جهود علماء وطلبة العلم السودانيين في الرد على التكفيريين _ متجدد _

[عمر عزالدين]

دورة بعنوان : رؤية شرعية في مناهج دعوية : لمجموعة من المشايخ
1_التكفير وقواعده لفضيلة الشيخ الدكتور خالد عبد اللطيف
http://www.archive.org/download/roya...1/mnahij_1.mp3
2_ الجهاد وأحكامه لفضيلة الشيخ الدكتور حسن الهواري
http://www.archive.org/download/roya...1/mnahij_2.mp3
3ــ معاملة الحكام لفضيلة الشيخ عبد الرحمن حامد
http://www.archive.org/download/roya...mnahij_3_1.mp3
4ــ أسئلة على فضيلة الشيخ عبد الرحمن حامد بعد المحاضرة
http://archive.org/download/roya_sha...ij_3_2_ask.mp3
5ــ (1) الإصلاح والتغيير لفضيلة الشيخ محمد سيد حاج (1)
http://ia700508.us.archive.org/12/it...mnahij_4_1.mp3
5ــ (2) الإصلاح والتغيير لفضيلة الشيخ محمد سيد حاج (2)
http://archive.org/download/roya_sha...mnahij_4_2.mp3
6 ــ كلمات المشايخ في ختام الدورة (1)
http://www.archive.org/download/roya...mnahij_5_1.mp3
كلمات المشايخ في ختام الدورة (2)
http://www.archive.org/download/roya...mnahij_5_2.mp3
أ

[عمر عزالدين]

محاضرة بعنوان : نقد السرورية الظاهرة والخفية
للشيخ محمد حجازي

http://archive.org/download/Mohammed...mmedHijazi.mp3
أو

http://www.mediafire.com/?8b8w7711c9wcr19

[عمر عزالدين]

محاضرة بعنوان : منهج السلف في التعامل مع الحكام
لفضيلة الشيخ حاتم عزالدين _ حفظه الله _

http://archive.org/download/HatemIzz...emIzzedine.mp3

[عمر عزالدين]

خطبة بعنوان :الجهاد للشيخ عبد الهادي خضر

http://ia601602.us.archive.org/33/it..._abdulHadi.mp3

[عمر عزالدين]

أهل البدع : لفضيلة الشيخ عبدالرحمن حامد آل نابت
http://ia601602.us.archive.org/3/ite...bdulRahman.mp3

[عمر عزالدين]

الخوارج : للشيخ د صلاح الأمين محمد

http://www.safeshare.tv/w/yolnFxMXUW

[عمر عزالدين]

##حمل الطبعة الثانية من كتاب : وقفات مع الدكتور عبدالحي يوسف : إعداد الشيخ مزمل فقيري#
صححه وقرظه الدكتور حسن احمد الهواري
قرظه فضيله الشيخ محمد مصطفي عبدالقادر
راجعه وصححه الدكتور مرتضي الزين
قرظه الدكتور صلاح الامين
قرظه فضيله الشيخ عبدالرحمن حامد
رابط مباشر
http://ia601609.us.archive.org/32/it...2/Muzammil.pdf
أو
http://www.4shared.com/office/ufwxQzIQ/______-__.html

[عمر عزالدين]

