أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
17457 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-16-2018, 01:00 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
Arrow النقد والتعليق على أقدم رواية طويلة في التاريخ بـعنوان التحولات أو الحمار الذهبي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا كتابي ( النقد والتعليق على أقدم رواية طويلة في التاريخ بـعنوان التحولات والحمار الذهبي ) وهو مضغوط بصيغة zip داخله ملف بصيغة rtf:
http://www.m5zn.com/d/?16810283
أي ملاحظة مرحب بها بوركتم.
وهذا ما في بحثي:
النقد والتعليق على أقدم رواية طويلة في التاريخ بـعنوان ( التحولات ) أو ( الحمار الذهبي ) لـ( لوكيوس أبوليوس )

بِسْم الله الرحمن الرحيم.

فإنه قد طُبِعَت رواية ( الحمار الذهبي ) لكاتبها لوكيوس أبوليوس مترجمة من اليونانية إلى العربية منذ سنين طويلة.

وهي متوفرة في الشبكة العنكبوتية مطبوعة في 305 صفحة ترجمة عمار الجلَّاصي بتاريخ 2000 بعد الميلاد، وطبعة أخرى بترجمة أبو العيد دودو في 248 صفحة بتاريخ 2001 بعد الميلاد، وثمة ترجمة ثالثة لم أقف عليها ذكرها ناشر الطبعة التي بترجمة عمار الجلَّاصي، وثمة نسخة مسموعة في عشر ساعات وربع الساعة في موقع اليوتيوب في الشبكة العنكبوتية.

وهي أقدم رواية تاريخية طويلة فيما نعلم اليوم، أما الروايات القصيرة فثمة عدد ثابت قبلها مثل ملحمة جلجامش في العراق – وهي رواية قصيرة فيها شرك وفساد أخلاقي وليس هذا موضع الكلام حولها -.

وبهذا يتضح خطأ ما جاء في ترجمتها من أنها أول رواية في تاريخ الإنسانية، نعم لو كان المقصود أول رواية طويلة فهذا المعلوم لليوم وإلا فإنها مسبوقة بعدد من الروايات القصيرة مر ذكر مثال عليها.

ورواية لوكيوس أبوليوس هذه معروفة بعنوانَين ( التحولات ) و( الحمار الذهبي ).

وصاحبها لوكيوس أبوليوس أمازيغي وُلِدَ في الجزائر سنة 124 بعد ميلاد عيسى المسيح عليه السلام وتوفي سنة 180 بعد الميلاد.

– ومسلمو الأمازيغ على الرأس والعين فليس النقد هنا متجه إلى الأمازيغ -.

ولوكيوس أبوليوس كان يوناني الهوى والمعتقد فهو وثني يتكلم اليونانية بطلاقة وهو كاتب للأغاني والمسرحيات وغير ذلك فهو وثني يعبد الأصنام ويعتقد أن الآلهة تتجسد بصورة هذه الأصنام! كما صرح في روايته هذه.

فالرواية قديمة بلا شك واعتبرها البعض أقدم رواية تاريخية والصواب أن يقال أنها أقدم رواية طويلة فإنها مسبوقة بروايات قصيرة قليلة كملحمة جلجامش مثلا في العراق.

وصف الرواية ونقدها والتعليق عليها.

هي رواية خيالية يتخيل كاتبها فيها أنه تحول إلى حمار! بفعل ساحرة!، ومر بمصاعب عجيبة ثم أنجته بعض الآلهة! ثم أصبح راهبا في معبد من معابد الآلهة! وأصبح بسبب ذلك شخصا مشهورا!.

وكما ترى فكاتبها لوكيوس أبوليوس أمازيغي وُلِدَ في الجزائر سنة 124 بعد ميلاد المسيح وتوفي سنة 180 بعد الميلاد.

فهو قريب من عهد المسيح عليه السلام.

