أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
28577 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2014, 02:39 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
Arrow قراءة القرآن بالمقامات جائزة بشرط أن لا تغير الحروف عن نظمها ولا تزيد أو تنقص حرفاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إختلف العلماء في مسألة قراءة القرآن بالمقامات إلى أربعة أقوال هي:
1- البدعية والحرمة مطلقاً
2- الكراهة.
3- الإستحباب مطلقاً
4- التفصيل بأن يُستحب بشرط أن لا يُغَيِّر نَظْم الحروف بتمطيط الحروف أو بنقص أو بزيادة حرف فإنه بذلك يخرج عن القراءات ومعنى التغني بالقرآن في الأحاديث الصحيحة فإن لم يكن فيه شيءٌ من ذلك فهو مستحب.

فذهب جمع من العلماء الى القول الثالث فهم يستحبونه مطلقاً.
وذهب الإمام مالك من قبل للقول الثاني وهو الكراهة وبعضهم جعل قوله التحريم وهو القول الأول،
وممن ذهب للقول الأول الإمام شيخ الإسلام ابن القيم الشيخ العلامة بكر أبو زيد في كتابه الرائع بِدَع القراء إلى بدعية قراءة القرآن بالمقامات مطلقاً.
والصواب قول الشافعي وهو القول الرابع وهو ما ذهب له النووي وابن حجر رحم الله الجميع وهو التفصيل فيُستَحَبُّ لعموم الأحاديث الصحيحة في التغني في القرآن والتغني يلزم منه التلحين بألحان الغناء وهي المقامات المعروفة بشرط أن لا يُغَيِّر نَظْم الحروف أو ينقص أو يزيد حرفاً فإنه بذلك يخرج عن القراءات ومعنى التغني بالقرآن في الأحاديث الصحيحة فإن كان فيه شيءٌ من ذلك فهو بدعة وحرام لخروجه عن القراءات.
وسيأتي في الفتوى الآتية الذكر رد الحافظ ابن حجر بكلام دقيق في آخر كلامه المنقول من فتح الباري على كلام من ذهب للقول بالحرمة والبدعية .
قلت: ومن القراءات بالمقامات المعروفة قراءة إمام الحرم المدني السابق الشيخ محمد بن أيوب المشهورة بالقراءة الحجازية وهي قراءة برواية حفص بالمقام الحجازي وهي أفضل القراءات واحبها إليَّ لعدم سرعتها وجمال المقام الحجازي فيها ظاهر وهو من التغني المشروع بالقرآن كما أسلفت - لعدم احتوائها أي محذور يُغَيِّر نَظْم حروف قراءة حفص بتمطيط الحروف أو بنقص أو زيادة حرف على حروف قراءة حفص - وسيأتي بيانه بتفصيلٍ أكثر في الفتوى الآتي ذكرها.

وهذه فتوى مركز الإفتاء التابع لوزارة الأوقاف القطرية وهي مؤسسة سلفية:
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=177585
-
وهذا نص ما جاء فيها:

( العرض الموضوعي القرآن الكريم مقدمات في القرآن فضل وآداب تلاوة القرآن وتعلمه

قراءة القرآن بالمقامات والتطريب.. رؤية شرعية
الأحد 23 جمادي الأولى 1433 - 15-4-2012

