كل لهو فهو باطل إلا ثلاث = الشيخ عبد الله بن صالح العبيلان

[ابوعبد المليك]

قال تعالى:
{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ۞ لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ۞ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
[الأنبياء:16-18].

وفيها من العلم:
التنبيه أنّ اللهو واللعب من الباطل، ومعنى الباطل الذي لا فائِدةَ فيه ولا نَتيجةَ منه، لا جِدِّيَّة فيه، خالٍ من النَّفْع أو المعنى، غيرُ مُثْمِرٍ، غيرُ مُجْدٍ ، وتافه لا ثَباتَ له ولا خَيْرَ فيه، عديمُ القِيمة لا يستحِقُّ التَّوقُّفَ عليه،

وقال شيخ الإسلام:
" قول النبي صلى الله عليه وسلم «كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل؛ إلا رميه بقوسه أو تأديبه فرسه أو ملاعبته امرأته فإنهن من الحق»
قوله: «من الباطل» أي: مما لا ينفع؛ فإن الباطل ضد الحق، والحق يراد به: الحق الموجود اعتقاده والخبر عنه
ويراد به: الحق المقصود الذي ينبغي أن يقصد، وهو الأمر النافع، فما ليس من هذا فهو باطل؛ ليس بنافع ، وقد يرخص في بعض ذلك إذا لم يكن فيه مضرة راجحة؛ لكن لا يؤكل به المال، ولهذا جاز السباق بالأقدام والمصارعة وغير ذلك، وإن نهي عن أكل المال به"
(المجموع٢٢٣/٣٢ ).

وقال رحمه الله: " المغالبات ثلاثة أنواع:

فما كان معيناً على ما أمر الله به في قوله:
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} جاز بجُعل وبغير جعل.
وما كان مفضياً إلى ما نهى الله عنه؛ كالنرد والشطرنج ، فمنهي عنه بجعل وبغير جعل ،
وما قد يكون فيه منفعة بلا مضرة راجحة؛ كالمسابقة والمصارعة جاز بلا جعل"
(المجموع ٢٢٧/٣٢ ).

وقال رحمه الله:
" وأما الصيد الذي هو اللهو واللعب فمكروه؛ فإن كان فيه تعدٍ على زرع الناس وأموالهم فهو حرام " (مختصر الفتاوى المصريّة ٥٢٠ ).

وقال رحمه الله:
" يجوز اللعب بما قد يكون فيه مصلحة بلا مضرة وكل ما أفضى كثيراً إلى محرم حرمه الشارع ,وإذا لم يكن فيه مصلحة راجحة كان سبباً للشر والفساد ، وما ألهى وشغل عن ما أمر الله به فهو منهي عنه وإن لم يحرم جنسه كالبيع والتجارة ، ويرخص للصغار ما لا يرخص للكبار "
(٤١٥/٥ ).

والله أعلم
٢٥-٢-١٤٤٠هـ