أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
69122 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-14-2015, 03:39 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي النية الصالحـــة وأثرها على المباحـــات، وضوابط تحويلها إلى قربات. مزيد ومتجدد.

أثر النية الصالحـــة على المباحات، وضوابط تحويلها إلى قرباتٍ يُتقرَّب بها إلى الله - تعالى -.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

يحرص المؤمن على أن يتحرى الخير، وعلى ما يتقرب به إلى الله - تبارك وتعالى - وإلى مرضاته ويحتسب أجره عند الله - جلّ وعلا - في كل عمل يعمله، سواءً في العبادات أو المباحات ، ينوي بها عملًا صالحًا يثقل له به الموازين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
قال الله - تعالى -: ﴿لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ۞ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ۞ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [سورة التوبة: 90 - 92].
وشتان ... شتان بين العملين والعاملين؛ والهدفين والجزاءين !!؛ والله أعلم بالفريقين ونياتهم.
استأذن أهل الغنى من المنافقين في التخلف عن الغزو والخروج مع رسول الله ﷺ لقتال أعداء الله تعالى من المشركين؛ ورضوا بأن يكونوا في منازلهم، مع النساء اللواتي ليس عليهن فرض الجهاد؛ فكان جزاؤهم أن طبع الله تعالى على قلوبهم؛ والعياذ بالله.
وكان من أصحاب النبي ﷺ فقراء حريصون على الخير؛ يسابقون إلى الخيرات وفعل الطاعات؛ إذا تجهز رسول الله ﷺ لغزوة جاؤوا إليه، وبعضهم من ذوي الأعذار التي لا يتمكنون معها من الخروج معه ﷺ، يحزنون حزنًا شديدًا أن لا يجدوا ما ينفقون، فيطلبون منه أن يحملهم على رواحل، لإدراك الأجر العظيم بمرافقته والجهاد معه؛ فيقول لهم النبي ﷺ لا أجد ما أحملكم عليه، فيرجعون إلى أهليهم تفيض أعينهم من الدمع، يبكون على عجزهم وتخلُّفهم عن رسول الله ﷺ في هذه الغزوات؛ وصفهم الله تعالى بالمحسنين وكتب لهم أجرهم بنياتهم وكأنهم مع رسول الله ﷺ وصحبه رضي الله عنهم.

فعن أنس - رضي الله عنه - قال: رجعنا من غزوة تبوك مع النبي ﷺ فقال: (إن أقواماً خلفونا بالمدينة، ما سلكنا شعبًا ولا واديًا إلا وهم معنا حبسهم العذر). (رواه البخاري). فهذا يدل دلالة واضحة على أهمية النية وأثرها في الأعمال، والله - عز وجل - يقول عن المجاهدين: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [سورة التوبة: 120]. فما يصيب المجاهدين من جوع وعطش وتعب وإرهاق ومشقة له بها أجرعند الله - تبارك وتعالى-.

وأخرج مسلم من حديث أنس – رضي الله عنه - مرفوعًا إلى النبي ﷺ: (من طلب الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه) أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى (3/ 1517)، رقم: (1909). فالمهم أن توجد عنده النية الصادقة، ولهذا فإن المؤمن يبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله.