رقم الفتوى: 177585
التصنيف: فضل وآداب تلاوة القرآن وتعلمه

السؤال
سؤال حول المقامات : والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب, فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع، ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم، فإن الصوت الحسن يزداد بذلك حسنا، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها، ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القرآن، فإن خرج عنه لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، فلعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام، لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء. ماذا يقصد هنا بقوانين النغم؟ و عن كتاب "سنن قراء ومناهج المجودين" للدكتور عبد العزيز القاري. فقد ذكر أربعة شروط لإجازة القراءة بالمقامات 1-أن لا يخل بأحكام التجويد 2-أن لا يستخدم مقاماً يتعارض مع وقار القرآن وجلاله، ويجب مراعاة الأدب عند تلاوة القرآن 3-استخدام مقام يميل إلى التحزين 4-أن يستخدم المقامات قدر حاجته فهل المقامات حتى بهذه شروط المذكورة حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقوانين النغم هي قوانين الغناء المعروفة بالألحان وهي المركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، وقد اختلف فيها أهل العلم ورجح جمع منهم الجواز إن لم يحصل بها تغيير للحروف بالتمطيط، وما حصل به التمطيط والتحريف للقرآن بحيث يزيد أو ينقص حرفاً فهو محرم؛ كما قال النووي في التبيان .
واتفقوا على تحسين الصوت بالقرآن لما في ذلك من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أذن الله ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن.
قال ابن قدامة في المغني: وعلى كل حال فقد ثبت أن تحسين الصوت بالقرآن وتطريبه مستحب غير مكروه، ما لم يخرج ذلك إلى تغيير لفظه وزيادة حروفه، فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: استمع قراءة رجل في المسجد لم أسمع قراءة أحسن من قراءته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع قراءته ثم قال: هذا سالم مولى أبي حذيفة، الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: إني مررت بك البارحة وأنت تقرأ، فقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، فقال أبو موسى: لو أعلم أنك تستمع لحبِّرتُه لك تحبيراً. اهـ ويرى جمع من أهل العلم كره القراءة المشابهة لألحان الأغاني، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: وفصل النزاع، أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً. ... فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها. الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها.... اهـ.
وقال الشيخ زكريا في شرح روض الطالب : فأما القراءة بالألحان فأباحها قوم وحظرها آخرون، واختار الشافعي التفصيل وأنها إن كانت بألحان لا تغير الحروف عن نظمها جاز وإن غيرت الحروف إلى الزيادة فيها لم تجز، وقال الدارمي: القراءة بالألحان مستحبة ما لم يزل حرفا عن حركته أو يسقط فإن ذلك محرم. اهـ
وقال ابن العربي في الأحكام : واستحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالألحان والترجيع, وكرهه مالك. وهو جائز { لقول أبي موسى للنبي عليه السلام : لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا } ; يريد لجعلته لك أنواعا حسانا , وهو التلحين , مأخوذ من الثوب المحبر , وهو المخطط بالألوان . وقد سمعت تاج القراء ابن لفتة بجامع عمرو يقرأ : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك } . فكأني ما سمعت الآية قط . وسمعت ابن الرفاء وكان من القراء العظام يقرأ , وأنا حاضر بالقرافة : فكأني ما سمعتها قط . وسمعت بمدينة السلام شيخ القراء البصريين يقرأ في دار بها الملك : { والسماء ذات البروج } فكأني ما سمعتها قط حتى بلغ إلى قوله تعالى : { فعال لما يريد } فكأن الإيوان قد سقط علينا . والقلوب تخشع بالصوت الحسن كما تخضع للوجه الحسن, وما تتأثر به القلوب في التقوى فهو أعظم في الأجر وأقرب إلى لين القلوب وذهاب القسوة منها . وكان ابن الكازروني يأوي إلى المسجد الأقصى , ثم تمتعنا به ثلاث سنوات , ولقد كان يقرأ في مهد عيسى فيسمع من الطور , فلا يقدر أحد أن يصنع شيئا طول قراءته إلا الاستماع إليه . وكان صاحب مصر الملقب بالأفضل قد دخلها في المحرم سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وحولها عن أيدي العباسية , وهو حنق عليها وعلى أهلها بحصاره لهم وقتالهم له , فلما صار فيها , وتدانى بالمسجد الأقصى منها , وصلى ركعتين تصدى له ابن الكازروني , وقرأ : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } فما ملك نفسه حين سمعه أن قال للناس على عظم ذنبهم عنده , وكثرة حقده عليهم : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } . والأصوات الحسنة نعمة من الله تعالى , وزيادة في الخلق ومنة . وأحق ما لبست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله ; فنعم الله إذا صرفت في الطاعة فقد قضي بها حق النعمة . اهـ

وجاء في فتح الباري لابن حجر: ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم، لأن للتطريب تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع، وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان ...فحكى عبد الوهاب المالكي عن مالك تحريم القراءة بالألحان، وحكاه أبو الطيب الطبري والماوردي وابن حمدان الحنبلي عن جماعة من أهل العلم، وحكى ابن بطال وعياض والقرطبي من المالكية والماوردي والبندنيجي والغزالي من الشافعية وصاحب الذخيرة من الحنفية الكراهة، واختاره أبو يعلى وابن عقيل من الحنابلة، وحكى ابن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين الجواز وهو المنصوص للشافعي، ونقله الطحاوي عن الحنفية. وقال الفوراني من الشافعية في الإباحة يجوز بل يستحب. ومحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه فلو تغير قال النووي في التبيان: أجمعوا على تحريمه. ولفظه: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن خرج حتى زاد حرفا أو أخفاه حرم. قال: وأما القراءة بالألحان فقد نص الشافعي في موضع على كراهته، وقال في موضع آخر لا بأس به، فقال أصحابه: ليس على اختلاف قولين بل على اختلاف حالين فإن لم يخرج بالألحان على المنهج القويم جاز وإلا حرم، وحكى الماوردي عن الشافعي أن القراءة بالألحان إذا انتهت إلى إخراج بعض الألفاظ عن مخارجها حرم، وكذا حكى ابن حمدان الحنبلي في الرعاية، وقال الغزالي والبندنيجي وصاحب الذخيرة من الحنفية: إن لم يفرط في التمطيط الذي يشوش النظم استحب وإلا فلا ... والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث. وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح، ومن جملة تحسينه أن يراعى فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعى الأداء، فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء. اهـ
والله أعلم. ) إنتهى

