أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
43313 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2009, 03:43 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسئلة حول المناهي اللفظية أجاب عليها فضيلة الشيح محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -

أسئلة حول المناهي اللفظية أجاب عليها
فضيلة الشيح محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - تعالى -

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

رحم الله شيخنا " محمد بن صالح العثيمين " رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى مأواه ، لئن كان قد رحل عنا شخصه ، فقد ترك موروثا علميًا غزيرًا قيمًا، علمًا نافعًا بإذن الله – تعالى - يَعبق ... يُذكّر به عَطِرَ الثناء.

ماتوا وغيب في التراب شخوصهم ***** والنشر مسك والعظام رميم.

أسأل الله – تعالى – أن ينفع به وبعلمه، وأن يثقل له الموازين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

******************************

هذه مجموعة من الأسئلة حول المناهي اللفظية التي أجاب عليها فضيلته.

1. سئل فضيلة الشيخ : عما يقول بعض الناس من أن تصحيح الألفاظ غير مهم مع سلامة القلب ؟

فأجاب بقوله : إن أراد بتصحيح الألفاظ إجراءها على اللغة العربية فهذا صحيح فإنه لا يهم – من جهة سلامة العقيدة – أن تكون الألفاظ غير جارية على اللغة العربية ما دام المعنى مفهوما وسليما.
أما إذا أراد بتصحيح الألفاظ ترك الألفاظ التي تدل على الكفر والشرك، فكلامه غير صحيح بل تصحيحها مهم، ولا يمكن أن نقول للإنسان أطلق لسانك في قول كل شئ ما دامت النية صحيحة، بل نقول الكلمات مقيَّدة بما جاءت به الشريعة الإسلامية.

2. سئل فضيلة الشيخ :عن هذه الأسماء وهي : أبرار؛ ملاك؛ إيمان؛ جبريل؛ جنى ؟

فأجاب بقوله : لا يُتَسَمَّى بأسماء أبرار، وملاك، وإيمان، وجبريل أما جنى فلا أدري معناها.
؛
3. سئل فضيلة الشيخ : عن صحة هذه العبارة :( اجعل بينك وبين الله صلة، واجعل بينك وبين الرسول صلة ) ؟

فأجاب قائلًا : الذي يقول اجعل بينك وبين الله صلة، أي بالتعبد له، وأجعل بينك وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم -، صلة أي باتباعه فهذا حق.
أما إذا أراد بقوله أجعل بينك وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلة، أي اجعله هو ملجأك عند الشدائد، ومستغاثك عند الكربات، فإن هذا محرَّمٌ بل هو شرك أكبر مخرج عن الملة.


4. سئل فضيلة الشيخ عن هذا القول : (أحبائي في رسول الله) ؟

فأجاب فضيلته قائلا : هذا القول وإن كان صاحبه فيما يظهر يريد معنى صحيحًا ، يعني : أجتمع أنا وإياكم في محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن هذا التعبير خلاف ما جاءت به السنة، فإن الحديث (من أحب في الله، وأبغض في الله)، فالذي ينبغي أن يقول : أحبائي في الله - عز وجل -، ولأن هذا القول الذي يقوله فيه عُدولٌ عما كان يقول السلف، ولأنه ربما يوجب الغلوّ في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والغفلة عن الله، والمعروف عن علمائنا وعن أهل الخير هو أن يقول : أحبك في الله.

5. سئل فضيلة الشيخ إذا كتب الإنسان رسالة وقال فيها : (إلى والدي العزيز) أو (إلى أخي الكريم)، فهل في هذا شيء ؟

فأجاب بقوله : هذا ليس فيه شيء، بل هو من الجائز قال الله - تعالى - : {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [سورة التوبة (128)] .
وقال – تعالى - : {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [سورة النمل (23)].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم : (إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف).
فهذا دليل على أن مثل هذه الأوصاف تصح لله – تعالى – ولغيره ولكن اتصاف الله بها لا يماثله شيء من اتصاف المخلوق بها، فإن صفات الخالق تليق به، وصفات المخلوق تليق به.
وقول القائل لأبيه أو أمه أو صديقه : (العزيز) يعني أنك عزيزٌ عليّ غالٍ عندي وما أشبه ذلك، ولا يقصد بها أبداً الصفة التي تكون لله وهي العزة التي لا يقهره بها أحد، وإنما يريد أنك عزيز عليّ وغال عندي وما أشبه ذلك .

6. وسئل: عن عبارة (أدام الله أيامك) ؟

فأجاب بقوله: قول (أدام الله أيامك) من الاعتداء في الدعاء، لأن دوام الأيام مُحال منافٍ لقوله - تعالى -: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [سورة الرحمن 26 - 27].
وقوله - تعالى -: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [سورة الأنبياء 34].

7. وسئل ما رأي فضيلتكم في هذه الألفاظ جلاله وصاحب الجلالة، وصاحب السمو؟ وأرجو وآمل ؟

فأجاب بقوله : لا بأس بها إذا كانت المقولة فيه أهلًا لذلك، ولم يخشى منه الترفع والإعجاب بالنفس، وكذلك أرجو وآمل.

8. سئل فضيلة الشيخ عن هذه الألفاظ: (أرجوك )، (تحياتي)، و(أنْعِمْ صباحا)، و(أنْعِمْ مساءً) ؟

فأجاب بقوله : لا بأس أن تقول لفلان (أرجوك) في شيء يستطيع أن يحقق رجائك به.
وكذلك (تحياتي لك). و(لك منى التحية). وما أشبه ذلك لقوله - تعالى -: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [سورة النساء: 86].
وكذلك (أنعِم صباحا) و(أنعِم مساءً) لا بأس به، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلًا عن السلام الشرعي.

9. وسئل فضيلة الشيخ : عمن يسأل بوجه الله فيقول أسألك بوجه الله كذا وكذا، فما الحكم في هذا القول ؟

فأجاب قائلا : وجه الله أعظم من أن يَسأل به الإنسان شيئاً من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله - عز وجل - كالوسيلة التي يتوصل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك، فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال، أي لا يقل وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه ذلك .

10. وسئل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى -: ما رأيكم فيمن يقول (آمنت بالله، وتوكلت على الله، واعتصمت بالله، واستجرت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

فأجاب بقوله : أما قول القائل : (أمنت بالله، وتوكلت على الله، واعتصمت بالله) فهذا ليس فيه بأس وهذه حال كل مؤمن أن يكون متوكلا على الله، مؤمنا به، معتصمًا به.