لكن لوكيوس أبوليوس هذا كان كما مر يوناني الهوى والمعتقد فهو وثني يعبد الأصنام ويعتقد أن الآلهة تتجسد بصورة هذه الأصنام! ويستغيث بها! كما صرح في روايته هذه كثيرا أنظر مثلا ص 137 من الطبعة التي ترجمها عمار الجلَّاصي.

فمحتوى الرواية لا يخرج عن وثنية كاتبها وهذا ظاهر فيها بشكل كبير.

نقد هذه الرواية:

نستطيع أن نذكر التالي في نقدها:

١- كثرة تقرير الشرك فيها ففيها ذكر صاحبها الآلهة اليونانية كثيرا! بأسماء كثيرة من ذكور! وإناث! ولكل واحد منها تدبير عمل معين باعتقاده! فمنها إله النصر! وإلاهة الجمال! وإله الحرب! وغير ذلك من الترهات الشركية الوثنية وذكر عبادته لها واستغاثته بها أنظر مثلا ص 137 من الطبعة التي ترجمها عمار الجلَّاصي.

٢- تخيل صاحبها التحول إلى حمار ثم النجاة على يد أحد الآلهة ثم تحوله الى راهب وشخص مشهور – وهذا كله في مواضع عديدة في روايته هذه منها مثلا ص 75 و76 وما بعدها – وهذا وإن كان من باب القصص الخيالي الذي يروق الجهلة ممن لا هدف له في الحياة من الناس إلا تضييع الأوقات إلا أنه طريقة ماكرة في تقرير الكفر والشرك بواسطة القصص الخيالية!.

فمع كونها رواية خيالية هي أيضا مؤثرة على اللاوعي – كما يعبر علماء النفس - لدى الجهلة وعلى تصور العامة في زمانه بل وبعد زمانه ممن تلبس بالجهل أو الكفر ولذا تجد صاحبها يؤكد نصرة شركه وعبادته للآلهة فيها ويطعن في التوحيد وأهله! كما سيأتي.

وبذا نعلم خطورة الأفلام الكارتونية التي تحوي شركًا او كفرًا او معاصٍ على الأطفال فإنها تدمر تصوراته وتزرع في اللاوعي لديه أن الحق باطل والباطل حق فإذا ما عُرِضَ عليه الحق اعتقد بطلانه! لانتكاس فطرته وانقلابها ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذا يؤثر تأثيرا بالغا على مستقبل شباب الأمة والأمة الإسلامية جميعها فليُحذَر من ذلك.

٣- طعنه في التوحيد وأهله فإنه لم يذكر التوحيد وأهله إلا مرة واحدة في روايته القذرة هذه!.

فإنه ذكر أنه بعد تحوله إلى حمار في بعض الأحداث التي مر بها أنه تعرف على رجل طيب كان يعامله بشكل جيد إلا أن امرأته ( زوجة الطحان ) كانت موحدة تعبد إلها واحدا أقنعت زوجها ومن حولها من بعض الناس بفكرة عبادة إله واحد بخبثها! - بزعمه! - وهي امرأة شاربة خمر سكيرة خبيثة زانية تفعل الزنا منذ تستيقظ صباحاً! – كذا زعم فانظر كيف استعمل صاحب الرواية خيالة في بث سمومه -.

هذا بنحوه تجده في روايته القذرة ص 220 و221 وما بعدها، قال المترجم عمار الجلَّاصي في هامش (1) ص 221: ( دين زوجة الطحان: ربما المسيحية ( التي يشــير ترتليانوس في أواخر القرن إلى انتشارها الواسع ) ، وهي إذ ّاك أقل ّ تشديدا على عقيدة التثليث، ونجد وصفًا شبيها لرجل يستخف بالآلهة في "المرافعة" 57. ) انتهى كلام المتجرم عمار الجلَّاصي

قلت: وسواء أراد ان المرأة تعبد الله وحده كما هو في الاسلام الذي جاء به المسيح وجميع الانبياء والرسل ورسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من بعدهم أم أراد أنها تعبد صنما واحدا من تلك الأصنام شركا منها بالله - وهذا بعيد لان ظاهر كلامه أنها تعبد إلاها واحدا لا تشرك معه غيره اي انها تعبد الله - سواء كان هذا أم ذاك الكاتب أراد الطعن في فكرة التوحيد في العبادة والطعن بأهلها واستعمل أقذر العبارات والصفات مع أنها حول أشخاص غير موجودين حقيقة إلا في خياله! لعنه الله ولعن خياله.

