أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
41160 86106

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-19-2012, 07:56 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي [ تفريغ ] فتوى في حكم صيام السبت - مشهور بن حسن

بسم الله الرحمن الرحيم


قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن -حفظه الله-:

هذا السؤال تكرر كثيرًا، وأنا مضطر لشيء من البسط -إن شاء الله- فيه وينفع الناس في صيام شوَّال؛ أخ يسأل فيقول: ما حكم حديث: «لا تصوموا السَّبت إلا فيما افترض عليكم» أرجو منكم شيئًا من التفصيل؟
صيام السَّبت مسألة أشغلتْ، ونحن إن سُئلنا أجبنا، ونعلم و نُقدِّر أن المسألة فيها خلاف بين العلماء، والموفَّق من المسلمين مَن يراعي الخلاف، ومراعاة الخلاف مِن سِمات الموفَّقين، وحكم صيام السَّبت الخلافُ فيه ليس بحادِث؛ وإنَّما الخلافُ فيه قديم.
فقد نقل شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية في «اقتضاء الصِّراط المستقيم» عن بعض أصحاب أحمد أنه حرَّم صيام السبت، وذكر المنعَ الإمامُ الطحاويُّ في كتابه «شرح معاني الآثار»، وذكر ابنُ رُشد في كتابه «بداية المجتهد» أن الصومَ الممنوع قسمان: مَمنوع مُتَّفق عليه، ومَمنوعٌ مختلفٌ فيه، ومثَّل على الممنوع المختَلف فيه من الصيام بصيام السَّبت.
فهذه النقول عن هؤلاء الأعلام -مُختلِفي الأعصار والأمصار- تُثبت بحجَّة دامغة أن الخلافَ في السَّبت قديم.
واحد يريد أن يصوم من شوال ستة أيام؛ لماذا يدخل المضايق؟! ابتعد عن السَّبت.
وعجبي لا ينتهي من إنسان يلقِّن الناس لَما يَذكر صيام شوال يلقِّن الناس -بداية- يقول: صوموا السَّبت!!
أنا -والله- لَما أقف على حديث أشعرُ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد خاطبني فيه، والحديث حجة بنفسه، لا يقال الحديث إن قال به العلماء كان حُجة، وإن لَم يقل به العلماء لم يكن حجة!
لكن -بلا شك- نحن لضعفِ لغتِنا -ونسأل الله العافية من سوء أحوالنا- ننظر ونستأنس بفهوم العلماء.
حديث: «لا تصوموا السَّبت» حديث عبد الله بن بسر أو أخته الصماء وقع فيه اضطراب بين الرواة، وإذا دار الحديثُ بين صحابيَّين؛ لا يُعلُّ الحديثُ ولا يُضعَّف.
إن الطرق اختلفت من خارج الحديث فبعض الرواة قالوا: عن ابن عباس، وآخرون قالوا: عن ابن عمر، وبقي الخلافُ في هذا الأمر؛ فلا يُعلُّ أصلُ الحديث.
والحديث صحَّحه جَمعٌ من أهل العلم، ومنهم: ابن الملقِّن في «تحفة المحتاج» وغيرُه؛ فالحديث من حيث الثبوت ثابت.
والحديث ليس فقط: «لا تصوموا يوم السَّبت» بل فيه تأكيد آخر؛ فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «فمَن لم يجد إلا لحاء عنبة أو جذع شجرة فليمضُغها»، ولا يَبعد.. كما أننا علَّمَنا وأدَّبنا ربُّنا أن نتعبَّده بالصيام؛ علَّمنا وأدَّبنا أن نتعبَّده بالطعام -كما في أيام التشريق، وأيام العيدين عيد الفطر..-.
فالصيام المنهي عنه في السَّبت إلا المفتَرَض.
وها هنا يخلط بعض إخواننا ولا ينتبِهون: ليس فقط صيام السَّبت لصيام رمضان؛ وإنَّما «إلا فيما افتُرض عليكم»؛ فالمرأة التي تقضي تصومُ السَّبت؛ لأنَّ قضاءها فريضة، والإنسان الذي يصوم كفَّارة اليمين يصوم السَّبت؛ لأن كفارة اليمين فريضة، والإنسان الذي يصوم صيام النَّذر يصوم السَّبت والذي يصوم الكفارة يصوم السَّبت.
ألم يرِد في موضع السَّبت أحاديث أُخر تدلِّل على الجواز؟ نعم وردت.
مثلا: ألم يرغِّب النبي -صلى الله عليه وسلم- في صيام أيام البِيض؟ نعم.
وأنا -دائمًا- أنبِّه فأقول: طالب العلم دقيق يقول: (أيام البيض)، ولا يقول: (الأيام البيض)؛ (أيام البيض) على حذف مضاف بعد أيام (أيام الليالي البيض)، أما الأيام البيض كل الأيام بيض، أما (أيام البيض) -كما في «سنن أبي داود»-.
طيب؛ أيام البيض ألا يمكن أن يكون فيها سبت؟ ممكن يكون فيها سبت.
ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أحبُّ الصيام إلى الله صيام داود: كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، وكان لا يَفرُّ إذا لاقى» يعني: كان يوزِّع الطاعات، لو صام طول الدهر لعله فر إن لاقى وكل طاعته في الصيام، فقال: «كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، وكان لا يَفرُّ إذا لاقى».
أيهما أشقُّ على النَّفس أن تصوم الدَّهر أم أن تصوم يومًا بعد يوم؟ تصوم يومًا بعد يوم أشق على النفس، فهو كان أفضل صيام داود.
طيب؛ صيام يوم بعد يوم أليس من لوازمه أن يُصام السَّبت؟ بلى؛ من لوازمه أن يُصام السَّبت.
إذن كيف تمنعون؟
نقول: نحن لم نمنع؛ النبيُّ الذي منعَ، المنعُ ليس مِنا، لو مِنا فكل هذه الإشكالات تَرِد علينا، لو نحن الذين مَنعنا؛ فكل هذه الإشكالات تَرِد علينا.
فالنبيُّ صرَّح بِمنع صيام السَّبت، وجاءت أحاديث تُؤخذ من لوازمها صيامُ السبت، وتعلَّمنا في الدِّلالات أن الحديث المنطوق أقوى مِن الحُكم الذي يُؤخذ من الدلالة، فدلالة أنه كان يصوم يومًا بعد يوم.. أيام البيض.. إلخ؛ هذه مِن لوازمه.
هذه واحدة.
الواجب علينا أن لا نضارب بين النصوص، والواجب الإعمال لا الإهمال.
فيجب علينا أن نعمل بكلِّ ما ورد في المسألة من أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فبعض أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وهذا قول درجة رقم (2) في المسألة.
أضعف الأقوال يقول لك: صُم السَّبت! يلقِّن!
فيه صنف آخر أحسن من هذا الصنف؛ هو يقول: صوموا الست من شوال، فإن سُئل يقول: السَّبت فيه خلاف وأنا أرى جائز الصيام.
هذا أحسن من الأول.
فيه صنف ثالث أحسن من هذا -بعد-وهو اختيار شيخ الإسلام-، إيش يقول؟ يقول: يُمنع صيام السَّبت مُنفردًا، يعني تذهب للسبت [...]..
فهذا ممنوعٌ.
فيقول شيخُ الإسلام: ولكن لو صمتَ يومًا معه -قبله أو بعده-؛ لجاز.
فعند شيخ الإسلام أن صوم السَّبت ممنوع بالانفراد؛ فتصوم يومًا بعد يوم، لما يأتي السَّبت تصوم الذي بعده.
فهذا توفيق شيخ الإسلام بين جميع ما ورد في النصوص.
وبهذه المناسبة أنبِّه على أن حديث أم سلمة عند أبي داود: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم السَّبت والأحد» حديث منقطع، فالراوي عنها لم يسمع منها.
الآن عندنا أحاديث فيها تعارُض:
لما نقول أن صيام يوم السَّبت يجوز إن صُمنا يوما قبله أو يومًا بعده؛ هل أعمَلْنا ظاهرَ قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تصوموا يوم السَّبت إلا فيما افتُرض عليكم»؟
هذه كلمة «إلا فيما افتُرض عليكم» كلمة مهمة.
بعض الإخوة في النقاش يقولون: يا شيخ! أنتم أما ترون كراهية الصلاة في الأوقات المكروهة الصلاة التي لا سبب لها؟ قلنا: نعم.
طيب الصلاة التي لها سبب؟ مثل تحيَّة المسجد، سُنة الوضوء، لو إنسان توضأ في وقت الكراهة بعد الفجر.. هل ترون الصلاة؟ قلنا: نعم، نصليها.
قالوا: اجعلوا صيام السَّبت مثل الصلاة.
ورد في وقت الكراهة بعد الفجر، فخرج إنسان توضأ، فرجع بعد الفجر فصلى تحية المسجد أو سنة الوضوء؛ لا نرى في هذا حرجًا.
اجعلوا صيام السَّبت مع شوال، مع عرفة، مع عاشوراء مثل هذا.
قلنا: هذا الكلام صحيح وطيب، لكن هذا فيه غفلة عن قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إلا فيما افتُرض عليكم» فحتى تتساوى هذه المسألة مع تلك المسألة؛ هبْ -جدلًا- أن النبي نهى عن الصلاة بعد الفجر وقال: (إلا تحية المسجد) فذهبتَ فتوضأتَ فجئتَ فاستفتيتني: هل أصلي سُنة الوضوء؟ أقول لك: لا، ما تصلي سُنة الوضوء. لم؟ للاستثناء، إيش الاستثناء؟ النبي قال: (إلا تحية المسجد)، عندما قال: (إلا تحية المسجد)؛ خرج منها الوضوء.
فالمسألة ليست متشابهة، المسألة التي تجعلها شبيهًا ونظيرًا لصيام السَّبت ليست متشابهة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إلا فيما افتُرض عليكم»، فقوله: «إلا فيما افتُرض عليكم» حصرٌ لعدمِ جواز صيام السَّبت إلا في الفريضة دون غيرها.
ولذا الذي أراهُ صوابًا: أن السَّبت يُتعبَّد الله تعالى فيه بالطعام، أنا لما آكل يوم السَّبت أشعر بأني أعبُد ربِّي، أنا لما أُفطر أو أتغدى يوم السَّبت أشعر أني أنا آكل وأنا أعبد الله -سبحانه وتعالى- في الأكل، فاللهُ يعلمني، مثل ما تأكل السَّبت ممكن الأحد والإثنين تأكل -أيضًا- تتقوى على الطاعة، لكن السَّبت له معنى خاص عندي؛ لما ورد فيه من حديث.