موقف الدكتور / عبد الحي يوسف من نصيحة الحكام سرا
استمعت عبر إذاعة طيبة إلي خطبة الجمعة التي ألقاها الدكتور / عبد الحي يوسف ـ هدانا الله وإياه ـ بتاريخ4/فبراير/2011م الموافق 1/3/1432هـ ، والتي تناول فيها العديد من الموضوعات الحساسة ، وكان من أبرز ما تناوله في خطبته ـ بغيظ شديد ـ موضوع نصيحة الحكام سرا ، وهو من الموضوعات المهمة التي تحتاج إلي توضيح وبيان ، ولاسيما في هذا العصر، الذي كثر فيه القيل والقال في هذه المسألة ، وتربى بسببها كثير من الشباب على العصيان ، وعدم السمع والطاعة للحكام إذا أمروا بالمعروف ، وطعن بسببها في العلماء المتبعين للسنة ، واتهموا بالإرجاء ، ومداهنة الحكام ، وبأنهم ( علماء سلاطين ) .
ولا زال علماء أهل السنة من عصر التابعين إلى يومنا هذا ؛ يتهمون في دينهم ، وأعراضهم بسبب مسائل الحكام ، فقد اتهم المعتزلة وأهل الأهواء التابعي الجليل ، الإمام الشعبي ـ رحمه الله ـ بأنه ذنب للحكام ، لأجل أنه كان من المقربين لبني أمية .
تحدث الدكتور / عبد الحي يوسف في خطبته المشار إليها آنفا حديثا لم يخل من غمز ، واتهام للمخالفين له بلوثة الإرجاء ، ومداهنة الحكام ، وتبرير الظلم ، ولي أعناق النصوص . وذكر أن المتحدثين باسم الدين اليوم أحد رجلين ـ إلا من رحم الله ـ : رجل أهوج يدعو للخروج على الحاكم المسلم بأدنى ذنب يرتكبه ، ورجل يدعو إلي الخنوع والاستسلام ، ويردد على الناس أطيعوا الله ، وأطيعوا الرسول ، وأولي الأمر منكم . ويدندن أن النصيحة للحاكم لا تجوز إلا سرا ، ويروي في ذلك حديثا عن رسول الله e أنه قال : من أراد أن ينصح لذي سلطانفلا يبده ، وليأخذ بيده ، وليخلو به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلافقد أدى الذي عليه .
ويبدو لي أن تتبع الدكتور / عبد الحي يوسف لمسائل الحكام ، وتوسعه في ذلك ، وعنايته بأخطائهم ، وبحثه في أساليب مناصحتهم قد سيطرت عليه كثيرا ، فصار لا يزن المتحدثين باسم الدين اليوم إلا بميزان الحكام ، لذا جاء حديثه ضيقا جدا وهو يتحدث عن الذين يتحدثون باسم الدين اليوم ، فهم عنده احد رجلين : رجل يدعو للخروج على الحكام ، ورجل يدعو للخنوع والاستسلام للحكام . وغفل ـ هداه الله ـ أن المتحدثين باسم الدين اليوم أكثر من ذلك ، فإن منهم : الأشاعرة ، والصوفية ، والشيعة ، والسرورية ، ودعاة التقريب بين الفرق والمذاهب ، ودعاة التجديد ، ودعاة التفجير ، والتكفير ، وطوائف كثيرة منسوبة للإسلام ، والإسلام منها برئ كالبهائية ، والقاديانية ، والعجيب أن الدكتور/ عبد الحي يوسف فاته أن يشير لأهم الفئات التي تتحدث باسم الدين اليوم ، وهي فئة السلفيين التي تدعو للتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة على منهاج السلف الصالح .
تناول الدكتور / عبد الحي يوسف في خطبته بعض النصوص الشرعية ، وعرضها عرضا لا يليق بقدسيتها ، وزعم أن من يرددونها يريدون تربية الأمة على الخنوع والاستسلام ، فما هي هذه النصوص التي يتحدث عنها الدكتور / عبد الحي يوسف ؟ وهل في شريعتنا نصوص تربي الأمة على الخنوع والاستسلام ؟ من هذه النصوص التي أزعجت الدكتور / عبد الحي يوسف كثيرا ، وضج بها ، وصرخ بأعلى صوته من ترديد أولئك لها ، قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } النساء 59 يا سبحان الله ! كيف ينزعج المؤمن من ترديد مثل هذه الآية الكريمة ؟ وكيف يكون خانعا ، ومستسلما من التزم بمضمونها ؟ وهل يتصور عاقل أن الالتزام بطاعة الله عز وجل ، وطاعة رسوله e ، وطاعة أولي الأمر يصيب صاحبه بداء الخنوع والاستسلام ؟ إن الأمة ما أصابها داء الخنوع ، والاستسلام إلا حينما تركت التزامها بدينها في جميع جوانب الحياة ،فصدقت فيها نبوة رسولناe ، فيما صح عنه من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه e قال : ( وجعل الذل والصغار على من خالف أمري .) رواه الإمام أحمد في المسند ( حديث رقم 5232 )
