التحذيـر من نشر الأحاديث الضعيـفة والموضـوعة في فضل الأضحـية

[عبد الرحمن البغدادي]

التحذير من نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل الأضحية

لقد راج بين عامة المسلمين مجموعة من الفضائل في أشهر ليس لها فضائل وأتبعوا في ذلك سلسلة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتركوا العمل بالصحيح الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترك الناس العمل بالسنة وذهبوا مشمرين عن سواعدهم بالسعي وراء البدع والخرافات التي نشرها الأئمة الجهال والمضلين، والقصاص المفسدين، الذين لا يفرقون بين الغث والسمين، فيقوم أحدهم بالتكلم عن فضائل الأضحية وأحكامها، وكأن جل أحاديثه من كتب الموضوعات، حتى أن أحدهم يذكر بضرورة ذبح ديك قبل الأضحية ويسميه مقود لأنها بحاجة إلى من يقودها على الصراط ، فالله المستعان على هذا وأمثاله، فقد غفل الكثير منهم عن تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه القائل: (( من روى عني حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبيـن )). رواه مسلم.

قال ابن حبان رحمه الله :(( في هذا الخبر دليل على أن المحدث إذا روى ما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم مما تقول عليه وهو يعلم ذلك يكون كأحد الكاذبين، على أن ظاهر الخبر ما هو أشد قال صلى الله عليه وسلم : ((من روى عني حديثاً... ))، ولم يقل: إنه تيقن أنه كذب فكل شاكٍ فيما يروي أنه صحيح أو غير صحيح داخل في ظاهر خطاب هذا الخبر))، كتاب الضعفاء(1/7،8). وقال: في ((فصل : ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو غير عالم بصحته..... ثم ذكر حديثا إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)). صحيح ابن حبان (ص27).

وقال صلى الله عليه وسلم : (( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع )). رواه مسلم في مقدمة صحيحهِ.

قال ابن حبان رحمه الله: (( في هذا الخبر زجرٌ للمرءِ أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم علم اليقين صحته )). الضعفاء(1 /9).

فكيف بمن يجعله اليوم شعاره ومنهاجه في حله وترحاله ويوالي ويعادي عليه، فالله المستعان، فلا يجوز نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة، دون التثبت من صحتها، وكفى زجرا ووعيداً قوله صلى الله عليه وسلم: (( إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )). رواه مسلم.

إلى هؤلاء ألا تخشون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خصيمكم يوم القيامة، فما لكم غير التوبة من خلاص، والكف عن نشر مثل هذه الأحاديث، ودفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وتحذيراً من الأحاديث الضعيفة الخاصة بفضل الأضحية المنتشرة هذه الأيام.

قال ابن العربي المالكي رحمه الله : (( ليس في فضل الأضحية حديث صحيح، وقد روى الناس فيها عجائب لم تصح )). تحفة الأحوذي (6/ 288).
يتبع

جمع وإعداد راجي عفو ربه ومغفرته

[عبد الرحمن البغدادي]

قال ابن العربي المالكي رحمه الله : (( ليس في فضل الأضحية حديث صحيح، وقد روى الناس فيها عجائب لم تصح )). تحفة الأحوذي (6/ 288).
نسأل الله العفو والعافية