أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
91617 187381

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-28-2012, 01:01 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم محمد السلفية مشاهدة المشاركة
باركَ الله فيك يا طيبة وجعله في ميزان حسناتكِ ...
اللهم آمــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــ ـــــــن
وفيكم بارك الله ابنتي الحبيبة "أم محمد السلفية". مرورك أسعدني، جعلك الله وأحبتك من سعداء الدنيا والآخرة.

شكر الله لك وجزاك الله عني خير الجزاء.

اللهم آميـــــــن ... آميـــــــن.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 05-18-2013, 03:15 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

نصيحة إلى الطلاب في الامتحانات
من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - .

• التصنيف :
طلب العلم
• تاريخ النشر : (10 ذو القعدة 1427 هـ). (1‏ /12‏ /2006 م).

السؤال : هذه أيام امتحانات فهل من نصيحة إلى الطلاب يا سماحة الشيخ؟.

الإجابة : ننصح الطلاب جميعاً بالجد والعناية والمذاكرة في الدروس ليلاً ونهاراً، والتعاون فيما بينهم في حل المشكلات، وسؤال الله التوفيق والعون، والحذر من المعاصي، والحرص على الصلاة والمحافظة عليها في الجماعة، صلاة الفجر وغيرها، وعلى بر الوالدين، وصلة الرحم، وأداء حق الزوجة إلى غير ذلك.

فنوصي الطلاب بتقوى الله، والاستقامة على دينه والمحافظة على ما أوجب الله، وترك ما حرم الله، وهذا يعينهم على النجاح في دروسهم، كل واحد عليه أن يتقي الله وأن يحافظ على ما أوجب الله من صلاة وغيرها.

وأن يجتهد في بر والديه، وإعطائهم حقوقهم وإنصاف الزوجة، وإعطائها حقوقها إن كان له زوجة، وحفظ الوقت من القيل والقال الذي لا فائدة فيه وذلك بالمذاكرة وحده، أو مع إخوانه.


مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. المجلد التاسع.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 08-27-2015, 02:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

مفتي عام المملكة العربية السعودية (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ إلى الإخوة والأبناء من الطلاب والطالبات . . .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

فإن الله - تعالى - يقول : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الذاريات 55]، ويقول – سبحانه - : {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [سورة الأعلى 9]، ويقول - عز وجل - : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [سورة المائدة 2]، ويقول صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة). [أخرجه مسلم 1/ 52 من حديث تميم الداري – رضي الله عنه -].

إخوتي وأبنائي : يقول الله - عز وجل - : {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [سورة الفرقان 62].

فتعاقب الليل والنهار ومرور الأيام والشهور والأعوام فيه عبرة عظيمة للمعتبرين ، وتذكرة لمن أراد أن يتذكر فيستعتب من ذنوبه ويستأنف عملا صالحا، وفيه فسحة لمن أراد أن يستغلهما في شكر الله بدوام طاعته والخضوع له.

إخوتي وأبنائي : ها نحن الآن في استقبال عام دراسي جديد، قد طوينا قبله أعواما ، فحري بنا أن نقف أولا وقفة تذكر وتفكر واعتبار بمضي الأيام والأعوام.

ثم هذا التذكر والتفكر في الحال والمال لا بد أن يورث فينا توبة صادقة مما سلف منا من ذنوب وآثام ؛ لأن الله - تعالى - يقول : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور 31].

ومع التوبة يكون منا الاستعداد والاجتهاد في عبادة الله - عز وجل -، والتقرب إليه بأنواع القربات والطاعات التي تكون لنا زلفى عند ربنا - عز وجل -.

وأجل أنواع الطاعات وأعظم القربات أداء الفرائض من توحيد الله - عز وجـل -، وإخـلاص الدين لـه - سبحانه -، والمحافظة على الصلوات الخمس جماعة في المساجد، وأداء الزكاة على من وجبت عليه متى حل وقـتها وإيصالها لمستحقها، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا، وكذلـك أيضا بر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وبعد الفرائض تأتي النوافل، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه - عز وجل - : يقول الله – تعالى- : (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها …) [الحديث رواه البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه -].

ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه طلب العلم، وذلك أنه وسيلة الوصول إلى معـرفة الله - عـز وجـل -، ومعرفة حقه – سبحانه - وعبادته حق العبادة، وأداء حقه على عباده.

يُتبع إن شاء الله -تعالى -.

__________

(1) شكر الله لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ وأطال بالصالحات عمره على هذا الموضوع الهام والتوجيهات الوجيهة.

** عملي المتواضع فيه : توثيق المصادر والأدلة.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-27-2015, 03:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ - تتمة.

وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

والعلم كما ذكر ابن الجوزي وغيـره من الأئمة منه ما هو فرض عين، ومنه ما هو فرض كفاية، ومنه المباح، ومنه المذموم، فالعلم المفروض منه ما هو فرض عين، وهو ما يتعين وجوبه على الشخص من توحيد الله، ومعرفة أوامره، وحدوده في العبادات والمعاملات التي يحتاج إليها.

ومن العلوم ما هو فرض كفاية، وهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام الدنيا كالطب والحساب، وأصـول الصناعات كالفلاحة والحياكة والحجامة، ويدخـل في ذلك أيضا العلوم الحديثة التقنية والمهنية ونحوها مما يكون به تقدم المسلمين واكتفاؤهم بأنفسهم.

فلو خلا البلد عمن يقوم بهذه العلوم والصناعات أثم أهل البلد جميعا، وإذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين.

ومن العلوم ما يكون مباحا كالعلم بالأشعار التي لا سخف فيها، ومنها ما يكون مذموما كعلم السحر والطلسمات.

والمقصود أن طلب العلم في الأصل فريضة حتى يكون المسلم عابدًا لربه على بصيرة، وقد جاءت آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي المصطفى - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - حاثة على طلب العلم مثنية على أهله، مشيدة به وبأدواته، يقول الله - تعالى - : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۞ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ۞ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ۞ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [سورة العلق 1- 4].

ويقول- سبحانه : - {الرَّحْمَنُ ۞ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ۞ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ۞ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [سورة الرحمن1 - 4].
ويقول - عز وجل - : {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [سورة طه 114].
ويقول - سبحانه - : {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال - عز وجل - : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [سورة فاطر 28]، وقال - سبحانه - : {يَرْفَعِ اللَّهُُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [سورة المجادلة 11].

والرسل - عليهم الصلاة والسلام - هم قدوة العلماء والمربين، فرسالتهم رسالة تطهير وتزكية وتعليم، يقول - عز وجل - : {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سورة آل عمران 164].

والنبي - صلى الله عليه وسلم - حث على طلب العلم فقال : (من سلك طريقًا يبتغي فيه علما، سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر). (صحيح) انظر : [جامع الترمذي 5/ 48 رقم 2682].

وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه قال - : أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتعلم له كتاب يهود، قال : (إني والله ما آمن يهود على كتاب)، قال : فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له، قال : (فلمـا تعلمته كـان إذا كتـب إلـى يهـود كتبت إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم). (حسن صحيح) انظر : [جامع الترمذي 5/ 67 رقم 2715].

وقال - صلى الله عليه وسلم - : (سلوا الله علما نافعا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع) (حديث حسن) انظر : [سنن ابن ماجه 2/ 1263 رقم 3843].

ويقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : (اغد عالما أو متعلما، ولا تغد بين ذلك)، ويقول أيضا - رضي الله عنه - : (إن أحدًا لا يولد عالما، وإنما العلم بالتعلم).


يُتبع إن شاء الله -تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-27-2015, 03:46 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ - تتمة.

وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

ويقول علي - رضي الله عنه - لرجل من أصحابه : (يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو بالإنفاق). [هذا الأثر إسناده ضعيف جدا، فيه لوط بن يحيى والمسيب من المجاهيل ومتروكي الحديث، جاء في تاريخ دمشق عن علي – رضي الله عنه – وفي تنبيه الغافلين لنصر بن محمد السمرقندي].

ويقول أبو الدرداء - رضي الله عنه - : (العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه) (صحيح مرفوعًا) انظر : [كتاب العلم 47].

ويقول عبد الله بن الشخير : (فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة ، وخير دينكم الورع). (صحيح مرفوعًا) رواه البزار والطبراني في الأوسط والحاكم عن حذيفة وسعد – رضي الله عنهما -، انظر : [صحيح الجامع 4214].

ويقول الشافعي رحمه الله : (طلب العلم أفضل من صلاة النافلة) [سير أعلام النبلاء للذهبي].

وقال أبو بكر البصري : دخلت على سهل بن عبد الله ومعي المحبرة فقال لي : تكتب ؟ قلت : نعم ، قال : "اكتب ، فإن استطعت أن تلقى الله عز وجل ومعك المحبرة فافعل "(حديث مقطوع) انظر : [شعب الإيمان للبيهقي للبيهقي 1728].

والإمام أبو بكر بن السني - رحمه الله - ،حين حضرته الوفاة كانت المحبرة بين يديه فتركها ورفع يديه ودعا ثم مات.

والآيات والأحاديث وكلام السلف في هذا المعنى أكثر من أن أحصيه، وإنما قصدت الإشارة إلى طرف من فضل العلم والحث عليه مما يبين أن ديننا دين العلم، يقول تعالى عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [سورة يوسف 108].

وقد أشار الله – سبحانه - بأدوات التعلم من القلم وما يكتب عليه ، فأقسم الله - سبحانه - بها لتعظيم شأنها، يقول - عز وجل - : {ن ۞ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } [سورة القلم الآية 1.[

والذي ينبغي التنبيه له أن النصوص التي في فضل العلم إنما يقصد بها العلم الشرعي في المقام الأول، وقد يلحق به في بعض النصوص العلوم التي بها قوام دنيا الناس؛ لأن صلاح دنيا المسلمين واستقامة معاشهم عز لهم وذل لأعدائهم، وهذا من مقاصد الشارع الحكيم.

فكان لزاما على أهل الإسلام أن يعتنوا بالعلم الشرعي ويؤصلوه في مناهجهم الدراسية، ويعلموه لأبنائهم ويربوهم عليه؛ لأنه هو العلم النافع، وأن يكون العلم الشرعي هو ركيزة سائر العلوم والحاكم عليها.

وليعلم المسلمون أنه لا تعارض بين العلوم المادية النظرية التي فيها مصالح العباد في دنياهم وبين العلوم الشرعية؛ إذ إن الشرع جاء باعتبار ما يكون فيه صلاح دنيا الناس وحثهم على السعي في ذلك.

يقول - سبحانه - : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [سورة القصص 77].
ويقول - سبحانه : - {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ، ويقول سبحانه : فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [سورة الملك 15].


يُتبع إن شاء الله -تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 08-27-2015, 03:59 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ - تتمة.

وصايا للطلبة والطالبات لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

وغير ذلك من النصوص، وهذا لا يتحقق إلا بتعلم الوسائل الموصلة إليه، فكان العلم بأمور الدنيا علما معتبرا، والله - تعالى - قد حث المؤمنين على التوازن بين طلب الآخرة والسعي في هذه الدنيا بما يكون معه عزهم ورفعتهم، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة 201].

فالواجب أن يكون التعليم في بلاد المسلمين موجها لأهداف عظمى أهمها :

- توثيق الصلة بين العبد وربه من خلال تعليمه التوحيد، وما يجب عليه من حق الله – تعالى -، وتعليمه كيف يعبد ربه.

