أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
81993 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-24-2013, 10:27 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

سئل الإمام الألباني - رحمه الله تعالى - :
سؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: يقول السائل: فضيلة الشيخ! أنتم تزعمون أن العقيدة أمر قد أجمع عليه السلف، ومع ذلك نجد هناك خلاف بينهم في إثبات العين أو العينان.
الشيخ: أنتم ماذا أولًا.
مداخلة: أنتم تزعمون.
الشيخ: تزعمون نعم، ليته لطَّفها قليلاً.
مداخلة: أن العقيدة أمر قد أجمع عليه السلف، ومع ذلك نجد هناك خلاف بينهم في إثبات العين أو العينان والساق، فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (القلم:42) بالشدة والكرب ... وكذلك في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه جل وعلا، فمن أثبت فيجب عليه الاعتقاد في ذلك، ومن نفى فيجب عليه اعتقاد مدلول النفي، فما موقفنا جزاكم الله خيرًا؟
الشيخ: كان ينبغي أن يكون السؤال بغير هذا التحذير؛ لأن السائل ما أظن نقل رأيي وبنى عليه توجيهه لهذا السؤال؛ ذلك لأننا نحن الذي ندين به أنه لا فرق بين ما يسمى أصولًا وبين ما .. (انقطاع صوتي)
أن يكونوا على اتفاق وعلى كلمة واحدة، إذا أمكنهم ذلك، أما وذلك قد لا يمكن أن يكون في الأصول فضلًا عن الفروع فحينئٍذ يعود الأمر إلى المجتهد إن كان قصد الحق فأصابه فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، لا فرق في ذلك كما قلنا بين الأصول والفروع، أما ادعاء الاتفاق في كل الأصول بخلاف الفروع، فهذا لا أعتقد أن عالمًا يقطع بذلك، كل ما في الأمر أننا نقول: إن السلف اتفقوا على أن الأصل في صفات الله تبارك وتعالى التي جاءت في الكتاب أو في السنة أن تمر كما جاءت ولا تؤول، هذا الذي يمكن أن يقال أنه أمر متفق عليه، أو على حد تعبير السائل: إنه أمر نزعمه وندعيه لازمين لذلك، ولكن هذا لا ينفي أن يقع بعض الخلاف في بعض المسائل التي تتعلق بهذا المنهج.
والمثال الذي ذكره السائل في تفسير الساق هذا صحيح أنه وقع فيه اختلاف، ولكن هل هناك خلاف بين هؤلاء الذين قد يختلفون في بعض الجزئيات مما يتعلق بالعقيدة أو بالتوحيد، هل بينهم خلاف في الأصل في القاعدة؟ الجواب: لا، وهذا الفرق بين أتباع السلف وبين الخلف، فالسلف هذه قاعدتهم أن يؤمنوا بكل ما جاء عن الله ورسوله دون تأويل ودون تعطيل، أما الخلف فالقاعدة عندهم التأويل وليس هو التسليم.
وقد وجدت طائفة بين هؤلاء وهؤلاء وهم الذين يسمون بالمفوضة، فهم لا يؤمنون مسلمين بالمعاني الظاهرة لأدلة الكتاب والسنة المتعلقة بالصفات مع التنزيه، ولا هم يؤولون كما يفعل الخلف كالذين قلنا فيهم في الأمس القريب إنهم يقولون: إن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم، فالخلاف ليس في الجزئيات هذا لا يمكن الخلاص منه، وإنما الأصل في القاعدة: ما هي قاعدة السلف؟ هو الإيمان بكل ما جاء عن الله ورسوله إيمانًا بالمعاني الظاهرة المتباينة لغًة في النصوص مع التنزيه، كما في قوله تعالى، هذا دليل يستعمل كثيرًا وهو قوله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) فربنا عز وجل قدم هذه الجملة فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:11) تنزيهًا ليتبع هذا التنزيه بالإثبات ألا وهو قوله عز وجل: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11).
فالآن: إذا أردنا أن نسلك طريقة السلف فما يختلفون في فهم {السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) إطلاقًا؛ لأنهم يعتقدون أن صفة السمع غير صفة البصر، وأن كلًا من هاتين الصفتين كسائر الصفات الإلهية نثبتها كما جاءت مفرقين بين صفة وأخرى منزهين لله تبارك وتعالى، أن يشبه شيئًا من مخلوقاته.
