أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
54692 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات مشرفي كل السلفيين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2011, 01:22 AM
مشرفو منتدى (كل السلفيين) مشرفو منتدى (كل السلفيين) غير متواجد حالياً
.
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 33
افتراضي الجائرون عن(السبيل):يهاجموننا-بالتهويل-،وبالكذب المكشوف الهزيل(7) [رد على البتيري/2]

(7)
الجائرون عن (السبيل!):
يهاجموننا(!) -بالتهويل-،
وبالكذب المكشوف الهزيل


قبل الشروع في نقض ما جاء في في ثالث حلقات (الصحفي = البتيري) لا بدّ من كشف حقيقة دعوى (د.خالد الحايك) في مقاله المنشور في موقعه , حيث زعم :
أن (مشرفي منتدى كل السلفيين) قد تلاعبوا بكلام (الشيخ الحلبي) في نسبته كلامًا للشيخ ابن باز إلى الشّيخ ابن عثيمين ؛ فعدَّلوا كلام الشيخ الحلبي وصححوه , وحكموا بوهم (الصحفي) –لا الشيخ الحلبي- تبعا لذلك ؛ وأنّ هذا هو الذي دفعهم لتعديل العنوان بإضافة لفظة [معدل] إلى عنوان مقالهم ؛ حيث قال : (وبعد ثلاثة ردود من (حلبي) قام بتكملة هذه الردود في (منتداه) من يعرفون بـ "مشرفو منتدى كل السلفيين!!!!"، فنشروا ردهم (أو بيانهم!!) رقم (4)، ثم توقف المنتدى عن العمل عشرة ساعات تقريباً، في ذات اليوم الذي نُشرَ فيه هذا البيان أو الرد!! ثم ظهر هذا الرد مرة أخرى بعد فتح المنتدى وكتب في عنوانه: "معدّل": (الجائرون عن "السَّبيل" يُهاجِمونَنَا - بِالتَّهْوِيل -، وَبِالكذبِ المكشوفِ الهزيل) (4) [معدّل].
فما الذي تم تعديله أيها الإخوة القرّاء؟ تعالوا لنرَ:......... ) .
ثم شرع في تقرير ما تقدمت الإشارة إليه ؛ ثم نقل خلاصة هذا التقرير (صحفيُّه = البتيري) في مقالٍ مفرد نشرته الجائرة عن (السبيل!) يوم أمس !!
فنقول وبالله التوفيق :

أولا : يشهد الله في عالي سماه أن (د.خالد الحايك) كاذب في دعواه ؛ وأن (طلبة العلم) من المشرفين الذين يكتبون ردودهم على (مجلة السبيل!) تحت معرّف (مشرفو منتديات كل السلفيين) لم يعدّلوا شيئًا ممَّا جاء في كلام الشيخ (علي الحلبي) لا قبل ولا بعد أن نشروا مقالهم , ولم يعلموا بحصول هذا التعديل –لا من قبل ولا من بعد- إلا لمّا أشار إليه هذا الدكتور في مقاله –هذا- .

ثانيا : بعد أن نشر الدكتور الحايك مقاله , استفسر بعضُ المشرفين عمّا أثاره الحايك ؛ وفُتح موضوع خاصّ به في منبر المشرفين ؛ فأفادنا –أحد المشرفين- بأن : مقال شيخنا قد نشر في يوم (4\3\2011) الساعة (الرابعة مساء) متضمّنًا الوهم الذي أشار إليه (الصّحفي) –فِعلا- ؛ ثم نُبِّه شيخُنا في صبيحة اليوم التالي (5\3\2011) على هذا الوهم –من قبل أحد المشرفين!- ؛ فقام شيخنا بطلب إجراء التعديل من قبل هذا الأخ , فعُدّل صباح اليوم التالي قبل الساعة الثامنة؛ والبتيري أنزل مقاله في صبيحة يوم (6\3\2011) ؛ أي بعد أكثر من (24 ساعة) على تعديل الموضوع ؛ بينما (الصحفي) كان قد تعقّب شيخنا على الوهم الذي حصل قبل أن يقف على تعديل شيخنا له !!
فمن الواهم ؟
أشيخُنا الذي وقعَ منه الوهم ثم تلافاه قبل إنزال البتيري الرد عليه بأكثر من (24 ساعة) ؟!!
أم (الصحفي) الذي نقل عن شيخنا قبل تعديله للوهم , وبقي مصرًّا على هذه النسبة بعد التّصحيح وعذْرُ شيخنا عدَمُ العلم؟!!
أم (مشرفو منتدى كل السلفيين) الذين نقلوا من النسخة المعدلة –من غير معرفة مسبقة منهم بوقوع وهم تمّ تصحيحه ؟!!
وأما الدكتور الحايك؛ فهو خارج عن تهمة (الوهم) لأنه (كاذب) في دعواه، وتقوّله على (المشرفين) وعند الله تجتمع الخصوم ؛ ويتأكد كذبه بما يلي :

ثالثا : نقول (للدكتور الحايك): لقد أحسنت حيث وصفت المسألة بقولك -في وصفِ هذا الوهم!- بأنّه : (مسألة بسيطة جدا) ؛ وهي كذلك –حقًّا- ؛ ونحن قد تعاملنا مع (الصّحفي) الذي نرى أنه قد وهم في هذه النسبة إلى شيخنا بما ذكرتَ أنت ؛ فلم نزد على أن نخاطبه بقولنا : (أن شيخنا في مقاله –هذا- قد نسب الفتوى إلى الشيخ (ابن باز) –صراحة- لا إلى الشيخ ابن عثيمين –رحمهما الله- ؛ فالواهم هو أنت أيها (الصحفي) )؛ فلاحظ أننا لم نزد على وصفه (بالواهم) لا أكثر ؛ لأنَّ المسألة في حقيقتها لا تعدو أن تكون (وهما) ؛ إلا إن كان (الدكتور) يظن أننا ننزه شيخنا الحلبي عن (الوهم) فعند ذلك حقّ له أن يحكم علينا –بالحق- بأكثر مما حكم علينا في مقاله –بالباطل؛ وهو أهلٌ لذلك!!-!!

