أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
78931 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2017, 10:45 PM
محمد أشرف محمد أشرف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,267
Post ذكريات حول زيارة الشيخ الألباني للمغرب وصلتها بالسلف والخلف:

مذكرات الشيخ وجاج حول زيارات الشيخ الألباني للمغرب:

ومما ينفع بيانه هنا؛ أن للشيخ –حفظه الله- إعجاب خاص بالشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-وحب كبير له، يعرف ذلك من جالسه وصاحبه، وقد تشرف بصحبة الشيخ الألباني وخدمته في زياراته الثلاثة للمغرب، وكانت له مواقف حميدة في تيسير الأمور ودفع العقبات، وقد طلبت منه أن يكتب مذكرات حول تلك الزيارات ففعل جزاه الله خيرا؛ فدونكها أيها القارئ الكريم:

قال الشيخ وجاج :

“ذكريات حول زيارة الشيخ الألباني للمغرب وصلتها بالسلف والخلف:

قد قدر الله لي أن أشاهد غالب تنقلات الشيخ الألباني للمغرب وأحضر بعض مجالسه في مراكش والبيضاء والرباط وطنجة في أواخر الثمانينيات الميلادية، ومن المعلوم أن الذين رغبوا في زيارته ومهدوا لها هم القائمون على دار القرآن بمراكش يومئذ، وفي مقدمتهم السيد المعزوزي ومولاي أحمد المحرزي والسيد مصطفى المصنف والسيد وگاگ وآخرون، فهؤلاء هم الذين تعاونوا على تذاكير سفره وعلى مصاريف تنقلاته وضيافته، وحرصوا على أن تمر كل جلساته مفيدة سليمة مما يكدر صفوها ويحول دون الاستفادة منها.

فهؤلاء الممهدون لزيارة الشيخ الزيارة الأولى سنة 1396هـ/1976م، (وقد دامت عشرة أيام)، والثانية:سنة 1397هـ/ 1977م، (ولم تتجاوز مدتها ثلاثة أيام؛ لأنه كان قاصدا لندن برفقة الشيخ البنا)، ثم الثالثة سنة 1398هـ/ 1978م، (وامتدت هذه خمسة عشر يوما، وكانت معه زوجته وابنته).

وأما المرحبون به والمضيفون له ولمن معه من التجار وغيرهم؛ فمنهم الحبيب أبو الفتح ومحمد ابن بوحيم ومحمد المصنف وعبد السلام الخزاري في مراكش ومنهم الخزاري والسيد علال المكناسي ومولاي علي الدروكري بالبيضاء، ومنهم الحاج علي بودادة والحاج الحسن أغتدَى وبعض شباب الرباط في الرباط؛ منهم: السيد سعد بن عبد الهادي التازي، ومنهم الإخوان البقاليون والإخوان الأربعيون في طنجة.

وفي عام 1974م كنت رئيسا لمصلحة من مصالح التعليم الأصيل بالرباط برفقة السيد عبد الكبير المدغري وزير الأوقاف السابق والسيد عمر بن عباد المسفيوي، وكان الرئيس العام للمصالح المذكورة يومئذ هو السيد سحنون، أما إدارة التعليم الأصيل فكانت للسيد محمد الحجوي.

وكان معي في المصلحة التي أرأسها سعد بن عبد الهادي التازي، وعن طريقه عرفت الشيخ الألباني، حيث كان سعد يأتينا ببعض كتبه بعد أن عرفها بسبب أسفاره الكثيرة التي كان يبحث فيها عن الدعوة الحق.

وممن تأثر بدعوة الشيخ الألباني والد سعد؛ السيد عبد الهادي التازي، وقد شغل منصب سفير الدولة بالعراق، فتعرف بسبب ذلك على ملك الأردن الحسين بن طلال، وقد ساعده ذلك على الشفاعة للشيخ الألباني من أجل الإقامة في الأردن بعدما تعرض له في سوريا من الاضطهاد.

هكذا مرت زيارة الشيخ الألباني للمغرب أواخر التسعينيات من الهجرة. لكن زيارة الشيخ لم تكن لمجرد الفسحة والاستجمام كما يقال، لكن كانت امتدادا للصراع الدائر بين منهج السلف ومنهج الخلف في فهم الإسلام، ذلك المنهاج الذي كان في الأصل منهج المبتدعة من المعتزلة والفلاسفة والروافض ثم صار منهجا لخلف أهل السنة، وبين المنهجين تباعد في طريقة فهم نصوص الكتاب والسنة يتمثل في قول بعض هؤلاء الخلف “مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم” ويتمثل كذلك في قول الشيخ ابن عاشر* في المرشد المعين:

