تسمت طائفة الحق منذ القدم (( أهل السنة والجماعة )) الا وهى الإجتماع ونبذ الفرقة والتشرذم فالاجتماع سبيل القوة والفرقة سبيل الضعف والهوان
قال ابن تيمية: (( وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله التتر عليها كثرة التفرق والفتن في المذاهب وغيرها حتى تجد المنتسب إلى الشافعي يتعصب لمذهبه على مذهب أبي حنيفة حتى يخرجه عن الدّين ، والمنتسب إلى أبي حنيفة يتعصب لمذهبه على مذهب الشافعي وغيره حتى يخرجه الدّين ، والمنتسب إلى أحمد يتعصب لمذهب هذا وهذا ، وفي المغرب تجد المنتسب إلى مالك يتعصب لمذهبه على مذهب هذا أو هذا ، وكل هذا من التفرق والإختلاف الذي نهى الله ورسوله عنه ، وكلّ هؤلاء المتعصبين بالباطل المتبعين الظّنّ وما تهوى الأنفس المتبعين لأهوائهم بغير هدى من الله مستحقون للذم والعقاب وهذا باب واسع لا تحتمل هذه الفتيا لبسطه ، فإنّ الإعتصام بالجماعة والإئتلاف من أصول الدّين والفرع المتنازع فيه من الفروع الخفية ، فكيف يقدح في الأصل بحفظ الفرع )).


ولنفرقوا بين (( الحكم على الشخص نفسه )) والحكم على (( ما يصدر منه الشخص من أقوال )) فقد تصدر البدعة من الشخصة وتكون بدعة مردودة ولكن الشحص يظل من أهل السنة المعترف بهم ولذلك قال الشيخ الألبانى مقولة الشهيرة (( ليس كل من وقع فى البدعة وقعت البدعة عليه ))
وقال صاحب الفضيلة الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- كما في مجموع فتاوى : (( وأما موقفنا من العلماء المؤولين ، فنقول: من عُرف منهم بحسن النية ، وكان لهم قدم صدق في الدين، واتباع السنة؛ فهو معذور بتأويله السائغ، ولكن عذره في ذلك؛ لا يمنع من تخطئة طريقته المخالفة لما كان عليه السلف الصالح ، من إجراء النصوص على ظاهرها ، واعتقاد ما دل عليه ذلك الظاهر، من غير تكييف ولا تمثيل ، فإنه يجب التفريق بين حكم القول وقائله، والفعل وفاعله، فالقول الخطأ إذا كان صادرًا عن اجتهاد وحسن قصد ؛ فلا يُذَم عليه قائله ، بل يكون له أجر على اجتهاده ، لقول النبي صلى الله عليه واله وسلم : (إذا حكم الحاكم، فاجتهد، ثم أصاب؛ فله أجران، وإذا حكم، فاجتهد، ثم أخطأ؛ فله أجر) متفق عليه )) انتهى


مع الانتباه الى القيد الهام والعامل الدقيق ان البدعة درجات فهناك من ينقل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية فى أصحاب البدع المغلظة من العقائد المنحرفة أمثال وحدة الوجود و الحلول والتى فيها ينهى عن مجالستهم و القراءة من كتبهم وغيرها من أحكام غليظة ويسقط كلامه هذا فى أمثال من يقع فى بدعة خفيفة فى أمور عملية فقهية –بل يسقطونها على من أخطأ او زل من علماء السنة- وهذا ناتج عن عدم دراسة سياق الكلام للعلماء بمعرفة السوابق واللواحق فى كلامهم فهو مجرد اقتطاع من الحديث ثم التعميم على الجميع فلابد من الاعتدال والانصاف فلا تكونوا غلاة فى أحكامكم كما قال الذهبى قال الذهبى فى ترجمة يحيى بن عمار (( وكان متحرقا على المبتدعة والجهمية بحيث يئول به ذلك إلى تجاوز طريقة السلف ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا ، إلا أنه كان له جلالة عجيبة بهراة وأتباع وأنصار .))

وقال شيخ الإسلام أيضًا كما في "مجموع الفتاوى" (10/82) : (( والصواب: الإقرار بما فيها -يعني طريقة الصوفية- وفي غيرها من موافقة الكتاب والسنة ، والإنكار لما فيها وفي غيرها من مخالفة الكتاب والسنة.))