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-08-2014, 02:04 PM
الزيلعي الزيلعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 310
افتراضي

أخي عمر كيف أحوالك؟ سؤال: هل يوجد اليوم من يستعمل المقامات دون (تمطيط) ثم ألا ترى أن كثيرا من هؤلاء يضعون فتاوي العلماء في غير موضعها كمن يستعمل ما يسمى بالأناشيد الإسلامية ناقلا فتوى عن الشيخ ابن باز ثم ترى تلكم الأناشيد قد خولطت بموسيقى والإيقاع الخفي,وعلى كلّ فإن بعض المسائل تكون شائكة وفتح الباب يجعل كثيرا ممن لا فقه لهم يستخدمون هذه الفتاوى بجهل وعدم إدراك,ولكن نقول تغنى بالقرآن دون أن تخرج الحروف وأحكامها عن أمرها المعهود,ولندع أمر المقامات جانبا,فلا أعلم أنها جاءت في كتاب أو سنة,وبهذا نكون قد أصبنا السنة وأقفلنا باب التكلف,والله أعلم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-09-2014, 12:07 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي

أخانا الزيلعي أنا أرى أن أتأمل الأمر أكثر
فقد وقفت على كلام لبعض العلماء نقلوا فيه بعض الآثار كالشيخ محمد بن صالح المنجد في تسجيل له في اليوتيوب
بعد مدة لي عودة لأقول ما أعتقده والله الموفق.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-12-2014, 10:10 AM
ابوعبيدالله السلفي ابوعبيدالله السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 624
افتراضي

روي عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَمَا سَمِعْتُ صَوْتَ صَنْجٍ، وَلَا بَرْبَطٍ، وَلَا نَايٍ أَحْسَنَ مِنْ صَوْتِهِ " أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، وأبو عوانة في المستخرج، وأبو نعيم في الحلية، وصححه الحافظ في الفتح وأقره الشيخ الألباني في الضعيفة تحت: 5326.
وقال الحافظ عقبه:
"و (الصنج) - بفتح المهملة وسكون النون بعدها جيم -: هو آلة تتخذ من نحاس، كالطبقين، يضرب أحدهما بالآخر.
و (البربط) - بالموحدتين بينهما راء ساكنة ثم طاء مهملة، بوزن جعفر -: هو آلة تشبه العود، فارسي معرب.
و (الناي) - بنون بغير همز -: هو المزمار" اهـ.
قلت: والذي يظهر لي أن القارئ إذا وافق أحد المقامات في قراءته ثم غير صوته فوافق مقاما آخر دون تقصد فيدخل هذا تحت الأحاديث التي تحث على تحسين الصوت، وقوله صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً"، هو زيادة على الصوت المعتاد.
أما أن يتقصد القراءة بالمقامات بتعلمها والتنقل بينها فقد شابه أهل الفسق في هذا، ويصبح منشغلا في قراءته باستحضار المقامات وفروعها بدلا من استحضار وقوفه بين يدي الله تعالى وضبطه للآيات. والله أعلم.
__________________
حدثنا الشيخ عبد المالك رمضاني -حفظه الله- قال:
سمعت شيخنا الألباني -رحمه الله- يقول: "الاجتماع يطرد الشيطان"
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-12-2014, 02:32 PM
ناصر اليماني ناصر اليماني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: اليمن
المشاركات: 315
افتراضي

