أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
62135 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-20-2013, 02:01 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي سلسلة التعريفات المحكمات بدين رب الأرض والسموات


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فيسرني أن ادعو أخواني للمشاركة في درس للعقيدة الإسلامية الصحيحة
عبر موقع (دين الإسلام)
وهو موقع سلفي : شعاره " موقع يبث معاني الرسالة المحمدية – علماً ورحمة - مستقاة من الكتاب والسنة الصحيحة بأفهام سلف الأمة الرجيحة وصولاً إلى الإسلام الصحيح المعتدل - "
نشرح فيه جملة من التعريفات الشرعية المبينة لحقيقة العقيدة الصحيحة
وهو على شكل درس أسبوعي
فيه مداخلات ومشاركات
وعنوانه
سلسلة التعريفات المحكمات بدين رب الأرض والسموات
ودونك الرابط

http://www.facebook.com/IslamDeenyy

ومن الله التوفيق .



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-20-2013, 02:05 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


تنبيه:

إذا رأى الأخوة نقله إلى هذا المنتدى المبارك فلا مانع من ذلك .

والله الموفق


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-30-2013, 12:39 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


سلسلة :
التعريفات المحكمات
بدين رب الأرض والسماوات .


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :


فإن الإسلام هو الدين الحق الذي يحبه الله – تعالى – ، وبعث به نبينا محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم - ،وفيه الصلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة .

قال – تعالى -: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ } [آل عمران : 19].

وقال – تعالى -:{ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً } [المائدة : 3] .

وقال - تعالى -:{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران : 85 ] .

ولهذا وجب علينا أن نعرف حقيقة الدين الإسلامي الذي فيه سعادة العباد ونجاتهم في الدنيا والآخرة .


ورأينا أن أنفع الطرق في ذلك سوق حقائق الإسلام الثابتة على شكل تعريفات محكمات تقوم مقام القواعد الراسخات ، فيسهل على المسلم حفظها، ومعرفة معناها .

ثم بعد ذلك نوضح تلك التعريفات بشرح وسط ينفع المبتدي ولا يستغني عنه المنتهي .

وبثثنا هذه التعريفات على صفحة الفيس بوك التابعة لموقع ( دين الإسلام ) على شكل حلقات متتاليات تسهيلاً لمطالعتها، وتشويقاً لمتابعتها. والآن نقوم بنشرها بثوبها الجديد على صفحات منتديات كل السلفيين .

ومن الله التوفيق، وعليه الاعتماد، هو حسبي ونعم الوكيل .

كتبه/ أبو زيد العتيبي – وفقه الله إلى رضاه - .




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-30-2013, 12:47 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


الدرس الأول

(1)
الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

إن هذا التعريف للإسلام يشمل ثلاثة محاور:
· الأول/ الاستسلام لله بالتوحيد .
· والثاني/ الانقياد بالطاعة .
· والثالث/ البراءة من الشرك وأهله .

*****

(2)

الاستسلام لله : هو تسليم العبد أمره – من قوله وعمله – إلى الله وحده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

معاني المفردات :

[تسليم] : تفويض بذل وخضوع .
[أمره] : أي: شأنه ، والأمر : واحد الأمور .
[وحده] : أي: حال كونه منفرداً عن الشريك .

المعنى العام :

هذا هو المحور الأول من تعريف الإسلام وهو حقيقته المشتملة على : (التفويض) لله وحده (ذلاً وخضوعاً) مقروناً بالتبري من الحول والقوة .

فالاستسلام لله مرتبتان :

1) تفويض متضمن للتبري من الحول والقوة – ذلاً وخضوعاً - .

2) الإخلاص لله وحده .

ولهذا قيل : (بالتوحيد) من باب البيان وإلا فمجرد الاستسلام لله يدل عليه ، كما قال – تعالى - : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَه لِلَّهِ}.

فيثمر هذا التسليم (الانقياد) لحكم الله في العبد في شأنه كله فيشمل الظاهر والباطن لكل من قول وعمل العبد ، فيكون الحاكم على العبد شرع الله تعالى ، وهذا هو مدلول لفظ ( الإسلام ) عند إطلاق . فهو يشمل الدين كله .

