أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
62455 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-26-2015, 02:04 PM
أبو عائشة أشرف الموصلي أبو عائشة أشرف الموصلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,254
افتراضي من هم الخوارج ؟ إكمالاً لمقال ابورقية الذهبي

فصل: من هو الخارجي؟ وما هي عقيدة الخوارج؟

قال إبن حزم
ومن وافق الخوارج من إنكار التحكيم، وتكفير أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار، وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي. (الفصل في الملل والنحل والأهواء 2/113)


ونقل البغدادي إجماع الخوارج على:
إكفار على وَعُثْمَان وَأَصْحَاب الْجمل والحكمين وَمن رضى بالتحكيم وَصوب الْحكمَيْنِ اَوْ أَحدهمَا وَوُجُوب الْخُرُوج على السُّلْطَان الجائر [ الفرق بين الفرق 1/55 ]


قال الاشعري
أجمعت الخوارج على إكفار علي بن أبي طالب رضوان الله عليه إن حكم وهم مختلفون هل كفره شرك أم لا، وأجمعوا على أن كل كبيرة كفر إلا النجدات فإنها لا تقول ذلك*، وأجمعوا على أن الله سبحانه يعذب أصحاب الكبائر عذاباً دائماً إلا النجدات أصحاب نجدة.[مقالات الاسلاميين 1/86 ]
* فأنهم يشترطون الاصرار على المعصية. [الملل والنحل للشهرستاني 1/124 ]



قال الشهرستاني:
ويجمعهم[اي الخوارج] القول بالتبري من عثمان وعلي رضي الله عنهما، ويقدمون ذلك على كل طاعة، ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك، ويكفرون أصحاب الكبائر ويرون الخروج على الإمام إذا خالق السنة: حقا واجبا. ( الملل والنحل 1/115)


نقل الاسفرايني ما أتفق عليه الخوارج:
اعْلَم أَن الْخَوَارِج عشرُون فرقة كَمَا ترى بيانهم فِي هَذَا الْكتاب وَكلهمْ متفقون على أَمريْن لَا مزِيد عَلَيْهِمَا فِي الْكفْر والبدعة
أَحدهمَا إِنَّهُم يَزْعمُونَ أَن عليا وَعُثْمَان وَأَصْحَاب الْجمل والحكمين وكل من رَضِي بالحكمين كفرُوا كلهم

وَالثَّانِي أَنهم يَزْعمُونَ أَن كل من أذْنب ذَنبا من أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ كَافِر وَيكون فِي النَّار خَالِدا مخلدا إِلَّا النجدات مِنْهُم وَمِمَّا يجمع جَمِيعهم أَيْضا تجويزهم الْخُرُوج على الإِمَام الجائر وَالْكفْر لَا محَالة لَازم لَهُم لتكفيرهم أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [ التبصير في الدين 1/45 ]


قال بن تيمية:
أَنَّهُمْ يُكَفِّرُونَ بِالذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ. وَيَتَرَتَّبُ عَلَى تَكْفِيرِهِمْ بِالذُّنُوبِ اسْتِحْلَالُ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَنَّ دَارَ الْإِسْلَامِ دَارُ حَرْبٍ وَدَارَهُمْ هِيَ دَارُ الْإِيمَانِ. [مجموع الفتاوى 19/73]


ويقول كذلك:
وَالْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ يَقُولُونَ: إنَّ صَاحِبَ الْكَبِيرَةِ يَخْلُدُ فِي النَّارِ ثُمَّ إنَّهُمْ
قَدْ يَتَوَهَّمُونَ فِي بَعْضِ الْأَخْيَارِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ كَمَا تَتَوَهَّمُ الْخَوَارِجُ فِي عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَأَتْبَاعِهِمَا أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ كَمَا يَتَوَهَّمُ بَعْضُ ذَلِكَ فِي مِثْلِ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرِو بْنِ العاص وَأَمْثَالِهِمَا [ المجموع 4/475]





فصل: ليس كل من خرج على الامام كان من فرقة الخوارج


فعقيدة الخوارج هي "إيجاب" الخروج على ائمة الجور كما نقلتُ عن الشهرستاني والبغدادي، ولدينا هنا إنموذجان لمن خرج بالسيف و لا يُعد خارجياً.

