أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
81474 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-27-2013, 07:28 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Lightbulb الفوائد المنتقاة من كتاب [ القند في ذكر علماء سمرقند ] لعمر بن محمد النسفي



الفوائد المنتقاة من كتاب [ القند في ذكر علماء سمرقند ] لعمر بن محمد النسفي

انتقاه أبو مهند القصيمي

بسم الله

هذه بعض الفوائد انتقيتها أثناء قراءتي لكتاب [ القند في ذكر علماء سمرقند ] لنجم الدين عمر النسفي المتوفى سنة (537) والعزو إلى رقم الصفحة بتحقيق يوسف الهادي، وأنبه إلى أن المحقق في المقدمة نقد طبعة نظر الفاريابي نقدا لاذعا وبين أمثلة على تصحيفه وتحريفه.

وهنا الكتاب مصوراً pdf لمن أراده:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=271735

وقد رفعه الأخ يا باغي الخير أقبل للمكتبة الشاملة هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...&postcount=505

* الأبيات الشعرية غير المعزوة لقائل هي للمؤلف ويصدرها بقوله: وقد قلت؛ وفي كثير من الأحيان ينظم حديثا أو فائدة، وقد أهملت كثيرا منها، وانتقيت بعضها.




47
النار في الدينار فليعلم ... والهم في الدرهم فليفهم
وإنما أهلك من قبلنا ... من قبل الدينار والدرهم

65
القبر بيت وحدة ووحشة ... وظلمة وحية ودود
لا يلحق المدفون غوث والد ... فيه ولا عون أخ ودود

65
أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان بن حيمثيان بن نوشرد بن سامطغان ابن بهرام الملك
والي خراسان.
كان من أفاضل الأمراء ممن يعدل في أحكامه، مشفقا على رعيته، به يضرب المثل في حسن الخلق والعشرة والرغبة في الجهاد وقتال الكفرة، وكان كثير الجند. وهم أربعة إخوة: نصر وإسحاق ويعقوب وإسماعيل؛ وكلهم يحدثون.

66
عن محمد بن عيسى بن محمد المروزي العارض بجرجان يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد والي خراسان يقول: كنت في حداثتي أميل إلى التشيع، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وأبا بكر وعمر: أبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعلي قائم خلف ظهره؛ قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله! -ونخس بيده في صدري- ما يريد أحدا منا يا رسول الله، قال إسماعيل: فلم أزل في وجع ذلك الذي نخس أبو بكر رضي الله عنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتللت شهورا كثيرة، وعالجني الأطباء بكل حيلة فلم أبرأ، فكتب إلي أخي نصر بن أحمد: ما لك يا أخي يعالجك الأطباء فلا تبرأ؟ فكتبت إليه بما رأيت في النوم وقلت له ما أدري بما أعالج به. قال: فكتب إلي أخي: علاج هذا سهل يا أخي، تب إلى الله تعالى وإلى رسوله مما كنت تقول به أو تعتقده. قال: فرجعت عن التشيع فبرأت، أو كما قال.

67
العلم في القرآن والأخبار ... بهما تمسك جملة الأخيار
فاعلمهما وافهمهما والزمهما ... واغنمهما فلنعم عقبى الدار

69
هو الله لا بخل في وصفه ... بوجه ولا من في بذله
فلا تسألوا الناس ما عندهم ... ولكن سلوا الله من فضله

71
قال محمد بن أبي شجاع الثلجي قال: إذا مت أنا، فادفنوني في هذا البيت، فإني ختمت القرآن فيه ثلاثة آلاف مرة.

76
أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد القاسمي قال: أخبرنا المستغفري قال: أخبرنا أبو بكر هذا قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد بن بديل بن عبد الكريم الخزاعي الجرجاني قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن بشار العباداني بالبصرة قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن الليث الزيادي قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مع كل فرحة ترحة.
قال أبو الفضل الخزاعي: سألني ابن بكير الحافظ عن هذا الحديث واستغربه.

76
عن أسماء عن زائدة البندار قال: قيل لي: بناحية الشام سبعة أنفس كل واحد منهم ابن صاحبه وهم أحياء. فانطلقت فرأيتهم فإذا السابع أمثل حالا من الخامس، قالوا كانت عنده امرأة سيئة الخلق فهزمته.

77
كان محمد بن بجير بن حازم من دبوسية وسبق انتقاله إلى خشوفغن وتوطنه بها أنه رأى في المنام كأن قارئا يقرأ: {إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون}، ثم رأى في الليلة الثانية والثالثة كذلك. فخرج منها بعياله. وبعد خروجه من دبوسية ظهر الوباء بها ومات بها خلق عظيم.

77
روى أبو حذيفة البخاري قال: سمعت المأمون أمير المؤمنين يحدث عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مولى القوم منهم ومولى مولاهم منهم، وقال مرة: من أنفسهم».
قال محمد بن قدامة: فبلغ المأمون أن أبا حذيفة حدث بهذا عنه فأمر له بعشرة آلاف درهم.

82
أبو علي أحمد بن إبراهيم بن معاذ السيرواني ثم المكي
علم الناس الفرائض والحساب والفقه، واختلف إليه علماء الفريقين. واعتنى بشأنه والإنفاق عليه
وقد كان قنع بأدنى العيش من الدنيا. لم يكن له زوجة ولا خادم، وكانت له هرة سماها المليحة وكان يستأنس بها. وكان أصدقاؤه إذا أهدوا إليه طعاما قالوا: هذا للمليحة، فكان يقول: ولصاحبها منه نصيب؟ فإن قالوا: نعم. تناول منه.

