أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
97960 107599

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2014, 12:33 PM
زكريا محمد حسين زكريا محمد حسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 411
Post في فوضى منهج الهذيان هذه أسباب انهيار السَّلفيَّة التَّجريحيَّة - الشيخ مختار طيباوي

في فوضى منهج الهذيان
هذه أسباب انهيار السَّلفيَّة التَّجريحيَّة بكلِّ رموزها و أذنابها

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الذَّكيُّ يقرأ بعقله ،وينظر بأذنيه و عينيه، ويسمع بعينيه و أذنيه.

الحمد لله وحده، و الصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده.
إذ أكتب هذا المقال الَّذي انتقد فيه سلفيَّة يحسبها كثير من الشَّباب أنَّها تمثِّل السَّلف الصَّالح، و تحرس الشَّريعة الإسلاميَّة، فإنِّي أقصد بالذَّات أولئك الشَّباب الجامعيِّين و طلبة العلم الشَّرعيِّ، ممَّن ركَّب الله فيهم عقولا صحيحة، و لهم ذهن سيَّال، قد دجَّنت هذه السَّلفيَّة عقولهم بخطاب مغلوط ، و شعارات دينيَّة محتلَّة، لا تمتُّ لها بصلة وثيقة، أو توضع في غير موضعها، مِن وصف أهل الحقِّ بالضَّلال و الزَّيغ و الفتنة ، و تغليف تأصيلاتها بشعارات كــ:" السُّنَّة، و الحقِّ، و الطَّائفة المنصورة، و الفرقة النَّاجية، و السَّلف، و أهل السُّنَّة"، فينغلق عقل هذا الشَّباب، أو يحجز عليه فلا يستطيع التَّمييز، أو لا يتلقَّى من العلم ما يستطيع التَّمييز به بين منهج السُّنَّة الحقيقيِّ، و بين منهج هؤلاء المركَّب من قواعد سنِّيَّة ممزوجة بقواعد خارجيَّة و تصرُّفات شخصيَّة، وسوء فهم وترتيب للأدلَّة الشَّرعيَّة، و بعد عن الواقع، و عجز عن فصل علميٍّ واضح بين اجتهادات أئمَّة السُّنَّة والأصول الشَّرعيَّة .
هذا المنهج الَّذي أدخل هؤلاء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة، و فصلهم عن الحياة الإسلاميَّة العاملة، و قتل فيهم روح العمل للإسلام، و الدَّعوة إليه لا إلى الأشخاص ، فصاروا عقولا ساكنة عن الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، لا تتحرَّك إلاَّ لإيذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم .
لأنَّه إذا انفردت الحياة عن الدِّين فسدت أحوال النَّاس، وقد صار هؤلاء الشَّباب بمعزل عن حقيقة الإيمان و كمال الدِّين، و صار الدِّين عندهم في محلِّ رحمة و شفقة، لا في محلِّ علوٍّ وعزٍّ ،فلما غلب عليهم العجز عن تكميل الدِّين، و الجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البلاء ضعفت طريقتهم في الدَّعوة إلاَّ الله، و اقتصرت على تتبُّع أخطاء العلماء، أو افتعالها إن لم توجد ،لأنَّه لا شيء لهم يعملونه غير ذلك.
و إن غلب على بعضهم الحماس للدِّين، لكنَّهم أعرضوا عمَّا لا يتمُّ الدِّين إلاَّ به من الجماعة الواعية العاملة لبسط الدِّين على حياة المسلمين برمَّتها.
فإلى هؤلاء الشَّباب ممَّن يملكون عقولا صحيحة، و نفوسا أبيَة، و فطرة سليمة أقول: ألا ترون مآسي هذه الجماعة، و كيف أصبحت الأمَّة تئنُّ من خذلانها و شقِّها لصفوف أهل السُّنَّة ؟!
يلاحظ المتتبِّعون لأحوال السَّلفيَّة التَّجريحيَّة المتقلِّبة أنَّها في المدَّة الأخيرة دخلت في طور الاحتضار و التَّلاشي، فأصبح الحوار العلميُّ الصَّادر عنها حوارا داخليًّا في الصَّميم، وعندما أقول الحوار العلميَّ فإنِّي أقصد حملات السَّبِّ و الشَّتم و التَّجريح المتبادلة، و إن شابها شيءٌ من العلم.
وقد بدأ هذا الانهيار يوم جعلت هذه السَّلفيَّة مهمَّتها في الدِّين التَّطبيق الحرفيَّ لمسألة "هجر المبتدع و التَّحذير منه"،و لا أقصد هنا المبتدع حسب معايير هذه السَّلفيَّة، فهذا شأنٌ آخر ، ولكن المبتدع وفق المعايير الشَّرعيَّة، فبدلا من التَّضييق عليه بشغل المساحات الفكريَّة و الاجتماعيَّة، و ما يتفرَّع عنها، الَّتي ينشط فيها وحجزها لنفسه نظرًا لاهتمامه بحياة النَّاس الواقعية، و اقتراحه البدائل لهم انسحبت السَّلفيَّة التَّجريحيَّة إلى مجال مطاردته فيما أصاب فيه، و أجاد في استعماله، كخطابه للمعاندين للدِّين، و مزاحمته العلمانية في مراكز نفوذها و نشاطها .
فالأفكار المعادية للدِّين أصبحت اليوم تجتاح المجتمعات الإسلاميَّة، و تكتسح المجالات الحيويَّة للأمَّة، كالجامعات، مستعملة خطابا ملغَّما بشبهات المعتزلة و العقلانيِّين من المتكلِّمين، تزعزع به مكانة القرآن و السُّنَّة في نفوس المسلمين و عقولهم.
و إذا كنَّا نتفهَّم سبب إغفال هذه السَّلفيَّة لهذا الخطر، و أنَّ تكوينها العلميِّ، و أفقها المعرفي، وربَّما أحيانا بيئتها الضَّيِّقة، المتكوِّنة من العناصر المشابهة لها، و المنقطعة عن العالم الخارجيِّ عنها، و العاجزة كلِّيَّة عن توجيه أي خطاب إسلاميِّ موضوعي وصحيح لأيِّ طبقة من طبقات المجتمع الثَّقافيَّة أو الاجتماعيَّة خارج جماعتها.
