أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
13732 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-24-2017, 01:34 PM
أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الاردن - السلط
المشاركات: 343
افتراضي صوم تسع ذي الحجة


صوم تسع ذي الحجة

عن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة). رواه ابو داود، وصححه الالباني.

فالصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة، كما هو ثابت بالحديث، بل كما في لفظ الحديث أنه كان (يصوم) دليل على الاستمرارية، أي أنه كان يصومها باستمرار، ولكن لا يفهم من الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومها كاملة، فتقدير المعنى في الحديث : (يصوم تسع ذي الحجة) أي أنه (يصوم من تسع ذي الحجة) يصوم أياما ويترك أياما أخرى، وإنما ذكر لفظ (التسع) في الحديث للغلبة كما هو الحال في ذكر لفظ (العشر) في الروايات الاخرى أيضا للغلبة، وهذا وجه من أوجه الجمع بين هذا الحديث وحديث أمنا عائشة رضي الله عنها، كما في صحيح مسلم، أنها قالت : (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط) أي أنه لم يستكمل صيامها قط، فالمعنى في هذا الحديث يحمل على نفي استكمال الصيام.

بالإضافة إلى أن رواية الاحاديث تعتمد اصلا على علم ومشاهدة ومواقعة الراوي أي (راوي الحديث) للحدث أي (الفعل)، وعليه فيكون توجيه حديث أمنا عائشة رضي الله عنها، أيضا من عدة أوجه :

الوجه الأول : أن عدم رؤية عائشة رضي الله عنها أو عدم علمها بصوم الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يعني ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم هذه الايام، فهذا الحديث إنما هو متعلق بعلمها هي رضي الله عنها، فان عدم علم الراوي بالفعل لا يعني عدم وقوع الفعل، فعائشة رضي الله عنها إنما نفت رؤيتها هي، وعلمها هي، رضي الله عنها.

الوجه الثاني : من المعلوم عند الأصوليين أنه إذا صح الخبرين، وكان ظاهرهما التعارض فإنه يقدم المثبت على النافي.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-25-2017, 12:25 AM
أبو سلمى رشيد أبو سلمى رشيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجــــــــــــزائـــــر
المشاركات: 2,576
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي مشاهدة المشاركة

الوجه الأول : أن عدم رؤية عائشة رضي الله عنها أو عدم علمها بصوم الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يعني ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم هذه الايام، فهذا الحديث إنما هو متعلق بعلمها هي رضي الله عنها، فان عدم علم الراوي بالفعل لا يعني عدم وقوع الفعل، فعائشة رضي الله عنها إنما نفت رؤيتها هي، وعلمها هي، رضي الله عنها.
الوجه الثاني : من المعلوم عند الأصوليين أنه إذا صح الخبرين، وكان ظاهرهما التعارض فإنه يقدم المثبت على النافي.
بل نفيها -رضي الله عنها- للصيام يعني أنها رأتــــه -صلى الله عليه وسلم- يفطر
والمثبت مقدم على النافي
فيترجح عدم الصيام
الله يبارك فيك أخي الكريم

__________________
https://www.facebook.com/abbsalma
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-25-2017, 08:35 PM
عبد الله زياني عبد الله زياني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 853
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد مشاهدة المشاركة
بل نفيها -رضي الله عنها- للصيام يعني أنها رأتــــه -صلى الله عليه وسلم- يفطر
والمثبت مقدم على النافي
فيترجح عدم الصيام
الله يبارك فيك أخي الكريم



ألا يمكن أن نقول أن الأصل في الإنسان الإفطار فيكون عند مثبت الصيام زياد علم على النافي؟

__________________

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟك ﺍﻟﺤﻤﺪ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-27-2017, 08:21 AM
أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الاردن - السلط
المشاركات: 343
افتراضي


