للنساء فقط

[ام توفيق حنان]

هي قصةُ امرأةٍ ..

إبنةُ أحبُّ الخلق صلى الله عليه وسلم
إنها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ..
لما كانت جالسة رضي الله عنها مع أسماء بنت عميس رضي الله عنها
وكانت أسماء مسترسلة في حديثها للسيدة فاطمة

وتقول :
كنا في الحبشة وحصل لنا كذا وكذا وبينما هي كذلك إذ نظرت
إلى الزهراء رضي الله عنها

سارحة الذهن شاردة البال

فسألتها قائلة:
يافاطمة مالي أحدثك فلا تسمعي إليّ ؟؟
فإذا بالغالية ترد وتلقي بالدرر التي لا يدركها إلا من اختصه الله
بنفس تلك المشاعر
قالت :
عذراً يا أسماء لكني كنتُ أفكر قالت :
يا أسماء إني أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت !!

والله إنّي لأستحي أن أخرج عند الرجال في وضح النهار ليس عليّ إلا الكفن!!

سبحان الله تستحي وهي ميتة مكفنة في خمسة أثواب
ماالذي سيظهر منها ؟؟ ومن الذين سيحملونها ؟؟
وهل هو موقف فيه أي نوع من أنواع الفتنة ؟؟
فهي ليست في سوق أو حديقة أو منتزه !!
بل في موقف حزن فقالت لها أسماء:
ألا أصنع لكِ شيئاً رأيته في الحبشة ..

نضع أعمدة على أركان النعش حتى يرتفع الغطاء على الأعمدة
فلا يبين أي شيء

فردت السيدة فاطمة قائلة : اللهم استرها كما سترتني..


اخواتي الكريمات أتمنى معرفة صحة هذا الكلام

[غنى ابو الكاس]

جزاك الله خير الجزاء ورزقنا وإياك الفردوس مقاماً لنا
سلمت يمناك اختي الغالية ام توفيق ودام قلمك متألقاً وأتمنى من الله ان ييسر لنا أناس يقومون بالتفكير في هذه اللحظه التي ستأتي لكل شخص لا محاله فلا بد من أن تفكر النساء بهذه اللحظه فأدعو الله أن يسترنا وإياكم.

[ام توفيق حنان]

الخالة عايــــــــــــدة

كانت احدى طالباتي من تسع سنوات

استمرت العلاقات الطيبة والزيارات بيننا

كنا عندما نزورها بالبيت

لا يكشف ابدا ما تحت الستارة كنت اعلم ان خلف الجدار حديقة جميلة

زرناها مرة في الصيف ...

سألناها ان تزيل طرف الستارة لعل ....

كانت تخشى ان يراها احد الجيران على بعدهم ...

كانت حيية ....تحب الستر ..

كانت ممن لايهجر القرءان

كانت تقوم الليل .. كانت .. وكانت ..

كانت كريمة ..

كانت تحبني ..
تحبني ... واحبها في الله

كانت تعاتبني كلما تأخرت عنها

كانت تقول انت ابنتي ...

ءاخر مرة رأيتها في رمضان العام الماضي قبل سنة و نيف ....

لم تكلمني بلسانها ولا حرف

ولم تبادلني نظراتها التي كانت تخفي خلفها مزيجا

من الشوق والعتاب واللهفة

لم اتناول عندها ما كانت تخبئه لي من الحلوى

التي لو غبت ما غبت تقول حصتك مخبيها لتيجي

ما بيوخذها غيرك

قصرت مع خالتي عايدة في ءاخر زيارة اي تقصير ..

لو تكلمت يومها لقالت ...

لا والله لن اخرج بهذه الثياب باعدوا مابين الغطاء وبيني

لا تسيروا بي الى المسجد هكذا

انه مكسم لم اعتاد عليه في حياتي

ما بالكم ....

اي نعم الموقف جلل ..

والناس منشغلة بما هو اعظم

لكن ....


الله المستعان


لا زلت الوم نفسي لِمَ لَمْ اتكلم ...

لماذا سكتت

والله كانت ستكون كلمتي مسموعة ..

لكني بقدر الله سكتت ...


لكنني اليوم سأرفع صوتي عاليا

لم لا يكون هناك شيئًا مرتفعا عن جثة المرأة ويكون الغطاء لا يظهر .....


سمعت ان في بلاد الحرمين

شئ كالقوس يعلو نعش النساء فلم لا نصنع مثل ذلك

اللهم احيينا في ستر ..

وامتنا في ستر ...

واجعل تغسيلنا وتكفيننا .....

وحملنا ودفننا في ستر من عندك يا الله يا ستير

هم يؤرقني .. ألا يؤرقك اخيتي


عندما اخبر بعض الاخوات ..

تقول لي نحن كغيرنا

لا ....