83
أبو نصر أحمد بن محتاج بن صديق بن روح بن سورة النسفي
سكن سمرقند. روى عن جده أبي أمه حماد بن شاكر جامع البخاري؛ سمعه منه أهل سمرقند والغرباء

86
أبو نصر أحمد بن محمد بن بكر بن محمد بن جعفر بن راهب الراهبي
قال المستغفري: كان أبو نصر الراهبي هذا نسيج وحده، [ولو] لم يقل إلا ما أنشدني من قيله في مناقب الشيخين لكفاه به فخرا:
بنفسي نفوس من لؤي بن غالب ... بطيبة تحويهن خير المشاهد
لعمري لقد طابت بطيبة تربة ... تبؤا منها خير ماش وقاعد
وطاب لجاريه مضجعان هما ... بسابق مقدور من الحكم راشد
فمن كان في فضل الوزيرين يمتري ... فقبراهما للناس أعدل شاهد
لقد سعدا دون الورى بجواره ... وفازا به من بين ولد ووالد
سخت لهما بالقرب أنفس أمة ... أبى الله إلا فوزها بالمراشد
وإن نفوسا ضمنتهن تربة ... لواحدة إن كن شتى الموالد

92
وكان الأحنف يضرب به المثل في الحلم، وقيل له: ما أحلمك؟ قال: تعلمته من عمومتي، قلت لأحدهم: ماذا لقيت من ضرسي البارحة! فقال: قد ذهبت عين عمك منذ سنة، ما شعر بها أحد.

98
أبو سعيد بكر بن المرزبان الإشتيخني السمرقندي
يروي عن عبد بن حميد تفسيره، وهذا إسناده: قال: أخبرنا الحسن بن عبد الملك قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد القلاسي قال: أخبرنا جدي الشيخ الإمام أبو بكر محمد ابن إبراهيم القلاسي قال: أخبرنا بكر بن المرزبان قال: أخبرنا عبد بن حميد.

101
يا سالكي طرق التعلم أبشروا ... بسلوككم فإلى الجنان طريقكم
المرتضون من الرفاق رفيقكم ... والآمنون من الفراق فريقكم

103
الشيخ الإمام الزاهد بكر بن إسماعيل السمرقندي
في فمه شعرتان من شعرات رسول الله صلى الله عليه وسلم،

106
عن عبد الله بن محمد بن مسعدة المقرئ أنه قال: كنا نأتي إلى باب مسجد بلال بن إسماعيل المقرئ فنسمع فيه أصواتا كثيرة يقرأون القرآن، فكنا إذا دخلنا المسجد لم نر أحدا؛ فكانوا يقولون إن ذلك قراء الجن يقرأون عليه.

123
الحمد لله الذي فضلنا ... بدينه الإسلام والقرآن
وبالنبي المصطفى محمد ... والله ذو المنة والإحسان

137
خلف بن شاهد بن الحسن بن هاشم النسفي
روى عن البخاري الجامع، وسمع منه أهل سمرقند الجامع

141
الخضر النبي صلوات الله عليه !!!!
وهو بلياء بن ملكان بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح صلوات الله عليه. ذكره الله تعالى في كتابه في قوله: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} ظهر بسمرقند مرات في مساجد ومزارات، وممن رآه بها: الشيخ الإمام أبو منصور رحمه الله رآه في رباط دشت وسأله أن يدعو له فدعا له.

146
خداد بن يوسف الغنجركي
قال: رأيت فيما سمع هو من الشيخ الإمام الخطيب أبي بكر محمد بن عبد الله النجار إملاء في دار الجوزجانية سلخ شوال سنة سبع وثلاثين وأربعمائة قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن يحيى العباس قال: أخبرنا أبو أحمد عبد العزيز بن المرزبان قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن البلخي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبان، عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من داع يدعو الله بدعوة إلا استجاب الله له، أو صرف عنه مثلها سوءا أو حط عنه من ذنوبه بقدرها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم».
قال نجم الدين رحمه الله: وقد قلت:
لم يدع عبد دعوة إلا رأى ... حاجته مقضية لقدرها
أو استفاد صرف سوء مثلها ... أو حط من ذنوبه بقدرها

157
قال أحمد بن حامد:
سمعت أحمد بن الحسين الكرابيسي السمرقندي يقول: قدم علينا أحمد بن شبويه فاجتمع عليه أصحابنا علي بن الخطاب، وذكوان وأحمد بن معاوية، وموسى بن القاسم، فجعلوا يذاكرون، فغلبهم ابن شبويه فجاء عبد الله بن عبد الرحمن، ففرحوا فجعلا يذاكران حتى دخلا في الدقائق، فتعجبوا من حفظ عبد الله حتى غلبه.

159
وأنشدونا لبعضهم:
الأمن والبلغة والعافية ... هن جماع النعم الوافيه
فاقنع بها إن كنت أوتيتها ... فهي لمن قد نالها كافيه

161
رفيع بن مهران، هو أبو العالية الرياحي البصري
وقيل هو ابن فيروز مولى امرأة من بني رياح من يربوع. أسلم لسنتين خلتا من خلافة أبي بكر رضي الله عنه. مات يوم الاثنين في شوال سنة ثلاث وتسعين، وقيل مات سنة تسعين.
سمع من عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس، وثوبان رضي الله عنهم، ودخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فرآه أكل لحما ولم يتوضأ. روى عنه قتادة والربيع بن أنس وغيرهما.
وهو أول من أذن وراء جيحون. عبر مع سعيد بن عثمان بن عفان وهو أول من عبر. وتفاءل سعيد بن عثمان باسمه وكنيته فقال: أبو العالية علو ورفيع رفعة: وحين عبر سعيد صلى ركعتين، فسمع رجلا يقول مناديا صاحبه: يا ظفر! فقال سعيد: الظفر إن شاء الله، ثم قال آخر: يا علوان! فقال: علوتم إن شاء الله.

