من سياسة العلم .. (لشيخنا أبو أويس رشيد الإدريسي)
بسم الله ..
من سياسة العلم ..
سياسة العلم ( فن بديع ) .. ، إذا فقده المرء صار بمبعدة عن الكياسة في علمه (!) ..
والأمر يحتاج إلى حكمة وتحقيق.. ، وفهم دقيق .. ، ومن الله التوفيق ..
فسياسة العلم أكثر تعقيدا وصعوبة من مجرد جمعه.. ، بل وأصعب حتى من إتقانه وضبطه في ذاته ..
ومن صور سياسة العلم التي لابد من مراعاتها في ظل ما نعيشة من محن وإحن : إتقان تناوله في مقام ( النشر = ملكة العرض)! ..
وصاحب سياسة العلم عند عرضه :
- يضبط متى يأمر ..ومتى ينهى..ومتى يتكلم ..، ومتى يسكت.. ، ومتى يحجم..
- يحرر كلامه قدر الإمكان .. ، ويقيده بما يناسبه في مضمونه ومقامه .. مستحضرا ما جاء في الحديث عن النبي العدنان - عليه الصلاة والسلام - : " إياك وما يعتذر منه "! ..
- يراعي عقول أهل الزمان.. ، وطبيعة المخاطبين خاصة زمن الافتتان ..
- يتقن متى لا يجوز تأخير البيان.. ، ومتى يجوز تأخير الخطاب..
- يعتبر الحال والمآل والمحل والزمان والمكان .. على ساقي الأنفع والأطوع ..
- يراعي فقه الضرورة والحاجة ومحال الرخص الشرعية ..، ويضبط فقه الفاضل والمفضول..
- يضبط مقادير القضايا والمسائل و نسبها ومراتبها التشريعية ..
- ينظر هل القضية أو المسألة يصلح عرضها بالعموم أم المقام يستدعي التفصيل لتستوعبها الفهوم ؟
- ينظر هل القضية أو المسألة يصلح عرضها على عامة الناس أم الأصلح أن يخص بها خاصتهم ؟
- يصوغ القضية بوسطية واعتدال.. لأن الخروج عن الاتزان يصيب بالاعتلال ..
- يحرص على التمهيد للأحكام المستغربة.. على غرار استسلاف المقدمات ..
- يضبط الفرق بين حكم الابتداء والانتهاء.. ، وحكم الشروع والوقوع..
- يسلك مع الناس فيما يعرضه مسالك المتبصرين في جذب القلوب إلى ما يصلحهم فعلا وتركا ، وترغيبا وترهيبا ..
- وجماع الأمر : أنه يعتبر المصالح والمفاسد ..خاصة في معترك التزاحم والتعارض والتضاد ..
كتبه :
أبو أويس رشيد الإدريسي - عفا الله عنه -
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).
قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."
عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
|