أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
78465 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-24-2012, 07:13 AM
مريم أم أحمد مريم أم أحمد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: تونس
المشاركات: 80
Arrow الرفق .. الرفق .. - للشيخ عبد الرزاق البدر


إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمّداً عبده و رسوله صلى الله و سلم عليه وعلى آله و صحبه أجمعين أما بعد؛
معاشر المؤمنين عباد الله، اتقوا الله فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير دينه و دنياه.
عباد الله، إنّ من الخلال العظيمة و الخصال الكريمة التي دعى إليها دينُنا الحنيف وأمر بها الإسلام الرفق, الرفق في الأمور كلِّها في تعامل المرء مع نفسه و الدواب.
والرفق ـ عباد الله ـ خلة كريمة و خصلة عظيمة يحبها الله جل و علا من عباده و في الحديث: ((إن الله رفيق يحب الرفق)).
و ما دخل الرِّفق ـ عباد الله ـ في شيء إلا زانه و ما نُزع من شيء إلا شانه كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، ومن أُعطي الرِّفق فقد أعطي الخير كله، ومن حرم الرفق حرم الخير .
عباد الله، والرفق لين الجانب في الأقوال والأفعال بمعنى أن تكون أقوال الإنسان و أفعاله هينة لينة ليس فيها صلف و شدّة و لا فضاضة و غلظة و لا إسفاف و فحش و عنف.
والرِّفق ـ عباد الله ـ يزين الأمور و يجمل الحياة و يكمل الإيمان و تتحقق له بالعبد الخيرية وينال به مصالحه و مآربه وغاياته من أمور دينه و دنياه.
عباد الله، الرِّفق شأنه في الحياة عظيم و لا يوفَّق له إلا صاحب خلق كريم لأن الرفق عند نظر الإنسان إليه نظرة علمية يجد جماله و حسنه و بهاءه، ولكن عند التطبيق و العمل لا يوفق للرفق إلا من أكرمه الله جل و علا للأخلاق الفاضلة و الآداب العالية فيستطيع في كل أحايينه و جميع معاملاته أن يلزم نفسه بالرفق و أن يقودها إلى حسن المعاملة و رفيقها.
عباد الله، ومن يتأمّل حياة نبينا عليه الصلاة و السلام يجد أنها حياة كريمة حياة عامرة بالرفق والأناة و الأخلاق الفاضلة و الآداب الكاملة فكان عليه الصلاة و السلام قدوة يحتذا و إماماً يؤتسى به: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ } [الأحزاب: 21]، ومن يطالع حياته الكريمة يجد عجباً في تمثله عليه الصلاة و السلام بصفة الرفق في تعاملاته في شؤونه كلِّها قال الله تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران: 159]، ولقد كان يأتيه الرجل و ليس على وجه الأرض أبغض إليه منه، فما أن يراه و يرى رفقه و تعامله إلا و يتحوّل من ساعته و ليس على وجه الأرض أحبّ إليه منه و شواهد ذلك من سنته كثيرة و من ذلكم قصة إسلام ثمامة رضي الله عنه، ففي الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه – قَالَ: ((بَعَثَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِى حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِى الْمَسْجِدِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ » . فَقَالَ عِنْدِى خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ تَقْتُلْنِى تَقْتُلْ ذَا دَمٍ ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ . حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ لَهُ « مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ » . قَالَ مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ . فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ ، فَقَالَ « مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ » . فَقَالَ عِنْدِى مَا قُلْتُ لَكَ . فَقَالَ « أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ » ، فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ وَجْهِكَ ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَىَّ ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنْ دِينِكَ ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَىَّ ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَىَّ مِنْ بَلَدِكَ ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلاَدِ إِلَىَّ )).
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِى الْمَسْجِدِ ، فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ لِيَقَعُوا بِهِ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعُوهُ ، وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ - أَوْ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ - فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ)) فأثَّر هذا الرفق في الرجل فقال: ((اللّهمّ ارحمني و محمّداً ولا ترحم معنا أحداً)) فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((لقد حجّرت واسعاً)).
وجاء في الصحيح عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها ـ: أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكَ . قَالَ « وَعَلَيْكُمْ ». فغضبت عائشة رضي الله عنها و حق لها أن تغضب ـ فَقَالَتْ: السَّامُ عَلَيْكُمْ ، وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: « مَهْلاً يَا عَائِشَةُ ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ أَوِ الْفُحْشَ » . قَالَتْ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ «أَوَلَمْ تَسْمَعِى مَا قُلْتُ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ ، فَيُسْتَجَابُ لِى فِيهِمْ ، وَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِىَّ ».