فمن يخاطب هؤلاء النَّاس الَّذين ليسوا علمانيِّين، ولا شيوعيِّين، ولا رافضة، و لكن فيهم الاستعداد لأن يصيروا من عناصر هذه الدَّعوات الباطلة؟!
ولكنَّنا لا نتفهَّم هجومها على العلماء و الدَّعاة و المفكِّرين المسلمين الَّذين تنبَّهوا باكرًا لهذا الوباء ، وكيف جعلتهم إمَّا يرضون بتهميش أنفسهم، أو تضييع وقتهم في الرَّدِّ على تفاهاتها ، و استفراغ الجهد في كشف حقيقتها.
فلم تفهم هذه السَّلفيَّة، ولم تدرك وجه الاختلاف بين المبتدع في زمن السَّلف، وفي تصوُّرهم، أي: المبتدع الَّذي لا يملك أي مسوِّغ شرعيٍّ على بدعته، ففي أقلِّ أحواله هو أكبر سِنًّا من بدعته في الأصول، وبين مبتدع هو ضحية و نتاج سنين وقرون من التَّأصيل لهذه البدع ،و تزيينها بالأدلَّة البدعيَّة ذات الاشتباه الشَّرعيِّ، أو هي من البدع العمليَّة الَّتي أفرزتها الأحاديث الضَّعيفة و الموضوعة، و الَّتي لم يكن أصحابها أبدا محلَّ هجر عند السَّلف.
فبدلا من إظهار السُّنَّة بالدَّعوة الجميلة الَّتي تُبرز محاسنها، و تفوُّقها في التَّأصيل و الأسلوب المعتمد على الملاطفة و الإقناع، و الَّذي يظهر باللُّزوم مساوئ البدعة و ضعف تأصيلها.
فبدلاً من إثبات محاسن الشَّريعة، وما فيها من الأمر بمصالح العباد، وما ينفعهم من النَّهي عن مفاسدهم ،وما يضرُّهم، وأنَّ الرَّسول الَّذي بُعث بها بعث رحمةً كما قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }.
ووصف نبيَّه بالرَّحمة فقال :{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }،راحت هذه السَّلفيَّة تحاول إظهار مساوئ البدعة، و هذا خلط كبير إذ مساوئ البدعة لا تكشف محاسن السُّنَّة و لكنَّ العكس صحيح.
ولما نفذ مخزون المعرَّضين للتَّجريح و الذَّمِّ، أو قُل: لم يتضرَّر من هذا المنهج التَّجريحي المبتدعون الحقيقيُّون، لأنَّهم ينشطون في مساحات لا تنشط فيها هذه السَّلفيَّة، و لا جمهورهم هو جمهورها.
قامت السَّلفيَّة التَّجريحية بتعويض النَّقص بالتَّسلُّط على أبناء دعوتهم، و لذلك لم يتأثَّر سلبًا بهذا المنهج إلاَّ أهل السُّنَّة الَّذين شوَّهت صورتهم عند الموافق و المخالف.
ومن أبرز العلامات الَّتي تدلُّك على بدعيَّة هذا المنهج التَّجريحي التَّخريبي و أنَّه صورة مشوَّهة، و اختزال فاحش مخلٌّ لمنهج السَّلف، ما تعانيه هذه الجماعة من تآكل داخليٍّ، فلم تعد تستهوي إلاَّ الأحداث، ممَّن لا يعرف رأسه من قدميه في الدِّين، أو أصحاب المصالح من الفاشلين في العلم ، الَّذين يغطُّون عجزهم و تقصيرهم في حمل رسالة الإسلام إلى كلِّ الآفاق الثَّقافيَّة و الفكريَّة بابتغاء العنت لدعاة و علماء السُّنَّة العاملين بصدق.
فمنهج هؤلاء هو إفرازات لصفات نفسيَّة تعتري شعورهم فتؤثِّر على فكرهم ،و تجعلهم يميلون دائما لناحية التَّعنت و التَّصلُّب،و لذلك لا يستهويهم من صنوف العلم إلاَّ مقالات الطَّعن في فلان، و كشف ضلالات علَّان؟
و لعل عدَّاد المواقع الالكترونية يكشف لك عدد القرَّاء لمثل هذه المقالات، و عدد قرَّاء المقالات العلميَّة.
وهذا الأمر عُرف قديما في الخوارج، و حتَّى تتحقَّق منه في القوم فإليك بعض أوجه التَّشابه، تفهم من خلالها أنَّ القواعد المعمول بها في منهج هؤلاء أقصد قواعد الجرح و التَّعديل، هي قواعد الخوارج، و ليست قواعد أهل الحديث و السُّنَّة.
ومعلوم أنَّ للخوارج عقيدة معروفة كما لهم منهج معروف في التَّعامل مع الأخطاء الَّتي هي في نظرهم أخطاء، و يتَّسم هذا المنهج بالتَّسرُّع في الحكم بموجب الخطأ، و عدم اعتباره للاجتهاد، و التَّأويل، وعدم العلم، وغيرها من أعذار شرعيَّة صحيحة.
كما أنَّ علاقتهم ببعضهم بعضا يُنظِّمها التَّوجُّس من الإخوان، و الحذر منهم، و الكمين لبعضهم بعضا، كأنَّهم لا همَّ لهم إلاَّ تصيُّد الأخطاء، فهم دائما في استعداد لتلقُّفها ، و يتوقَّعونها في كلِّ حين، لذلك عرفوا في التَّاريخ بسرعة الانشقاق و الانشطار، فكلَّما حدث فيهم موضوع علميٌّ انقسموا إلى فرقتين أو ثلاث.
و اليوم نجد بعض من ينتسب للسَّلف قد أخذ بمنهجهم في إهدار حسنات المؤمنين و الترَّكيز على أخطاء أهل العلم، أو بالأحرى تخطئتهم ولو كانوا مصيبين حتَّى يذعنوا لهم، و يستسلموا لهم، و لا يصدروا إلاَّ عن رأيهم و أمرهم.
ولبيان أنَّ منهج هذه السَّلفيَّة الشَّاذَّة و المنحرفة عن منهج السَّلف الصَّالح أذكر بعض أوجه التَّشابه و المقاربة بينهم و بين الخوارج، نلمس من خلالها منهج هؤلاء الحقيقيّ، ومن أين استمدُّوه.
يتعامل هؤلاء في العلم ومع النَّاس بكثير من القواعد الضَّعيفة يخرجونها في قالب السُّنَّة، وذلك بالتَّعبير عنها بألفاظ أهل السُّنَّة و الجماعة ومصطلحاتهم، وحتَّى تعرف ضررهم على الدَّعوة الإسلاميَّة ، وتعرف أنَّ الألفاظ إذا خالفت مدلولاتها لا تكون عنوانا للحقِّ، ولا للسُّنَّة مهما كان الحال،فهذه بعض قواعدهم:
تابعها على صفحتي الرَّسميَّة تحت عنوان: "فيصل التَّفرقة العلميَّة بين السَّلفيَّة الشَّرعيَّة و السَّلفيَّة البدعيَّة"
وغدا .... مقال آخر ليوم آخر.