إن الكلام على المقامات الناس فيه بين مانعٍ جملةً وتفصيلاً ومبيح والصواب فيها والله أعلم التفصيل :
أولاً ليُعلَم أن ما من قارئ أوتي صوتاً حسناً إلا ويدخل في أحد المقامات المعروفة سواء الأصلية أم الفرعية في قراءته وسواء كان عالماً بها أم لا فمثلاً القارى سعد الغامدي يقرأ بجُلِّ المقامات علماً أنه لا يعرفها ولا يحسنها كما سمعته منه أعني المقامات فهل قراءته بذلك الصوت الحسن يكون محرماً؟ قطعاً الجواب : (لا) إذاً المقام في حد ذاته ما هو إلا اسمٌ لهذا الصوت الحسن ومن المعلوم أن الأسماء لا تغير المعاني بمجرد إطلاق الاسم عليه فمثلاً تسمية الخمر شراب الروح هذا لا يجعلها حلالاً والعكس بالعكس.
وإن مما يزيد الأمر وضوحاً : لو قال قائل : سأقرأ بصوت مشاري العفاسي أو المنشاوي أو الغامدي هل يكون هذا محرماً ؟! فالقول في المقامات كالقول في هذا لأن هؤلاء القراء يقرأون يقيناً بأحد هذه المقامات ولا أجد فارقاً بينهما.
فإذا تقرر هذا عُلِمَ أن القراءة بالمقامات على ما بينا سابقاً لا بأس بها ، لكن يُنتبه ألا يفعل القارئ ما يفعله بعضهم وهو التقصد بالنزول والطلوع في الطبقات الصوتية بما يشبه أصوات الأناشيد أو الأغاني أو أن يتعمد القارئ بتغيير مقام إلى آخر فهذا هو المحظور لما فيه من إخضاع القرآن لقواعد الغناء والله المستعان.
وقد رأيت كثيراً ممن يقرأون وهم في الأصل من أهل الإنشاد يبالغون في التغني بالقرآن بما يخرجه عن حد القراءة وسمعت بعضهم يقرأ سورة فيأتي متعمداً في كل آية بمقام فيقرأ في الآية الأولى بمقام النهاوند والثانية بالسيكا والثالثة بالكُرد وهكذا ويأتي في آخر بعض الآيات بما يسمى عند أهل الغناء بالقَفَلات ، والله المستعان فنسأل الله العافية.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-16-2014, 02:30 PM
الزيلعي الزيلعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 310
افتراضي

بوركتم جميعا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-31-2016, 11:16 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي


من آداب الفتوى سد الذرائع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد:

اعلموا أحبتي الكرام – وفقكم الله – أن هذه المسألة لها جهتان :

- القول بالتغني المشروع . وهذا لا خلاف فيه .
- القول بالمقامات الموسيقية الصناعية .


وهي محل النزاع عند إطلاق مثل هذا السؤال : ما حكم قراءة القرآن بالمقامات ؟

وواجب المفتي أن يسلط الجواب على هذا السؤال المعروف المشتهر , وأما إن أحب التفصيل حتى لا يُرَد بعض الحق ( التغني المشروع ) ، فله أن يفصل بشريطة أن يكون الجواب منطلقاً من حكم الأصل وهو التحريم مستثنياً منه الصورة الجائزة .

بخلاف صنيع من يغلب جانب الإباحة ثم يستثني منه الصورة المحرمة ؛ فإنه ذريعة لأهل الأهواء للقول بشرعية بعض الباطل لوجود الاشتباه ، وهو : ( كون بعض المقامات في بعض الآيات تأتي سجية ) والذي يأتي نادراً وغير مقصود .

ولا يخفى أن كثيراً من القائلين بالمقامات الصناعية يجيزون الغناء . بل ويستمعون للمغنيين . بل ويتمرنون على الأغاني لتحقيق المقامات الصناعية في قراءة القرآن .

وفي مثل هذه الحال :

1- إذا كان الحق وهو التغني المشروع مقراً شرعاً ومطبقاً واقعاً .
2- وكان السؤال محمول عرفاً على المعنى الباطل .
3- وأن الباطل هو فتنة المشتغلين في المقامات .
4- وأنه يجر إلى فتح باب الفتن من تجويز الغناء والمعازف .


لم يكن بد من التشديد في هذا الباب وغلقه ، كما قال النووي – رحمه الله - : " قَالَ الصَّيْمَرِيّ إِذا رأى الْمُفْتِي الْمصلحَة أَن يُفْتِي الْعَاميّ بِمَا فِيهِ تغليظٌ وَهُوَ مِمَّا لَا يعْتَقد ظَاهره وَله فِيهِ تَأْوِيل جَازَ ذَلِك زجرا لَهُ كَمَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه سُئِلَ عَن تَوْبَة الْقَاتِل فَقَالَ لَا تَوْبَة لَهُ وَسَأَلَهُ آخر فَقَالَ لَهُ تَوْبَة ثمَّ قَالَ أما الأول فَرَأَيْت فِي عينه إِرَادَة الْقَتْل فمنعته وَأما الثَّانِي فجَاء مستكيناً قد قتل فَلم أقنطه " ( آداب الفتوى ، ص/ 65 ) .