أول واجب على من كلفا**** ممكنا من نظر أن يعـرفا

فكما نشأ بين المنهجين تباعد في طريقة فهم نصوص الكتاب والسنة نشأ بينهما تباغض بين أتباع مذهب السلف وأتباع مذهب الخلف يتمثل في اعتبار الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر كما زعم كل من السنوسي والصاوي وهما من علماء الخلف، والأصل في انحراف منهج الخلف عن منهج السلف هو انخداعهم بصحة أحكام العقل ومن ثم فضلوا أحكام العقل على أحكام النقل أعني الوحي وسخروا المجاز المزعوم في اللغة العربية مطية لوجوب تأويل نصوص الكتاب والسنة، وقد قال ابن القيم وهو يرد على منهج الخلف المبني على الأركان الثلاثة: (الظاهر والتأويل والمجاز) بقوله: “الطواغيت الثلاثة” وقد أدى هذا التباغض بين أتباع السلف وأتباع الخلف في النهاية إلى أحداث مؤلمة تتمثل في اضطهاد علماء السلف في الأندلس والمغرب مثل اضطهاد ابن عبد البر وبقي ابن مخلد وابن القطان وفي تخريب بعض المساجد على يد خلف أهل السنة كما اضطهد أحمد بن حنبل على يد المعتزلة ببغداد وامتحن ابن أبي زيد القيرواني على يد العبيديين الشيعة بتونس وخرب مسجد المرابطين بمراكش على يد الموحدين، تلك بعض الأحداث المؤلمة التي أدى إليها التباغض بين أتباع السلف وأتباع الخلف في فترات مختلفة من تاريخهما وأما ما تخفي صدورهما من التباغض فهو أكبر، وما زال يتمثل في تنكر أتباع منهج الخلف على اختلاف أنواعهم لأهل الحديث في كل مكان كما أخبرنا بذلك المعلمي في المحاضرة السابقة وكما كشفت عنه اتصالات الشيخ الألباني ببعض علماء الخلف في السعودية وسوريا والمغرب ومصر، وفيما يلي ستلاحظون معي ما تقابَل به نصائح الشيخ الألباني من إعراض مرة أو تسفيه أو سباب مرات، فنحن نعلم من تاريخ الشيخ الألباني قبل أن يزور المغرب ما قوبلت به نصائحه في سوريا من طرف الدكتور البوطي ونسيب الرفاعي وما قوبلت به في المدينة المنورة من طرف أساتذة الجامعة الإسلامية، وما قوبلت به في مصر من السيد سابق رحمه الله، فكل هؤلاء ينتسبون إلى العلم غير أنهم من خلف أهل السنة الذين ابتلوا برواسب التيار الكلامي والتيار الصوفي وتنكروا لذلك لمنهج السلف الصالح الذي يمثل الإسلام الصحيح علما وعملا.

ومن المعلوم تاريخيا أن الاتجاه السلفي كان في القرون الأخيرة يرمى من طرف علماء الخلف بالوهابية المرغوب عنها، ومما يدل على ذلك ما سمعته من الشيخ عبد الله الغماري لما سألته عن الألباني فقال بهذا اللفظ: “ذلك شخص استبد بعلم الحديث اليوم ولكنه وهابي خبيث”!، ومعنى ذلك أن الدعاية ضد الشيخ الألباني واتهامه بالوهابية سبقت زيارته إلى المغرب، وأبلغ من هذا ما كتبه الشيخ عبد الله الغماري في كتيبه بعنوان: (القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع)! ومما جاء فيه قوله: “وقد أخطأ من زعمه وهابيا، بل هو أعمق من الوهابيين تعصبا وأشد منهم تعنتا وأجمد على بعض النصوص بغير فهم وأكثر ظاهرية من ابن حزم، مع سلاطة في اللسان وصلابة في العناد لا تخطر بخلد إنسان، وهذا شعار أدعياء السنة والسلفية في هذا الزمان”!!!

هذا وبما أن زيارة الشيخ الألباني متهمة من طرف علماء الخلف بما يسمى الوهابية المرغوب عنها كانت كل تنقلاته من مراكش والبيضاء والرباط وطنجة محفوفة بنوع من التستر والحذر مما يثير الفتنة، لذلك كان لا يلقي دروسه في الغالب إلا على الشباب وبعض الراغبين في السنة، واجتماع هؤلاء غالبا في بعض البيوت أو في بعض المساجد الصغيرة، والمرافقون للشيخ في تنقلاته يحرصون كل الحرص على أن لا يجلس معه في دروسه من لا يرغب فيها من الطرق الصوفية ومن يعلن معارضته مثل الدكتور حمادة السوري بالرباط والمجلس العلمي بمراكش ولا يسمح له بزيارة الأماكن المشبوهة مثل مراكز الشبيبة الاستقلالية بالبيضاء وبعض المساجد المريبة مثل مسجد للا مريم بالبيضاء يومئذ.