181
قال زيد بن أحمد بن يوسف المؤذن يقول: كان جدي أحمد بن حامد المقرئ يقول: لو دخلت الجنة فقال الله لي ما تريد؟ لقلت: أريد بيتا مملوءا من الكتب وأنا فيه.

185
أبو عثمان سعيد بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي
هو أخو عمرو وأبان، يروي عن أبيه، هو الذي تولى فتح سمرقند في زمن معاوية بن أبي سفيان، وانصرف إلى المدينة وذلك في سنة خمس وخمسين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولما عهد معاوية لابنه يزيد قال أهل المدينة:
والله لا ينالها يزيد
حتى يعض هامه الحديد
إن الأمير بعده سعيد
يعنون به سعيد بن عثمان. فبلغ معاوية قولهم فولاه خراسان.

195
عن سعدان بن عبيد الله التستري قال: حدثنا بكر بن عبد الرحمن البصري، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد المنتشر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت يده اليمنى مشغولة صافح بيساره".
قال سعدان: كتب عني هذا الحديث عبد الله بن عبد الرحمن، فقلت: يا أبا محمد! ما تصنع بهذا؟ فقال: لو وجدته مكتوبا على حائط لكتبته.

202
أبو عثمان سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش بن نو شبير الرئيس النسفي
قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن عبد الملك النسفي رحمه الله قال: أخبرنا الإمام أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري النسفي قال: أخبرنا أبو مروان عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم بن معقل النسفي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو علي صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة قال: حدثنا الطفيل بن الحكم قال: حدثنا العزيز بن أبي رواد عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «موت الغريب شهادة».
قال أبو علي صالح بن محمد: كنت أظن أنه وهم، وإنما هو: «موت الغريق شهادة» حتى رأيت إنسانا توفي في المنام وعليه بزة حسنة، وكنت أعرفه وعهدي به مسرفا على نفسه صاحب سلطان يتعاطى شرب الخمر وغيره، فقلت له: من أين لك هذه المنزلة وكنت أعرفك بكذا وكذا؟ فقال: هذه المنزلة بأني مت غريبا. فقلت في نومي: فحديث ابن أبي رواد صحيح.

215
عن علي بن إسحاق الداركاني قال: كنت عند ابن المبارك رحمه الله فدخل عليه شبويه بن عبد العزيز، فسأله عن مسألة، فأجاب فيها، فقال له أصحابه: قم يا أبا عبد الرحمن! فجدد وضوءا فإنك قد أحدثت. قال: وما يدريكم أني أحدثت؟ قالوا: كلمت هذا الجهمي قال شبويه: إنهم شهدوا علي شهادة من غير معاينة ولا سمع، قال: فقال ابن المبارك يا شب، ولم يقل شبويه. أنت رجل تزعم أنك تتفقه، أما علمت أنها تكون شهادة من غير سمع ولا معاينة؟ قال: وكيف يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا رأوك تجالسهم وتشاورهم وتؤاكلهم وتشاربهم، فلهم أن يشهدوا عليك أنك جهمي.

216
تقواك نور في الفؤاد وزينة ... في الوجه منك وقوة لك في العمل
والفسق منك بعكسه آثاره ... ما في الصلاح لتارك التقوى أمل

216
سلم بن حفص الفزاري السمرقندي
حكي أنه قال: أعطاني الله تعالى ثلاثة أشياء: رجل أسأله مرة ما اسمك؟ ثم يتوارى عني خمسين سنة ثم ألقاه أعرف اسمه، ويقعد بين يدي رجلان يشهدان أعرف الذي يشهد بحق والذي يشهد بباطل؛ ويمر علي رجلان أنظر إليهما فأعرف سيرتهما من الصلاح وغيره.

220
عن أبي حسان مهيب بن سليم بن يعيش الخديمنكني بها يقول: سمعت أبي يقول: كنت مع محمد بن إسماعيل بسمرقند فقال: حدثنا محمد بن مقاتل فقيل له: الرازي رحمك الله؟ فقال: لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أروي عن محمد بن مقاتل الرازي.

221
عن سليمان بن السري يقول: سمعت أبا سعد مسعود بن كامل الفقيه يقول: رأيت أبا الليث البخاري الحافظ على شفير قبر ليث بن طيب وهو يدفن، فسالت دموعه في القبر من شدة بكائه على ليث بن طيب.

229
الله بالوالدين وصانا ... وعن أذى الوالدين نهانا
من بعد إلزامنا عبادته ... قال وبالوالدين إحسانا

239
أبو عثمان شداد بن حكيم البلخي
دخل سمرقند في جند بلخ حين غزا نوح بن أسد بن سامان من سمرقند إلى الشاش وحضره عدو، فخرج إليهم أهل سمرقند. حكي عنه أنه قال: رميت ناحية الترك بنشابتين ولم أعمل عملا من أعمال البر أرجى عندي من ذاك. ومات فرأوه في المنام فقيل له: بم نجوت قال: برميي ذلك.