وأما قوله: (واستجرت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فإنها كلمة منكرة والاستجارة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته لا تجوز؛ أما الاستجارة به في حياته في أمر يقدر عليه فهي جائزة قال الله - تعالى -: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ} [سورة التوبة 6].

فالاستجارة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته شرك أكبر؛ وعلى من سمع أحدًا يقول مثل هذا الكلام أن ينصحه، لأنه قد يكون سمعه من بعض الناس وهو لا يدري ما معناها وأنت (يا أخي) إذا أخبرته وبينت له أن هذا شرك فلعل الله أن ينفعه على يدك. والله الموفق.

11. سئل فضيلة الشيخ :ما حكم قول : (أطال الله بقاءك) (طال عمرك) ؟

فأجاب قائلا : لا ينبغي أن يطلق القول بطول البقاء، لأن طول البقاء قد يكون خيرًا وقد يكون شرًا، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله، وعلى هذا فلو قال أطال بقاءك على طاعته ونحوه فلا بأس بذلك.


منقول

http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_16992.shtml

يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-05-2009, 08:32 PM
مناصرة الرسول مناصرة الرسول غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: عمان-الأردن
المشاركات: 278
Post

جزاك الله خيرا بانتظار المزيد -إن شاء الله تعالى-
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-06-2009, 03:44 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

وإياكم يا الغالية " مناصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ".
أسأل الله - تعالى - أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى من القول والعمل، وأن يتقبله منا خالصًا ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم .
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-06-2009, 04:54 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسئلة حول المناهي اللفظية أجاب عليها فضيلة الشيح محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -.

أسئلة حول المناهي اللفظية
أجاب عليها فضيلة الشيح محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - تعالى - .

12. سئل فضيلة الشيخ : عن قول أحد الخطباء في كلامه حول عزوة بدر : (التقى إلهٌ وشيطان).
فقد قال بعض العلماء أن هذه العبارة كفرٌ صريح، لأن ظاهر العبارات إثبات الحركة لله - عز وجل - نرجو من سيادتكم توضيح ذلك ؟.

فأجاب بقوله : لا شك أن هذه العبارة لا تنبغي، وإن كان قائلها قد أراد التجوّز فإن التجوّز إنما يسوغ إذا لم يوهِم معنىً فاسدًا لا يليق به. والمعني الذي لا يليقُ هنا هو أن يجعل الشيطان قبيلًا لله - تعالى -، ونِدًا له، وقرنًا يواجهه، كما يواجه المرء قرنه، وهذا حرام، ولا يجوز.

ولو أراد الناطق به تنقـّص الله - تعالى - وتنزيله إلى هذا الحد لكان كافرا، ولكنه حيث لم يُرد ذلك نقول له : هذا التعبير حرام، ثم إن تعبيره به ظاناً أنه جائز بالتأويل الذي قصده، فإنه لا يأثم بذلك لجهله، ولكن عليه ألا يعود لمثل ذلك.

وأما قول بعض العلماء الذي نقلت : (إن هذه العبارة كفر صريح)، فليس بجيد على إطلاقه، وقد علمت التفصيل فيه .

وأما تعليل القائل لحكمه بكفر هذا الخطيب أن ظاهر عبارته إثبات الحركة لله - عز وجل -، فهذا التعليل يقتضي امتناع الحركة لله، وإن إثباتها كفر، وفيه نظر ظاهر، فقد أثبت الله - تعالى - لنفسه في كتابه أنه يفعل، وأنه يجئ يوم القيامة، وأنه استوى على العرش، أي علا عليه علوًا يليق بجلاله، وأثبت نبيه - صلى الله عليه وسلم -، أنه ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليله حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : (من يدعوني فاستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟).

واتفق أهل السنة على القول بمقتضى ما دلّ عليه الكتاب والسنة من ذلك غير خائضين فيه، ولا محرّفين للكلم عن مواضعه، ولا معطلين له عن دلائله.
وهذه النصوص في إثبات الفعل، والمجيء، والاستواء، والنزول إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله فالحركة له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص ولازمها، وإن كنا لا نعقل كيفية هذه الحركة.

ولهذا أجاب الإمام مالك من سأله عن قوله - تعالى - : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه 5]. كيف استوى ؟ فقال : " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".

وإن كانت هذه النصوص لا تستلزم الحركة لله - لم يكن لنا إثبات الحركة له بهذه النصوص، وليس لنا أيضاً أن ننفيها عنه بمقتضى استبعاد عقولنا لها، أو توهمنا أنها تستلزم إثبات النقص، وذلك أن صفات الله - تعالى- توقيفية، يتوقف إثباتها ونفيها على ما جاء له الكتاب والسنة، لامتناع القياس في حقه - تعالى -، فانه لا مثل له ولا ندّ، وليس في الكتاب والسنة إثبات لفظ الحركة أو نفيه، فالقول بإثبات لفظه أو نفيه قول على الله بلا علم.
وقد قال الله ـ تعالى - : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [سورة الأعراف، الآية (33)].
وقال - تعالى - : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [سورة الإسراء، الآية (36)].
فإن كان مقتضى النصوص السكوت عن إثبات الحركة لله - تعالى - أو نفيها عنه، فكيف نكفر من تكلم بكلام يثبت ظاهره - حسب زعم هذا العالم - التحرك لله - تعالى - ؟!.
و تكفير المسلم ليس بالأمر الهيّن، فإن من دعا رجلًا بالكفر فقد باء بها أحدهما، فإن كان المدعو كافرا باء بها، وإلّا باءَ بها الداعي.

وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - في كثير من رسائله في الصفات على مسألة الحركة، وبين أقوال الناس فيها، وما هو الحق من ذلك، وأن من الناس من جزم بإثباتها ، ومنهم من توقف، ومنهم جزم بنفيها.

والصواب في ذلك : أنما دل عليه الكتاب والسنة من أفعال الله - تعالى -، ولوازمه فهو حق ثابت يجب الإيمان به، وليس فيه نقص ولا مشابهة للخلق، فعليك بهذا الأصل فإنه يفيدك، وأعرض عن ما كان عليه أهل الكلام من الأقيسة الفاسدة التي يحاولون صرف نصوص الكتاب والسنة إليها ليحرفوا بها الكلم عن مواضعه، سواء عن نية صالحة أو سيئة.

13. وسئل فضيلته : يستعمل بعض الناس عند أداء التحية عبارات عديدة منها : (مساك الله بالخير) و (الله بالخير) و(صبحك الله بالخير) بدلا من لفظ التحية الواردة.
وهل يجوز البدء بالسلام بلفظ :(عليك السلام) ؟.