فانظروا ـ عباد الله ـ إلى هذه الصور المشرقة و ما أكثرها في حياته عليه الصلاة و السلام بل حياته صلى الله عليه و سلم كلّها رفق و حلم و أناة و حسن معاملة و طيب تودّد.
عباد الله، ما أحوجنا إلى أن نعيد النظر في تعاملنا مع أنفسنا ومع أهلينا و أولادنا و من نتعامل معهم من عموم الناس من خدم أو سائقين أو غيرهم للنظر في تعاملاتنا أهي مبنية على الرفق و الحلم والأناة أم هي مبنية على القسوة والعنف والشدّة و لنتذكّر ـ عباد الله ـ أن رفقنا بالأمور زين لحياتنا و تمام لإسلامنا و كمال لإيماننا و صلاح لأحوالنا فالأمر كما قال نبينا صلوات الله و سلامه عليه: ((ما دخل الرِّفقُ في شيء ألا زانه و لا نُزع من شيء إلا شانه)).
اللّهم أصلح أحوالنا أجمعين واهدنا إليك ربَّنا صراط مستقيما اللهم وزيَّنا بالأخلاق الفاضلة والآداب الكاملة.
اللّهمّ واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عنّا سيئها لا يصرف عنّا سيئها إلا أنت أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم و لسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرّحيم.
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل و الجود و الإمتنان، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله و سلم عليه و على آله و صحبه أجمعين أما بعد؛
عباد الله، اتقوا الله تعالى.
عباد الله، إنّ من الدعوات العظيمة المأثورة عن نبينا عليه الصلاة و السلام: ((اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق و الأهواء و الأدواء)).
عباد الله، كم هي منكرات الأخلاق المتفشية في أوساط كثير من الناس و ما أحوجهم إلى التعوذ الصادق بالله جل وعلا منها.
نعم عباد الله تفشو في أوساط الناس كثير من منكرات الأخلاق في تعاملاتهم مع الأهل والأولاد و مع غيرهم من المعاملين بأخلاق فظّة و كلمات غليظة و أساليب جافية و رعونة في القول و الفعل فما أحوجنا ـ عباد الله ـ إلى تعوّذ صادق بالله من منكرات الأخلاق و الأهواء و الأدواء وأن نقبل على حياة كريمة عامرة بالأخلاق الفاضلة والآداب الكاملة و بالرِّفق و الحلم و الأناة.
عباد الله، والكيِّس من عباد الله من دان نفسه فألزمها و قادها إلى خير الأخلاق و فاضل الآداب والعاجز من أتبع نفسه هواها فأوردته الموارد و أدخلته في المعاطب.
واعلموا رعاكم الله أنّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها و كلّ محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة و صلوا و سلموا رعاكم الله على محمد ابن عبد الله كما أمركم الله بذلك فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56، و قال عليه الصلاة و السلام: ((من صلّى عليّ صلاةً واحدةً صلّى الله عليه بها عشراً)).
اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد. وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارضَ اللّهمّ عن الصّحابة أجمعين وعن التابعين ومن اتّبعهم بإحسان إلى يوم الدّين و عنّا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين اللهم أعز الإسلام و المسلمين و أذل الشرك و المشركين و دمِّر أعداء الدّين واحم حوزة الدّين يا ربّ العالمين.
اللّهمّ آمنا في أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا و اجعل ولايتنا فيمن خافك و اتقاك و اتبع رضاك يا رب العالمين.
اللّهم وفّق ولي أمرنا لما تحب و ترضى و أعنه على البر والتقوى وسدّده في أقواله و أعماله وارزقه البطانة الصّالحة الناصحة يا رب العالمين.
اللّهم آتِ نفوسنا تقواها زكِّها أنت خير من زكّاها أنت وليها و مولاها.
اللّهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عنّا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
اللّهم إنّا نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء. اللّهم وأصلح لنا شأننا كلَّه.
اللّهم واغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }.
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }.
عباد الله، اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون.
[مقال للشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-]
__________________
تبتُ إلى الله من هذا الموقع الخبيث أحذفوني منه , عفا الله عنكم وتاب عليكم , الحمد لله أن عدتُ للحق وأسأأل الله أن يهديكم وأن يردّكم إليه ردّا جميلا .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-25-2012, 06:47 AM
أم النسور السلفية أم النسور السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: لبنانية في أمريكا
المشاركات: 467
Thumbs up رائعة

رائعة جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-25-2012, 08:44 AM
مريم أم أحمد مريم أم أحمد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: تونس
المشاركات: 80
افتراضي

و اياك بارك الله فيك
أنا نقلتها هذا المقال للشيخ عبد الرزاق البدر
__________________
تبتُ إلى الله من هذا الموقع الخبيث أحذفوني منه , عفا الله عنكم وتاب عليكم , الحمد لله أن عدتُ للحق وأسأأل الله أن يهديكم وأن يردّكم إليه ردّا جميلا .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بسم الله

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.