بل هو (نفي) أخي بارك الله فيك، فالنفي دائما هو إثبات للضد، ولكنه يبقى نفيا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-27-2017, 02:54 PM
ابو العلاء السالمي ابو العلاء السالمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 343
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد مشاهدة المشاركة
بل نفيها -رضي الله عنها- للصيام يعني أنها رأتــــه -صلى الله عليه وسلم- يفطر
والمثبت مقدم على النافي
فيترجح عدم الصيام
الله يبارك فيك أخي الكريم



عندنا تعارض بين حديث عائشة –رضي الله عنها- الذي رواه مسلم (1176):

" ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صائمًا في العشرِ قط "

والحديث الذي أخرجه أبو داود بسند صحيح، عن بعض أزواج النبي –صلى الله عايه وسلم- قالت:

"كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم تِسْعَ ذي الحِجةِ، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثة أيام

من كل شهر: أول اثنين من الشهر، والخمِيْسَيْن ."

(قال الألباني في صحيح إبي داود (2106) : إسناده صحيح) .


وكما هو معلوم أن الجمع أولى من الترجيح عند التعارض، ومن أوجه الجمع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم بعض أيام العشر أحيانا، ويتركها أحيانا أخرى، لعارض مرض أو سفر أو لخشية أن تُفرض على أمته.

قال النووي –رحمه الله-:

قَوْلُ عَائِشَةَ (مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ) وَفِي رِوَايَةٍ لَمْ يَصُمِ الْعَشْرَ قَالَ الْعُلَمَاءُ هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر وَالْمُرَادُ بِالْعَشْرِ هُنَا الْأَيَّامُ التِّسْعَةُ مِنْ أَوَّلِ ذِي الْحِجَّةِ قَالُوا وَهَذَا مِمَّا يُتَأَوَّلُ فَلَيْسَ فِي صَوْمِ هَذِهِ التِّسْعَةِ كَرَاهَةٌ بَلْ هِيَ مستحبة استحبابا شديدا لاسيما التَّاسِعُ مِنْهَا وَهُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَقَدْ سَبَقَتِ الْأَحَادِيثُ فِي فَضْلِهِ وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنْهُ فِي هَذِهِ يَعْنِي الْعَشْرَ الْأَوَائِلَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَيُتَأَوَّلُ قَوْلُهَا لَمْ يَصُمِ الْعَشْرَ أَنَّهُ لَمْ يَصُمْهُ لِعَارِضِ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ أَوْ غَيْرِهِمَا أَوْ أَنَّهَا لَمْ تَرَهُ صَائِمًا فِيهِ وَلَا يَلْزَمُ من ذَلِكَ عَدَمُ صِيَامِهِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ حَدِيثُ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ الِاثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا لَفْظُهُ وَأَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَفِي رِوَايَتِهِمَا وَخَمِيسَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ" شرح النووي على مسلم 8/71



وقال ابن حجر –رحمه الله- في الفتح:

وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى فَضْلِ صِيَامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِانْدِرَاجِ الصَّوْمِ فِي الْعَمَلِ وَاسْتَشْكَلَ بِتَحْرِيمِ الصَّوْمِ يَوْمَ الْعِيدِ وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ وَلَا يَرُدُّ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا الْعَشْرَ قَطُّ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ خَشْيَةَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَى أُمَّتِهِ 2/460



وقال الشوكاني –رحمه الله- في نيل الأوطار:

"وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ " وَفِي رِوَايَةٍ: " لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ قَطُّ " فَقَالَ الْعُلَمَاءُ: الْمُرَادُ أَنَّهُ لَمْ يَصُمْهَا لِعَارِضِ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ أَوْ غَيْرِهِمَا، أَوْ أَنَّ عَدَمَ رُؤْيَتِهَا لَهُ صَائِمًا لَا يَسْتَلْزِمُ الْعَدَمَ، عَلَى أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ مِنْ قَوْلِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ صَوْمِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ الْبَابِ فَلَا يَقْدَحُ فِي ذَلِكَ عَدَمُ الْفِعْلُ."

