أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
63696 83234

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-01-2011, 03:27 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حول الخروج على الحكام. وأقوال العلماء فيه: « كلمات في رحاب حديث تسمع وتطيع »

حول الخروج على الحكام وأقوال العلماء فيه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

لقد عصفت بالأمة فتن كقطع الليل المظلم، فتن تتفطر منها الأكباد، خُدع أناسٌ بربيعهم الأسود المَرْوِيّ بالدماء، المُشوَّه بالعار والدمار، صفقوا لهلاكهم، وشَهَرَ الأخ في وجه أخيه سلاحه، أزهقت أرواح، سُلِبَتْ أموال، انتُهِكَتْ حرمات، عزَّ الأمن والأمان، وقُتِلَ وجُرِحَ وشُرّدَ الملايين، مما جعل أعداء الدين يطمعون في ديار المسلمين وفي خيراتهم، وما تعانيه الأمة من ذلٍّ وهوان خير شاهد !! وليتهم يفيقون.
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: ما رأيكَ في هذه الثورات والخروج على الحكّام ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله: [ما انفتح باب الشر على المسلمين إلا بالخروج على الأئمة] [شرح القواعد المُثلى ص (494)].
إن هذه الثورات، وما تبِعها من إضرابات، ومظاهرات وخروج إلى الساحات؛ أدّت إلى مَفسَدَةٍ أعظم مما هم يتذرَّعون فيه للخروج على الحكام، فتن وفُرْقَة وابتلاءات، ومخالفات شرعية؛ وتخبط في معالجة ما استجدّ مِن أمور وقضايا في حال الابتلاء والفتن؛ وهذا كله ليس من ديدن أهل السنة والجماعة، إنه من ديدن الخوارج، ومن حذى حذوهم؛ فما عُذر من افتعلها وحرّكها وقام بها بين يدي الله - تعالى - يوم القيامة ؟؟؟؟

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [سورة النساء: 59].

أَمَرنا الله - تبارك وتعالى - في هذه الآية الكريمة بطاعته - جل شأنه -؛ وطاعة رسوله محمد ﷺ؛ وطاعة أولي الأمر في غير معصية لله - تعالى-؛ ولذا يحرُم منازعتهم عليه والخروج عليهم وإن جاروا، ما داموا محافظين على إقامة شعائر الإسلام وآكدها الصلاة.
وذلك بإجماع الفقهاء؛ ومن نازعهم فقد شَقَّ عصا المسلمين وشتَّت شملهم؛ وليس لأحدٍ العذر في ذلك إلا بشروطه، لأن الغاية لا تبرر الوسيلة، فهل توافرت لديهم شروطه الشرعية؛ وأهمها ؟؟

1. أن يُرى مِنهم كفرًا بُواحًا بينًا لهم فيه برهانٌ من عند الله تعالى ودليل واضحٌ لهم فيه حجةٌ على خروجهم عليهم؛ لا جَريًا وراء أهواءٍ ولا عصبية أو تحيُّزٍ إلى فئة؛ ومن أعان على ذلك باء بإثمهم.
2. أن لا يؤدي الخروج عن ولاة الأمر إلى مفسدة أعظم مما هم فيه؛ مع بذل الجهد في النصح والبيان من الأئمة العلماء.
فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال:
(بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم).
وفي رواية:
(وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تَرَوْا كُفرًا بُواحًا عندكم من الله فيه برهان). (متفق عليه).

