أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
10659 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2013, 07:13 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة. مع الأدلــــــة.

الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة.

عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير، فقلت يا رسول الله ! أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار. قال : (لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت) ثم قال : (ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل)، قال : ثم تلا ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ ﴿يَعْمَلُونَ ثم قال : (ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروة سنامه؟)، قلت : بلى يا رسول الله، قال : (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد) ثم قال : (ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال : (كف عليك هذ)ا فقلت يا نبي الله ! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟) رواه الترمذي وقال : (حديث حسن صحيح). أخرجه الترمذي. "كتاب الإيمان"، باب ما جاء في حرمة الصلاة، (2616). وابن ماجة، باب كف اللسان" (3973)، والإمام أحمد في مسنده (5/ 231).

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – في شرح هذا الحديث الشريف :

[هِمَمُ الصحابة - رضي الله عنهم – عالية فلم يقل : أخبرني بعملٍ أكسبُ فيه العشرة عشرين أو ثلاثين او ما أشبه ذلك، بل قال : أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ...).
أي : يكون سبباً لدخول الجنة والبعد عن النار.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – : (لقد سألتني عن عظيم) إي والله عظيم، هذه هي الحياة، أن تدخل الجنة وتبتعد عن النار، هذا هو الفوز والفلاح، قال الله – عزّ وجلّ – ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [سورة آل عمران 185]. ولهذا وصفه - صلى الله عليه وسلم – بأنه عظيم- اللهم يسّرهُ علينا يا ربّ العالمين - ..... إلى أن قال – رحمه الله تعالى – :

16. استدلال النبي - صلى الله عليه وسلم – بالقرآن مع أن القرآن نزل عليه، لكنّ القرآن يُستدلّ به لأن كلام الله – تعالى – مقنعٌ لكلّ أحد، ولهذا تلا هذه الآية : ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ [سورة السجدة 16].

فإن قال قائل : لم يذكر في الحديث أنه استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وقد قال الله – تعالى - : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [سورة النحل : 98].

فالجواب : أن هذه الآية لا يُراد بها التلاوة، وإنما يُراد الاستدلال، والآية الكريمة : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ يعني للتلاوة، وأحاديث كثيرة من هذا النوع يُذكر فيها الاستشهاد بالآيات، ولا يُذكر فيها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

مسألة : كثير من الإخوة إذا أراد ان يقرأ قال : قال الله - عزّ وجلّ - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [سورة القدر 1]. وهذا تخليط.

لأنه إذا قال : قال الله - تعالى - : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم في مقول القول، وهذا غلط، وإذا كان ولا بدّ أن تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقلها قبل.

أي قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله – تعالى -.

ولكنّ الذي مرّ علينا أنّ ما قُصِدَ به الاستدلال، فإنه لا يُتعَوّذ فيه، بخلاف ما قُصِدَ فيه التلاوة، والآية ظاهرة : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ [سورة النحل 98]. انظر : [شرح الأربعين النووية لفضيلة الشيخ العلاّمــــــة محمد بن صالح العثمين – رحمه الله تعالى – ص 318 – 329].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-05-2013, 10:53 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي لمزيد من الفائدة لطفاً، انظر الروابط التاليـــة :

لمزيد من الفائدة لطفاً، انظر الروابط التاليـــة :

1.
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والبسملة، ومتى تقالا.


2. أبواب منتخبة مِن الوجوه والنظائر في القرآن الكريم.


3. التكلف في التلاوة مخالف للكتاب والسنة.


4. فصول في عيون المتشابه في القرآن الكريم.


5. مقدمة يسيرة في التفسير.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-06-2013, 11:21 PM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
Post بوركتِ

بارك الله فيكِ أمنّا الغالية "أم عبدالله نجلاء الصالح"
وتغمد الله شيخنا العثيمين بواسع رحمته

فالإستعاذة تطلب عند تلاوة القرآن لا عند الاستدلال والاحتجاج بالآيات الكريمة ، وقد ذكر هذا السيوطي-رحمه الله- في رسالة "القذاذة في تحقيق محل الإستعاذة" ضمن كتابه "الحاوي للفتاوي" بعد أن ساق بعض الأحاديث التي قرأ فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- آيات من القرآن الكريم ولم يستعذ قبلها ؛و هذا كلامه –رحمه الله- :
فالصواب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعا للوارد في ذلك ، فإن الباب باب اتباع ، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ ) إنما هي عند قراءة القرآن للتلاوة ، أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم فلا .

