أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
36239 | 151323 |
#11
|
|||
|
|||
أشكر لك -أيتها الأستاذة والمعلمة الفاضلة- على إثرائك للموضوع؛ فجزاك الله خيرًا.
إثارة الغل والحقد على ولاة الأمور من أعمال المنافقين المفسِدين في الأرض: سئل العلامة صالح الفوزان -حفظه الله وبارك في عمره-: هل من الاجتماع: إثارة وشحن الغل والحقد في قلوب العامَّة نحو ولاة الأمر؟ فأجاب: شحن الغل والحقد على ولاة الأمور في قلوبِ العامَّة: هو من عمل المُفسِدين والنَّمَّامين الذين يُريدون إشاعة الفوضى، وتفكيك المجتمع الإسلامي. وقد حاول المنافقون -قديمًا- مثل هذا عندما أرادوا أن يفصِلوا المسلمين عن رسولِ الله -صلى اللهُ عليهِ وسلم- ليفكَّكوا المجتمع، وقالوا: {لا تُنفِقوا على مَن عندَ رسولِ اللهِ حتَّى يَنفَضُّوا}. فمُحاولةُ الفصْل بين الراعي والرَّعيَّة هي مِن عمل المنافقين المُفسِدين في الأرض الذين قال الله فيهم: {وإذَا قِيل لهُم لا تُفسِدوا في الأرضِ قالُوا إنَّما نَحنُ مُصلِحون}. والنَّاصحُ لأئمة المسلمين وعامَّتهم على العكس من ذلك؛ فهو يَسعى في تَحبيب الرُّعاة إلى الرَّعيَّة، وتحبيب الرَّعيَّة إلى الرُّعاة، وجمع الكلمة، وتجنُّب كل ما يُفضي إلى الخلاف. [نقلًا من: "الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة"، ص215-217]. |
#12
|
|||
|
|||
|
#13
|
|||
|
|||
وإياكم ولكم بمثل وزيادة ابنتي الغالية " أم زيد "
شكر الله لك ما تثرين به منبرنا الغالي من مواضيع قيمة، جزاك خيرًا وبارك فيك وعليك. وبصرنا الله وإياكم بالحق، ووقانا جميعًا وسائر بلاد المسلمين من هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96]. قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ. |
#14
|
|||
|
|||
مفتي السعودية يحذر من مخطط لتقسيم المنطقة إلى (دول متخلفة).
مفتي السعودية يحذر من مخطط لتقسيم المنطقة إلى (دول متخلفة). انتقــد فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عــــام السعودية - حفظه الله تعالى -،المظاهر الاحتجاجية في تونس ومصر، وحذر مما وصفه بـ« مخطط » يسعى من خلاله إلى تقسيم المنطقة إلى « دول متخلفة » - على حد تعبيره -، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها كل من تونس ومصر. وفي خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبد الله (وسط العاصمة السعودية)، انتقد المفتي العام للبلاد، المظاهر الاحتجاجية التي شهدتها المدن التونسية والمصرية. وهاجم كذلك ما وصفه بـ« الإعلام الجائر »، الذي يصور الأحداث على غير حقيقتها. وبرر المفتي انتقاده للمسيرات الاحتجاجية والمظاهرات، لكونها تفضي إلى سفك الدماء ونشوء حالات سلب ونهب، كما حدث في مصر. وقال : « إن من أسباب الفتن والغواية والضلالة إثارة الفتن بين الشعوب والحكام في هذه المظاهرات والمسيرات التي هي من الأمور التي جيء بها لضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وتقسيمها. إن لها نتائج سيئة وعواقب وخيمة، منها سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال». ونبه مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فيها، إلى ما وصفها بـ«الفوضويات» التي يتم إحداثها داخل الدول من أجل الإضرار بأمنها وضرب اقتصادياتها. وقال: «إن هذه الفوضويات إنما جاءت من أعداء الإسلام والذين يخضعون لهم». ودعا إلى الحذر من «مكائد الأعداء»، منبها إلى أن الغاية من المظاهرات إضعاف الشعوب والسيطرة عليها وإشغالها في الترهات». وأكد المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، على ضرورة استشراف الأهداف بعيدة المدى من المخططات التي تتم في بلدان المنطقة. وقال إن هناك « غاية بعيدة المدى لضرب الأمة في صميمها وضرب اقتصادها وتخطيط بعيد المدى لتحويلها إلى (دول متخلفة) »، مؤكدا على أهمية الوقوف من الأمور « موقف الاعتدال ». ونبه مفتي عام السعودية، من احتمالية أن تمتد رقعة الأحداث لتشهدها دول أخرى وقال : «إن مصاب الأمة جلل عندما نسمع أن هذه الأحداث تتنقل من مكان إلى مكان، نار أوقدت، اليوم هنا وغدا هناك». وحذر في سياق خطبة الجمعة، من مغبة الانسياق وراء ما وصفه بـ« الإعلام الجائر »، والذي قال إن من صفاته أن يكون آلة للتخريب، ووسيلة لتسويق الشعارات البراقة، ونقل الأحداث على غير حقيقتها. المصدر : جريدة الشرق الأوسط السبـت 3 ربيـع الأول 1432 هـ 5 فبراير 2011 العدد 11757.
