الكل يدعي أنه على الحق، فأين الحق، ثم أنتم تختزلون الحق فيكم وحدكم

[أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي]

قال : الكل يدعي أنه على الحق، فأين الحق، ثم أنتم تختزلون الحق فيكم وحدكم، وتقصون كل من يخالفكم، فلماذا لا يكون الحق مع غيركم؟

قلت : إن كل صاحب فكر يعتقد أنه على صواب وحق، لابد وأن يقول أنه على حق، فيستحيل ممن كان يعتقد أنه على الحق، أن يقول أنا لست على الحق.
ولكن في الحقيقة هل كلهم فعلا على الحق؟ كلا لأن الحق واحد لا يتعدد، فلا يمكن -على سبيل المثال- أن يكون الشيء الواحد حلال وحرام في نفس الوقت.
إذن الحق في جهة واحدة، ولكن كيف نعرف من على الحق؟ بمعرفة الحق نفسه، ثم بعرض جميع الأفكار على هذا الحق.
فمن وافق الحق كاملا كان على الحق التام.
ومن خالف الحق كاملا كان على الباطل التام.
ومن وافق بعض الحق، وخالف البعض الآخر، لم يكن على الحق التام، بل خلط حقا بباطل، ولكن لتتنبه؛ فإن المخالفات ليست كلها سواء، فلكل مخالفة أثرها، فقد تطيح بعض المخالفات بالحق كله.