أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
90441 187381

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-19-2017, 02:05 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة10/ الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح

حقيقة الإخوان الجدد (10)
الانتكاسة الرابعة: موقف "الإخوان الجدد" من التصوف البدعي.
مذ عرفنا السلفية من أعلامها في هذا العصر علمنا أن عندَ صوفية عَصْرِنَا مخالفاتٍ شرعية، وبِدَعًا عقدية، وشطحات وضلالات سلوكية، حتى خرج من بين أظهرنا من ينسبهم إلى السنة عوض البدعة، وإلى الهداية عوض الضلالة، ويدعو إلى إنصافهم وتبرئتهم من مشابهة الشيعة في وجوه كثيرة.
قبل التفصيل في الموضوع، لا بد من تعريف موجز بالتصوف وبنشأته وتطوره.
1. التعريف بالصوفية:
لغة: ظهر لفظ الصوفية قبل سنة مائتين من الهجرة [تلبيس إبليس ص157]، ولم يكن مشهورا في القرون الثلاثة، إنما اشتهر التكلم به بعد ذلك [ مجموع الفتاوى 11/5]، وقد اختُلف في أصل هذه اللفظة على أقوال كثيرة، أرجحها أنها نسبة إلى لبس الصوف [مجموع الفتاوى11/6 وتاريخ ابن خلدون 1/467]، وذلك لأنه غالب لباس الزهاد، ثم إن قوما من الزهاد والعباد صاروا يتقصدون لبس الصوف تَعَبُّدا، وتعبيرا عن التقلل من الدنيا والزهد في نعيمها، وأول ما ظهر ذلك بالبصرة في زمن صغار التابعين، فإنه يؤثر عن ابن سيرين أنه دخل عليه الصلت بن راشد وعليه جبة صوف، وإزار صوف، وعمامة صوف، فاشمأز منه محمد، وقال: "أظن أن أقواما يلبسون الصوف، يقولون: قد لبسه عيسى ابن مريم عليه السلام، وقد حدثني من لا أتهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لبس الكتان والقطن واليمنة، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع". [ رواه ابن المبارك في الزهد:1836، وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم: 314]. فقوله: "أظن أن قوما يلبسون الصوف، يدل على ظهور طائفة من الناس في زمن ابن سيرين تتقصد لبس الصوف تعبدا، وإن كانت النسبة إلى الصوف ظهرت فيما بعد.
والمقصود أنه لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم لبس الصوف بقصد التعبد والتزهد، بل كان أحب اللباس إليه الحبرة، كما قال أنس: "كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبس الحِبَرَة" [متفق عليه]، والحبرة: بردة من برود اليمن، تصنع من قطن، وتكون مُحَبَّرَةً، أي مزينة [فتح الباري10/277]، بل قد روت عائشة رضيالله عنها أنها جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بردة من صوف سوداء، فلبسها، فلما عرق فوجد ريح الصوف، فقذفها، وكان يعجبه الريح الطيبة" [أحمد وأبو داود وصححه الألباني].
2. اصطلاحا: بعد ظهور لفظ التصوف عرفه أهله بتعاريف كثيرة ترجع في جملتها إلى "العكوف على العبادة، والإعراض عن زخرف الدنيا" [التاريخ لابن خلدون1/467]، وإلى "رياضة النفس، ومجاهدة الطبع، بِرَدِّهِ عن الأخلاق الرذيلة، وحمله على الأخلاق الجميلة، من الزهد، والحلم، والصبر، والإخلاص، والصدق، إلى غير ذلك" [تلبيس إبليس ص 157-158].
3. نشأة التصوف:
ظهر التصوف أول ما ظهر بالبصرة، في النصف الثاني من المائة الثانية للهجرة، وذلك أنه كان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ما لم يكن في سائر الأمصار، حتى إنه كان يقال: فقه كوفي، وعبادة بصرية. وقيل: إن أول من بنى دويرة للصوفية هو بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد المتوفى بعد الخمسين ومائة للهجرة وهو من أصحاب الحسن البصري. [مجموع الفتاوى2/6-7]
وكان قبل ذلك يسمى من عُرف عنه الاجتهاد في العبادة ناسكا وزاهدا، ولهذا قال أبو عبد الرحمن السلمي في مقدمة كتابه الطبقات [ص 9]: " و قد ذكرتُ في "كتاب الزُّهد" من الصحابة، والتابعين، و تابعي التابعين، قَرْناً فَقَرناً، وطَبَقَةً فَطَبقة؛ إلى أن بلَغتْ النَّوبةُ إلى أرباب الأحوال، المتكلِّمين على لسان التَّفْرِيد، وحقائق التوحيد، واستعمال طرُق التجريد، فأحببت أن أجمع في سِيرَ متأخِّري الأولياء كتاباً، أسميه "طبقات الصوفية".