الفوائد المستفادة :

1. فيه أن استسلام باطن العبد وظاهره لله ، يوجب دفع الكفر والكبر عنه .

2. وفيه أنه استسلام لله وحده لا لغيره ، فيوجب دفع الشرك عنه .


*****
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-30-2013, 12:52 AM
صلاح الدين الكردي صلاح الدين الكردي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: كردستان العراق
المشاركات: 749
افتراضي

جزاك الله خيراً شيخنا (أبا زيد) ونفع بك
بإذن الله ستكون سلسلة مفيدة وخاصة للمبتدئين
فاستمر .. وفقك الله لمرضاته
__________________
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-01-2013, 12:04 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


وجزاك الله مثله أخي الفاضل
صلاح الدين
وزادك ربي توفيقاً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدرس الثاني


(3)

التوحيد : هو افراد الله بما يجب له ويختص به من الربوبية والإلهية والأسماء والصفات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ


الشرح :

معاني المفردات :

أولاً/ [التوحيد] في اللغة : مصدر : وحد يوحد توحيداً ، أي: جعل الشيء واحداً .

فائدة : ركنا التوحيد .

اعلم – رحمك الله – أن الحكم على الشيء بأنه واحد لا يتم إلا بركنين اثنين .

1) الركن الأول/ النفي ، وهو: نفي الحكم عما سوى الموحَّد .

2) الركن الثاني/ الإثبات ، إثبات الحكم له .

مثال للتوضيح :

إذا أردنا مثلاً: الحكم على زيد من بين الطلاب في الصف بأنه قائم لابد لنا من أمرين :

الأول/ نفي القيام عن غيره، فنقول : لا أحد قائم .

الثاني/ إثبات القيام لزيد ، فنقول : إلا زيد .

فنستفيد من جملة : ( لا أحد قائم إلا زيد ) إفراد زيد بالقيام .

تنبيه :

اعلم – وفقك الله إلى رضاه – أمرين :

1) أن النفي وحده لا يفيد الإفراد ؛ لأنه تعطيل محض . مثل: لا أحد قائم .

2) وأن الإثبات المجرد كذلك لا يفيد الإفراد ؛ لأنه لا يمنع من مشاركة الغير .

مثل: زيد قائم .

فلا يكون الكلام توحيداً وإفراداً إلا بنفي وإثبات ، كـ(لا أحد قائم إلا زيد) .

ولهذا كانت كلمة التوحيد الدالة على وإفراد الله بالعبودية (لا إله إلا الله ) مشتملة على:

1. النفي وهو: (لا إله) .

2. والإثبات وهو: (إلا الله) .


ثانياً/ [إفراد الله] أي: اعتقاد كونه واحداً في الربوبية والإلهية والأسماء والصفات .

فالمقصود من التوحيد: اعتقاد أن الله منفرد فيما يجب له ويختص به، وليس المقصود أن تجعله كذلك فالله واحد لا شريك له ولو لم يعبده أحد .

ثالثاً/ [بما يجب له] أي : بكل صفة يلزم اتصافه بها لكماله ، ويمتنع عدمها في حقه .

رابعاً/ [ويختص به] أي: لا تكون إلا له – تعالى – لتفرده بالكمال المطلق .


المعنى العام :

إن التوحيد هو حقيقة الإسلام؛ ولهذا ذكر في حده وتعريفه ، كما قيل: ( الاستسلام لله بالتوحيد) فالتوحيد مصاحب وملازم لحقيقة الاستسلام لله .

وهو أن تعتقد أن الله واحد لا شريك له في كل صفة يجب أن يتصف بها لكماله – تعالى - ، ويمتنع عدمها في حقه ؛ وهذه الصفات مختصة بالله وحده وهو منفرد بالاتصاف بها لا يجوز أن يعتقد اتصاف غيره بها لأنه لا يستحقها إلا الله سبحانه .