- التركيز على ما به نهوض الأمة الإسلامية في شتى المجالات، وليكن الانطلاق والارتكاز على العلم الشرعي الذي يرشد لباقي العلوم، ويحقق الفائدة المرجوة منها.

- بعث التفاؤل في نفوس الأبناء، وأن دين الله باق ومنصور مهما كاد له الأعداء ، فما كيدهم إلا في تباب وخسار، وما مكرهم إلا عائد عليهم، والأمر كما قال – تعالى - : {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [سورة التوبة 32].

- ثم الوصية لإخواني وأبنائي الطلاب والطالبات بإخلاص النية لله - عز وجل - في طلب العلم، واستحضار أن هذا العمل عبادة لله عز وجل، والله – تعالى – يقول - : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [سورة البينة 5]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) (متفق عليه).

- وكذلك أيضا عليكم بالجد في الطلب، فإن العلم ثقيل، يقول الله – تعالى - : {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [ سورة المزّمل 5]، ويقول – سبحانه - : {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} [سورة مريم 12].

ويقول - صلى الله عليه وسلم - : (منهومان لا يشبعان : منهوم في علم لا يشبع، ومنهوم في دنيا لا يشبع) (صحيح رواه البيهقي في شعب الإيمان). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 260].

- وأيضا ينبغي للطالب أن يحذر من أن يكون همه من التعلم طلب الدنيا والظهور والبروز والحصول على المناصب ، خاصة في العلوم التي يبتغى بها وجه الله تعالى ، يقول صلى الله عليه وسلم : (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله - عز وجل - لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) (صحيح). رواه : (أحمد وأبو داود وابن ماجه) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 227].

- وينبغي للطالب والطالبة أن يبتعدوا عن الذنوب ، فإنها سبب لعذاب الله، وهي من أسباب نسيان العلم، يقول ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - : (إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها).

- وينبغي للطالب والطالبة التواضع في حال التحصيل وعدم التكبر عن العلم أو على المعلمين ، وكذلك أيضا الجرأة بأدب وعدم الحياء، يقول مجاهد بن جبر - رحمه الله - : (لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر).

- وينبغي للطالب والطالبة أيضا عدم المماراة والمجادلة والمباهاة بالعلم والدخول في الصراعات الفكرية التي لا طائل تحتها ، بل تفرق ولا تجمع، وتضر ولا تنفع، يقول الله - تعالى} : - وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا} [سورة الأنفال 46]، ويقول - عز وجل - : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [سورة آل عمران 103].

ويقول - صلى الله عليه وسلم - : (لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار). (صحيح). رواه : (ابن ماجه 1/ 93 رقم 254).

- وينبغي للطالب والطالبة أن يجلوا معلميهم ومعلماتهم، ولا يرفعوا عليهم أصواتهم، بل يحترمونهم ويقدرونهم، لأنهم هم السبب الذي يوصل إليهم الخير، ويقربهم إلى الله تعالى إن أحسنوا النية واحتسبوا الأجر.

- كما أوصي أخواتي وبناتي الطالبات بالتصوَّن والتستر وعدم التعطر حال الخروج إلى المدرسة أو منها؛ لأن هذا محرم ومنكر.

أسأل الله - تعالى - أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يصلح أحوال المسلمين، ويجنبنا الشرور والآفات، وأن يبارك في أبنائنا وبناتنا ويصلحهم ويوفقهم لكل خير، إنه سبحانه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المفتي العام للمملكة العربية السعودية

مجلة البحوث الإسلامية العدد السادس والسبعون – ص (7 – 17). الإصدار : من رجب إلى شوال لسنة 1426هـ.


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 08-27-2015, 03:04 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي العلم وعلو الهمَّة

العلم وعلو الهمَّة

عبد الرحمن بن قاسم (ت 1392هـ).

نُشر عام 1357هـ الموافق 1938م.