فإذا أردنا أن نُعمل بين ظواهر النصوص: فما ينبغي أن نهملَ دلالة المنطوق، فلما نقول الممنوع الانفراد؛ نحن أهملنا دلالة المنطوق.
فإذن -وهذا الذي أريد أن أصلَ إليه وأكتفي به ولا أريد أن أتكلم كثيرًا- وصلنا الآن لشيء هو: أننا أمام منطوقَين مُتعارِضَين: صيام يوم بعد يوم، أيام البيض، شوال.. أمام نص يُجوِّز وأمام نص يَمنع، أمام نصِّ مُبيح يُرغِّب وأمام نص حاظر مانع.
فإن تعارضت النصوص ولم يُمكنا أن نوفِّق بين ظواهرها؛ فلم يبقَ أمامنا إلا اللجوء إلى قواعد أهل العلم -أعني القواعد الأصوليِّين- في الترجيح، ولم يبق أمامنا في التَّرجيح إلا أن نقول: أن الحاظر مُقدَّم على المبيح، والحاظر النهي: «لا تصوموا يوم السَّبت» والمبيح: ما ورد في سائر النصوص.
ولذا أعيد فأقول: الرد والاستهجان والاستنكار والنَّبز والطعن فيمن يَمنع صيام السَّبت قِلةُ توفيق من الله.
المسألة الخلاف فيها مُعتبر ومذكور بين أهل العلم، والموفَّقون مِن طلبة العلم الذين يعظِّمون الدليل يحوشون الناس في الوقوع في المختلف فيه ما دام أنه بإمكانهم أن يفعلوا عبادةً يتعبَّدوا فيها ربَّهم ولا يكون فيها خلاف.
قال يريد يصوم ستة أيام من شوال، جاءك واحد قال لك نصوم السبت، قل له: يا أخي! الأيام ثلاثين يوم، اختَر غير هذا اليوم -على التَّعبير الدارج السهل- اختر يومًا غير هذه الأيام.
أما أن تبدأ تلقِّن الناس: صوموا السَّبت!
هذا فيه غِل وحقد على بعض أهل العلم.
تجده في كل المسائل الخلافية يُمشِّي كل شيء، لما تجي لبعض المسائل هو يبدأ يلقِّن الناس أن يفعلوها!
هذا في قلبه غل وحقد، هذا مرض!
اجعل هذه المسألة -صيام السبت- مثل سائر المسائل، ... لَما تأتي لِكَم مسألة أنتَ تبدأ تلقِّن الناس، وتبدأ تحمل الناس على قول دون غيره!
هذا مرض! هذا بُغض للعلماء ولأهل العلم! هذا بغض للشيخ الألباني ولتلاميذ الشيخ الألباني!
فنُنكر هذا البُغض.
أما -والله- الذي يخالفنا ويقول صيام السَّبت جائز باجتهاد منه؛ فهو طالب علم -إن كان طالب علم من أهل العلم- نقول: بيننا وبينك الأجر والأجرين، فلا نُوالي ولا نعادي ولا نُحب ولا نبغض على هذه المسائل، ولا نَحرص لِمن صام السَّبت أن نُفطِّره، نحن نُقدِّر خلاف العلماء، نحن نُنكر حال مَن يُمشِّي جميع المسائل إلا بعض مسائل يَجعلها هجِّيره وديدنه، ويجعلها سببًا للدُّخول في الطَّعن في العلماء.
فالمريض لا بُد أن يظهر مرضُه، إن رأيتَه واقفًا يُصلي ويَمشي لكن لا بُد أن تكون علامات للمَرض، فعلامات المرض -أحيانًا- تظهر في مثل هذه المسألة.
نحن نشهد الله -تعالى- أنَّنا على نهج أهل العلم، نقدِّر الخلاف بين العلماء، وحتى هذه المسائل نُنكر على بعضِ مَن يُشغل الناس بها ولا يكون له همٌّ فيها، أو مَن يذكرها على المنبر.. نُقدِّر الخلاف، لكن إن سُئلنا؛ بِم نفتي؟ نفتي بما انشرحتْ به صدورُنا، ولنا سلف فيما نقول، وقولُنا وفتوانا على ظاهر قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونخشى إن قال لنا نبيُّنا: أمَا بلغك عني أني قلت كذا وكذا؟ كيف تحيد عنه؟ نحسب لهذا ألف حساب.
ونعبد الله -تعالى- أنَّنا نقول هذا مِن باب إتمام شهادتنا: (وأشهد أن محمدًا رسول الله).
ونقول -ليس في هذه المسألة- نقول -مُقرِّرين كأصل- أن مَن جاءه حديثٌ عن رسول الله فحادَ عنه؛ نقول: هو مجروح الشهادة في قوله: (وأشهد أن محمدًا رسول الله)، لكنْ هذا الجرح لا يلزم منه الكفر، لكن نقص، فأنت لما تقول: (وأشهد أن محمدًا رسول الله)؛ يعني: كل ما بلغني عن رسول الله هو حق، أومِن أنه حق، وأنزِّله منزلته -الفرض فرض، والسُّنة سُنة-.. إلخ.
والله -تعالى- أعلم.
[فتوى للشيخ مشهور بن حسن، ضمن لقاء بتاريخ: 18/10/2008، من الدقيقة (25:35). من هنـا]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-24-2015, 01:51 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post