253
أبو علي صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن عمار
وعمار يكنى بأبي الأشرس البغدادي الأسدي. مولى أسد بن خزيمة. نسيج وحده في زمانه في الحفظ والمعرفة والإتقان، يلقب بجزرة، لم يكن بعد محمد بن إسماعيل البخاري بما وراء النهر أحفظ منه،
كان به دعابة ومزاح، حكي عنه أنه قال: دخلت مسجد دمشق فرأيت نحويا يقول: ربما صيرت العرب الصاد سينا، والسين صادا، فقلت الصلام عليكم يا أبا سالح، وكان يكنى أبا صالح، وقيل له: لم سميت جزرة؟ قال: قرأت على شيخ قدم من الشام وكان يحدث عن حريز بن عثمان وكان في نسخته هذه الحكاية: كان لأبي أمامة خرزة يرقى بها المرضى. فقرأت عليه: كان لأبي أمامة جزرة يرقى بها المرضى، فمن ذلك اليوم لقبت بجزرة قال: وكان بمصر أبو عبد الله الجمل الشاعر يتماجن علي غاية المجون، وكنت أدعو الله أن يرزقني أن أخجله يوما فكنا يوما في المجلس، فمر جمل على باب المسجد عليه الجزر فقال لي: انظر ماذا ترى؟ فقال: مرة ومرتين حتى أضجرني، فرفعت بصري فرأيت الجزر على الجمل فقلت إيش أرى؟ أراني عليك فخجلته فتاب.
قال أبو نصر محمد بن محمد بن عثمان القاضي بنسف: سمعت أبي يقول: استجزت لك ما سمعت من صالح جزرة، فقال: أجزت لولدك وولد ولدك، ولحبل الحبلة. وقال عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: وقد ورد عليه كتاب من صالح جزرة، فتبسم وقال: ذكر الله أبا علي بخير لا يزال يضحكنا شاهدا وغائبا. كتب أن محمد بن يحيى أخبره أن أصحاب الرأي أقعدوا رجلا يقال له محمش فحدث عن النبي عليه السلام قال: «إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها حرس»، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا أبا عمير! ما فعل البعير؟».
وقال صالح حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان ابن أخت حسين الجعفي يوما فقال: يغوث ويعوق ونشرا. فقلت: نسرا. قال: حتى أنظر في الأصل، فقلت: إنما هو كتاب الله لا ينبغي له أن تصححه من أصلك. وقرأوا على صالح حديثا فغيروا اللفظ، فقال: أنزل القرآن على سبعة أحرف فيجب أن يكون الحديث على سبعين حرفا.

257
قال عصمة بن مسعود التميمي قال: أتيت مع أبي حاتم التخارستاني واسمه صالح بن مطرف بن مهلهل الأزدي إلى رجاء بن المرجى بن رافع الغفاري، فدخلنا عليه وسأله أبو حاتم أحاديث في رفع اليدين فحدثه رجاء بذلك. ثم قال أبو حاتم لرجاء: يا أبا محمد أمل علي في الإيمان شيئا، فقال رجاء: إني خلفت كتاب إيماني بمرو، مازحه به. فقال له أبو حاتم: حدثني بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في القول والعمل حديثا واحدا؟ فقال له رجاء: ومن أين في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو حاتم: بلى حديث عبد الوهاب ابن مجاهد عن أبيه، فلما ذكر أبو حاتم قدر هذا لم يمكث رجاء أن أعرض عنا بوجهه إلى الجدار، وجعل يقول بالفارسية بيرون شويت، يعني: أخرجوا، ويومئ بإحدى يديه، وضبعه وعضده ووجهه كله إلى الجدار لا يلتفت إلينا، وهو يقول ذلك حتى خرجنا من عنده وهو كذلك، فلما خرجنا أمر برد الباب، فانصرفنا من عنده خجلين.

262
صاحب بن سلم البلخي
الفقيه الزاهد الورع. كان يختم القرآن كل يوم وليلة مرة وفي شهر رمضان في كل يوم وليلة مرتين، وكان يقول: لا تجترئ نفسي على أن تطلب مني شيئا أو تشتهي لأنها علمت من أني لا أعطيها شهوتها. وكان مع ورعه وزهده شديدا على صنفين من الناس: أهل البدع والأمراء الظلمة.
وقال يوما لأصحابه: أتدرون لم أمسك هذا الفرس؟ -وكان ثمينا- قالوا: لا، قال: للفتن فإذا شممت ريح فتنة بأرض هربت منها عليها بديني في ليلة ثلاثين فرسخا.

266
صفية بنت الشيخ الحافظ المستملي إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن عمران البلخي
لها أسانيد عالية من مشايخ خراسان باستجازة أبيها وسماع من أبيها ومشايخ بلدها.

273
أبو محمد طلحة الطلحات
هو طلحة بن عبد الله، وقيل عبيد الله بن خلف الخزاعي البصري، كان أبوه كاتبا لعمر بن الخطاب على ديوان الكوفة والبصرة، ذهبت إحدى عيني طلحة بسمرقند حين جاءها مع المهلب ابن أبي صفرة، وكان سعيد بن عثمان ولاه خراج هراة؛ جالس معاوية بن أبي سفيان، وأدرك جماعة من الصحابة.
وقالوا: الطلحات الذين يعدون وينسبون إلى الجود: طلحة بن عبيد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحد العشرة المبشرة بالجنة، وهو طلحة الفياض؛ وطلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر، وهو طلحة الجود، وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي وهو طلحة الطلحات، وإنما سمي بذلك لأن أمه أم طلحة بنت أبي طلحة، وطلحة بن عبد الله بن عوف الزهري وهو طلحة الخير، وطلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهو طلحة الدراهم، وطلحة بن الحسن بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله وهو طلحة الكرم.