وهذه الصفات الواجبة في حق الله والمختصة به ثلاثة أنواع :

1) نوع يختص بربوبية الله ، وهي أفعاله التي لا يشاركه فيها أحد ، مثل: الخلق ، والرزق ، وتدبير الأمور ، والإحياء والإماتة . . . إلخ .

2) ونوع يختص بإلهية الله ، وهي استحقاقه التفرد بالعبادة، فلا يشاركه فيها أحد ، مثل: الصلاة والصوم والدعاء والذبح . . . إلخ .

3) ونوع يختص بأسماء الله وصفاته ، وهي أسماؤه الحسنى وصفاته العلى التي ليس كمثله شيء فيها ، مثل: الله والرحمن والجبار والمصور . . . إلخ .

واعتقاد وجوبها لله – تعالى – لكماله واختصاصه بها لا يتم إلا بنفي وإثبات ، فنقول: لا خالق إلا الله، ولا رازق إلا الله ، ولا معبود بحق إلا الله . . . إلخ .


الدليل على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع :


سبق أن عرفنا أن توحيد الله هو اعتقاد انفراده – تعالى – بما يجب له ويختص به في كل ما يتعلق بصفاته وكمالاته وحقوقه .

وقد تتبع العلماء النصوص الشرعية من الكتاب والسنة فوجدوا أن ما يجب لله ويختص به دون من سواه ثلاثة أنواع .

· نوع يتعلق بالربوبية .

· ونوع يتعلق بالإلهية .

· ونوع يتعلق بالأسماء والصفات .

فائدة :

1) إن الدليل الدال على تقسيم أنواع التوحيد إلى هذه الأنواع الثلاثة هو التتبع والاستقراء وهو من الأدلة المعتبرة في الشريعة .

2) ومن الآيات التي جمعت هذه الحقوق الثلاثة قوله – تعالى - : {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا }[مريم:65].

· فقوله : { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } يدل على تفرده بالربوبية .

· وقوله : { فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } يدل على تفرده الإلهية .

· وقوله : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } يدل على تفرده بأسمائه وصفاته .


الفوائد المنتقاة :

· إن التوحيد هو حقيقة الإسلام، وهو مصاحب له لا ينفك عنه فلا إسلام بلا توحيد ، ولا توحيد بلا إسلام .

· إن التوحيد لا يتحقق إلا بنفي وإثبات .

· إن التوحيد واجب ومختص بالله ؛ لأن الله تعالى له الكمال المطلق .

· إن أنواع ما يجب لله ويختص به لكماله ثلاثة : ( ربوبية، وإلهية ، وأسماء وصفات ).



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-01-2013, 05:54 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


الدرس الثالث

(4)

توحيد الربوبية : إفراد الله بأفعاله .

الشرح:

معاني المفردات :

[الربوبية] في اللغة : مأخوذة من الرب .

قال ابن جرير الطبري – رحمه الله - : " وأما تأويل قوله : (رَبِّ)، فإن الرّب في كلام العرب منصرفٌ على معان:

1) فالسيد المطاع فيها يدعَى ربًّا.

2) والرجل المصلح للشيء يُدعى ربًّا .

3) والمالك للشيء يدعى رَبَّه.

وقد يتصرف أيضًا معنى " الربّ " في وجوه غير ذلك، غير أنها تعود إلى بعض هذه الوجوه الثلاثة .

فربّنا جلّ ثناؤه: السيد الذي لا شِبْه لهُ، ولا مثل في سُؤدده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر
" (تفسير الطبري بتصرف:).

في الشرع :

الرب : هو الله – تبارك وتعالى - .


وحقيقة معناه ما أجاب به موسى - عليه السلام – على سؤال فرعون ، كما قال – تعالى - : { قَال فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى قَال رَبُّنَا الذِي أَعْطَى كُل شَيْءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدَى }

فحصر معاني الربوبية في أمرين جامعين :

الأول/ { الذِي أَعْطَى كُل شَيْءٍ خَلقَهُ } إفراده (بالخلق) المتضمن للملك .

الثاني/ { ثُمَّ هَدَى } إفراده (بالتدبير) المتضمن للسيادة والإصلاح .