رابعا : يا هذا! سل نفسك فإنْ كانَ (مشرفو منتدى كل السلفيين) قد فتحوا أبواب المنتدى أمام أي عضوٍ لتعقّب (المشرف العام = الشيخ الحلبي) –بالعلم والحلم والأدب- فيما هو أكبرٌ من هذه المسألة -كما هو مشاهد معلوم لمن يتابع صفحات المنتدى!!- ما الذي يضرّهم أن يعلنوها –بكل بساطة- : أنّ شيخهم قد (وهم!)؛ وهو (يهم ويهم ويهم) كما يهم غيره من العلماء ؛ وأن يبينوا أن الوهم قد صحح قبل نشر (صحفيّك) لمقاله , بل ماذا يضرهم أن نستدلَّ على وهم شيخنا بما قاله (صحفيك = البتيري) في ثاني حلقاته: (أما ما نقله عن ابن عثيمين للتدليل على موافقته له في إحراق كتب سيد قطب، فأقول : الذي أعرفه أن هذا كلام ابن باز وليس ابن عثيمين، وقد وقع منسوباً لابن باز في كتاب الحلبي "ترغيم المجادل" (ص77!!)".
لا! بل ونشكر (الصحفي) على تنبيهه هذا –إن كان التنبه للوهم قد جاء من قِبَلِهِ-لا قبله- ؛ ونقول له : جزاك الله خيرا على تنبيهك , ونضع نقطة وننتقل إلى ما بعدها !! أم انعدمتْ النقاط عندكم فلا تباعُ إلا في أسواق السبيل!! فهاكم جملة من النّقاط كرمًا منّا فإنّنا نحبُّ الحق، ونحبُّ أن نقف عنده (.................)!!

خامسا : وحسْبُ هذا (الدكتور) أن يعلم –من نفسه!!- بطلان زعمه : أن سبب وضع لفظة (معدّل) في عنوان المقال إنما جاء لتغيير النّسبة في مقال شيخنا –بعد نزول مقال المشرفين-!!
فنحن لا ندري كيف استساغتْ نفسُ هذا الدكتور(!) مثل هذا الزعم ؛ فإن كان ثمة تعديل حصل في مقال شيخنا –بعد نزول مقالنا-كما يزعم هذا الدكتور- فكان يجب التنبيه إلى حصول هذا التعديل في عنوان مقال (شيخنا) –لأن التعديل وقع فيه- لا في عنوان مقال المشرفين –كما زعمه الدّكتور- !! فبأي عقل يفكّر ؟! وبأيّ قلم يكتُب؟!!

سادسا : ليعلم (الدكتور) وغيره : أنَّ سبب وضع كلمة (معدل) في عنوان مقال المشرفين إنما هو لإضافة الرد على الحلقة الثانية من حلقات (الصحفي) ؛ فالمقال قد نزل في صفته الأولى مشتملا للرد على الحلقة الأولى –فقط- منتهيا عند الفقرة الثانيةَ عشْرةَ , وبقي على هذه الصفة قريبا من (ثلاثين ساعةً) ومنها ساعات التوقف ؛ أي أنه نُشر على صفته الأولى قريبا من عشرين ساعة ؛ ثم أضيف إليه الرّد على بعض ما جاء في الحلقة الثانية (للصحفي) فوصل عدد الفقرات إلى (ثمانية عشْرة) فِقرةً ؛ ثم عّدّل العنوان في ترويسة المقال وفق هذه الإضافات!!
فكيف فات الدكتور كل هذه الإضافات –على كثرتها!- وهذا التعديل على طوله، وأوقفَ نفسَه فقط على تعديلٍ وقعَ في مقال شيخنا -لا في مقال المشرفين- , ثم يزعم (هذا الدكتور) أن سبب تعديل مقال (المشرفين) هو التعديل الذي حصل في مقال (الشيخ الحلبي) ؟!!!
ألا تعدّ هذه –يا دكتور(!)- فضيحة (بجلاجل)!! ( كلمة مصرية ليست مفرد: جوجل الشهير!! لها معانٍ أخرى في اللغة)) لنقلبَ عليك عنوان مقالك!!
فاللهم ثبّت علينا العقول –آمين- !!

وبعد هذه المقدمة في كشف ما جاء في مقال الدكتور (خالد الحايك) , ننتقل لتعقب (الصحفي) في بعض ما جاء في (ثالث حلقاته) ؛ فنقول –مستعينين بالله- :