في حياتنا :


نحن من حرصنا على عدم ابداء ما سيبدو في تلك الحال

نحن من حرصنا على ان لايرانا اقرب ارحامنا ممددين

ونحن ....

و......

لا ادري ماذا اقول بعد

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[ام توفيق حنان]

واياكم ابنتي الحبيبة غنى اسال الله ان يسلمك من كل شر

وان يرضى عنك

وان يسترنا واياك وجميع المسلمين وان يجعلنا مفاتيح للخير دائما

وان يقبلنا ربنا ويتقبل منا

وان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم

اللهم ءامـــــــــــــــــــــــــن

[أم عبدالله نجلاء الصالح]

حول قصة فاطمــــة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والنعش.

شكر الله لك ابنتي الحبيبة أم توفيق حرصك على الدليل والتأكد من مدى صحته، في زمن كثرت فيه وسائل التواصل، واختلط فيه الحابل بالنابل، والله المستعان.

ورحم الله الخالة عايدة رحمة واسعة وسترها وإياكم والحبيبة غنى والأخوات الحبيبـــات في الدارين الدنيا والآخرة.

وأود ان أشير إلى أمور أهمها :

1. أن كَفَنَ المرأة ثلاثة أثوابٍ كالرجل، كما كُفِّنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا دليل على التفريق بخمس للمرأة، كما جاء في سياق القصة.

قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى – في تلخيص أحكام الجنائز :

[42. ولا يجوز المغالاة في الكفن ولا الزيادة فيه على الثلاثة، لأنه خلاف ما كُفِّنَ فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم في المسألة السابقة، وفيه إضاعة للمال، وهو منهيٌّ عنه ولا سيما والحيّ أولى به، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله كرهَ لكم ثلاثا : قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال) (صحيح)، ويعجبني بهذه المناسبة ما قاله العلامة أو الطيب في (الروضة الندية) (1/ 165) : (وليس تكثير الأكفان والمغالاة في أثمانها بمحمود، فإنه لولا ورود الشرع به لكان من إضاعة المال، لأنه لا ينتفع به الميت، ولا يعود نفعه على الحي، ورحم الله أبا بكر الصديق حيث قال : (إن الحيَّ أحقُّ بالجديد) لما قيل له عند تعيينه لثوب من أثوابه في كفنه : (إن هذا خَلِقْ).

43 - والمرأة في ذلك كالرجل إذ لا دليل على التفريق]. اهـ. انظر : [تلخيص أحكام الجنائز ص37].

2. أنّ فاطمة – رضي الله عنها - أول أهل بيته لحوقًا به، كما أسَرّ إليها - صلى الله عليه وسلم -.
وأن أم المؤمنين زينب - رضى الله عنها - كانت أول من حُمِل على نعش من نساء المسلمين : فعن عارم قال : حدثنا حماد، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : [لما ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديا : ألاّ يخرج معها إلاّ ذو محرم . فقالت بنت عميس : ألا أريكَ شيئًا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم ؟ فجعلت نعشًا وغشّته ثوبا. فقال : ما أحسن هذا وأستره !. فأمر مناديا، فنادى أن اخرجوا على أمكم] (وإسناده صحيح). انظر : [سير أعلام النبلاء جـ 2 ص 213] و [طبقات ابن سعد 8/ 111].

هذه الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - أعجبت بما يفعله الحبشة حرصًا على الستر، فما ظننا بمن ترعرعت في بيت النبوة فاطمـــة بنت رسول الله، وهو أشدّ حياءً من العذراء في خدرها، - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -، ورضي الله عنهنَّ وأرضاهنَّ ... و ما أحسن هذا لو صحت القصة !.

سترنا الله وإياكم وسائر المسلمين الموحدين المتبعين، وردنا إلى ديننا ردًا جميلا.

3. [القصة جاءت من طريقين إحداهما في طبقات ابن سعد ومستدرك الحاكم، وفيها الواقدي وهو متروك والأخرى من طريق أم جعفر بنت محمد بن جعفر عن أسماء بنت عميس، وحسنها الجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" ح449 والذهبي في "أحاديث مختارة" ص61. والله أعلم] اهـ.


ورحم الله – تعالى – عبدالله بن المبارك فقد قيل له : هذه الأحاديث الموضوعة ؟ فقال : [تعيش لها الجهابذة، ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ] [سورة الحجر 9].

تعيش لها الجهابذة، ونِعْمَ الجَهابِذَة، علماء الحديث وأصوله ومن سار على دربهم، واتبع منهجهم.

ولقد أحسَنَ من قال :

أهل الحديث هم أهل النبي وإن *** لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا.

يذبّونَ عن هدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ويميزون الخبيث من الطيب من الحديث سندًا ومتنًا بجد واجتهاد، حسب قواعد وأصولٍ نقديةٍ راقية، متتبعين لآثار السلف الصالح، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.