فالرب : هو الله الخالق المدبر لأمر ملكه لما فيه صلاحهم . كما قال – تعالى - : {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [الأعراف: 54] .

فمرجع الربوبية إلى صفتين : (الخلق)، و(التدبير) .

ولا مانع من بسطها أكثر فنضيف (الملك) الذي أجمل ضمن معنى الخلق، فإن من خلق شيئاً فهو مالكه بلا ريب . فتكون معاني الربوبية راجعة إلى (الخلق) ، و(الملك) ، و(التدبير) .

فقد جاء هذا المعنى في قوله - تعالى - :{ اللهُ خَالقُ كُل شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُل شَيْءٍ وَكِيل لهُ مَقَاليدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } [الزمر :63] .

فالله – تبارك وتعالى – له الصفات الكاملة من :


1) الخلق، لقوله : { اللهُ خَالقُ كُل شَيْءٍ } .

2) والملك، لقوله : { لهُ مَقَاليدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } .

3) والتدبير، لقوله : { وَهُوَ عَلى كُل شَيْءٍ وَكِيل } .

فهذه الأوصاف الثلاثة ترجع إليها كل معاني الربوبية الدالة على كمال الله – تعالى - الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بأي وجه من الوجوه؛ لذلك استحق أن يعبد وحده لا شريك له ؛ لكماله ونقص من سواه .

ثم بعد ذلك يمكن من باب كمال البيان وتوضيح المعنى وتمام الحمد والثناء على الله – تعالى – أن يبين العبد معنى الربوبية بعَدِّ ما يستطيع عدَّه من أفعال الله – تبارك وتعالى – الدالة على كمال ربوبيته – تعالى – على خلقه، والتي لا يشاركه فيها غيره .


كما قال – تعالى - :
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)} [الروم: 17- 27] . وغيرها من الآيات .

[إفراد الله] أي: اعتقاد كونه واحداً في كل أفعاله التي تجب له وتختص به لكماله ونقص من سواه ومرجعها إلى : (الخلق)، (والملك)، (والتدبير) .

[بأفعاله] أي : أفعال الله : وهي أوصافه التي تجب له وتختص به لكماله فيما يتعلق بتفرده بالخلق والتدبير .



رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-02-2013, 03:10 AM
صلاح الدين الكردي صلاح الدين الكردي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: كردستان العراق
المشاركات: 749
افتراضي

جزاك الله خيراً شيخنا وبارك فيك وجعلها في ميزان حسناتك
دروس قيمة ومفيدة والأجمل أنها سهلة وميسرة
زادك الله علماً وحرصاً
__________________
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-03-2013, 10:34 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي



وجزاك الله مثله أخي الحبيب صلاح الدين وزادك ربي توفيقا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدرس الرابع


المعنى العام :


هذا هو النوع الأول من أنواع التوحيد الدال على أوصاف تجب لله أي : يلزم اتصافه بها لكماله ويمتنع عدمها لأنه ينافي كمال الله المطلق التام الشامل .

وتختص به لأنها لا تكون إلا له – سبحانه - فلا يشاركه فيها غيره – أبداً – لا من الملائكة العظام ولا من الرسل الكرام فضلاً عن غيرهما .

والضابط لهذا النوع من الأوصاف : أنها راجعة إلى أفعاله – تعالى – ومرجع الأفعال إلى وصفين جامعين :

1) الخلق .

2) والتدبير .

كما سبق بيان ذلك ، فعندنا – هنا – مسائل :

المسألة الأولى/
لماذا وجب هذا النوع من الأوصاف لله ؟

إن المتأمل في حال العالَم – من جهة إحكامه وإتقانه - يجزم بأنه لا بد له من خالق : (حي عليم قادر . . .) أوجده، وخلقه بعد أن لم يكن . فيمتنع:

1) أن يوجد العالَم صدفة بلا خالق؛ لأنه لا يمكن أن يكون فعل بلا فاعل .

2) أو أن يوجد نفسه؛ لأنَّ فاقد الشيء لا يعطيه .

فتعين أن يكون له خالق متصف بصفات الكمال التي لا نقص فيها أبداً .