فأجاب قائلا : السلام الوارد هو أن يقول الإنسان :(السلام عليك)، أو (سلام عليك)، ثم يقول بعد ذلك ما شاء الله من أنواع التحيات، وأما (مساك الله بالخير). و (صبحك الله بالخير)، أو (الله بالخير). وما أشبه ذلك فهذه تقال بعد السلام المشروع وأما تبديل السلام المشروع بهذا فهو خطأ.
أما البدء بالسلام بلفظ (عليك السلام) فهو خلاف المشروع، لأن هذا اللفظ للرد لا للبداءة.

14. وسئل فضيلة الشيخ :عن هذه الكلمة (الله غير مادي) ؟.

فأجاب : القول بأن الله غير مادي قول منكر، لأن الخوض في مثل هذا بدعة منكرة، فالله - تعالى - ليس كمثله شيء، فهو الأول الخالق لكل شيء.
وهذا شبيه بسؤال المشركين للنبي - صلى الله عليه وسلم -، هل الله من ذهب أو من فضة أو من كذا وكذا ؟ وكل هذا حرام لا يجوز السؤال عنه، وجوابه في كتاب الله : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص].
فكُفّ عن هذا ما لك ولهذا السؤال.

15. سئل فضيلته : عن قول بعض الناس إذا انتقم الله من الظالم (الله ما يضرب بعصا) ؟.

فأجاب بقوله : لا يجوز أن يقول الإنسان مثل هذا التعبير بالنسبة لله - عز وجل -، ولكن له أن يقول : إن الله - سبحان وتعالى -، حكم لا يظلم أحد، وأنه ينتقم من الظالم ، وما أشبه هذه الكلمات التي جاءت بها النصوص الشرعية، أما الكلمة التي أشار إليها السائل فلا أرى إنها جائزة .

16. سئل فضيلة الشيخ : كثيرا ما نرى على الجدران كتابة لفظ الجلالة (الله)، وبجانبها لفظ محمد - صلى الله عليه وسلم - أو نجد ذلك على الرقاع، أو على الكتب، أو على بعض المصاحف فهل موضعها هذا صحيح ؟.

فأجاب قائلا : موقعها ليس بصحيح لأن هذا يجعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ندًا لله مساوياً له، ولو أن أحدا رأى هذه الكتابة وهو لا يدري المسمّى بهما، لأيقن يقينًا أنهما متساويان متماثلان ، فيجب إزالة اسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ويبقى النظر في كتابة : (الله) وحدها فإنها كلمة يقولها الصوفية، و يجعلونها بدلاً عن الذكر، يقولون : (الله الله الله)، وعلى هذا فلتفى أيضا، فلا يكتب (الله)، ولا (محمد) على الجدران، ولا على الرقاع ولا في غيره.

17. سئل فضيلة الشيخ : كيف نجمع بين قول الصحابة (الله ورسوله أعلم) بالعطف بالواو وإقرارهم على ذلك وإنكاره - صلى الله عليه وسلم -، على من قال (ما شاء وشئت) ؟.

فأجاب بقوله : قوله (الله ورسوله أعلم) جائز. وذلك لأن علم الرسول من علم الله ، فالله - تعالى - هو الذي يعلمه ما لا يدركه البشر ولهذا أتى بالواو وكذلك في المسائل الشرعية يقال : (الله ورسوله أعلم) لأنه - صلى الله عليه وسلم - أعلم الخلق بشريعة الله ، وعلمه بها من علم الله الذي علمه كما قال الله - تعالى - : {وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} [سورة النساء 113].

وليس هذا كقوله (ما شاء الله وشئت) لأن هذا في باب القدرة والمشيئة، ولا يمكن أن يجعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مشاركا لله فيها.
ففي الأمور الشرعية يقال : (الله ورسوله أعلم) وفي الأمور الكونية لا يقال ذلك.
ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب الآن على بعض الأعمال : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [سورة التوبة ، الآية (105)]. لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يرى العمل بعد موته.

18. سئل فضيلة الشيخ : عن هذه العبارة (أعطني الله لا يهينك) ؟ .

فأجاب فضيلته بقوله : هذه العبارة صحيحة، والله سبحانه و تعالى - قد يهين العبد ويذله ، وقد قال الله - تعالى - في عذاب الكفار : إنهم يجزون عذاب الهون بما كانوا يستكبرون في الأرض، فأذاقهم الله الهوان والذل بكبريائهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق.
[center]وقال : {وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [سورة الحج 18].
والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهوان لك فيقول : (الله لا يهينك).

19. وسئل فضيلة الشيخ : عن هذه العبارة (الله يسأل عن حالك) ؟.

فأجاب بقوله : هذه العبارة : (الله يسأل عن حالك) ، لا تجوز لأنها توهم أن الله – تعالى – يجهل الأمر فيحتاج إلى أن يسأل ، وهذا من المعلوم أنه أمر عظيم ، والقائل لا يريد هذا في الواقع لا يريد أن الله يخفى عليه شيء ، ويحتاج إلى سؤال ،لكن هذه العبارات قد تفيد هذا المعنى ، أو توهم هذا المعنى ، فالواجب العدول عنها ، واستبدالها بأن تقول : ( أسأل الله أن يحتفي بك ) و( أن يلطف بك ) ، وما أشبهها .

منقول


يتبع إن شاء الله - تعالى - .
[/color]
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-06-2009, 06:08 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

أسئلة حول " المناهي اللفظية "
أجاب عليها : فضيلة الشيح محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -


20. وسئل فضيلة الشيخ : هل يجوز على الإنسان أن يقسم على الله ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : الأقسام على الله أن يقول الإنسان والله لا يكون كذا و وكذا، أو والله لا يفعل الله كذا وكذا.

والإقسام على الله نوعان :

أحدهما : أن يكون الحامل عليه قوة ثقة المقسم بالله - عز وجل - وقوة إيمانه به مع اعترافه بضعفه وعدم إلزامه الله بشيء فهذا جائز ، ودليله قوله - صلى الله عليه وسلم - : (رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره) .
ودليل آخر واقعي وهو حديث أنس بن النضر : حينما كسرت أخته الربيع سنّا لجارية من الأنصار فطالب أهلها بالقصاص، فطلب إليهم العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبوا إلا القصاص فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقصاص. فقال أنس بن النضر أتكسر ثنيّة الربيع ؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا أنس كتاب الله القصاص) فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) وهو - رضي الله عنه - لم يقسم اعتراضًا على الحكم وإباء لتنفيذه فجعل الله الرحمة في قلوب أولياء المرأة التي كسرت سنها ، فعفو عفواً مطلقًا ، عند ذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) فهذا النوع من الأقسام لا بأس به.