إن عاقبة الالتزام بطاعة الله عز وجل ، وطاعة رسوله e ، وطاعة أولي الأمر حميدة ، ومسعدة للأفراد والمجتمعات ، في الدنيا والآخرة ، وذلك ما بينته الآية الكريمة نفسها في قوله تعالى : { ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } ، فيا إخواني الدعاة عليكم بالإكثار من ترديد وشرح هذه الآية الكريمة ، عبر جميع وسائل الاتصال الممكنة ، مثل : المنابر ، والإذاعات ، والفضائيات ، والشبكات ، ولا يكن في صدوركم ضيق ؛ ولا حرج من تشجيع طلابكم ، والمستمعين إليكم ، لتدبرها ، والعمل بمضمونها ، ويا حبذا لو أقمتم حولها دورات شرعية ، وملتقيات دعوية ، وندوات عامة ، ومؤتمرات عالمية أو محلية ، تناقشون فيها قضايا طاعة ( أولي الأمر) المذكورين في هذه الآية الكريمة ، فإن الساحة الدعوية اليوم تحتاج لذلك حاجة شديدة ، لتجنيب الأمة الفتن ، التي تسفك فيها الدماء ، وتنتهك فيها الأعراض ، و( ستون سنة من سلطان ظالم ، خير من ليلة واحدة بلا سلطان . ) كما جاء في بعض الآثار .
استشهد الدكتور / عبد الحي يوسف في خطبته بحديث عياض بن غنم ـ رضي الله عنه ـ : ( من أراد أن ينصح لذي سلطانفلا يبده ، وليأخذ بيده ، وليخلو به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلافقد أدى الذي عليه ) وحاول توجيه الحديث بأحد توجيهين ، التوجيه الأول منهما : أن يحمل الحديث على الإنكار سرا على الحاكم ، إن تيسر لقاء الحاكم ، وهو لقاء بعيد المنال في نظر الدكتور / عبد الحي يوسف ، لأن الناس لا يرون الحكام إلا على الشاشات .
وفي هذا التوجيه نظر ، و كون الناس لا يرون الحكام إلا على الشاشات فهذا لا يسوغ الإنكار عليهم علانية ، لأن الواجب على أهل النصيحة ، البحث في الطرق الكفيلة لإيصال نصائحهم للحكام ، بعيدا عن التشهير بهم ، الذي قد يؤدي إلي زرع الفتن ، ونشر العداوات بين الحاكم وشعبه . وإن من أعظم نعم الله علينا في هذا العصر ، أن وسائل إيصال النصائح للحاكم كثيرة ، ومتوفرة أكثر من ذي قبل ، ويمكن لأهل النصيحة التواصل مع الحكام ، عبر العديد من الوسائط الإلكترونية الرئاسية الخاصة برئاسات الجمهورية ، كما يمكنهم التواصل مع الرؤساء عبر الشخصيات القريبة منهم ، مثل : المستشارين ، والوزراء ، ونحو ذلك .
إلي جانب ذلك ، فإن الحاكم ينصحه أهل العلم ، والبصيرة ، والمعرفة ، والإدراك ، والمقارنة بين المضارِّوالمصالح ، والنظر في العواقب ، والناس الذين يشاهدون الحكام على الشاشات ، أكثرهم غير مؤهل لذلك ، وقد ذكر الدكتور / عبد الحي يوسف في موضع آخر صفات من ينصح الحاكم ،وقال إن الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر للحاكم ، ( لابد أن يزن عمله بميزان الشرع ؛ مع تنحيته الهوى جانبا ، فإذا تعارضت المصالح والمفاسد فلا بد من علم غزير ، وبصيرة نافذة ، وإحاطة بواقع الأمر كله ، حتى لا يكون نهيه عن المنكر في ذاته منكرا ، ولا يكون أمره بالمعروف في مقابل تضييع معروف أعظم .) انظر كتاب ( الاستبداد السياسي في ضوء القرآن والسنة : الأسباب والعلاج ) للدكتور / عبد الحي يوسف ص 289
والناصح يحتاج ـ أيضا ـ إلي : ( عقل ، وفكر صحيح ، ورؤية حسنة ، واعتدال مزاج ، وتؤدة ، وتأن ، فإن لم تجتمع هذه الخصال في الناصح فخطؤه أسرع من إصابته ، فلا ينصح . ) انظر (الموسوعة الفقهية الكويتية )
وأما التوجيه الثاني للدكتور / عبد الحي لحديث عياض بن غنم ـ رضي الله عنه ـ فغريب جدا ، ولا يخلو من تكلف واضح ، حيث ذكر الدكتور / عبد الحي يوسف أن الحديث محمول على نصح الحاكم سرا ٍفي معاصيه السرية ، فإذا شرب الحاكم الخمر سرا نصح سرا ، وإن أتى الفاحشة سرا نصح سرا ، وهكذا ، ويعلل الدكتور / عبد الحي يوسف ذلك بأن هذه المنكرات يعود ضررها على الحاكم وحده ، ولا يلحق الأمة بسببها ضرر .
ولا أدري إن كان الدكتور / عبد الحي يوسف قد اطلع على هذا التوجيه في كتاب من كتب شروح الأحاديث ، فإنه توجيه عجيب ، يدعو للإنكار على الحاكم في منكراته السرية التي لا يطلع عليها أحد من الناس ، وهي منكرات لا يمكن الإطلاع عليها إلا بالتجسس ، والتجسس لا يليق بالمسلم العادي ؛ فضلا أن يكون صفة من صفات الآمر بالمعروف ، قال إمام الحرمين الجويني : ( وليس للآمر بالمعروف البحث ، والتنقير ، والتجسس ، واقتحام الدور بالظنون ، بل إن عثر على منكر غيره جهده . ) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (كتاب الإيمان ) ( باب بيان كون النهى عن المنكر من الإيمان )