وما لم تتوفَّر شروط الخروج الشرعيَّة؛ فإنه لا مخرَج للأمة من هذا الخضمِّ العارم من الأحداث المتلاحقة، والمآسي المُحْدِقَة، إلا بالدعاء لهم وللأمة بالهداية والرشاد؛ والتوفيق والسداد؛ والتواصي فيما بينهم بالحق والصبر واحتساب الأجر، والتحاكم إلى هدي الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهَّرة؛ والتزام شرع الله القويم - سبحانه - في حال النزاع؛ لا باتباع الأهواء؛ والتحريض على التمرد والعصيان؛ وإطلاق الشائعات؛ والحث على الهياجات، والإضرابات والمظاهرات؛ بدافع نعرات العصبية؛ لتحقيق مآرب شخصية؛ ولا بإجتهاد أئمة الفرق والضلال المخالف للنصوص الشرعية التي حادوا عنها وجعلوها وراء ظهورهم؛ فأوقعوا الأمة في الفتن والحيرة والشك والانقسام والضعف والهوان وتكالب الأعداء.
وعن أُم سلمة - رضي الله عنه - قالت: قال رسول الله ﷺ: (سيكونُ أُمراء فيعرفون ويُنكِرون، فمن كرِه بَرِئَ ومَن أَنكر سَلِم، ولكن مَن رَضِي وتابَع. قالوا: أَفلَا نُقَاتلهم ؟ قَال: (لا، ما صَلَّوا). (رواه مسلم).
وعن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (خِيَارُ أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتُصَلُّون عليهم ويصلون عليكم. وشِرَارُ أئمتكم الذين تبُغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم!»، قال: قلنا: يا رسول الله ! أفلا نُنَابِذُهُم؟ قال: (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة. لا، ما أقاموا فيكم الصلاة). (رواه مسلم). وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ: (بِالسَّيْفِ)، وَزَادَ: (وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ).
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ﷺ: (مَنْ رأى مِنْ أميره ما يكرهُه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرًا فيموت، إلا مات ميتةً جاهلية). (متفق عليه).
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: [وَمن خرج على إِمامٍ من أَئِمَّة المسلمين وقد كانوا اجتمعوا عليه وأقروا بالخلافة بِأَيّ وجه كان بالرِّضا أَو الغلبة؛ فقد شقّ هذا الْخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله ﷺ فإِن مات الخارج عليهِ مات ميتة جاهِلِيَّة.
ولا يحل قتال السلطَان ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة وَالطَّرِيق]. [كتاب أصول السنة لأحمد بن حنبل ص: 47].

وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى: [لو كان لي دعوَةٌ ما جعلتــها إلا في السلطان، فأمِرنا أن ندْعُوَ لهم بالصـّلاح، وَلمْ نُؤمَر أنْ نَدْعُوَ عليهِم وإن جاروا وَظلموا، لأنّ جورَهُم وظُـلمَهُم على أنفُسِهِم وعلى المُسلمين، وصلاحهم لأنفُسِهم وَللمُسلمين]. انظر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (2/ 36).

وفيما يلي مقالات وفتاوى متنوِّعة حول حكم العصيان؛ والتمرد؛ الخروج على الحكام، والإضرابات، والخروج إلى الساحات.

*********************************
«كلمات في رحاب حديث تسمع وتطيع»

لفضيلة الشيخ الدكتور : محمد الحمود النجدي – حفظه الله تعالى -.

سأل بعض الإخوة عن حديث النبي ﷺ «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك» ما صحته؟ وماذا يراد به شرعا ؟ وما حكم من تعرّض لظلمٍ من قبل الحاكم؟.

والجواب: إن هذا الحديث صحيحٌ ثابت، رواه مسلم في صحيحه (3/ 1476)، في كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين: وهو عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله إنا كنا بِشَرّ، فجاء الله بِخَيْر، فنحنُ فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال ﷺ «نعم» قلت: هل وراء ذلك الشر من خير؟، قال: «نعم» قلت: كيف؟ قال ﷺ: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس «قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع». ويشهد له: حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: عن النبي ﷺ قال: «اسمع وأطع في عسرك ويسرك، وَمَنشَطِكَ وَمَكْرَهِك، وأثرَةٍ عليك، وإن أكلوا مالك، وضربوا ظهرك» رواه ابن حبان في صحيحه، وغيرها من الأحاديث الكثيرة في معناه في هذا الباب.

الضرب وأخذ المال

وعند النظر في اعتداء الحاكم على الرعية، نجد أنه لا يخلو من حالتين:

الحالة الأولى : أن يكون اعتداؤه على الرعية في أنفسهم بما دون القتل، كالضربِ والجَلد، وأخذ المال وغير ذلك.