الإنموذج الأول: من خرج عن طاعة عثمان رضي الله عنه

قال بن تيمية:
وَهَاتَانِ الطَّائِفَتَانِ " الْخَوَارِجُ وَالشِّيعَةُ " حَدَثُوا بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ فِي السَّنَةِ الْأُولَى مِنْ وِلَايَتِهِ مُتَّفِقِينَ لَا تَنَازُعَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ حَدَثَ فِي أَوَاخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ أُمُورٌ أَوْجَبَتْ نَوْعًا مِنْ التَّفَرُّقِ وَقَامَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْفِتْنَةِ وَالظُّلْمِ فَقَتَلُوا عُثْمَانَ فَتَفَرَّقَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ وَلَمَّا اقْتَتَلَ الْمُسْلِمُونَ بصفين وَاتَّفَقُوا عَلَى تَحْكِيمِ حَكَمَيْنِ خَرَجَتْ الْخَوَارِجُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب [ مجموع الفتاوى 13/32]


وقال:
وَأَوَّلُ بِدْعَةٍ حَدَثَتْ فِي الْإِسْلَامِ بِدْعَةُ الْخَوَارِجِ وَالشِّيعَةِ حَدَثَتَا فِي أَثْنَاءِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَعَاقَبَ الطَّائِفَتَيْنِ. [مجموع الفتاوى 3/279]



وحكى إبن كثير عن أول ظهور للخوارج فقال:
خُرُوجِ الْخَوَارِجِ
وَذَلِكَ أَنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ مَرَّ عَلَى مَلَأٍ مَنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَرَأَ عليهم الكتاب فقام إليه عروة بن أذينة [....]فَقَالَ: أَتُحَكِّمُونَ فِي دِينِ اللَّهِ الرِّجَالَ؟ ثُمَّ ضرب بسيفه عجز دابة الأشعث بن قيس، [...إلى ان قال] ثُمَّ مَضَى فَجَعَلَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى دَخَلَ قَصْرَ الْإِمَارَةِ مِنَ الْكُوفَةِ، ولما كان قد قارب دخول الكوفة اعتزل مَنْ جَيْشِهِ قَرِيبٌ مِنِ - اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا - وَهُمُ الْخَوَارِجُ، وَأَبَوْا أَنْ يُسَاكِنُوهُ فِي بَلَدِهِ، وَنَزَلُوا بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ حَرُورَاءُ وَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ أَشْيَاءَ فِيمَا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ ارْتَكَبَهَا، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَنَاظَرَهُمْ فَرَجَعَ أَكْثَرُهُمْ وَبَقِيَ بَقِيَّتُهُمْ، فَقَاتَلَهُمْ علي بن أبي طالب وَأَصْحَابُهُ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ وَتَفْصِيلُهُ قَرِيبًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجَ هم المشار إليهم في الحديث المتفق على صحته أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاس - وَفِي رِوَايَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَفِي رِوَايَةٍ من أمتي - فيقتلها أولى الطائفتين ".. [ البداية والنهاية 7/308-309]


فأوضح رحمه الله ان المقصود من هذه الاحاديث هم الذين خرجوا على علي –رضي الله عنه- وليس على عثمان. وأما وصفه "بالخوارج" على قتلت عثمان فقد يُحمل انهم خوارج عن الطاعة وليس الخوارج الفرقة والله أعلم.

ومثله يحمل باقي أقوال السلف عند اطلاقهم للفظ خارجي كما نقل الاخ، فهذا شرح الشيخ الراجحي على قول البربهاري: «ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين (فهو خارجي)»اهـ.


يقول الشيخ الراجحي
من خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي يعني: فهو يدين بدين الخوارج، ويتمذهب بمذهب الخوارج.
والخوارج هم: الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في آخر عهد الصحابة، ولهم عقيدة خبيثة، وهي تكفير المسلمين بالمعاصي، فهم يقولون: إن من فعل الكبيرة كفر وهو مخلد في النار، فالزاني عند الخوارج كافر، وشارب الخمر كافر، والعاق لوالديه كافر حلال الدم والمال، والذي يخرج على إمام من أئمة المسلمين بالمعاصي خارجي على طريقة الخوارج، وقد يكون ليس من الخوارج فيكون من البغاة الذين يخرجون على الإمام، والبغاة: جمع باغٍ، وهم الذين ينقمون على ولي الأمر شيئاً من المعاصي.
يقول العلماء: إذا خرجت طائفة من البغاة على ولي الأمر يرسل إليهم من يكشف شبهتهم، وينظر ما هي مطالبهم، فإن كانت مظالم فإنه يزيليها فإن استمروا قاتلهم.
ومن خرج عن إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي وقد يكون معتزلياً، وقد يكون رافضياً فكل هؤلاء يخرجون على ولي الأمر؛ لأنه أصبح من الخوارج أو لأنه من البغاة أو لأنه من المعتزلة أو لأنه من الرافضة، وقد شق عصا المسلمين، وخالف الآثار والأحاديث التي جاء فيها النهي عن الخروج على ولاة الأمور." إنتهى كلام الراجحي.


وهذا ما وضحه المعلمي اليماني، كما نقله الاخ صاحب المقال:
«المحدثون قد يطلقون "الخوارج" على مطلق الخارجين عن السلطان، وإن كانوا بريئين عن سائر أقوال الخوارج الشاذة»اهـ.
قلتُ: فيكون إطلاق خوارج على الخارجين عن السلطان، بالمعنى اللغوي لا الذي يشير الى فرقة الخوارج الذين كفرهم بعض أهل العلم.