وقد جاء هذا المعنى في قوله – تعالى - : {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور:35] .
ففي هذه الآية طريقة فطرية عقلية في إثبات الربوبية لله – تعالى – وحده، تقوم على قاعدة : ( السبر والتقسيم ) .

فالتقسيم: يعني ذكر الأقسام الممكنة للمسألة المبحوثة .

والسبر : يعني اختبار هذه الأقسام وإخراج ما لا يصلح؛ لبطلانه، وإبقاء الصالح .

وفي مسألتنا: التقسيم العقلي المحتمل هو ثلاثة احتمالات لا رابع لها :

1) الاحتمال الأول/ أن يخلقوا من غير خالق .

2) الاحتمال الثاني/ أن يخلقوا أنفسهم .

3) الاحتمال الثالث / أن يكون لهم خالق أوجدهم .

فإذا اختبرنا هذه الاحتمالات العقلية الواردة سنخرج بالنتائج التالية :

1. النتيجة الأولى/ {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ} .

• { خُلِقُواْ } تدل على أنهم مخلوقون ، والمخلوق له صفات، منها : الحياة والعلم والقدرة . . .

• { مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ } أي : من غير خالق .

فهذا الاحتمال العقلي عند النظر الصحيح يظهر بطلانه؛ لأنه لا فعل إلا بفاعل، ولا أثر إلا بمؤثر وهكذا . . .

ولهذا لما قيل لأعرابي بم عرفت ربك ؟

قال: البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا تدل على اللطيف الخبير .


2. النتيجة الثانية/ { هُمُ الْخَالِقُونَ } .

يعني هم خلقوا أنفسهم ، وهذا باطل لأنهم لم يكونوا شيئاً ( أي: كانوا عدماً) ، والعدم هو الذي لا صفة له . ثم خُلِقوا متصفين بالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر . . . وهكذا .

فهذا الاحتمال عند النظر العقلي غير صحيح ؛ لأن ( فاقد الشيء لا يعطيه ) فالعدم الذي لا صفة له لا يمكن أن يوجد المخلوق المتصف بالحياة والعلم والقدرة وغيرها .

3. النتيجة الثالثة/ ( أن يكون لهم خالق خلقهم ) وهي المفهومة من التقسيم .

فإن هذا القسم دل عليه اللزوم البديهي فإن هذه المحدثات والمخلوقات لا تكون إلا بخالق موجد لها ، فإذا لم تكن بغير خالق؛ لامتناع فعل بلا فاعل، ولم تكن هي الخالقه لنفسها؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه تعين أن يكون لها خالق أوجدها .

وتعين كونه (الله) ؛ لأنه لم يدع أحد خلق السموات والأرض والعالم العلوي والسفلي إلا هو - سبحانه – فلزم ثبوت ذلك له .

ثم التسليم بهذا الطريق الفطري العقلي نصل إلى أن لله أفعالاً (تجب له) أي يلزم اتصافه بها، ويمتنع عدمها لكماله ، كما قال – تعالى - : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} (الطلاق:12) .

فتسليمهم بأن الله هو الخالق للسموات السبع ومن الأرض مثلهن يقودهم إلى معرفة أوصافه – سبحانه – الواجبة له ، ومنها :

1) أن الله على كل شيء قدير .

2) وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً .

ولذلك قال : { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }.



رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-07-2013, 01:46 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


الدرس الخامس

المسألة الثانية/
اختصاص هذه الأوصاف به سبحانه .

لا زلنا في بيان معنى النوع الأول من التوحيد، وهو (توحيد الربوبية)، وقلنا أنه: إفراد الله – تعالى – بأفعاله .

وأفعاله – سبحانه – كما سبق هي أوصافه التي تجب له وتختص به لكماله فيما يتعلق بتفرده بالخلق والتدبير،{ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [الأعراف: 54] .

وتبين لنا كيف أن أفعاله الراجعة إلى
: (خلقه، وأمره) واجبة له يمتنع عدمها بدلالة الفطرة العقلية والشرعة النبوية .