وقد قال النووي – رحمه الله - : " وَقد يحْتَاج الْمُفْتِي فِي بعض الوقائع إِلَى أَن يشدد ويبالغ فَيَقُول وَهَذَا إِجْمَاع الْمُسلمين أَو لَا أعلم فِي هَذَا خلافًا أَو فَمن خَالف هَذَا فقد خَالف الْوَاجِب وَعدل عَن الصَّوَاب أَو فقد أَثم وَفسق أَو وعَلى ولي الْأَمر أَن يَأْخُذ بِهَذَا وَلَا يهمل الْأَمر وَمَا أشبه هَذِه الْأَلْفَاظ على حسب مَا تَقْتَضِيه الْمصلحَة وتوجبه الْحَال " ( آداب الفتوى ، ص/ 65 ) .

ولهذا كانت فتاوى علمائنا الكبار على هذا الأصل الذي يحفظ الحق ويقمع الباطل في هذه المسألة ومثيلاتها ، ومن الله التوفيق .



***

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-01-2016, 01:27 AM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 784
افتراضي

«..ونَشْواً يتخذون القرآن مزاميْر، يُقدِّمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم؛ ما يُقدِّمونه إلا ليُغنِّيهم». [حديث شريف صحيح]

التغني بالقرآن (*)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فقد كَمُل هذا الدِّين قبل وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: {اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3].

وقال عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه-: «من كان مُستناً فليستن بـمن قد مات فإنَّ الحيَّ لا تُؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب مُحمد -صلى الله عليه وسلم-، أبرُّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلُّفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيِّه، وإقامة دينه، فاعرفوا لَهم حقهم، وتَمسكوا بهديهم، فإنهم على الصراط المستقيم».

وقال حذيفة –رضي الله عنه-: «يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقاً بعيداً، فإن أخذتـم يَميناً وشـمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً».

وكلما ابتعد الناس عن الوحي انتشرت وذاعت بيْنهم المُحدثات، ومن تلك المُحدثات (قراءة القرآن الكريم بالألحان الموسيقية والمقامات الغنائية)، وقد نشأت في القرن الثالث الهجري، وما فَتِىءَ علماء السلف مُنْذُ ظهورها وهم ينكرونها، ولَهم مواقفهم المشهورة المشهودة مِمَّن أحدث هذه البدعة.

وما زالت هذه البدعة تتطور شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في هذا الزمان، فتطور بهم الأمر إلى قراءة القرآن لا بالألحان فقط بل بالآلات والمزاميـر، ومن ذلك ما: «نشرته مَجلة الأدب المصرية التي يُصْدِرها الأستاذ أمين الخولي في عدد مايو 1956م مقالاً بعنوان: (القرآن والفنون) تضمن ما يلي:

ـ إن حق تلحين القرآن مقطوع به، وأنه يستمد شرعية وجوده من هذه القراءات السبع، وإننا في حاجة فقط إلى فنان عربي عظيم!! مثل: باخ، وهندل، وهايدن [هؤلاء الثلاثة موسيقيون ألـمان!] في أعمالِهم الدينية الرائعة.

ـ وإن خيْر موسيقى لتلحين القرآن هي: موسيقى الكنيسة المصرية، التي نَجدها في القُدَّاس القبطي القديم، وأن الأذان الإسلامي الحالي فيه جزء واضح من هذا القُدَّاس القبطي.


ـ (ويقتَرح لتلحين القرآن) آلات موسيقية أساسية، هي بصفة مبدئية: الناي، والمثلث، والأرغن.

ـ إن القرآن سيمفونية ضخمة من حركات كثِيْرة، وأقرب السمفونيات إلى هذه السمفونية الإلـهية السمفونية التاسعة، التي تَنْتَهِي إلى نشيد الفرح الذي يردده الناس»!!

كما نشرت جريدة الأهرام في 7 أغسطس 1958م رأياً مُثِيْراً عن مَجلة الآداب -بالخط العريض- (خَمس سور من القرآن تَمَّ تلحينها)، وتَحت هذا العنون: «أرسل وكيل وزارة التربية والتعليم إلى صالِح أمين مفتش موسيقي بالوزارة، الذي بدأ في تلحين القرآن خطاباً يقول فيه: إن الوزارة تبارك المشروع، وأنها مستعدة لدفع تكاليف تكوين فرقة موسيقية لتسجيل السور التي تَمَّ تلحينها، وعرضها على هيئة كبار العلماء، ثم تقديْمها للإذاعة، وقد أبدى عبدالوهاب حمودة -عضو لـجنة الاستماع بالإذاعة- إعجابه بالسور الملحنة بعد أن غنَّاها له على (العود) صالِح أمين، وقد أتَمَّ صالِح أمين تلحين خَمس سور هي: المدثر، والإنسان، والنور، والفرقان، والأنفال. ويقوم الآن بكتابة (نوتها) الموسيقية».