إن الآثار القولية والفعلية المروية عن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ في نصح الحكام سرا كانت في أمور ظاهرة ، ولم تكن في معاصي سرية لهم ، ومن ذلك : ما روى الطبراني في ( المعجم الكبير ـ حديث رقم 14414 ) من طريق جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ أَنَّ هِشَامُ بن حَكِيمٍ َـ رضي الله عنه ـ أَغْلَظَ الْقَوْلَ لعياض بن غنم ـ رضي الله عنه وكان واليا ـ ، وَمَكَثَ هِشَامٌ لَيَالِيَ، فَأَتَاهُ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا عِيَاضُ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ:"إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا". فَقَالَ لَهُ عِيَاضٌ: يَا هِشَامُ، إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا الَّذِي سَمِعْتَ، وَرَأَيْنَا الَّذِي رَأَيْتَ، وَصَحِبْنَا مَنْ صَحِبْتَ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ يَا هِشَامُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ:"مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ نَصِيحَةٌ لِذِي سُلْطَانٍ فَلا يُكَلِّمْهُ بِهَا عَلانِيَةً،وَلْيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَلْيَخْلُ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَهَا قَبِلَهَا، وَإِلا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي لَهُ وَالَّذِي عَلَيْهِ" .) قال الهيثمي في هذا الحديث : ( رجاله ثقات وإسناده متصل .) كما في ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ـ حديث رقم 9162) وقال الحاكم : ( هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ) كما في ( المستدرك على الصحيحين ـ حديث 5272 )
و روى الإمام مسلم من طريق شَقِيقٍ عَنْأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ـ رضي الله عنه ـ أنه قِيلَ لَهُ : أَلاَ تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ ؟ فَقَالَ : أَتُرَوْنَ أَنِّى لاَ أُكَلِّمُهُ إِلاَّ أُسْمِعُكُمْ ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِى وَبَيْنَهُ مَا دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَأَمْرًا لاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ . انظر (صحيح مسلم ) حديث رقم 7674
أراد إسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ من قوله : ( لا أحب أن أكون أول من فتحه ) أي لا أحب أن أكون أول من يفتتح باب المجاهرة بالإنكار على الحكام عبر المنابر ، الذي عرف به أهل الانحراف ، وكان سمة بارزة للذين قتلوا الخليفة الراشد عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ انظر (شرح صحيح مسلم ـ كتاب الزهد ـ باب حفظ اللسان )
وروى ابن أبي شيبة من طريق سعيد بن جبير أنه قال : قال رجل لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـآمر أميري بالمعروف . قال : إن خفت أن يقتلك فلا تؤنب الإمام ، فإن كنت لا بدفاعلا ففيما بينك وبينه . انظر المصنف 7/470 (كتاب الفتن ) ( باب من كره الخروج في الفتنة وتعوذعنها ) حديث رقم 37307
وروى الإمام أحمد من طريق سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ أنه قَالَ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِى أَوْفَى ـ رضي الله عنه ـ وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ . وقُلْتُ له : َإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ . فَتَنَاوَلَ يَدِى فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ ! عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ ، إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَائْتِهِ فِى بَيْتِهِ ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ ، وَإِلاَّ فَدَعْهُ . انظر مسند الإمام أحمد حديث رقم 19943
نخلص من ذلك كله إلي أن النصوص الواردة في نصح الحكام سرا نصوص واضحة ، لا غموض فيها ولا لبس ، والأخذ بمضامينها لا يعني مداهنة الحكام ، ولا يعني الخنوع ، والاستسلام لهم كما قد يتوهمه بعض الدعاة . ورحم الله الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ القائل :
تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوعً من التوبيخ لا ارضي سماعه
وقال الشافعي ـ أيضا ـ : ( من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية ، فقد فضحه وشانه . )
فإذا كانت النصيحة السرية مطلوبة في نصح الأفراد العاديين ، فطلبها مع الحاكم المسلم من باب أولى ، بعيدا عن التشهير به ، أو استنفار السّذّج ، والدَّهماء منالناس ضده . هذا بعض ما أردت التعليق عليه ، من أخطاء وقع فيها الدكتور / عبد الحي يوسف ، في خطبته المشار إليها ، فيما يتعلق بنصح الحكام سرا ، آمل أن يتسع صدره لهذا التعليق ، وأن يصحح ما وقع فيه من أخطاء . وبالله التوفيق