وأيضا فإن قوله : " قال الله تعالى بعد أعوذ بالله " تركيب لا معنى له وليس [فيه] متعلق للظرف وإن قدر تعلقه بقال ففيه الفساد الآتي ، وإن قال : قال الله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر الآية ففيه من الفساد جعل الاستعاذة مقولا لله وليست من قوله ، وإن قدم الاستعاذة ثم عقبها بقوله : قال الله وذكر الآية فهو أنسب من الصورتين ، غير أنه خلاف الوارد ، وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل ، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة ، وبين إيراد آية منه للاحتجاج جلي واضح.

ا هـ كلامه
وللفائدة أيضاً :_ ذكر مكان الآية ورقمها ضمن الخطبة من الأخطاء الشائعة عند الخطباء ؛إذ ليس هذا من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا مما نبّه عليه شيخنا الألباني -رحمه الله رحمه واسعة-.
__________________
"ليس بين المخلوق والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد ، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل".

(ج الرسائل 15/ 56 )
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-08-2013, 04:07 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

وفيكم بارك الله ابنتي الحبيبـــــة "سلفيــــــة وافتخر".

مرورك والإضافـــــة القيمــــــة أسعدتني، جعلك الله وأحبتك من سعداء الدنيا والآخرة.

وشكر الله لك ما تثرين به منتدانا الغالي " منتدى كل السلفيين "، وأثقل الله لك به الموازين.

ورحــــــم الله أئمتنا العلماء الأعلام، ونفع بعلمهم، وجزاهـــــم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-08-2013, 04:31 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مجموعة من الأحاديث الشريفــــــة استدل بها بآيات كريمـــــة دون استعاذة.

مجموعة من الأحاديث الشريفــــــة اسْتُدِلّ بها بآيات كريمـــــة
دون استعاذة.

ولمزيد من الفائدة أقدم هذه المجموعة من الأحاديث الشريفة التي استشهد بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحب الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - بآيات من كتاب الله العزيز دون ذكر الاستعاذة، أرجو أن تكون خير عوْنٍ للباحثين، وأن يكون بها عبرةً وعظةً وهدىً لنا أجمعين :

1. عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثًا، غير تمام، فقيل لأبي هريرة : إنا نكون وراء الإمام، فقال : اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى - : (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل)، فإذا قال العبد : ﴿الحمد لله رب العالمين. قال الله - تعالى - : (حمدني عبدي) وإذا قال : ﴿الرحمن الرحيم : قال الله - تعالى - : أثنى علي عبدي، وإذا قال : ﴿مالك يوم الدين قال : (مجدني عبدي)، وقال مرة : (فوّض إليّ عبدي)، فإذا قال : ﴿إياك نعبد وإياك نستعين قال : (هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)، فإذا قال : ﴿اهدنا الصراط المستقيم ۞ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (1). قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) (صحيح). رواه (مسلم). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 823].

2. عن أبي سعيد – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول نعم يا رب فتسأل أمته هل بلغكم ؟ فيقولون ما جاءنا من نذير . فيقال من شهودك ؟ فيقول محمد وأمته . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيجاء بكم، فتشهدون على أنه قد بلّغ، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (2).( صحيح ) رواه البخاري . انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5553]. [سورة البقرة 143].

3. وفي رواية عنه – رضي الله عنه - : (يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان، والنبي ومعه الثلاثة، وأكثر من ذلك، فيقال له : هل بلغت قومك ؟ فيقول : نعم، فيدعى قومه فيقال لهم : هل بلغكم هذا ؟ فيقولون : لا، فيقال له : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته، فيدعى محمد وأمته فيقال لهم : هل بلغ هذا قومه ؟ فيقولون : نعم، فيقال : وما علمكم بذلك ؟ فيقولون : جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا فصدقناه، فذلك قوله : ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). (2) (صحيح) رواه :(أحمد والنسائي وابن ماجه). انظر : [صحيح الجامع: 8033].

4. عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : " لما نزلت هذه الآية : ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ قال : دخل قلوبهم منه شيءٌ لم يدخل من شيء، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : (قولوا : ﴿وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله : ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ الآية. ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا قال : قد فعلت، ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قال قد فعلت، ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا (3). الآية. قال الشيخ الألباني : (صحيح). انظر : [جامع الترمذي 5/ 221 رقم 2992].


جمع وإعداد : أم عبدالله نجلاء الصالح.

يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

(1). [سورة الفاتحــــة].
(2) [سورة البقرة : 143].
(3). [سورة البقرة : 286].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-08-2013, 04:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة. مع الأدلــــــة. - تتمــّـــة -.

5. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته، مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه - يعني شدقيه - ثم يقول - أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا هذه الآية : ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الآية).(1) (صحيح). رواه : (البخاري ومسلم والنسائي).

6. وعن ابن أبي مليكة أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن مروان بن الحكم قال : "اذهب يا رافع لبَوّابِهِ إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - فقل له : لئن كان كل امرئ فرحَ بما أوتيَ وأحبّ أن يُحمًدً بما لم يفعلً مُعذّبًا لنعذبنّ أجمعون".

قال ابن عباس : "ما لكم ولهذه الآية ؟ إنما أنزلت هذه في أهل الكتاب، ثم تلا ابن عباس : ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ (2) وتلا : ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا. (3)
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - سألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن شيء فكتموهُ وأخبروه بغيره، فخرجوا وقد أرَوْهُ أن قد أخبروه بما قد سألهم عنه، فاسْتَحمَدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم وما سألهم عنه). قال الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - : (صحيح). انظر : [جامع الترمذي 5/ 233 رقم 3014].


7. عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : بتُّ ليلة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما استيقظ من منامه، أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك ثم تلا هذه الآيات : ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ(4) حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ، فأتى مُصلاه فصلى ركعتين، ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه، فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين ثم أوتر).
قال أبو داود رواه ابن فضيل عن حصين قال : (فتسوك وتوضأ وهو يقول : ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (4) حتى ختم السورة. قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [سنن أبي داود 1/ 15 رقم 58].

8. وعن ابن عباس قال بتُّ عند خالتي ميمونة ليلة والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندها فتحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه قعد فنظر إلى السماء، فقرأ : ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (4) حتى ختم السورة، ثم قام إلى القربة فأطلق شناقها ثم صب في الجفنة ثم توضأ وضوءًا حسنًا بين الوضوءين لم يكثر وقد أبلغ فقام فصلى فقمت وتوضأت فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ، وكان في دعائه : (اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نوراً، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل لي نورا).

وزاد بعضهم : (وفي لساني نورا)، وذكر : (وعصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري). (متفق عليه).

وفي رواية لهما : (واجعل في نفسي نورا، وأعظم لي نورا).

وفي أخرى لمسلم : (اللهم أعطني نورا) (متفق عليه).


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

(1) [سورة آل عمران : 180].
(2) [سورة آل عمران : 187].
(3) [سورة آل عمران : 188].
(4) [سورة آل عمران : 190].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-08-2013, 05:35 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة. مع الأدلــــــة. - تتمــّـــة -.

9. عن أبي سعيد - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا خلص المؤمنون من النار يوم القيامة وأمنوا، فما مُجادَلةُ أحدكم لصاحبه في الحق، يكون له في الدنيا، بأشد مجادلةً له من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال : يقولون : ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأدخَلتَهُمُ النار ؟ قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم، فيأتونهم، فيعرفونهم بصورهم لا تأكل النار صورهم، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى كعبيه، فيخرجونهم، فيقولون : ربنا أخْرَجْنا مَن أمَرْتَنا، ثم يقول : أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار، حتى يقول : من كان في قلبه مثقال ذرة).
قال أبو سعيد - رضي الله عنه - فمن لم يصدق بهذا، فليقرأ هذه الآية : ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (1) قال : فيقولون : ربنا قد أخرجنا من أمَرْتَنا فلم يبق في النار أحد فيه خير، قال : ثم يقول الله : شفعت الملائكة، وشفع الأنبياء، وشفع المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين، قال : فيقبض قبضة من النار، أو قال : قبضتين، ناس لم يعملوا لله خيراً قط، قد احترقوا حتى صاروا حمما، قال : فيُؤتى بهم إلى ماء يقال له ماء الحياة، فيصب عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ في أعناقهم الخاتم، عتقاء الله، قال : فيقال لهم : ادخلوا الجنة فما تمنيتم أو رأيتم من شيء فهو لكم عندي أفضل من هذا، قال : فيقولون : ربنا وما أفضل من ذلك، قال : فيقول : رضائي عليكم فلا أسخط عليكم أبدا) (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 315 رقم 2250].