ونبين – هنا – كيف أنها (مختصة به – سبحانه - ) لا يشاركه فيها أحد من خلقه .

دليل التمانع :


قال ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله - : " وَالْمَشْهُورُ عِنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ إِثْبَاتُهُ بِدَلِيلِ التَّمَانُعِ، وَهُوَ: أَنَّهُ لَوْ كَانَ لِلْعَالَمِ صَانِعَانِ فَعِنْدَ اخْتِلَافِهِمَا مِثْلَ أَنْ يُرِيدَ أَحَدُهُمَا تَحْرِيكَ جِسْمٍ وَآخَرُ تَسْكِينَهُ، أَوْ يُرِيدَ أَحَدُهُمَا إِحْيَاءَهُ وَالْآخَرُ إِمَاتَتَهُ:

1) فَإِمَّا أَنْ يَحْصُلَ مُرَادُهُمَا،

2) أَوْ مُرَادُ أَحَدِهِمَا،

3) أَوْ لَا يَحْصُلُ مُرَادُ وَاحِدٍ مِنْهُمَا.

وَالْأَوَّلُ مُمْتَنَعٌ؛ لِأَنَّهُ يَسْتَلْزِمُ الْجَمْعَ بَيْنَ الضِّدَّيْنِ،

وَالثَّالِثُ مُمْتَنَعٌ؛ لِأَنَّهُ يَلْزَمُ خُلُوُّ الْجِسْمِ عَنِ الْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ، وَهُوَ مُمْتَنَعٌ، وَيَسْتَلْزِمُ أَيْضًا عَجْزَ كُلٍّ مِنْهُمَا، وَالْعَاجِزُ لَا يَكُونُ إِلَهًا،

وَإِذَا حَصَلَ مُرَادُ أَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ، كَانَ هَذَا هُوَ الْإِلَهَ الْقَادِرَ، وَالْآخَرُ عَاجِزًا لَا يَصْلُحُ لِلْإِلَهِيَّةِ " أهـ .

فظهر بهذا الدليل اختصاص (الخلق والتدبير) بالله – تعالى – فلا شريك له – سبحانه – في خلقه ولا في تدبيره .

فالله – سبحانه - منفرد بأفعاله الواجبة له والمختصة به – خلقاً وتدبيراً – وهو حقيقة توحيد الربوبية، فمن اعتقد ذلك لزمه أن لا يعبد الله – تعالى -
.

المسألة الثالثة/ إقرار المشركين بتوحيد الربوبية .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " والمشركون كانوا يقرون بهذا التوحيد الذي هو (نفي خالقين) لم يكن مشركو العرب تنازع فيه، ولهذا قال الله لهم: { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل: 17]." (منهاج السنة النبوية : 3/199) .

الأدلة على ذلك :

1) قال – تعالى - :{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }[سورة الزمر: 38].

2) وقال – تعالى - :{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.[سورة لقمان:25].

3) قال – تعالى - :{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}[العنكبوت:61].

4) قال – تعالى - :{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}[الزخرف:9].

5) قال – تعالى - :{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}. [سورة الزخرف: 87].

6) قال – تعالى - :{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}[يوسف:106]، قال ابن عباس:"من إيمانهم، إذا قيل لهم: مَن خلق السماء؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله . وهم مشركون."(تفسير الطبري:16/286).

7) قال – تعالى - :{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[العنكبوت:63].

8) قال – تعالى - :{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة:22]. قال ابن عباس – رضي الله عنهما - :"لا تشركوا بالله غيرَه من الأنداد التي لا تَنفع ولا تضرّ، وأنتم تعلمون أنه لا ربّ لكم يرزقكم غيره، وقد علمتم أن الذي يدعوكم إليه الرسول من توحيده هو الحق لا شك فيه." (تفسير الطبري:1/370).

9) قال – تعالى - :{ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)}[سورة المؤمنون].

10) قال – تعالى - :{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}[العنكبوت:65].

فكونهم يدعون الله في الشدة دليل على اعترافهم بربوبيته في الخلق والتدبير .

