عبرة و عظة..لمن تكلم بغير حق في إخوانه لسلاطة لسانه،وسوء خلقه،و إن كان من أهل الحديث

[مروان السلفي الجزائري]

عبرة و عظة..لمن تكلم بغير حق في إخوانه لسلاطة لسانه،وسوء خلقه،و إن كان من أهل الحديث .

قال الذهبي - رحمه الله - في السير (7/435- 436) :

جاء في ترجمة أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيْحُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّنْدِيُّ , الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، صَاحِبُ (المَغَازِي) ، ثُمَّ المَدَنِيُّ، مَوْلَى بَنِي هَاشِم .

رَوَى: أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ كَيِّساً، حَافِظاً .

وَقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: ثَبَتَ حَدِيْثُ أَبِي مَعْشَرٍ، وَذَهَبَ حَدِيْثُ أَبِي جَزْءٍ نَصْرٍ.

وَقَالَ يَزِيْدُ - أي :بنُ هَارُوْنَ - : سَمِعْتُ أَبَا جَزْءٍ بنَ طَرِيْفٍ يَقُوْلُ:

( أَبُو مَعْشَرٍ أَكذَبُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ).

قُلْتُ فِي نَفْسِي - أي : الذهبي رحمه الله - : هَذَا عِلْمُكَ بِالأَرْضِ، فَكَيْفَ عِلْمُكَ بِالسَّمَاءِ؟.

فَوَضَعَ اللهُ أَبَا جَزْءٍ، وَرَفَعَ أَبَا مَعْشَرٍ.

و قال في ميزان الاعتدال ترجمة رقم 8116 - 8117 :

وقال يزيد هارون: دخلت البصرة ومحدثها عثمان البري ونصر بن طريف وكنا نأتي هشاما الدستوائي سراً فأسقط الله هذين وعلا هذا.

أخرجها ابن عَدِي من وجه آخر عن يزيد - أي : بنُ هَارُوْنَ-:

كان نصر بن طريف عيابا.

( ذكره العقيلي في الضعفاء ..وقد وَصَفَ أبو جزي بأنه قصاب..) .

و قال بن حبان في المجروحين :

(باب العين )

عبد الله بن سلمة الأفطس : شيخ يروي عن يحيى بن سعيد ، وهشام بن عروة ، روى عنه العراقيون وأهل الحجاز ، كان سيء الحفظ ، فاحش الخطأ ، كثير الوهم ، تركه أحمد ويحيى .

قال الإمام أحمد كما في الجرح و التعديل لابن أبي حاتم (5/69) :

نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: قال أبي - أي أحمد بن حنبل - : عبد الله ابن سلمة الأفطس ترك الناس حديثه، ثم قال : كان يجلس إلي أزهر السمان فيحدث أزهر فيكتب على الأرض: كذب كذب، وكان خبيث اللسان..).

و إنما تركه أحمد و غيره من الأئمة لا لكذبه - على الراجح - و إنما لسوء خلقه.

قال أحمد بن حنبل : ( كان سيئ الخلق، وتركنا حديثه وتركه الناس) العلل ومعرفة الرجال "النص: 4545".

قال الزهري - رحمه الله - فيما رواه ابن الصلاح في مقدمته:

" إذاً هو أمر الله ودينه، من حفظه ساده ومن ضيعه سقط".

و قال أبو زرعة الرازي : " صدوق، ولكنه كان يتكلم في عبد الواحد بن زياد ويحيى القطان" . أسئلة البرذعي لأبي زرعة (2/328) .

وقال : وقال أيضاً: " إنما قيل فيه من أجل لسانه " .

فهذه أمثلة لبعض أهل الحديث الذين زَلَ لسانهم في حق إخوانهم فخفضهم الله و رفع أولئك ؛ والرفعة عند الله لا تنال بالتمني و حب الظهور على اكتاف الاخوان و التطاول عليهم و إنما بتقوى الله { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } .

قال السعديُ رحمه الله في تفسيره :

(فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا، ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرًا وباطنًا، ممن يقوم بذلك، ظاهرًا لا باطنًا، فيجازي كلا، بما يستحق) انتهى .

و الحمد لله رب العالمين .