[منقول]
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96]. قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ. |
#15
|
|||
|
|||
|
#16
|
|||
|
|||
كلام الشيخ الوادعي -رحمه الله- في المظاهرات http://www.muqbel.net/articles.php?art_id=11 1الواقع أن التمثيليات والمظاهرات، وكثير من الأشياء العصرية، جاءتنا من قبل أعداء الإسلام. [قمع المعاند 394] كلام الشيخ -رحمه الله- على الإضراب1عدم مجاراة المجتمع ومنها المظاهرات، لأن الله ?سبحانه وتعالى? يقول: ?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ? [النحل: 43] رجلٌ لحيته إلى صدره أو تملأ صدره ويبرم العمامة ثمّ يخرج يظاهر (نفديك يا صدام بالروح بالدم) يا أسفى على تلكم اللحية وعلى تلكم العمامة... [قمع المعاند 109?110] 1ينبغي أن تعلم أن التظاهر بهذه الكيفية ليس إسلاميا فلا نعلمه ورد عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يخرج جماعة يهتفون بشعار واحد، وليس إلا تقليدًا لأعداء الإسلام وَتَشَبُّهًا بهم والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((من تشبه بقوم فهو منهم)).[الإلحاد الخميني في أرض الحرمين 57] وانظر: مقاصد التظاهر والكلام حوله [الإلحاد الخميني في أرض الحرمين 57?72] 1والمظاهرات طاغوتية في شوارع صنعاء، فوالله لقد أهانوا الإسلام. [غارة الأشرطة 2/152] 1س/: ما حكم المظاهرات في الإسلام هل لها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام؟ ج/ لا، هي بدعة، وقد تكلمنا على هذا في مقدمة «الإلحاد الخميني في أرض الحرمين» وذكرنا أن الآيات القرآنية تدلّ على أن التظاهر يكون على الشرّ، وهناك آية وهي قوله تعالى: ?وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ? [التحريم: 4] هي نعرة جاهلية اقتدى المسلمون بأعداء الإسلام، وصدق الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ يقول: ((لتتبعنّ سنن من كان قبلكم حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لدخلتموه)) وإنني أحمد الله ?سبحانه وتعالى? فما تجد سنيا يحمل لواء هذه المظاهرة، ولا يدعو إلى هذه المظاهرات إلا الْهَمَجَ الرِّعَاءَ، وماذا يستفيد المجتمع؟ فالعراق يقصف بالطائرات، والمظاهرات في شوارع اليمن أو غيره، ولقد أحسن محمد بن سالم البيحاني إذ يقول: هيهات لا ينفع التصفيق ممتلأً ***به الفضاء ولا صوت الهتافات فَلْيَحْيَ أو فليمت لا يستقيم بها ***شعب ولا يسقط الجبار والعاتي يا أسكت الله أفواهًا تصيح له ***فكم بلينا بتصفيقٍ وأصوات وكم خطيبٍ سمعنا وهو مندفع ***وما له أثرٌ ماض ولا آت [غارة الأشرطة 2/451] 1أولئك العميان لو قالوا: مظاهرة لقال المقلد: مظاهرة، قالوا له: انتخابات يقول: انتخابات، إذا لم تحصل انتخابات سيذوب الإسلام، وإذا لم تخرج مظاهرة فالإسلام لا تبقى له باقية، فيصورون القضية التي تكون مخالفة للكتاب والسنة على أنها هي الإسلام. وخرج صاحبنا المسكين بلحيته في المظاهرة إلى أين؟ إلى مجلس النواب، تقوم الفتاة تخطب على رءوسهم وهو (يُدَقْدِقُ) بالمسبحة: سبحان الله سبحان الله، يهز رأسه. [فضائح ونصائح 117] 1المظاهرات تقليد لأعداء الإسلام، وكذلك الإضراب. [غارة الأشرطة 1/412 وانظر غارة الأشرطة 1/407] كلام الشيخ -رحمه الله- على الثورات والانقلابات1فضحوا الدعوات وأسيء الظن بالدعوات، حتى إن الناس يظنون أن الداعي إلى الله من الثوريين السفاكين ولهذا فإن الناس يستقبلون أهل السنة استقبالا عجيبًا؛ لأنهم يعلمون ما أهل السنة عليه، وبأنهم بعيدون عن الثورات والانقلابات. [قمع المعاند 92] 1فأهل السنة أعظم الناس إنكارًا لهذه الأمور، ولكنهم ينكرون هذه الأمور على بصيرة، وغيرهم ينكرها على جهل، حماسة بدون نظر إلى العواقب، فنحن ننكر هذه الأمور ولا نشجع على الثورات والانقلابات؛ لأنها ما صارت ثورة ولا انقلابات من صالح الإسلام والمسلمين، لكن يخسر المسلمون رجالهم وأعمارهم وأموالهم وتخرب دورهم، ثم يؤتى بعلماني بدل العلماني، أو يؤتى ببعثي بدل البعثي، وربما تفضلوا وأتوا بعلماني بدل شيوعي. فأعداء الإسلام هم الذين يضعون هؤلاء الحكام على الكراسي، فمن كانت به غيرة على الإسلام فَلْيَبْدَأ بجهاد أمريكا ?