أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4240 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-21-2013, 12:12 AM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
Exclamation العشـر الحسـان في نفـي أشعريـة ابن كثيــر


العشـر الحسـان في نفـي أشعريـة ابن كثيــر
لأبي صفوان الأنصاري



بسم الله الرحمن الرحيم


ذكرت في الموضوع السابق ((الحقائق العشر في تفنيد أشعرية الإمام ابن حجر )) أن الموافقة والتأثر ببعض المسائل في المذهب لا تعني التمذهب به ماثبتت المخالفة في أصول المذهب وهذا معلوم لطالب الحق وللحق أهله .
لكن القوم فرحى ببعض الموافقات متناسين الكم الهائل من المخالفات والمفارقات بل الكم الهائل من الطعون والنقد لأصول المذهب وأس معتقده .
لم تتوقف محاولة ضم رؤوس أهل السنة والجماعة إلى صفوف المبتدعة الأشعرية على الحافظ الذهبي رحمه الله بل نالت عدداً من العلماء والجهابدة من أهل السنة والجماعة وإن شئت لقلت من الوهابية والحشوية كما تحلوا لهم التسمية وسأتتبعهم بالتبرئة واحداً تلو الآخر بموضوع مستقل عن كل على حدة حسب ما يسمح به الجهد والوقت بإذن الله , ولا يسعني إلا شكر من حاز السبق بذلك من الإخوة الفضلاء فلهم جميعا مني جزيل الشكر والإمتنان .

ما أشد فرحة الأشاعرة بما أورده الحافظ الإمام ابن حجر رحمه الله في الدرر الكامنة حيث قال: ((ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية)).
فيا أيها الأشاعرة هاهنا سؤال يطرح نفسه وهو :
ماعلاقة التمذهب بمذهب الأشاعرة بكثرة الشعــر في الرأس والقدمين ؟!

ثم ألا يحتمل أن يكون ابن كثير رحمه الله يقصد الأشعري انتساباً إلى أشعر قبيلة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه والذي يعود إليها انتساب أبي الحسن الأشعري نفسه كما ذكر السمعاني رحمه الله حيث قال: (الأشعري: بفتح الألف وسكون الشين المعجمة وفتح العين المهملة وكسر الراء، هذه النسبة إلى أشعر وهي قبيلة مشهورة من اليمن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لاعرف منزل الاشعرين بالليل لقراءتهم القرآن.

والأشعر هو نبت بن أدد، قال ابن الكلبي: إنما سمي نبت بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الأشعر لان أمه ولدته وهو أشعر، والشعر على كل شئ منه فسمي الاشعر، منهم أبو موسى عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار الاشعري، من فقهاء الصحابة وقرائهم ..... إلى أن قال:
فأما أبو الحسن إنما قيل له الأشعري لانه من ولد أبي موسى رضي الله عنه، وهو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر، واسمه إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الاشعري المتكلم
) الأنساب للسمعاني : 1/166.

وفي ذلك قال حاتم بن النعمان الباهلي فيما جرى بينه وبين أبي موسى الأشعري رضي الله عنه حيث قال له أبو موسى الأشعري : (هل تدري أي العرب ألأم ؟ قال: لا، قال: "غني وباهلة" فقال حاتم: إن شئت أخبرتك بألأم منهم، قال: ومن ؟ قال: "عك والأشعريون") وهو بذلك يقصد أعمامه وأخواله .
وإن كان هذا الإحتمال قد يستبعد بتعليل ابن القيم رحمه الله في قوله له ( ماصدقك الناس بأنك أشعري وشيخك ابن تيمية ) إلا أنه وارد جدا والعلم عند الله .