الشيخ مختار الطيباوي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-06-2014, 02:15 PM
خثيرمبارك خثيرمبارك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,020
افتراضي

جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب والناقل أخي زكريا .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-06-2014, 03:48 PM
أبو أروى ومعاذ أبو أروى ومعاذ غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 489
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 300766
ا
ولما نفذ مخزون المعرَّضين للتَّجريح و الذَّمِّ، أو قُل: لم يتضرَّر من هذا المنهج التَّجريحي المبتدعون الحقيقيُّون، لأنَّهم ينشطون في مساحات لا تنشط فيها هذه السَّلفيَّة، و لا جمهورهم هو جمهورها.
قامت السَّلفيَّة التَّجريحية بتعويض النَّقص بالتَّسلُّط على أبناء دعوتهم، و لذلك لم يتأثَّر سلبًا بهذا المنهج إلاَّ أهل السُّنَّة الَّذين شوَّهت صورتهم عند الموافق و المخالف.
.


الشيخ مختار الطيباوي
من أحسن الأوصاف والله لهذه الطائفة أراحنا الله من شرها
__________________
قال شاعر الجزائر
ومفخرة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
الشيخ محمد العيد آل الخليفة-رحمه الله تعالى-:

نَحْـن حِزب مُصــلِحٌ سَـلفِي مُعـــرِقٌ في المؤمنــين أَصِيــلْ

خَالــد في العَالمـِين سَليــم خَالـِــف للفَاتحيـــنَ سَليـــــــــلْ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-06-2014, 03:55 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

بعض عبارات الشيخ مختار بحاجة إلى تحرير فلا يمكن أن يشكر عليها وهي لم تزد على كونها نقدا إخوانيا للطريقة السلفية في التغيير وإجترار لما يثيره التيارات التغريبية في تعاملها مع السلفية كمسألة البيئة الضيقة - البدوية بتعبير آخر - ولكم الحكم معاشر طلاّب العلم فما أنا إلاّ قاريء ناقد :

1 - الإخوان يصفون السلفيين بالعلمانية وأنّ دعوتهم جزئية لا شمول فيها لأنهم لا يرون طريقة التهييج السياسي التي يعتمدها الإخوان والشيخ في مقاله يقول :

( هذا المنهج الَّذي أدخل هؤلاء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة، و فصلهم عن الحياة الإسلاميَّة العاملة، و قتل فيهم روح العمل للإسلام، و الدَّعوة إليه لا إلى الأشخاص ، فصاروا عقولا ساكنة عن الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، لا تتحرَّك إلاَّ لإيذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم .)