- كما نشرت جريدة الأخبار في عدد 12 أكتوبر 1959م : أنَّ الموسيقار زكريا أحمد سيقوم بِمحاولة فَنِّيَّةٍ جديدة لتلحين القرآن، وأنَّ فكرته هي تصوير المعاني وضبط الأنغام في التَرتيل»اهـ.

وفي هذه الأيام نجد دعوات بل مدارس بل برامج على الفضائيات بل مسابقات على الفضائيات في قراءة القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية، وكل ذلك تحت مسمّى: (فَنُّ التَّغنِّي بالقرآن الكريم)! مِمَّا أدَّى إلى افـتـتان كثيْر من الناس بهذا (الفنِّ) المُحدَث في دين الله؛ وذلك لانـتشار الجهل في أوساطهم؛ إما في مستوى ثقافَتِهم، أو لِجهل مثقفيهم بالموقف الشرعي من المُحدثات.

والمقامات الفنِّيَّةِ التي يقرأون بها هي: (الصبا، والنهاوند، والعجم، والبيات، والسيقا، والحجاز، والرست، واللامي، والبستنكار، والجهاركا، والحسينـي، والزنْجَرَان).

ولبيان حقيقة هذا الأمر لا بدَّ أن نعلم أنَّ قراءة القرآن تَوقِيْفِيَّةٌ، قال الله –تعالى-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].

وقال عروة بن الزبير: «إنَّ قراءة القرآن سُنَّة من السُنن، فاقرأوه كما عُلِّمتموه».
وقال الشعبى: «القراءة سنة، فاقرأوا كما قرأ أوَّلُوكم».

قال ابن الجزري: «ولا شك أنَّ الأمة كما هم مُتَعَبَّدُونَ بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، مُتَعَبَّدُونَ بتصحيح ألفاظه، وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية التي لا تَجوز مُخالفتها ولا العدول عنها إلى غيْرها»اهـ.

وحَثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على تَحسيْن وتزيِـيْن القرآن بالصوت؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منَّا من لَم يتغنَّ بالقرآن»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «زينوا القرآن بأصواتكم؛ فإن الصوت الحَسَن يزيد القرآن حُسناً».

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن يَجهر به».

قال أبو جمرة: «والمعنى: اشغلوا أصواتكم بالقرآن، والهجوا بقراءته [واتَخذوه] شعاراً، وزِيْنَةً، وليس ذلك على تطريب الصوت»اهـ.

وقال الأُبِيُّ: «قلت: تَحسيْن الصوت به غيْر قراءة الألحان، فتَحسيْن الصوت تزيِيْنه بالتَرتيل والجهر والتحزين والتَرقيق، وقراءته بالألحان هي قراءته بطريق أهل علم الموسيقى في الألحان، أي: في النغم والأوزان حسبما رتَّبوه في صنعة الغناء، وسَمِع عارفٌ بها قارئاً يقرأ فاستحسن قراءته، وقال: إنه يقرأ من نغمة كذا»اهـ.

وقال المناوي: «...أي: يَجهر ويُحسِّن صوته بالقراءة بِخضوع وخشوع وتَحسيْن وترقيق، [ثم قال] وليس المراد تكثيـر الألحان كما يفعله أبناء الزمان؛ ذو القلوب اللاهية والأفئدة الساهية يتزيَّن به للناس، ولا يطْرُدُ به الخَنَّاس بل يزيد في الوسوسة»اهـ.

قال أبو عبيد: «... وعلى هذا تُحمل هذه الأحاديث التي ذكرناها في حُسن الصوت، إنَّما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، يُـبَيِّنُ ذلك حديث أبي موسى: أن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- استمعن قراءته، فأُخْبِرَ بذلك، فقال: لو علمت لشوَّقت تشويقاً، أو حبّرت تَحبِيْراً. فهذا وجهه لا الألحان المطرِبة الملهية».

والمقصود من تحسين الصوت بالقرآن؛ قراءته وتَجويده -كما قاله غيْر واحد من أهل العلم-، وليس المقصود به قراءة القرآن بالمقامات الغنائية! ومن هؤلاء: إبراهيم النخعي، وعمر بن عبدالعزيز، وسالم بن عبدالله بن عمر، وابن سيرين، ومالك، والشافعي، والبخاري، وأَحمد بن حنبل، ويزيد بن هارون، والآجري، والطرطوشي، والدارمي، والنووي، وابن تيمية، وابن القيم، ابن خلدون، وابن الجزر -إمام علم القراءات والتـجويد-، والحارث بن مسكين، والعز ابن عبدالسلام، وابن كثير، وابن رجب، والسخاوي، والسيوطي، وزكريا الأنصاري، وملا علي القاري، ومحمد رشيد رضا، والشيخ مَحمود خليل الحصري، والشيخ مُحمد مكي نصر، والشيخ عامر السيّد عثمان، والشيخ أحمد عبدالعزيز أحمد مُحمد الزيّات، والشيخ عبدالفتّاح السيّد عجميّ المرصفيّ، والشيخ مُحيي الدين الكرديّ، والشيخ سعيد عبدالله العبدالله، والشيخ الألباني، والشيخ حسين خطّاب -شيخ القرَّاء في سوريا-، والشيخ مُحمد سكَّر، والشيخ عبدالغفار الدروبي، والشيخ أيْمن رشدي سويد، والشيخ بكر أبو زيد، والدكتور مُحمد موسى نصر، والشيخ سعود بن عبدالله الفنيسان، والشيخ أبو إسحاق الحويني، وعلماء (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)، وعلماء (دار الإفتاء المصرية)، وغيرهم كثير....