10. وعن عقبة بن عامر – رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(إذا رأيت الله - عز وجل - يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم - : ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (2)). رواه أحمد. (إسناده جيد). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5201] و [ السلسلة الصحيحة 1/ 773 رقم 413].


11. عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فخط خطاً، وخط خطين عن يمينه، وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال : هذا سبيل الله، ثم تلا هذه الآية : ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (3)) قال الشيخ الألباني : (صحيح). انظر : [سنن ابن ماجه 1/ 6 رقم 11].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
_________

(1) [سورة النساء : 40].
(2) [سورة الأنعام : 44].
(3) [سورة الأنعام : 153].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-08-2013, 05:47 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة. مع الأدلــــــة. - تتمــّـــة -.

12. وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولمّا يلحد، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا، ثم قال : (إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء، ملائكة بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال : فيصعدون بها، فلا يمرون - يعني بها - على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى سماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة، فيقول الله - عز وجل - اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال : فتعاد روحه، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولون له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله، فيقولون له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء، أن قد صدق، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، قال : فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، قال ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول : أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول : أنا عملك الصالح، فيقول : رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي.
قال وإن العبد الكافر، إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله، قال : فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفةٍ وُجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له، فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ (1).
فيقول الله - عز وجل - اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً، ثم قرأ : ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (2).
فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدرى، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري، فيقولان له :ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي، فأفرشوا له من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه حرّها وسمومها، ويضيق عليه قبره، حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول : أنا عملك الخبيث، فيقول رب لا تقم الساعة.
وفي رواية نحوه وزاد فيه : (... إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، ليس من أهل بابٍ إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم.
وتنزع نفسه - يعني الكافر - مع العروق، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وتغلق أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا يعرج روحه من قبلهم). (صحيح) رواه (أحمد). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 1630].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
_________

(1). [سورة الأعراف : 40].
(2). [سورة الحج : 31].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-08-2013, 06:08 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة. مع الأدلــــــة. - تتمــّـــة -.

13. عن مالك بن أوس بن الحدثان قال قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إن الله قد خص رسوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الفيء بشيء لم يُعطه أحداً غيره، ثم قرأ : ﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ إلى قوله ﴿قَدِيرٌ (1).
فكانت هذه خالصةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ينفق على أهله نفقة سَنَتِهِمْ من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله). (متفق عليه).

14. وقال عمر - رضي الله عنه - : (ما من أحدٍ من المسلمين إلا له في هذا المال نصيب إلا العبيد، فليس لهم فيه شئ ". وقرأ : ﴿مَا أَفَاءَ اللهُ حتى بلغ ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ (2) ... فقال : "هذه استوعبت المسلمين، ولئن عشت ليأتين الراعي بسرو حمير نصيبه منها لم يعرق فيها جبينه"). (صحيح موقوف) انظر : [إرواء الغليل 5/ 83 رقم 1245].

قال الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - : [وقد وجدته مفرقًا من طريقين عن عمر - رضي الله عنه - :
الأولى : عن الزهري عن مالك بن أوس أن عمر رضي الله عنه قال : (ما مِن أحد إلا وله في هذا المال حق، أعْطِيَهُ أو مُنِعَه، إلا ما ملكت أيمانكم). أخرجه الشافعي (1159) وعنه البيهقي (6/ 347 ) وقال : " هذا هو المعروف عن عمر رضي الله عنه -". قلت : وإسناده (صحيح)]. ا هـ.