274
خرج أبو الأسود الدؤلي إلى طلحة الطلحات وهو على سجستان فأقام ببابه أياما لا يؤذن له عليه، فلما طال ذلك عليه، كتب إليه بأبيات من شعر قالها:
ورد السقاة المعطشون فأنهلوا ... رياً وطاب لهم لديك المكرع
ووردت بحرك طاميا مستدفقا ... فرددت دلوي شنها يتقعقع
وأراك تمطر جانبا عن جانب ... ومحل بيتي من سمائك بلقع
ويزيدني طمعا إلى ما أرتجي ... من قد وصلت وأي نيل يشبع
فأذن له فدخل عليه وفي يد طلحة حجران يقلبهما، فقال: يا أبا الأسود! اختر أحد هذين أو عشرين ألف درهم؟! فقال: أصلح الله الأمير ما كنت لأختار حجرا على عشرين ألف درهم، فأمر له بعشرين ألف درهم، فلما قبضها قال: إن رأى الأمير أن يعطيني أحد الحجرين، فليفعل، فرمى إليه بالحجرين جميعا، وقال: لا تخدعن عنهما يا أبا الأسود، فقد أعطيت بهما مائة ألف درهم. فقدم بهما العراق فباعهما بمائة ألف درهم.

284
أبو الطيب طاهر بن يوسف بن عمرو بن معبد بن صاحب بن المنذر بن كارين رج الفامي النسفي
والد الحافظ أبي تراب إسماعيل بن طاهر.
قال أبو تراب إسماعيل بن طاهر بن يوسف النسفي: كتبت إلى والدي أبي الطيب طاهر بن يوسف في استبطاء النفقة وفي آخر الكتاب أنشدت بيتين:
قد مضى الشهران والثالث جا ... لم أجد شيئا فمن أين أعيش
أنا إنسي ولا غنية لي ... لست وحشيا فيكفيني حشيش
فأجابني والدي:
طالب العلم بدكان يعيش ... عنده سيان قصر وعريش
طلب العلم له يشبعه ... حيث لا يعرف برا من حشيش
فكتبت إليه:
نحن صالحناه من منزلنا ... مفحصا كان وإن كان عريش
لكن القافي لا تشبعنا ... ينفد الخبز وإن كان جريش
ومن الأوداك قد ينفعنا ... عندنا سيان شحم وكريش
فأنفذ والدي خمسين درهما وقدرا من سمن.

289
أبو زيد طفيل بن زيد بن طفيل بن شريك بن شماس بن زيد بن الحارث التميمي العمي النسفي
قال طفيل: أدرك أبونا السابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حمد الله على الإسلام. هو أول المشهورين من علماء نسف ومحدثيها، كان على قضاء نسف أكثر من خمسين سنة، عاش ثلاثا وتسعين سنة وولد له بعد ثلاث وسبعين سنة ابن وبنت، ومات ليلة الأربعاء، ودفن يوم الخميس الرابع من المحرم سنة تسع وسبعين ومائتين.
كان يعظمه محمد بن إسماعيل البخاري ويقول: اسمعوا من طفيل بن زيد أحاديث يحيى بن بكير، وقال يوم خروجه من نسف: لقد رأيت ألف شيخ من أهل العلم ممن اسمه عبد الله سوى من اسمه غير ذلك فما رأيت آدب من شيخكم طفيل بن زيد

293
ظليم بن حطيط بن داود بن سليمان بن مهنى بن عبد الله بن شجاع بن دحي بن سيف بن أنمار بن عبدة بن أبي بن كعب الأزدي الدبوسي الجهضمي
كنيته أبو سليمان، وقيل أبو الغشيم، وقيل: هو ظليم بن حطيط بن الغشيم، قال ظليم: دخلت على سليمان بن حرب بمكة فقال: أبو من؟ فقلت: أبو هشام ظليم بن حطيط الدبوسي، فقال لي: هشم وظلم وحط. لا يجتمعن فيك، قد أعرتك اسمي وجعلته كنية لك، فأنت أبو سليمان.