أما سلفنا الصالح فكانوا فى منتهى الدقة فى باب الحكم على الاأشخاص فيفرقون بين ( فلان ليس به بأس ) وبين ( فلان لا بأس ) وبين ( أرجوا الا بأس به ) ويفرقون بين ( يضع ) و ( وضاع )

أما الان فالشباب يسمع مجرد صدور بعض الألفاظ فيحكمون بها على الشخص ومثال ذلك لفظ العقل او لفظ الواقع مع ان هذة الالفاظ ( العقل و الواقع ) شرعية علمية أساسية يبنى عليها العلماء مسائل فقهية بل هى مصدر من المصادر الشرعية للترجيح بين الأدلة

ومع كل ذلك فبعض الشباب عندما يسمع عالم يستخدم كلمة عقل فى استدلالاته يصدر حكم بانه عقلانى معتزلى متفلسف وسبحان الله الذى ذكر العقل فى محكم اياته مرات و مرات

وان سمعوا من يستخدم لفظ الواقع يصدرون الحكم عليه بأنه حركى حزبى وسبحان الله فأهل العلم يقولون (( الواقع له سلطان )) بل جعل أهل العلم شرط من شروط المفتى الإلمام بواقع المسألة قبل ان يفتى فيها

فهم هربوا من ضلال بعض الفرق التى غالت فى استخدام مصطلح العقل ومصطلح الواقع فوقعوا فى الطرف الاخر بنفى واتهام من استخدم هذة الأصول الفقهية والصحيح أن المنهى عنه فى هذه الالفاظ هو الغلو فيها فمن استخدم العقل فى مقابله النص غالى ضال ومن استدل بالواقع ليصادم النص او يلغيه فأيضا هو ضال

ولا تخلطوا بين (( التمسك بالدليل )) وبين (( التمسك بألفاظ الدليل )) وهذا هو داء الظاهرية فلابد ان نفرق بين اللفظية والفقه فكما جاء فى الحديث (( رب حامل فقه ليس بفقيه )) فألفاظ : الفهم والفقه والاستنباط كلها ألفاظ شرعية وردت بها الأدلة وهى تعنى تعدى مجرد ظاهر اللفظ .

فارجوا من اخوانى ان يحذروا فأن مرض اللفظية مضاد للفهم معيق للفقه فابحثوا عن المعانى والمقاصد من وراء الالفاظ أما بهذه الاسلوب فلن يسلم لك شيخ او داعيه اذا قد قررتم تتبعه
فلن يسلم احد من ذلك ولو بعد حين والفارق هو من قرر الشباب تتبعه ومن تغافل عنه الشباب لسبب او لأخر


وأيضا لا تحكموا على شيخ او عالم بمجرد أن تسمعوا فتوى اصدرها الا بعد ان تعرفوا الواقع والحال المحيط و الأصول والمبادئ التى أعتمد عليها ليصدر هذة الفتوى فالمدار فى الحكم على الفتاوى على الأصول الصحيحة والمنهج الاستدلالى الشرعى الذى استخدمه ليصل الى النتيجة النهائية
أما من بنى فتواه عل - رد أو رفض- ايه او حديث او اجماع فهو الضال الذى يقال عنه عنده خلل فى المنهج اما الان فبمجرد فتوى يخرجون علماء من السلفية بدون مراجعات او سؤال عن التأصيلات والتفصيلات مع ملاحظة ان الاجتهاد الذى ينبنى على اختيار الاتجاة الأرفق بالناس هو اتجاة شرعى صحيح مبنى على أدلة من الكتاب والسنة وليس هو استسهال مبنى على هوى او ضعف

وهنا ملاحظة هامة يعرفها من درس أصول الفقه فأقول :
أن الحكم الشرعى ينتج من محصلة -اى اجتماع- أمران :
الامر الاول : هو الحكم التكليفى وهو الأدلة الشرعية من نصوص كتاب وسنة وغيرها المحتوى على أفعل ولا تفعل
والامر الثانى : هو الحكم الوضعى -الجعلى- وهو المتضمن السبب والشرط والمانع وهى التى فيها تختلف الظروف والاحوال وبناء عليها يختلف الحكم الشرعى النهائى

فهناك من لم يدرس أصول الفقه فيأتى ويجعل الحكم الشرعى هو الحكم التكليفى فقط فيفرض على الناس ما هو ليس فى حقهم فرض ولذلك فلابد من دراسة الحكم الوضعى معه لنصل الى الحكم الشرعى الصحيح
ومن هذا التأصيل الفقهى فلنعلم انه لأسقاط اى حكم على شخص لابد من (( توافر شروط وانتفاء موانع )) فهذا لا يخص فقط قضايا التكفير بل يخص اسقاط اى حكم (حكم بالبدعة او بالعصيان أو بالخطأ )على اى شخص فهذا هو سبيل العدل والانصاف

علامات منهج الانصاف المفقودة

انه ليس من علامات الانصاف المفقود ان تسكت عن الخطأ ولا تنبه الناس اليه ولكن الانصاف الذى نطلبه هو ان تقول على الخطأ خطأ بالحجة والبرهان والدليل مع احترام سيرة وتاريخ و مكانة من تخطئه وذلك بأسلوب مؤدب والفاظ رفيقه تحبب الناس فى الحق ولا ينفر منه محبى هذا المخطأ ولا يسبب عناد المخطأ نفسه كما قال الشيخ الألبانى (( فلاينبغى أن يكون فينا فوق ثقل حقنا ثقل طريقتنا و أسلوبنا حتى لا ننفر منا او ننفر عنا ))