عالي الهمَّة يطلب معالي الأمور، وفي (التعريفات) الهمَّة : توجُّه القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره.

فعالي الهمَّة يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع عليه لحظة في غير قربة، ويبادر اللحظات.
عالي الهمَّة يطلب أشرف شيء ينفعه في الدنيا والآخرة.

وقد علم بالضرورة أنه ليس في الوجود أشرف من العلم {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة 11]، {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر: 28]، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

كيف لا والعلم هو الدليل، فإذا عُدم وقع الضلال، ولا صلاح للعباد في معاشهم ومعادهم إلا بالعلم، وما يجب له على عباده من دينه الذي رضيه لهم، وبالقيام به صلاح الدنيا والآخرة، وبالغفلة عنه زوال النعم وحلول النقم.

وطلب العلم ومعرفة ما قصد به العبد أشرف ما بُذلت فيه الأنفاس والمهج؛ وأشرف الأرباح وعنوان الفلاح، وأقرب الخلق من الله العلماء، والعامل من غير علم وبصيرة ليس من عمله على طائل.
قال أبو حنيفة: من ترك الدليل ضلَّ السبيل. اهـ. ولا سبيل إلى الله والجنة إلا الكتاب والسنة. وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.

وقال ابن الجوزي: من علم أن الدنيا دار سباق وتحصيل للفضائل، وأنه كلما علت مرتبته في العلم والعمل زادت مرتبته في دار الجزاء انتهب الزمان، ولم يضيِّع لحظة، ولم يترك فضيلة إلا حصَّلها.

والعلم ما في الصدور لا ما في القِمَطْر [ما يصان فيه الكتب]، ومن أخلص في طلبه دلَّه على الله، ولا تُنال الراحة بالراحة، وعلى قدر التعب تكون الراحة؛ فإنَّ مصالح الدنيا والآخرة منوطة بالتعب، ولا راحة لمن لا تعب له، كما قال الشاعر :

أُعدتِ الراحةُ الكبرَى لـمَن تعِبا *** وفاز بالحقِّ مَن لم يَأْلُهُ طلَبا.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 08-27-2015, 04:28 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي العلم وعلو الهمَّة - تتمــّـــة.

العلم وعلو الهمَّة

وعلو الهمَّة يدلُّ على عظم العقل، ومن له عقل فهم الخطاب، ومن فهم الخطاب فهم المقصود. ومن عمل على الدليل كان كالباني على أساس وثيق.

وينبغي لعالي الهمَّة الطالبِ المجدَ أن ينبعث من قلبه الافتقار إلى ملهم الصواب أن يدلَّه على حكمه الذي شرعه لعباده، ومتى قرع هذا الباب فقد قرع باب التوفيق، ومن علامة توفيق الله له صرف همته العالية إلى العلم.

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (العلم ثلاثة: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة، وما سوى ذلك فهو فضل) (1).

وأرشد - صلى الله عليه وسلم - معاذاً لما بعثه إلى اليمن إلى سياسة حكيمة نافعة في التعليم قال : (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) (2).

فهذا بيان كيفية التعلم؛ البداءة بالأهمِّ فالأهمِّ من واجبات الإيمان وأركان الإسلام، ثم ينتقل درجة درجة من الأعلى إلى ما دونه، ثم يتعلم ما يجب من الحقوق في الإسلام، بخلاف ما يفعله بعض المتعلمين من الاشتغال بالفروع والذيول فضلاً عن الفضول، ومن ترك الأصول حرم الوصول.

وأصل الأصول وأشرف الكلام كلام الله؛ فيه الهدى والنور، قال - صلى الله عليه وسلم - : (أما بعد: أيها الناس، إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين؛ أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضلَّ؛ فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)، وقال: (إنها ستكون فتن) قالوا: فما المخرج منها؟ قال: (كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تشبع منه العلماء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم) (3).