وللنية الصالحة أهمية عظيمة وأثر كبير في تحويل المباحات في حقهم إلى طاعات؛ وقد عرَّفَ علماءُ الأصولِ المباحَ بالآتي: [هو الذي لا يثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه، ويكون فعله وتركه سيّان] انظر: [كتاب قواعد وفوائد من الأربعين النووية ص (32)].
فالنية لغة: القصد.
والنية شرعًا: قصد الشيء مقترنًا بفعله إن تعلق بفعل حاضر؛ وإن تعلق بفعلٍ مستقبل؛ فهو عزم.
وشرعت النية للتمييز بين العادة والعبادة؛ وما يترتب عليها من أحكام وأجور؛ فالغسل مباح؛ منه ما يفعل ويقصد به أغراض العباد في العادة كالتبرد، ونظافة البدن وإزالة الأقذار؛ ومنه ما يفعل ويقصد به العبادة؛ كالغسل من الأحداث، فلما تردد الغسل بين هذه المقاصد وجب تمييز ما يفعل عبادة؛ وطاعة إلى الله تعالى، عما يفعل لأغراض العباد؛ والذي يميِّزه هو النية والقصد.
والمباح إذا خالطته النية الصالحة، يكون بذلك قربة ويثاب فاعله على ذلك؛ والكلام مباح فإن احتسب المؤمن أجر صمته وإمساكه عن الكلام إلا بحق؛ يكتب له أجرًا عظيما، لقول الله - تعالى -: ﴿لاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [سورة النساء: 114].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) (متفق عليه).
قال الإمام النووي في رياض الصالحين: [وهذا صريح أنه ينبغي أن لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرا، وهو الذي ظهرت مصلحته، ومتى شكَّ في ظهور المصلحة لا يتكلم]. وليحذر وليتحفظ من أيِّ قولٍ قد يضره، كما يحذر من أيِّ فعلٍ قد يضره.
النِّيةُ الصالحةُ في كلِّ عمَلٍ مِن أهمِّ الأمورِ؛ فجَميعُ العِباداتِ الشَّرعيَّةِ لا تصحُّ ولا تُقبَلُ إلَّا بوُجودِ النِّيَّةِ فيها، حتَّى إنَّ الأعمالَ العاديةَ إذا اقترنَتْ بها النِّيةُ الصالحةُ فإنَّه يَحصُلُ بها الأجرُ.
فالأكل والشرب مباح، فمن نوى التقوي به على طاعة الله – تبارك وتعالى - ورسوله ﷺ، بلا إسرافٍ ولا تبذير كتب له أجره، وكذلك من نوى بكسبه قضاء حاجته، والإنفاق على نفسه وعياله، وصلة رحمه، وكفّ وجهه عن المسألة، وتفريج الكربة عن غيره، كتب له أجره؛ وهكذا.
فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: (إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها؛ حتى اللقمة ترفعها إلى فِيِّ امرأتك) أخرجه البخاري، كتاب الفرائض، باب ميراث البنات، (6/ 2476)، رقم: (6352)، ومسلم (3/ 1250)، رقم: (1628)

وقال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه يومًا أوصني يا أبت، فأوصى الإمام أحمد -رحمه الله - ابنه بقوله: [يا بني انوِ الخير، فإنك ما تزال بخير ما نويت الخير]. ا هـ. [الآداب الشرعية والمنح المرعية؛ لمحمد بن مفلح بن محمد المقدسي 1/ 104].
وذهب إلى القول بهذا جمع من أهل العلم، منهم ابن القيّم الجوزية، قال رحمه الله - تعالى -: [إن خواصّ المقربين هم الذين انقلبت المباحات في حقهم إلى طاعات وقرباتٍ بالنية، فليس في حقهم مباح متساوي الطرفين، بل كلّ أعمالهم راحجة]. انظر: [مدارج السالكين 1/ 107].

ومنهم ابن الحاج المالكي قال – رحمه الله تعالى -: [المباح ينتقل بالنية إلى الندب، وإن استطعنا أن ننوي بالفعل نية أداء الواجب، كان أفضل من نية الندب للحديث: (... وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ...) رواه البخاري] انظر : [المدخل ص 21 - 22].

ومنهم العلامة النووي قال - رحمه الله تعالى - معقبًا على الحديث الخامس والعشرين من الأربعين النووية: [وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصالحات، فالجماع يكون عباده إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به، أو طلب ولد صالح، أو إعفاف نفسه، أو إعفاف الزوجة، ومنعهما جميعا من النظر إلى الحرام، أو الفكر فيه، أو الهمِّ به أو غير ذلك من المقاصد]. انظر: [شرح مسلم 3/ 44].

وقوله ﷺ: (... وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله ! أيأتي أحدُنا شهْوَتَهُ ويكون له فيها أجر ؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام، أليس كان يكون عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، يكون له أجر). رواه (أحمد ومسلم) عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -.
ويشهد لما ذهب إليه هؤلاء العلماء الأجلاء عليهم سحائب الرحمة قوله ﷺ لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: (... وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى اللقمة ترفعها إلى فِيِّ امرأتِك) (متفق عليه).

قال النووي - رحمه الله تعالى - مُعقبًا على هذا الحديث: [ووضع اللقمة في فم الزوجة يقع غالبًا في حال المداعبة، ولشهوة النفس في ذلك مدخل ظاهر، ومع ذلك إذا وُجِدَ القصدُ في تلك الحال إلى ابتغاء الثواب، حصل له بفضل الله]. الفتح [1/ 137].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك) (صحيح) رواه (مسلم).

