استعمال الإمام أحمد للشاهد عند الترجيح بين الروايات. .

[محمد أشرف]

- رؤية حديثية [ ٤٤]
(أ) استعمال الإمام أحمد للشاهد عند الترجيح بين الروايات. .
(ب) البخاري يخالف الإمام أحمد ويصحح ما حكم عليه بالوهاء أو الضعف. .

-قال عبد الله : سَمِعت أبي يَقُول فِي حَدِيث أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير عَن ابن عَبَّاسٍ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا بن عَشْرِ سِنِينَ قَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ قَالَ أَبِي هَذَا عِنْدِي حَدِيثٌ وَاهٍ أَظُنُّهُ قَالَ ضَعِيفٌ
- سَأَلْتُهُ عَن حَدِيث بن إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن ابن عَبَّاسٍ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا خَتِينٌ قَالَ أَبِي لَمْ نَزَلْ نَسْمَعُ إِنَّ هَذَا حَدِيثٌ وَاه
- حَدَّثَنِي أَبِي قال حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن ابن عَبَّاس قَالَ جمعت الْمُحكم عَن عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا بن عَشْرِ حِجَجٍ قَالَ قُلْتُ وَمَا الْمُحْكَمُ قَالَ الْمُفَصَّلُ كَانَ أَمْلَى عَلَيْهِمْ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ بِالْعَسْكَرِ فَقَالَ بن عشر فَقَالَ أبي لَا، ابن خَمْسَ عَشْرَةَ.

- سَمِعت أبي يَقُول حَدِيث شُعْبَة كَأَنَّهُ يُوَافق حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله عَن ابن عَبَّاس جِئْت على أتان وَقد ناهزت الِاحْتِلَام قَالَ أبي حدّثنَاهُ عبد الرَّحْمَن عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله عَن بن عَبَّاس قَالَ أبي وحدثناه يَعْقُوب عَن بن أخي الزُّهْرِيّ عَن عَمه قَالَ ناهزت الْحلم.

. - رَأَيْت أبي يخْتَار حَدِيث الزُّهْرِيّ وَيُعْجِبهُ وَقَالَ يُوَافق حَدِيث شُعْبَة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ أَبِي وَابْن عَبَّاس يَقُول بت عِنْد النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويروي عَنهُ هَذِه الْأَحَادِيث سَمِعت النَّبِي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. (١)

[محمد أشرف]

* (ساق الإمام أحمد اختلاف الروايات في تحديد سن ابن عباس عند وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن الرواة من ذهب إلى أن عمره آنذاك عشر
سنين أو أقل ، ومنهم من ذهب إلى [أن ] عمره خمس عشرة أو قريب منها
أي ناهز الاحتلام عند وفاته صلى الله عليه وسلم وقد سلك الإمام أحمد
مسلك الترجيح بين هذه الروايات ، فالإمام أحمد اختار رواية شعبة عن
ابن اسحاق عن سعيد بن جبير على رواية إسرائيل وأبي بشر وابن ادريس
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : قال توفي النبي صلى الله عليه وسلم
وأنا ابن خمس عشرة وروايته هذه توافق حديث الزهري عن ابن عباس
( جئت على أتان وقد ناهزت الاحتلام ) [فهي شاهد لرواية شعبة]
وقد ذهب إلى ترجيح رواية خمس عشرة سنة جمع من الأئمة
كالحاكم وابن عبد البر والذهبي وابن حجر وذهب الإسماعيلي إلى أن هذه
الروايات مضطربة وقد رد عليه الحافظ قوله ) .(2)

[محمد أشرف]

- قلت : حديث ابن عباس ــ الذي أعله أحمد ــ من طريق أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عنه: «قبض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم «أخرجه البخاري (5035) ، كذلك أخرج (493) حديث الزهري، عن عبيد اللَّه، عن ابن عباس ، وقد قال عنه الإسماعيلي أنه وهم كما سيأتي فخالف بذلك
الإمامين البخاري وأحمد .. كما أخرج روايتي إسرائيل بن يونس الموصولة عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس:« مثل من أنت حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أنا يومئذ مختون، قال: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك» .
- وإدريس بن يزيد الأودي المعلقة : عن أبيه عن سعيد بن جبير به : «قبض النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا ختين» (6299) (6300).
- قال ابن حجر: «هذا الطريق وصله الإسماعيلي، من طريق عبد الله بن إدريس.
«أخرجه الإسماعيلي، أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل الرازي، قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، ويوسف بن موسى (ح) وأخبرني محمد بن عمر بن عقبة الشيباني، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عبد السلام، قالوا: حدثنا ابن إدريس، به » (3).

[محمد أشرف]

- ولقد لخص ابن حجر الكلام على الروايات بالجمع بينها فقال :
«قد استشكل عياض قول ابن عباس: توفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا ابن عشر سنين بما تقدم في الصلاة من وجه آخر أنه كان في حجة الوداع ناهز الاحتلام، وقد ورد في الاستئذان من وجه آخر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مات وأنا ختين، وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك. وعنه أيضًا أنه كان عند موت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ابن خمس عشرة سنة وسبق إلى إشكال ذلك الإسماعيلي فقال: حديث الزهري، عن عبيد اللَّه، عن ابن عباس الذي مضى في الصلاة وهم، وأجاب عياض بأنه يحتمل أن يكون قوله: (وأنا ابن عشر سنين) راجع إلى حفظ القرآن، لا إلى وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويكون تقدير الكلام: توفي وقد جمعت المحكم وأنا ابن عشر سنين. ففيه تقديم وتأخير، وقد قال عمرو بن الفلاس: الصحيح عندنا أن ابن عباس كان له عند وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ثلاث عشرة سنة قد استكملها ونحوه لأبي عبيد، وأسند البيهقي عن مصعب الزبيري أنه كان ابن أربع عشرة، وبه جزم الشافعي في "الأم" ثم حكى أنه قيل: ست عشرة، وحكى قول ثلاث عشرة، وهو المشهور، وأورد البيهقي عن أبي العالية عن ابن عباس: قرأت المحكم على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا ابن ثنتى عشرة، فهذِه ستة أقوال.
قال الحافظ: والأصل قول الزبير بن بكار وغيره من أهل النسب أن ولادة ابن عباس
كانت قبل الهجرة بثلاث سنين وبنو هاشم في الشعب وذلك قبل وفاة أبي طالب، ونحوه لأبي عبيد، ويمكن الجمع بين مختلف الروايات إلا ست عشرة وثنتى عشرة، فإن كلًّا منها لم يثبت سنده، والأشهر بأن يكون ناهز الاحتلام لما قارب ثلاث عشرة، ثم بلغ لما استكملها ودخل في التي بعدها، فإطلاق خمس عشرة بالنظر إلى جبر الكسرين وإطلاق العشر والثلاث عشرة بالنظر إلى إلغاء الكسر وإطلاق أربع عشرة بجبر أحدهما» (4) .
- للاستزادة ينظر كتاب تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم «181» .
والله أعلم .

----------------------------
- 1 / العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية عبد الله أرقام 1710حتى 1717.
- 2/ منهج التعليل عند أحمد صفحة 541.
- 3/ «فتح الباري» 11/91.
- 4/ "الفتح" 8/ 702 – 703.

[عبدالله المقدسي]

جزاك الله خيراً

[محمد أشرف]

وإياكم أجمعين