2 - الإخوان يرمون السلفيين بالجبن والشيخ يرجع أسباب - علمانية الشباب كما يسميها - لجبنهم عن تحمّل مسؤولياتهم :

( فلما غلب عليهم العجز عن تكميل الدِّين، و الجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البلاء ضعفت طريقتهم في الدَّعوة إلاَّ الله )

3 - الإخوان يزعمون أنهم الجماعة الواعية العاملة للإسلام نتيجة إغراقهم في السياسة وغرقهم في دواليبها والشيخ يقول :

( لكنَّهم أعرضوا عمَّا لا يتمُّ الدِّين إلاَّ به من الجماعة الواعية العاملة لبسط الدِّين على حياة المسلمين برمَّتها)

__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-06-2014, 04:24 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

أدعيت أمرا ثم لم تزد على الدعوى دون التحرير المزعوم !!
وهل انتقاد الشيخ مختار لبعض السلفيين - لعدم سلوكهم السلفية الصحيحة - ووافق ذلك أن الإخوان قالوا نفس الكلام تكون خطأ بالضرورة عندك ؟
هل الكلام هنا عن السلفية وعن المنهج السلفي أم الكلام عن بعض السلفيين الذين لم يسلكوا السلفية الحقة التي ندعوا إليها ؟!!!
وما رأي أخينا في نقد بعض اليهود لبعض الصحابة الذين كانت تجري على ألسنتهم بعض العبارات الغير شرعية كقولهم : ما شاء الله وشاء محمد , هل يعني نحن نخالفهم في نقدهم , أم نقبله لأنه هو السلفية الحقة ؟!!
فكان ماذا إن غلط أحد أتباع السلفية ولم يسلك السلفية الصحيحة وانتقدناه بشيء قد تتفق عبارتنا أو نقدنا مع المخالفين لنا ولو كانوا يهودا حتى ؟!!!
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-06-2014, 04:49 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
أدعيت أمرا ثم لم تزد على الدعوى دون التحرير المزعوم !!
بل قدّمت للدلالة على مصداقية الدعوى ثلاث شواهد من كلام الشيخ في مقاله وهو كما قرّرته : تنبيه لبعض طلاّب العلم كي لا يتسرّعوا في مباركة كلام مجمل قد يتناول بالنقد ما يرونه حقا



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
وهل انتقاد الشيخ مختار لبعض السلفيين - لعدم سلوكهم السلفية الصحيحة - ووافق ذلك أن الإخوان قالوا نفس الكلام تكون خطأ بالضرورة عندك ؟
من حيث التأصيل كلامك صواب لكنّه خارج محلّ النزاع فالمسائل التي تناولها نقد الشيخ كما فهمته من كلامه هي مسائل تمثّل نقاط المفارقة بين السلفية الشرعية وبين مذهب الثوريين من دعاة المغالبة والمصادمة السياسية أو العسكرية للحكام ولهذا قلت بأنّ عبارة الشيخ بحاجة إلى تحرير فليبيّن الشيخ مقصوده وبعدها يمكننا الثناء عليه دون تحفّظ



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
هل الكلام هنا عن السلفية وعن المنهج السلفي أم الكلام عن بعض السلفيين الذين لم يسلكوا السلفية الحقة التي ندعوا إليها ؟!!!
الشعار الذي رفعه الشيخ في عنوان مقاله شيء وما تدلّ عليه العبارات المقصودة بالتحفّظ شيء آخر فأنا لم أنتقد الشيخ لأنه إنتقد سلوكات بعض السلفيين المخالفة للسلفية بل إنتقدت ثناءه على مذهب السياسيين وتنقّصه من منهج السلفيين



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
وما رأي أخينا في نقد بعض اليهود لبعض الصحابة الذين كانت تجري على ألسنتهم بعض العبارات الغير شرعية كقولهم : ما شاء الله وشاء محمد , هل يعني نحن نخالفهم في نقدهم , أم نقبله لأنه هو السلفية الحقة ؟!!
هذه الكلمة فرع عمّا سبقها فهي تصوير مقلوب لمأخذ النقد ، فأخوك لم ينتقد عبارة الشيخ مختار لأنها من باب الحقّ الذي صدر عن المخالفين ولكني إنتقدتها لأنها نصرة - فيما أرى - لباطلهم .


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
فكان ماذا إن غلط أحد أتباع السلفية ولم يسلك السلفية الصحيحة وانتقدناه بشيء قد تتفق عبارتنا أو نقدنا مع المخالفين لنا ولو كانوا يهودا حتى ؟!!!
الرد على السلفي فيما خالف فيه السلفية هو من منهج السلف ومن تمام لزوم هديهم سواء وافق هذا النقد كلام المخالفين أم لم يوافقه
لكنّ الردّ على السلفي فيما هو من أصول ومعالم السلفية الشرعية يعدّ إعتداء على هذه السلفية التي نشترك فيها معه وليس المقصود - قطعا - ذلك السلفي المسكين الذي جعل شعارا للنقد
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-06-2014, 06:12 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