ونسأل الله أن يُقَيِّضَ لها شعبًا بطلا، كما قيض لروسيا إخواننا الأفغانيين جزاهم الله خيرًا? فهي رأس البلاء، وهي التي أفسدت المسلمين، وأفسدت حكامهم بدولاراتها وبإعلامها. أما الثورات والانقلابات على الحكام الذين هم في الديار الإسلامية فهذه ليست سبيل الإصلاح، وسبيل الإصلاح هو تعليم المسلمين كتاب ربهم وسنة نبيهم وتعليمهم سيرة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وسيرة صحابته، وما صبروا عليه من الفقر وَالْعُرْيِ والخروج من الأوطان والأمراض الوبائية التي حصلت لهم في المدينة بعدما هاجروا، فهكذا ينبغي أن نربي شعوبًا قريبة من الصحابة، وما أظننا نستطيع، لكن ولو قريبة من الصحابة، أما شعب يغضب إذا قطع الغاز أو قطع السكر أو قطع الحبوب، ويقومون بثورة على حاكمهم الذي يريد لهم الخير فيكون شخصًا أخذته الغيرة وقال: تخرج على الطاغوت، وخرج على الطاغوت، وأمريكا قطعت ما كانت تورده، فقالوا: أنت الذي سَبَّبْتَ لنا الجوع والعري، فلا بد أن نقتلك حتى نستريح منك وحتى يرجع لنا السكر والغاز إلى غير ذلك. فيجب أن نعرف مجتمعاتنا، فبعض الدعوات تبني دعوتها على الخيالات وعلى الأوهام وعلى التلبيس على المجتمع، ينقلون الناس من كذبة إلى كذبة أخرى، فعلم من هذا أن أهل السنة من أعظم الناس إنكارًا لشرك القصور. [فضائح ونصائح 14?15] س/ هل الخروج ضدّ الحكام مسموح؟ ج/ الخروج ضد الحكام بلية من البلايا التي ابتلي بها المسلمون من زمن قديم، وأهل السنة بحمد الله لا يرون الخروج على الحاكم المسلم لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه)) ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا بويع لخليفتين فاضربوا عنق الآخر منهما)) وعبادة بن الصامت -رضي الله عنه- يقول: دعانا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا، وَأَثَرَةٍ علينا، وَأَلَّا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان. فالخروج على الحاكم يعتبر فتنة فبسببه تُسفك الدماء ويضعف المسلمون حتى لو كان الحاكم كافرًا فلا بد أن يكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته، حتى لا تسفك دماء المسلمين؛ فإن الله عز وجل يقول: ?وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا? [النساء: 93] تاريخ أهل السنة من زمن قديم لا يجيزون الخروج على الحاكم المسلم، وفي هذا الزمن الخروج على الحاكم الكافر لا بد أن يكون بشروط، فإذا كان جاهلًا لا بد أن يُعَلَّم، وألا يؤدي تغيير المنكر إلى ما هو أنكر منه، ولا تسفك دماء المسلمين. [تحفة المجيب 227?228] 1فأهل العلم بحمد الله لا يدعون إلى الفتن ولا يدعون إلى الثورات والانقلابات اليوم وغدا وبعد غد، لن ندعو إلى فتنة حتى ولو ظلمنا ولا إلى ثورات ولا إلى انقلابات، لأننا في شعبين مسلمين. [المصارعة 22] 1ولسنا ندعو الناس إلى الثورات والانقلابات وقد قلت غير مرة: إنها لو حدثت في اليمن فتنة واستطعت أن أهرب بديني إلى بلدة أخرى لفعلت، فلن أوجه بندقيتي إن شاء الله إلى مسلم يصلي بإذن الله تعالى. [المصارعة 45] 1ولست أدعو إلى الثورات والانقلابات، فإن الثورات والانقلابات ليست سبيل الإصلاح، أدعو إلى التعاون ومناشدة المسئولين وجلوس في بيوت الله وتبليغ شرع الله وعقد المحاضرات. [المصارعة 82] 1وإنني أناشدكم الله يا أهل السنة أن تناصحوا ولاة أموركم وَأَلَّا تأخذكم في الله لومة لائم، وعقيدتكم بحمد الله معروفة لدى المسئولين أنكم لا تريدون الكراسي ولا تريدون الدنيا وأنكم لا تشجعون على الخروج عليهم لماذا؟ لأن عقيدتكم لا تجيز الخروج على الحاكم المسلم، والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق بينكم فاضربوا عنقه)) والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)) قالوا: أفلا ننابذهم يا رسول الله؟ قال ((لا، ما صلوا)) من أجل هذا فأنا أُجَمْرِكُ سيارتي وأعتقد أن الجمرك محرم، وأقول: هذا إلى ذمة الدولة، وأنا أيضًا أعطي الضرائب على سيارتي وأعتقد أن الضرائب محرمة، لكن نقول: هذا في ذمة الدولة، ولسنا دعاة فتنة، أهل السنة ليسوا دعاة فتنة، وليسوا دعاة ثورات وانقلابات، بل هم دعاة إصلاح بل هم يعتبرون رحمة من الله، إذا عملوا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأن الله ?سبحانه وتعالى? يقول لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ? [الأنبياء: 107] ولئن كان النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد مات فإن سنته باقية. [المصارعة 435، 434] 1على أننا ندعو إلى المفاهمة في حدود كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولسنا نتشوق، ولسنا نفرح بالحرب؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا)) ويقول الشاعر كما في «صحيح البخاري» في كتاب الفتن: الحرب أول ما تكون فتية ***تسعى بزينتها لكل جهولِ حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ***أضحت عجوزًا غير ذات حليلِ شمطاء ينكر لونها وتغيرت ***مكروهة للشم والتقبيلِ فلسنا ندعوا إلى الفتنة وإلى الثورات والانقلابات. [المصارعة 517] 1الحكومات نحبها بقدر ما فيها من الخير، ونبغضها لما فيها من الشر، ولا نجيز الخروج عليها إلا أن نرى كفرًا بواحًا عندنا فيه من الله برهان، بشرط أن نكون قادرين، وألا تكون المعركة بين المسلمين من الجانبين، فإن الحكام يصورون الخارجين عليهم بصورة المخربين المفسدين، وَثَمَّةَ شروط تراجع من كتبنا الأخرى. [هذه دعوتنا 14] هؤلاء أصحاب الثورات والانقلابات على الملوك والرؤساء مساكين ما هم إلا ضرر على الدعوة الإسلامية. من كتاب إعلام الأجيال بكلام الإمام الوادعي في الكتب والجماعات والرجال ما حكم الشرع في الإضرابات والمسيرات و المظاهرات و الانتخابات؟ الحكم في هذا أنه تقليد لأعداء الإسلام، و صدق الرسول?صلى الله عليه وعلى آله وسلم?إذ يقول: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن))، فالمهم أنه يعتبر تقليدا لأعداء الإسلام، فليذكروا مظاهرة صحيحة عند أن ضرب أبو بكر في الحرم، ويذكروا لنا مظاهرة صحيحة في وقت علي بن أبي طالب ومعاوية، وليذكروا لنا مظاهرة في الزمن الأموي، أو في الزمن العباسي، فهي جاءت من قبل أعداء الإسلام، وتلقاها الإخوان المفلسون. يا إخواننا، دعوة الإخوان المفلسين تعتبر بلاء، كلما جاء شيء من قبل أعداء الإسلام: مرحبا هاتوا، سواء يسمعوا مظاهرات وتمثيليات، أي شيء يأتي من قبل أعداء الإسلام صبغوه بصبغة، إن استطاعوا أن يأتوا بشبهة وإلا كذبوا، حتى إن القرضاوي قرض الله لسانه وشفتيه، حث النسوة على التمثيل، أف لك، اللهم عليك بالقرضاوي يا أرحم الراحمين، الذي هدم كثيرا من الدين، أو حارب الدين، وإلا فلا يستطيع أن يأتينا بشيء من دين الله، عبد المجيد الزنداني يدعو نساء اليمن المسكينات إلى مجلس الشيخات في اليمن.... السائل: بارك الله فيكم، بقي من السؤال الإضرابات عن العمل، في تلك الدول وهي أن تجتمع المؤسسات أو الجامعة على عدم العمل ذلك اليوم؟ الإخوان المفلسون يدعون إلى الإضراب هاهنا في اليمن عند أن ارتفعت بعض الأسعار، فالمهم هذا ليس بمشروع يا إخوان، إن أعجبتك وظيفتك وإلا تركتها، ولن يضيعك الله سبحانه وتعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ}. من شريط أسئلة السلفيين بفرنسا نقلا من هنا |
