المناهي اللفظية

[عماد القسنطيني]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فقد صح في سنن الترمذي أن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال: " كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم فى سفر , فأصبحت يوما قريبا منه , ونحن نسير , فقلت: يا رسول الله أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة , ويباعدنى من النار , قال: لقد سألتنى عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا , وتقيم الصلاة , وتؤتى الزكاة , وتصوم رمضان , وتحج البيت , ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة , والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار , وصلاة الرجل فى جوف الليل , قال: ثم تلا (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) حتى بلغ (يعملون) , ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده , وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله: قال: رأس الأمر الإسلام , وعموده الصلاة , وذروة سنامه الجهاد , ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى
يا نبى الله , فأخذ بلسانه , قال: كف عليك هذا , فقلت: يا نبى الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به , فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس فى النار على وجوهم , أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "

- و من العجب أن تجد الواحد منا يراقب كل ما يدخل فمه حين أكله و شربه مخافة المرض، ولا تجده كذلك فيما يخرج من فمه من كلمات قد يهوي بها في النار سبعين خريفا,,, فأين نحن من السلف الذي كان الواحد فيهم يحاسب نفسه في قوله يوم حار أو يوم بارد ؟؟
إخواني لا تحقروا طرح هذه المصيبة التي وقع فيها طالب العلم فضلا عن العامي، وددت أن يشاركنا الكل في هذه الطامة لأن خبثها تفشى في كل البلاد، فمما يتداول عندنا في الجزائر مثلا :

- "لي خلقهم حار فيهم": ومعنى الجملة أن الله الذي خلق العباد حار في أمرهم، وهذا وصف لله بالحيرة والعجز تعالى سبحانه عن ذلك علو كبيرا

- " لوكان ربي عطاني... مرانيش هنا " وهذا من سوء الظن بالله عز وجل

- والكلمة التي ذاعت هذه الأيام, وللأسف حتى بين الإخوة هي قول القائل : "يا بسم الله" بدل قول "بسم الله" أو "يا الله"، وهذه العبارة تحوي محظوران :
أولا : جملة "بسم الله" متعلقها محذوف والتقدير (بسم الله أبتديء أو نحو ذلك) و الجملة لا تنادى ، وإنما النداء خاص بالأسماء فالعباررة الآنف ذكرها خطأ في اللغة
ثانيا : هي مردودة في الشرع لأنها لم ترد في دعاء النبي ولا عليها عمل أحد من أهل العلم.

وقد كتب في ذلك الكثير من أهل العلم كمعجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد و المناهي اللفظية للشيخ ابن العثيمين، ولكن هذا لا يعني أنهم ألموا بجميعها .. فلا تترددوا في إفادتنا بارك الله فيكم

[فريد ابو عبد الرحمان]

ـ ـ ــــــــــــــــــــــــ بارك الله فيك أخي عماد على هذا التنبيه الطيب وزادك الله حرصا على الخير

ــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــ بل ورد في النص النبوي كذلك ما معناه { أن جميع الجوارح تتكلم مع اللسان وتقول له أتق

الله فينا فإن إستقمت إستقمنا ، وإن إعوججتا إعوججنا } ، أو كما جاء في النص .

ـــــ بل والطامة الكبرى { الغيبة } التي تصدر من خاصة الناس . اللهم نسألك السلامة والعافية .