كتبه / المرتضى الزين أحمد
جامعة إفريقيا العالمية
الاثنين 7/2/2011م الموافق 4/ ربيع أول /1432 هـ

[عمر عزالدين]

براءة الدعوة السلفية من الفكر القطبي السروري
محمد بن حسن بن حجازي: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أما بعد.. بالاشارة إلى ما ورد في جريدة «الصحافة» في العددين «6065 و6066» بعنوان كبير: مجموعة سلفية تقرر التخلي عن التكفير والتطرف، ثم في العدد الذي يليه «قيادات سلفية: لا علاقة لنا بالتكفير والتطرف. ثم ظهر في ثنايا العددين ان المقصود بالقيادات الدكتور محمد عبد الكريم والدكتور عبد الحي يوسف والدكتور علاء الدين الزاكي وشيخهم جميعاً محمد سرور بن نايف وآخرين.
فالذي أريد بيانه - إن شاء الله -..
أولاً: بيان التكفير عند الحركة السرورية.
ثانياً: نفي صلة الدعوة السلفية بهذا التكفير.
وقبل ذلك لابد من اضاءات حول الحركة السرورية.. فهي تنسب إلى محمد سرور نايف زين العابدين السوري الجنسية الذي نشأ اخوانياً تربى في جماعة الاخوان المسلمين ثم لما حصل انشقاق الجماعة في سنة 1969 مال إلى جناح عصام العطار. سافر إلى السعودية وعمل على احداث التزاوج بين الدعوة السلفية هناك والمنهج الاخواني وكان نشاطه ينطلق تحت ستار الجمعيات الخيرية فأثمر هذا النشاط بروز دعاة كثر أشهرهم سفير الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر وبشر البشر وفي حرب الخليج الأولى برز التباين الكبير بين العلماء في المملكة ممثلين في هيئة كبار العلماء وهؤلاء الدعاة وكان من نتائجه أن سافر سرور إلى بريطانيا حيث أنشأ «المنتدى الاسلامي» مع محمد العبدة ثم مجلة «السنة» التي كانت تبث عداءها الواضح لحكومة السعودية ولعلمائها وتؤيد الثورات التي كانت في الجزائر وفي غيرها.
القضية الاساسية عند الفكر السروري هي مسألة الحكم أو الحاكمية كما يسمونها هم وبهذه المسألة يزنون الدعوات والدعاة والدول.
ألف سرور كتابه «منهج الأنبياء» لعرض الدعوة إلى التوحيد في ثوبها الحركي لاعتقاده أن كتب العقيدة السلفية لا تحرك هذه الجموع الثائرة حيث يقول: «نظرت في كتب العقيدة فرأيت أنها كتبت في غير عصرنا وكانت حلولا لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف لأنه نصوص وأحكام« «8/1 من كتابه «منهج الأنبياء»».
ولذلك كانت شعارات ومصطلحات هذا الفكر تحاول عبثاً الجمع بين السلفية والاخوانية فقالوا: سلفية المنهج عصرية المواجهة!! وسرور بقوله السابق يضع نفسه بعيداً عن مصادر العقيدة السلفية وعن علمائها وهذا يكفي في بيان مخالفته للمنهج السلفي في مسألة التلقي خصوصاً في مسألة الحاكمية لذلك فلا غرو أن يقع في مخالفة عقدية في كتابه الآنف الذكر حين يقول:-
«فليس من المستغرب أن تكون مشكلة اتيان الذكران من العالمين أهم قضية في دعوة لوط عليه السلام لأن قومه لو استجابوا له في دعوته إلى الايمان بالله وعدم الاشراك به لما كان لاستجابتهم أي معنى إذا لم يقلعوا عن عاداتهم الوحشية التي اجتمعوا عليها» ص«158».
وقد أخطأ مرتين: أولاً: قوله «... أهم قضية في دعوة لوط» فالتوحيد أهم منها فلو صدقوا في توحيدهم لما فعلوا ذلك لأن التوحيد مانع من المعاصي وفعلها نقص فيه والشرك داع إلى الفواحش وكل الأنبياء كان افتتاح دعوتهم التوحيد: «ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت» «النحل» قال الامام ابن كثير في تفسير قوله تعالى: «كذبت قوم لوط المرسلين» «الشعراء: 150»: «فدعاهم لوط عليه السلام إلى الله عز وجل أن يعبدوه وحده لا شريك له ونهاهم عن معصية الله وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم مما لم يسبقهم إليه أحد من الخلائق إلى فعله» فبين رحمه الله أن ذكر هذا المنكر كان لأنهم قد جاءوا بشئ ما سبقهم إليه أحد لا أن الاولوية في الدعوة تكون له على حساب الايمان والتوحيد كما قرر سرور.