أولاً : قال الصحفي –مدافعا عن شيخه –بالاستعارة!!-(القرضاوي) : (إن الشيخ القرضاوي ليس حجة الله على البشرية، وإنما هو بشرٌ يخطئ ويصيب، ويكفيه فخراً أنه لم يتلوّث بمحاربة الشعوب التي تطالب بحقوقها، ولم نسمع له صوتاً على القناة الليبية الرسمية، كما تورّط في ذلك آخرون! نسأل الله حُسْن الختام) .
النقض : أما الظهور على القناة الليبية للكلام بما أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم- من ترك الخوض في الفتنة , وكفّ اليد فيها ؛ فليس من الورطات في شيء إلا عند السياسيين الذين يعرضون عن قول كلمة الحق ما لم يكن في قولها أو تركها مصلحة حزبية أو شخصية ؛ ويعرفون –تماما- متى يغازلون الأنظمة ومتى يهجونها !!
وشيخنا –بحمد الله- ليس متورطا بقوله كلمة الحق عبرَ القناة الليبية ونشرها منتدانا كاملة !!
أما القرضاوي؛ فنعم!! هو لم يظهر على القناة الليبية لمطالبة الثوار بكف الفتنة , بل هو ظهر على غيرها من القنوات الإعلامية مؤيدًا للثوار الليبيين , ومشجعًا على سفك الدماء ؛ وارتضى أن يتحمل –في عنقه- (دم القذافي) -بعد أن كان القذافي بالنسبة له (الأخ العقيد) !!
فانظر الآن من الأحقّ بلقب علماء السلاطين؟!!
اليوم معك وغدًا مع آخر!!!
وسوف ننتظر لنرى متى يركب القرضاوي الموجة ليظهر على قنوات الإعلام ليطالب (هؤلاء الثوار) أو (غيرهم) أن يكفوا أيديهم , ويحجموا عن الخوض في الفتنة!!
إذ يبدو أن صحفينا (تغافل) عن حقيقة أنّ (القرضاوي) : ظهرَ على بعض القنوات الإعلامية مطالبا (ثوار الجزائر!) بكف اليد ووضع السلاح –بعد أن كان وصفهم بالمجاهدين ومن قُتل بالشهداء!!- ؛ فأخبرنا عن الفرق بين الثوار في البلدين؟! بل وما الفرق بين البلدين –وَفق الأصول الحزبية الحركية!!- ؟!
وإليك –أيها الصّحفي!-ومن سار في فلكك من أنصار شيخك- بعض أقوال القرضاوي في نصحه لـ(ثوار الجزائر) وذلك على هامش افتتاح مؤتمر "أخلاق الإسلام واقتصاد السوق" , والذي أقيم في الجزائر بتاريخ الاثنين 27-3-2006 ؛ حيث دعا المسلحين الموجودين (في الجبال إلى أن ينزلوا إلى الأرض ويعيشوا مع إخوانهم ويتركوا هذا الأمر ويدخلوا في المصالحة العامة) .
وقال : (إن بلاد الإسلام لا يجب أن يسفك فيها دم حرام=(لماذا الآن يجب أن تسفك فيها الدماء؟!!)) ، معتبرا نفسه أنه من (أنصار المصالحات الوطنية في كل بلاد العرب والمسلمين، وخصوصا في الجزائر=(ولم لا ليبيا كذلك؟!!)).
وقال القرضاوي -ناصحاً المسلحين التائبين عن العمل المسلح- : (إذا كانت تلك الفترة خيراً يكفيهم ما أصابهم، وإذا كانت شراً ينبغي أن يتوبوا من هذا الشر) , معتبراً أن تلك الفترة التي سفكت فيها دماء الجزائريين (فترة فتنة) ، وأنه (لا يجوز أن تستمر أبداً، ولا بد للناس أن يخرجوا من هذه الفتنة وأن يتحرّروا من هذا اللبس الذي حدث وحدثت من ورائه أشياء كثيرة=(أما هذه الثورات ليست فتنا!! بل استجمامًا في حمامات الدماء!!)).
كما استهجن(=استقبح!) القرضاوي موقف الرافضين للمصالحة قائلاً : (لا ينبغي أن يرفض مسلم يبغي الخير لنفسه ويبغي الخير لإخوانه ويبغي الخير لوطنه، الجنوح للسلم والمصالحة(= أين التطبيق؟!!)) .
فما موقفك أيها (الثائر = الصحفي) من تصريحات القرضاوي ؛ أهو ورطة –عندكم!!- أم ماذا ؟!