296
أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام بن عبد الصمد الدارمي الحافظ السمرقندي
وهو دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن قصي ابن كلاب بن مرة. استقضي فأبى فألحوا عليه فقضى قضية واحدة ثم استعفى فعفي عنه، ورد عليه كتاب القضاء من المعتز بالله، عاش خمسا وسبعين سنة. مات بعد عصر يوم التروية، ودفن بجاكرديزة يوم عرفة وهو يوم الجمعة سنة خمس وخمسين ومائتين، صلى عليه أحمد بن يحيى ابن أسد أمير سمرقند، ولد ليلة قدم عبد الله بن حميد سمرقند واليا وبه سمي عبد الله، وذلك في السنة التي مات فيها ابن المبارك، وهي سنة اثنتين وثمانين ومائة، وقيل مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.
كان في غاية من العقل والرزانة والزهد والديانة والفقه والحفظ والتفسير، وهو الذي أظهر علم الحديث والآثار والسنة بسمرقند وذب عنها.
قال ظليم بن حطيط: ما دخلت كورة من كور المغرب إلا وعبد الله بن عبد الرحمن أعرف فيها منه بسمرقند، وكان عبد بن حميد يقول: عبد الله أستاذنا. وقال أيضا: ليس في الدنيا مثل عبد الله بن عبد الرحمن. وقال أحمد بن حنبل لواحد من أهل بلادنا: عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد: عبد الله بن عبد الرحمن. وقال رجاء بن المرجى الحافظ: رأيت ابن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي ابن المديني، والشاذكوني فما رأيت أحفظ من عبد الله، وقال إسحاق بن راهويه: عبد الله بن عبد الرحمن يحفظ ما عنده وما عند غيره. وقال ابن أبي شيبة: غلبنا عبد الله بن عبد الرحمن بثلاثة أشياء: بالحفظ والعقل والرزانة. وقال عبد الله: ما استودعت قلبي شيئا فخانني. وقال أبو زرعة الرازي الحافظ: ما وصف لي رجل فرأيته إلا كان دون ما وصف إلا عبد الله، فإني رأيته فوق ما وصف. وذكر عند يحيى بن أكثم محمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي فقال: من تزعمون أيهما أحفظ؟ فقال إنسان: محمد البخاري، فقال يحيى: أسكت بين محمد وعبد الله كثير، أنتم لا تعرفون عبد الله، عبد الله أحفظ. وقال قتيبة بن سعيد البغلاني: حفاظ خراسان: إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله بن عبد الرحمن، ثم محمد بن إسماعيل وقال يحيى بن عبد الله بن مالك: قلبت عبد الله ظهرا وبطنا، فوجدته لا تأخذه في الله لومة لائم.

304
قال سفيان بن عيينة: أدخلت على هارون أمير المؤمنين فسلمت عليه، فرد السلام خفيا ثم نكس رأسه ساعة ثم رفع رأسه، وقال: يا سفيان! تأخذ منا الجوائز وتذكر فينا القبيح؟ قال: فقلت: ما فعلت ذلك، قال: قد أخبرني الثقة، فقلت: حدثني منصور عن إبراهيم عن همام عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «القتات لا يدخل الجنة». فكيف يكون ثقة أو مأمونا؟ قال: فسري عنه.

308
قال الواقدي: سمعت مشايخنا يقولون: ليس شيء مما جربه الناس أزيد للحفظ ولا أثبت له من قراءة القرآن والإكثار منها.

340
الشيخ الإمام الأجل أبو أحمد عبد الله بن علي بن الشاه الكدني
قال: ومن جميل آثاره ما سمعت من بعض أئمة سمرقند أنه قال: خرج هو للاستسقاء بأهل سمرقند بعد ما أصابهم الجدب ثلاث سنين إلى برية نوى فصعد المنبر وأصعد مع نفسه علويين ودعا وقال: يا رب! إن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس رضي الله عنه عم رسولك فسقي، ونحن نستسقي بولدي رسولك. ثم قال: يا رب! إنا أذهبنا ماء وجوهنا بسوء أعمالنا، لكنا مررنا الساعة بموقدة المجوس وهم ينظرون إلينا ويقولون: إن هؤلاء يخرجون ويطلبون ماء، وهم أعداؤك والآن نرجوك أن لا تخجلنا عند أعدائك وأعدائنا، فما برحنا حتى سقينا مطرا عظيما.

360
قال الربيع بن سليمان: رأيت الشافعي رحمه الله في المنام فقال لي: يا ربيع! تقرأ كتبي على الناس ولا تترحم عليّ؟ فكان يقول بعد ذلك: حدثنا الشافعي رحمه الله.

391
السهل في البيع والشرا ... وفي التقاضي والقضا
يكرمه ربه تعالى ... جنة الخلد والبقا

427
الشيخ الإمام شمس الأئمة عبد العزيز بن أحمد بن صالح بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب هو الحلواني البخاري رحمه الله
دخل سمرقند كثيرا وأفتى بها، وجلس للعامة وحدث وكتب إليه فتوى لم يكن في أوله خطابه فقال: كان قاضينا الإمام أبو علي النسفي إذا استفتي ولم يكن في أوله دعاؤه وكتب جوابه، لا يكتب اسمه ويقول: هذا عنده ذكر اسمي وتركه سواء فكيف أكتب له اسمي؟ وكان يقول: من أدب الفتوى أن يتكلم بلسانه بما يكتب بقلمه من التسمية في أوله وقوله: والله أعلم في آخره، ليشهد له عند الله بنانه وبيانه

432
أبو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكسي القرشي يعرف بعبد بن حميد صاحب التفسير والمسند
حكي عنه أنه قال: كنت ألقط قشر البطيخ وآكله في طلب الحديث، يفتخر به أهل كس على سائر بلاد ما وراء النهر وحق لهم ذلك، وكانت الرحلة إليه من الآفاق في زمانه.

433
قال محمد بن عبد بن حميد: أصلنا من غزنيا من قرى كس، وكان جدي حميد بن نصر ولد ببغداد؛ لأن نصرا أباه كان من المقيمين على باب الخليفة أيام أبي جعفر المنصور، ولما طال مقامه ببغداد حول عياله إلى بغداد فولد حميد بها ونشأ ثمة، فكان يقرأ جدي من أفصح الناس بكل شيء في العربية والعروض والشعر، كان أديبا مقرئا فكان يقرأ القرآن قراءة جيدة، وكان يقرئ الناس وكان يختم القرآن بالليل مرة وبالنهار مرة، وكان يصوم الدهر نحوا من ثلاثين سنة ما رأيته أفطر إلا يومي العيد وأيام التشريق، وما رأيته ينام قط لا بالليل ولا بالنهار، فإذا غلبته عيناه لم يضع جنبه، ونعس جالسا ساعة ولا يخرج إلا للحاجة والوضوء، وكان لا يبرح من المسجد، وكان من أزهد الناس، وكان له أربع بنين والدي وأبو مسلم وأبو عبد الله وآخر، وكان هذا الرابع يتهم بالرفض فمات فدخل المسجد وصلى أربع ركعات شكرا لله تعالى، وكان جدي قد أصيبت إحدى عينيه في الجدري والأخرى بإصابة خشيبة في كرم له بنوقد.