ما هو موقف المعتزلة المعطلة؟ أنهم يقولون: يأخذون بالشطر الأول من الآية: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:11) تنزيه، لكنهم غلو في التنزيه وعطلوا فقالوا: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) أي: العليم، فعطلوا هاتين الصفتين؛ لأن الإنسان سميع وبصير فظنوا أنهم سووا، وظنوا أنهم بسبب فرارهم من إثبات هاتين الصفتين أنهم مع التنزيه دون التعطيل ولم يلاحظوا أن ما منه فروا بزعمهم وقعوا في مثله؛ لأنهم حين يفسرون السمع والبصر بالغيب فالناس أيضًا فيهم عالم وجاهل، وبعض من يقول: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (الزمر:9) فإذًا هناك كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اشتراك لفظي وليس اشتراكًا حقيقيًا في المعنى، فصفة السمع وصفة البصر وصفة العين، هذه الصفات الثلاث اتصف بها ربنا تبارك وتعالى كغيرها مما جاء في القرآن، لكن كون الإنسان أيضًا يوصف بأنه سميع ويوصف بأنه بصير وقد يقال فيه عليم، فذلك لا يعني أن سمعه وبصره وعلمه كسمع الله وبصره وعلمه، لذلك فحينما فر المعتزلة بهذا التأويل للسمع والبصر والعلم يقال لهم: عطلوا صفتين حقيقتين من صفات الله تبارك وتعالى.
نعود الآن إلى الذين يفوضون، فماذا يقولون؟ يقول: نؤمن بالآية كما جاءت لكن لا ندري ما معنى عليم .. ما معنى سميع .. ما معنى بصير، نكل الأمر إلى الله تبارك وتعالى، ويلبسون على الناس أن هذا هو مذهب السلف، ليس هذا هو مذهب السلف، مذهب السلف إثبات للصفة مع التنزيه، مذهب المفوضة لا يثبتون شيئًا، يقولون: الله أعلم بمراده، أما التنزيه فهو أمر مشترك بين جميع الطوائف، سواءً السلف، أو المفوضة، أو الأشاعرة، أو الماتريدية، كلهم يلتقون في تنزيه الله عز وجل وعدم المشابهة للحوادث، لكنهم يختلفون في ما موقفهم تجاه كل الصفات التي جاءت في الكتاب والسنة منها هذا المثال الذي بين
أيدينا الآن.
فإذا اختلف السلف في آية أو في حديث ما، فذلك لا يعني أنهم خرجوا عن هذه القاعدة، وإنما الخلف الذين يقولون: علم السلف أسلم، وعلم الخلف أحكم وأعلم، فالأصل إذًا في الاختلاف هو في القاعدة وليس فيما يلزم ... اختلاف كل من الطائفتين في جزء أو في صفة من الصفات كآية الساق، ولذلك فلا ينبغي أن يفهم أحد أن السلف لا يختلفون في شيء ما من آيات الصفات، لكن القاعدة هم متفقون عليها.
مثلًا: تفسير المعية: فقد يروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ما قد يخالف غيره ممن جاء بعده، لكن كلهم يرجعون أخيرًا إلى إثبات الصفات كقاعدة، لا كالمعتزلة فخلافًا لمن تابعهم في كثير من الانحراف الذي انحرف فيه المعتزلة، فسمعتم آنفًا أن المعتزلة ينكرون صفة السمع والبصر، لكن الأشاعرة مثلًا يثبتونهما ولا يؤولونهما ولا ينكرون معناهما كما فعلت المعتزلة، لكن هؤلاء الخلف من الأشاعرة والمعتزلية في أصل المذهب أهو الإيمان بمعاني الصفات مع التنزيه أم الأصل هو التأويل؟ المتأخرين هؤلاء من الأشاعرة والمعتزلة بين مذهب السلف وبين مذهب الخلف فتارةً تراهم معتزلة كموقفهم من الكلام الإلهي حيث من المعتزلة يصرحون ... بأن كلام الله مخلوق، أما الأشاعرة والماتريدية فهم يقولون: كلام الله ليس بمخلوق، ولكن إذا مخاصمتهم ودققت معهم وجدتهم في النهاية يلتقون مع المعتزلة.
في الوقت الذي يقولون فيه كلام الله صفة من صفاته خلافًا للمعتزلة لكن حينما يدقق الإنسان معهم في البحث إذا بهم يقولون: الكلام الإلهي الذي هو صفة من صفاته ليس هو الكلام الذي يؤمن به السلف، وكما قال عليه السلام في الحديث الصحيح: «من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: ألف لام ميم حرف، بل ألف حرف، لام حرف، ميم حرف» (1) هم لا يقولون بأن كلام الله حرف لفظ وصوت كما يقول السلف، وإنما هم يلتقون مع المعتزلة في إنكار هذه الحقيقة، ولكن يختلفون عن المعتزلة بأنهم يفسرون الكلام الإلهي