ثانياً: قوله: «لما كان لاستجابتهم أي معنى...» باطل جداً فلو وحدوا الله وأمروا على فاحشتهم لكانوا عصاة لا كفاراً لأن التكفير بالمعصية قول الخوارج والله يقول: «ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء». والسرورية فكر ومنهاج وتنظيم وقد اعترف محمد سرور كما في فضائية «الحوار» بتاريخ 1429/3/16هـ الموافق 2008/3/24م بوجود تنظيم كان منشأه في السعودية. والآن هذا أوان الشروع في سرد بعض المقالات التي فيها تكفير للحكام والمحكومين من بعض الرموز الفكرية للدعوة السرورية في الخارج والداخل. ونبدأ بالنقل عن سيد قطب الذي يعتبر المرجع لهذا الفكر في هذا العصر قال - عفا الله عنه -: «وهذا هو الشرك الواضح الظاهر وهو الدينونة لغير الله في شأن من شؤون الحياة، الدينونة في شرع يتحاكم إليه وهو نص في الشرك لا يُجادل عليه، والدينونة في تقليد من التقاليد كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله والدينونة في زي من الأزياء يخالف ما أمر الله به من الستر ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر والأمر في مثل هذه الشؤون يتجاوز منطقة الإثم والذنب بالمخالفة حين يكون طاعة وخضوعاً ودينونة لعرف اجتماعي سائد من صنع العبيد وتركاً للأمر الواضح الصادر من رب العبيد انه عندئذٍ لا يكون ذنباً ولكنه يكون شركاً لأنه يدل على الدينونة لغير الله فيما يخالف أمر الله وهو من هذه الناحية أمر خطير ومن ثم يقول الله: «وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون» «الظلال 2033/4».
وفي هذا النقل تكفير لعصاة المسلمين المحتفلين بأعياد مبتدعة وتكفير للمتبرجات اللاتي يقلدن بيوتات الأزياء الغربية وتكفير لكل من اتبع تقليداً في المجتمع مخالف لأمر الله ويكفي في رد هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أمتي لم أرهما... نساء كاسيات عاريات...»(1) فجعل المتبرجات من أمته مع اثبات الاثم والمعصية أما سيد قطب فوصفهن بالشرك الواضح.
وقال سيد قطب: «لقد استدار الزمان كهيئة يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله...» «الظلال 1057/2»، من أجل هذا شهد الشيخ يوسف القرضاوي وهو من جماعة الاخوان على أن سيداً يحمل فكر التكفير، يقول: «وفي هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب التي تمثل المرحلة الاخيرة من تفكيره والتي تنضح بتكفير المجتمع وتأجيل الدعوة إلى النظام الاسلامي...» «من 110 من كتابه «أولويات الحركة الإسلامية».
أما في السودان فقد ظهرت أقوال فيها تكفير للدول والحكومات تأثرت بفكر سيد قطب ننقل بعضها.
قال الدكتور عبد الحي يوسف - وفقه الله -: «أما حين تتهاون الدولة المسلمة في أمر هذه الحدود وتعمل على تفويتها وتعطيلها فقد فتحت على نفسها أبواباً من الذل والفقر والمهانة مع ما يستتبعه ذلك من شيوع الفوضى واضطراب النظام واسقاط صفة الاسلام عنها وتسويغ الخروج عليها» «الدولة في الاسلام ص85 ط إحياء التراث».
ويقول في نفس الكتاب (ص86): «وقد ذكر أهل العلم أن الحاكم الذي يعتمد أن يشرع للناس غير ما أنزل الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه يكفر بذلك ولو كان معتقداً أن شرع الله هو الواجب تنفيذه». وسنناقش هذا القول إن شاء الله لاحقاً.
وقال مدثر أحمد اسماعيل: «مظاهرة الكفار على المسلمين وتوليهم وموالاتهم حباً ورغبة لهم ناقض للايمان ويلحق به العمل في سلك الطاغوت جندية وحرساً وعسكرية وقضاءً ووزراء فأعوان الكافر كفار مثله» «نونية العلوم النافعة ص218». وللشيخ محمد عبد الكريم رسالة أسماها الحاكمية تنحو هذا المنحى القطبي.
هذه بعض الأدلة على بيان التكفير الغالي عند رموز هذا التيار وعندنا غيرها فلا نطيل.
بقى الكلام على مسألة الاغتيالات والتفجير الملازمة لفكر التكفير وسننقل إن شاء الله ما يبين مصادرها المستقاة منها والتي يحتفى بها أرباب هذا الفكر.
وقد وقف علماء الدعوة السلفية وطلاب العلم فيها مواقف قوية جداً في صد عدوان أهل التكفير على دماء المسلمين المعصومة مما كان له أكبر الأثر في انحسار هذا الفكر المدمر ورجوع المئات إلى جادة الصواب كما حصل في الجزائر عندما أذاع التلفزيون الجزائري فتاوى الامام الألباني وتلاميذه في قضية التكفير من أجل هذا وجه التكفيريون سهامهم إلى العلماء السلفيين فوصفوهم بالإرجاء والعمالة والمداهنة ...الخ من ألقاب السوء فهل يقال هؤلاء سلفيون كلا وحاشا.
نواصل إن شاء الله
1- والحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه.