النوع الثاني : من الإقسام على الله : ما كان الحامل عليه الغرور والإعجاب بالنفس وأنه يستحق على الله كذا وكذا، فهذا والعياذ بالله محرم، وقد يكون محبطًا للعمل.
ودليل ذلك أن رجلًا كان عابدًا وكان يمر بشخص عاص لله ، وكلما مر به نهاه فلم ينته ، فقال ذات يوم : " والله لا يغفر الله لفلان " – نسأل الله العافية – فهذا تحجر - رحمه الله - ؛ لأنه مغرور بنفسه فقال الله – عز وجل – (من ذا الذي يتألى عليّ ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك) قال أبو هريرة – رضي الله عنه - : (تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته) .
ومن هذا نأخذ أن من أضر ما يكون على الإنسان اللسان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - : (ألا أخبرك بملاك ذلك كله) قلت : بلى يا رسول الله، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بلسانه فقال : يا رسول الله ! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟. فقال : (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) . والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط .

21. وسئل فضيلة الشيخ : عن التسمي بالإمام ؟.

فأجاب فضيلته قائلاً : التسمي بالإمام أهون بكثير من التسمي بشيخ الإسلام، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -، سمى إمام المسجد إماماً، ولو لم يكن معه إلا واحد، لكن ينبغي أن لا يتسامح في إطلاق كلمة (إمام) إلا على من كان قدوة وله أتباع، كالإمام أحمد وغيره ممن له أثر في الإسلام، ووصف الإنسان بما لا يستحقه هضم للأمة، لان الإنسان إذا تصور أن هذا إمام، وهذا إمام ممن يبلغ منزلة الإمامة هان الإمام الحق في عينه.

22. سئل فضيلة الشيخ : عن إطلاق بعض الأزواج على زوجاتهم وصف أم المؤمنين ؟ .

فأجاب فضيلته بقوله: هذا حرام ، ولا يحل لأحد أن يسمي زوجته أم المؤمنين ، لأن مقتضاه أن يكون هو نبي، لأن الذي يوصف بأمهات المؤمنين هنّ زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهل هو يريد أن يتبوأ مكان النبوة وأن يدعو نفسه بعد بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ؟.
بل الواجب على الإنسان أن يتجنب مثل هذه الكلمات ، وأن يستغفر الله - تعالى - مما جرى منه .

23. سئل فضيلة الشيخ : ما حكم قول (يا عبدي) و (يا أمتي) ؟.

فأجاب فضيلة الشيخ : قول القائل : (يا عبدي)، ( يا أمتي)، ونحوه له صورتان :

الصورة الأولى : إن يقع بصيغة النداء مثل : يا عبدي، يا أمتي؛ فهذا لا يجوز للنهي عنه في قوله - صلى الله عليه وسلم - : "لا يقل أحدكم عبدي وأمتي".

الصورة الثانية : أن يكون بصيغة الخبر . وهذا على قسمين :
القسم الأول : إن قاله بغيبة العبد، أو الأمة فلا بأس فيه .

القسم الثاني : إن قاله في حضرة العبد أو الأمة ، فإن ترتب عليه مفسدة تتعلق بالعبد أو السيد منع وإلا فلا، لأن القائل بذلك لا يقصد العبودية التي هي الذل، وإنما يقصد أنه مملوك له وإلى هذا التفصيل الذي ذكرناه أشار في (تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد) في باب : يقول عبدي وأمتي . وذكره صاحب فتح الباري عن مالك .

24. وسئل فضيلة الشيخ : عن قول الإنسان أنا حُـرّ ؟.

فأجاب فضيلة الشيخ بقوله : إذا قال ذلك رجل حر وأراد أنه حر من رق العبودية لله – عز وجل – فقد أساء في فهم العبودية ، ولم يعرف معنى الحُريّة، لأن العبودية لغير الله هي الرق، أما عبودية المرء لربه – عز وجل – فهي الحُرية، فإنه إن لم يذلّ لله ذلّ لغير الله.
فيكون هنا خادعاً نفسه إذا قال : إنه حُر ، يعني إنه متجرد من طاعة الله، ولن يقوم بها.

25. سئل فضيلة الشيخ : عن قول العاصي عند الإنكار عليه ( أنا حُـرّ في تصرفاتي ) ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : هذا خطأ ، نقول : لست حُراً في معصية الله ، بل إنك إذا عصيت ربك فقد خرجت من الرق الذي تدعيه في عبودية الله إلى رق الشيطان والهوى.

26. سئل فضيلة الشيخ : عن قول الإنسان : (إن الله على ما يشاء قدير) عند ختم الدعاء ونحوه ؟ .

فأجاب فضيلته بقوله : هذا لا ينبغي لوجوه :

الأول : أن الله – تعالى – إذا ذكر وصف نفسه بالقدرة لم يقيـّد ذلك بالمشيئة في قوله – تعالى-: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة البقرة : 20].
وقوله : {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة البقرة : 106] .
وقوله : {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [سورة البقرة : 107] .
فعمَّم في القدرة كما عمَّم في الملك وقوله : {وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة المائدة : 17] .
فعمّم في الملك والقدرة، وخصّ الخلق بالمشيئة، أما القدرة : فصفة أزلية أبدية شاملة لما شاءه وما لم يشأه، لكن ما شاءه - سبحانه - وقع. وما لم يشأه لم يقع، والآيات في ذلك كثيرة.

الثاني : أن تقييد القدرة بالمشيئة خلاف ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه فقد قال الله عنهم : {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة التحريم : 8].
ولم يقولوا : {إنك على ما تشاء قدير} وخير الطريق طريق الأنبياء وأتباعهم فإنهم أهدى علماً وأقوم عملاً.