ثانيا : قال (الصحفي) : (وكيف لا تتوقع أن يستمرّوا في الوقوع حتى يصلوا إلى الدرك الأسفل.. فهذا أمرٌ (واجبٌ وجوده) لأن السمع والطاعة للطغاة واجبة) .
النقض : إن من عقد الخلاف الرئيسية بين (السلفيين) ومخالفيهم من المنتسبين للعمل الإسلامي من (التكفيريين) و(الحركيين) و(الحزبيين) و(السياسيين) هو الموقف من (ولاة الأمور) ؛ ويتمحور هذا الخلاف كالتالي :
1- أن السلفيين يرون أن من ثبت له الإسلام بيقين –من ولاة الأمور وغيرهم- لا يخرجوا عليه إلا بيقين مضاد مصحوب باستكمال شروط وانتفاء موانع , بينما غيرهم من الحركيين –المشار إليهم- لا أسهل عليهم من أن يحكموا بكفر (ولاة الأمر) بناء على ما يرونه هم موجبا للتكفير!! ولا نتعجب من ذلك طالما صارت (حرية الشعوب!!) مسوّغا للخروج!!
2- أن السلفيين يرون في (المسلمين) الذين ولاهم الله تعالى شؤون المسلمين (ولاةَ أمورٍ) –شرعًا , ولغةً , وعرفًا- , ولهذا فهم يتعاملون معهم وفق نصوص الشرع الآمرة بالسمع والطاعة للولاة المسلمين -وإن جاروا وظلموا-؛ لا نحبّ الجور والظلم ولكن نصبر كما صبر أسلافنا كالحسن البصري والإمام أحمد!!
بينما الحركيون يرون أن الثبات على العمل بموجب هذه النصوص في حق من ولاه الله تعالى شؤون المسلمين : إنهزامية , وانبطاحية , واستخذاء , وتدرك في السفول ... إلخ!!
وما ذاك إلا لأنهم يرون أن حكام بلاد المسلمين –المعاصرين- لا يدخلون في دلالة النصوص الشرعية , والآثار السلفية القاضية بلزوم السمع والطاعة للحكام المسلمين القائمين –وإن جاروا وظلموا وضربوا الظهور وأخذوا الأموال-!!
وعدمُ الإدخال –هذا- مردُّه لأحد أمرين :
الأول : إما أن حكام بلاد المسلمين –القائمين- خارجون عن عموم هذه النصوص؛ فإن كانْ كذلك؛ فما دليل إخراجهم , والنصوص عامة متناولة لجميع أفراد العموم؟!!
الثاني : أو خارجون عن دائرة الإسلام ؛ فعندها لا سمع ولا طاعة للحاكم الكافر ؛ فهذا (الصحفي) –لو كان يمتلك الشجاعة لصرّح بأنه- يرى أن (ولاة الأمر) القائمين (غيرُ مسلمين) –أصلا-؛ فلذلك اعتبر أن الأمر بالسمع والطاعة: إنهزامية , وانبطاحية , واستخذاء , وتدرك في السفول ... إلخ؛ مصطلحات نجزم أنهم لا يفقهون حقيقتها سوى ترديدها!!
فليصرح -إذًا- بأنهم (كفارٌ) كمَا صرّح بأنّهم (أعداء) بجبُ جهادهم(!)؛ حيث قال-مقررا- : (الذين يصفهم (العبيدي) بالأعداء؛ هم الذين تصفهم يا (حلبي) بأولياء الأمور.. هل فهمت؟ والأذهان الفاسدة والعقول الطاغية هي التي ترى العدوّ وليَّ أمر.. هل وضحت الفكرة، أم أنها تحتاج إلى تبسيط أكثر؟ حسناً سنبسّطها..
عندنا شخص ولاه الله أمرَ المسلمين، فعطّل الحدود، وبدّل الشرائع، وفرض المكوس، ووالى اليهود والنصارى، وصادر حقوق الرعية، وألغى الجهاد، وسجن المجاهدين بل الذين يفكّرون مجرد تفكير بالنفير، ونشر الفساد، وسهّل الزنى، وشرّع الربا، وجعل عقوبة شتم الرب تبارك وتعالى أقل مئة مرة من عقوبه من يشتمه...
هذا الشخص عند (العبيدي) عدوٌّ لله تعالى؛ جهادُه واجب، أما عندك فما زال وليّ أمر لا يجوز الخروج عليه.
بصراحة؛ لا أملك توضيحاً أكثر من ذلك، فأرجو أن تكون الرسالة قد وصلت.) .
ولا نملك إلا أن نقول : نعم رسالتك وصلت –منذ أمد بعيد- ؛ وهذا هو سبب الخلاف الشديد بين (السلفية الحقة -بمختلف مدراسها العلمية-) , وبين التكفيريين والإخوانيين وغيرهم ممن شاكلهم من الحزبيين , وليس مثل هذا بمستغرب صدوره من أمثال هذا الصحفي لمن عرّف المنهجية الفكرية التي يتبناها !!
فهلْ وصلتك رسالتنا أم تحتاج إلى تبسيط أكثر؟!
ولكن! –وللأسف- لا نملك توضيحًا أكثر من ذلك سوى أن نقول لك: عدْ إلى رشدِك وكَفاك مراوغةً!!

ثالثا : تعقب (الصحفي) شيخنا الحلبي في استشهاده بكلام العز بن عبد السلام في أن من بعض الأعذار المجوزة لترك الجهاد ؛ ثبات من يقتل من غير نكاية في العدو ؛ فرد الصحفي استشهاد شيخنا بالقول : (فالإمام –رحمه الله– يتحدّث عن حالات خاصة تدخل تحت مفهوم (الضرورة) الطارئة، لا المنهج العام ، فهو يتحدث عن الإلجاء والإكراه والأعذار المبيحة الطارئة لترك الجهاد، كالمرض والعجز وغيرهما مما ذكرته النصوص صراحة، كمثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَارَ وَمِنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ}).
النقض : مالك –أيها الصحفي- وللكلام في العلم الشرعي ؟!
إن كلام العز بن عبد السلام الذي استشهد به شيخنا لم يكن عاما في حالات الضرورة الطارئة المجوزة للتخلف عن الجهاد –كما زعمت!- ؛ بل كان خاصا في حالات معينة مبيحة لترك الجهاد في حق من وجب عليه الجهاد . فكلامه كان في السبب الموجب لترك الجهاد في حق من وجب عليه الجهاد؛ فلا يدخل فيه من توهّمت من المرضى والعجزة –أصلا- ؛ لأنّ هؤلاء الجهاد في حقهم غيرُ واجب –أصلا- !! فهل عرفتم الآن مَنْ هم –حقًّا وواقعًا!!- مشايخ الحيض والنفاس؟!
وهذا هو كلام العز المتعلق بالجهاد –فيما نقله شيخنا- : (وَمِنْهَا: الأَعْذَارُ المُجَوِّزَةُ لِتَرْكِ الجِهَادِ. وَمِنْهَا: الِانْهِزَامُ يَوْمَ الزَّحْفِ - وَهُوَ جَائِزٌ إذَا أَرْبَى عَدَدُ الكَفَرَةِ عَلَى عَدَدِ الإِسْلامِ - مَعَ التَّقَارُبِ فِي الصِّفَاتِ -. وَلَيْسَ مِنْهَا: وُجُوبُ الفِرَارِ مِنْ الكُفَّارِ فِي حَقِّ مَنْ عُلِمَ أَنَّهُ لَوْ ثَبَتَ لَقُتِلَ مِنْ غَيْرِ نِكَايَةٍ فِي الكُفَّارِ؛ فَإِنَّ ثُبُوتَهُ لا جَدْوَى لَهُ إلا كَسْرَ قُلُوبِ المُسْلِمِينَ، وَشِفَاءَ صُدُورِ الكَافِرِينَ) .
فأخبرنا -بعد هذا-أيها الصحفي- : أين وجدت في كلام العز ما يدل على إرادة إخراج المرضى والعجزة نحو ذلك؛ بل -و ربما- الحائض والنفساء طالما تجوزن للمرأة الخروج في مظاهرات بدعوى الحرية؟!
فما أحوجك –حقًّا!- أن تعيد النظر في كلام العز عشرات المرات –كما قال شيخنا- , وأكدته –أنت- لكنك لم تفعل أو لم تقوَ؛ أي ضعفتَ أو -ربّما- خِفتَ!!