بما يعود إلى العلم، ولذلك حينما يردون على المعتزلة ويقولون لهم: لماذا أنتم تقولون: كلام الله مخلوق، أليس يقدر ربنا تبارك وتعالى على تفهيم موسى كلامه تبارك وتعالى؟! لا يقولون: أليس الله بقادر على أن يسمع كلامه موسى، وهو قال له: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} (طه:13)، فيدعون هذه الوصفة المتعلقة بالكلام الله الإلهي، نأخذ من هذه الآية الصريحة: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} (طه:13) ما يقولون المعتزلة: أليس الله بقادر أن يسمع كلامه وصوته لموسى، وإنما يقولون: أليس الله بقادر أن يفهم كلامه فأعادوا صفة الكلام إلى العلم كما يمكن أن يقال: أليس الله عز وجل بقادر على أن يعلم موسى الألواح.
فعند المعتزلة الألواح التي أنزلها الله على موسى عليه السلام وعبر عنها بقوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (النساء:164) يقولون صراحة: ليس الله هو الذي تكلم، وليس الله هو الذي قال: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} (طه:14) وإنما الشجرة هي التي نطقت، فالله لا يتكلم ولا يتلفظ.
الماتريدية والأشاعرة يلتقون معهم في الحقيقة لكن يسمون الكلام الإلهي الثابت في القرآن بأنه كلام نفسي، لا يخرج .. لا يسمع .. لا يقرأ ونحو ذلك، فهذا ينبغي أن يكون في ذهننا: أن السلف يختلفون عن الفرق الأخرى في اتفاقهم على القاعدة وهي: تنزيه مع الإثبات، أما الآخرون فتأويل الذي هو التعطيل مع التنزيه، فلم يفدهم شيء التنزيه مع التأويل الذي يصاحبه في كثير من الأحيان التعطيل، وما أحسن ما قال ابن القيم رحمه الله، ولعله نقله عن شيخه ابن تيمية: "المعطل يعبد عدمًا، والمجسم يعبد صنمًا"، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها.
[فخلاصة المسألة]: هي أن الخلاف -كما قلت في مطلع هذه الكلمة- لا يقتصر عند المسلمين جميعًا على الفروع بل تعداه إلى الأصول والمقصود بها هي القواعد المتعلقة بالعقيدة، فذكرت أن السلف وأتباعهم من السلفيين لا يختلفون في القاعدة، ولكن قد يختلفون في بعض جزئياتها، الشأن في هذا تمامًا كالشأن في القواعد العلمية الأصولية الفقهية، فكأنما أهل الحديث لا يختلفون بعضهم مع بعض في أن المرجع عند الاختلاف إنما هو الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، وقد يختلفون مثلًا في حديث أهو صحيح أم ضعيف، هذا لا يضر، وقد يختلفون في فهم حديث صحيح وهذا لا يضر؛ لأن الأصل والقاعدة متفق عليها بينهم وليس كذلك عند من خالفهم.
وقد ذكرنا في الأمس القريب، أن كل الطوائف الإسلامية لا نستثني منهم طائفة، كلهم يقول: نحن على الكتاب والسنة لكن لا تجد منهم أحدًا يقول: وعلى ما كان عليه السلف الصالح، إذًا: هذا اختلاف في الأصل في القاعدة، فهذا الخلاف هو الذي يضر، أما الاختلاف في مسألة فذلك لا يضر لا فرق بين أن تكون هذه المسألة في العقيدة أو أن تكون في الأحكام الشرعية، إنما المهم أن يكون القاعدة والأصل متفق عليه.
فلهذا الذي أتى به السائل الآخر وهو اختلاف في الرؤية: هل رأى محمد ربه؟ نعم يوجد شيء من هذا الاختلاف، ولكن هذا الاختلاف ليس من النوع الأول، بمعنى: لم يثبت عن أحد من السلف في أنه قال جازمًا بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم ير ربه، ... رأى ربه بل جاء عنهم خلاف ذلك، كل ما في الأمر ممن أثبت الرؤية هو ابن عباس رضي الله عنه لكن الروايات التي وردت عنه مضطربة، فلذلك ما يستطيع العالم أن يجزم بأن ابن عباس كان يقول بخلاف السيدة عائشة مثلًا، السيدة عائشة كانت تنفي رؤية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لربه ليلة الإسراء والمعراج جازمة بذلك ومستعظمة كل الاستعظام لمن قد يقول بأن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى ربه.