٤- كثرة ذكره للجماع والزنا مقرا لجوازه وإباحته وأن إله الحب يحبه به!! بزعمه مع وصفه للعورات دون تحرج أخلاقي ودون وازع ديني!، ومثال ذلك ما في ص 38 - 39 وص 44 وص 72 وص 123 وص 262 – 264 وص 272 من الطبعة التي ترجمها عمار الجلَّاصي، وهذا يعطينا تصورا لما كان عليه اليونانيون ومن تأثر بهم في تلك الفترة من انحلال وتخلف أخلاقي وديني.

٥- لم يذكر صاحب الرواية عيسى المسيح عليه السلام قط في روايته! لا ذما! ولا مدحا! مع قرب من عهده! مع كل ما ذكره من خزعبلات وخرافات وشرك وسحر!!، وهذا يدل على تعصبه الشديد لوثنيته!.

٦- ذكر السحر كثيرا وقرر أن السحر يحول الأعيان إلى أعيان أخرى! ولذلك جائت روايته معنونة بـ( التحولات ) أي تحول وتغير الأعيان بفعل السحر! بزعمه كتحول كاتب الرواية إلى حمار! على يد ساحرة بزعم خياله المريض! أنظر مثلا ص 75 و76 وما بعدها، وتحول أحد الخماريين إلى ضفدع على يد ساحرة أنظر ص 14 من الطبعة التي ترجمها عمار الجلَّاصي، وتحويلها من عاداها إلى جمادات او حجارة ونحو ذلك! أنظر ص 31 و33 من نفس الطبعة، وغير ذلك من هراء لوكيوس أبوليوس ومخيلته الكافرة.

وهذا باطل وكفر وشرك كما قرر علماء الإسلام إذ الذي يغير الأعيان إلى أعيان أخرى أي الأشياء إلى أشياء أخرى هو الله وحده هذا مع تقريرهم أن السحر حق دل على وجوده القرآن والسنة والإجماع.

٧- التشابه الكبير بين أسلوب الكلام في الرواية وبين أسلوب الكلام في الإنجيل المحرف الذي بين أيدي النصارى!.

وهذا يعلمه من اطلع على الإنجيل واطلع على رواية التحولات التي تسمى بالحمار الذهبي أيضا هذه.

وهذا دليل صريح على أن الأيدي االتي حرفت الإنجيل كانت متأثرة غاية التأثر بالوثنية اليونانية أو كانت وثنية تمثل دور النصرانية! أو لعلها جمعت من هذا وذاك!.

ولما مر كله يتبين عدم جواز قراءة او استماع هذه الرواية إلا للرد عليها او لمعرفة ما ينبني عليه علم نافع كمعرفة الثقافة والدين وحيثياتهما في تلك الحقبة الزمنية لدى الإمبراطورية اليونانية والشعوب والبلدان التي كانت تحت احتلالهم كالأمازيغيين في الجزائر في تلك الحقبة.

وأختم بذكر ما وقفت عليه من ترجمة موسعة بعض الشيء لهذا لكاتب هذه الرواية الوثني.

ترجمة صاجب الرواية ( لوكيوس أبوليوس ).