الثالث : أن تقييد القدرة بالمشيئة يوهم اختصاصها بما يشاؤه الله – تعالى – فقط ، لا سيما وأن ذلك التقييد يؤتى به في الغالب سابقاً حيث يقال : (على ما يشاء قدير) وتقديم المعمول يفيد الحصر كما يعلم ذلك في تقرير علماء البلاغة ، وشواهده من الكتاب والسنة واللغة .
وإذا خصّت قدرة الله – تعالى – بما يشاؤه ، كان ذلك نقصاً في مدلولها وقصراً لها عن عمومها فتكون قدرة الله – تعالى ناقصة حيث انحصرت فيما يشاؤه ، وهو خلاف الواقع فإن قدره الله – تعالى- عامة فيما يشاؤه وما لم يشأه ، لكن ما شاءه فلابد من وقوعه ، وما لم يشأه فلا يمكن وقوعه .
فإذا تبين أن وصف الله – تعالى – بالقدرة لا يقيد بالمشيئة بل يطلق كما أطلقه الله – تعالى – لنفسه فإن ذلك لا يعارضه قول الله – تعالى - : {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [سورة الشورى: 29].

فإن المقيَّد هنا بالمشيئة هو الجمع لا القدرة، والجمع فعل لا يقع إلا بالمشيئة ولذلك قيد بها، فمعنى الآية أن الله - تعالى - قادر على جمعهم متى شاء، وليس بعاجز عنه كما يدعيه من ينكره، ويقيده بالمشيئة رد لقول المشركين الذي قال الله – تعالى – عنهم : {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۞ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة الجاثية : 25 - 26].

فلما طلبوا الإتيان بآبائهم تحدياً وإنكاراً لما يجب الإيمان به من البعث ، بين الله - تعالى - أن ذلك الجمع الكائن في يوم القيامة لا يقع إلا بمشيئته ولا يوجب وقوعه تحدي هؤلاء وإنكارهم كما قال الله - تعالى - : { قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ۞ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ۞ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التغابن : 7 - 9].

والحاصل أن قوله – تعالى - : {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [سورة الشورى : 29]. لا يُعارض ما قررناه من قبل لأن القيد بالمشيئة ليس عائداً إلى القدرة وإنما يعود إلى الجمع.

وكذلك لا يعارضه ما ثبت في صحيح مسلم في كتاب(الإيمان) في (باب آخر أهل النار خروجاً) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (آخر من يدخل رجل) فذكر الحديث وفيه أن الله - تعالى - قال للرجل : (إني لا استهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر) وذلك لأن القدرة في هذا الحديث ذكرت لتقدير أمر واقع، والأمر الواقع لا يكون إلا بعد المشيئة، وليس المراد بها ذكر الصفة المطلقة التي هي وصف الله - تعالى - أزلا وأبداًً ، ولذلك عبر عنها باسم الفاعل (قادر) دون الصفة المشبهة (قدير).

وعلى هذا فإذا وقع أمر عظيم يستغرب أو يستبعد قالوا : قادر على ما يشاء ، يجب أن يعرف الفرق بين ذكر القدرة على إنها صفة لله - تعالى - فلا تقيـّـد بالمشيئة، وبين ذكرها لتقدير أمر واقع فلا مانع من تقييدها بالمشيئة، لأن الواقع لا يقع إلا بالمشيئة، والقدرة هنا ذكرت لإثبات ذلك الواقع وتقدير وقوعه، والله - سبحانه – أعلم .

27. سئل فضيلة الشيخ : عن حكم قول الإنسان القائل (أنا مؤمن إن شاء الله) ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : قول القائل : (أنا مؤمن إن شاء الله) يسمى عند العلماء : (مسألة الاستثناء في الإيمان) .

وفيه تفصيل:

أولا : إن كان الاستثناء صادرا عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا محرم بل كفر؛ لأن الإيمان جزم والشك ينافيه.
ثانيا : إن كان صادراً عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولا وعملا واعتقادا، فهذا واجب خوفا من هذا المحذور.
ثالثاً : إن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله، فهذا جائز التعليق على هذا الوجه - أعني بيان التعليل - لا ينافي تحقق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة كقوله - تعالى - : {لَتَدْخُلُنّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} [سورة الفتح :27] .

والدعاء في زيارة القبور (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) وبهذا عُرفَ أنه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء في الإيمان بل لابد من التفصيل السابق .


منقول من موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - تعالى -.

يُتبَع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-07-2009, 05:38 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

أسئلة حول " المناهي اللفظية "
أجاب عليها
فضيلة الشيح محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -


28. سئل فضيلة الشيخ :عن قول : (فلان المرحوم) و(تغمده الله برحمته) و(انتقل إلى رحمه الله) ؟.

فأجاب بقوله : قول (فلان المرحوم) أو (تغمده الله برحمته) لا بأس بها، لأن قولهم
(المرحوم) من باب التفاؤل والرجاء ، وليس من باب الخبر ، وإذا كان من باب التفاؤل والرجاء فلا بأس به .
وأما (انتقل إلى رحمه الله) فهو كذلك فيما يظهر لي إنه من باب التفاؤل، وليس من باب الخبر ، لأن مثل من أمور الغيب ولا يمكن الجزم به ، وكذلك لا يقال (انتقل إلى الرفيق الأعلى) .

29. سئل فضيلة الشيخ :عن عبارة (لكم تحياتنا) وعبارة (أهدي لكم تحياتي) ؟ .
فأجاب فضيلته قائلا : عبارة (لكم تحياتنا ، وأهدي لكم تحياتي) ونحوهما من العبارات لا بأس بها قال الله – تعالى : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [سورة النساء الآية (86)].
فالتحية من شخص لآخر جائزة، وأما التحيات المطلقة العامة فهي لله، كما أن الحمد لله، والشكر لله، ومع هذا فيصح أن نقول حمدت فلان على كذا وشكرته على كذا قال الله - تعالى - : {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } [ سورة لقمان الآية (14) ].

30. سئل فضيلة الشيخ : يقول بعض الناس : (أوجد الله كذا)، فما مدى صحتها ؟ . وما الفرق بينها وبين : (خلق الله كذا) أو (صور الله كذا) ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : أوجد و خلق ليس بينهما فرق، فلو قال : أوجد الله كذا كانت بمعنى خلق الله كذا، وأما صور فتختلف لأن التصوير عائد إلى الكيفية لا إلى الإيجاد.

31. سئل فضيلة الشيخ : عن حكم التسمي بإيمان ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : الذي أرى أن اسم إيمان فيه تزكية وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه غير اسم (برَّه) خوفا من التزكية.
ففي صحيح البخاري رحمه الله - تعالى - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن زينب كان اسمها برّه، فقيل تزكي نفسها، فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب (10/ 575 الفتح).
وفي صحيح مسلم رحمه الله - تعالى - (3/ 1687) عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : " كانت جويرية اسمها برّه فحوّل النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال : (خرج من عند برّه).
وفيه أيضا ص (1638)عن محمد بن عمرو ابن عطاء قال : "سمَّيتُ ابنتي برّه فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا الاسم، وسميت برّه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم) فقالوا : بم نسميها ؟ قال : (سموها زينب).

فبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجه الكراهة للاسم الذي فيه التزكية، وإنها من وجهين:

الأول: أنه يقال خرج من عند برّه، وكذلك يقال خرج من برّه.
والثاني: التزكية والله أعلم منا بمن هو أهل التزكية.
وعلى هذا لا ينبغي اسم إيمان لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عما فيه تزكية، ولا سيما إذا كان اسماً لامرأة، لأنه للذكور أقرب منه للإناث لأن كلمة (إيمان) مذكرة.

32. سئل فضيلته: عن التسمي باسم إيمان مرة أخرى ؟.

فأجاب فضيلته بقوله: اسم إيمان يحمل نوعًا من التزكية وبهذا لا تنبغي التسمية به لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، غيّر اسم برّه لكونه دالا على التزكية ، والمخاطب في ذلك هم الأولياء الذين يسمّون أولادهم بمثل هذه الأسماء التي تحمل التزكية لمن تسمى بها .
أما من كان علما مجردا لا يفهم منه التزكية فهذا لا بأس به ولهذا نسمي بصالح وعلي وما أشبههما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنى التزكية .

33. سئل فضيلة الشيخ : ما حكم هذه الألقاب (حجة الله) (حجة الإسلام) ( أية الله) ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : هذه الألقاب ( حجة الله ) (حجة الإسلام) ألقاب حادثة لا تنبغي لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل. وأما (آية الله) فإن أريد المعنى الأعم فهو يدخل فيه كل شيء :

وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد.

وإن أريد أنه آية خارقة فهذا لا يكون إلا على أيدي الرسل، لكن يقال : عالم، مفتي، قاضي، حاكم، إمام، لمن كان مستحقا لذلك.

34. سئل فضيلة الشيخ : عن هذه العبارات : (باسم الوطن ، باسم الشعب ، باسم العروبة) ؟.

فأجاب فضيلته قائلا : هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك أنه يعبر عن العرب أو يعبر عن أهل البلد فهذا لا بأس به ، وأن قصد التبرك والاستعانة فهو نوع من الشرك ، وقد يكون شركا أكبر بحسب ما يقوم في قلب صاحبه من التعظيم بمن استعان به .

35. وسئل فضيلته : هل هذه العبارة صحيحة (بفضل فلان تغير هذا الأمر، أو بجهدي صار كذا) ؟ .

فأجاب الشيخ بقوله : هذه العبارة صحيحة إذا كان للمذكور أثر في حصوله، فإن الإنسان له فضل على أخيه إذا أحسن إليه، فإذا كان الإنسان في هذا الأمر أثر حقيقي فلا بأس أن يقال : هذا بفضل فلان، أو بجهود فلان، أو ما أشبه ذلك، لأن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة شرعا وحسا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في عمه أبي طالب : (لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار).
وكان أبو طالب يعذب في نار جنهم في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهو أهون أهل النار عذابًا - والعياذ بالله - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ".
أما إذا أضاف الشيء إلى سبب وليس بصحيح فإن هذا لا يجوز، وقد يكون شركا، كما لو أضاف حدوث أمر لا يحدثه إلا الله إلى أحد من المخلوقين، أو أضاف شيئا إلى أحد من الأموات أنه هو الذي جلبه له فإن هذا من الشرك في الربوبية.

36. سئل فضيلة الشيخ : عن حكم قول : (البقية في حياتك)، عند التعزية، ورد أهل الميت بقولهم : (حياتك الباقية) ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : لا أرى فيها مانعًا إذا قال الإنسان (البقية في حياتك) لا أري فيها مانعا ، ولكن الأولى أن يقال إن في الله خلفًا من كل هلاك، أحسن من أن يقال (البقية في حياتك)، كذلك الرد عليه إذا غير المعزي هذا الأسلوب فسوف يتغير الرد.

37. وسئل رحمه الله - تعالى -: عن حكم ثناء الإنسان على الله - تعالى - بهذه العبارة (بيده الخير والشر) ؟ .

فأجاب فضيلته بقوله : أفضل ما يثني به العبد على ربه هو ما أثنى به سبحانه على نفسه أو اثني به عليه أعلم الناس به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، والله - عز وجل - لم يثن على نفسه وهو يتحدث عن عموم ملكه وتمام سلطانه وتصرفه، أن بيده الشر كما في قوله تعالى - : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة آل عمران، الآية (26)] .
فأثنى - سبحانه - على نفسه بأن بيده الخير في هذا المقام الذي قد يكون شرا بالنسبة لمحله وهو الإنسان المقدر عليه الذل ، ولكنه خير بالنسبة إلى فعل الله لصدوره عن حكمة بالغة.
ولذلك أعقبه بقوله : {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} وهكذا كل ما يقدره الله من شرور في مخلوقاته هي شرور بالنسبة لمحالها، أما بالنسبة لفعل الله - تعالى - لها وإيجاده فهي خير لصدورها عن حكمة بالغة ، فهناك فرق بين فعل الله – تعالى – الذي هو فعله كله خير ، وبين مفعولاته ومخلوقاته البائنة عنه ففيها الخير والشر ، ويزيد الأمر وضوحا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أثنى على ربه - تبارك وتعالى - بأن الخير بيده ، ونفى نسبة الشر إليه كما في حديث علي، - رضي الله عنه -، الذي رواه مسلم وغيره مطولًا وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا قام إلى الصلاة : (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض) إلى أن قال : (لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك والشر ليس إليك ) فنفى - صلى الله عليه وسلم - أن يكون الشر إلى الله - تعالى - ، لأن أفعاله وأن كانت شرًا بالنسبة إلى محالها ومن قامت به ، فليست شراً بالنسبة إليه - تعالى - لصدورها عن حكمة بالغة تتضمن الخير، وبهذا تبين أن الأولى بل الأوجب في الثناء على الله أن نقتصر على ما أثنى به على نفسه وأثنى به عليه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أعلم الخلق به.
فنقول : بيده الخير. ونقتصر على ذلك كما هو في القرآن الكريم والسنة.


