أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
82667 84309

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-14-2016, 02:23 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وجوب التحري في الفتوى. لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (محاضرة مفرغة)

وجوب التحري في الفتوى

(محاضرة مفرغة) لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - (1)

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهدية ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ياأيها الذين آمنوا أتقو الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يأأيها الناس اتقو ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء واتقو الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ياأيها الذين آمنو اتقو الله وقولو قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما.. أما بعد

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار. وبعد :

فإنه ليسرني جدًا إقبالكم في هذا البلد الطيب إن شاء الله بسكانه الراغبين في إتباع سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - هذا الإقبال الذي يذكرني بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جالساً ذات يوم وحوله أصحابه وهو يذكرهم ويعلمهم مما آتاه الله - عزَّ وجلّ - من وحي السماء لما أقبل ثلاثة نفر؛ أما أحدهم فوجد فراغا فتقدم، أما الثاني فاستحيا فجلس في المؤخرة، أما الثالث فولى مدبراً ولم يعقب، فقال : أما الرجل الأول الذي أقبل فأقبل الله عليه، وأما الآخر الذي أستحيا فجلس من خلف فقال : فقد استحيَ الله منه، أما الآخر الثالث الذي ولى مدبراً فأدبر الله عنه وأعرض عنه.

فإقبالكم هذا على مجلس العلم يبشر بخير كثير إن شاء الله - تبارك وتعالى -، الأمر الذي يذكرني أيضاً بحديث آخر، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا غشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).

فنسأل الله عزوجل أن يجعلنا من هؤلاء الذين تحفهم الملائكة وتنزل عليهم الرحمة ولايكون مثل هذا الفضل الذي ذكره في هذا الحديث لأي علم يجتمع حوله طلاب العلم إلا إذا كان يدورحول كتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن هذا العلم القائم على الوحيين هو العلم الذي ينجي الله به المتبعين لهما يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ولقد كان من أسلوب طلب العلم في العهود الغابرة، أن يجتمع طلاب العلم حول عالمٍ فاضلٍ يدرسهم مما علمه الله - عزَّ وجلّ - من كتاب الله، ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم دار الزمان دورته، فانقلب الوضع العلمي انقلابًا لا يبشر بخير، حيث أننا قلما نجد عالمًا يجلس لطلاب العلم، ويقابل هؤلاء العلماء الذين لا يجلسون لطلاب العلم، طلابًا لا يرغبون في طلب العلم، ولذلك فقد خلت المساجد خلت بيوت الله - تبارك وتعالى - من تلك الحلقات العلميه التي أشرت إليها آنفاً، والتي كانت بيوت الله - تبارك وتعالى - بها عامرةً، ولقد أدركت أنا شخصياً كثيراً من الحلقات التي كانت تقام في بعض المساجد، وكنت أنا شخصياً من رواد تلك الحلقات، يُصغى إلى أهل العلم ويُنتفع منهم، من كل منهم حسب ما عنده من علم بالشرع الشريف، ثم صارت هذه المساجد مع الأسف خاوية على عروشها !! ... لا تكاد تجد فيها عالمًا جالسًا وحوله من يطلب العلم، ولكن انقلب طلب العلم اليوم إلى وسيلة أخرى !.. وهي بواسطة كثرة الكتب التي تنشر اليوم بسبب ما يسَّر الله - عزَّ وجلّ - من وسائل نشر العلم طباعةً وإذاعةً كما تعلمون، فهذه وسيلة لم تكن معروفة من قبل.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.

_____________

[1] هذه محاضرة لفضيلة الشيخ الألباني، ألقيت -غالب الظن- في مدينة جدة في شهر 10 من عام 1413هـ - الموافق 1/ 5/ 1993م. رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته..


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.