رابعا : قال الصحفي –بعد أن مجدّ الثورات المصرية والتونسية –وغفل عن الليبية- : (ولا نشك أن من يلقى حتفه في هذه الثورات المباركة شهيدٌ، إنْ كان خرج غضباً لله، أو لدينه، أو نصرةً لمظلوم، أو طلباً لحقه المشروع.. فإذا كان هذا هو حتفه فمرحباً به..) .
النقض : ونحن لا نشك أن قول هذا الصحفي معارض لقول البخاري –رحمه الله- في صحيحه : (باب لا يقول فلان شهيد) وأورد تحته حديث سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- :في الرجل الذي قاتل المشركين بين يدي النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى أثخن فيهم ؛ فجرح جرحا شديدا دفعه إلى نحر نفسه ؛ فقال: فأخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- عنه أنه في النار , وقال : [إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة] .
هذا في حق من قتل بين يدي النبي –صلى الله عليه وسلم- في حربه ضد المشركين (= الجهاد الحقيقيّ!)؛ فكيف بمن يقتل في تلك المظاهرات (من السناء والرجال!!) وأمثالها من الفتن التي تجري بين المسلمين على ما فيها من شرور وويلات!!
أمثل ذلك يقال فيه أنه قتيل شهادة , أم : قتيل فتنة؟! و لا يعلم بما سيكون من أمره في الآخرة إلا ربّنا في عالي سماه فوق عرشه بائنٌ من خلقه!!

خامسا : قال الصحفي : (ما يسميه الحلبي بالجهاد المنضبط بضوابطه يساوي: لا جهاد , وإلا فأين (جهاد = قتال) (السلفية الرسمية!) بضوابطه؟ معدوم، ولن يكون) .
النقض : نعم لن يكونَ جهاد في المنهج السلفي وَفق المفهوم (الصّحفي) والحركيّ للجهاد والذي معناه : الخروج على حكام بلاد المسلمين, وتشجيع الثورات والانتفاضات في بلدانهم بحسب المصلحة الحزبية؛ لأنه –أصلا- لا يدخل في الجهاد –لا بشروط ولا من غير شروط-!! فاشترطوا ما شئتم (إن الله بما تعملون بصير)!!
وأمّا الجهاد بضوابطه الشرعية ؛ فهو بحمد الله ممكن وجوده على أرض الواقع –غير ممتنع- , وإن لم يكن موجودًا اليوم فلا مانع من وجوده غدا , كما كان بالأمس , وهو مضبوط بضوابطه الشرعية ؛ ولا أدل على وجوده واقعا –عند السلفيين- من فتاوى المشايخ السلفيين في جهاد الأفغانيين خلال ثمانينات القرن الماضي , والبوسنيين في تسعينات ذلك القرن , وغيرها من الفتاوى !!
فلا تضعوا نقطة وارجعوا إليها!!

سادسا : قالَ الصحفي (نسأل الحلبي: ما حكم جهاد الدفع، أو ما يسمّى دفع العدوّ الصائل؟ وهل يُشترط فيه إذن ولي الأمر؟ وهل يُشترط فيه أن تكون الراية إسلامية خالصة؟ وننتظر الجواب!) .
النقض : نعتذر لشيخنا عن الإجابة عنه ؛ فنقول :
1- نعم يشترط لجهاد الدفع إذن ولي الأمر –ما أمكن استئذانه!- ؛ بدلالة موقف الصحابة في غزوتي أحد والخندق ؛ فكلاهما كانتا دفعًا , ومع ذلك ما خرج الصحابة إلا بإذن النبي –صلى الله عليه وسلم- , كما نص عليه الشيخ صالح الفوزان(هل تعرفونه؟! أم هو من علماء البلاط؟!) في جوابه على السؤال التالي في شرح رسالة الدلائل (ص\210) :
"سؤال : ذكرتم -حفظكم الله- : أن الجهاد لا بد أن يكون تحت راية وتنظيم ولي أمر المسلمين , فهل هذه الشروط هي في جهاد الطلب أو في جهاد الدفع ؟.
الجواب : كلاهما , جهاد الدفع لا يتم إلا بقيادة ولي الأمر".
ويتخلف هذا الشرط -إن تعذر القيام به- كأن يفجأ العدو بلادًا للمسلمين –ولا يمكن تأخير الدفع-؛ فعند ذلك يتعين الدفع ولو لم يتحصل إذن الإمام , وأمثال هذه الحالة تأخذ أحكامها .
والمحصلة : أن الأصل! لا جهاد إلا بإذن الإمام –طلباً أو دفعاً- , ويمكن أن يتخلف هذا الشرط للضرورة !!
2- لا يشترط في جهاد الدفع أن تكون الراية إسلامية خالصة , وإن كان يجب أن تكون كذلك ؛ لكن فرق بين الواجب القائم , وبين ما يجب أن يكون الحال عليه!!
وهذا ما تجده –أيها الصحفي- منثورا في فتاوى الشيخ الألباني –رحمه الله- وبخاصة ما كان –منها- متعلقا بنازلة العراق في بدايات التسعينات!!

