مشاهد ممتعة من زيارة العلامة مشهور حسن لمعرض الكتاب 17 بالاردن

[أبوجابر الأثري]

منقول من صفحة الاخ أنور الشوابكة


فوائد ملتقطة بصحبة شيخنا مشهور بن حسن آل سلمان أثناء التجوال في معرض الكتاب السابع عشر في عمان.
.
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اما بعد.
فهذه فوائد وفرائد التقطها وسمعها وشاهدها أبو عبد الرحمن شوكت بن رفقي شحالتوغ وأبو عبد الرحمن علاء بن هاني آل عبد الحافظ كان الله لهما

التقطنا منها ما يتعلق بالكتاب مما سمعناها وشاهدناها أثناء تجوالنا بصحبة شيخنا حفظه الله ووفقه ونفعنا بعلومه..

١- حرص الشيخ على اقتناء الكتاب لا مثيل له فقد كان الشيخ أثناء المعرض لا يترك داراً إلا ويعرّج عليها حتى لو كانت من كتب الثقافة وعلوم الطبيعة. ،وكان كثيرا ما يردد معارض الكتاب فيها خبايا وتحتاج إلى تفتيش. [شوكت ].

٢- الشيخ حفظه الله تعالى موسوعة في معرفة المطبوع من الكتب ،فلا يقع بين يديه كتاب طبع مُسبقا إلا وذكر كم مرة طبع ،وفي أي سنة طبع ،ومن حققه .
حتى أن بعض أصحاب الدور المشاركة يدهش من معرفة الشيخ عن الكتاب وطبعاته .[شوكت ].

٣- معرفة الشيخ بالمخطوطات والنسخ الخطية للكتب مما لا يُنازع فيه ،وله السبق في معرفة مظان وجود النسخ الخطية للكتب والرسائل ،بل وعدد النسخ الخطية ،ومما وقع أن الشيخ أثناء تجوالنا توقف عند أحد الدور المعروفة فوقع بين يديه كتاب "الرسالة القشيرية "للإمام أبي القاسم القشيري المتوفى سنة ٤٦٥ ،والطبعة معتمدة على اثنتي عشرة نسخة خطية ،فاعترض الشيخ على إخراج الكتاب بأنه ليس فيه مقابلة بين النسخ وهذا عمل غير دقيق وليس من الأمانة العلمية في شيء فكان الجواب : أنهم اثبتوا أثناء المقابلة ما يُظن أنه مهم!
فأجاب الشيخ:هذا ليس من الأمانة العلمية، فكيف تحاكم القاريء بعقلك، فتثبت ما تريد وتغفل ما تريد؟!
ثم استطرد شيخنا فقال:هذه عندي نسخة نفيسة بخط المؤلف من محفوظات "المكتبة الأزهرية-مصر ".
فاستغرب صاحب الدار وقال:فتشنا كثيرا فلم نقف عليها!فسكت شيخنا تعلو وجهه الابتسامة.
ثم ما كان من شيخنا إلا ان أفاض في ذكر النسخ الخطية للكتاب ومظان وجودها،وكان مستمعه مدهوشا بمعرفة الشيخ فلما انصرف الشيخ قال صاحب الدار : هذا رجل عجيب يعرف كل شيء عن المخطوطات! [شوكت ].

٤-مما لفت انتباهي ان الشيخ كثيرا ما يتوقف عند كتب التفسير وتدبر القرآن ويحرص حرصا شديدا على اقتناء ما هو جديد . [شوكت ]

٥- مما استوقف الشيخ في المعرض نسخة من ترجمة للتوراة باللغة العربية، وقال:هي دقيقة جدا ومهمة ،وارجأ شراءها فقد طُلب فيها سعر خيالي ،فلما رجعنا وجدناها قد بيعت،فقال:لو عرفنا أنها مطلوبة لاشترينها اول شيء[شوكت ].

٦- حرص الشيخ على الكتاب لا ينتهي؛ فاذا كان الكتاب له علاقة بمشروع البلقيني رحمه الله تعالى والذي يعمل الشيخ على إخراجه لا يتوانى الشيخ بشراء الكتاب حتى لو كان ثمنه مرتفعا[شوكت ].

٧- من عادة الشيخ حفظه الله تعالى انه اذا استوقفه كتاب مهم في موضوعه وفيه جدة وتعب الباحث فيه ،يقلب الكتاب كثيرا فأسأل الشيخ:أراك شيخنا قلبت الكتاب كثيرا ؟فيجيب الشيخ :الرجل الباحث بفهم، أو الرجل مليء[شوكت ].