#17
|
|||
|
|||
فتاوى الأئمة في تحريم ( المظاهرات )..... لشيخنا علي الحلبي الأثري - حفظه الله -
فتاوى الأئمة في تحريم (المظاهرات): وهذا التأصيلُ المنضبطُ هو الذي جعل علماء الإسلام ، وأئمته الأعلام يمنعون - شرعاً – تلكم المظاهرات – بأشكالها جميعاً – ذاتاً ونتيجةً – لأسباب متعددة ذكروها في فتاويهم ، وأفصحوا عنها في أحكامهم . من ذلك : فتوى العلامة ، شيخ بلاد الشام ، أستاذنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله – تعالى – وهي صريحة في ذلك – بجلاءٍ، وضوح- ، حيث قال – رحمه الله - : (( هذه التظاهرات الأروبية – في أصل نشأتها – ثم التقليدية من المسلمين !- : ليست وسيلةً شرعيةً لإصلاح الحكم ، وبالتالي: إصلاح المجتمع. ومن هنا تخطىء كل الجماعات ، وكل الأحزاب الإسلامية ، الذين لا يسلكون مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير المجتمع. فلا يكون تغيير المجتمع في النظام الإسلامي – بالهتافات، وبالصيحات ،بالتظاهرات ، وإنما يكون ذلك بالصمت ، وبث العلم بين المسلمين ، وتربيتهم ىعلى هذا الإسلام ، تُؤتيَ هذه التربيةُ أُكُلَها – ولو بعد زمن بعيد -. فالوسائل التربويةُ – في الشريعة الإسلامية – تختلفُ كُلَّ الأختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة . لهذا أقول باختصارٍ -: إن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية – أصلاً -: هي خروجٌ عن طريق المسلمين ، وتشبهٌ بالكافرين ، وقد قال ربُ العالمين : }وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا {النساء( 115). هذا آخر المقصود من كلامه – رحمه الله -. مع التنبيهِ – والتنبُه – إلى أن تاريخ هذه الفتوى قديمٌ – جداً – قبل وفاة شيخنا الإمام الألباني – رحمه الله – منذ عشر سنوات – بأكثر من عشر سنوات (1)- اي : قبل هذه المتغيرات السياسية العصرية – كُلها- وآثارها ، وتقلباتها – جميعاً-! وهكذا – أيضاً – تماماً- فتاوى أئمة العلم في هذا الزمان – جميعاً-، كأُستاذِنا الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ، وأُستاذِنا الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ، وفضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوداعي – رحمهم الله – أجمعين – وغيرهم -.. وفي كتابي (( تحذيرات العلماء الثقات من المظاهرات ، والاعتصامات )) مزيدُ تأصيل ، وكبيرُ تفصيل – وهو على وشك الصدور – بإذن الله العلي الغفور-. وقد بينت في كتابي – هذا – ما لهذه المظاهرات من مساوىء دنيوية أيضاً – كثيرة -، تفسد على الناس حياتهم ، وتنغصُ عليهم معاشهم ، وتذهب طمأنينتهم ! (1)كما في (سلسلة الهُدى والنور) رقم 210 منقول من كتاب : الدعوة السلفية الهادية وموقفها من الفتن العصرية الجارية وبيان الأسباب الشرعية الواقية تنبيهات ، وتوجيهات كتبها علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي الاثري
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها *********** |
#18
|
|||
|
|||
من مفاسد ( المظاهرات )... للشيخ علي الحلبي - حفظه الله
