حديث وعلة ورؤية تأصيلية 9 [ اختلاف الترجيح بين جماعة من النقاد]

[محمد أشرف]

* في علل ابن أبي حاتم :1/611
143 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الفِرْيابي عن سُفْيان ، عَن سالم أَبِي النَّضْر، عَن بُسْرِ بْن سَعِيد: أنَّ عُثْمَان توضَّأَ ثلاثًا ثلاثًا، ثُمَّ قال لأصحابِ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : هكذا رأيتُمْ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) يَتوضَّأ؟ قالوا : نعم.
وَرَوَاهُ وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيان، عَنْ أَبِي النَّضْر، عَنْ أَبِي أنس : أنَّ عُثْمَان توضَّأَ بالمقاعد فَقَالَ: إِلا أُرِيكُمْ وُضُوءَ رَسُول الله (صلى الله عليه وسلم ) ؟ قَالَ: ثُمَّ توضَّأَ ثلاثًا ثلاثًا؟

* قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ الفِرْيابي ؛ الصَّوابُ ما قَالَ وكيع.

( قلت علق ابن عبد الهادي على هذا الموضع بقوله : وَفِي قَوْلِ أَبِي زُرْعَةَ: (وَهِمَ فِيهِ الْفِرْيَابِيُّ) : نَظَرٌ، فَقَدْ تَابَعَهُ: الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ وَأَبُو حُذَيْفَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ، وَرِوَايَتُهُمْ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ مِنْ رِوَايَةِ وَكِيعٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) . [ تعليقة على علل ابن أبي حاتم صفحة 192].

* وفيه دليل على امكانية استدراك الناقد المتأخر متابعات فاتت الناقد المتقدم إن تيقن أو غلب
على ظنه أنها متابعات صحيحة سالمة من الوهم والخطأ .

* ورواية وكيع التي صححها أبا زرعة أخرجها مسلم .


قال الامام مسلم في صحيحه 465

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ ، وَأَبِي بَكْرٍ ، قَالُوا ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ أَبِي أَنَسٍ ، أَنَّ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ فَقَالَ : أَلاَ أُرِيكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاَثًا ثَلاَثًا.
وَزَادَ قُتَيْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ قَالَ : سُفْيَانُ : قَالَ أَبُو النَّضْرِ : عَنْ أَبِي أَنَسٍ قَالَ : وَعِنْدَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

* وخالف أبا حاتم أبا زرعة ففي نفس الموضع من العلل : ( وسألتُ أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟
فَقَالَ: حديثُ وكيع أصَحُّ، وَأَبُو أنس: جَدُّ مالك بْن أَنَسٍ، وَأَبُو أنس عَنْ عُثْمَانَ مُتَّصِلٌ، وبُسْرُ بْن سَعِيدٍ عَنْ عثمانَ مُرسَلٌ ).

* وخالف الدارقطني الرازيين فقال «والصحيح قول من قال: عن بسر ابن سعيد، والله أعلم»
"العلل" (259).

* قال ابن عبد الهادي : «وهذا الذي صححه الدارقطني مخالف لما صححه أبو زرعة وأبو حاتم، وقوله في هذا أولى، والله أعلم» .