للرفع.....................
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-30-2015, 01:34 AM
خولة السلفية خولة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 414
افتراضي

جزاكما الله خيرا ،، وهذه اضافة وفقكما الله:

النهي عن صيام السبت في غير الفريضة " الفريضة كل صيام واجب كرمضان والكفارات والنذور":

*** السائل:

((..) لا سيما إن وافق يوم فضل كيوم عاشوراء أو يوم عرفة؟ وما قولكم في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم أصوم الدهر؟ فقال لا تطيق ذلك، قال:صم ثلاثة أيام في كل شهر ثم قال الإثنين والخميس ثم قال: تصوم يومًا وتفطر يوما فإن ذلك صيام داود عليه السلام))


الشيخ -رحمه الله -:

كل هذه الأدلة بل جُلّها استدلال بعمومات، معارضة للحديث الخاص وهذا لا يجوز، بعض الأدلة التي جاء ذكرها أو الأحاديث التي جاء ذكرها في سؤالك هذا يُردُّ على السائل بالتالي: أرأيت لو أفطر حسب نظامه يصوم يومًا ويفطر يومًا، كان فطره قبل يوم العيد نفترض أن يوم العيد كان يوم الثلاثاء, أفطر على قاعدة يصوم يومًا ويفطر يومًا, فأفطر يوم الإثتنين, وهو معلوم أنه يوم فضيلة وهذا مثال ولا يقصد بالمثال التحديد فلنقل مثلا أفطر يوم الأحد، ثم جاء يوم الإثنين ويشرع صيام يوم الإثنين لكن اتفق أنه يوم عيد،
فهنا وجد مسوغان للصيام المسوغ الأول: هو كونه يوم الإثنين والمسوغ الثاني:هو أنه أفطر يوم الأحد ومن عادته أنه يفطر يومًا ويصوم يومًا فهل يصومه؟