٨-كثيرا ما يمدح الشيخ بعض المؤلفات فيقول:هذا كتاب مهم ،هذا موضوع مهم[شوكت ].

٩- بعض الاخوة ممن يتجولون في المعرض يستوقفون الشيخ للسلام ،ويستنصحون الشيخ أن يختار لهم كتابا ،فيجيب شيخنا: ليس لي معرفة مسبقة بقراءتك ولكن ؛عليك بما ينفعك من كتب العقيدة التي تقربك إلى الله تعالى. [شوكت ]

١٠-بعض الكتب يحرص الشيخ على اقتناءها ويقول:كنت ابحث عنه من فترة[شوكت ].

١١- كثيرا ما كان شيخنا ينتقد بعض الطبعات لكتب مهمة لم يبذل فيها محققوها المبتغى في التحقيق والإخراج.[شوكت ].
12. حب الشيخ حفظه الله للكتب حبا جما فعند دخوله للمعرض أول مرة دخل وتعلو محياه الابتسامة والسرور والفرح والبهجة ويقول: "إن شاء الله نجد جديد" (علاء)
13. الشيخ حفظه الله حريص على اقنتاء الكتب الجديدة أو المخطوطات وفهارسها فأول ما يبدأ يسأل عنه صاحب دار النشر " في جديد" وهذا إنما يدل على أن الشيخ على علم تام بكل ما يصدر من الكتب الجديدة وهو مشاهد ومعروف لمن يعلم حال الشيخ -حفظه الله -... (علاء)
14. الشيخ حفظه الله حريص على اقتناء غالب طبعات الكتاب فإن وجد طبعة جديدة لكتاب ما اشتراه ؛
فسألته وقلت له هذا الكتاب شيخنا موجود عندكم في المكتبة فلم تشتريه؟! فأجاب -سلمه الله- : يوجد في هذه الطبعة تصحيحات وإضافات غير موجودة في الطبعة القديمة وهي مهمة لكل طالب علم!!.. (علاء)

15. كلما دخل الشيخ مكانا ودارا للكتب قلب الكتاب كثيرا بل إنه يجلس في مكان واحد أحياناً بما لا يقل عن نصف ساعة وهو يقلب وينبش ويفتش غالب مواضيع الدار ويتحدث عن الكتاب وأهميته بل إنه يعرف الكتاب أكثر من البائع نفسه فيتعجب منه ويسكت!! ويدع الشيخ يكمل حديثه...(علاء)

16.من طبع الشيخ حفظه الله أنه يتفحص الكتاب بشدة ويبدي رأيه في الكتاب والمؤلف بل حتى بدار النشر ثم اذا أعجب بالكتاب أثنى عليه وقال " هذا الكتاب مهم " و"جميل" أو عبارة " حلو حلو " ... (علاء)

17. من الأمور التي عجبت من الشيخ فيها !! أننا مررنا بدار نشر معروفة وكان عنده كتاب " مختصر تاريخ دمشق " لابن منظور المتوفى سنة 711 ه وهو كتاب ضخم يحتوي على29 مجلد من غير الفهارس فنظر الشيخ الى الكتاب وتأمله جيدا فقال لصاحب الدار هذا الكتاب أحتاجه! فقلت للشيخ: شيحنا حفظك الله عندكم في المكتبة تاريخ دمشق لابن عساكر كاملا من غير فلماذا تريد "المختصر" ؟!
فقال لي الشيخ متبسما: أحياناً تجد في المختصرات من الكتب مالا تجده في الكتاب الأصل من فوائد وهوامش وغيرها من تحقيقات..فقلت في نفسي لله درك شيخنا ما أعظم فوائدك!! (علاء)

18. غالب اهتمامات الشيخ في هذا المعرض كانت تتمحور حول كتب الفقه والحديث والقرآن وعلومه والمجلات الجديدة بل وفهارس المخطوطات الجديد منها ، وأيضا كتب التراجم يشتري كل ما هو جديد مثل "المختصر" الانف الذكر وكتاب "تراجم أعلام الدمشقيين" في أربع مجلدات للدكتور محمد مطيع الحافظ و"عقد الجمان للعيني" في أربع مجلدات وغيرها الكثير مما وقف عليه الشيخ من كتب اللغة العربية والإعراب والبلاغة والأدب.(علاء)