جاء في مقال بعنوان ( لوكيوس أبوليوس ... حياة وأعمال مثقف أمازيغي لفترة ما قبل الإسلام... ) للكاتب عبد اللطيف بن هسوف بتاريخ 2006 / 12 / 18 في موقع الحوار المتمدن في الشبكة العنكبوتية جاء ما نصه:

( ‏1- تقديم:‏

ينتمي أبوليوس إلى شمال أفريقيا، وهو واحد من الذين برزوا في ميدان الأدب اللاتيني، إلا أنه فاقهم ‏جميعاً من حيث غنى معارفه، وتنوع كتاباته، خاصة الكتابات القصصية والروائية. ومن ثم اعتبر ‏أبوليوس بحق ممثل السرد اللاتيني الأفريقي ووصف بأمير خطباء أفريقيا وأكثرهم نفوذاً وشهرة في ‏عصره، حتى ولو أهمله معاصروه من الأدباء ولم يتحدثوا عنه. ‏

يعد لوكيوس أبوليوس (‏Lucius Apeleius‏) صاحب رواية الحمار الذهبي التي تحكي عن تحول ‏إنسان إلى حمار، روائي العصور‎ ‎القديمة الأول بلا منازع ومؤسس الرواية، لا بمعني السرد وإنما ‏بالمعني الاصطلاحي الذي‎ ‎يتشكل من بطل وأحداث وعقدة وشخصيات وفضاء وزمن. هذا الفن الذي ‏صار بعد ذلك نمطا أدبيا متميزا‎ ‎عن غيره من الأجناس الأدبية وهو فن الرواية . وتعد رواية أبوليوس ‏‏ الحمار الذهبي أول رواية قديمة وصلت إلينا كاملة، وشكلت نوعاً أدبياً جديداً، هو النوع الذي يعرف ‏اليوم بالرواية، وتضم هذه الرواية مجموعة من القصص يرويها المؤلف بضمير المتكلم. وإن كان ‏أبوليوس من شعب البربر بشمال أفريقيا إلا أنه ليس هناك من شك أن روايته استمدت روحها من أنفاس ‏يونانية.‏

وتعد رواية الحمار الذهبي في واقع الأمر محاكاة ساخرة تنتمي إلى أنموذج قصة المغامرات أو ‏المخاطرات، ومن ثم يبدو أن التحول الساخر من إنسان إلى حمار له صلة بالجنس الأدبي يعتمد التحول ‏كنهج للتعبير النثري. إنها رواية تجمع بين السخرية والاستعراضية والفكاهية والهزلية الماجنة والنكات ‏والهجو اللاذع. كتب أبوليوس روايته بحرية متناهية غير مقيد بالمعايير الصارمة، غير أنها لا تخلو من ‏مشاهد القسوة والجريمة والغرابة والجنس المقنع من حين لآخر. ‏

وكما مسرحيات ترنس، أخذ الروائي أبوليوس المصدر اليوناني على أنه إطار لإضافة حكايات أخرى ‏تتخلل خط الرواية الرئيسة. وقد اعتمد أبوليوس بالإضافة إلى المصدر اليوناني على المصدر الأمازيغي ‏فيما يتعلق بالمعتقدات الوثنية لذلك العصر (الأعمال السحرية التي كانت في الشمال الأفريقي). وبالتلي ‏فإن أبوليوس تجاوز المصدر اليوناني، عندما حل في نهاية الرواية محل بطله، وتحدث فيها عن حياته ‏الخاصة، ففصل بذلك الحدث الرئيسي عن مجراه واهتم بتمجيد عبادة الإلهة إيزيس التي كان يمجدها ‏سكان شمال أفريقيا، حيث أن معاناة البطل عند أبوليوس تجد حلها في الأسرار المقدسة. وأسلوب الرواية ‏مليء بالعبارات الشعبية والاقتباسات الأدبية القديمة، متوفر على المحسنات البلاغية وشيء من الشاعرية ‏ومليئ بالمتعة، لذا خاطب أبوليوس القارئ في تقديمه للرواية قائلاً: انتبه ستنال حظك من التسلية!.‏