سبحان الله !
أنت أخي الكريم لم تخرج إلى الآن أن الدعاوى وإن زعمت غير ذلك !
كونك تنقل عبارة وتزعم أنه يقصد بها الثناء على السياسيين ويطعن بها في السلفيين فمن أين لك هذا ؟
ومن أين لك أن هذه العبارات هي نفسها عبارات الإخوان وأنت لم تنقل عن أحدهم وإنما هكذا , هذه قالها الإخوان وانتهى!
ثم أخي زعمت أنه رد على السلفيين فيما هو من أصول و معالم السلفية ولم تأت بشيء إلا الدعوى نفسها!!!
ثم الذي يطعن في السلفيين فيما هو من معالمهم ومن أصولهم ما حكمه ؟!!!
يا أخي لا بد من التروي وعدم التعسف في النقد !
فحتى لو انتقدتُ بعض السلفيين فيما هو من أخص خصائص الدعوة السلفية وهو التوحيد وبيان تقصيرهم في ذلك الأصل كالذي يشتغل بأمور خارج بلده يتوهم أنها مدعاة للشرك أو ذريعة للشرك ليتوصل بها إلى الطعن في أهل العلم المشهود لهم ثم هو غافل وغائب عن الشرك الأكبر والمطروق حقا في بلدته , وليس ذريعة فقط , ولا تراه يتكلم عنه أبدا ولا يتكلم عن الأوثان التي تعبد من دون الله بأسمائها وهي مزارات تحت الرعاية الرسمية في بلده!
أأكون هنا قد قدحت في السلفية أو وافقت بعض خصومها ؟!
وأيضا لو انتقدت غلو البعض في بعض الأصول العلمية حتى خرجوا بها عن حد الاعتدال على حساب أصول أخرى , وخالفوا السلف بهذا الغلو أأكون قد طعنت في السلفية وفي معالمها وأصولها أم كلامي عن بعض السلفيين وتعاملهم مع هذه الأصول غلوا أو تقصيرا ؟!!
أرجوك أخي دعك من تعليقاتي واقرأ المقال وتأمله جيدا ثم احكم عليه : هل هو يطعن في معالم وأصول السلفية أم لا !
كأني بك تنظر لعبارات الشيخ وتحاكمها إلى ما سمعته أو قرأته للتغريبيين كما تزعم لمجرد تشابه العبارات لا لاتحاد الفكرة والتوجه والمقصد !
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-06-2014, 06:48 PM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي

يا نجيب كن نجيبا ولا تحمل كلام الشيخ ما لا يحتمل والله لو قلت إني ما رايت في عصرنا من يجاريه في التأصيل والتقعيد والتدليل علي كل جزئية من كلامه لكنت صادقا في قولي ولو قدر الله ورد عليك لتعرفن صدق قولي .
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-08-2014, 03:51 PM
محب السلف الصالح الجزائري محب السلف الصالح الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 257
افتراضي التَّعقيب على شبهات المتعقِّب/ للشيخ مختار الطيباوي حفظه الله

__________________
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-08-2014, 07:54 PM
محمود حديبي محمود حديبي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 68
افتراضي تعقيب الشيخ مختار على ما تعقبه به الأخ نجيب بن منصور المهاجر