ثم إننا في غنى عن هذا كله فنحن على علم بما كان يمارسه كبراء القوم وعلمائهم من اللعب والتذاكي في إخفاء حقائقهم ونواياهم إلا أن ذلك سرعان مايكشفه أهل الفطنة والدهاء ممن بذلوا الغالي والنفيس في الذود عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وفي ذلك قال السجزي رحمه الله: (كان أبو بكر الباقلاني من أكثرهم استعمالاً لهذه الطريقة –أي إخفاء مذهبه ونواياه عن الآخرين- وقد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث واستدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر وأكثر الثناء على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه وأشار في رسائل له إلى أنه كان يعرف الكلام وأنه لا خلاف بين أحمد والأشعري وهذا من رقة الدين وقلة الحياء ) انتهى .

حاصل الأمر : أن هؤلاء لا يهمهم كون الشيخ فلان أشعري أو العكس وهمهم الوحيد زعزعة طلاب العلم والحق والتشكيك في أعلام السلف تصريحا وتلمحيا غمزا واستهزاءا ودون كل ذلك خرط القتاد ولمس السحاب، ومن أراد معرفة أغراض القوم فليتجول في نفائس الأخبار ولينظر كيف كان اضطهاد أهل السنة والجماعة على أيدي التومرتيين وكيف نشرو مذهبهم بالحديد والنار إكراهاً ولينظر كيف كانوا يعزلون كل من له علاقة بالسنة الصحيحة وإن ادعي الأشعرية وتمسك باسمها وما أشبه الليلة بالبارحة .
وفي هذه المشاركة بإذن الله يتبين خلاف مدعاة القوم بحقائق ووقائع عدة ومنها :


1) أن الإقرار بالأشعرية لا يعني التمذهب عندهم :
أورد تاج الدين السبكي في ترجمة والده مانصه : ((ولما شغرت مشيخة دار الحديث الأشرفية بوفاة الحافظ المزي عين هو الذهبي لها فوقع السعي فيها للشيخ شمس الدين ابن النقيب وتكلم في حق الذهبي بأنه ليس بأشعري وأن المزي ما وليها إذ وليها إلا بعد أن كتب خطه وأشهد على نفسه بأنه أشعري العقيدة )).
* ساق محقق التهذيب هذه القصة نقلاً عن مصادرها الكثيرة واسمحولي بذكرها بطولها حيث قال: (( نتيجة لما بلغه المزي من منزلة مرموقة بين علماء عصره ، وما عرف عنه من ديانة متينة وحفظ وإتقان وبراعة في الحديث وعلومه ، فقد ولي دار الحديث الأشرفية في يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة (718) .
وليها على الرغم من معارضة الكثيرين بسبب صحبته لشيخ الاسلام ابن تيمية وتأييده لآرائه ، لكن علمه وفضله ، وهما مما لا يستطيع أن ينكره الأشاعرة ولا غيرهم ، جعلهم يضطرون إلى توليته هذه الدار التي كانت تعد من أكبر دور الحديث بدمشق وعلى الرغم من أنه كتب بخطه حين وليها بأنه أشعري ، فقد أبانوا عن سخطهم ، فلم يحضروا حفل الافتتاح كما جرت العادة آنذاك ، قال العماد ابن كثير : ولم يحضر عنده كبير أحد ، لما في نفوس بعض الناس من ولايته لذلك مع أنه لم يتولها أحد قبله أحق بها منه ، وما عليه منهم إذا لم يحضروا ؟ فإنه لا يوحشه إلا حضورهم عنده ، وبعدهم آنس ، والله أعلم.