وتجد أغلب أصحاب كتب الملل والنحل، يبدأون بالفرقة التي خرجت على علي رضي الله عنه، عند الكلام عن الخوارج، ولنأخذ مثالا بسيطاً مما نقله الاخ صاحب المقال في النقطة الرابعة من الوجه الرابع عن الملطي في التنبيه والرد، فقال:
أما الفرقة الأولى مِن الخوارج: فهم المُحَكِّمَةُ ...
[أي ليسوا قتلت عثمان]



الإنموذج الثاني: أحداث جهيمان ورأي الالباني فيها

السائل : بالنسبة للجماعة التي هلكت في الحرم المكي بقيادة جهيمان العتيبي فقد جاءت في رسالة " الولاء والبراء " للأستاذ عبد الرحمن عبد الخالق وصفه له الجماعة أنها من الخوارج، فما رأيكم في إطلاق هذا الوصف وهل هم فعلاً من الخوارج لأن ابن تيمية رحمه الله قد ذكر شرطًا في كتابه مجموع الفتاوى بين البغاة والخوارج، وإذا ما طبقت هذا الشرط يلاحظ أن هذه الجماعة من صنف البغاة ولا يصح إطلاق لفظ الخوارج عليهم والله أعلم ؟

الشيخ [الالباني] : فلا شك أن هؤلاء ليسوا خوارج لأن كلمة الخوارج تحمل في طاوياها منهجًا خاصًا وطريقًا تبنته هذه الطائفة خالفوا الشريعة والكتاب والسنة في كثيرٍ من النواحي ولذلك أخذوا هذا الاسم الخوارج، ليس لمجرد أن يخرجون عن الأئمة بل يخرجون عن نصوص الكتاب والشرعية فليس هناك طائفة من أهل السنة يتبنون عقيدة أهل السنة مائة في المائة ولكنهم شذوا فخرجوا على الحاكم المسلم فيقال لهم مع كونهم خرجوا لا يقال لهم إنهم من الخوارج لأن كلمة الخوارج لها دلالة خاصة تحمل في طاوياها انحرافات كثيرة وعديدة غير انحراف الخروج عن طاعة الحاكم وإثارة الفتن بين الحكام وبين المسلمين، فلا شك أن جهيمان هذا لا يمكن أن نعتبره أنه كان من الخوارج، أما أنه خرج لكن ما في تلازم بين كونه خرج وبين كونه من الخوارج، في اللغة العربية يقال فلان إذا حكّم في مسألة من المسائل فحكم حكمًا شرعيًا بأنه عدل، أو حكم حكمًا غير شرعي يقال: بأنه ظلم، لكن في كلٍ من الحالتين لا يقال في الأول عادل، حاكم عادل، ولا يقال في الثاني: حاكم ظالم ، بمجرد أن الأول عدل في قضيةٍ واحدة، والآخر أساء وظلم في قضيةٍ واحدة، وإنما ينظر فيما يغلب على هذا الإنسان، نحن نعرف من التاريخ الأول أن الحجاج بن يوسف الثقفي مضرب مثل في الظلم والجور وقتل النفوس البريئة وحسبه أنه قتل سعيد بين جبير من كبار علماء التابعين ورواة الحديث، ترى ؟ هذا الحجاج الظالم ما عدل يومًا ما في قضيةٍ ما؟ لابد أنه عدل كثيرًا كثيرًا لكن ما هو الذي غلب عليه؟ غلب عليه الظلم وبه عرف. فهؤلاء الجماعة الذين خرجوا وأثاروا فتنة الحرم المكي وهم بلا شك في ذلك كانوا مخطئين أشد الخطأ، ما خرجوا في جماعة ولا تبنوا عقيدة الخوارج فيما يتعلق مثلاً بتكفير المذنب ومرتكب الكبيرة، ما تبنوا عقيدة الخوارج التي تقول بأن الله لا يرى يوم القيامة أو في الآخرة. بينما أهل السنة يقولون يراه المؤمنون بغير كيفٍ وتشبيهٍ وضرب للمثال، فتسميتهم خوارج في مبالغة في الطعن في هؤلاء وحبهم أنهم بغوا واعتدوا في هذا الخروج وكانوا سببًا لسفك دماء بريئة من كلٍ من المسلمين الذين كانوا في ذلك الحرم مهاجرين أو مدافعين أو مسالمين، هذا رأيي بالنسبة لهذا السؤال، يعني أحطت بالإجابة عن السؤال ولا بقي شيء هناك.... [ سلسلة الهدى والنور ش 212]






فصل: تصنيف السلف لمن خرج على الامام:


إبن حجر
وَقَالَ الْغَزَالِيُّ فِي الْوَسِيطِ تَبَعًا لِغَيْرِهِ فِي حُكْمِ الْخَوَارِجِ وَجْهَانِ أَحَدُهُمَا أَنَّهُ كَحُكْمِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَالثَّانِي أَنَّهُ كَحُكْمِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَرَجَّحَ الرَّافِعِيُّ الْأَوَّلَ وَلَيْسَ الَّذِي قَالَهُ مُطَّرِدًا فِي كُلِّ خَارِجِيٍّ فَإِنَّهُمْ عَلَى قِسْمَيْنِ
-أَحَدُهُمَا مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ
- وَالثَّانِي مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْمُلْكِ لَا لِلدُّعَاءِ إِلَى مُعْتَقَدِهِ وَهُمْ عَلَى قِسْمَيْنِ أَيْضًا:
* قِسْمٌ خَرَجُوا غَضَبًا لِلدِّينِ مِنْ أَجْلِ جَوْرِ الْوُلَاةِ وَتَرْكِ عَمَلِهِمْ بِالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ فَهَؤُلَاءِ أَهْلُ حَقٍّ وَمِنْهُمُ الْحَسَينُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي الْحَرَّةِ وَالْقُرَّاءُ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى الْحَجَّاجِ
* وَقِسْمٌ خَرَجُوا لِطَلَبِ الْمُلْكِ فَقَطْ سَوَاءٌ كَانَتْ فِيهِمْ شُبْهَةٌ أَمْ لَا وَهُمُ الْبُغَاةُ. [ الفتح 12/285-286]



قال بن قدامة
والخارجون عن قبضة الإمام ، أصناف أربعة ;
أحدها ، قوم امتنعوا من طاعته ، وخرجوا عن قبضته بغير تأويل ، فهؤلاء قطاع طريق ، ساعون في الأرض بالفساد ، يأتي حكمهم في باب مفرد .


الثاني : قوم لهم تأويل ، إلا أنهم نفر يسير ، لا منعة لهم ، كالواحد والاثنين والعشرة ونحوهم ، فهؤلاء قطاع طريق ، في قول أكثر أصحابنا ، وهو مذهب الشافعي .

الثالث : الخوارج الذين يكفرون بالذنب ، يكفرون عثمان وعليا وطلحة والزبير ، وكثيرا من الصحابة ، ويستحلون دماء المسلمين ، وأموالهم ، إلا من خرج معهم ، فظاهر قول الفقهاء من أصحابنا المتأخرين ، أنهم بغاة حكمهم . وهذا قول أبي حنيفة ، والشافعي ، وجمهور الفقهاء ، وكثير من أهل الحديث . ومالك يرى استتابتهم ، فإن تابوا ، وإلا قتلوا على إفسادهم ، لا على كفرهم .

الصنف الرابع : قوم من أهل الحق ، يخرجون عن قبضة الإمام ، ويرومون خلعه لتأويل سائغ ، وفيهم منعة يحتاج في كفهم إلى جمع الجيش ، فهؤلاء البغاة .
[ المغني لإبن قدامة – كتاب أهل البغي ]





إبن حزم


فَكَانَ قِتَالُ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى وَجْهَيْنِ:
قِتَالِ الْبُغَاةِ، وَقِتَالِ الْمُحَارِبِينَ
- فَالْبُغَاةُ قِسْمَانِ لَا ثَالِثَ لَهُمَا:
* إمَّا قِسْمٌ خَرَجُوا عَلَى تَأْوِيلٍ فِي الدِّينِ فَأَخْطَئُوا فِيهِ، كَالْخَوَارِجِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُمْ مِنْ سَائِرِ الْأَهْوَاءِ الْمُخَالِفَةِ لِلْحَقِّ.

* وَإمَّا قِسْمٌ أَرَادُوا لِأَنْفُسِهِمْ دُنْيَا فَخَرَجُوا عَلَى إمَامِ حَقٍّ، أَوْ عَلَى مَنْ هُوَ فِي السِّيرَةِ مِثْلُهُمْ، فَإِنْ تَعَدَّتْ هَذِهِ الطَّائِفَةُ إلَى إخَافَةِ الطَّرِيقِ، أَوْ إلَى أَخْذِ مَالِ مَنْ لَقُوا، أَوْ سَفْكِ الدِّمَاءِ هَمَلًا: انْتَقَلَ حُكْمُهُمْ إلَى حُكْمِ الْمُحَارِبِينَ، وَهُمْ مَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ فِي حُكْمِ الْبُغَاةِ.