التَّعقيب على شبهات المتعقِّب
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم؛ لقد قرأت ما كتبه أحدُهم تعليقا على مقالي"أسباب انهيار السَّلفيَّة التَّجريحية" فكان لابدَّ من نقض تعليقاته لأنَّها لا تعدو كونها شبهات خرجت ـ تمامًا ـ عن حدِّ الموضوعية لأنَّه بناها على قصد مُسبق، وليس على ما تدلُّ عليه عباراتي؟
وهذه مشكلة في النَّقد عندما يُوظَّف لغاية أخرى غير المناصحة يخرج متسرِّعا ضعيفًا يحمل بين طيَّاته مقوِّمات نقضه،وإن حاول هذا المتعقِّب [التثاقف] إلاَّ أنَّه لم يستكمل عدته و آلته العلميَّة و الفكريَّة و أظهر اطِّلاعا ضعيفًا على أقوال العلماء و على المذاهب الفكريَّة، وثقافة في طور الرَّضاعة !
أقول هذا لقرينة واحدة كافية: وهي أنَّه عمدًا ـ إذ لا توجد في مقالي أيَّة قرينة تدلُّ على خلاف ذلك ـ حمل الكلام الخاصَّ بفئة معيَّنة على عموم السَّلفيِّين،وهو يعلم من نفسه السَّبب؟
ومهما يكن أقول: لهذا الأخ ولكلِّ قرَّاء المنتدى الفضلاء حقُّ النَّقد، بل بالنِّسبة لي يجب مطالبتهم بإبداء ملاحظتهم مهما كانت سلبيَّة،أو لا ترقى لمستوى الطَّرح الَّذي تناوله المقال،لكن بشرط: تصحيح النِّيَّة ومراقبتها ، وكبح جماح النَّفس عن النَّقد بقصد الإيذاء، وفي الأخير عدم حرق سُفنه حتَّى يستطيع العودة .
ومن باب نصيحة شبابنا المبارك بترك حيل الكلام فإنَّه لا ينفق في العلم إلاَّ الصِّدق،صدق المقدِّمات،صدق النَّقل،صدق الحمل و التَّوجيه، أقول:هدوء النَّبرة لا يعني اللُّطف أو الرِّفق أو اللِّين في شيء، فالنَّقد الهادئ لا يعني خلوِّه من الطَّعن و الغمز، لكن لقلَّة الدُّربة بما يعود على صاحبه بالمضرَّة قد يعتقد ذلك ،فيقول لهم: ((ولكم الحكم معاشر طﻼّب العلم فما أنا إﻻّ قارئ ناقد؟ !))
ونصيحة منِّي صادقة لهذا المتعقِّب وغيره أقول : تختلف عناية الكتبَة حينما يكتبون من شخص لآخر فبعضهم يعتني بالدِّقَّة العلميَّة،ومنهم من يعتني بالمتانة اللُّغويَّة،ومنهم من يبالغ في العناية بالتَّوثيق حتَّى تجده يوثِّق أوَّل آية من سورة الفاتحة فيذكر رقم الآية و اسم السُّورة فيما لا يكاد يجهله أكثر المسلمين إن لم نقل كلُّهم،وكلُّ هذا حسن طيِّب لكن أفضل منه العناية بالإنصاف فمتى كان هاجس الكاتب في إنصاف المخالف صاحبه التَّوفيق، وجعل الله له من كلِّ ضيق مخرجًا.
أمَّا بخصوص موضوع نقد هذا المتعقِّب فأقول: إشكالية الهجوم و الدِّفاع في السَّاحة العلميَّة و الدَّعوية الإسلاميَّة بسبب تعدُّد الواجبات وهشاشة الجبهة الدَّاخليَّة مشكلة كبيرة قد تدفع بعض الكتبة إلى الصَّمت، أو تغيير الاهتمامات،فأنت بين النَّظر إلى أمامك في اتِّجاه عدوِّ الدِّين، و بين حراسة ظهرك من الطَّعنات ، وقد أشار إلى هذا الشَّيخ الغزاليُّ ــ رحمه الله ــ في كتابه (من معالم الحقِّ) فقال : ( إنَّ الاضطراب الشَّديد داخل الجبهة الإسلاميَّة، والغارة الشَّعواء على العالم الإسلاميِّ جعلانى موزَّعًا بين الدِّفاع و الهجوم؛ دفاع ضدَّ أقوياء متربِّصين، وهجوم ضدَّ أعوان بُله وانين متقاعسين! دفاع رجل يخشى أن يُصاب من ظهره لأنَّ المنتمين إلى الإسلام ينالون منه، و كأنَّه عدوٌّ، و هو الصَّديق الودود!! وهجوم رجل يُعيَّر بجهالات غيره، وهو يُكافح فكرة (العيش بلا دين)، تلك الفكرة الَّتي تزحف وسط أمواج دافقة من العلم المادَّيِّ والحضارة المدنيَّة) .ا.هـ.
لقد وجدتُ هذا المتعقِّب انطلق في نقده من سوء فهمه لمعاني بعض الأسماء و المصطلحات الَّتي هي من اللُّغة المشتركة بين جميع المسلمين حسب ما علق بذهنه منها من المفاهيم الشَّائعة خطئا كوصف كلِّ ما لا نفهمه، أو لا تدركه عقولنا بأنَّه إخواني !
وإذا وقع الاشتراك في استعمال اسم لم يقع التوارد بالنَّفي و الإثبات على محلٍّ واحد.
فبدلا من تقييم الأشخاص و الجماعات و المقالات بالشَّريعة صرنا نقيِّمها بالتَّصنيف المتولِّد من حروب التَّشنيع بالكلمات المرسلة من غير قيد؟
قال هذا الأخ المتعقِّب: ((بعض عبارات الشيخ مختار بحاجة إلى تحرير فﻼ يمكن أن يشكر عليها وهي لم تزد على كونها نقدا إخوانيا للطريقة السلفية في التغيير وإجترار لما يثيره التيارات التغريبية في تعاملها مع السلفية كمسألة البيئة الضيقة - البدوية بتعبير آخر -))
قلتُ: ضعف كلامه وهشاشته يظهر بمجموعة ملاحظات منها:
1 ـ اجترار الكلام حتَّى يكون مهضوما في العقول السَّويَّة أفضل من عودة المرء في قيء غيره.