فهذا كلام صريح من أبي عبد الرحمن السلمي يدل على ظهور التصوف بعد القرون المفضلة، كما يدل على أن للصوفية أحوالا وطرقا تفردوا بها عمن سبقهم، مما دعاه إلى إفرادهم بالتأليف عمن سبقهم من العباد والزهاد.
ويؤكد هذا المعنى قول ابن الجوزي: " كانت النسبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والإسلام، فيقال: مسلم ومؤمن، ثم حدث اسم: زاهد وعابد، ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد، فتخلوا عن الدنيا، وانقطعوا إلى العبادة، واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها" [تلبيس إبليس ص 156].
4. تطور التصوف:
لقد مّرَّ التَّصَوُّفُ بمراحل؛ فإنه في بدء أمره كان المقصود منه تربية النفس على العبادة، والزهد في الدنيا، وتزكيتها من الأخلاق الرذيلة، ونظرا لقرب العهد من عهد النبوة وظهور السنة، فإنه لم يكن عند المتقدمين من الصوفية ما ظهر فيمن جاء بعدهم من البدع، قال شيخ الإسلام: "ثُمَّ الْمُتَقَدِّمُونَ الَّذِينَ وَضَعُوا طُرُقَ "الرَّأْيِ" وَ"الْكَلَامِ" و"التَّصَوُّفِ" وَغَيْرِ ذَلِكَ كَانُوا يَخْلِطُونَ ذَلِكَ بِأُصُولِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْآثَارِ إذْ الْعَهْدُ قَرِيبٌ، وَأَنْوَارُ الْآثَارِ النَّبَوِيَّةِ بَعْدُ فِيهَا ظُهُورٌ، وَلَهَا بُرْهَانٌ عَظِيمٌ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ النَّاسِ قَدْ اخْتَلَطَ نُورُهَا بِظُلْمَةِ غَيْرِهَا" [مجموع الفتاوى10/366-367].
لكن بعد انصرام طبقة المتقدمين، وبسبب ضمور العلم شيئا فشيئا عند المتأخرين، ظهرت في القوم بدعٌ عمليةٌ وعقديةٌ يَرِّققُ بعضها بعضا.
وهذا ما أفصح عنه ابن الجوزي بعد أن عرف التصوف بقوله: "...وعلى هذا كان أوائل القوم، فلبس إبليس عليهم في أشياء، ثم لبس على من بعدهم من تابعيهم، فكلما مضى قرن زاد طمعه في القرن الثاني، فزاد تلبيسه عليهم، إلى أن تمكن من المتأخرين غاية التمكن، وكان أصل تلبيسه عليهم أنه صدهم عن العلم، وأراهم أن المقصود العمل، فلما أطفأ مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات".
فبدأهم الشيطان ببعض البدع العملية من مثل المبالغة في التعبد، والانقطاع الكامل عن الدنيا، وتجويع النفس وتعذيبها، وحرمانها من الطيبات في المطعم والملبس، ثم وجد فيهم السماع والرقص، ثم ظهر منهم من خلط التصوف بالفلسفة والكلام فقال بالحلول كالحلاج[ الحلول: اعتقادهم حلول الله تعالى في المخلوق]، أو قال بالاتحاد كابن عربي وابن سبعين [الاتحاد: اعتقادهم أن المخلوق هو عين الخالق]، وظهر منهم من يدعي إسقاط التكاليف عنه ببلوغه درجة الواصلين، ومن يدعي الكشف بانكشاف الحجب عنه واطلاعه على الغيب، وبلغ بهم الأمر إلى أن زعموا أن الأعمال وسؤال الحاجات ترفع إلى الأولياء، فترفع إلى الأبدال أولا، ثم إلى الأقطاب، ثم إلى الأوتاد، ثم إلى الغوث الذي يقوم بقضاء الحاجات، فترتب عن ذلك قولهم بجواز الاستغاثة بالأولياء، ودعائهم من دون الله. فأفضى بهم الأمر إلى الشرك في الربوبية بادعاء التصرف في الكون، وإلى الشرك في الألوهية بتجويزهم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالأولياء عندهم، وإلى الشرك في الصفات بدعواهم الاطلاع على الغيب، واتصاف المخلوق بصفات الخالق، بفنائه في ذات الله[انظر: "مفهوم التصوف وأنواعه في الميزان الشرعي" لمحمود يوسف الشوبكي - مجلة الجامعة الإسلامية- المجلد العاشر] .