وقد جرت محاولات عدة لاخراجه من مشيخة هذه الدار باءت كلها بالفشل لما كان يتمتع به الحافظ المزي من المكانة الرفيعة بدمشق ، تلك المكانة التي اعترف بها المخالف قبل الموافق. واستمرت المكائد تحاك ضده حتى وهو في آخر شيخوخته ، ففي سنة ولي تقي الدين السبكي قضاء الشافعية بدمشق ، وما إن وصل دمشق حتى حضر عنده الشيخ صدر الدين سليمان بن عبد الحكيم المالكي بعد ليلة واحدة من دخوله، وكان صدر الدين أشعريا جلداً متعصبا على المخالفين ، ولكن التقي السبكي كان يحبه، فروى التاج السبكي أن والده التقي قال : دخل إلي وقت العشاء الآخرة ، وَقَال أموراً يريد بها تعريفي بأهل دمشق ، قال : فذكر لي البرزالي وملازمته لي ، ثم انتهى إلى المزي ، فقال : وينبغي لك عزله من مشيخة دار الحديث الأشرفية ، قال الشيخ الإمام - يعني التقي- ، فاقشعر جلدي ، وغاب فكري ، وقلت في نفسي : هذا إمام المحدثين ، والله لو عاش الدارقطني استحيى أن يدرس مكانه. قال : وسكت ، ثم منعت الناس من الدخول علي ليلاً ، وقلت : هذه بلدة كثيرة الفتن. فقلت أنا للشيخ الإمام : إن صدر الدين المالكي لا ينكر رتبة المزي في الحديث ، ولكنه كأنه لاحظ ما هو شرط واقفها ، من أن شيخها لابد أن يكون أشعري العقيدة ، والمزي وإن كان حين ولي كتب بخطه بأنه أشعري إلا أن الناس لا يصدقونه في ذلك. فقال : أعرف أن هذا هو الذي لاحظه صدر الدين ، ولكن من ذا الذي يتجاسر أن يقول : المزي ما يصلح لدار الحديث
)) تهذيب الكمال، مقدمة المحقق : 1/ 27.

قلــت: فإذا كان القوم أشد مايكونون فرحاً بتلك الجملة المقتبسة أعلاه من كلام ابن كثير رحمه الله فلماذا سعى شيخهم المتعصب في عزل المزي رحمه الله في عن مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد إقراره إذا كان الإقرار دليلاً على التمهذب حقاً !!
ثم لماذا ينتزعها الشيخ كمال الدين المعري من ابن كثير نفسه ولم لم تشفع له أشعريته التي ها أنتم تفرحون بها ؟!

2 ) اعترافهم بأنه ليس أشعري العقيدة :
وفي ذلك قال محقق الإشارة مانصه: (( ابن كثير والذهبي كانا على طريقة ابن تيميه في العقائد وإن كان ابن كثير أقل من الذهبي، والذهبي أقل من شيخه ، إلا أنهم يجمعهم طريقة واحدة في العقائد )) مقدمة الإشارة في علم الكلام للرازي: 1/ 33.

قلـت : هاهنا التقى الأشاعرة بالشيعة في توظيف العلماء وأقوالهم تارة واستبعادهم تارة وكل ذلك لمصلحة معينة هي القضاء على الإسلام توحيداً وعقيدة ودون ذلك خرط القتاد .

3)ملازمته ودفاعه عن ألد أعداء الأشاعرة اليوم وهو ابن تيمية رحمهما الله :
وفي ذلك نقل الحافظ بن حجر رحمه الله مانصه : ((ولازم المزي وقرأ عليه تهذيب الكمال وصاهره على ابنته وأخذ عن ابن تيمية ففتن بحبه وامتحن لسببه)) الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر:1/ 125.
* وقال عنه هو رحمهما الله : ((وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يحسدونه لتقدمه عند الدولة، وانفراده بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطاعة الناس له ومحبتهم له وكثرة أتباعه وقيامه في الحق، وعلمه وعمله )) البداية والنهاية لابن كثير :14/ 42.

* وقال رحمه الله أيضاً : ((وفي يوم الإثنين ثامن رجب حضر القضاة والعلماء وفيهم الشيخ تقي الدين بن تيمية عند نائب السلطنة بالقصر وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين الواسطية، وحصل بحث في أماكن منها، وأخرت مواضع إلى المجلس الثاني، فاجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر الشهر المذكور وحضر الشيخ صفي الدين الهندي، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيراً، ولكن ساقيته لاطمت بحراً)) المصدر السابق.