2 ـ أنصح طالب العلم بحقٍّ غير المتعصِّب أن يترك تصنيف المقالات، والرَّدَّ على النَّاس، أو الاستدراك عليهم بتصنيف المقالات، أو نسبة أقوالهم إلى فئة معيَّنة ،و هي مقالات عامَّة يحتجُّ بها الصِّديق كما يحتج بها الزِّنديق، فإن كان القول مخالفا للشَّرع فيكفي بيان مخالفته للشَّرع بالأدلَّة، أمَّا ردُّه زاعما أنَّه من أقوال الإخوان فهذه طريقة عامِّيَّة لا تنفق عند المتشوِّفين للأدلَّة.
نعم يمكن تصنيف المقال و نسبته إلى طائفة مشهورة به إن كان من أصولها الَّتي انفردت بها، يعني اختصَّت به، كما انفردت الفرق الإسلاميَّة بأصول تخصُّها، فللمعتزليِّ أصول يعرف بها و مقالات يشركه فيها غيره، وكذلك الخارجيِّ، و الأشعريِّ و غيرهم، أمَّا إن كان المقال لا يخصُّها وحدها كـ "مسألة العلمانيَّة"، و عبارات كـ"البيئة" وغيرها ممَّا يتكلَّم به أكثر البشر فإنَّ ردَّه بمجرَّد محاولة تصنيف قائله لا يفعله من عرف العلم و طرق الاستدلال فيه.
والَّذي وقع فيه هذا المتعقِّب هو من هذا الجنس استولى على ذهنه تصوُّر معيَّن، وعاطفة موافقة للمُنتَقدَين لم يستطع معها النَّظر في التَّقييد وشروط السِّياق وحدوده، و فصول الكلام المختلفة فجاء كلامه عبارة عن هذه الشُّبهة العريانة الَّتي لم تجد ما يستر عورتها.
فمن يجعل الكلام الَّذي تعقَّبه من علامات الإخوان و التَّغريبيين لأنَّه من كلامهم ـ مع فرض الصِّحَّة ـ لم يُفرِّق بين ما يدخل في ذلك من حقٍّ و باطل،وبين الحقيقة من جهة وتوظيفها في الباطل من جهة أخرى، فالرجل قصَّر عن الحقِّ نظرا و فهما و نصرا له ودرءا لما يعارضه من شبهات تلبَّس بها بعض المنتمين للسَّلفيَّة وراح يدافع عنهم بالتَّعميم و بتصنيف من ينتقدهم.
3 ـ ليخبرنا هذا المتعقِّب: ما هي الطَّريقة السَّلفيَّة في التَّغيير؟
هل هي ـ مثلا ـ تتبُّع أخطاء العلماء، وتوليد السَّقطات لهم، وهجر الدَّعوة إلى الدِّين إلاَّ من نشر البهتان و الأراجيف عن العلماء؟
هل هي ـ مثلا ـ الطَّعن في ابن تيميَّة و الذَّهبيِّ و الألباني وابن باز و العثيمين وغيرهم كثير؟
هل هي ـ مثلا ـ اختصار الدِّين في الجرح و التَّجريح؟
هل هي إهمال كلِّ مخالف لأهل السُّنَّة، وكلِّ عدوٍّ للدِّين و التَّركيز على علماء أهل السُّنَّة و طلاب علمهم؟
هل هي ـ مثلا ـ في الحدَّاديَّة بفروعها،أم في منهج الشَّيخ ربيع أم في تفحُّش الدكتور رسلان،أو هي في رمي النَّاس بالتَّمييع أو الإرجاء أو الحزبيَّة، أو هي مباحث علم الكلام، وفرض الاختيارات الفقهيَّة على النَّاس؟
ليحدِّدها حتَّى ننظر هل هي الطَّريقة المتَّبعة عند من ينتقدهم المقال، وقد كنتُ دقيقا من أوَّله إلى آخره أنِّي أقصد فئة معيَّنة من السَّلفيِّين، و بالتَّالي كيف يكون نقد طريقتهم من الطَّريقة الاخوانيَّة فضلا أن يكون ممَّا تثيره التيَّارات العلمانيَّة ؟
نسبة نقد فهم وطريقة هذه الفئة من السَّلفيِّين إلى الإخوان كنسبته إلى الشِّيعة أو الخوارج أو اليهود أو النَّصارى إذا كانت علَّة النِّسبة مجرَّد الاشتراك في مطلق النَّقد، وهذا خطأ فاضح.
4 ـ ليعرِّف لنا العلمانيَّة، فالظَّاهر من تعقبيه أنَّه لا يعرفها معرفة علميَّة، ولو تتَّبعنا طريقة فهمه لأصبح كثير من العلماء المتقدِّمين علمانيِّين بالفطرة، فإنَّهم أشاروا إلى سلبيَّات البداوة على الحضارة كابن خلدون ومن هو أقدم منه، كما أشاروا إلى ايجابيَّتها مع أنِّي لم أذكر لا البداوة ولا الحضر ، فالرَّجل أخرج من جعبة نفسه ـ كما سأبيِّنه ـ هذه التُّهمة و ألصقها بنا ، يدَّعي الدَّعوى و يبني عليها النَّتيجة كما ستراه في هذا النَّقد السَّريع لتعقيباته. .
فمن قال لك أنَّ قصدي من قولي" البيئة الضَّيِّقة" هو البدويَّة؟
هل كنتَ داخل رأسي أم هذه كلمة جامدة المعنى أجمع علماء اللُّغة أنَّها لا تدلُّ إلاَّ على البداوة، فكلَّما قال قائل" البيئة الضَّيِّقة" فهمنا أنَّه يقصد البدويَّة؟
فهل ـ مثلا ـ هذا التَّعبير" البيئة الضَّيِّقة" مصطلح فلسفيٌّ أو أصوليٌّ أو فكريٌّ حدَّدت له المعاجم هذا المعنى الثَّابت، فكلُّ من استعمله فوِفقًا لمرجعية هذه المعاجم؟
و إلى ماذا يتبع هذا التَّعبير: إلى معجم خاصٍّ بالعلمانيِّين و الإخوان يعرفه هذا المتعقِّب؟
وكيف استفاد هذا المعنى " البدويَّة" من هذه العبارة، هل هو التَّوليد بالتَّأويل البعيد فهو مقوِّل لها ما لم تقله خدمةً لغرضٍ في نفسه؟
وهل إذا قصد الإخوان ـ جدلا ـ بهذا التَّعبير " البيئة الضَّيِّقة " البدويَّة، يلزم منه أنَّ كلَّ شخص استعمل هذا التَّعبير يقصد منه البدويَّة ؟