‏2- حياة لوكيوس أبوليوس:‏

ولد لوكيوس أبوليوس (أو أفيلاي في الأمازيغية) ببلاد النوميديين، بمدينة دارووش (‏Madauros‏) ‏المدينة الجزائرية بالقرب من الحدود التونسية حوالي سنة 125 ميلادية. وقد اختار الإقامة‎ ‎بقرطاج، وهو ‏مدين بشهرته وبتكريسه كاتبا كبيرا لهذه المدينة الفينيقية. تعلم بقرطاج، ثم بأثينا حيث درس على ‏الخصوص الفلسفة الأفلاطونية. يجهل كل شيء عن تاريخ وفاته، لكن ما يعرف عنه هو أنه قام بأسفار ‏عديدة جريا وراء المغامرة والبحث عن المعرفة. سافر إلى روما حيث امتهن المحاماة، وخلال سفر من ‏بلاده الأصلي إلى مصر، توقف بطرابلس حيث تعرف على أرملة غنية جدا كانت تكبره بكثير، وهي ‏تسمى إميليا بيدونتيلا. تزوجها وورث كل ما تملك بعد وفاتها. وأمام حرمنهما من إرث ابنتهما، ما كان ‏من أبويها إلا اتهامأبوليوس بالسحر وبتسليط الأرواح على ابنتهما لتعشقه وتسحر به وتوصي له بكل ما ‏تملك. تقدم الأبوان بدعوى قضائية للقنصل الروماني كلوديوس مكسيموس بطرابلس. خلال هذه الفترة، ‏كتب أبوليوس دفاعه بقلمه (فهو دارس للقانون) ليحكم عليه بالبراءة ويستقر بعدها بقرطاج حيث درس ‏البلاغة. ‏

كان أبوليوس خطيبا متمرسا يخطب في الجمهور العريض في عدد كبير من مدن شمال إفريقيا. كما ‏اعتبر واحدا من أولائك السحرة المستعينين بالغيبيات والذين ينعتون دائما بأنهم ضد المسيح. ورغم ‏كفاءاته تلك، لم يتقلد أبوليوس أي منصب رسمي في مجال القضاء، كما يخبرنا سان أغسطين. وفي إطار ‏مناخ قرطاج الثقافي، أنجز أبوليوس أعماله الفكرية والأدبية وكتابه الذائع الصيت تحت عنوان ‏‏ التحولات أو قصة‎ ‎الحمار الذهبي . ويعد هذا الكتاب من أهم الأعمال الأدبية الخالدة التي ترجمت ‏أيضا إلي العربية، وهي تروي‎ ‎قصة إنسان مسخ حمارا. ولربما يحكي فيه الكاتب ذكرياته في اليونان ‏القديمة وفي بعض أماكن من شاطئ‎ ‎البحر الأبيض المتوسط.‏

‏3- أعمال لوكيوس أبوليوس ‏

يمكن القول بأن رواية الحمار الذهبي رواية قديمة ارتبطت بالغيبيات والسحر... ورغم أنها تغرق ‏في الغيبيات وتبتعد عن العقلانية، إلا أن وصف الكاتب لحياته كحمار كان إبداعا جيدا يذكرنا اليوم برواية ‏النمساوي فرانز كافكا الذي اعتمد‎ ‎تقنية المسخ إذ يتحول بطله في إحدى رواياته التي تحمل نفس العنوان ‏‏ التحول إلى‎ ‎صرصار. لكن الفارق طبعا، وإن لم يكن إبداعيا، لأن الروايتين في قمة الإبداع، الفارق هو ‏أن أبوليوس الأمازيغي سبق كافكا النمساوي بما يقارب ألفي سنة. ‏