والحالة الثانية : أن يكون اعتداء الحاكم على نفس أحد من الرعية بالقتل والإهلاك وسفك الدم.

أما الحالة الأولى: فالحكم الشرعي هنا: هو وجوب الصبر على ذلك، والسمع والطاعة، وتحريم منازعة الحاكم في الإمامة، أو الخروج عليه.
وقد جاء هذا الحكم منصوصا عليه كما في حديث حذيفة عن النبي ﷺ السابق، فرسول الله ﷺ أمر الرعية بالسمع والطاعة، وإن ضرب الحاكم الظهر وجلد، وأخذ المال، وبين أن هذا الاعتداء بالضرب وأخذ المال، لا يبيح للمسلم الخروج، ونزع اليد من الطاعة.

وهذه أقوال علماء الأمة في ذلك:

قال الإمام الحافظ أبو العباس القرطبي : فأما قوله في حديث حذيفة: «اسمع وأطع، وإن ضُرب ظهرك وأخِذَ مالك» فهذا أمر للمفعول به ذلك للاستسلام، والانقياد وترك الخروج عليه مخافة أن يتفاقم الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك» المفهوم.

وقال العلامة صديق حسن خان: «وفيه دليل على وجوب طاعة الأمراء، وإن بلغوا في العسف والجور إلى ضرب الرعية، وأخذ أموالهم، فيكون هذا مخصصا لعموم قوله - تعالى -: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [سورة البقرة 194]، وقوله - سبحانه -: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [سورة الشورى 40].

وقال الإمام أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة أيضا «فإن قال قائل: الذي يحمل عندك قول عمر - رضي الله عنه - فيما قاله ؟ قيل له: يحتمل ـ والله أعلم ـ أن نقول: مَن أمّرَ عليكَ من عربي أو غيره، أسود أو أبيض أو عجمي، فأطعه فيما ليس لله فيه معصية، وإن حرمك حقا لك، أو ضربك ظلما لك، أو انتهك عرضك أو أخذ مالك فلا يحملن ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله، ولا تخرج مع خارجي يقاتله، ولا تُحَرّض غيرك على الخروجِ عليه، ولكن اصبر عليه».

فدلت هذه النصوص السابقة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأقوال سلف الأمة، على أن الاعتداء من قبل الحاكم على النفس فيما دون القتل، كالضرب والجلد وأخذ المال، ليس عذرا لنزع اليد من الطاعة، ولا مسوغا للخروج على الحكام، أو تحريض الغير على الخروج، فإن غاية هذا الاعتداء على النفس أن يكون معصيةً أو كبيرة من الكبائر.

والخروج على الحكام من شروطه الأساسية: أن يرتكب الحاكم كًفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، كما سيأتي تقرير ذلك، لكن للمعتدى عليه من الرعية أن يستنفدَ سبل الوقاية من هذا الاعتداء بطرق لا يكون فيها نوع من أنواع الخروج، كالنصح له، وتبيين حرمة هذا الاعتداء، أو طلب من يقوم بنصحه، خاصة ممن يسمع منه كعالم مُبجل، أو كبير من كبراء الناس وأصحاب الجاه.

التعدي على النفس

وأما الحالة الثانية لهذا الاعتداء وهي : ما لو كان اعتداء الحاكم على نفس أحد من الرعية بالقتل والإهلاك وسفك الدم.
والاعتداء على النفس إما أن يكون من صائلٍ ظالمٍ لا ولايةَ له، وإما أن يكون من حاكمٍ ظالمٍ له جندٌ وأتباعٌ وحكومة.
والعلماء مختلفون في وجوب دفع الصائل إذا أراد النفس، مع قولهم بجواز ذلك: قال النووي في شرح صحيح مسلم: «وأما المدافعة عن الحريم فواجبةٌ بلا خلاف، وفي المدافعة عن النفس بالقتل خلافٌ في مذهبنا ومذهب غيرنا».