ومن باب الاختصار فالقول ببدعة القراءة بالمقامات وكراهتها تحريما هو الراجح الصحيح لأمور منها :

أولاً: أن ذلك ليس من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وصحبه الكرام -رضي الله عنهم-, وليس من طريقة السلف الصالح -رحمهم الله-, والأمر هنا تعبّدي محض فلا بدّ من دليل على الإباحة وإلا فالأصل المنع، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل، وهنا لادليل، بل الدليل على المنع منها والنهي عنها, وهذا يعني عدم الجواز .

ثانياً: الأمر أقلّ مايقال فيه أنه شبهة، والمسلم العاقل ينأى بنفسه عن منزلق الشبهات، فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه.

ثالثاً: قدر كتاب الله في نفوسنا، وجلالته وعظمته ومنزلته في ديننا، كل ذلك يدفعنا لصون كتاب الله، عن ألحان أهل الفسق والمجون، إذ كيف يُعقل الجمع بين نقيضين.
ألم يقل ابن القيم -رحمه الله-:

حب القران وحب ألحان الغنا ......... في قلب عبد ليس يجتمعا

رابعاً: إن كان في قراءة القرآن على تلكم المقامات مصلحة، فتركها أولى لما يترتّب عليها من مفاسد لا مفسدة، ودرء المفاسد مقدّم على جلب المصالح، والمفاسد المترتبة لا حصر لها لأن الأمر يوماً عن يوم في ازدياد {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ}.

ومن تلكم المفاسد: أن القارئ ينبغي عليه أن يتعلم تلك المقامات الموسيقية وتلك الألحان، كي يستطيع بعد ذلك القراءة على نفس المنوال، بل قد وصل الحدّ ببعض الناس أن يستمع الأغاني ويتطرّب بها ويلتذّ بزعم أنه يتعلّم المقامات ليقرأ القرآن بها، وهذا أمر مشاهد، وواقع محسوس، لامجال لإنكاره، ولاسبيل لإغفاله...

خامساً: تزيين الصوت بالقرآن مستحبّ وليس بواجب، فما بالنا نتكلّف فعل المستحب، فنقع في أمر في أقلّ حالاته مكروه وشبهة.

وقد صح عن النبى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن»، قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «وقد فسره الشافعى وأحمد بن حنبل وغيرهما بأنه من الصوت فيحسنه بصوته ويترنم به بدون التلحين المكروه».

وقال: «النَّاس مأمورون أن يقرؤوا القرآن على الوجه المشروع, كما كان يقرؤه السلف مِن الصحابة والتَّابعين لهم بإحسان, فإنَّ القراءة سنَّةٌ يأخذها الآخِرُ عن الأول, وقد تنازع النَّاس في قراءة الألحان, منهم مَن كرهها مطلقاً؛ بل حرَّمها, ومنهم مَن رخَّص فيها, وأعدل الأقوال فيها أنَّها إن كانت موافقةً لقراءة السَّلف كانت مشروعة, وإن كانت مِن البدعِ المذمومةِ نهِيَ عنها, والسَّلف كانوا يُحسِّنون القرآن بأصواتهم مِن غير أن يتكلَّفوا أوزان الغناء, مثل ما كان أبو موسى الأشعري يفعل, فقد ثبتَ في الصحيح عن النبي أنَّه قال: «لقد أُوتِيَ هذا مزماراً مِن مزامير آل داود», وقال لأبي موسى الأشعري: «مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأُ فَجَعَلْتُ أستمعُ لقراءتك»، فقال: لو علمتُ أنَّك تسمع لحَبَّرتُهُ لك تحبيراً. أي: لحسَّنتُهُ لك تحسيناً, وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري : يا أبا موسى ذكِّرنا ربَّنا, فيقرأُ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته, وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «زيِّنوا القرآن بأصواتكم», وقال: «للهُ أشدُّ أَذَناً إلى الرَّجلِ الحَسَنِ الصَّوتِ بالقرآنِ مِن صاحب القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِهِ», وقال: «ليس مِنَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآن », وتفسيره عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسينُ الصَّوتِ به, وقد فسَّره ابن عُيينة ووكيع وأبو عُبيد على الاستغناء به, فإذا حَسَّنَ الرَّجلُ صوته بالقرآن كما كان السَّلف يفعلونه -مثل أبي موسى الأشعري وغيره – فهذا حَسَنٌ, وأمَّا ما أُحدِثَ بعدَهم مِن تَكَلُّفِ القراءةِ على ألحان الغناء فهذا يُنهى عنه عند جمهور العلماء, لأنَّه بدعة, ولأنَّ ذلك فيه تشبيهُ القرآنِ بالغناء, ولأنَّ ذلك يُورِثُ أن يبقى قلبُ القارئ مصروفاً إلى وَزْنِ اللَّفظِ بميزانِ الغناء, لا يتدبَّره ولا يعقله, وأن يَبْقَى المستمعون يُصْغُونَ إليه لأجل الصوتِ المُلَحَّنِ كما يُصْغَى إلى الغناء, لا لأجلِ استماعِ القرآن, وفهمِهِ, وتدبُّره, والانتفاع به, والله سبحانه أعلم».