قال السيوطي – رحمه الله تعالى -: [ومن أحسن ما استدلّوا به على أن العبد ينال أجرًا بالنية الصالحــــة في المباحات والعادات، قوله ﷺ: (... ولكل امرئ ما نوى ...)، فهذه يثاب فاعلها إذا قصد بها التقرب إلى الله، فإن لم يقصد ذلك فلا ثواب له ...]. انظر: [شرح السيوطي على النسائي 1/ 19]. وعليه فإن:

1.
النية من الإيمان، لأنها من عمل القلب، إذ أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة:[ما وقر في القلب وصدَّقه العمل]؛ و [تصديق بالجنان، وقولٌ باللسان، وعمل بالأركان؛ تزيد بالطاعة؛ وتنقص بالعصيان].

2. يجب على المسلم استحضار النية قبل البدء بالعمل، وأن يعرف حكمه، هل هو مشروع أم لا، هل هو واجب أم مستحب، لأن العمل يكون منتفيًا إذا خلا من النيّة المشروعة فيه.

3. يجب اشتراط النية في الطاعات لحديث النبي ﷺ: (إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى ...)، لأنه حصر الأعمال بالنيات، وأن ما وقع مِن الأعمال بدونها لا يُعتدُّ به.

4. وهناك أصل عظيم ينبغى مراعاته لمن أراد النجاة فى الدنيا والآخرة؛ وهو إخلاص النية والقصد في العمل سواءً كان دينيّا أو دنيويّا لله - تعالى -؛ والحذر من الرياء والسمعة؛ والإعجاب بالنفس؛ فما ابتُغِِيَ به غير الله فهو مردود على صاحبه، قال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه أحداً غيري تركته وشركه) [رواه مسلم: 2985].

إن حب الشهرة وحب الظهور؛ مرض عضال ينافي الإخلاص لله - تعالى -؛ وينافي الاتباع؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [سورة البيِّنة 5]. أمَرَ الله - تبارك تعالى - في هذه الآية الكريمة إلى جانب إخلاص التوحيد والعبادة لله تعالى؛ بعبادات بدنية ومالية وبيَّن أن هذا هو دين الاستقامة؛ دين الحنيفية السمحة الذي أمرنا الله - جلَّ وعلا - باتباعه؛ فـ[استدل كثير من الأئمة كالزهري والشافعي بهذه الآية الكريمة على أن الأعمال داخلة في الإيمان]. اهـ. [تفسير القرآن العظيم لابن كثير].

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه؛ رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال: فما عملت فيها ؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يُقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها ؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل؛ ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال؛ فأتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها ؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار) (رواه مسلم).

نسأل الله تعالى العافيـــة؛ إن النفس تحب المدح؛ لذلك تحتاج إلى مجاهدة؛ وإلا فإن صاحب العجب والرياء قد يرى وبال عُجبه عليه في الدنيا قبل الآخرة.
قال الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى- في صاحب العلم الذي تعجبه مسألة من علمه، قال: [فليتكتم بها ولا يتراءى بفعله، فربما أعجبته نفسه وأحب الظهور؛ فيعاقب ويدخل عليه الداخل من نفسه، فكم من رجلٍ نطق بالحق وأمر بالمعروف فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده وحبه للرئاسة الدينية، فهذا داءٌ خفيٌ سارٍ في نفوس الفقهاء، كما أنه داءٌ سارٍ في نفوس المنفقين من الأغنياء، وأرباب الوقوف «الأوقاف» الذين يعملون الوقف والترَبَ المزخرفة؛ وربما بنوا المساجد، وهو داءٌ خفي يسري في نفوس الجند والمجاهدين]. - إلا من رحم -. [سير أعلام النبلاء: 18/ 192].