من مفاسد (المظاهرات): وليس خافياً على العقلاء – ولا نقول : العلماء! – ماترتب على (أكثر) هذه (الثورات!) – المسماة : ( مظاهرات!)- من فتن كبرى بين الحاكم والمحكوم من جهة - ، وبين المحكومين – أنفسهم – من جهة أخرى -، مما يذكرنا بقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود: ( السعيد من وُعِظ بغيره ) رواه مسلم. }لَوكَانُوا يَفقَهُونَ{!! ولعل من أقوى الكلمات الجامعة في كشف (حقيقة) هذه الحوادث والمجريات : ما وصفها - بهِ - بعض ذوي الحَصافةِ - من أهل الصحافة - لما قال (1)-: ( الذين يعملون على استبدال الاستقرار بالديموقراطية - في العالم العربي – قد يواجهونَ – الآن- وضعاً صعباً ، تكون خلاصتُهُ : أنهم فقدوا الاستقرار ولم يصلوا إلى الديموقراطية! وقد تصبح حالتهم حالة الغراب الذي أراد أن يصيرَ حمامة ، فلا هو أصبح حمامة ! ولا بقيَ غراباً ..)- أثراً موجعاً! وبلاءً مُفجِعاً-!! 1-صحيفة الرأي الأردنية – (13/3/2011م). منقول من كتاب : الدعوة السلفية الهادية وموقفها من الفتن العصرية الجارية وبيان الأسباب الشرعية الواقية تنبيهات وتوجيهات كتبها : علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها *********** |
#19
|
|||
|
|||
|
#20
|
|||
|
|||
الفرق بين تغيير الأنبياء وتغيير الشعوب والدهماء لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن ندى العتيبي الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعدُ: إن الإعلان والمطالبة بالتغيير، التي يشاهدها العالم أجمع على اختلاف الألسنة والديانات والسلوك والعادات، تلك المطالبة التي قادها ورسمها إبليس باحتراف التمرُّد على كل شيء، فَجُعِلَت الأزقةُ موقعاً، والطرقات مكاناً، واتُّخِذَت ساحات الَمارَّة، ومواضع خدمات الأبنية، أماكن لممارسة سلوكيات وتصرفات عشوائية البداية والغاية؛ ورغم اختلاف [مللهم ودياناتهم ومعتقداتهم]!! يهتفون جنباً إلى جنبٍ رجالاً ونساء، ويهرفون بما لا يعرفون، و وذهبوا لتعظيم ما عملوا والفخر به، وأبرزوا لأعمالهم مكانة وشأناً في قلوب بعض الناس، حتى أصبحت طقوساً جديدة، وعبادة فريدة، لا بد من إحيائها مرة تلو الأخرى، والدعوة إليها تُعَدُّ شجاعة وعبادة، والويل والثبور لمن تراجع عن قُدَّاس الحضور، وصارت السُبَّة والنقصُ في الدين لمن تخلّف عن هذه الطقوس أو تجرّأ على إنكارها، وذهب الحكماء والقادة منهم يرددون مقولة الجهلة والمنكرين للحق، قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا﴾ [هود:62]، كيف له أن ينكر تجمعاتهم في ممر الناس والدواب؟! كيف له أن ينكر عليهم قطع الطرق والأزقّة؟! وكيف له أن ينكر أمر إهدار كرامة الإنسان والوقوف في العراء؛ تحت الشمس أفراداً وجماعات، بأفواه مفتوحة، وأصوات ذات صخب؛ تردد (نريد التغيير، ارحل ..)، وقد روى البخاري في صحيحه (6704)، وأبو داود في » سننه« (3300) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب؛ إذا هو برجل قائم [في الشمس]، فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، و يصوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: »مُره فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه«. ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ عندما نستحضر هذه الصورة وننظر للإنسان وماذا فعل بنفسه؟ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ﴾ [الإسراء:70]، و لماذا هذا الانحدار بالإنسان من المعالي إلى الأسافل، قال تعالى: وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ [الحج: 18]، فلا نملك إلا أن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »من رأى مبتلى؛ فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك البلاء «. رواه الترمذي في »سننه« (3422) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الترمذي وهو كما قال. دعوة الأنبياء ومطلب التغيير إن الدعوة إلى التغيير التي أرادها الله لعباده، دعوة واحدة؛ كي ينعم الناس بالعافية وبخير الدنيا والآخرة، ومن أجل ذلك بعث الله أنبياءه ورسله وأنزل كتبه، وجعلت الجنة والنار؛ جنة للسعداء المستجيبين لدعوة الرسل والأنبياء، ونار المعرضين الأشقياء. أولا: الأدلة العامة في أن التوحيد مطلب وواجب أسمى، ودعوة الرسل كافة لقد كان التوحيد أول دعوة الرسل والمطلب الأسمى للتغيير من حال إلى حال، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ الاَّ نُوحِى إليْهِ أَنَّهُ لا إلهَ الاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء : 25]، وقال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾[النحل: 36]، وقال: ﴿وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ ءَالهَةً يُعْبَدُونَ﴾[الزخرف: 45] . ثانياً: الأدلة الخاصة في أن التوحيد دعوة كل رسول إلى قومه قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 59]، وقال: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾[الأعراف: 65]، وقال: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 73]، وقال: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 85]. لقد قام نوح عليه السلام في قومه، ليغيّر ما عليه القوم من انحراف وتخلف، فأعلن التوحيد شعاراً، ولم يقدم عليه مطلباً آخر، بل لم يلتفت إليه، فإنه علم يقيناً أن (لا إله إلا الله) مطلب لا يحتمل تنازلاً ولا مساومة، ومضى في أمره ودعوته الحق، وتغييره الشرعي، حتى نصره الله، فنُكِّست رؤوس مخالفيه وشعارات مناوئيه. وقال: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾[الأعراف: 65]، ونهض هود عليه السلام بقومه بالتغيير الذي أراده الله ولم يلتفت إلى تغيير رغب به أحد من قومه. وقال:﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾[الأعراف: 73]، وصالح عليه السلام سلك طريق التغيير الشرعي، ولم يخالف في أمره وإنكاره وتغييره، تغيير الأنبياء من قبله، وقال: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 85]. ورغم الانحرافات الكثرة في مدين؛ قوم شعيب عليه السلام، فإنه بدأ بتغيير المعتقدات والدعوة إلى تحقيق عبادة الله وحده لا شريك له، وبعد تحقيق هذا المطلب، قام بمعالجة ما تفشى فيهم من أمراض الغش والكذب والانحراف الاقتصادي. والأدلة في هذا الباب كثيرة . دعوة محمد صلى الله عليه وسلم للتغيير دعوة للتوحيد بلا عواطف وختم الله الأنبياء والمرسلين بمحمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾[الأحزاب: 40]، وروى في البخاري (3535)، ومسلم (2286) في «صحيحيهما» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأنا خاتم النبيين»، وجعله حجة على الخلق كافة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[سبأ: 28]؛أي: إلى جميع المكلفين من الخلق، و مثله قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]. أين دعاة التوحيد وحراس العقيدة من هذا التغيير؟! إِنِّي أُذَكّر نفسي وإياكم بدعوة معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، وخطوات التغيير التي كُلِّفَا بِها، عندما أُرسلا إلى اليمن لإحداث التغيير فيها، بتغيير المنكرات وإزالة الانحرافات، ومفهوم محمد صلى الله عليه وأصحابه، أن التغيير النافع الناجع، هو التغيير الشرعي، وذلك بدعوة الناس إلى الإسلام، فقد روى البخاري (1458)، ومسلم (19) في »صحيحيهما« من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَما بعث معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال: ((إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه -(1): «عبادة الله» - (2) وفي رواية: ((أن يوحدوا الله))، (3) وفي رواية: ((أدعهم إلى شهادة أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله))-، فإذا أطاعوا لذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا؛ فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بِها؛ فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس)). أين التوحيد؟ أين هذا السبيل والمراحل؟ فأين هذا التغيير من التغيير الذي نراه تفشى بين بعض الجماعات المسلمة التي تدّعي أنها مرجع الإسلام- والآن نزعت دعواها وأصبحت تتكلم عن ذلكم الاسم على استحياء- فضلاً عن غيرها من عامة المسلمين، إننا لا نرى أحداً يفعل وينكر ويغير، كما كان يفعل إمامنا وأسوتنا وقدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وما حولها، فقد روى أحمد في المسند وغيره (4/341) ما صح من طريق أبي الزناد قال: أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهليا قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: »يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا«. إننا لا نرى خطوات التغيير التي قام بها معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما هي نفس الخطوات التي ينادون بها في اليمن، و يُجمع الدهماء من أجلها في مصر وتونس وغيرها فإلى الله المشتكى ... غُربة السنّة . ( اللهم لا شماتة ) أين حصاد نَبْتَةِ التّغيير؟ أين أُكُلها؟! ماذا جنى أولئك الدعاة اللذين يرموننا ليلاً ونهاراً، زورا وبهتاناً بدعاة التخذيل؟! وما هو أُكُل هذه النبتة بعد حصادها؟ 1- في تونس بدؤوا بممارسة طقوس المظاهرات، وحال الناس عند كتابة هذه الكلمات لا يسر مسلماً، فقد زاد عدد المهاجرين واللجوء إلى أوروبا عبر البحر فراراً؛ - وعلى نظرية التغيير - أن يعود الناس من المهجر، أو ألاّ يهاجر أحد، وهل الفرار من جنة أم جحيم؟ لقد فقد الناس طعم الأمن وحلاوة الأمان والله المستعان، وندعو الله أن يجمع شملهم ويوحِّد كلمتهم على كلمة التوحيد، ويرحم ضعفهم أمام هذه الفوضى الجارفة التي أفسدت حياتهم ويجبر كسرهم إنه هو أرحم الراحمين. 2- و أين الأمن في مصر؟ إنه المفقود الذي يبحثون عنه، وكّلل فقدانه بما جرى من اقتتال بين الناس في إحدى ضواحي القاهرة (إمبابة) الأسبوع الماضي، ويمنّون أنفسهم بقادم الأيام، وما تحمله من أحلام، وأقول: لا خير في أرض لا ترفع فيها شرائع الإسلام ويشعر الناس بالأمن والأمان. وأذكِّر السلفيين في مصر بأن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله سُجن وعذِّب على يد أمير معتزلي المعتقد وبطانة على مذهب منحرف، وكتب الله له الخروج... فلَم يؤلب أحداً على الحاكم الذي عذَّبه وسجنه، ولَم يؤسس حزباً للمطالبة بالتغيير ، ولَم ينشئ جبهة معارضة، بل لَم تسمع منه كلمة واحدة، كيف نسيتم محنة أهل الحديث؟! وكم قتل منهم وعذب، أين مات أسد السنة نعيم بن حماد رحمه الله؟ هل أوجدوا صناديق تعبد من دون الله بحجة مصلحة الدعوة، ومن أجل تغيير أحوال كثيرة تخالف الكتاب والسنة!! 3- وأما ليبيا فلك الله أيها الشعب، فقد أدخلوك دهاليز طقوس طريقتهم، أعني طقوس المظاهرات والشغب والمشاحنات، فغرق الشعب بأكمله وبدأت المفاسد تأتي من كل جهة، فاللهم سلم، اللهم سلم، وأدعو الله أن يفرج الكرب عنكم، وعن جميع المسلمين في تونس ومصر واليمن، وأن ينجينكم من هذا الشر الجاثم على خريطة ليبيا. د. عبد العزيز بن ندى العتيبي نقلًا من المنبر الإسلامي العام/كل السلفيين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|