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)هذه المطوية مُنتقاه من كتاب «تَيْسِيرُ الكَرِيمِ الرَّحْمَنِ فِي حُكْمِ قِرَاءَةِ الـقُرْآنِ بِالمقَامَاتِ وَالألحان».
قمت بنشرها ضمن فعاليات وزارة التربية والتعليم في ( مسابقة مـزمـامـيـر داود – الأولـى لـعـام 1433هـ -2012م)(!)



__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-03-2016, 06:01 PM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي

طجزاكم الله خيراً
وبعد تأمل كل ما قلتم ما زلت أرى جواز تعمد القراءة بالمقامات - لأنه داخل تحت عموم نصوص الأحاديث الصحيحة في تحبير وتحسين الصوت بالقرآن والتغني بالقرآن - بالشروط التالية:
١- عدم تغيير نظم الحروف او زيادة أو نقص حرف لمجرد مراعاة المقامات!
٢- وان لا يبالغ في تحقيق المقامات ويبالغ في الطلوع والنزول في المقامات الذي يؤدي إلى مخالفة القراءات! فيخالف القراءات في المدود فيزيد في المد أو يُقْصِر أو يزيد في التمطيط بما لم يرد في القراءة
3- وأن لا يتعلم القراءة بالمقامات باستعمال السُّلَّم الموسيقي ( دو ري مي فاصول لا سي ...) وباستعمال الطبل أو نحوه من الآلات الموسيقية أو بالإستماع الأغاني التي هي من اللهو المحرم وذلك بدعة وقد نقل تعلمه باستعمال الطبل الشيخ عثمان بن محمد الخميس في فتوى له مصورة مسجلة وأنكره غايةً والمراد جواز تعلم المقامات المعروفة أي المتعارف عليها عند العرب دون حاجة لاستعمال السُّلَّم الموسيقي ( دو ري مي فاصول لا سي ...) ولا استعمال الطبل أو نحوه من الآلات الموسيقية ولا بالإستماع الأغاني-
4- وأن لا يتعمد تنويع المقامات في قراءة واحدة إلا أن يكون ذلك سليقة غير مقصودة.
- وهذه الشروط الأربعة مستفادة من كلام الحافظ ابن حجر وكلام جمهور أهل العلم من غيره وهذا ما يجب أن يُفْهَمَ به قول الجمهور -
- ومن صنع ما يناقض احد هذه الشروط الثلاثة فقد وقع في البدعة -
- وعليه فمن وقع له المقام في قرئته سليقةً لا تعمداً فهو جائز من باب أولى -
- وبهذا يتضح الرد على أخينا أبي عبيد الله السلفي وغيره ممن ذهب لحرمة تعمد القراءة بالمقامات وفي هذا القول تعسير ظاهر على الناس مع كونه مخالف لعمومات نصوص تحبير وتحسين الصوت بالقرآن والتغني به -
لكن يجوز له ان يقرأ بمقام أحياناً وبمقام آخر في وقت آخر ولا يجمع بينهما في قراءة واحدة لأن في الجمع بين اكثر من مقام في قراءة واحدة مشابهة الغناء بالموسيقى الذي يتنقل بين المقامات المختلفة.
اما من قرأ بأكثر من مقام في قراءة واحدة دون تعمد بل سليقةً لا يتعمدها فيجوز.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.