وأما إن كان العمل من العبد خالصًا لله تعالى؛ لا يرجو جزاءً من الناس ولا شكورا؛ ثم وجد حمدًا على فعله؛ وثناء لم ينتظره من أحدٍ وسرَّه ذلك؛ فليحمد الله تعالى عليه ﻭليستبشر ﺑﻪ ﺧﻴﺮًﺍ، فإنه من عاجل بشرى المؤمن؛ ﺭﻭﻯ الإمام ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ: ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺤﻤﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: (ﺗﻠﻚ ﻋﺎﺟﻞ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ).
ومن ﻋﺎﺟﻞ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ: ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ ﺃﻭ ﺗﺮﻯ ﻟﻪ؛ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﻮﻉ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺭﺿﺎﻫﻢ ﻋﻨﻪ؛ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺭﺍﺣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ وطمأنينة ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ﺻﺪﺭ؛ ﻭهذا ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺩلاﺋﻞ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، ﻭﻗﺒﻮﻝ ﻋﻤﻠﻪ، ﻓﻴﻌﺠِّﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ قبل الآخرة ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ، ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﺪﺧﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ الآﺧﺮﺓ عظيم الأجر وﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.
روى البخاري ومسلم ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻗﺎﻝ: (ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻧﺎﺩﻯ ﺟﺒﺮﻳﻞ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﻓﻠﺎﻧًﺎ ﻓﺄﺣﺒﺒﻪ، ﻓﻴﺤﺒﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻴﻨﺎﺩﻱ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﻓﻠﺎنًا ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ، ﻓﻴﺤﺒﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﺛﻢ ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺄﺭﺽ)؛ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺯﺍﺩ: (ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [سورة مريم: 96]).
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: [ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺠﻠﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻫﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻟﻪ، ﻓﻴﺤﺒﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺛﻢ ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺄﺭﺽ، ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﻨﻪ ﻟﺤﻤﺪﻫﻢ، ﻭﺇﻟﺎ ﻓﺎﻟﺘﻌﺮﺽ ﻣﺬﻣﻮﻡ]. ا هـ. [شرح النووي على مسلم 16/ 144]. ؛ اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك؛ وحب عمل يقربنا إليك.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ: ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﻣﺪﺣﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﺒﺸﺮًﺍ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺐ ﻋﺒﺪًﺍ ﺣﺒﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻫﻢ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ الأﺭﺽ]. ا هـ. [كشف المشكل؛ ص (245)].
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حديث: (تلك عاجدل بشرى المؤمن: فأجاب بقوله: [ المؤمن يبشر في الدنيا بعمله الصالح من عدة وجوه، أولاً: إذا شرح الله صدره إلى العمل الصالح، وصار يطمئن إليه ويفرح به؛ كان هذا دليلاً على أن الله تعالى كتبه من السعداء؛ لقول الله تبارك وتعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى۞ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۞ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حين أخبر أن كل إنسان قد كتب مقعده من الجنة والنار، فقالوا: يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على ما كتب؟ قال: (اعملوا؛ فكل ميسر لما خلق له)، ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۞ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۞ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۞ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۞ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۞ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى، فمن بشرى المؤمن أن يجد المؤمن من نفسه راحة في الأعمال الصالحة، والرضى بها وطمأنينة إليها، ولهذا كانت الصلاة قرة عين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿ومن البشرى للمؤمن أن يثني الناس عليه خيراً: فإن ثناء الناس عليه بالخير شهادة منهم له على أنه من أهل الخير. وهذه الأمة هم الشهداء، كما قال الله تعالى: ﴿لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ، ولما مرت جنازة أثنوا عليها خيراً، قال النبي ﷺ: (وجبت)، يعني وجبت له الجنة، وقال للصحابة: (أنتم شهداء الله في الأرض) فإذا كان الإنسان لا يسمع من الناس إلا الثناء عليه، فهذه من نعمة الله عليه، وهي بشرى.
3. ومنها أي من عاجل بشرى المؤمن: أن تراه المرائي الحسنة في المنام، يأتيه هذا ويقول: رأيت كذا ورأيت كذا، والثاني يقول : رأيت ورأيت كذا، أو يرى هو بنفسه لنفسه خيراً، فإن هذه من عاجل بشرى المؤمن، فهذه ثلاثة أمور كلها من عاجل بشرى المؤمن، فليبشر الرجل، ولتبشر المرأة إذا رأى كل منهما أن العمل ميسر له، وأن الله سبحانه وتعالى قد شرح صدره للإسلام، قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ. [فتاوى نور على الدرب. الشريط رقم [285].

أسأل الله جلَّ في علاه أن يشرح صدورنا وإياكم للإسلام؛ ويتداركنا برحمة منه؛ ويمنن علينا بنور يطهر قلوبنا من العجب والرياء؛ ويجعل عملنا خالصًا متقبَّلًا ابتغاء مرضاته؛ وابتغاء وجهه الكريم.


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.