سابعا : قال الصحفي –حاكمًا- : (فمن يخرج في مظاهرات شعبية منكِراً المنكر باللسان، كما حصل ويحصل الآن في بعض البلاد العربية؛ هو سائر على درب السلف الذين ذكرَهم ابن القيم رحمه الله، ولا بد من التضحية ابتداءً لتتسع دائرة المنكِرين، ونصل إلى المقصود، بعد خطة محكمة، ودراسة للواقع تستشرف مآلات الأفعال وما يتعلق بها من مصالح ومفاسد) .
النقض : إن مثل هذه الأمور تتلقى عن العلماء الأكابر الذين يقول رب العزة في أمثالهم [وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا] ؛ لا من الصحفيين وأمثالهم , وهؤلاء العلماء قد اتفقت كلمتهم –أو كادت- على المنع من هذه المظاهرات القائمة , ومن شاء أن ينظر في مجموع أقوالهم وأدلتهم فلينظر في مقال الأخ (أبي العباس) : (أيها الجائرون عن (السبيل) : إليكم أقوال (العلماء السلفيين) في نازلة (المتظاهرين الثوريين!!) –هذا من جهة-!!
ومن جهة أخرى؛ فإن أهل العلم فرقوا بين الإنكار على السلطان وبين الإنكار على آحاد الناس؛ ولهم في ذلك أدلّتهم الشرعية الصحيحة الصريحة ؛ فمن ذلك :
حديث عياض بن غنم قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبدله علانية ، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فأن قبل منه فذاك ، و‘لا كان قد أدى الذي عليه له].
وعن سعيد بن جمهان قال (أتيت عبد الله بن أبي أوفى ، وهو محجوب البصر فسلمت عليه، قال لي (من انت ، فقلت : أنا سعيد بن جمهان، قال : فما فعل والدك، قال: قلت : قتلته الازاراقة ، قال : لعن الله الازارقة ، لعن الله الازارقة، حدثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [إنهم كلاب النار] ، قال : قلت الازارقة وحدهم ام الخوارج كلها ، قال : بل الخوارج كلها .
قال قلت : فإن السلطان يظلم الناس ، ويفعل بهم فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال : ويحك يا ابن جمهان ، عليك بالسواد الأعظم ، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فَأتِه في بيته فاخبره بما تعلم ، فان قبل منك فدعه، فانك لست بأعلم منه) .
وعن أسامة بن زيد قالَ لمّا (قيل له : ألا تدخل على عثمان فتكلمه، فقال : أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن افتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه) متفق عليه .
وعن سعيد بن حبير قال : (قلت لابن عباس آمر إمامي بالمعروف ؟ فقال : ابن عباس : إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه، ولا تغتب إمامك) .
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إنه قال : (أما من ولي من أمر المسلمين فلا يخاف في الله لومة لائم ، ومن كان خلوا فليقبل على خاصة نفسه ولينصح ولي أمره).
وعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه قال : (أيتها الرعية ! إن عليكم حقاً، النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير).
وعن خيثمة عن عبد الله انه قال (إذا أتيت الأمير المؤمر فلا تأته على رؤوس الناس) .
والإسرار بالنصيحة للسلطان هو الذي قرره الأئمة الاعلام فضلاً عن السلف السابقين ، ومنهم :
ابن النحاس حيث قال في تنبيه الغافلين (57) : "ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الاشهاد بل يود لو كلمة سرا، ونصحه خفية من غير ثالث لهما".
وقال النووي في شرح مسلم (7\149) : " فيه التأدب مع الكبار، وأنهم يسارون بما كان من باب التذكير لهم والتنبيه ونحوه، ولا يجاهرون فقد يكون في المجاهرة به مفسدة".
وقال ابن حجر في فتح الباري (13\52-53) : " قال المهلب : قوله : (قد كلمته سراً دون أن أفتح باباً) ، أي باب الإنكار على الأئمة علانية، خشية أن تفترق الكلمة ... وقال عياض : مراد أسامة أن لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الامام لما يخشى من عاقبة ذلك ، بل يتلطف به، وينصحه سرا، فذلك اجدر بالقول".
وقال الشوكاني في السيل الجرار (4\556) : "ينبغي لمن ظهر له غلط الامام في بعض المسائل أن يناصحه ، ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الاشهاد ، بل كما ورد في الحديث : أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ، ولا يذل سلطان الله".
فهذه هي تقريرات الأكابر أيها (الصحفي) ؛ فدعونا من بنيات الطريق !!