15. ثم أخرجه البيهقي (6/ 352) من طريق عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في قصة ذكرها قال : "ثم تلا : ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ (3).إلى آخر الآية، فقال : هذه لهؤلاء ، ثم تلا : ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ (4). إلى آخر الآية، ثم قال : هذا لهؤلاء، ثم تلا : ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى (5). إلى آخر الآية، ثم قرأ : ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ (6).إلى آخر الآية، ثم قال : هؤلاء المهاجرون، ثم تلا : ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ (7).إلى آخر الآية، فقال : هؤلاء الأنصار، قال : وقال : ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ (8). إلى آخر الآية، قال : فهذه إستوعبت الناس، ولم يبق أحد من المسلمين، إلا وله في هذا المال حق، إلا ما تملكون من رقيقكم، فإن أعِشْ إن شاء الله، لم يبق أحد من المسلمين، إلا سيأتيه حقه حتى الراعي بـ (سرو حمير) يأتيه حقه، ولم يعرق فيه جبينه). قلت : وإسناده صحيح أيضا]. انظر : [إرواء الغليل 5/ 84 رقم 1245].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
_________
(1). [سورة الحشر : 6].
(2). [سورة الحشر : 7 - 10].
(3). [سورة التوبة : 60].
(4). [سورة الأنفال : 41].
(5). [سورة الحشر : 7].
(6). [سورة الحشر : 8].
(7). [سورة الحشر : 9].
(8). [سورة الحشر : 10].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-08-2013, 07:59 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الاستدلال بالآيات لا يُشترط فيه الإستعاذة. مع الأدلــــــة. - تتمــّـــة -.

16. وفي توبة الله - تعالى - على الثلاثة الذين خُلّفوا : عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه - رضي الله عنهما - قال : " لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها، حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا، ولم يعاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدًا تخلّف عن بدر، إنما خرج يُريد العير، فخرجت قريش مغوثين لعيرهم، فالتقوا عن غير موعدٍ كما قال الله - عز وجل -، ولعمري إن أشرف مشاهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس لبدر، وما أحب أنّي كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة، حيث تواثقنا على الإسلام ثم لم أتخلف بعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها، وآذن النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس بالرحيل، - فذكر الحديث بطوله -، قال : فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، وكان إذا سُرّ بالأمر استنار، فجئتُ فجلستُ بين يديه فقال : أبشر يا كعب بن مالك بخيرِ يومٍ أتى عليكَ منذُ ولدتكَ أمّك، فقلت : يا نبي الله ! أمِنْ عندِ اللهِ، أمْ مِنْ عندِك، قال : بل من عندِ الله، ثم تلا هؤلاء الآيات : ﴿لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ حتى بلغ ﴿إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (1). قال : وفينا أنزلت أيضًا : ﴿اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (2). قال قلت : يا نبي الله ! إن من توبتي أن لا أُحَدّثَ إلا صِدْقًا، وأن أنخَلِعَ من مالي كلهُ صدقةً إلى الله وإلى رسوله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أمسِك عليكَ بعض مالِكَ فهو خير لك، فقلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، قال : فما أنعم الله عليّ نعمةً بعد الإسلام أعظم في نفسي من صِدقي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين صدقتُهُ أنا وصاحباي، لا نكونُ كذبنا فهلكنا كما هلكوا، وإني لأرجو أن لا يكون اللهُ أبلى أحدا في الصدق مثل الذي أبلاني، ما تعمدت لكذبةٍ بعد، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي). قال الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - : (صحيح). انظر : [جامع الترمذي 5/ 281 رقم 3102].

17. وعن صهيب – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : (إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقولُ اللهُ – تعالى - تريدونَ شيئًا أزيدكم ؟ فيقولون ألم تبيّضْ وُجوهَنا ؟ ألم تُدخِلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال - فيُرفعُ الحجابُ فينظرون إلى وجهِ الله، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم، ثم تلا : ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (3)). (صحيح). رواه مسلم . انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5656].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
________

(1). [سورة التوبة 117 - 118].
(2). [سورة التوبة 119].
(3). [سورة يونس : 26].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.