بقلم وتقديم: أم عبدالله نجلاء الصالح

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-14-2015, 03:52 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ضوابط تحويل المباح إلى قربة

ضوابط تحويل المباح إلى قربة

1.
لا يجوز أن تتخذ المباحات قربة في صورتها وذاتها، كمن يظنّ أن المشي أو الأكل أو الوقوف أو اللباس (1) قربةً لله في ذاته، لذلك أنكر رسول الله ﷺ على أبي إسرائيل عندما رآهُ قائمًا في الشمس، فسأل عن سبب وقوفه، فقيل له: «هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم ويصوم»، قال النبي ﷺ: (مُروهُ فليتكلم، وليستظلّ، وليقعد، وليتمّ صومه) (رواه البخاري بهذا اللفظ، وليس فيه (في الشمس)، و (رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهم).

2. أن يكون المباح وسيلة إلى العبادة:

قال ابن الشاط -(1) رحمه الله تعالى: [إذا قُصِدَ بالمباحات التقوّي على الطاعات، أو التوصّل إليها كانت عبادة، كالأكل والنوم واكتساب المال ...]. انظر: غمز عيون البصائر 1/ 34].
ويرى العزّ بن عبد السلام – رحمه الله تعالى – : أن المسلم يثاب في هذه الحالة على القصد دون الفعل]. انظر: [قواعد الأحكام 1/ 178].
وقال ابن تيمية – رحمه الله تعالى – : [ينبغي ألاّ يفعل من المباحات إلاّ ما يستعين به على الطاعة، ويقصد الإستعانة بها على الطاعة]. [مجموع الفتاوى 10/ 460 - 461].
وكان – رحمه الله تعالى – يقول: [إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي].
انظر: - كتاب: [قواعد وفوائد من الأربعين النووية لفضيلة الشيخ الدكتور ناظم محمد سلطان المسباح. جزاه الله خيرا، من (ص) (32 - 35)]. باختصار وتصرف يسير. 10/ 460 – 561].

3. أن يكون الأخذ به على أنه تشريع إلهي :

فينبغي على المسلم أن يأخذ المباح معتقدًا أن الله - عز وجلّ - أباحه له، وأن الله يُحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه.
كما أن الله - عزَّ وجلّ – لا يرضى بالترهبُن، والغلوّ والتشدُّد، وعلى هذا يُظهِر المُسلم عبوديّتهُ لربه، فهوَ يسير وفقَ نظام متكامل، فالحلال ما أحلّ الله، والحرام ما حرّمه، والمباح ما أباحه، فالذي ينظر للمباح على هذا الأساس يُثابُ إن شاء الله تعالى. (2)

4. أن يكون المباحَ مُباحٌ بالجزء، ولكن مطلوب بالكُلّ، سواء على الندب، أو على الوجوب، فمثلاً يباح للعبد أن يَترُك الطعام والشراب أحيانًا، ويجهد نفسه بذلك (3). ولكن لا يجوز له أن يتمادى في ذلك حتى يُهلك نفسه، ففي هذه الحالة، يجب عليه أن يأكل ويشرب بما ينقذ به نفسه، وإذا لم يفعل يستوجب الوعيد في ذلك.

ولو امتنع أناس عن الزواج، والتجارة، والزراعة، والصناعة، لاعتبروا بذلك آثمين، لأن هذه الأشياء مطلوبة بالكل.

_______
المرجع : القرآن الكريم

- شرح الأربعين النووية لفضيلة الشيخ محمدبن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
- مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
- [قواعد وفوائد من الأربعين النووية لفضيلة الشيخ الدكتور ناظم محمد سلطان المسباح. جزاه الله خيرا، من ص (32 - 35)]. باختصار وتصرف يسير.
(1) هو ابن الشاط السبتي: قاسم بن عبد الله بن الشاط، أبو القاسم الأنصاري السبتي المغربي؛ فقيه وأصولي مالكي.
(2) كاللباس المرقع وذلك بدعوى الزهد والتصوُّف والتقشف.
(2) اللباس مباح، ولكن الستر مشروع ويثاب عليه من نوى إحياء السنة باللباس الشرعي وستر المفاتن والعورات ودرء الشبهات، أما لبس المرقع وذلك بدعوى الزهد والتصوُّف والتقشف.
ومثله: مواساة المبتلى في مصابه، والخطوات في الظلمات إلى المساجد، وتفريج الكربات، والمسابقة إلى الخيرات، على أن يحذر من الرياء والبدع وما يخالف الشرع الحكيم.
(3) كأن يمتنع عن الطعام والشراب والجماع أثناء الصيام، وهذا جزء، لكن لا يكون قربةً إذا تركه بالكلية على الدوام، فيُعدّ آثمًا ومقصِّرًا.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-27-2016, 09:40 PM
رحيمة سالم رحيمة سالم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 20
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا و نفع بك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-29-2016, 07:56 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيمة سالم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا و نفع بك
وإياكم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ابنتي الحبيبة " رحيمة سالم ".