19. كان الشيخ ينظر كثيرا في كتب عامة كعلوم الطبيعة مثلاً وكتب ثقافية ليس لها ارتباط وثيق بعلوم الشريعة...ولكن غاية الشيخ أنها كتب مراجع لعله يستفيد منها يوما من الايام كما قال لي غير مرة ؛ بل من عباراته في هذه الكتب عادة " لا تخلو من فائدة" (علاء)

20. كل شيء يراه الشيخ له علاقة بالإمام سراج الدين البلقيني - المتوفى سنة 805 ه - أو له علاقة بعصره ووقته اشتراه بأي ثمن كان..ﻷن الشيخ يعمل على جمع شامل وعظيم لتراثه يقرب على 80 مجلد...(علاء)

21. تنقل الشيخ في غالب دور النشر المتواجدة في المعرض وكلما مر به شخص سلم عليه ويسأله عما يفيده بل ويعرض عليه بعض أسماء الكتب التي يشتريها فيدله بما يفيده ويقول له مثلا : "موفق في اختيار الكتاب" و"اشتري كتاب يقربك فيه إلى الله"
واشتري طبعة كذا وكذا ستجد فيها ما يفيدك ومنها مثلاً " كتاب الجامع ﻷحكام القرآن للقرطبي" فأرشدني -حفظه الله- إلى طبعة الدكتور "عبد الله بن عبد المحسن التركي " وقال: هي من " أحسن الطبعات"
ومن كان طالبا في الدراسات العليا يقول مثلاً له موفق في "اختيار الموضوع" "بحث جيد" وغيرها من عبارات رفع الهمم وتخفيز الذات...(علاء)

22. إذا تكلم الشيخ عن المخطوطات فهو موسوعة -وفقه الله- فيبدأ بذكر النسخ الخطية منها وأين توجد ومتى كتبت أو نسخت..بطريقة يدهش فيها الحاضرين
ولم أر أحدا فيما أعلم له عناية بالمخطوطات وجمعها وماهيتها كشيخنا - حفظه الله وأدام فضله -.. (علاء)

23. اشتريت كتاباً اسمه "الألغاز الفقهية" لسعد الدين هلالي" فعرضته على الشيخ فقال لي : " أنا لما أشتريت هذا الكتاب قديما فرحت به جدا "(علاء)

24. من أقوال الشيخ حفظه الله : " كثير من طلبة العلم ومن إخواننا بقول المعرض ما في شيء أو ما في جديد ، بل المعرض في أشياء جديدة ممكن تجد فيها نفائس ونوادر يصعب تحصيلها من أي مكان ولكن تحتاج منك إلى تفتيش وتقميش " (علاء)

25. ذكر لي الشيخ أنه في المعارض الدولية للكتاب في القاهرة والرياض وغيرها من المعارض الكبرى يدخل عند الساعة العاشرة صباحاً وما يخرج منه إلى عند العاشرة مساءاً. ( علاء)

26. من اللطائف التي تذكر أن شخصا من الاشاعرة جاء للشيخ يسأله في بعض الامور التي تتعلق بهم وبمذهبهم و أن نشأتهم نشأة صحيحة لا تخالف مذهب أهل السنة والجماعة والأصول الصحيحة فأجابه الشيخ باختصار شديد وهو مشغول بالنظر في الكتب " مثل هذه الأمور لا تبحث هنا وفي هذا المحل جزاك الله خيرا " ثم سأله الشيخ :هل كان ابو بكر وعمر رضي الله عنهما اشعريين؟ فأجاب الرجل بنعم وأعقب قائلا هذا الجواب يعرفه منا الصغير قبل الكبير!! فقال الشيخ متعجبا ما هذا الكلام؟؟!!! هذا لم يقل به أحد !! . ... (علاء/شوكت)

27. تتعجب حقيقة من معاملة الشيخ للكثير من البائعين في دور من معاملة طيبة ولباقة في الكلام والأسلوب فتذكرت عندها حديث النبي صلى الله عليه وسلم "رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى..." ( علاء)

حفظ الله شيخنا وبارك في علمه وعملن ونفعنا اللهم بعلومه.
هذه فوائد ودرر من بحر لا ساحل له وعالم رباني جلس وأمضى حياته بين الكتب والعلم... انتيقناها من هذه الرحلة المباركة نفعنا الله بها.