فانت فى النهاية تنصح لله وتتمنى نجاة المنصوح اما ان تنصح بالسب والشتم والتعالى بالاضافة الى عدم سماع الطرف الاخر وعدم اعطائة فرصة للدفاع عن نفسة هذا من الظلم البين و دليل النيه المعلولة قال الامام مال قال الامام مالك (( إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم ويسب ويغضب فاعلم أنه معلول النية لأن الحق لا يحتاج إلى هذا ))

وأؤكد ان ما ذكرته بخصوص فتاوى شيخى ليست تبريرات ولكنها تأويلات –تأويلات للإعذار وليس للإلزام بالرأى والصواب- وتفصيلات ومقاصد كلام يعلمها الطالب من شيخه بطول الصحبة وتعدد اللقاء فهذا لابد ان يقبله المنصفين ام الغلاه الذين يبحثون ويصرون على التخطأة وحمل الكلام على أسوء المحامل –مع انهم ليسوا ممن يتابعون ويسمعون ثم الحكم بالاسقاط والاقصاء فهؤلاء أدعوا الله ان يشفى قلوبهم .

وأقول ان قضية الإعذار وخلق التماس العذر هو السبيل الى لم شمل مشايخ هذة الدعوة الذين تفارقوا وتنافروا ولنتذكر جميعا أحتمال الصواب فى الظنيات لأرى مخالفينا كما قال الشافعى (( رأى غيرى خطأ يحتمل الصواب )) فلنتذكر كلمة – يحتمل - هذه لتكون الباب الذى ندخل منه للمختلف معنا ونصبر عليه ونسمع منه بدلا من اسقاطه والتخلص منه

واقول فى النهاية يا أخوانى الانصاف الانصاف مع العلماء والمشايخ واعلموا ان - الاخراج من السنة شديد - كما قال الامام أحمد وانقل كلام العلامة الواسع الاطلاع الواسع الصدر - المترفع عن المعارك الوهمية بين أصحاب الدعوة السلفية - الشيخ صالح ال شيخ فقد قال فى معرض الدفاع عن بعض العلماء الكبار الذين وقعوا فى بعض البدع والمنكرات (( فهؤلاء ما خالفونا فى أصل الاعتقاد وما خالفونا فى أصل التوحيد ولا خالفونا فى نصرة السنة ولا خالفونا فى رد البدع وإنما اجتهدوا فأخطأوا فى مسائل )) انتهى قلت :هكذا يكون الانصاف لأهل العلم الابرار

وفى النهاية أنقل الكلمة البديعة لأبن القيم وفيها يُعلِّق ابن القيم -رحمه الله- على قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))
قال رحمه الله : فإذا كان قد نهى عباده أن يحملهم بغضهم لأعدائه أن لا يعدلوا عليهم مع ظهور عداوتهم ومخالفتهم وتكذيبهم لله ورسوله, فكيف يسوغ لمن يدعي الإيمان أن يحمله بغضه لطائفة منتسبة إلى الرسول تصيب وتُخطيء على أن لا يعدل فيهم(!!!؟), بل يُجَرِّد لهم العداوة وأنواع الأذى, ولعله لا يدري أنهم أولى بالله ورسوله وما جاء به منه علماً وعملاً ودعوة إلى الله على بصيرة, وصيراً من قومهم على الأذى في الله, وإقامة لحجة لله ومعذرة لمن خالفهم بالجهل ))) بدائع التفسير (2/105).

وفى هذا الكفاية لمن كان يخاف الله او يعمل لليوم الدين يوم العدل والقصاص من الظلمة والبغاة فالله الله فى مشايخكم والله الله فى علمائكم والسلام ختام .


أخوكم المحب
أبو حمزة عماد رمضان
الأزهرى انتسابا
و المصرى مولدا ونشأة واقامة
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 02-20-2012, 06:39 PM
أحمد الحاج مسعود أحمد الحاج مسعود غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الأردُنُّ
المشاركات: 569
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوحمزة عماد المصرى مشاهدة المشاركة


أن الشيخ أسامة –فيما ينتقد عليه الان من مسائل و أراء- لم يخرج على إجماع الأمة ولم يخرج على منهج الاستدلال الصحيح فهو مجتهد بين أجر و أجران

ألا ترى الشيخَ أسامةَ -غفر اللهُ له وهداه- خارجاً عن الإجماعِ في تجويزِه التهنئةَ برأسِ السنةِ الميلاديةِ ؟؟!!
ألا تراه خارجاً عن الإجماعِ في تجويزِه المظاهراتِ السلميةِ !!؟؟
أجبني جواباً علمياً عن هاتين المسألتين -فقط!!-
__________________
[SIZE="6"][FONT="Tahoma"][SIZE="5"][COLOR="Red"][CENTER][SIZE="4"] [SIZE="3"]قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوباً من حياته ، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ماقطعه النوم والبطالة ، فموت هذا خير من حياته [/SIZE][/SIZE][/CENTER] [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE]
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.