وقد روى الشيخان في صحيحيهما (1) من حديث مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنه قال لها - مسروق هو القائل -: يا أم المؤمنين! هل رأى محمد ربه؟ قالت: لقد قَفَّ شعري لما قلت، قال: يا أم المؤمنين! ارحميني ولا تعجلي علي، أليس يقول الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} (النجم: 13 - 14) قالت: أنا أعلم الناس بذلك، سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: «رأيت جبريل في صورته التي خلق فيها مرتين وله ستمائة جناح» ثم قالت مؤكدة نفيها لرؤية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لله تبارك وتعالى: ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية: من حدثكم أن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، ثم تلت قوله تبارك وتعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} (الشورى:51) وتلت قوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} (الأنعام:103) فمن حدثكم بأن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية، ثم تلت قوله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل:65) ومن حدثكم بأن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - كتم شيئًا أمر بتبليغه فقد أعظم على الله الفرية، ثم تلت قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة:67).
هذه رواية صحيحة في الصحيحين، صريحة في أن السيدة عائشة جزمت بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يرَ ربه، وعلى ذلك أحاديث تؤكد نفيها، هذا حديث مذكور؛ لأن هذا
من قول عائشة، لكن هناك أحاديث مرفوعة تؤكد ما قالته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ... لحديث أبي ذر وهو أيضًا في حديث صحيح مسلم: «أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سئل: هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه» (1) وهذا تفصيله في حديث أبي موسى الأشعري، وقد ذكره الإمام مسلم بعد حديث أبي ذر، وفيه قال عليه السلام: «حجابه النور» فإذًا لما سئل عليه السلام: هل رأيت ربك؟ نفى ذلك، فنفي عائشة وهو زوجة الرسول عليه السلام معنى هذا أنها تكلمت بعلم تلقته من زوجها حيث لما سئل عليه الصلاة والسلام: هل رأيت ربك؟ قال: «نور» أي: هناك نور فكيف أراه؟
فهذه عائشة تقول جازمة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يرَ ربه ومعها حديثين ... من الذي قاله من الصحابة في هذه القضية؟ يروى عن ابن عباس ثلاثة روايات: رأى ربه .. رأى ربه بقلبه .. رأى ربه بعينه، ثلاثة من روايات من طريق سماك بن حرب عن ابن عباس، ومعنى هذا أن الراوي للرؤية التي أثبتها ابن عباس، تارًة ... فقال: رأى ربه، لكن المشكل: هو هل رأى ربه بعينه أم ببصيرته بقلبه؟ هنا تأتي هذه الروايات الثلاث: رأى ربه مطلقة، ثم روايتان أخريان مقيدةً، لكن إحداهما تخالف الأخرى فإحداهما تقول: رأى ربه بقلبه، والأخرى تقول: رأى ربه بعينه، فإذًا: الرواية مضطربة عن ابن عباس فلا نستطيع أن نقول إن ابن عباس يخالف قول السيدة عائشة رضي الله عنها.
والقصد من الكلمة السابقة هو أنه قد يصح مثل ذاك الاختلاف ولكن ليس كل اختلاف صحيح، وهذا مثاله، فنستطيع أن نقول إذًا: بأن نفس الخلاف بين عائشة في هذه المسألة وابن عباس ليس دقيقًا؛ لأن الرواية عن ابن عباس مضطربة كما ذكرت آنفًا.
"رحلة النور" (40أ/00:43:23) (40ب/00:00:00) ) .
نقلا عن / موسوعة العلامة الإمام مجدد العصر محمد ناصر الدين الألباني «موسوعة تحتوي على أكثر من (50) عملاً ودراسة حول العلامة الألباني وتراثه الخالد» ، صَنَعَهُ: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان .
معذرة أحبتي على الإطالة ولكنه بحث نفيس ....
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-24-2013, 10:30 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