بكتابه التحولات {أو الحمار الذهبي}، احتل أبوليوس الصف الأول مع كبار‎ ‎الكتاب‎ ‎العالميين‎ ‎الخالدين. ‏وفي‎ ‎كتابه‎ ‎ذاك،‎ ‎اتخذ الرواية‎ ‎الطويلة‎ ‎النفس‎ ‎مطية‎ ‎لوصف‎ ‎الأوضاع‎ ‎الإجتماعية وانتقادها‎ ‎في‎ ‎سخرية‎ ‎حينا،‎ ‎وفي‎ ‎شدة‎ ‎وصرامة‎ ‎أحيانا. دافع‎ ‎عن المستضعفين،‎ ‎وطرق‎ ‎بكيفية‎ ‎غير‎ ‎مباشرة‎ ‎موضوعات‎ ‎فلسفية، مظهرا‎ ‎لنزعته‎ ‎الصوفية،‎ ‎ولميوله‎ ‎إلى‎ ‎الديانات‎ ‎المشرقية النشأة‎ ‎وولوعه‎ ‎بعبادة‎ ‎الآلهة‎ ‎المصرية‎ ‎إزيس عوض ‏المسيحية السائدة وقتها، فوصف‎ ‎ب النوميدي‎ ‎المزعج ،‎ ‎ولكن‎ ‎اعترف‎ ‎له‎ ‎بصدق‎ ‎التعبير وبالبراعة‎ ‎في‎ ‎فني‎ ‎القص‎ ‎والكلام.‏‎ ‎وكان‎ ‎هو‎ ‎نفسه‎ ‎يصرّح بأنّه‎ ‎تأثر‎ ‎بعمق‎ ‎الفكر‎ ‎اليوناني. (محمد شفيق).‏

سافر أبوليوس إلى أثينا وتشبع بثقافتها ليصبح أكثر هيلينية من المجتمع الهيليني نفسه. كان يسلك مسلكا ‏فلسفيا جديدا لما بعد الأفلاطونية، أو لنقل الأفلاطونية الجديدة حينئذ. كان أبوليوس يعتز بأنه كتب شعرا ‏كأوبدوكل، وكتب حوارات كأفلاطون وقصصا ككسينوفان، وتراتيل كسقراط، ومسرحيات كبيشارم... كما ‏أنه كتب أيضا باللغة اللاتينية والإغريقية في الحساب والموسيقى والفلاحة... وأهم مؤلفات أبوليوس التي ‏وصلتنا، نذكر: ‏

‏1- كتاب الدفاع أو السحر، حيث يدافع عن نفسه بحرارة إثر اتهامه بالشعودة ويكشف القناع عن ‏إحساس حاد بقيمه الشخصية. كما أنه سيرة ذاتية تمد القارئ بمعلومات عن قناعات واعتقادات الكاتب ‏أبوليوس وموطنه أفريقيا خلال تلك الفترة. كل هذا يتم تحت قناع بلاغي من حيث التعبير يعرض فيه ‏الكاتب للأنا الأمازيغية مقابل الآخر اللاتني-الإغريقي. ‏

‏2- كما ترك لنا أبوليوس كتابا آخر هو‏‎ ‎الفلوريدات ‏Les Florides، ويمكن ترجمة هذا العنوان إلي ‏اللغة العربية ب الورديات‎ ‎‏ أو الزهريات ، وهي أنطولوجيا تضم مختارات من أعماله وندواته وخطبه. ‏كما يجمع مناقشات شفهية في عدة مجالات. إنه بالأساس عبارة عن آراء كاتب مسافر باستمرار، بالمعنى ‏المادي والمعنوي لكلمة السفر. ‏

‏3- كتاب التحول، وهو رواية ساخرة سماها الحمار الذهبي حيث يحكي عن الحب والنفس والآلهة ‏والجن وعادات الإمبراطورية الرومانية. ‏

‏4- كتاب حول إله سقراط يتطرق لعالم الأرواح والجن. شخصيات غريبة يقدمها الكاتب تجد مكانها ‏في العالم الإلهي وعالم البشر. شخصيات من ثلاثة أنواع: أرواح داخل جسد، أرواح تحررت من الجسد ‏وأرواح لم يسبق لها أن سكنت الجسد المادي. ورغم أن نص الكتاب يبحث عن الجوانب الروحية عند ‏سقراط، إلا أنه دعوة صريحة للبحث عن الحكمة. ‏