وقال ابن المنذر: «والذي عليه عوام أهل العلم أن للرجل أن يقاتل عن نفسه وماله وأهله إذا أريد ظلما، لقوله - عليه السلام -: «من قتل دون ماله فهو شهيد»، ولم يخص وقتاً دون وقت، ولا حالا دون حال، إلا السلطان، فإن كل من نحفظ عنهم من علماءِ الحديث، كالمُُُُُُجمِعين على أن من لم يمكنه أن يدفع عن نفسه وماله إلا بالخروج على السلطان ومحاربته ألا يفعل، للآثار التي جاءت عن النبي ﷺ بالأمر بالصبر على ما يكون منه من الجور والظلم، وترك القيام عليهم ما أقاموا الصلاة «كما في الفتح للحافظ ابن حجر وفي سبل السلام للصنعاني».

ومن تلكم الآثار النبوية أيضا، والتي أمرت بالصبر على ما يكون من الولاة من جور وحيف وظلم:

ما جاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : قال: قال رسول الله ﷺ «من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات، فميتة جاهلية» رواه مسلم، والميتة الجاهلية هي صفة موتهم، حيث كانوا فوضى لا إمام لهم، ولا راعي يقودهم.

وعن أسيد بن حضير - رضي الله عنه - :
أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله ﷺ فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ فقال «إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» رواه البخاري ومسلم.

وجاء عن سلمة بن يزيد الجعفي أنه سأل رسول الله ﷺ فقال: يا نبي الله! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم، ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله ﷺ «اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُمّلوا وعليكم ما حُمّلتم» رواه : (مسلم).

أي: هم يجب عليهم ما كُلــّـفوا به من العـدل، وإعطـاءُ كل ذي حـــقٍّ حقـــّـــه من الرعيـــّــــة، فإن لم يفعلــوا فعليهم وزرهم، وأمـــّـا أنتم فعليكـُـم مــا كُلفتُم به من السمـــعُ والطاعـــَـة، ولكم في ذلك الأجـــْـر والمثوبــَـة.
وغير ذلك من الأحاديث الناهية عن الخروج على الولاة ما أقاموا الصلاة؛ والأحاديث المُشْتَرِطــَـــة للخروج برؤية الكفر البُواح.

أي: الكفر المعلن الظاهر، الذي عندهم من الله - تعالى - فيه برهان، ومع وجود القدرة على ذلك، كما ذكر أهل العلم شروط الخروج وضوابطه فلا حرج.
لا حرج على المُعْتَدى عَليْهِ أن يستنفد وسائل الدفع عن النفس بما هو دون المقاتلة والخروج، كرفع أمره للقضاء، أو كالإيعاز لأهل المكانة عند الحاكم بالشفاعة له في هذا الأمر، أو توجيه النصح للحاكم، وبيان مغبة هذا الاعتداء في الدنيا والآخرة.
وله كذلك إن علم أو غلب على ظنه أن السلطان مُريدٌ لدمه، وتوعّـد بقتله، أن يهرب ويختفي عنه حفاظاً على نفسه، كما فعل عدد من السلف لما خافوا بطش الحجاج بن يوسف، وهربوا من ظلمه وجبروته، ومنهم الإمام الشعبي فإنه قد اختفى عن الحجاج أكثر من تسعة أشهر، كما في طبقات ابن سعد.
وكما فعل الإمام أحمد أيام الفتنة في زمن الواثق، كما في سير أعلام النبلاء للذهبي وغيرهم من السلف.

ونسأل الله - تعالى - أن يقينا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن وأن يحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين. والحمد لله رب العالمين] ا هـ.

*****************************

شكر الله لفضيلة الشيخ الدكتور محمد الحمود النجدي، ونفع الله به وبعلمه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.

______

المرجع :

مجلة الأنباء الكويتية :العدد رقم 12527 الصادر يوم الأحد 26/ 2 / 1432 هـ .الموافق 30/ 1 /2011 م.

****************

مواضيع ذات صلة : " لا حكــــم إلا لله " كلمـــــة حـــق أريد بـــها باطــــل

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=26810

أقوال أهل العلم في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات.

https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/s...ad.php?t=24399

الشيعة والتشيّع : فتنٌ وفرق.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.