فَالْقِسْمُ الْأَوَّلُ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ يُبَيِّنُ حُكْمَهُمْ: مَا روي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي عَمَّارٍ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَإِنَّمَا قَتَلَ عَمَّارَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَصْحَابُ مُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَانُوا مُتَأَوِّلِينَ تَأْوِيلَهُمْ فِيهِ - وَإِنْ أَخْطَئُوا الْحَقَّ - مَأْجُورُونَ أَجْرًا وَاحِدًا: لِقَصْدِهِمْ الْخَيْرَ.


وَيَكُونُ مِنْ الْمُتَأَوِّلِينَ قَوْمٌ لَا يُعْذَرُونَ، وَلَا أَجْرَ لَهُمْ [ ....وساق أحاديث الخوارج الى أن قال..]


فَصَحَّ أَنَّ التَّأْوِيلَ يَخْتَلِفُ، فَأَيُّ طَائِفَةٍ تَأَوَّلَتْ فِي بُغْيَتِهَا طَمْسًا لِشَيْءٍ مِنْ السُّنَّةِ، كَمَنْ قَامَ بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ لِيُخْرِجَ الْأَمْرَ عَنْ قُرَيْشٍ، أَوْ لِيَرُدَّ النَّاسَ إلَى الْقَوْلِ بِإِبْطَالِ الرَّجْمِ، أَوْ تَكْفِيرِ أَهْلِ الذُّنُوبِ، أَوْ اسْتِقْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ قَتْلِ الْأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ، وَإِظْهَارِ الْقَوْلِ بِإِبْطَالِ الْقَدَرِ، أَوْ إبْطَالِ الرُّؤْيَةِ، أَوْ إلَى أَنَّ الله تَعَالَى لَا يَعْلَمُ شَيْئًا إلَّا حَتَّى يَكُونَ، أَوْ إلَى الْبَرَاءَةِ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، أَوْ إبْطَالِ الشَّفَاعَةِ، أَوْ إلَى إبْطَالِ الْعَمَلِ بِالسُّنَنِ الثَّابِتَةِ عَنْ رَسُولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدَعَا إلَى الرَّدِّ إلَى مَنْ دُونَ رَسُولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ إلَى الْمَنْعِ مِنْ الزَّكَاةِ، أَوْ مِنْ أَدَاءِ حَقٍّ مِنْ مُسْلِمٍ، أَوْ حَقٍّ لله تَعَالَى: فَهَؤُلَاءِ لَا يُعْذَرُونَ بِالتَّأْوِيلِ الْفَاسِدِ؛ لِأَنَّهَا جَهَالَةٌ تَامَّةٌ.



وَأَمَّا مَنْ دَعَا إلَى تَأْوِيلٍ لَا يَحِلُّ بِهِ سُنَّةٌ، لَكِنْ مِثْلَ تَأْوِيلِ مُعَاوِيَةَ فِي أَنْ يَقْتَصَّ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ قَبْلَ الْبَيْعَةِ لِعَلِيٍّ: فَهَذَا يُعْذَرُ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ إحَالَةُ شَيْءٍ مِنْ الدِّينِ، وَإِنَّمَا هُوَ خَطَأٌ خَاصٌّ فِي قِصَّةٍ بِعَيْنِهَا لَا تَتَعَدَّى.


وَمِنْ قَامَ لِعَرَضِ دُنْيَا فَقَطْ، كَمَا فَعَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فِي الْقِيَامِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَمَا فَعَلَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي الْقِيَامِ عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَكَمَنْ قَامَ أَيْضًا عَنْ مَرْوَانَ، فَهَؤُلَاءِ لَا يُعْذَرُونَ، لِأَنَّهُمْ لَا تَأْوِيلَ لَهُمْ أَصْلًا، وَهُوَ بَغْيٌ مُجَرَّدٌ.

وَأَمَّا مَنْ دَعَا إلَى أَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ، وَإِظْهَارِ الْقُرْآنِ، وَالسُّنَنِ، وَالْحُكْمِ بِالْعَدْلِ: فَلَيْسَ بَاغِيًا، بَلْ الْبَاغِي مَنْ خَالَفَهُ - وَبِاَلله تَعَالَى التَّوْفِيقُ. [ المحلى 11/ 333- 335]


وإنبته إلى تفريق بن حزم بين من قام على الامام لدنيا وبين الخوارج، وكذلك تفريق ابن قدامة وابن حجر بين الخوارج وبين غيرهم من الخارجون على الامام. فليس كل من خرج على الامام يكون معتقده معتقد الخوارج.

