التأصيل الشرعي لصوم يوم عاشوراء إذا وافق يوم السبت،للشيخ فتحي الموصلي

[ابوخزيمة الفضلي]

التأصيل الشرعي لصوم يوم عاشوراء إذا وافق يوم السبت لشيخنا فتحي الموصلي حفظه الله

أولا : حديث النهي عن صوم يوم السبت حديث صحيح معلل بعلة التشبه بأهل الكتاب .
ثانيا : النهي في الحديث من باب سد الذرائع ؛ ولَم يحرم الصوم لذات اليوم كما في النهي عن صوم يوم العيدين .
ثالثا : علة النهي في صوم يوم السبت أقل تحريما من علة النهي عن إفراد الجمعة بالصوم ؛ لأن مفسدة النهي عن الصيام في الجمعة تزول بأن يصوم يوما قبله أو يوما بعده ؛ واليوم الذي بعده هو يوم السبت ؛ فأجاز الشارع دفع مفسدة الجمعة بصوم يوم السبت ؛ فدل على أن صوم السبت أقل تحريما من إفراد الجمعة بالصوم ، وهو كما تقدم أقل تحريما من صوم العيدين .
رابعا : النهي عن صوم يوم السبت من العام المخصوص ؛ فقد خصصت الشريعة الفرض وصوم السبت لأجل عدم إفراد الجمعة ...
خامسا : أن النهي عن صوم يوم السبت ؛ جاء عاما في أفراده مطلقا في أحواله ؛ لهذا لا يحمل على قصد الإفراد ؛ لأن الشريعة لم ترفع هذه العلة بيوم قبله ولا يوم بعده .
سادسا : عليه : فالنهي بقرينة الإطلاق، وقرينة التعليل بالتشبه بأهل الكتاب ، وقرينة عدم تعليق النهي بالإفراد ، وقرينة ذكر الفريضة ( إلا ما افترض عليكم ) يدل على أن معنى النهي متوجه ( تخصيص صوم يوم السبت بصوم النافلة )
فالتحريم في الحديث لمعنيين :
الأول : لتخصيص السبت بالصيام
والثاني : لصوم التنفل المطلق في السبت
أي : النهي عن تخصيص يوم السبت بصوم نافلة مطلقة
سابعا : أن حديث النهي عن صوم يوم السبت يشبه في الحكم والتعليل ومعنى التحريم حديث النهي عن الصلاة بعد العصر وبعد الفجر ؛ ويشبه تحديدا لفظ الحديث ( نهى عن الصلاة بعد الفجر إلا سجدتين )
يعنى الفرض
ومع ذلك أجاز العلماء صلاة ذوات الأسباب بعد الفجر وبعد العصر . ...

عليه يمكن تلخيص علاقة حديث النهي
عن صوم يوم السبت بحديث صوم يوم عاشوراء بالتوجيهات التالية :
التوجيه الأول :
- النهي عن صوم يوم السبت عمومه
مخصوص ، وحديث صوم عاشوراء عام محفوظ من التخصيص ؛ فيكون معنى الحديثين :
جواز صوم كل يوم من عاشوراء ، والنهي عن صوم كل يوم سبت يصومه العبد تنفلا لاعتبار السبت لا لسبب آخر .
فصوم عاشوراء عام لا يقبل التخصيص ؛ لأن الصوم سببي وليس من التنفل المطلق ؛ فالصوم انعقد لفضيلة سببية ؛ كصلاة الكسوف والخسوف .
التوجيه الثاني :
أن النهي عن صوم يوم السبت حرم سداً للذريعة ، وما يحرم سدا للذريعة يباح مع الحاجة والمصلحة الراجحة ؛ وصوم الأيام المخصوصة بالفضل والثواب العميم حاجة عظيمة ومصلحة كبيرة .
التوجيه الثالث :
أن صوم يوم عاشورا من الصيام المسبب فهو من العبادات التنفلية كذوات الأسباب ؛ لهذا يفعل حتى في أوقات النهي لأنها تشرع مع وجود سببها ؛ ولأن علة النهي غير متصورة الوقوع مع السبب ؛ لأن من يصوم عاشوراء يوم السبت لا يقال إنه يصوم السبت وإنما يقال عنه يصوم عاشوراء ؛ فعلة التشبه بأهل الكتاب غير متوقعة ومستبعدة ...
لهذا القول بعدم جواز صوم يوم عاشوراء إذا وافق يوم السبت قول غير صحيح لمخالفته الأدلة الشرعية والأصول العلمية في الاستدلال والاستنباط وتقرير الأحكام .

وكتبه
فتحي بن عبد الله الموصلي
من مكة
في اليوم التاسع من محرم لسنة ١٩٣٩ هجرية

[أبو سلمى رشيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخزيمة الفضلي

أولا : حديث النهي عن صوم يوم السبت حديث صحيح معلل بعلة التشبه بأهل الكتاب .

لو تدلنا على دليل هذه العلة
الله يبارك فيك أخي ابا خزيمة

[ابوخزيمة الفضلي]

أخي الكريم لست أنا من رقم هذه الحروف.
وقد حولت سؤالك لشيخنا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : شيخنا الكريم انزلت مقالكم حول صيام يوم السبت إن وافق يوم عاشوراء واراد أخ من الاخوة في منتديات كل السلفيين الدليل على تعليل صيام يوم السبت بالتشبه بأهل الكتاب. وقد أجاب بما يلي :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله
تثبت العلة تارة بالنص وتارة بطريق الاستنباط
ولا يوجد معنى في تخصيص يوم السبت بالنهي إلا من جهة كوّن هذا اليوم معظما عند اليهود ؛ فامرنا بمخالفتهم
وقد نقل شيخ الإسلام في الاقتضاء اتفاق السلف على أن العلة من التحريم مخالفة أهل الكتاب

[أبو عثمان السلفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخزيمة الفضلي

في اليوم التاسع من محرم لسنة ١٩٣٩ هجرية

أظن الصواب:
1399هجري

[ابوخزيمة الفضلي]

جزاكم الله خيرا ، الصواب سنة 1439 هج ، فإن شيخنا حفظه الله لم يعرف في ذلك الوقت