437
أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل بن شريك بن شماس بن زيد بن الحارث بن مسلم التميمي العمي
والحارث له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان له رحلة إلى الشرق والغرب وحديث كثير ورجاله يجاوزون الألف، وكان صاحب غرائب ثقة مأمونا.
ومن كراماته أن سارقا نقب بيته فدخله ورزم ما وجد من الأمتعة، وأخرج الرزمة من بيته ودخل حانوت خباز في السويقة. فبقي على المكان إلى الصباح والرزمة موضوعة بين يديه حتى خرج الناس، فوجدوا جدار الشيخ مثقوبا، ووجدوا السارق في حانوت الخباز والرزمة موضوعة بين يديه، ولا تطيعه رجلاه في المشي، فلما أخذوه وأزعجوه ليذهبوا به إلى السجن أطاعته رجلاه، فمشى على رجليه إلى السجن، فلما أخبر به أبو يعلى أرسل إلى الأمير وأخبر أنه أبرأه عن الخصومة فخلى سبيله، ولطمه ديلمي في فتنة وقعت بنسف وأغاروا على الدور، فقطعت يمين الديلمي من يومه، ورأى أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين في المنام كأن شخصا واقفا على رأس سكة أبي يعلى وهو يقول: من أراد الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى ويشير بيديه إلى داره، وكان ذلك في حياته.

443
أبو اليسر عبد المتعال بن عبد المنان بن خلف بن طفيل التميمي النسفي
هو أبو اليسر بن العلاء بن أبي صالح ابن أبي زيد، العبد الصالح.
قال إسماعيل بن أحمد بن علي بن طاهر الجوبقي: كنا يوما مع أبي اليسر في مسجده، فسمعنا أصوات المعازف، وقالوا: إن دهاقين البلد، ودهقان توبن، اجتمعوا في دار فلان في سكته على الشرب، فقام وصلى ركعتين وأشار إلينا أن قوموا، فقال أبو علي الهاروني: لا حاجة لي إلى الصفع والضرب، فقام وقمنا حتى أتينا باب تلك الدار فلم نجد سبيلا لكثرة الأفراس والخدم، فتخلل حتى قام على الباب وأذن بالترجيع فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله ثانيا رفع صوته، فبلغني أن الأمير أبا بكر الدهقان قال: لما سمعنا صوته دخل علينا من الرعب ما لا يوصف، واستطلق بطني فقمنا هرابا وتوارينا، فدخل ورأى المعازف وأوعية الشراب فأخرج المقلمة من كمه وأخرج منها سكينا صغيرا وجعل يقطع الأوتار، ونتبسم، وأخذ أوعية الشراب الرصاصية واحدا بعد واحد إلى بالوعة الدار حتى أراقها كلها ولم يكسر شيئا وخرج، فتفرق القوم ولم يجتمعوا بعد.
وكان واحد من جيرانه مدمن خمر معلن فسق فاجتمع هو مع الفسقة يوما على الشرب، فجاء هذا الشيخ ومعه مصلاه، فقرع الباب فقيل: من بالباب؟ فقال: أأدخل؟ فقالوا: أدخل. وظنوه أحدهم، فدخل وبسط مصلاه وجعل يصلي فاستحيوا وتفرقوا، فما اجتمعوا بعد.

448
كان مكتوبا على مفتاح عبد بن سهل: من اجتنب الملامة، دامت له السلامة.

455
أبو الليث عبيد الله بن سريج بن حجر بن عبيد الله بن الفضل بن طهمان الربعي الضرير البخاري
سكن سمرقند ومات بها، كان من أفاضل خلق الله في زمانه من أهل الإنصاف في العلم والفهم وجمع الآثار والفقه.
قال عبد الله بن عبيد الله بن سريج: كنت مع والدي في طريق الحج ذاهبا وجائيا فما علمته نام نومة إلا مرة واحدة وانتبه سريعا فزعا وهو يقول: يا بني تراني نمت. وقال يوما لأصحابه: ما قلت لكم من العلم شيئا إلا أردت بذلك وجه الله تعالى.
قال إبراهيم بن نصر: كنا يوما عند أبي الليث نقرأ عليه الكتب فدخلت جاريته وقالت: قد فرغت من التسدية ويريدون الدراهم، فقال لنا: قوموا فقد ذهب الفهم.

461
أبو عبد الله عبيد الله بن عمرو بن حفص بن إبراهيم البزدوي
روى عن أبي حفص أحمد بن حفص العجلي ذكر عنه أنه قال: اختلفت إلى أبي حفص في سماع العلم إحدى وخمسين سنة.