هذا فإن أصبت فمن الله وحده، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
  #2  
قديم 11-27-2015, 12:45 AM
أبوعبدالرحمن الأعظمي أبوعبدالرحمن الأعظمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: سورية
المشاركات: 290
افتراضي

أحسنت بارك الله فيك..
فالعباسيون خرجوا على الأمويين، ولم يقل_على حد علمي_ أحد من السلف عنهم أنه خوارج.
وقد خرج بعض أهل العلم على الحجاج في زمن "فتنة ابن الأشعث" ثم ندموا على هذا.
كما روى يعقوب بن سفيان الفسوي في ((المعرفة والتاريخ )) :من طريق سليمان بن حرب، نا حماد
قال:(( ذكر أيوب(1) القراء، الذين خرجوا مع ابن الأشعث(2)، فقال: لا أعلم أحداً منهم قتل؛ إلا رغب له عن مصرعه، ولا نجا فلم يقتل إلا ندم على ما كان منه.
ثم قال: وصحب أبو قلابة مسلم بن يسار إلى مكة فقال: له يا أبا قلابة، إني أحمد إليك الله إني لم أطعن فيها برمح، ولم أرم فيها بسهم، ولم أضرب فيها بسيف، قال: فقال: له أبا عبد الله ،كيف بمن رآك واقفاً فقال: هذا أبو عبد الله، والله ما وقف هذا الموقف، إلا وهو على حق!؛ فتقدم فقاتل حتى قتل، قال: فبكى حتى تمنيت أني لم أكن قلت شيئاً)).

وتامل هذا الموقف من هذا الإمام، ثم قارن بينه وبين فعل بعض مشايخ المظاهرات.
وأين مثل الحجاج الذي قتل صحابياً جليلاً هو عبد الله بن الزبير، وقتل تابيعاً فاضلاً وهو سعيد بن جبير، ورجم الكعبة بالمنجنيق.
بل قد روى الترمذي في سننه (رقم/2220) أنهم :(( أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مائة ألف وعشرين ألف قتيل )).
ومع هذا يندم من خرج عليه، وما ذلك إلا لعلمهم أن هذا الأمر ليس من الهدى في شئ.
__________________
قال الإمام الألباني _رحمه الله_:

طالب العلم يكفيه دليل .
وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل .
الجاهل يتعلم .
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل .

وقال شيخنا علي الحلبي_حفظه الله_تعالى_ورعاه_:
سلامة المنهج أهمّ بكثير من العلم.
ولأن يعيش المرء جاهلاً خير له من أن علمه على خلاف السنة والعقيدة الصحيحة
.
  #3  
قديم 11-27-2015, 09:37 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

نقلت كلام الشيخ الفاضل ردا على زعم أنصار التنظيم القرمطي الموسوم ب (داعش) فهم يرددون دعوى ساقطة مفادها أنهم : كيف يصدق عليهم وصف الخروج لم يخرجو على حاكم مسلم وهذه الشبهة علقت بقلوب كثير من المتعاطفين معهم فإذا علمنا تكفيرهم العيني لحكام المسلمين ومن دخل في طاعتهم ولم ير الخروج عليهم - كما هو ظاهر في خطاباتهم - صار بيان عدم تعلّق وصف الخروج حصرا في مسألة : الخروج المسلح من أظهر الرود عليهم فإن كان لك إعتراض وجيه على ما قرّره الشيخ في هذه الجزئية فلتذكره بصراحة وسيأتيك البيان بإذن الله
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
  #4  
قديم 11-27-2015, 10:08 AM
أبو عائشة أشرف الموصلي أبو عائشة أشرف الموصلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,254
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالرحمن الأعظمي مشاهدة المشاركة
أحسنت بارك الله فيك..
فالعباسيون خرجوا على الأمويين، ولم يقل_على حد علمي_ أحد من السلف عنهم أنه خوارج.
وقد خرج بعض أهل العلم على الحجاج في زمن "فتنة ابن الأشعث" ثم ندموا على هذا.
كما روى يعقوب بن سفيان الفسوي في ((المعرفة والتاريخ )) :من طريق سليمان بن حرب، نا حماد
قال:(( ذكر أيوب(1) القراء، الذين خرجوا مع ابن الأشعث(2)، فقال: لا أعلم أحداً منهم قتل؛ إلا رغب له عن مصرعه، ولا نجا فلم يقتل إلا ندم على ما كان منه.
ثم قال: وصحب أبو قلابة مسلم بن يسار إلى مكة فقال: له يا أبا قلابة، إني أحمد إليك الله إني لم أطعن فيها برمح، ولم أرم فيها بسهم، ولم أضرب فيها بسيف، قال: فقال: له أبا عبد الله ،كيف بمن رآك واقفاً فقال: هذا أبو عبد الله، والله ما وقف هذا الموقف، إلا وهو على حق!؛ فتقدم فقاتل حتى قتل، قال: فبكى حتى تمنيت أني لم أكن قلت شيئاً)).

وتامل هذا الموقف من هذا الإمام، ثم قارن بينه وبين فعل بعض مشايخ المظاهرات.
وأين مثل الحجاج الذي قتل صحابياً جليلاً هو عبد الله بن الزبير، وقتل تابيعاً فاضلاً وهو سعيد بن جبير، ورجم الكعبة بالمنجنيق.
بل قد روى الترمذي في سننه (رقم/2220) أنهم :(( أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مائة ألف وعشرين ألف قتيل )).
ومع هذا يندم من خرج عليه، وما ذلك إلا لعلمهم أن هذا الأمر ليس من الهدى في شئ.