وكان يقول في خطبه: (إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) (4).
وحضَّ - صلى الله عليه وسلم - على التمسك به وبسنته في غير ما موضع، وقال - صلى الله عليه وسلم - : (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا؛ كتاب الله وسنتي) (5). فنفى الضلال عمن تمسك بهما.

وقال: (.. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة).
(6).

يُتبع إن شاء الله -تعالى -.

___________

(1) (ضعيف) [مشكاة المصابيح جـ1 رقم 239].
(2) (متفق عليه عن ابن عباس – رضي الله عنهما -).
(3) (ضعيف جدا) انظر : [ضعيف الجامع 2081].
(4) (صحيح) انظر : [سنن النسائي 3/ 188 رقم 1578].
(5) (صحيح) رواه (الحاكم عن أبي هريرة – رضي الله عنه -).
(6) (صحيح) رواه (أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم عن العرباض بن سارية – رضي الله عنه -). انظر : [سنن أبي داود 4/ 200 رقم 4607].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 08-27-2015, 05:46 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي العلم وعلو الهمَّة - تتمــّـــة.

العلم وعلو الهمَّة

إن عالي الهمَّة لا يؤثر على كتاب الله شيئاً، فإنه كلام الله أنزله بلغة رسوله - صلى الله عليه وسلم - سيد العرب وأفصح العرب، ولغته أفصح اللغات وأوسعها وأدخلها في الإعجاز.

وكان - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما يحافظ على ألفاظ القرآن في تعبيراته، وكان الصحابة والتابعون يتحرون ألفاظ النصوص، وحدث خلوف رغبوا عن ألفاظ النصوص، وأقبلوا على الألفاظ الحادثة، وألفاظ النصوص من الكتاب والسنة حجة وعصمة من الخطأ والتناقض والتعقيد والاضطراب.

ولهذا كانت علوم الصحابة والتابعين أصحَّ من علوم من بعدهم وأفصح وأقلَّ تكلفاً فيما يروونه من المعاني.

بل لما استحكم هجران النصوص عند أهل الأهواء والبدع كانت علومهم في غاية الفساد والتناقض، فاتباع السنة - والله الذي لا إله إلا هو - نجاة؛ والسنة هي التي نقلها أهل العلم كابرا عن كابر ومن رزقه الله العلم والنظر في سير السلف رأى أن هذا العالم في ظلمة،

وجمهور العالم على غير جادة، ولو رفعوا كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فوق كل شيء لرفعهم الله كما رفع سلفهم، ولأعزهم كما أعزهم {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ۞ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} [سورة الجن 16 – 17].

ألم يعلموا أن الأخذ بالعلم النافع من علامة كمال العقل، وصرف الزمان إلى حفظ ما غيره أولى من سخافة العقل والرِّضَى بالدون.

ومن أكبر الرزايا وأعظم البلايا أن يعطيك الله همة عالية، ويمنعك من العمل بمقتضاها.

إن عالي الهمَّة لا يستبدل الأدنى بالذي هو خير، من بدَّل القراءة من كتاب الله وسنة رسوله وكتب أهل السنة والاهتداء بها والأخذ بها غيرها- فقد بدَّل نعمة الله كفراً، واستبدل الأدنى بالذي هو خير.

من ضيَّع ذهنه الوقَّاد الذي يميز به في الفضول فقد بدَّل نعمة الله كفراً، واستبدل الأدنى بالذي هو خير، والله سبحانه يجزيه بجنس عمله، فمن استبدل الأدنى بالأعلى فإن الله يبدله بالعزِّ ذلًّا وبالفرح غمًّا وبالسرور حزناً وبقُرَّة العين سخنة العين: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [سورة البقرة: 16].

وليس هذا كمن استبدل البقل بالمنِّ لا والله. العلم قوت الروح، ويحتاجه الإنسان كل لحظة وذاك قوت البدن (بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه).