سيكون جواب الجميع: لا يصومه، فماذا فعلنا بالأحاديث التي تحض على صيام يوم الإثنين، والأحاديث التي ذكرت وذكرتَ أنت طرفًا منها "صم يومًا وافطر يومًا فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه السلام" ماذا نفعل بهذه الأدلة العامة نُقيدها، ونقول: صم يومًا وأفطر يومًا إلا إذا صادفت في صيامك صوم يوم منهي عنه، أليس هكذا نوافق ؟ كذلك الجواب عن مشكلة حديث الذي لا يزال الناس يتجادلون فيه وهو نص صريح لا يقبل الجدل إطلاقًا لولا غلبة العادات، صيام يوم البيض ثلاثة أيام، صادف يوم السبت، صيام يوم عاشوراء، صيام يوم عرفة صادف يوم السبت، لم يعد الناس يستطيعون أن يهضموا بعض الأحكام الشرعية لغلبة العادات على الناس، وها نحن قد أجبناكم عن حل مشكلة تقع بالتوفيق بين المستحب من العبادات والمنهي عنها.
فقلنا: النهي مُقدّم، وهذا يُعبّر عنه بعض علماء الأصول بأنه "إذا تعارض مبيح وحاظر، قُدم الحاظر على المبيح" فالأمثلة كثيرة وكثيرة جدًا، أهمها لإبراز كيفية التوفيق بين الأحاديث المتعارضة في أذهان بعض الناس ما صورته لكم آنفا: رجل يصوم يومًا ويفطر يومًا اتفق أنه أفطر يوم الأحد وعليه بالنظر لعادته أن يصوم يوم الإثنين، ويوم الإثنين له فضيلة خاصة كما هو معروف في السنة لكن اتفق أن هذا اليوم كان يوم عيد أفيصومه؟ كان الجواب: لا, ولا أحد يخالف في هذا.

ما هي القاعدة التي يستند العلماء في مثل هذا الموقف، صوم يوم الإثنين لوحده مشروع وبخاصة إذا جاء حسب الترتيب الذي جرى المعتاد أن يفطر يومًا وأن يصوم يومًا، ما هي القاعدة التي جرى عليها العلماء هي:" الحاظر مقدم على المبيح" فالآن لا شجاعة ولا بطولة علمية أن نكثّر الأمثلة لضرب حديث لا تصوموا يوم السبت فنقول -مثلا- اتفق أن يوم السبت كان يوم عاشوراء لا نصومه! خسارة كفارة سنة, اتفق أن يوم عرفة يوم سبت لا نصومه! خسارة كفارة سنتين, كذلك أيام البيض ونحو ذلك.

الجواب "الحاظر مقدم على المبيح" ثلثت أيام البيض اتفق أنه يوم سبت دعه, عاشوراء يوم السبت دعه, عرفة يوم السبت دعه, ولست بالخاسر، وهذه يجب أن نتنبه لها لماذا؟ لأنك أولاً وقفت عند نهي الرسول صلى الله عليه وسلم المؤكد حيث قال ((لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افتُرض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضغه)) هذا تأكيد للنهي، وأنك يجب عليك يوم السبت أن تؤكد للناس أنك مفطر ولو كان يوم فضيلة في الأصل، اتفق عاشوراء مع السبت، عرفة مع السبت، يوم من أيام البيض مع السبت إلى آخره، فأنت تدع صيام هذا اليوم وقوفًا مع نهي الرسول عليه السلام عنه، فهل نتصور من قدم الحاظر على المبيح أنه خسر؟ تفكروا في المثال الأول: يوم الإثنين يوم عيد فهل نصومه؟ لا.
هل خسر؟

الجواب: لا، لمَ؟

احفظوا هذا الحديث من كان منكم لا يحفظه وليتذكره من كان يحفظه ألا وهو قوله عليه السلام ((من ترك شيئا لله عوضه الله خيرًا منه)) الذي ترك صيام يوم الإثنين لموافقته يوم عيد وامشوا بالأمثلة ما شئتم هل هو خسر أم ربح؟ الجواب ربح، لماذا؟ لأنه كان ناويًا أن يصوم هذا اليوم لولا أنه جاء النهي عن صيام هذا اليوم فقُدِمَ النهي على المبيح، فإذن يصدُقُ على كل من ترك صيام يوم له فضيلة خاصة لأنه اتفق أنه كان يوم السبت فحينئذ يصدُق عليه قوله عليه السلام: ((من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه)).


فنسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علمًا وأن يلهمنا العمل بما علمنا إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم وأنتهت الإسئلة فلا إزعاج ومعذرةً.

//الشريط السادس عشر (أ)من سلسلة فتاوى جدة للشيخ /محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -
**نرجوا منكم دعوة صادقة في ظهر الغيب لمن فرغ هذه المادة ولمن راجعها ولمن دل عليها**
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب
فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد
فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا

من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-06-2017, 05:13 PM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سعد مشاهدة المشاركة
للرفع.....................
جزيتما خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تفريغات أم زيد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.