4/283



فنفيُ أمّنا عائشة –رضي الله عنها- لصيام النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الأيام، ما هو إلا مبلغ علمها، وعدم رؤيتها له صائما لا يستلزم العدم لما سبق بيانه، خاصة وأن لعائشة –رضي الله عنها- يومين وليلتين من كل تسع من قسمة النبي - عليه الصلاة والسلام - بين أزواجه، فيُحتمل أنه قد صام في غير وقت قسمتها، عند غيرها من أزواجه ولذلك لم تره.


ولو فرضنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم أيام العشر لاضطراب الحديث الذي رواه أبو داود، فهذا ليس دليلا على عدم مشروعيتها أو استحبابها لأنه عليه الصلاة والسلام، حثّ على صيام تلك الأيام بالقول كما في حديث ابن عباس، ومثال ذلك، صيام داود عليه السلام، صيام يوم وإفطار يوم، حيث دعى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صيامه وأخبر أنه من أفضل الصيام وأحبه إلى الله عز وجل، ومع ذلك لم يكن يصمه.



فيبقى صيام العشر مشروعا والحمد لله ، لعموم حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- «ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله من هذه العشر » ولا شك ولا ريب أن الصيام من أفضل الأعمال.
والله أعلم.
__________________

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-28-2017, 09:37 AM
أبو سلمى رشيد أبو سلمى رشيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجــــــــــــزائـــــر
المشاركات: 2,576
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله زياني مشاهدة المشاركة

ألا يمكن أن نقول أن الأصل في الإنسان الإفطار فيكون عند مثبت الصيام زياد علم على النافي؟
الأصل الافــــطار نعم، والمسلم يصوم تعبدًا لله عز وجل
لكنها -رضي الله عنها- روت لنا إفطاره -صلى الله عليه وسلم- بنفيها لصيامه

__________________
https://www.facebook.com/abbsalma
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-28-2017, 09:41 AM
أبو سلمى رشيد أبو سلمى رشيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجــــــــــــزائـــــر
المشاركات: 2,576
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العلاء السالمي مشاهدة المشاركة
... خاصة وأن لعائشة –رضي الله عنها- يومين وليلتين من كل تسع من قسمة النبي - عليه الصلاة والسلام - بين أزواجه، فيُحتمل أنه قد صام في غير وقت قسمتها، عند غيرها من أزواجه ولذلك لم تره.

بل قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم-
يزور نساءه جميعا كل يوم
كما جاء في الصحيحين عن عائشة:
(كان إذا صلى العصر أجاز على نسائه فيدنو منهن).



__________________
https://www.facebook.com/abbsalma
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-28-2017, 05:04 PM
ابو العلاء السالمي ابو العلاء السالمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 343
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد مشاهدة المشاركة

بل قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم-
يزور نساءه جميعا كل يوم
كما جاء في الصحيحين عن عائشة:
(كان إذا صلى العصر أجاز على نسائه فيدنو منهن).



وهل مرور النّبي -صلى الله عليه وسلم- على أزواجه، يستلزم أن عائشة -رضي الله عنها- تعلم أنه كان مفطرا ؟
الجواب طبعا لا.
قد تعلم وقد لا تعلم، فيبقى علمها بذلك مُحتمَلا، خاصة وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمر على نسائه نهارا من غير جماع، ومن دون إطالة إلا عند الضرورة، حتى يبلغ إلى الزوجة صاحبة النوبة لحديث عائشة –رضي الله عنها- قالت:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ، مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا، وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا، فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ، حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا" رواه أبو داود (2135)، وصححه الألباني.