ومنه أيضاً :
باب هل وقع اختلاف بين السلف في مسائل عقدية؟
السائل:
شيخنا: ما أُثِرَ عن بعض السلف في اختلافهم في بعض المسائل للتوحيد والعقيدة كإثبات الصورة على صورة آدم، ورؤية الرسول - صلى الله عليه وسلم - لربه ليلة المعراج، ومثلاً التوسل وغيره من المسائل يا شيخ, يعني كيف نوجهها مع أن المشهور أن السلف الصالح رضي الله عنهم لم يختلفوا في العقائد؟
الشيخ:
أولاً:
ذكرتَ في جملة ما اختلفوا فيه التوسل فإلى ماذا تشير بهذا السؤال لأن علمي أنه لا خلاف بينهم في التوسل؟ هذا أولاً.
وثانيًا:
التوسل ليس من العقائد وإنما هو من الأحكام, أي هل يجوز أن يدعوَ الإنسان بدعاء فيه توسل بمخلوق؟ أو لا يجوز؟ فليس للتوسل علاقة بالعقيدة, اللهم إلا إذا اقترن مع التوسل عقيدة في لفظ المتوسل يعنيها به, فحينذاك تأخذ طورًا آخر، أما مجرد التوسل بمخلوق فذلك لا يدخل المسألة في جملة العقائد.
ثالثًا:
ماذا تعني بأنهم اختلفوا في الصورة؟ ومن هم الذين اختلفوا؟ لقد اتفقوا على إثبات الصورة لله عز وجل في الجملة وليس في التفصيل وإنما اختلفوا في مرجع ضمير قوله عليه الصلاة والسلام: «خلق الله آدم على صورته» (1) فأيضًا حصر هذا الاختلاف في مرجع هذا الضمير ليس له علاقة أيضًا في اعتقادي بالعقيدة لأن الصورة كعقيدة متفق عليها بين علماء الحديث والسنة دون تكييف ودون تأويل, أما مرجع ضمير «خلق آدم على صورته» هذا خلاف فرعي ليس له علاقة بالعقيدة, ثم لا أذكر إذا كان جاء في سؤالك شيء آخر غير الصورة وغير التوسل وإيش؟
السائل: المعراج, رؤية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
الشيخ: آه, اختلفوا صحيح في هل رأى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ربه، وهذا الاختلاف لا يمكن إنكاره، ولكن لعل ذلك أيضًا مرجعه إلى تفسير قوله تعالى: {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} (النجم:13، 14) وجمهور العلماء من المحدثين وغيرهم على نفي رؤيته - صلى الله عليه وآله وسلم - لربه بعينيه, والخلاف الذي يشار إليه بهذه المناسبة هنا, إنما هو ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: «إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى ربه بعينيه» لكن هذا الأثر, هذا الحديث يمكن أن يقال فيه إنه أثر وإنه حديث, فهو أثر باعتبار أن لفظه من ابن عباس، ويمكن أن يقال فيه إنه حديث باعتبار أنه يتحدث فيه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - , هذا الأثر أو الحديث المروي عن ابن عباس لم يستقر على هذا اللفظ الذي فيه أنه رأى ربه بعينيه, فقد جاء عنه روايتان أخريان, الأخرى:
إطلاق الرؤيا «رأى ربه» دون ذكر العينين.
والأخرى وهي الثالثة:
«رآه بقلبه» وعلى هذا: فهذا الأثر أو هذا الحديث مضطرب عن ابن عباس رضي الله عنه ما بين رآه مطلقًا، ورآه بعينيه، ورآه بقلبه، والحديث المضطرب من أقسام الحديث الضعيف، وحينئذ فلا نستطيع أن نجزم بأن ابن عباس كان من عقيدته أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى ربه ولكن مع هذا لا يمكن لكل باحث منصف أن يدعي أنه لم يكن هناك من يقول بقول ابن عباس لكن هذا القائل لا يعرف عينه ولا شخصه, أما أنه كان هناك من يقول بقول ابن عباس فذلك يمكن أن يؤخذ من نفس حديث السيدة عائشة رضي الله عنها المروي في الصحيحين من طريق مسروق -رحمه الله- حيث سألها قائلا لها: «يا أم المؤمنين هل رأى محمد ربه؟» الحديث.