حيـــّـــاك الله وبيــّـــاك أختـــــًا عزيزة في منتداك " منتدى كل السلفيين " تثرينه بما يمن الله عليك به من درر فتفيدين وتستفيدين.

وشكر الله لك المرور والدعاء، ولك بمثل ما دعوت - وزيادة رؤية وجهه الكريم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض .
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-29-2016, 11:16 PM
رحيمة سالم رحيمة سالم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 20
افتراضي

الحمد لله حصّلت " أماً " اللهم زد و بارك . ربي يحفظك فاضلتي أم عبد الله .. حقيقة كنت أتابع المنتدى منذ سنوات وكلما أسجل فيه يتم رفضي، و الحمد لله هذه المرة تم القبول بتدخل بعضهم للمساعدة بارك الله فيهم . و بدأت بموضوعك هذا لأنه شغلتني مسألة منذ مدة بخصوص النية و هي : من ينوي فعل الطاعة لكن نيته مثلا حصرت في أمر دنيوي لا الآخروي فمثلا من ينوي زيارة الاهل و صلة الرحم لزيادة الرزق والبركة فهل يقال أن النية هنا يؤجر عليها بأجر دنيوي وأما الأخروي فلا ؟ يعني هل يستلزم هذا أن تكون النية عامة ؟ وحقيقة هذا الكلام وقفت عليه في أحد دروس الشيخ سعد الشثري حفظه الله في شرح القواعد الفقهية و حقيقة الأمر أول مرة أعرفه، و هناك نصوص تدل على الجمع بين الاجرين و لم أجد نصوصا تفرق بينهما . لكن حديث إنما الاعمال بالنيات هل يمكن أن تكون النية قد فرقت بين الأجور الدنيوي والآخروي ؟ و جزاك الله خيرا .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-30-2016, 09:46 PM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
Post

بارك الله فيكِ

وأجزل لكِ الأجر والمثوبة

ورفع الله قدركِ في الدارين..
__________________
"ليس بين المخلوق والخالق نسب إلا محض العبودية والافتقار من العبد ، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل".

(ج الرسائل 15/ 56 )
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-21-2016, 10:41 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيمة سالم مشاهدة المشاركة
الحمد لله حصّلت " أماً " اللهم زد و بارك . ربي يحفظك فاضلتي أم عبد الله .. حقيقة كنت أتابع المنتدى منذ سنوات وكلما أسجل فيه يتم رفضي، و الحمد لله هذه المرة تم القبول بتدخل بعضهم للمساعدة بارك الله فيهم . و بدأت بموضوعك هذا لأنه شغلتني مسألة منذ مدة بخصوص النية و هي : من ينوي فعل الطاعة لكن نيته مثلا حصرت في أمر دنيوي لا الآخروي فمثلا من ينوي زيارة الاهل و صلة الرحم لزيادة الرزق والبركة فهل يقال أن النية هنا يؤجر عليها بأجر دنيوي وأما الأخروي فلا ؟ يعني هل يستلزم هذا أن تكون النية عامة ؟.
وحقيقة هذا الكلام وقفت عليه في أحد دروس الشيخ سعد الشثري حفظه الله في شرح القواعد الفقهية، و حقيقة الأمر أول مرة أعرفه، و هناك نصوص تدل على الجمع بين الاجرين و لم أجد نصوصا تفرق بينهما. لكن حديث إنما الاعمال بالنيات هل يمكن أن تكون النية قد فرقت بين الأجور الدنيوي والآخروي ؟ و جزاك الله خيرا .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلاف الخير مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكِ

وأجزل لكِ الأجر والمثوبة

ورفع الله قدركِ في الدارين.
وإياكنَّ ابنتيَّ الحبيبتيْن" " سلاف الخير " و "رحيمة سالم " ولكنَّ بمثل ما دعوتنَّ وزيادة.

أسعدني مروركنَّ والدعاء، جعلكنَّ الله وأحبتكنَّ من سعداء الدنيا والآخرة.



__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.