* وقال أيضـاً: ((وفي هذا الشهر باشر قاضي القضاة ابن جماعة مشيخة سعيد السعداء بالقاهرة بطلب الصوفية له، ورضوا منه بالحضور عندهم في الجمعة مرة واحدة، وعزل عنها الشيخ كريم الدين الأيكي، لانه عزل منها الشهود، فثاروا عليه وكتبوا في حقه محاضر بأشياء قادحة في الدين، فرسم بصرفه عنهم، وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس، ومن جملة ذلك قيامه على شيخ الاسلام ابن تيمية وافتراؤه عليه الكذب، مع جهله وقلة ورعه، فعجل الله له هذا الخزي على يدي أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقاً )) المصدر السابق: 14 /57.

قلـت : هل يستطيع أشعري اليوم أن يمر على بعض أقوال ابن تيمية رحمه الله فيرجح السكوت دون وصفه بالتجسيم والحشو فضلا عن مدحه والثناء عليه والأخذ منه والذود عنه والله إنهم لأبعد من ذلك وهم يعرفون حقية ما يحاولون تلفيقه لكنهم عن الكذب لا يتورعون .

4) استغرابه من تأويل ابن حزم ووصف ذلك بفساد الحال في الصفات :
وفي ذلك قال رحمه الله : (( والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهرياً حائراً في الفروع، لا يقول: بشيءٍ من القياس لا الجلي ولا غيره، وهذا الذي وضعه عند العلماء، وأدخل عليه خطأ كبيراً في نظره وتصرفه وكان مع هذا من أشد الناس تأويلاً في باب الأصول، وآيات الصفات وأحاديث الصفات، لأنه كان أولاً قد تضلع من علم المنطق، أخذه عن محمد بن الحسن المذحجي الكناني القرطبي، ذكره ابن ماكولا وابن خلكان، ففسد بذلك حاله في باب الصفات)) البداية والنهاية لابن كثير :12/ 113.

قلــت : ليت سائلاً يسأل الأشاعرة ماذا تفهمون من هذا التعجب من تأويل الصفات والتركيز عليه .
أم ماذا تفهمون من وصف هذا الحال بالفساد في الصفات ؟!.

5) إنكاره تفسير الإستواء بالإستلاء قولاً واحداً:
وفي ذلك قال رحمه الله : ((وحكى نفطويه أن جريراً دخل يوماً على بشر بن مروان وعنده الأخطل، فقال بشر لجرير: أتعرف هذا ؟ قال: لا، ومن هذا أيها الأمير ؟ فقال: هذا الأخطل، فقال الأخطل، أنا الذي قذفت عرضك، وأسهرت ليلك، وآذيت قومك، فقال جرير: أما قولك شتمت عرضك فما ضر البحر أن يشتمه من غرق فيه، وأما قولك وأسهرت ليلك، فلو تركتني أنام لكان خيراً لك، وأما قولك وآذيت قومك فكيف تؤذي قوما أنت تؤدي الجزية إليهم ؟ وكان الأخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها:

قد استوى بشر على العراق ** من غير سيف ودم مهراق

وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الإستواء على العرش بمعني الإستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علواً كبيراً , فإنه إنما يقال استوى على الشيء إذ كان ذلك الشيء عاصياً عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفساً واحداً، حتى يقال استوى عليه، أو معنى الإستواء الإستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الإفلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله أعلم
)) البداية والنهاية : 9/ 290.

قلــت : إنها والله صاعقة على أقوام يعرفون من عقائدهم مانعرف ويعرفون من مخالفتها لهذا القول ما يعرفون ومع ذلك يقودهم الإفلاس إلى نسبة قائله إلى صفوفهم أما والله إنها لإحدى الكبر.

