أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
58854 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الموسوعات و الكتب و المخطوطات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-12-2018, 07:53 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Lightbulb صدر بفضل الله كتابي ((أخبارُ دِرَّةِ الفاروق عمر رضي الله عنه))



أخبارُ دِرَّةِ الفاروق عمر رضي الله عنه

وحاجةُ الناس اليوم إليها



تأليف

أبي معاوية

مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي



المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتّبع هداه إلى يوم الدين.

أما بعد، ((فإنّ حياة الفاروق عمر إنما هي - على مرِّ العصور وكرِّ الدهور - قُدوةٌ للدعاة والعلماء والساسة ورجال الفكر وقادة الجيوش وحكّام الأمة وعامّة الناس، لأنها انبثقت من نبعٍ الإسلام الأصيل، ومن مورد عقيدته العذبة الصافية التي لم تكدِّرها الأهواء، لذلك أجمع علماء السلف قاطبة على أنّ معرفة سيرة عمر - وكذا سيرة الصدِّيق - رضي الله عنهما من السُّنَّة، وأنّ بأخبارهما وسِيَرِهما وباقتفاء آثارهما تحيا القلوب وتزكو النفوس، وتحصل السعادة في الدنيا والآخرة)). (قالها د. عامر صبري في مقدمة تحقيقه لـ((مناقب عمر)) لابن الجوزي).

وإنّ كُتُبَ الحديث والتاريخ حافلةٌ بأخبارِ دِرَّة الفاروق عمر رضي الله عنه، والدِّرَّةُ هي سَوطٌ يُؤَدَّبُ به، وقد اشتُهِر عن الفاروق رضي الله عنه حمله للدِّرَّة لتأديب رعيّته وتوجيههم، قال الطبري (ت 310 هـ) في ((تاريخ الأمم والرسل والملوك)) - في ترجمة عمر -: ((وهو أول من حمل الدرَّة وضرب بها)). ونقل الطبري في أحداث سنة سبع عشرة من طريق سيف بن عمر التميمي - وهو ضعيف الحديث عمدة في التاريخ - قدوم وفد الهرمزان منهزماً لرؤية سيدنا عمر رضي الله عنه، فلمّا ((رأوه جلسوا دونه وليس في المسجد نائم ولا يقظان غيره، والدرَّة في يده معلَّقة)). اهـ. فالدرّة كانت معه في أكثر أوقاته ليؤدِّب بها الناس عن علم وفراسة، وهو الـمُحَدَّث الـمُلْهَمُ الَّذِي يُلْقَى في نَفْسِهِ الشيءُ فيُخْبِرُ به حَدْساً وَفِرَاسَةً، وهو مـمّن يجري الصواب على لسانه وأفعاله، قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لقد كان فيما قبلَكم من الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُ في أُمَّتي أحدٌ فإنه عُمَرُ)). (رواه البخاري 3689 ومسلم 2398).

قال العلامة عبد الرحمن المعلّمي في ((الأنوار الكاشفة)): ((كان عمر رضي الله عنه للصحابة بمنزلة الوالد، يعطف ويشفق ويؤدِّب ويشدِّد، وكان الصحابة رضي الله عنهم قد عرفوا له ذلك، وقد تناول بدرَّته بعض أكابرهم كسعد بن أبي وقاص وأبيِّ بن كعب ولم يزده ذلك عندهم إلا حبًّا (انظر الأثر 8 و57 و72)، فأهل العلم والإيمان ينظرون إلى ما جرى من ذلك نظرة غبطة وإكبار لعمر ولمن أدّبه عمر، وأهل الأهواء ينظرون نظرة طعن على أحد الفريقين)). اهـ.

وما أحوج الناس اليوم إلى إمامٍ مثل سيّدنا عمر، يرشدهم إلى التمسّك بكتاب الله وسنّة رسوله، ويحذِّرهم من البدع ومحدثات الأمور، ويؤَدِّبهم بالدِّرَّةِإذا لم يستجيبوا له، وقد وصفته الشفاء بنت عبد الله بقولها: ((كان والله عمر إذا تكلّم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، هو والله الناسك حقًّا)) (رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (3/290) بإسناد ضعيف جدًّا، ومعناه صحيح).

ونحن في زمنٍ أحوج ما نكون فيه إلى دِرّة عمر رضي الله عنه .. فقد انتشر فيه ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمَّته، إذ قال: ((ما أخافُ على أُمّتِي إلا ثلاثاً: شُحٌّ مُطاعٌ، وهوىً متَّبعٌ، وإمامُ ضلالٍ)) (رواه البزار (2/238/1602) وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (3237) )، وانتشر الرُّوَيبَضات يتكلمون في أمر الناس، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((سيأتي على الناس سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فيها الكاذبُ، وَيُكَذَّبُ فيها الصادقُ، وَيُؤتَمَنُ فيها الخائنُ وَيَخُوَّنُ فيها الأمينُ، ويَنْطِقُ فيها الرُّوَيْبَضَةُ ... الرجل التافه في أمر العامة)) (رواه ابن ماجه (4042) وغيره، وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1887) )، فكَم مِن صاحبِ قَلَمٍ يحتاج إلى درّة عمر؟! وكم مِن مُتصدِّرٍ - بِجَهل - يحتاج إلى درّة عمر؟! وكم من رُوَيبضة يحتاج إلى دِرَّة عمر؟!!

وكان الباعث على تأليف هذا الكتاب أني قرأتُ منذ أكثر من عشر سنوات قول الشيخ مشهور سلمان حفظه الله في كتابه ((قصص لا تثبت)) (8/148/الحاشية): ((ولي مصنّف بعنوان ((درّة عمر رضي الله عنه وحاجة الناس اليوم إليها))، حوى عجائب ومخبّآت، يسّر الله إتمامه بخير وعافية)). فافتتحتُ مقالاً في ((ملتقى أهل الحديث)) بهذا العنوان في الأول من ذي القعدة 1429 هـ (30/10/2008 م)، جمعتُ فيه ما وقفتُ عليه من آثار تتعلّق بتأديب سيدنا عمر رضي الله عنه للناس بدِرَّته؛ والآن أُخْرِجه بعون الله في كتابٍ مع إضافات كثيرة للآثار بلغت ثلاثة أضعاف ما جمعته في مقالي المنشور، وحَلَّيته ببعض الفوائد التنبيهات النفيسة، وقمتُ بتخريج الآثار والتعليق عليها باختصار، ورجعتُ لكتب علماء الحديث لاستخراج أحكامهم عليها، فإنْ لم أجد اجتهدتُ في الحكم على أسانيدها في حدود علمي، وقسّمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في الآثار المسنَدَة عن سيدنا عمر.
الفصل الثاني: فيما رُوِي من دون سند عن سيدنا عمر.
الفصل الثالث: جمعتُ فيه ما وقفتُ عليه من استعمال باقي الصحابة رضي الله عنهم للدرّة.
وقد صدر الكتاب عن دار المقتبس/بيروت.

أسأل الله سبحانه أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين، ويكون في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلّا مَن أتى الله بقلبٍ سليم.

وكتبه

أبو معاوية

مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي

بيروت، 17 رجب 1439 هـ

4/3/2018 م
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.