ثامنا : قال الصحفي : (الإمام الشرعي هو الإمام الذي تختاره الأمة، فالإمام المستبدّ المتغلّبُ إمامته متعلّقة بالاضطرار؛ إذ لم تتوفّر القدرة على خلعه، والقول بمنع الخروج عليه إنما لما يترتب على الخروج من مفاسد أعظم من التغلّب نفسه، ولا يعني ذلك إقراراً لمبدأ التغلّب، وعليه فلو قدرت الأمة أن تخلع هذا المتغلّب من دون وقوع مفسدة أكبر؛ فالواجب أن تفعل، وهي آثمة إن لم تفعل، لأن اختيار الحاكم أمرٌ منوطٌ بالأمة.) .
النقض : كذبت أيها الصحفيّ على شيخِنا, فلم تكتفِ حتى جئت تكذب على الشرع؛ فمن هم هؤلاء الأمة التي تختار الإمام الشرعي؟!
أ أهل الحل والعقد؟!
أم الشعب في ثورة عارمة؟!
أم في انتخاب ديموقراطي؟!
أم...أم....أم...
أين أنتم؟! نراكم قد ضللتم السبيل؟!
ثمّ جعلتَ إمامة المتغلب إمامة ضرورة ؛ متى قدر على رفعها وجب ذلك ؛ ولم تأت بنص واحد عن عالم معتبر يشهدُ لما قلت ؛ والأئمة الأعلام مجمعون على خلاف هذرك (=خطاب دوجماطيقي!!) , وهذا ما قرره :
الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13\7) حيث قال : "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء".
وحكى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إجماع الأئمة على ذلك فقال في الفتاوى والمسائل (3\67) : "والأئمة مجمعون من كل مذهب، على أن من تغلب على بلد أو بلدان، له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا، ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد، ولا يعرف أن أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لايصح إلا بالإمام الأعظم".
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (3\168) : "وأهل العلم .... متفقون على طاعة من تغلب عليهم في المعروف، يرون نفوذ أحكامه، وصحة إمامته، لا يختلف في ذلك اثنان، ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف وتفريق الأمة، وإن كان الأئمة فسقة ما لم يروا كفراً بواحاً ونصوصهم في ذلك موجودة عن الأئمة الأربعة وغيرهم وأمثالهم ونظرائهم".
وقال الشيخ محمد والشيخ حمد بن ناصر كما في الدرر السنية (9\8) : " وأما العبد إذا اجتمعت فيه شروط الإمامة ، فالذي عليه أهل العلم : أن العبد لا تجوز إمامته إذا أمكن ، ولم يقهر الناس بسلطانه ، وأما إذا قهر الناس واجتمع عليه أهل الحل والعقد ، وجبت طاعته وحرمت مخالفته ، كما في حديث العرباض المتقدم [وإن تأمر عليكم عبد حبشي] وإذا أمكن كون الإمام من قريش ، فهو أولى ، كما في الحديث الصحيح".
وأما أقوال آحادهم الصريحة في تقرير خلاف قولك ؛ فقد أعرضنا عن إيرادها –خشية الإطالة- مكتفين بتقرير إمامين عظيمين متفق على إمامتهما في العلم والدين (= وهم أسلافنا يا أهل السّبيل!!) , وهما :
الإمام الشافعي حيث قال كما في مناقب الشافعي (1\448) : "كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة , ويجمع الناس عليه فهو خليفة".
وهذا المعنى –كذلك- هو منصوص الإمام احمد بن حنبل بقوله في أصول السنة (46-47) : "ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كانوا اجتمعوا عليه ، واقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو الغلبة ، فقد شق هذا عصى المسلمين ، وخالف الاثار عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فإن مات الخارج عليه، مات ميتة الجاهلية ، ولا يحل قتال السلطان، ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق".
وقال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة(1\160) فيما ينقله عن الإمام احمد قوله : "والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر، ومن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به ، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين".

تاسعا : قال الصحفي (وإذا كان كثير من الفقهاء قد منعوا الخروج على الحاكم الجائر، خشية إراقة الدماء، وهتك الحريم، وانعدام الأمن.. فما رأيهم بالدماء التي أريقت على أيدي المستفيدين من تسويغ الحكم الجبري الجائر؟ تعالوا يا فقهاءنا لننظر ونتأمل ونقارن ... إلخ) ؛ ثم شرع يناقش في خطاب دوجماطيقيٍّ (الكثير من الفقهاء)!!
النقض السريع: نحمد الله أن هذا الصحفي قد سلّم بأن كثيرًا من الفقهاء منعوا من الخروج على الحاكم الجائر؛ فما لنا –بعد ذلك- ولرد (الصحفيين الإسلاميين) على (اتفاق) أقوال (الكثير من فقهاء المسلمين)؟!