6) موقفـه من القائل بخلق القرآن :
وفي ذلك قال رحمه الله في ترجمة الجعد بن درهم : ((وقيل بمرو، قتله نائبها سلم بن أحوز رحمه الله وجزاه عن المسلمين خيراً، وأخذ بشر المريسي عن الجهم، وأخذ أحمد بن أبي دواد عن بشر، وأما الجعد فإنه أقام بدمشق حتى أظهر القول بخلق القرآن، فتطلبه بنو أمية فهرب منهم فسكن الكوفة، فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه، ثم إن خالد بن عبد الله القسري قتل الجعد يوم عيد الاضحى بالكوفة، وذلك أن خالداً خطب الناس فقال في خطبته تلك: أيها الناس ضحوا يقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً, ولم يكلم موسى تكليماً، تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيراً, ثم نزل فذبحه في أصل المنبر.
وقد ذكر هذا غير واحد من الحفاظ منهم البخاري وابن أبي حاتم والبيهقي وعبد الله بن أحمد وذكره ابن عساكر في التاريخ، وذكر أنه كان يتردد إلى وهب بن منبه، وأنه كان كلما راح إلى وهب يغتسل ويقول: أجمع للعقل، وكان يسأل وهباً عن صفات الله عز وجل فقال له وهب يوماً: ويلك يا جعد، أقصر المسألة عن ذلك، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، وأن له نفساً ما قلنا ذلك، وأن له سمعاً ما قلنا ذلك، وذكر الصفات من العلم والكلام وغير ذلك، ثم لم يلبث الجعد أن صلب ثم قتل
)) البداية والنهاية لابن كثير:9/ 382.

قلـت : ليت شعري ماذا يراه مدعي أشعرية ابن كثير من تأييـد مذهب الأشعرية في هذا وفيما سبق وما يأتي أم أنها الحاجة والإختراع .

7) موقفه من أهل الكلام والجعجعة :
وفي ذلك نقل رحمه الله في ترجمة الإمام الشافعي مؤيداً لا معارضاً حيث قال: ((قال: لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشئ من الأهواء ,وفي رواية خير من أن يلقاه بعلم الكلام, وقال: لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد, وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في القبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام )) البداية والنهاية له :10/ 277.

* وقال فيها رحمه الله : ((ومن شعره في هذا المعنى قوله:

كل العلوم سوى القرآن مشغلة * إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال: حدثنا * وما سوى ذاك وسواس الشياطين

وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.
وقد روى عن الربيع وغير واحد من رؤوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف، على طريق السلف
)) المصدر السابق.

قلــت: أين ذهب الخوض في الكلام والدخول فيه من أوسع الأبواب أم الأصل في ذلك غاب عن الإمام فأدلى فيه ببضاعة مزجاة أم أن الإمام حقاً لا يمكن أن يدان بما يحاول القوم إدانته به .

8) إثباته للصفات كلها من غير تأويل:
وفي ذلك قال رحمه الله : ( فإذا نطق الكتاب العزيز ، ووردت الأخبار الصحيحة ، بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك ، وجب اعتقاد حقيقته من غير تشبيه بشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين ، والإنتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير إضافة ولا زيادة عله ، ولا تكييف له وتشبيه ، ولا تحريف ، ولا تبديل ، ولا تغيير ، ولا إزالة لفظ عما تعرفه العرب وتصرفه عليه ، والإمساك عما سوى ذلك )) علاقة الإثبات والتفويض لرضا نعسان معطي:1/ 51, نقلاً عن العقائد لابن كثير رحمه الله .

قلــت : سبحان الله إنها صاعقة أخرى وهي لما قبلها وما بعدها أدعم وأمتن فالحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً نصر الحق وأظهره على لسان الوهابية الحشوية شاء من شاء ويأبى من يأبى .

9) ترجيحه لمذهب السلف الصالح في الصفات باللذات :
وقد ساقه في أكثر من موضع في جميع كتبه وسأختصر على كتابه في التفسير فمن ذلك :
(أ) قوله رحمه الله : (( وأما قوله تعالى: { ثم استوى على العرش } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } الشورى, بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر". وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى)) تفسير ابن كثير : 3/ 427.