ولا بأس بإتمامه ولكن لابد من ذكر موضع الشاهد منه فسؤال مسروق لأم المؤمنين هل رأى محمد ربه؟ يشعر الباحث بأنه كان هناك من يقول بأن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى ربه, من هو؟ الله أعلم, يمكن أن يكون هو ابن عباس نفسه ولكن ابن عباس لم يستقر رأيه على شيء من أقواله الثلاثة التي ذكرتها آنفًا, نعود إلى حديث عائشة رضي الله عنها فلما سألها وقال لها: هل رأى محمد ربه؟ قالت: لقد قف شعري مما قلت, قال: «يا أم المؤمنين ألم يقل رب العالمين {ولقد رآه نزلة أخرى ... } الآية, قالت: أنا أعلم الناس بذلك سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: رأيت جبريل في صورته التي خلق فيها مرتين وله جناحان قد سد الأفق».
فإذاً: مرجع هذا الضمير في تفسير الرسول عليه السلام نفسه لهذه الآية إنما يعود إلى جبريل وليس إلى رب العالمين تبارك وتعالى, ثم تابعت بيانها رضي الله عنها فقالت:
"ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية:
من حدثكم أن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، ثم تلت قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} (الشورى: 51)."
فلا سبيل إلى رؤية الله تبارك وتعالى من أحد في هذه الحياة الدنيا, قالت: "ومن حدثكم أن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - كتم شيئًا أُمِرَ بتبليغه فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة:67) ".
قالت: "ومن حدثكم أن محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يعلم الغيب فقد افترى وكذب على الله تبارك وتعالى ثم تلت قوله عز وجل: {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} (النمل:65) ".
فحديث عائشة هذا إذن فيه إشارة أنه كان هناك من يقول بأن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى ربه ولكنها نفت ذلك نفيًا باتًّا وتلت ما سبق من الآية.
وحينئذ فلا أرى في نهاية المطاف في هذا المجال لا أرى أن يقال إنه كان هناك خلاف بين السلف في مسألة عقائدية كمسألة رؤية الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لربه, ثم نقول جدلاً: إن فرضنا أنه كان هناك حقيقة خلاف في مسألة ما بين السلف فذلك لا يعني أن هذا الخلاف يضر مادامت الأدلة قائمة بتأييد الوجهة الصحيحة أو القول الصحيح مما اختلفوا فيه, فالقول بأن السلف لم يختلفوا في شيء من الأمور الاعتقادية هذا يقوله بعضهم، وبحسب ما أحاط به علمه فإن استطاع أن يثبت ذلك فلا ضير لأن المرجع إلى الدليل وأنتم تعلمون أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما كان يدعو ربه تبارك وتعالى في دعاء الاستفتاح في قيام الليل كان يقول فيه: «اللهم اهدني لما اختلف في من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (1) , وهذا كان تعليما منه - صلى الله عليه وآله وسلم - لأمته، فعلينا نحن إذا وجدنا اختلافًا حقيقيًّا فضلاً عن اختلاف موهوم أن نطلب من الله تبارك وتعالى أن يهدينا لمعرفة الحق واتباعه. هذا الجواب على ما جاء من السؤال آنفا.
"فتاوى جدة -الأثر-" (17/ 00:03:13) .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-24-2013, 10:50 PM
أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الاردن - السلط
المشاركات: 343
افتراضي


