التعقيب على نقد منهج التحسين عند العلامة الألباني - للشيخ عبدالعزيز بن ندى العتيبي

[ابوخزيمة الفضلي]

(التعقيب على نقد منهج التحسين عند العلامة الألباني )

شيخنا الكريم ما رأيكم بمن يقول(*) عن الإمام الألباني :
[ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺣﻜَﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﺤُﺴﻦ ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺤﻞ ﻧﻈﺮ ، ﻓﺎﻟﺸﻴﺦ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ، ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺗﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ؛ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ "ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻟﻐﻴﺮﻩ"]

جواب شيخنا الفاضل (عبدالعزيز العتيبي) :

١. إنّ الحُكم على الرواة بعد التتبع والاستقراء، وجمع كلام النقاد فيما ذكر من حال الرواة أمرٌ خاضِع للنظر والاجتهاد، يختلف من عالِم لآخر؛ بحسب سعة الاطلاع، والتمكن والرسوخ في هذا الفن، مع معرفة تامة بألفاظ ومسالك الأئمة في النقد، فالحكم على كل راوٍ لوحده -مثلاً- نجده جامعاً بين الأخذ بخبر الثقة، والاجتهاد عند تعدد أقوال الأئمة في الراوي، فلا يُقدَّم قول إمام على قول غيره إلا بالنظر، وكذلك تتبع وسبر مروياته للنظر في حفظه واتقانه (الضبط).
٢. والحكم على الإسناد أمرٌ اجتهادي أيضاً، ففيه:
- الانتهاء إلى أحكامٍ على رواة الأسانيد.
- والتتبع لصيغ التحمل والاداء؛ لتمييز المتصل من المنقطع، والمرفوع من الموقوف.
٣. وإن جبر الإسناد الضعيف واعتضاده بغيره أو الذي فيه راو ضعيف وتقويته بآخر مثله أو أعلى منه: أمر يحتاج لنظر وملَكة تختلف باختلاف مراتب أهل العلم…
وللعلم فإن مبحث "الجبر بغيره"، و"جمع وجوه الروايات" من المباحث الصعبة، ولذلك يسهل على بعض الباحثين نقده، ليس لنظرٍ رآه واجتهادٍ انتهى إليه، بل لعجزه عن ولوج ذلك الباب، وتعذُّر إدراك معناه، ومشقة البحث فيه!
٤. وننبه! بأنه لا ينبغي اللجوء إلى رمي أهل العلم بالخطأ وكذا التساهل: عندما تختلف الأنظار في النقد والترجيح في أمر يدور على الاجتهاد والنظر ، فليس اجتهاد زيد بأفضل من اجتهاد عبيد، ولماذا اجتهادك أفضل من اجتهاد غيرك ؟!
5 . وأقول: إن الحُكم الذي انتهى إليه أحد العلماء أمرٌ يحكمه التمكّن من هذا الفن، وجودة عمل القائم على الصناعة الحديثية، والمعوّل في ذلك كله: اتقان وبصيرة بقواعد المحدثين تُورثُ مع طول ملازمة لتلك العلوم، وبحث ونظر: ملَكة، وحسّ حديثيّ.
6. وليس بخافٍ على من له أدنى اطلاع ونظر في جهود العلماء، بأنه لم يسلَم أحد من الوهم والخطأ في هذا الباب منذ بداية عصور التصنيف حتى زماننا، فلا يكن الخطأ -كما هو مشاهد- عند عالم معاصر غير مغتفر، وذريعة للتقليل من شأنه وأعماله…

وهذا ما تيسر كتابته بعدما وقفت -الآن- على تعقبٍ لمنهج الألباني في تحسين المرويات، ولعلّي أتابع بعد ذلك.

كتبه: عبد العزيز بن ندى العتيبي
٢٦ جمادى الآخره ١٤٣٧
يوافق ٤/ ٤/ ٢٠١٦

-----
(*) الشيخ سعد الحميد

[أبو سلمى]

جزاكم الله خيرا

http://kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=31048

[ابوخزيمة الفضلي]

وجزيت خيرا أخي عمر وأخي أبا سلمى، الكلمة التي نقلها أخونا خالد الشافعي عن الشيخ أبي إسحاق الحويني -قيد التساهل عند الشيخ الالباني بأحيانا- ، وأما عند الشيخ سعد الحميد بأن الشيخ الألباني سار على قواعد ومنهج فيها تساهل كبير في كل الأحاديث التي حكم عليها بالحسن أو قوى الأحاديث التي لا تنجبر و
فيها ضعف كبير , وأتذكر كلام للشيخ الالباني رحمه الله عندما رد على البوطي في كتاب (دفاعا عن الحديث النبوي والسيرة في الرد على جهالات البوطي في فقه السيرة) عندما رد عليه في تحسينه لحديث { إذا رأيتم معاوية على منبري فأقتلوه } !!! وقد حسن البوطي الحديث لوروده من عدة طرق وعند (أي البوطي) أنه الحديث يتقوى بكثرة الطرق , وقد تتبع الشيخ االألباني بكلام نفيس طرق الحديث وقد بين ضعف الطرق ولا تخلو كلها من مجاهيل ومناكير.فالكلام أن الشيخ الألباني عنده تساهل بتحسين الأحاديث بجمع الطرق وتقويتها هكذا كلام بعيد عن الصواب ومجانب للحق .

[السلفي السطائفي]

http://kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=68809
لعل في هذا المقال زيادة نفع لإخواننا

[عبد الحق الجزائري]

المحدثين تُورثُ مع طول ملازمة لتلك العلوم، وبحث ونظر: ملَكة، وحسّ حديثيّ. هذه اقوى كلمة لرد مزاعم من يسيئ الظن بالامام الالباني في طريقته التي ينتهجها ..... باقي الكلام في رأي يقابل بكلام اقوى منه وهو صنيع الائمة المتقدمون....وجزاكم الله خيرا