(ب) قوله رحمه الله : (( وقوله { الرحمن على العرش استوى } : تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف، بما أغنى عن إعادته أيضاً، وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف، إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف، ولا تشبيه، ولا تعطيل، ولا تمثيل)) المصدر السابق: 5/ 273.

(ج) قوله رحمه الله : ((فقوله: { وهو العلي العظيم } كقوله: {وهو العلي الكبير} وكقوله: { الكبير المتعال } الرعد.
وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه
)) المصدر السابق: 1/ 682.

(د) قوله رحمه الله : (( قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما : { وما قدروا الله حق قدره } هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله تعالى عليهم، فمن آمن أن الله على كل شي قدير، فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره.
وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف
)) المصدر السابق:7/ 113.

قلــت :فهل يستطيع الأشاعرة عرض مالديهم من التأويل والكلام والطحين والعجين على موائد الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح كما أشار الإمام ابن كثير رحمه الله قطعاً لن يفلحوا في ذلك .

10) إقراره بأن الله خلق آدم بيده :
وفي ذلك قال رحمه الله : ((خلق بيده الكريمة آدم أبا البشر، وصور جثته ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته)) البداية والنهاية له :1/ 5.

قلــت :هاهو يقول رحمه الله إنها يد لكن هل يستلزم كونها يد أن تكون كيدي أو كأيادي بقية أفراد العائلة الأشعرية لا ليس الأمر كذلك فللإنسان يد وللفيل يد تليق به .
وللطيور أجنجة وللملائكة تليق بها ولا يستدعي أن تكون اليد مماثلة للتي نعرفها وهذا هو التشبيه الذي ينفيه مذهب أهل السنة والجماعة كما أن التأويل بكيت وكيت والنفي المطلق هو ما نهى عنه أيضاً.

11) اعتماده على الكتاب والسنة أصلاً وهو تقديم النقل على العقل:
وفي ذلك قال رحمه الله : ((وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه وبالله المستعان وعليه التكلان)) البداية والنهاية :1/ 7.

قلــت: هذا هو ماعليه الإعتماد عند ابن كثير رحمه الله جرياً على منوال السلف الصالح رحمهم الله فيما يقول الأشاعرة أن النقل لا يفهم إلا بالعقل وفي ذلك يقول السنوسي مانصه " وأما من زعم أن الطريق بدأ إلى معرفة الحق الكتاب والسنة ويحرم ما سواهما فالرد عليه أن حجتيهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي" انتهى .
فهل يستقيم هذا مع الإعتماد على الكتاب والسنة كما قال ابن كثير رحمه الله بالقطع لا والله المستعان.

12) إنكاره القول بخلق القرآن :
وفي ذلك قال رحمه الله : ((ذكر أول المحنة والفتنة: في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها ، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقاً، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائماً بذاته لا يكون مخلوقاً، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) فالأمر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقاً، وهذا له موضع آخر, وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد.

والمقصود أن كتاب المأمون لما ورد بغداد قريء على الناس، وقد عين المأمون جماعة من المحدثين ليحضرهم إليه، وهم محمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم المستملي، ويزيد بن هارون ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب، وإسماعيل بن أبي مسعود , وأحمد بن الدورقي, فبعث بهم إلى المأمون إلى الرقة فامتحنهم بخلق القرآن فأجابوه إلى ذلك وأظهروا موافقته وهم كارهون، فردهم إلى بغداد وأمر بإشهار أمرهم بين الفقهاء، ففعل إسحاق ذلك - وأحضر خلقا من مشايخ الحديث والفقهاء وأئمة المساجد وغيرهم، فدعاهم إلى ذلك عن أمر المأمون، وذكر لهم موافقة أولئك المحدثين له على ذلك، فأجابوا بمثل جواب أولئك موافقة لهم، ووقعت بين الناس فتنة عظيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ثم كتب المأمون إلى إسحاق أيضا بكتاب ثان يستدل به على القول بخلق القرآن بشبه من الدلائل أيضاً لا تحقيق تحتها ولا حاصل لها، بل هي من المتشابه وأورد من القرآن آيات هي حجة عليه
)) البداية والنهاية : 10/ 299.