‏5- كتاب فلسفي حول مذهب أفلاطون يتعرض للأمور الأخلاقية والمادية. إنها قراءة مراوغة لمسألة ‏الأخلاق عند أفلاطون.‏

‏6- كتاب يتعرض لعلم الفضاء وموضوع الدين. هنا يذهب أبوليوس إلى تقديم فكرته التي تفيد بأن الله ‏أصل الحياة. ‏

بالإضافة إلى كتب أخرى في الحياة وفي المذهب الأفلاطوني. وقد كانت بحق كتبا مهمة أغنت تاريخ ‏اللغة اللاتينية بإفريقيا الشمالية خلال القرن الثاني من الميلاد. ويعد لوكيوس أبوليوس من المدافعين عن ‏الخصوصية الأمازيغية الإفريقية المتعلقة حد الهوس بمعتقداتها وعاداتها في مواجهة الطقوس التي كانت ‏تفرضها روما تمجيدا وتبجيلا وتعبدا للقيصر، وكذا في مواجهة المد المسيحي. ‏

لا يعرف أي شيء عن وفاة أبوليوس: أين ومتى وتحت أية ظروف مات. لكن الأكيد هو أنه توفي ‏حوالي 170 ميلادية قرب قرطاج، مدينته المحببة. ‏

مراجع: ‏
• البرغوثي عبد اللطيف محمد، التاريخ الليبي القديم من أقدم العصور حتى الفتح الإسلامي، منشورات ‏الجامعة الليبية، الطبعة الأولى، 1971. ‏

• شفيق محمد، لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغن، دار الكلام للنشر والتوزيع ـ ‏المحمدية ـ المغرب 1989.‏

• علي فهمي خشيم (ترجمة عن الإنجليزية)، تحولات الجحش الذهبي/لوكيوس أوليوس ، الطبعة ‏الأولى- المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، 1980، (موقع توالت: ‏Tawalt‏ ). ‏

• الغرباوي محمد المختار، في مواجهة النزعة البربريّة‏‎ ‎وأخطارها الانقساميّة، دراسة ـ من منشورات ‏اتحاد الكتاب‎ ‎العرب دمشق – 2005‏

• الكعاك عثمان: البربر ـ سلسلة كتاب البعث ص 101 تونس 1956.‏

• المحجوبي عمار، الحمار الذهبي، أبوليوس لوليوس، دائرة المعارف التونسية 1991، (موقع توالت: ‏Tawalt‏ ). ‏

• BANHAKEIA Hassan; Étude: APULEE, ECRIVAIN AMAZIGH (Université ‎d’Oujda). ‎

• BERTHIER, André - La Numidie, Rome et le Maghreb, Paris, Picard, 1981.‎

• Brett Michael and Fentress Elizabeth, The Berbers, Collection: The Peoples of ‎Africa, Blackwell Publishers, USA 1996.‎

• BRUNNEL, Pierre, JOUANNY, Robert: - Les grands écrivains du monde, Paris, ‎F. Nathan, 1976.‎

• Camps G., Les Berbères, mémoire et identité, Paris, Errances 1987. ‎

• DIDEROT, Réflexions sur Térence, 1762‎

• Encyclopédie Berbère - Aix-en-Provence : EDISUD, 1987, Volume IV.‎

• Grimal P., Apulée, Métamorphoses, IV, 28 – VI, 24, Collection Erasure, Paris ‎‎1963. ‎

• ‎ Monceaux M., Apulée, Paris 1889.‎

• SAINT-QUENTIN, Louis de. 3000 ans avec les Berbères - Paris, Delagrave, ‎‎1949.‎

• TLATLI, Salah-Eddine. - La Carthage punique - Paris, Librairie d’Amérique et ‎d’Orient, Maisonneuve, 1978. ) إنتهى نص المقال مع مصادره.‎

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.