القول ما قال المشايخ!! كلمة في ميزان العلم الشرعي!

[عمربن محمد بدير]

لقد طفحت كتب العلماء من السلف و من بعدهم من أئمة الاجتهاد و الفتوى بعدم التعصب لهم و إنما الأخذ من حيث أخذوا و حثهم على النهل من حيث نهل السلف الكبار من المصادر المعتبرة -الكتاب و السنة و الإجماع و القياس الصحيح المعتبر-
أما في هذا الوقت المتأخر فقد صرنا نسمع دعوة للتقليد، بل و التهديد إن لم تقلد شيخهم أو بضعة شيوخ بوصمك بالبدعة و مفارقة الجماعة!!
تعصب مقيت، و إن زعموا أنهم يتعصبون للحق فإنهم يعتبرون الحق ما دار في فلك من يعظمون، و له يقلدون..

قلت ما قلت حينما سمعت أحد مقدمي غلاة التجريح و التبديع في الجزائر يقول عن زميل له -أن القول فيه ما سيقرره المشايخ- و لك أن تسأل نفسك من هم المشايخ الذين سيذيل بأسمائهم بيان الإطاحة بزميلهم في الغلو أو منحه صك غفران!!



هذا المنهج الدخيل الذي يسمونه زورا منهج السلف، اضربه عرض الحائط، فما من بلد إلا و فيه لجنة التبديع، و هيئة التنفير و التشنيع و ما من بلد إلا و في كل شبر منه محاكم تفتيش!! تذكرك بالحروب الصليبية!!
و ما من طالب علم انتفع به الناس إلا تسلط عليه سفهاء التبديع، من الحقدة و الحسدة و الأمور الشخصية و النزغات الحزبية المتسترة، فلا هم أفادوااهم استفادوا.
منهج قائم على الفرعونية:
"ما أريكم إلا ما أرى"
يرفعون بعض الصغار ليكثروا سوادهم بعدما تكلموا فيمن هم أعلى علما و قدرا و ديانة و مكانة زعزعوا الثقة فيهم بالكذب و البهتان، و الترقب و الترصد و "التجسس"؛بل يستعملون أساليب قذرة ..
أهذا هو منهج السلف!!
ألا يستحيي هؤلاءِ؟؟؟
علموهم الخضوع و الخنوع لبضعة مشايخ، و يدلسون على الشباب.
القول ما قال المشايخ يعنون أنفسهم.
يرفعهم الصغار فيسمونهم سماحة الوالد، و العلامة، و المجاهد و قامع البدعة و ناصر السنة، وهم ليسوا في العير و لا في النفير تسمع لأحدهم فلا يكاد يبين، و تقرأ لآخر و قد جر الشاملة جرا -تلميذ الشاملة النجيب-!!
و الآخر يوصف بأوصاف و هو لا يكاد يفرق بين الأذان و الآذان...
فمن هؤلاءِ المشايخ الذين ترفعون؟؟!
بعضهم كان والغا في فتنة فالح و وجهه بذلك كالح فجأة صار ممن يوقع البيانات و قد كان حداديا فلا ندري كيف صار الآن شيخا مقدما معتبرا..
بعضهم يتكلم سرا في المجالس فإذا نشر كلامه غضب، لأن خروج كلامه فضيحة و أي فضيحة...
المهم لا تغرنكم كلمة المشايخ و اعرضوها على الواقع و قارنوا بين الشيخ و الدعي!
انظروا إلى دروسه و حرصه على الاجتماع و على السنة و على وحدة الكلمة و سداد المسلك
انظروا إلى كبار العلماء و كيف خالفوا و انتقدوا هذا المسلك!
بل انظروا إلى تعريض القوم بالعلماء الكبار، و كيف يقلبون كلامهم و يحملونه على غيرهم و إن علموا أنهم يعنونهم، فإن لم يجدوا أخفى القوم رؤوسهم..
يفرحون بالزلة و يضخمون الفلتة و يشيعون الفتنة..
فرقوا أهل السنة بعد اجتماعهم و لقبوهم بألقاب للتنفير منهم، فهذا عرعوري و هذا مغراوي و هذا شريفي و هذا حلبي و هذا مأربي!!!
كل ذلك التشتيت و التفريق يسمونه تمييزا للحق من الباطل!!
و يسمون من خالفهم مميعا!! ثم يغضبون إذا قوبل وصفهم بوصف يصف حقيقة حالهم!!
و كن كما قال السلف لا تقلد أحمد و لا الشافعي و لا مالك و لا الأوزاعي و خذ من حيث أخذوا
طالب شيخك بالدليل و ناقشه فيما عسر عليك هضمه أو لم تستطع تنزيله أو استشكل عليك، فهذا هو مسلك السلف لا كما قال القائل..
نخضع لمشايخنا أو القول ما قالوا!!!

[الفتى الصغير]

بارك الله فيك