منقول

يتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-07-2009, 08:10 AM
مناصرة الرسول مناصرة الرسول غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: عمان-الأردن
المشاركات: 278
Post

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصرة الرسول مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكِ ونفع بك وجزاك الله خيرا على ماخطت يمينك.
إسمحي لي بسؤال، هل يندرج تحت السؤال السادس عشر أنه لا يجوز تعليق إسم لفظ الجلالة -الله- في براويز داخل المنزل؟
جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-07-2009, 08:25 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

وفيكم بارك ابنتي الحبيبة مناصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكم بمثل إن شاء الله - تعالى - وزيادة .

*******************

الإجابة من موقع الشيخ محمد صالح بن عثيمين رحمه الله - تعالى - :

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة

السؤال : هذه الرسائل أولها رسالة من المخلصين عبد الله محمد أحمد الرياض منظور أحمد قريشي أحمد حسين، يقول الاخوة الموضوع يوجد بطاقات مكتوب عليها أسماء الله جل جلاله مثل هذه الصورة التي بجانب الرسالة وقد ضمنوا هذه الرسالة صورة لكسوة الكعبة وعليها آيات من كتاب الله المبين يقول ترمى في الأرض من قبل ناس لا يعرفون الإسلام يقول هذه فقط إشارة وما تنصحون الباعة بذلك؟ أو من يهمه الأمر بذلك؟ .[/COLOR]

أجاب فضيلته رحمه الله - تعالى - بقوله :

الحمد لله هذه المسألة كثرت في الناس على أوجه متعددة منها :

بطاقات تحمل لفظ الجلالة الله وأخرى إلى جانبها تحمل محمد ثم توضع البطاقاتان متوازنتين على الجدار أو على لوحة أو ما أشبه ذلك ونحن نتكلم على هذه الصورة.

أولًا : ما فائدة تعليق كلمة الله فقط، ومحمد فقط، إذا كان الإنسان يظن أنه يستفيد من ذلك بركة، فإن البركة لا تحصل بمثل هذا العمل، لأن هذا ليس بجملة مفيدة تكسب معنى يمكن أن يحمل على أنه للتبرك.
ثم إن التبرك بمثل هذا لا يسوغ لأن التبرك بالله وأسمائه لا يمكن أن يستعمل إلا على الوجه الذي ورد لأنه عباده والعبادة مبناها على التوقيف.

ثم إن هذا الوضع الذي أشرنا إليه سابقاً أن توضع كلمة الله وبجانبها موازيةً لها كلمة محمد هذا نوع من التشريك والموازنة بين الله وبين الرسول - صلي الله عليه وسلم -، وهذا أمر لا يجوز، وقد قال رجل للنبي - صلي الله عليه وسلم - : ما شاء الله وشئت يا رسول الله، فقال النبي - صلي الله عليه وسلم - : (أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده).

ثم إن التبرك بمجرد وضع اسم النبي - صلي الله عليه وسلم - أيضًا لا يجوز، التبرك إنما يكون بالتزام شريعة النبي - صلي الله عليه وسلم - والعمل بها. هذه صورة مما يستعمله الناس في هذه البطاقات وقد تبين ما فيها من مخالفة للشرع.

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-07-2009, 10:44 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

أسئلة حول " المناهي اللفظية "

أجاب عليها فضيلة الشيح محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -.

38. سئل فضيلة الشيخ : عن قول العامة (تباركت علينا ؟) (زارتنا البركة ؟).
فأجاب فضيلته قائلا : قول العامة (تباركت علينا) لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله - عز وجل - وإنما يريدون أصابنا بركة من مجيئك، والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان ، قال أسيد بن حبير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها قال : (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر).

وطلب البركة لا يخلو من أمرين :

الأمر الأول : أن يكون طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم قال الله - تعالى - : {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [سورة الأنعام (92)]. فمن بركته أن من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح، فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشرك، ومن بركته أن الحرف الواحد بعشرة حسنات وهذا يوفر للإنسان الجهد والوقت.

الأمر الثاني : أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم، مثل العلم فهذا الرجل يتبرك به بعلمه ودعوته إلى الخير، قال أسيد ابن حبير (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر) فإن الله قد يجري على أيدي بعض الناس من أمور الخير ما لا يجريه على يد الآخر.

وهناك بركات موهومة باطلة مثل ما يزعمه الدجالون : أن فلانًا الميت الذي يزعمون أنه ولي أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك، فهذه بركة باطلة لا أثر لها، وقد يكون للشيطان أثر في هذا الأمر لكنها لا تعدو أن تكون آثارًا حسية بحيث أن الشيطان يخدم هذا الشيخ فيكون في ذلك فتنة.

أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة ؟.

فيعرف ذلك بحال الشخص، فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة المبتعدين عن البدع فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما لا يحصل لغيره، أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة، أو يدعو إلى باطل فإن بركته موهومة، وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله.

39. سئل الشيخ : عن إطلاق عبارة (كتب التراث) على كتب السلف ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : الظاهر أنه صحيح، لأنه معناهم الكتب الموروثة عن من سبق. ولا أعلم في هذا مانعا.

40. سئل فضيلة الشيخ :هل في الإسلام تجديد تشريع ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : من قال إن في الإسلام تجديد تشريع فالواقع خلافه؛ فالإسلام كمل بوفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتشريع انتهى بها.
نعم الحوادث والوقائع تتجدد، ويحدث في كل عصر ومكان ما لا يحدث في غيره، ثم ينظر فيها بالتشريع، ويحكم عليها على ضوء الكتاب والسنة.
ويكون هذا الحكم من التشريع الإسلامي الأول، ولا ينبغي أن يسمى تشريعًا جديدا؛ لأنه هضمٌ للإسلام، ومخالفٌ للواقع، ولا ينبغي أيضًا أن يسمى تغيير للتشريع، لما فيه من كسر سياج حرمة الشريعة، وهيبتها في النفوس أو تعريضها لتغير لا يسير على ضوء الكتاب والسنة ولا يرضاه أحد من أهل العلم والإيمان.

أما إذا كان الحكم على الحادثة ليس على ضوء الكتاب والسنة، فهو تشريع باطل؛ لا يدخل تحت التقسيم في التشريع الإسلامي .

ولا يرد على ما قلت إمضاء عمر - رضي الله عنه - للطلاق الثلاث، مع أنه كان واحدة لمدة سنتين من خلافته، ومدة عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد أبي بكر - رضي الله عنه - لأن هذا من باب التعزير بإلزام المرء ما التزمه.

ولذا قال عمر - رضي الله عنه - : (أرى الناس قد تعجلوا في أمر كانت له فيه أناة فلو أمضيناه عليهم) فأمضاه عليهم، وباب التعزير واسع في الشريعة، لأن المقصود به التقويم والتأديب.