عاشرا : قال الصحفي : (ألم يكن الحلبي ينتقد الثورة المصرية لما سيترتب عليها من مفاسد؟ ها هي قد حققت النجاح الأكبر بإزاحة رأس النظام من دون أن تترتب هذه المفاسد المتوهّمة.
لا تقل لي يا حلبي: سالت بسبب الثورة دماءٌ، وسُرقت أموال! فالدماء التي أسالها النظام البائد والأموال التي سرقها أثناء مدة حكمه) .
النقض : مهلا! مهلا!! أيها الصحفي !! فالفتنة لم تنته بعد , فلا زالت الأحداث تتوالى , ولا زالت المكايد –حول مصر- تحاك , ولا زالت المؤامرات –حولها- تنسج ؛ ولا زال الناس في سكرة الثورة , ونشوة النصر , وآثار الثورة!!
ونتائجها لا تظهر بعد يوم أو يومين , ولا أسبوع أو أسبوعين , ولا شهر أو شهرين , بل ولا حتى عام أو عامين ؛ واعتبر أيها الصحفي بواقع العراق ؛ فمن قتل من أهل السنة بيد (إخوانك!! = التكفيريين) من أبناء السنة- خلال بضعة أعوام- : أضعاف أضعاف أضعاف من قتل بيد (الحكومة البعثية) خلال ثلاثين عاما !!
أما من قتل منهم بأيدي الرافضة ؛ فحدّث ولا حرج !!
وحبذا لو يستمع (الصحفي) وغيره لمحاضرة الشيخ أبي إسحاق الحويني –المصري-حفظه الله- والمنشور –خلاصتها- على الرابط: http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=25669
؛ لعله يعتبر ويتأنى.. , ومما جاء في الخلاصة :
-أن الفتنة إذا جاءت تحتاج إلى بصيرة ولا تؤخذ من بدايتها ولا تقرأ قراءة سطحية ولا يصلح فيها ردود الأفعال.
- أن ثقافة الصراخ تحجب اتزان العقل، فالذى يتكلم فى حال صراخ الصارخين يكلم ناسا بلا عقول ولذلك تذهب الحكمة أدراج الرياح وتخرج التهم.
- لو أن الله عز جل بعث عمر بن الخطاب رضى الله عنه من قبره وذهب إلى ميدان التحرير وكل الناس تعرف انه عمر وقال لهم قولا يخالف رأيهم لرجموه بالحجارة.
- المشهد الجديد ليس له نظير سابق يقاس عليه وهذا سبب مشكله لأن المظاهرات قبل ذلك كانت نهايتها معروفة ولم تغير من القرار السياسي شيء.
- أشعر بانقباض فى قلبى ومن حقى ان أقول هذا ولو خالفني غيرى لأن هذه مسألة قراءة واجتهاد ولا يوجد نص قطعى وقراءتي الأولية أن هذه بداية مايسمى بالفوضى الخلاقة فى ديار المسلمين.
- أيام غزو العراق قالت الخارجية الأمريكية : (إن العراق هدف تكتيكى , والسعودية هدف استراتيجى , ومصر الجائزة الكبرى) .
- الفوضى الخلاقة تعنى التحول من فساد الإدارة إلى إدارة الفساد وأعداؤنا يريدون الوصول إلى إدارة الفساد تحت شعارات: الحرية والعدالة وعدم الظلم .
- لاشك أننا استفدنا من هذه الحرية ولكن الانقباض الذى أشعر به أن تتحول الحرية إلى التفلت من قيد الشريعة وأخشى أن نصل إليه.
- أقول لكم لا تتعجلوا فى قراءة الأحداث ولا تتفاءلوا كثيرا ولا تحذروا كثيرا والزموا علماءكم.
- بعد ما تنتهي هذه الثورة سيعلم الناس جميعا – بعدما ترجع عقولهم – من المحق ومن المخطأ.
فلله درها من كلمات حكيمات ؛ صدرت من شيخ عالم فاضل .

وحسبنا أن نقف عند هذا الحد في تعقب (أبرز) ما جاء في الحلقة الثالثة من حلقات هذا الصحفي ؛ تاركين الكثير الكثير مما يستحق الوقوف عنده؛ مكتفين بتسليط الضوء على أهمّ أصول مسائل الخلاف العلمي المنهجي بين (كلّ السلفيين) , ومخالفيهم من (الجائرين عن السبيل) -مِن تكفيريين(=جهاديين؟!!), وإخوانيين, وسياسيين إسلاميين -زعموا- في مسائل (السياسة الشرعية) , والله الموفق .
__________________
المواضيع المنشورة تحت هذا المعرف تعبر عّما اتفق عليه (طلبة العلم) -هيئة الإشراف في (منتدى كل السلفيين)-.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-12-2011, 01:48 AM
أبو عائشة أشرف الموصلي أبو عائشة أشرف الموصلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,254
افتراضي

البتيري سفاط حجي من الطراز الأول
يذكرني بكلام النساء حين يتقاتلن

فقط تسفيط حجي و بسفاهة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-12-2011, 09:08 AM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

بارك الله فيكم ونفع الله بكم
هؤلاء قوم أعيتهم الطرق الشرعية في الدعوة وسبيل الإصلاح فأرادوا أختصار الطريق ولكن هيهات هيهات ، كل الطرق مسدوده إلا طريق محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)
فجزاء من يتبع غير سبيل المؤمنين أن يكله إلى ماتولى من مظاهرات وانقلابات وبرلمانات فلايكون الله لهم نصيراً ولا معيناً
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من عمل بسنة غيرنا)) [رواه الديلمي في الفردوس : (5268) ، عن ابن عباس ، وحسنه شيخنا الألباني في صحيح الجامع: (5439) ، وفي الصحيحة (2194)] .
من أراد لهذه الأمة تمكيناً قوياً ، ونصراً عزيزاً ، فليتبع منهج الأنبياء في التغيير
فإن الله قد قضى قضاء لايرد فقال عز وجل :(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-12-2011, 02:21 PM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

جزى الله البتيري وبسام ناصر ومعتز دون أن ننسى الحايك طبعا ..
ولا تعجبوا اخواني فكلامهم وتهورهم و افتراءاتهم وكذبهم أحسن تزكية لنا ولمشايخنا ولمنتدانا ..
والحمد لله أولا وآخرا أننا نغيض الاخوان المفلسون ..
فليعلم اذا من هم على طريقتهم و اخوانهم المتبرقعين ..
والأحلى أن سراب والسوداء والسموم والأشري خارج مجال التغطية :)

أخوكم أبوسارية
__________________
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ))
عن إبراهيم النخعي قوله هذه الأهواء المختلفة والتباغض فهو الإِغراء ..
قال قتادة إن القوم لما تركوا كتاب الله وعصوا رسله وضيّعوا فرائضه وعطّلوا حدوده ألقى بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة بأعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم كتاب الله وأمره ما افترقوا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
صحيفة السبيل, وائل البتيري
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.