أحسن الله إليكم أخي أبوعبدالرحمن الاعظمي
وهذا هو منهج السلف

جزاك الله خيراً على إضافتك
  #5  
قديم 11-27-2015, 10:29 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالرحمن الأعظمي مشاهدة المشاركة
أحسنت بارك الله فيك..
فالعباسيون خرجوا على الأمويين، ولم يقل_على حد علمي_ أحد من السلف عنهم أنه خوارج.
وقد خرج بعض أهل العلم على الحجاج في زمن "فتنة ابن الأشعث" ثم ندموا على هذا.
كما روى يعقوب بن سفيان الفسوي في ((المعرفة والتاريخ )) :من طريق سليمان بن حرب، نا حماد
قال:(( ذكر أيوب(1) القراء، الذين خرجوا مع ابن الأشعث(2)، فقال: لا أعلم أحداً منهم قتل؛ إلا رغب له عن مصرعه، ولا نجا فلم يقتل إلا ندم على ما كان منه.
ثم قال: وصحب أبو قلابة مسلم بن يسار إلى مكة فقال: له يا أبا قلابة، إني أحمد إليك الله إني لم أطعن فيها برمح، ولم أرم فيها بسهم، ولم أضرب فيها بسيف، قال: فقال: له أبا عبد الله ،كيف بمن رآك واقفاً فقال: هذا أبو عبد الله، والله ما وقف هذا الموقف، إلا وهو على حق!؛ فتقدم فقاتل حتى قتل، قال: فبكى حتى تمنيت أني لم أكن قلت شيئاً)).

وتامل هذا الموقف من هذا الإمام، ثم قارن بينه وبين فعل بعض مشايخ المظاهرات.
وأين مثل الحجاج الذي قتل صحابياً جليلاً هو عبد الله بن الزبير، وقتل تابيعاً فاضلاً وهو سعيد بن جبير، ورجم الكعبة بالمنجنيق.
بل قد روى الترمذي في سننه (رقم/2220) أنهم :(( أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مائة ألف وعشرين ألف قتيل )).
ومع هذا يندم من خرج عليه، وما ذلك إلا لعلمهم أن هذا الأمر ليس من الهدى في شئ.

أخي أبا عبد الرحمن : أرجو أن تلاحظ بأنّ الأخ أبو عائشة يسعى - كما يظنّ - في إبطال كلام الشيخ أبي رقية لا في إكماله فهو - كما أعرفه عنه - لا يرى بأنّ التنظيم القرطي الموسوم ب (داعش) خوارج لكنه كما يقال : من كلامك أدينك قد نقل ما يرد به على نفسه فانظر إلى تخبطه في تحرير معنى الخارجي وكيف ألجأه وضوح النصوص المبينة لأوصافهم للإستدلال بما لا يقوم لدفعها وانظر لجرأته وهو يقول : ( فأوضح رحمه الله ان المقصود من هذه الاحاديث هم الذين خرجوا على علي –رضي الله عنه- وليس على عثمان. وأما وصفه "بالخوارج" على قتلت عثمان فقد يُحمل انهم خوارج عن الطاعة وليس الخوارج الفرقة والله أعلم ) فانظر إلى قول هذا المسكين
وتأصيله العجيب وقارنه بقول الآجري في الشريعة : ( باب دم الخوارج وسوء مذاهبهم وأباح قتالهم وثواب من قتلهم أو قتلوه