ولا دواء لهذا إلا الكتاب والسنة، قال الله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] و {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] وقال - صلى الله عليه وسلم -: (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك).

عليك بكتاب الله وسنة نبيه، وأعظم سبب في تحصيلهما التقوى، قال الشافعي:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقــال اعلـــم بأن العلـــــمَ نورٌ *** ونورُ اللهِ لا يؤتاه عـــــاصِ.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 08-28-2015, 12:00 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي العلم وعلو الهمَّة - تتمــّـــة.

العلم وعلو الهمَّة

ويحفظ العلم بالتذاكر والفهم، ومن عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم.

وإذا ظفرت برجل من أهل العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان ومع من كان، فاشدد يديك به، وقِف في مواقف الابتهال إلى ذي العزة والجلال، وانطرح بين يديه بالأسحار، وقل: يا معلِّم إبراهيم علِّمني، ويا مفهِّم سليمان فهِّمني.

واعلم أن الله تعالى يثيب العامل المخلص رزقاً عاجلاً - إما للقلب أو البدن أو لهما - ورحمة مدخرة في خزائنة.

فلا تسأمنَّ العلم واسهر لنيله *** بلا ضجرٍ تحمد سُرَى السيرِ في غدِ
ولا يذهبنَّ العمر منك سبهللا *** ولا تغبننْ في النعمتينِ بل اجهدِ.

واعلم بأن جمع الهمِّ أصل الأصول، وليس العلم بمجرد صورته هو النافع بل معناه، وإنما ينال معناه من تعلم للعمل به؛ فإنَّه كلما دله على فضل اجتهد في نيله، وكثيراً ما ترى من يثب ويثيب وهو يقرأ، ولم يحصل على طائل لمانع قام به من نفسه لا من ربه {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49].

ولقد حصل من الغفلة عن الكتاب والسنة اللذين لا نجاة للعبد إلا بمعرفتهما والعمل بهما ما يُشجي الصدور، ويُدمي القلوب، وصار اشتغال بعض طلاب العلم بالعلوم المزاحمة لهذا الأصل الأصيل والمنهل العذب الجليل، بل أصبحت حالهم تُدمي العيون، وتفتت الأكباد، وتسقط القلوب، وتقتل النفوس الحية،

ولقد كثر من يدَّعي العلم، وقلَّ العلماء حقيقة، القائمين بما حمَّلهم الله به، وصار كثير ممن يطلب العلم لحظوظ الدنيا، وأعرضوا عن الكتاب والسنة فلم يذوقوا لها حلاوة.

ووقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم : (إنكم في زمان قليل قراءه، كثير فقهاؤه، وسيأتي بعدكم زمان كثير قراؤه، قليل فقهاؤه) [من كلام ابن مسعود] (1). فإنا لله وإنا إليه راجعون (من يُرد الله به خيراً يفقِّهه في الدين) (2).

بل أصبحنا في جيل اتخذوا البدع والخرافات حجة وسنداً على أن الكتاب والسنة غير صالح للترقية البشرية، ولا سيما في هذه القرون؛ قرون المدنية والحضارة، جهلاً منهم بالدين الحنيف..!!.

ولو تأمَّلوا قليلاً لعلموا أنهم في ضلال مبين، وجرى الأكثر وراء المدنية، وغلغلها في نفوسهم طائفة من المبتدعين حتى رموا الدين بالجمود والرجعية، فأصبحت تعاليم الدين في خبر كان، والله المستعان.

المصدر : كتاب (مقالات كبار العلماء في الصحف السعودية القديمة (1343هـ - 1383هـ).
جمع وترتيب: أحمد الجماز وعبد العزيز الطويل، دار أطلس الخضراء، الرياض، ط1، 1431هـ، (3/ 374).

__________

(1) (صحيح) [السلسلة الصحيحة جـ 7 رقم 3189].
(2) (متفق عليه).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.