[عمر عزالدين]

الدعوة السلفية بين الغلو والجفاء : لفضيلة الشيخ عبد الرحمن حامد
http://www.aalnabit.com/files/media/...at/salafia.mp3
مقتطفات من محاضرة الشيخ المربي / عبدالرحمن بن حامد آل نابت - حفظه الله - بعنوان (الدعوة السلفية بين الغلو والجفاء) ...
----------------------------------------------------------------------------
من مظاهر الغلو في الدعوة السلفية :
1- الخروج على الأئمة بدعوى رفع الظلم ...
2- ذكر معايب السلاطين والامراء على المنابر ..
3- سفك الدماء وقتل الأبرياء ..
4- المظاهرات والتعبير عن رد الحقوق عن طريق المظاهرات ..
5- إنشاء الخلايا السرية وتكوين المجموعات الصغيرة (خلية الدندر خير شاهد) ...
6- إسقاط بيعة أئمة الأقطار ..
7- الدعاء على الأمراء والسلاطين مشاهرة وعلى المنابر ...
8- ترك الدعاء للأئمة بدعوى أنهم ظلمة فلاندعو لهم بالصلاح ..

ومن مظاهر الجفاء في الدعوة السلفية :
1- الطعن في كتاب الله وتحريفه (وهذا تجده عند الشيعة الرافضة) ...
2- سب الصحابة الأعلام (وهو أيضاً عند الشيعة) ...
3- الطعن في السنة وترك العمل بها ....
4- الطعن في العلماء الربانيين الراسخين وسبهم ..
5- ترك العلم وعدم الجد في طلبه ..