472
أبو حفص عمر بن محمد بن بحير بن حازم بن راشد البجيري الهمداني السغدي
صاحب الجامع الصحيح والتفسير والسفينة. كان ثبتا في الحديث ثقة مأمونا يرجع إليه أهل زمانه. روى عن عبد بن حميد الكسي ومحمد بن يحيى القطعي ومحمد بن المثنى ونصر بن علي الجهضمي وأهل مصر والبصرة والكوفة وغير ذلك.
روي عنه أنه قال: رحلت إلى محمد بن بشار بالبصرة ثلاث مرات وسمعت منه ستين ألف حديث أو سبعين ألفا.

472
أبو حفص عمر بن يعقوب العامري السمرقندي السنجديزكي الزاهد
حكي أن امرأة استفتته فأطالت وهو حاقن فكرِه أن يقطع مسألتها فبال في سراويله، وفرغ من جوابها ثم غسله، وقام من غدائه يوما للمستفتين بضع عشرة مرة
وقام ليلة للتهجد، فكان يبكي وهو قابض على لحيته يقول: إلهي أنا عمر الذي تعلمه لست الذي يعرفه الناس. وكان أبو سعيد محمد بن جعفر البلخي يقول: إذا خرجت من بلخ لم أتهيب أحدا إلا أبا حفص السنجديزكي.

486
إن ثلاثا مهلكات للورى ... كذاك جاء في حديث مسند
شح مطاع وهوى متبع ... والعجب بالنفس تأمل ترشد

510
لو يعلم المؤمن ما عنده ... من نقم خاب ولم يطمع
أو يعلم الكافر ما عنده ... من كرم طاب ولم يفزع

545
الشيخ الحاكم الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الإسترابادي
كان من كبار أئمة الحديث بسمرقند. كان مجتهدا بمرة وكان يكتب الكتاب عامة النهار وهو يقرأ القرآن ظاهرا لا يمنعه أحد الأمرين عن الآخر، وكان إذا دخل عليه أحد فأكثر قطع كلامه وجعل يقرأ القرآن، وكان سأل الله تعالى في الكعبة كمال القوة على قراءة القرآن وإتيان النسوان واستجيبت له الدعوتان.

585
قال فضيل بن عياض: العالم طبيب الدين، والمال داء الدين، فإذا جر الطبيب الداء إلى نفسه فكيف يداوي غيره.

620
أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد بن جبير بن عبد الله بن إسماعيل بن سعد بن ربيعة بن كعب بن مرة بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن عمرو بن تميم بن مرة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التميمي البغدادي
قال: ذكر أن اسمه كان أولا عمر، فغيره أبوه بعدما كبر وسماه عمارا لئلا يسب الروافض عمر ابن الخطاب إذا سمي بين أيديهم كما هو دأبهم.

643
قال أبو سعد غالب السمرقندي: الغيبة أشد من الزنا وشرب الخمر، وكان إذا دخل عليه رجل فأراد أن يأخذ في الكلام قال: إن كنت تريد أن تذكر الناس فأمسك، وإن كنت تريد أن تذكر الله فتكلم.
وجلس غالب يوما مع قوم على طعام فرأى من بعضهم سوء أدب فجعل على نفسه أن لا يأكل ثلاثة أيام، فلم يأكل، فقيل له: إن أذنب غيرك تعاقب نفسك؟ قال: إن العاقل يتأدب بمن يسيء الأدب.

680
هشام بن عصام الكلابي قال: كنت كثيرا ما أدخل على قثم بن العباس بن عبد المطلب، فأنشد شيئا من الأشعار، فلما كان في بعض الأيام دخلت عليه، فإذا عليه دراعة وشي قومتها فإذا هي تساوي مائة دينار، فارتجعت إلى الدهليز وأثبت أربعة أبيات من الشعر، ودخلت عليه، فجعلت أكلمه وأنا أتلعثم في كلامي فقال لي يابن عصام! ما لي أراك تتعلثم في كلامك؟ فقلت: يا ابن عم رسول الله! إني رأيت البارحة رؤيا، فقلبي قد شغل بها، قال: ما الذي رأيت؟ قال: قلت:
رأيت أبا جعفر في المنام ... كساني من العرش دراعه
ففسرت ذاك على صاحبي ... فقال سيؤتى بها الساعه
من الهاشمي حليف الندى ... ومن كفه الدهر نفاعه
ومن قال للجود لا تعصني ... فقال لك السمع والطاعه
قال: فأومأ، إليه بكم الدراعة، وقال: جرها عني فجررتها، فإذا تحت الدراعة غلالة قومتها فإذا هي تساوي خمسين دينارا قلت: منعني الله فقرك، إن الغلالة كانت في الرؤيا ولكني أنسيت، فضحك حتى حفز بيديه ورجليه وقال لغلامه: ائتني بطمرين، فأتاه بطمرين فلبسهما، ونزع الغلالة والدراعة فدفعهما إلي، فلما صارت الغلالة والدراعة معي، قلت: منعني الله فقرك، إن الذي فزت من العبارة أعجب من الجائزة، قال: وكيف ذاك؟ قلت: كلما أرى بالليل رؤيا بكرت بالغداة ففسرتها عليك، قال: يا سبحان الله! ترى أنت بالليل رؤيا تبكر بالغداة تشلحني إذا لا يقوم لك حاكة الشام ولا العراق، ولكن إن كان ولا بد فترى هذا المنام في الصيف مرة، وفي الشتاء مرة، فإن رأيته أنت وإلا رأيناه نحن لك.


هذا آخر الانتقاء، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-28-2013, 05:12 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


أنبه إلى أن ( المحقق ) يوسف الهادي من الرافضة ، واقرأ عنه الملاحظات التالية هنا :

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...93#post1979293

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.