لا إختلاف

فان ما يثبته ابن عباس رضي لله عنهما ليس هو ما تنفيه أمنا عائشة رضي الله عنها

- فان ابن عباس رضي الله عنهما يثبت رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه, كما قال صلى الله عليه وسلم : ( رأيت نورا ), لا رؤيته لذات الله عز وجل على صورته التي سوف يراها المؤمنون في الجنة باذن الله.
- وأمنا عائشة رضي الله عنها تنفي رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لذات الله عز وجل على صورته التي سوف يراها المؤمنون في الجنة باذن الله, لقوله صلى الله عليه وسلم : ( نور أنى أراه ).

فكلاهما رضي الله عنهما متفق على رؤية النور وليس ذات الله عز وجل على صورته التي سوف يراها المؤمنون في الجنة.

.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-25-2013, 04:13 PM
أبو البركات الأندلسي أبو البركات الأندلسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 179
افتراضي

أولا أشكر لكم أخي الحبيب باسم خلف لطف عبارتك وجم أدبك ، وهذا ينبىء على صفاء قلبك وطيب أخلاقك كثر الله من أمثالك ...
وجزاكم الله خيرا على ما ذكرت فقد أجدت وأفدت فالمسائل متفقة بيني وبينك وبين الأخ الحبيب عزام عبد المعطي ، وأستأذنك في كتابة بعض الفوائد والقواعد المتعلقة بالباب هي من أعظم النصائح التي استفدتها من مصنفات شيخ الإسلام رحمة الله عليه وإن كنت أرى أن يفتح لها موضوع خاص موسع لجلالة المقام كما سيظهر :
الأولى : إطلاق هذه المصطلحات لايخلو إما في مورد النزاع ( أهل السنة وغيرهم من أهل الفرق الضالة) أو في موطن الإجماع ( أهل السنة بينهم )
إن كان الكلام في موطن الإجماع فلا يجوز إلا استخدام الألفاظ الشرعية، والتي اصطلح عليها أئمتنا رضوان الله عليهم ، لكن في هذا الباب الذي نحن فيه مثلا : يصعب ذكر اصطلاح ثم يقال هذا هو اصطلاح السلف، أو يقال مثلا : هذا الاصطلاح أفضل من ذلك ، بحيث أن المسألة وجدية اعتبارية وتحتاج إلى كلام إمام متبع !! لإيضاح المسألة أكثر : هناك اصطلاح لا يظهر في اطلاقه ذاك الباطل الذي يوجد في اصطلاحات المتكلمين وهو اصطلاح الأحناف وقولهم : الفقه الأكبر والفقه الأصغر، فهذا أجودها لكنه اصطلاح غريب لم يشتهر على الألسن، فذكره يحتاج إلى بيان المراد منه وهذا فيه تكلف لذا يعدل عنه إلى مصطلح الأصول والفروع أو غيرها ...
القاعدة الثانية : في مورد النزاع يجب التعلق بالمعاني العقلية لا بمجرد الإطلاقات اللفظية ، يعني أن المتكلم بهذه الألفاظ وغيرها يطلب منه قبل الحكم على كلامه : التفصيل والتفسير ، مذا تريد بالأصول والفروع ، العلمية والعملية ، القطعي والظني ، النظري والضروري .....وهكذا : الجسم والحد والمكان الجهة....
القاعدة الثالثة : جواز مخاطبة القوم باصطلاحهم لغرض إفهامهم ومناظرتهم، كما نص عليه جمع من أئمة الإسلام كأبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في رده على الجهمية وأبي العباس بن تيمية في مقدمة الدرء .
القاعدة الرابعة : لا يجوز إحداث معنى جديد لمصطلح تم حد معناه عند المتكلمين أو غيرهم ، ومن تكلم به فكلامه لا يلزم .
أما الفوائد
الأولى : أن أئمة الكلام يحدثون هذه المصطلحات لغرض الانتصار لمذاهبهم ! كما صنعوا في : الحقيقة والمجاز ، فمراد من أحدثه وهم أئمة الاعتزال رد آيات الصفات
الثانية : أن ما يسميه هؤلاء الضلال بأصول الدين تراهم : يخرجون منه ما هو فيه ، ويدخلون فيه ما ليس منه . من ذلك : المنزلة بين المنزلتين و معصوم الرافضة واللطف ... يخرجون منه : عصمة الإجماع وعدالة الصحابة أركان الإسلام ....
الثالثة : أن غرض هؤلاء بـ : العلمية والعملية ، الأصول والفروع... الطعن في نصوص الوحيين فاليتنبه لهذا ، وذلك أن الأصول أو المسائل العلمية مستفادة من القواطع العقلية ، أما الفروع أو المسائل العملية فمن الظواهر النقلية ... فالسمع أو النقل من حيث الدلالة على الأحكام ( هل العلمية أم العلمية والعملية على السواء على خلاف بين المعتزلة والأشاعرة) ظني أما العقل فقطعي .
لذلك ترى وللأسف الشديد جمع من متأخيري الأشاعرة يطعنون في نصوص القرآن والسنة ويجعلون ظواهر نصوص الصفات دالة على تشبيه الباري تعالى إلى غير ذلك من كلامهم المعروف كما في مصنفات أبي المعالي وأبي عبد الله الرازي والسيف اللآمدي الذي استفادوه من الملحدة، كما نص عليه الحسين بن عبد الله بن سينا في الرسالة الأضحوية في أمر المعاد... حتى زعم الرازي في : -المسائل الخمسون - وكذا في -الأربعين- و-المحصل- ، أنه لايجوز الاستدلال بالنقل على مسائل الاعتقاد إلا بوجود خمسة عشر شرط وأذكر أنه في المحصل ذكر عشر شروط !! وذلك: أن النقل عنده لا يجوز الأخذ به لعدم إفادته القطع واليقين إلا بالشروط المذكورة .
ختاما سأرتب هذه المصطلحات من أحسنها إلى أقبحها وأنتظر التصحيح وترتيب الإخوة الذي يرونه صحيحا مع التعليل
1 - الفقه الأكبر الفقه الأصغر ، لا يظهر في هذا الاصطلاح احتقار أمور الفقه بإضافة لفظ الأصغر لها
2 - العلمية العملية ، يرد عليه ما ذكر أعلاه فلا داعي للتكرار
3 - الأصول الفروع ، يوهم أن الصلاة والزكاة ....فروع
4 - القطعيات الظنيات ، فيه طعن في نصوص الوحيين وأنها لا تفيد اليقين و القطع
5 - أخبثها : القشور اللباب . المسألة ظاهرة
هذا والله أعلم
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-03-2013, 12:36 AM
عزام عبد المعطي الاشهب عزام عبد المعطي الاشهب غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القــــدس
المشاركات: 953
افتراضي