ملاحظة مهمة :

اعلم أنه يرد في عبارات بعض العلماء أن المشركين يقرون بتوحيد الربوبية أو أنهم يقرون أن الله هو الخالق المدبر، فليس هو الإيمان الكامل لأنه ليس إقراراً بالربوبية الكاملة، وإنما هو إقرار بمطلق الربوبية، أي: بشيء منها، ومن الأدلة على ذلك :

أ‌- أنهم لو كان إيمانهم بالربوبية إيماناً كاملاً للزم منه أنهم لا يعبدون إلا الله، فلما وقعوا في الشرك دل على أن إقرارهم بالربوبية فيه نقص .

ب‌- أنهم ينكرون بعض خصائص الربوبية فليس إيمانهم بها كاملاً، كإنكارهم البعث بعد الموت، قال الله – تعالى - :{فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}[ق:2-3].وغيرها من الآيات .

حقيقة ثابتة :

لقد تبين مما سبق أن المشركين الذين أرسل إليهم النبي – صلى الله عليه وسلم – كانوا يقرون بأن الله – عز وجل – هو الذي خلقهم ورزقهم ويدبر أمورهم ، ومع هذا الإقرار فقد قاتلهم النبي – صلى الله عليه وسلم - ؛ وذلك لأن التوحيد الذي بعثه الله به هو توحيد العبادة ، وهذا من المعلوم من دين المسلمين بالضرورة .

فهذا النوع من التوحيد هو الذي انكروه ولم يقروا به كما قال الله – تعالى – عنهم : {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}[الصافات : 35] .

فلا يكفي لدخول الاسلام مجرد الإقرار بتوحيد الربوبية حتى يقر معه بتوحيد الإلهية والعبادة ، وينقاد للخالق سبحانه : {وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23].

وسيأتي زيادة بيان للمسألة عند شرح توحيد العبادة – إن شاء الله – تعالى - .

تنبيه :

مما يستفاد من هذه الحقيقة الثابتة، والمعلومة من الإسلام بالضرورة أنه لا يحكم بإسلام من تلفظ بما يدل على الربوبية، كإقراره بوجود الله – تعالى - ، أو نسبة وقوع الأشياء إلى قدر الله، أو أن الخالق هو الله ، حتى يضم إلى ذلك توحيد العبادة بأن لا يعبد إلا الله – سبحانه - .

الفوائد المنتقاة :

1) أن الرب هو الله – تعالى - الخالق المدبر لأمر ملكه لما فيه صلاحهم .

2) وتوحيد الربوبية من الحقوق الواجبة لله .

3) وإفراده به يعني : اعتقاد كونه واحداً في كل أفعاله التي تجب له وتختص به لكماله ونقص من سواه ومرجعها إلى : (الخلق)، (والملك)، (والتدبير) .

4) وأفعاله : هي أوصافه التي تجب له وتختص به لكماله فيما يتعلق بتفرده بالخلق والتدبير .

5) والدليل على أنها واجبة لله : أن المخلوقات
إما أنها خلقت من غير خالق، وهذا ممتنع ؛ لأنه لا فعل إلا بفاعل .
وإما أنها خلقت أنفسها، وهذا ممتنع ؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه .
فتعين أن لها خالقاً، ولم يدع أحد خلق العالم إلا الله فتعين – سبحانه – رب العالمين .

6) والدليل على أنها مختصة بالله وحده احكام العالم وإتقانه وتناسقه وانتظامه وإليه الإشارة بدليل التمانع .

7) اقرار المشركين بهذا النوع من التوحيد ، فلم يكونوا ينكرون أن لا خالق لهم ولا رازق ولا مدبر للأمر إلا الله .

8) اقرارهم كان فيه نقص من جهة إنكارهم بعض معاني الربوبية كالبعث بعد الموت، ومن جهة أنهم لو اعتقدوا في الله الكمال المطلق لما عبدوا غيره .

9) هذا الإقرار لا يكفي في دخول الإسلام حتى يضم له العبد الإيمان بتوحيد الإلهية والعبادة، فلا يصرف شيء من عباداته إلى الله وحده لا شريك له .


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.