خطأ لغوي في مقال للشيخ ربيع المدخلى

[أبو عمر السلامني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد البكاري

عجبا لمن يدعو الناس إلى قليل من الإنصاف، وكلامه يكاد يخلو من ذرة إنصاف؛ وكأنه مُلِّكَ على الناس فجعل يصنفهم إلى منصف وجائر. ولو فعل ذلك على أساس ميزان متفق عليه يبين الإنصاف من عدمه لاستغفرنا الله وتبنا إليه إذ حدنا عن هذا الميزان الحق. ولكنه وللأسف بنى ذلك على ميزان لسانه يقول: " الإنصاف ما أراه أنا والجور ما يبصره غيري".

فيا هذا اتق الله ولا تقف ما ليس لك به علم ولا تدفعك قناعتك التي تراها صوابا إلى رمي إخوانك أن خالفوك في رأي رأوه في مسألة ما بما هم منه بريئون. فتالله وبالله ما نحن بالذين زعمت أننا نسكت عن بهت الشيخ ربيع للمسلمين ولمزهم. فسل عنا من يخبرك بأمرنا وكيف حاربنا فكره الغالي منذ نشوب أظفاره وما لحقنا من هجر وتبديع من جراء ذلك.
ثم أين الإنصاف في قولك خطأ فاحش ونحن نعلم يقينا أن هذا الخطأ لا يترتب عنه سفك دم ولا هتك عرض ولا أقل من ذلك. وليت شعري لعلك توهمت أننا في زمن سيبويه فيعاب اللحن ويذم الإعجام وغفلت أننا في زمن سمة أهله ذلك. بل هذا سيبويه نفسه قد خطأه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ثمانين موضعا لا يعرفها أبو حيان ولا سيبويه فما نقص قدره ولا دنت منزلته.
ولا أدري ما الذي في مشاركتي من قلة إنصاف وكل ما قصدته في اعتراضي على أخي رفعت أن أدفع عن المنتدى وأهله سوءا يظن بهم من المتربصين الذين لو اطلع أدناهم منزلة على الموضوع لقال: " أفلس القوم وكلوا أن يجدوا للشيخ ربيع أخطاء علمية فعرجوا على اللغة عساهم أن يعثروا على كبوة يتخذونها مأخذا ومطعنا في الشيخ ".ولئن فعلنا ذلك لكنا كمثل من يرميك بمدفع (وحدة أديان – مميع – خبيث ...) ونحن نخذفه بالحجارة (خطأ لغوي) وشتان ما بين المدفع والحجارة.

أخي أحمد أحسن الله إليك ،ومن أخبرك أني قصدتك بكلامي حتى كتبت ما كتبت ،ومن قال أن الخطأ اللغوي إذا كان كبيرا لا يطلق عليه وصف الفحش ،فراجع القاموس لعلك تستفيد ،ثم أعتذر لك إن جرحت مشاعرك بكلامي ،فأنا عندي حساسية من بعض الإخوة الذين يدافعون عن الشيخ ربيع ،صرت لا أطيق بعض الكلام الذي يقال في الدفاع عنه ،ولذلك أعتذر فلعل القلم اشتط وأنا لا أشعر ،أسأل الله أن يهدينا ويؤلف بين قلوبنا

[رفعت سعيد عبد المجيد]

لا أدرى لماذا التهوين من شأن اللحن فى اللغة العربية ؟ ومن يطلع على كتب التراث يعرف مدى حرص السلف الصالح على اللسان العربي الفصيح، ففى "معجم الأدباء "(23/1) للحموى:"عن الخليل بن أحمد قال: سمعت أيوب السختياني يحدّث بحديث فلحن فيه، فقال: استغفر الله، يعني أنه عد اللحن ذنبا.
وقال العلامة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى كتابه الماتع"اقتضاء الصراط المستقيم (527/1):" فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"ا.هـ
وقد تحسر ابن فارس على أهل عصره من غفلتهم عن تعلم العلوم العربية فقال فى "الصاحبى فى فقه اللغة "(35/1):" وقد كان الناس قديما يجتنبون اللحن فيما يكتبونه أو يقرءونه اجتنابهم بعض الذنوب. فأما الآن فقد تجوزا حتى أن المحدث يحدث فليحن. والفقيه يؤلف فيلحن. فإذا نبها قالا: ما ندري ما الإعراب وإنما نحن محدثون وفقهاء. فهما يسران بما يساء به اللبيب" أ.هـ
هذا وبالله التوفيق ..والله أعلى وأعلم.