قال شيخ الإسلام -رحمه الله- ما نصه:"وَأَصْلُ هَذَا مَا قَدْ ذَكَرْته فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ : أَنَّ الْمَسَائِلَ الْخَبَرِيَّةَ قَدْ يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ ؛ وَإِنْ سُمِّيَتْ تِلْكَ " مَسَائِلَ أُصُولٍ " وَهَذِهِ " مَسَائِلَ فُرُوعٍ " فَإِنَّ هَذِهِ تَسْمِيَةٌ مُحْدَثَةٌ قَسَّمَهَا طَائِفَةٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِين ؛ وَهُوَ عَلَى الْمُتَكَلِّمِينَ وَالْأُصُولِيِّينَ أَغْلَبُ ؛ لَا سِيَّمَا إذَا تَكَلَّمُوا فِي مَسَائِلِ التَّصْوِيبِ وَالتَّخْطِئَةِ .
وَأَمَّا جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ الْمُحَقِّقِينَ وَالصُّوفِيَّةِ فَعِنْدَهُمْ أَنَّ الْأَعْمَالَ أَهَمُّ وَآكَدُ مِنْ مَسَائِلِ الْأَقْوَالِ الْمُتَنَازَعِ فِيهَا ؛ فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ كَلَامُهُمْ إنَّمَا هُوَ فِيهَا وَكَثِيرًا مَا يَكْرَهُونَ الْكَلَامَ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ لَيْسَ فِيهَا عَمَلٌ كَمَا يَقُولُهُ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ مَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ... ، بَلْ الْحَقُّ أَنَّ الْجَلِيلَ مَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الصِّنْفَيْنِ " مَسَائِلُ أُصُولٍ " وَالدَّقِيقَ " مَسَائِلُ فُرُوعٍ " .
فَالْعِلْمُ بِوُجُوبِ الْوَاجِبَاتِ كَمَبَانِي الْإِسْلَامِ الْخَمْسِ وَتَحْرِيمِ الْمُحَرَّمَاتِ الظَّاهِرَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ كَالْعِلْمِ بِأَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَأَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ وَأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْقَضَايَا الظَّاهِرَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ ؛ وَلِهَذَا مَنْ جَحَدَ تِلْكَ الْأَحْكَامَ الْعَمَلِيَّةَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهَا كَفَرَ كَمَا أَنَّ مَنْ جَحَدَ هَذِهِ كَفَرَ . وَقَدْ يَكُونُ الْإِقْرَارُ بِالْأَحْكَامِ الْعَمَلِيَّةِ أَوْجَبَ مِنْ الْإِقْرَارِ بِالْقَضَايَا الْقَوْلِيَّةِ ؛ بَلْ هَذَا هُوَ الْغَالِبُ فَإِنَّ الْقَضَايَا الْقَوْلِيَّةَ يَكْفِي فِيهَا الْإِقْرَارُ بِالْجُمَلِ ؛ وَهُوَ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ . وَأَمَّا الْأَعْمَالُ الْوَاجِبَةُ : فَلَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِهَا عَلَى التَّفْصِيلِ ؛ لِأَنَّ الْعَمَلَ بِهَا لَا يُمْكِنُ إلَّا بَعْدَ مَعْرِفَتِهَا مُفَصَّلَةً ؛ وَلِهَذَا تُقِرُّ الْأُمَّةُ مَنْ يَفْصِلُهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ وَهُمْ الْفُقَهَاءُ ؛ وَإِنْ كَانَ قَدْ يُنْكِرُ عَلَى مَنْ يَتَكَلَّمُ فِي تَفْصِيلِ الْجُمَلِ الْقَوْلِيَّةِ ؛ لِلْحَاجَةِ الدَّاعِيَةِ إلَى تَفْصِيلِ الْأَعْمَالِ الْوَاجِبَةِ وَعَدَمِ الْحَاجَةِ إلَى تَفْصِيلِ الْجُمَلِ الَّتِي وَجَبَ الْإِيمَانُ بِهَا مُجْمَلَةً ." اهـ مجموع الفتاوى6\56-57.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 03-31-2013, 08:30 AM
ابن مسعود ابن مسعود غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الاردن
المشاركات: 178
افتراضي

حوار ماتع ونافع
وحبذا ان تبقى حواراتنا هكذا بلى تكذيب او وان نلتزم الحوار العلمي المتأدب
اما بالنسبة للموضوع فان ابن عثيمين يرحمه الله قد جوز الخلاف في مسائل الاعتقاد
وقد بعض و عشرة مسالة فيها خلاف ومنها على ما اذكر مسالة الرؤية ومسالة وزن الاعمال هل توزن الاعمال ام يوزن صاحبها
فكثير من العلماء يعتبر ان مسائل الاعتقاد يسمونها بالفقه الاكبر

والخلاف بين اهل العلم قائم على الدليل وفهمه كما استفاض في بيان في ذلك شيخ الاسلام في رفع الملام عن الائمة الاعلام
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 04-17-2013, 07:08 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي

نعم اختلفوا في فروع العقيدة أو لنفل الأمور الثانوية في العقيدة لا في أصول العقيدة وهذا ثابت عنهم رضي الله عنهم
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04-17-2013, 07:09 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي

جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 04-17-2013, 06:26 PM
أبو عائشة أشرف الموصلي أبو عائشة أشرف الموصلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,254
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الزهيري مشاهدة المشاركة
نعم اختلفوا في فروع العقيدة أو لنفل الأمور الثانوية في العقيدة لا في أصول العقيدة وهذا ثابت عنهم رضي الله عنهم

لم يختلفوا لا في فروع ولا في أصول العقيدة والعياذ بالله من هذا الكلام ! ولم يسبقك أحد من أهل العلم بهذا الكلام ! ولا بهذا التقسيم

بل اختلفوا في مسائل معينة فقط.

وانا أحسن الظن بك واقول أخطأت بصياغة العبارة ، وعلى طالب العلم أن يُحسن صياغة عباراته قبل النشر. وأدعوك أن تستغفر الله وتتوب اليه من هذا الكلام العظيم في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 04-17-2013, 06:30 PM
أبو عائشة أشرف الموصلي أبو عائشة أشرف الموصلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,254
افتراضي

نص السؤال أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : هل الصحابة رضي الله عنهم والسلف كان بينهم اختلاف في بعض مسائل العقيدة ، أم أنهم كانوا على عقيدة واحدة في جميع جزئياتها ؟

الاجابة
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/9985
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.