41. وسئل فضيلة الشيخ : عن حكم قولهم : تدخل القدر ؟ وتدخلتْ عناية الله ؟.

فأجاب فضيلته قائلا : قولهم (تدخل القدر) لا تصلح لأنها تعني أن القدر اعتدى بالتدخل وأنه كالمتطفل على الأمر، مع أنه أي القدر هو الأصل فكيف يقال تدخل ؟ والأصح أن يقال : ولكن نزل القضاء والقدر أو غلب القدر أو نحو ذلك، ومثل ذلك (تدخلت عناية الله) الأوْلى إبدالها بكلمة حصلت عناية الله، أو اقتضت عناية الله.

42. وسئل فضيلته : عن حكم التسمي بأسماء الله مثل كريم ، وعزيز ونحوهما؟ .

فأجاب فضيلته بقوله : التسمي بأسماء الله – عز وجل – يكون على وجهين :

الوجه الأول : وهو على قسمين :
القسم الأول : أن يحلى بـ ( ال ) ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله – عز وجل - حيث أنه يشترط أن يلاحظ معنى الصفة – كما لو سميت أحداً بالعزيز ، والسيد ، والحكيم ، وما أشبه ذلك فإن هذا لا يسمى به غير الله لأن ( ال) هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم . [ راجع الفتوى رقم (103) ستأتي – بإذن الله تعالى - ] .
القسم الثاني : إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلي بـ ( ال ) فإنه لا يسمى به ولهذا غير النبي - صلى الله عليه وسلم - كنية أبي الحكم التي تكنى بها ؛ لأن أصحابه يتحاكمون إليه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن الله هو الحكيم وإليه الحكم " . ثم كناه بأكبر أولاده شريح فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظاً بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع لأن هذه التسمية تكون مطابقة تماماً لأسماء الله – سبحانه وتعالى – فإن أسماء الله – تعالى – أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم .

الوجه الثاني : أن يتسمى غير محلي بـ (ال) وليس المقصود به معنى الصفة فهذا لا بأس به مثل حكيم ومن الأسماء بعض الصحابة حكيم ابن حزام الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم، " لا تبع ما ليس عندك " وهذا دليل على أنه إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به .
لكن في مثل ( جبار ) لا ينبغي أن يتسمى وإن كان لم يلاحظ الصفة وذلك لأنه لا يؤثر في نفس المسمى فيكون معه جبروت وغلو واستكبار على الخلق فمثل هذه الأشياء التي قد تؤثر على صاحبها ينبغي للإنسان أن يتجنبها . والله أعلم .

43. وسئل فضيلة الشيخ : عن حكم التسمي بأسماء الله – تعالى - مثل الرحيم والحكيم ؟ .

فأجاب فضيلته بقوله : يجوز أن يسمى الإنسان بهذه الأسماء بشرط إلا يلاحظ فيها المعنى الذي اشتقت منه بأن تكون مجرد علم فقط، ومن أسماء الصحابة الحكم، وحكيم ابن حزام وكذلك اشتهر بين الناس اسم عادل وليس بمنكر، أما إذا لوحظ فيه المعنى الذي اشتقت منه هذه الأسماء فإن الظاهر أنه لا يجوز لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اسم أبى الحكم الذي تكني به؛ لكون قومه يتحاكمون إليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله هو الحكم وإليه الحكم " ثم كناه بأكبر أولاده شريح وقال له : " أنت أبو شريح " وذلك لأن هذه الكنية التي تكنى بها هذا الرجل لوحظ فيها معنى الاسم فكان هذا مماثلا لأسماء الله - سبحانه وتعالى - لأن أسماء الله - عز وجل - ليست مجرد أعلام بل هي أعلام من حيث دلالتها على ذات الله - سبحانه وتعالى - وأوصاف من حيث دلالتها على المعنى الذي تتضمنه، أما أسماء غيره - سبحانه وتعالى - فإنها مجرد أعلام إلا أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنها أعلام وأوصاف، وكذلك أسماء كتب الله - عز وجل - فهي أعلام وأوصاف أيضا.

44. وسئل فضيلة الشيخ : عن حكم ثناء الإنسان على نفسه؟ .

فأجاب فضيلته قائلا : الثناء على النفس إن أراد به الإنسان التحدث بنعمة الله - عز وجل - أو أن يتأسى به غيره من أقرانه ونظائره فهذا لا بأس به.
وإن أراد الإنسان تزكية نفسه وإدلاله بعمله على ربه - عز وجل - فإن هذا فيه شيء من المنة ولا يجوز وقد قال الله - تعالى - : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [ سورة الحجرات، الآية (17) ].
وإن من أراد به مجرد الخبر فلا بأس به، لكن الأولى تركه.

فالأحوال إذن في مثل هذا الكلام الذي فيه ثناء المرء على نفسه أربع :

الحالة الأولى : أن يريد بذلك التحدث بنعمة الله عليه فيما حباه به من الإيمان والثبات .
الحالة الثانية : أن يريد بذلك تنشيط أمثاله ونظائره على مثل ما كان عليه .
فهاتان الحالتان محمودتان لما يشتملان عليه من هذه النية الطيبة .
الحالة الثالثة : أن يريد بذلك الفخر والتباهي والإدلال على الله - عز وجل - بما هو عليه من الإيمان والثبات وهذا غير جائز لما ذكرنا من الآية.
الحالة الرابعة : أن يريد بذلك مجرد الخبر عن نفسه بما هو عليه من الإيمان والثبات فهذا جائز. ولكن الأوْلى تركه.

45. سئل فضيلة الشيخ :عن قول (يا حاج)، و (السيد فلان) ؟.

فأجاب فضيلته بقوله : قول (حاج ) يعني أد الحج لا شيء فيها . وأما السيد فينظر إن كان صحيحا أنه ذو سيادة فيقال : هو سيد بدون الـ فلا بأس به ، بشرط ألا يكون فاسقا ولا كافراً ، فإن كان فاسقا أو كافرا فإنه لا يجوز إطلاق لفظ سيد إلا مضافا إلى قومه ، مثل سيد بنى فلان ، أو سيد الشعب الفلاني ونحو ذلك .
منقول


يتبع إن شاء الله - تعالى - .
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-07-2009, 10:47 PM
مناصرة الرسول مناصرة الرسول غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: عمان-الأردن
المشاركات: 278
Post

بارك الله فيكِ أمي الغالية ، وجزاكِ الله عنا كل خير.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.