أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
24805 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2018, 02:54 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي رسالةُ عِتَابٍ إلى بَعْضِ الِخلَّانِ والأَحْبَاب-الشيخ محمد بن الحبيب أبو الفتح



بسم الله الرحمن الرحيم
رسالةُ عِتَابٍ إلى بَعْضِ الِخلَّانِ والأَحْبَاب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد؛ فإنه أتى علينا زمانٌ كان أهل الخير والصلاح يَرَوْنَ مُجَرَّدَ الجلوس في المقاهي مُسْقِطًا للعدالة، خارما للمروءة؛ وذلك نظراً لما يكون فيها غالبا من المخالفات، لكن سُرْعَانَ ما تَغَيَّرَتِ الأُمُور، وتَبَدَّلَتِ الأحوال، فَصِرْتَ ترى إِخْوَانَك ممن تحسبهم من أهل الخير والصلاح لا يَعْمُرُونَ المقاهي فحسب، بل زادوا على ذلك شهودَ مباريات كرة القدم، وتشجيعَ الفُرُق الغَرْبِيَّة، فهذا أخٌ "بَرْصَاوِي"، وذاك "ريالي" وثالث مُتَفَرِّج لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. وقد تأسفت لما آل إليه حال إخواني، فرأيت أن أهدي لهم نصيحةً، لَعَلَّهَا تَجِدُ منهم آذانا صاغية، وقلوبا واعية، فأقول لكل أخ منهم موجها له الخطاب على انفراد:
🌹 أخي الفاضل!
أَمَا تستحي من ربك أن يَجِدَ في قلبك مودة وإعجابا بكافر يكفر بالله ورسوله وبالحق الذي أنزله؟!
أَمَا بَلَغَكَ نداءُ ربك: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ "
أما عَلِمت أن مُوَادَّةَ الكافرين ضلالٌ عن سواء السبيل، قال تعالى مُعَاتِباً عبادَه المومنين: "تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ".
أما بَلَغَك أن موالاة ومحبة اليهود والنصارى تَجْعَلُكَ منهم عند رب العالمين: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
🌺أخي الكريم!
بلغني عنك هجرانٌ لحلق القرآن ومجالسِ العلم، وتفريطٌ في الصلوات والجماعات، ومجالسةٌ للفساق والمدخنين وتاركي الصلاة.
فهل يليق بمثلك -بعد أن هداك الله ونَوَّرَ بَصِيرَتَك- أن تستبدل بعمارة المساجد عِمَارَةَ المقاهي، وبمجالس الذكر مَجَالِسَ اللغو، وبحامل المسك نافخَ الكير ؟!
وهل يليق بك أن تستبدل بمجلس تَحُفُّه الملائكة مجلسا تحضره الشياطين؟!
أما تستحي من ربك أن يَفْقِدَكَ حَيْثُ أَمَرَك أن تكون، وأن يَجِدَكَ حيث نهاك أن توجد؟!
أما بَلَغَكَ قولُ المصطفى صلى الله عليه وسلم: "الـرجل عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيِنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِل" [حسنه الترمذي والألباني]، فهل يُرْضِيك أن تُحْسَبَ على دين من تُجَالسه من الفساق وتاركي الصلاة؟!
🌸 أخي اللبيب!
اِعْتَبِرْ بِمَا مَضَى لما يأتي، وانظر ماذا استفدت من أوقات عمرك الغالي التي أهدرتها في المقاهي، وقد ذَهَبَتْ منك سَاعَاتُها إلى غير رجعة، ولك معها مَوْعِدٌ يوم الحساب لِتُجَازَى على ما أودعت فيها. فأعمارنا أيام وساعات معدودات، فنحن نُهْدِرُها غيرَ مُدْرِكِينَ أنها تُدْنِينَا إلى آجالنا، وغير وَاعِينَ أنها يوشك أن تَنْفَدَ منا لتُسْلِمَنَا إلى بَارِينَا سبحانه، حينها سندرك يقينا قيمة ما فرطنا فيه من أوقات عمرنا القصير جدا بالمقارنة مع ما ينتظرنا من الحياة الخالدة السرمدية.
🌹 أخي الطيب!
إني لأعلم أنك تجد في الفرجة متعة وسرورا، لكني أقول لك:
أَيُّ خَيْرٍ في متعة قصيرةٍ زائلةٍ تتبعها حسرةٌ طويلةٌ ؟!
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ فِي غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ *** يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ فِي القَلْبِ تُحْرِقُنِي
وأَيُّ خَيْرٍ في سُرُور قليل يَعُود على صاحبه بالضرر الكثير على قلبه وإيمانه؟!
يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ*** لَا مَرْحَبًا بِسُرُورٍ عَادَ بالضَّرَر
ولا يخفى على مثلك قول نبيك صلى الله عليه وسلم: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ» . [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وصححه الألباني].
🌺 أخي الحبيب!
لعلي أكثرت عليك من العتاب، فلا تَجِدْ عَلَيَّ في نفسك وإن اشتدت مني العبارة أحيانا، فإنما هو عتابُ مُحب يحترق أسفا وشفقة عليك، فَأرجو أن تستقبل كلماتي بنفس طيبة وصدر رحب، وَلْنَسْتَجِبْ جميعا لنداء رب رحيم، يعاتبنا على تَبَاطُئِنَا عن الاستجابة له قائلا: " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ".
ألم يأت أوان التوبة بعد؟! وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة.
ألم يحن وقت الرجوع الصادق إلى الله قبل أن تَقْسُوَ القلوب فلا ينفعَ مَعها نصح ولا تذكير؟!
إلى متى التأخير والتسويف؟!
إلى متى البقاء على هذه الحال...حالِ الغفلة وتضييع الأوقات؟!
وَلِمَ لَا تكون التوبة الآن؟! ما المانع من ذلك ؟!
فإذا كان ربُّنا قد عاتبنا عتابا رقيقا بقوله: "" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ..."؛ فَلْنُجِبْهُ جَوَاب التائبين قائلين:
بَلَى رَبَّنَا قَدْ آنَ... بَلَى رَبَّنَا قَدْ آنَ... بَلَى رَبَّنَا قَدْ آنَ.
فاللهم تَقَبَّل تَوْبَتَنَا، واغْسِلْ حَوْبَتَنَا، وأَقِلْ عَثْرَتَنَا.
وآخر دعوانا، أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه الفقير إلى عفو ربه: محمد بن الحبيب أبو الفتح.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.