ذهبت إلى بلاد الغرب فرأيت الإسلام ولم أرى المسلمين، وذهبت إلى بلاد العرب فرأيت المسلم
قال : ذهبت إلى بلاد الغرب فرأيت الإسلام ولم أرى المسلمين، وذهبت إلى بلاد العرب فرأيت المسلمين ولم أرى الإسلام.
قلت : إن من أكثر الأخطاء وأخطرها في زماننا هذا خاصة، هو إطلاق الكلام هكذا جزافا، فهذه العبارة خاطئة بشقيها، فإن إطلاق لفظ الإسلام يشمل عدة أمور أهمها توحيد الله وعدم الشرك، ويشمل البعد عن المنكرات وكبائر الذنوب كالعري وشرب الخمور ومواقعة الزنا، وهذه المساوئ كلها موجودة في المجتمع الغربي وبكثرة ، وعلى هذا فلا تصح هذه العبارة بهذا الإطلاق، ولكن قل : رأيت منهم كثيرا من الأخلاق التي حث عليها الإسلام، ولا تقل : رأيت الإسلام.
وإن كان إلتزامهم بهذه الأخلاق في حقيقة الأمر إنما هو إلتزام مادي دنيوي، لعلمهم أن المصلحة تقوم على هذا، فمتى عارضت هذه الأخلاق مصالحهم نبذوها وراء ظهورهم.
أما الشق الآخر من العبارة ففيه نفي الإسلام عن المسلمين، وفي هذا الكلام خطورة كبيرة، فتنبه.
|