قال محمد بن الحسين : لم يختلف العلماء قديما وحديثا أن الخوارج قوم سوء عصاة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن صلوا وصاموا ، واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، نعم ، ويظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس ذلك بنافع لهم ؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ، ويموهون على المسلمين ، وقد حذرنا الله تعالى منهم ، وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده ، وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان ، والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا ، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين ، فأول قرن طلع منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو رجل طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يقسم الغنائم ، فقال : اعدل يا محمد ، فما أراك تعدل ، فقال صلى الله عليه وسلم : ويلك ، فمن يعدل إذا لم أكن أعدل ؟ فأراد عمر رضي الله عنه قتله ، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من قتله وأخبر : أن هذا وأصحابا له يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه ، يمرقون من الدين وأمر في غير حديث بقتالهم ، وبين فضل من قتلهم أو قتلوه ، ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى ، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى قدموا المدينة ، فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقد اجتهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان بالمدينة في أن لا يقتل عثمان ، فما أطاقوا على ذلك رضي الله عنهم ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولم يرضوا لحكمه ، وأظهروا قولهم وقالوا : لا حكم إلا لله ، فقال علي رضي الله عنه : كلمة حق أرادوا بها الباطل ، فقاتلهم علي رضي الله عنه فأكرمه الله تعالى بقتلهم ، وأخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قتلهم أو قتلوه ، وقاتل معه الصحابة فصار سيف علي رضي الله عنه في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة )
وقد وقفت على أثرين للسلف الصالح رضوان الله عليهم في كتاب [طريقة السلف في نصح السلاطين وذوي الشرف] للشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله لعلما يجيبان على سؤالك :
الأوّل : ما رواه الفريابي في القدر [341] وابن بطّة في [الإبانة / القدر] (1962) وابن عساكر في [تاريخه]
(373/6) أنّ مكحولا قال : (ويحك - يا غيلان - ركبت بهذه الأمة مضمار الحرورية غير أنّك لا تخرج عليهم بالسيف! والله لأنا على هذه الأمة منك أخوف من المزقّين أصحاب الخمر )
الثاني : قول عبد الحكيم بن عكيم رحمه الله : ( لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان فقيل له : يا أبا معبد ! أو أعنت عليه ؟ قال : (كنت أعدّ ذكر مساويه عونا على دمه)) رواه ابن سعد في الطبقات (115/6) والفسوي في المعرفة والتاريخ (213/1) بسند صحيح
وممّا يوّضح هذا أيضا ما ذكره الأئمة عن صنف القعدية من الخوارج فقد قال : عبد الله بن محمد الضعيف – أحد أئمة السلف - : " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج " [رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح]
قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج: " والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك " [((هدي الساري)) ص (483) وانظر (( الإصابة )) عند ترجمة عمران بن حطّان
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
  #6  
قديم 11-27-2015, 10:48 AM
أبو عائشة أشرف الموصلي أبو عائشة أشرف الموصلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,254
افتراضي

هذه الرسالة مخفية بسبب نجيب بن منصور المهاجر أنه في قائمة التجاهل لديك.



يا هذا

ما كتبنا في موضوعك، إتقاء لسانك السليط علينا

تطعن بنا في كل شاردة و واردة

بل تتهمنا مما نحن منه براء، وترمينا بما ليس فينا، عنوةً عنا، وقد تبرأنا منه مراراً وتكراراً. وهذه حروفك مازالت شاهدةً عليك!

وتظن بصنيعك هذا انك تخدم دين الله! بل هذا من تلبيس إبليس عليك يا أيها الجاهل

أما خشيت سهام الليل؟ أما خشيت ردغة الخبال؟!

فإن كنتَ أنت لم ترعى فينا لا إلاً ولا ذمة. فإنا قد راقبنا الله فيكَ،

وما أنتصرنا لأنفسنا بالرغم من ظلمك لنا

وبرغم إيذاك لنا

مع قدرتنا على ردك وردعك وارجاعك لحجمك.

فإني هاهنا، أذكرك بقوله تعالى:

وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [النساء: 112]

وبقوله:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58]


وأحذرك من سهام الله، فأنها والله لا تخطىء.

فأتقِ الله فينا، كما أتقيناه فيك.

  #7  
قديم 11-27-2015, 10:51 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

الإكمال الحقيقي للفائدة :

قال ابن كثير رحمه الله ( ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان


وكان السبب في ذلك: أن عمرو بن العاص حين عزله عثمان عن مصر، ولى عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

وكان سبب ذلك: أن الخوارج من المصريين كانوا محصورين من عمرو بن العاص، مقهورين معه لا يستطيعون أن يتكلموا بسوء في خليفة ولا أمير، فما زالوا حتى شكوه إلى عثمان لينزعه عنهم، ويولي عليهم من هو ألين منه.

فلم يزل ذلك دأبهم حتى عزل عمرا عن الحرب، وتركه على الصلاة، وولى على الحرب والخراج عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

ثم سعوا فيما بينهما بالنميمة فوقع بينهما، حتى كان بينهما كلام قبيح. فأرسل عثمان فجمع لابن أبي سرح جميع عمالة مصر، خراجها وحربها وصلاتها.
) فانظر - رعاك الله - كيف أطلق ابن كثير رحمه الله وصف ( الخوارج ) على أولئك الثائرين وليس كما فهمه الأخ أبو عائشة ووجه الجمع بين هذا النقل وما نقله الأخ أبو عائشة عن ابن كثير أنه رحمه الله يفرّق بين [ وجود نزعة الاعتراض أو الثورة خروجا عن طاعة الإمام، وبين الخروج في شكل طائفة لها اتجاهها السياسي وآراؤها الخاصة ] (1) ولا تعارض بين الأمرين وهذا و الذي يتم به الجمع بين كلمات هذا الإمام والله أعلم

..................................
(1) الموسوعة العقدية للشيخ علوي السقاف
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.