أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
44328 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2013, 10:33 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي سلسلة مقال الخطيب (4) : رَمَضانُ نِعَمٌ وخَيْراتٌ وحِكَمٌ وعِظَاتٌ .


رَمَضانُ نِعَمٌ وخَيْراتٌ وحِكَمٌ وعِظَاتٌ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه .

أما بعد :

فإن الله – تبارك وتعالى – قد أنعم على أمة الإسلام بأتم النعم ، وأفضل المنن ؛ وذلك بتكميل الدين ، لعباده المؤمنين ، فجمع فيه فضائل الأديان السابقة ، وزادهم من فضله ما خصهم به من النعم السابغة ، وميزه على غيره حتى ارتضاه ، وأضافه إليه واختاره لمن اصطفاه ، كما قال – سبحانه - : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} [المائدة: 3] .

ومن بين تلك الشرائع الفاضلة ، والأوامر الباهرة ، والأحكام الفاخرة : تشريع الصيام ، قال – تعالى - : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183].
قال السعدي – رحمه الله - : " يخبر - تعالى - بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم (الصيام)، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان .

وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي [اختصصتم] بها .

ثم ذكر - تعالى - حكمته في مشروعية الصيام فقال : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه .

فمما اشتمل عليه من التقوى : أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقرباً بذلك إلى الله، راجياً بتركها ثوابه، فهذا من التقوى.

ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله – تعالى -، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه .

ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي .

ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى .

ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى
" (التفسير) .

إِذَا رَمَضَانُ أَتَى مُقْبِلاً *** فَأَقْبِلْ فَبِالْخَيْرِ يُسْتَقْبَلُ
لَعَلَّكَ تُخْطِئُهُ قَابَلاً *** وَتَأْتِي بِعُذْرٍ فَلاَ يُقْبَلُ

ولما كان هذا شأنه فقد حرص النبي – صلى الله عليه وسلم - على صيامه وقيامه ، وكان يستقبله بالتذكير به ، والتنويه بعظم شأنه ، حتى لا يُفَوِّت العباد فرصة أجره وثوابه .

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال دخل رمضان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ " (رواه ابن ماجه ، صحيح الجامع برقم :2247) .

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم " (رواه النسائي ، صحيح الجامع برقم : 55) .

قال ابن رجب : " قال بعض العلماء : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان ، كيف لا يُبَشَّر المؤمن بفتح أبواب الجنان ، كيف لا يُبَشَّر المذنب بغلق أبواب النيران ، كيف لا يُبَشَّر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين ، من أين يشبه هذا الزمان زمان " (لطائف المعارف:279)

أتى رمضان مزرعة العباد ... لتطهير القلوب من الفساد
فأدِّ حقوقه قولاً و فعلاً ... و زادك فاتخذه إلى المعاد
فمن زرع الحبوب و ما سقاها ... تأوه نادما يوم الحصاد


ومما يبين جلالة الصيام ، أنه أحد مباني الإسلام ، وركن من أركانه العظام ، كما جاء عن ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاء الزَّكاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ " (رواه البخاري ومسلم) .

ومن بركة هذا الشهر الفضيل ، ومن نفعه العميم ما روى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله - تبارك وتعالى - عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة " (صحيح الترغيب والترهيب ، برقم :1002) .

ومن فضائله الجسام أنه يكفر صغائر الذنوب لعام على شريطة اجتناب الكبائر العظام فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّراتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ " (رواه مسلم ) .

بل إن قيام العبد بهذه الفريضة مؤمن بها ، ومصدق بحكمها ، ومنقاد وعامل بمقتضاها ، مع احتسابه أجر تعبه ، ومشقة قيامه بها عند الله – تعالى - ؛ فإنه تغفر ذنوبه التي تقدمت ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ( رواه البخاري ومسلم ) .

ومن خصائصه التي تميز بها ، ومن فضائله التي أنفرد بها ، أن الله – تعالى – أضافه لنفسه ، كما ثبت في الصحيحين عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قَالَ اللهُ - عز وجل - : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَام ، فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَإذَا كَانَ يَومُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ . وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ . لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أفْطَرَ فَرِحَ بفطره ، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ " (متفقٌ عَلَيْهِ) ، وهذا لفظ روايةِ البُخَارِي .

وفي رواية لمسلم : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ . قَالَ الله تَعَالَى : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي . للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ . وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ " .

فأكرم به من شهر تزداد فيه الطاعات ، وتقال فيه العثرات ، وتغفر فيه السيئات ، يتلى فيه الكتاب ، وتعمر فيه المساجد ، وتكثر فيه الصدقات ، إنه شهر الهدى والتقى والبركات.

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما *** فلا تصيره أيضاً شهر عصيان
و اتل القرآن و سبح فيه مجتهداً *** فإنه شهر تسبيح و قرآن
فاحمل على جسد ترجو النجاة له *** فسوف تضرم أجساد بنيران



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-18-2016, 02:12 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


رَوَى القَلْبَ ذِكْرُ اللهِ فَاسْتَسْقِ مُقْبِلا **** وَلا تَعْدُ رَوْضَ الذَّاكِرِينَ فَتُمحِلا


***


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.