وفي القرن الخامس ظهرت الطرق الصوفية على يد محمد أحمد الميهمي المتوفى سنة 430هـ والمعروف باسم أبي سعيد، فقد أقام في بلدته نظاماً للدراويش، وبنى بيتا بجوار منزله للصوفية، وسنَّ نظام تسلسل الطريق عن طريق الوراثة، ثم انتشر بعد ذلك نظام الطرق الصوفية، وتتابع ظهور الطرق الجديدة، وغالباً ما تسمى الطريقة باسم مؤسسها الذي يضع لهم ذكرا خاصا، وطريقة خاصة في الذكر والخلوة، وشعارا وطقوسا خاصة بطريقته [ينظر الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة لعبد الرحمن عبد الخالق ص 349- 350].
والمقصود بذكر المراحل التي مر بها التصوف أن يُعْلَمَ أن حال الصوفية في زماننا لا علاقة له بحال المتقدمين من أمثال: إبراهيم بن أدهم، والجنيد، وغيرهما ،ممن أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من علماء أهل السنة، فهؤلاء ونحوهم من الصوفية هم المقصودون عنده بوصف السابق بالخيرات، أو بوصف المقتصد من أصحاب اليمين، وليس من جاء بعدهم من ضُلَّال الصوفية المبتدعين، كما يدل على ذلك قوله المتقدم: "...ثُمَّ الْمُتَقَدِّمُونَ الَّذِينَ وَضَعُوا طُرُقَ "الرَّأْيِ" وَ"الْكَلَامِ" و"التَّصَوُّفِ" وَغَيْرِ ذَلِكَ كَانُوا يَخْلِطُونَ ذَلِكَ بِأُصُولِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْآثَارِ إذْ الْعَهْدُ قَرِيبٌ، وَأَنْوَارُ الْآثَارِ النَّبَوِيَّةِ بَعْدُ فِيهَا ظُهُورٌ، وَلَهَا بُرْهَانٌ عَظِيمٌ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ النَّاسِ قَدْ اخْتَلَطَ نُورُهَا بِظُلْمَةِ غَيْرِهَا .
فَأَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَكَثِيرٌ مِنْهُمْ جَرَّدَ مَا وَضَعَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ . مِثْلُ مَنْ صَنَّفَ فِي "الْكَلَامِ" مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ فَلَمْ يَذْكُرْ إلَّا الْأُصُولَ الْمُبْتَدَعَةَ، وَأَعْرَضَ عَنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَجَعَلَهُمَا إمَّا فَرْعَيْنِ، أَوْ آمَنَ بِهِمَا مُجْمَلًا، أَوْ خَرَجَ بِهِ الْأَمْرُ إلَى نَوْعٍ مِنْ الزَّنْدَقَةِ وَمُتَقَدِّمُو الْمُتَكَلِّمِينَ خَيْرٌ مِنْ مُتَأَخِّرِيهِمْ .
وَكَذَلِكَ مَنْ صَنَّفَ فِي " الرَّأْيِ " فَلَمْ يَذْكُرْ إلَّا رَأْيَ مَتْبُوعِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْرَضَ عَنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَوَزَنَ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى رَأْيِ مَتْبُوعِهِ كَكَثِيرِ مِنْ أَتْبَاعِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَغَيْرِهِمْ.
وَكَذَلِكَ مَنْ صَنَّفَ فِي "التَّصَوُّفِ " و"الزُّهْدِ " جَعَلَ الْأَصْلَ مَا رُوِيَ عَنْ مُتَأَخِّرِي الزُّهَّادِ - وَأَعْرَضَ عَنْ طَرِيقِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَمَا فَعَلَ صَاحِبُ " الرِّسَالَةِ " أَبُو الْقَاسِمِ القشيري ...وَإِعْرَاضُهُمْ عَنْ حَالِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ الَّذِينَ نَطَقَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ بِمَدْحِهِمْ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَالرِّضْوَانِ عَنْهُمْ . " [مجموع الفتاوى10/366-فما بعدها].
فمن التلبيس والتدليس على الناس أن ينزل كلام شيخ الإسلام في المتقدمين من الصوفية على المتأخرين من أصحاب الطرق الصوفية في زماننا.
فإن قال قائل: ولماذا لا تحملون كلام "الإخوان الجدد" على المعنى الذي قصده شيخ الإسلام.
فالجواب: وددنا أن يكون ذلك قصدهم والله، لولا أنه يمنع من إحسان الظن بهم أمران:
- أنهم يريدون تنزيل كلام شيخ الإسلام في الصوفية المتقدمين على الطرق الصوفية المعاصرة، بل ووصفوا تصوفهم بالتصوف السني كذبا وزورا.
- أنهم أعطونا مثالا حيا، ونموذجا من نماذج التصوف السني عندهم، وذلك من خلال استضافتهم للمدعو: إبراهيم خليل البخاري، فما حقيقة هذا الرجل؟
وهل هو من أهل التصوف السني حقا؟ أم هو من غلاة الصوفية الضلال؟!
هذا ما سيأتي بيانه في المقال الآتي إن شاء الله، مع كشف بعض تلبيسات القوم في موضوع التصوف.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.