يقول ابن قدامة في المغني:
وَأَمَّا الدُّخُولُ فِي النَّهَارِ إلَى الْمَرْأَةِ فِي يَوْمِ غَيْرِهَا، فَيَجُوزُ لِلْحَاجَةِ، مِنْ دَفْعِ النَّفَقَةِ، أَوْ عِيَادَةٍ، أَوْ سُؤَالٍ عَنْ أَمْرٍ يَحْتَاجُ إلَى مَعْرِفَتِهِ، أَوْ زِيَارَتِهَا لِبُعْدِ عَهْدِهِ بِهَا، وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ لِمَا رَوَتْ عَائِشَةُ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْخُلُ عَلَيَّ فِي يَوْمِ غَيْرِي، فَيَنَالُ مِنِّي كُلَّ شَيْءٍ إلَّا الْجِمَاعَ.» وَإِذَا دَخَلَ إلَيْهَا لَمْ يُجَامِعْهَا، وَلَمْ يُطِلْ عِنْدَهَا 307/7

فقد يخفى على عائشة صومه عليه الصلاة والسلام في تلك العجالة، إذن فهذا الإحتمال الذي تطرّق إلى قول عائشة، وهو أنها أخبرت بما علمت، وقد غاب عنها ما لم يغب عن غيرها من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سبق ذكره، هو احتمال مُعتبَر، لأنه مبني على دليل، وهو حديث إحدى زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصوم في العشر من ذي الحجة، والدليل إذا تطرق إليه الإحتمال -المعتبر- كساه ثوب الإجمال وسقط به الإستدلال.

فترجيحك والحالة هذه، عدمَ استحباب الصوم في هذه العشر، بحديث عائشة مع وجود التعارض، ترجيح من غير مرجِّح، ولا تنس أن الجمع مقدم على الترجيح -في هذه الحالة- والذي من خلاله تُريح وتستريح.




ثم لو سلّمت لك جدلا أن حديث صيام العشر لا يصح أصلا، فما رأيك فيما يلي:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العلاء السالمي مشاهدة المشاركة
ولو فرضنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم أيام العشر لاضطراب الحديث الذي رواه أبو داود، فهذا ليس دليلا على عدم مشروعيتها أو استحبابها لأنه عليه الصلاة والسلام، حثّ على صيام تلك الأيام بالقول كما في حديث ابن عباس، ومثال ذلك، صيام داود عليه السلام، صيام يوم وإفطار يوم، حيث دعى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صيامه وأخبر أنه من أفضل الصيام وأحبه إلى الله عز وجل، ومع ذلك لم يكن يصمه.



فيبقى صيام العشر مشروعا والحمد لله ، لعموم حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- «ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله من هذه العشر » ولا شك ولا ريب أن الصيام من أفضل الأعمال.
والله أعلم.
__________________

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-29-2017, 09:34 AM
أبو سلمى رشيد أبو سلمى رشيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجــــــــــــزائـــــر
المشاركات: 2,576
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العلاء السالمي مشاهدة المشاركة
وهل مرور النّبي -صلى الله عليه وسلم- على أزواجه، يستلزم أن عائشة -رضي الله عنها- تعلم أنه كان مفطرا ؟
الجواب طبعا لا.
قد تعلم وقد لا تعلم، فيبقى علمها بذلك مُحتمَلا،
خاصة وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمر على نسائه نهارا من غير جماع، ومن دون إطالة
وهل تظن أن أمنا الفقيهة -رضي الله عنها- تروي الإفطار من دون ما تراه أفطر؟
وهل الإفطار في المسيس فقط؟
وهل الإفطار يستلزم الإطالة؟
وهل هو ممنوع أن تكون الفطنة الفقيهة -رضي الله عنها- التي هي أحب نساءه -صلى الله عليه وسلم- تتركه ينصرف من دون ما تحاول أن تضع له شيئا في فيه؟

__________________
https://www.facebook.com/abbsalma
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-29-2017, 09:39 AM
أبو سلمى رشيد أبو سلمى رشيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجــــــــــــزائـــــر
المشاركات: 2,576
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العلاء السالمي مشاهدة المشاركة
....
فيبقى صيام العشر مشروعا والحمد لله ، لعموم حديث ....
أخي الكريم أبا العلاء
أنا لم أناقش في حكم صيام التسع
وإنما للكلام في جزئية معينة فقط
وهي ذاك الترجيح
__________________
https://www.facebook.com/abbsalma
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.