وفي الوقت ذاته يحرص هؤلاء المرافقون للشيخ في تنقلاته على إحضار بعض العلماء الذين يميلون إلى السنة مثل الشيخ أبي بكر الجزائري والشيخ محمد المذكوري ومولاي مصطفى العلوي مدير دار الحديث بالرباط والسادة المتخرجين من دار الحديث الحسنية، والسيد عبد الله كنون بطنجة، أما زيارة السيد عبد الله الغماري وأخيه السيد الزمزمي فرغبة الشيخ معقودة من قبل على زيارتهما والحوار معهما في موضوع عقيدة الأشاعرة، ولذلك مهد الإخوان البقاليون للحوار بين الشيخ وبين الزمزمي وأخيه عبد الله فحاورهما الشيخ الألباني بالفعل إلا أن حواره مع الزمزمي منشور وحواره مع الشيخ عبد الله غير منشور.

هذا وبما أن الجلسات التي يحضرها الشيخ الألباني كانت مجالا لطرح أسئلة الحاضرين مرة حول علوم الحديث ومرة تستهدف استطلاع الشيخ لما عند غيره مما يتصل بالسنة في باب العقيدة وباب فقه المذاهب وباب علوم الحديث وأصول الفقه، ومن ثم كانت تختم تلك الجلسات وتترك في بعض الحاضرين أثرا محمودا وفي البعض الآخر قلقا واستنكارا، لأن الشيخ لا يسكت عندما يرى السنة تترك وتخالف حتى فيما يعتبره العامة بسيطا كترك السلام جهرا والرد عليه ومثل الأكل والشرب باليسرى الذي اعتاده غالب من ينتسب إلى العلم مثل السيد محمد الدفلي وأصهار السيد أبو الفتح في مراكش، وأحيانا يعرض على الشيخ مؤلف في الخلافة الإسلامية وشروط انعقادها ويلاحظ الشيخ ضرورة اشتراط القرشية في صحتها ثم لا يقبل ذلك من الشيخ مع أن الحديث في موضوع اشتراط القرشية صحيح ولو لم تأخذ به الأشاعرة كما حصل بينه وبين أبي بكر الجزائري في بعض جلساته، وأحيانا يظن الشيخ أن كل الشيوخ المشهورين بالميل إلى السنة في المغرب يهتمون بالحديث ويبنون بعض الأحكام التي يتبنونها سليمة، وعندما يذكر الشيخ ضعف ذلك الحكم المبني على الحديث الضعيف يستغربه بعض الشيوخ الحاضرين ويغضبون كما حصل في الحوار الجاري بينه وبين السيد المذكوري رحمه الله في بيت عبد السلام الخزاري بالبيضاء وكما حصل لبعض المتخرجين من دار الحديث الحسنية في الحوار بينهم وبين الشيخ في موضوع أصول الفقه وأول من وضعه الإمام الشافعي، ولم ينتبهوا أن الأئمة قبل الشافعي يعرفون الأصول وأن الإمام الشافعي إنما حرر بعض قواعده، وأن الأئمة بعده مازالوا يضيفون إلى يومنا هذا.

وأهم أثر إيجابي تركته زيارة الشيخ الألباني للمغرب هو ذلك الوعي الذي انتشر في الشباب حول أهمية الحديث والتمييز بين صحيحه وضعيفه، الشيء الذي أعاد للحديث النبوي هيبته وصار الدعاة إلى الله في الشرق والغرب يتحرون الصحيح في دروسهم وخطبهم خلاف ما اعتادوه قبل انتشار جهود الشيخ الألباني في ميدان الدعوة.

هذا ومن الآثار الحميدة التي ختمت بها زيارة الشيخ الألباني للمغرب تلك المساعدة التي يسرها الله لغاية طبع كتبه، ذلك أن أحد الإخوان طلب من الشيخ الألباني الإذن في الكلام حول هذه المساعدة ولما أذن الشيخ في قبولها بدون تكليف تقدم الأخ وگاگ وخاطب الحاضرين في بيت مولاي علي الدروكري بأن خير ما يقدم للشيخ ويثلج صدره ما يساعد على طبع كتبه، فكانت النتيجة أن ساهم مولاي علي الدروكري والسيد ابن معم والحاج أحمد الصباغ الكطيوي بمبلغ لا بأس به، والأخ الذي يتولى جمع هذه المساعدة ويعرف مبلغها هو السيد عبد السلام الخزاري جزاه الله خيرا، ومن المعلوم أن الذين ساهموا في المرة الأولى هم الثلاثة المذكورون، لكن من المعلوم أن مولاي علي استمرت مساعدته للشيخ الألباني إلى أن مات مولاي علي رحمه الله، ذلك أن الأخ عبد السلام الخزاري كان يجمع هذه المساعدة ويوصلها للشيخ يوم كان بدمشق ويوم تحول إلى الأردن، وهو في طريقه إلى مكة للحج أو العمرة. كتبه للتاريخ: الدكتور الحسن وجاج”
من كتاب السلفية في المغرب لحماد القباج
عمرو محمد أشرف العمراني

__________________
[ لا أعلم بعد النبوة شيئا أفضل من بث العلم ]

* قاله ابن المبارك *
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.