قلــت : فهل من الأشاعرة من يصف القول بخلق القرآن بالفتنة , وهل فيهم من يصف تأويلات المتأولين في ذلك بالمتشابه لا دليل فيها ولا عبرة .

13) إقراره بأن إثبات الصفات هو مذهب السلف:
وفي ذلك قال رحمه الله عن أبي الحسن الأشعري نفسه مانصه : ((ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال؛ أولها حال الاعتزال التي رجع عنها ولا محالة، والحال الثاني إثبات الصفات العقلية ؛ وهي الحياة والعلم ، والقدرة ، والارادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام . وتأويل الخبرية كالوجة واليدين والقدم والساق ونحو ذلك، الحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإنابه التي صنفها آخراً وشرحها الباقلاني، ونقلها ابن عساكر وهي التي مال إليها الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم))إتحاف السادة المتقين للزبيدي: 2/ 4.

قلــت : هل يستطيع الأشاعرة اليوم أن يقولوا أنهم على طريقة السلف الصالح وعلى طريقة أبي الحسن الأشعري الأخيرة التي عناها ابن كثير رحمه الله هاهنا ووصفها بمنوال السلف .. لا والله .!

14) إثباته للخلة من غير تأويل:
وفي ذلك قال رحمه الله : ((يرغب تعالى في اتباع إبراهيم عليه السلام لأنه كان على الدين القويم والصراط المستقيم, وقد قام بجميع ما أمره به ربه، ومدحه تعالى بذلك فقال (وابراهيم الذي وفى) النجم.
ولهذا اتخذه الله خليلاً والخلة هي غاية المحبة كما قال بعضهم.

قد تخللت مسلك الروح مني ** وبذا سمي الخليل خليلاً


وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الأنبياء وسيد الرسل محمد صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث جندب البجلي وعبد الله بن عمرو وابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أيها الناس إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً "
)) البداية والنهاية له : 1/ 195.

قلــت : إنه يقول إنها خلة فأي خلة ومامعنى هذه الخلة ياترى ؟ ولماذا قوى ما ذهب إليه بحديث جندب رضي الله عنه وأرضاه .

15) مواقفه من كتب السنة وكتب الصفات :
وفي ذلك قال رحمه الله في ترجمة ابن أبي عاصم مانصه : ((قلت: ومن توفي فيها أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفات على طريق السلف، وكان حافظاً، وقد ولي قضاء أصبهان بعد صالح بن أحمد، وقد طاف البلاد قبل ذلك في طلب الحديث)) البداية والنهاية لابن كثير:11/ 96.

قلـت : وهذا المصنف باللذات امتلئ كتابه المشار إليه " كتاب السنة " بالتجسيم -كما يحلوا لهم التعبير - فلو كان الإمام ابن كثير أشعري العقيدة والمذهب لما فاته التحذير منه والعكس ما ترى فإما أن نقول أن ابن كثير رحمه الله سلفي المعتقد وهابي الأصل والمنشأ، وإما أن نقول إنها زلات لا تغتفر في تلقين الأشاعرة دروساً في التفسير والإتباع وترك الخوض في الكلام والفلسفة والعرض إلى غيرها من سفاسف الأخلاق ومذام الكلام وفواسد المعتقد .

أسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وأن يرحم علمائنا ويسكنهم فسيح الجنان إنه سميع مجيب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-17-2016, 09:48 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

أحسن الله لك وبارك فيك
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-23-2017, 11:29 AM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي


جزاك الله خيرا شيخ نجيب وبارك فيك

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.