وكيف يفعل ـ مثلا ـ مع من يريد التَّعبير عن بيئة ثقافيَّة أو اجتماعيَّة أو سياسيَّة أو عائليَّة أو جماعيَّة أو شيخويَّة ليس فيها حرِّيَّة النَّقد أو الأخذ عن مرجعيات علميَّة مختلفة، هل يقول ـ مثلا ـ: مناخ ضيِّق،أجواء ضيِّقة،جغرافية ضيِّقة ؟
وماذا يكون لو قلتُ: "محيط ضيِّق" أو "وسط ضيِّق"، هل ستدلُّ كذلك على البدويَّة؟
5 ـ وما هي مشكلة البدويَّة في عقل هذا المتعقِّب، هل هي عيب ـ مثلا ـ ؟
وما علاقة السَّلفيِّين حتَّى غلاة الغلاة منهم بالبدويَّة،فكثير منهم حضر يسكون كُبريات المدن؟
و هل منهج السَّلف الصَّالح ـ و لا أقول منهج هذه الفئة من السَّلفيِّين ـ خرج من بيئة بدويَّة،فما المشكل لو قال أحدهم هذا، فكلُّ العرب في الجزيرة قبل الإسلام كانوا بدويِّين أمِّيِّين؟
وما المشكل،وهل يعدُّ من الكذب لو قال أحدهم : العرب قبل الإسلام لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنَّما غلبت عليهم البداوة والأمِّيَّة؟
6 ـ يجب أن تُفرِّق بين الحقيقة المادِّيَّة المجرَّدة الَّتي يشهد عليها التَّاريخ وبين توظيف هذه الحقيقة لضرب النُّبوة و الإسلام،فنحن لا ننكر أنَّ العرب كانوا أمَّة بدويَّة تسكن الصَّحراء ،و أمِّيَّة لا تعرف الكتاب،وهذا إن كان ربطا بالحضارة المادِّيَّة من التَّمدن و العمران فله وجه في البحث و إن تعلَّق بالرِّسالة قلنا: هذا من معالم النُّبوة، وممَّا يشهد لها ،وخروج الأنبياء من هذه البيئات له غرض صحيح.
فهذا إبراهيم عليه السَّلام كان يعيش حياة البداوة، قال الله عز وجل فيما حكاه من كلام يوسف عليه السَّلام: {وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِن قَبْلُ قَدْ جَعلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحسَنَ بِي إِذ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَآءَ بِكُم مِنَ البَدْوِ} [يوسف 100] .
قال ابن كثير: "من البدو" أي من البادية، قال ابن جريج وغيره: "وكانوا أهل بادية وماشية ".
فهل هذا كلام الإخوان أم نقد العلمانيِّين؟ !
وإذا عرفنا أنَّ للبداوة مقتضيات كثيرة منها دورها البارز في حياة العرب قبل الإسلام،و الاقتصاد القائم على الارتحال مع قطعان الماشية و الجمال ممَّا منع أكثرهم من الاستقرار لبناء المدن مثلا، فهل يلزم أنَّ كلَّ من تكلِّم عن بداوة العرب قبل الإسلام يكون علمانيًّا أو إخوانيًّا؟
وأين وجد هذا المتعقِّب [المتثاقف] أنِّي جعلت السَّلفيِّين ـ حتَّى من قصدتهم بالنَّقد ـ بدويِّين ؟
7 ـ لو لم تغلبه عاطفة مضمرة وسألني عن قضيَّة البداوة في التَّحليل العلمانيِّ للشَّخصيَّة السِّياسيَّة الإسلاميَّة لأجبته بما ينفعه ولكن فساد النِّيَّة يمنع عن النَّاس كثيرا من الخير.
وربَّما أسمح لنفسي هنا أن أقول له: هذا إفراط وظلم وجهل تقتضيه طبيعة البداوة الخشنة، ولا علاقة له بالإخوان فضلا عن العلمانيِّين.
وحتَّى لا يقول أنِّي تعلَّمت كلمة البداوة و كيف تستعملها العلمانيَّة في التَّحليل السيكولوجي للمسلمين و ليس للسَّلفيِّين أثناء هذا النَّقد فهذا ما قلته سنة 2003م عند الرَّدَّ على الدكتور عبد الله الحامد:
الفرق بين الحقيقة وبين توظيفها.
الرُّجوع إلى عامل البيئة لتقويم المجتمعات المختلفة و تقويم الأفكار و المناهج أمر سار إليه عدَّة فلاسفة، ولكنَّهم أخطئوا في تطبيقه، و منهم أخذه الدكتور عبد الله الحامد عندما قال : "إنَّها العقليَّة الصَّحراويَّة"
وهذا العامل حقٌّ إلى درجة كبيرة ،أقصد أنَّ البيئة لها تأثير على مزاج و نفسيَّة الإنسان، و هذا أمر نجده في القرآن والسُّنَّة عندما يُفرِّق بين الأعراب و سكان المدن، و يُبيِّن أنَّهم أشدُّ كفرا ، وكما أخبرت السُّنَّة الصَّحيحة عن غلظة بعضهم، و سهولة النِّفاق فيهم، وغير ذلك .
كما أنَّنا علما منها أنَّ البداوة وسعة الأفق ممَّا يعين على الفصاحة و سلامة البدن، و أنَّ الإنسان الصَّحراويَّ ثقيل غير متسرِّع يتَّسم بالهدوء و بُعد النَّظر، و لذلك بُعث أكثر الأنبياء من الصَّحاري و غير ذلك.
و إذا كان للبيئة تأثير في الفكر الإنسانيِّ فقد علمنا أنَّ تأثير الصَّحراء على هذا الفكر تأثير إيجابيٌّ تمثَّل في قوَّة و قيمة و براعة أولئك الصَّحراويِّين الَّذين حملوا الإسلام مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أطراف المعمورة ،وكانوا خير البشر إلى يوم القيامة بشهادة النُّصوص من الكتاب و السُّنَّة ، فلزم أنَّ الانتقادات الموجَّهة إلى الأمَّة الإسلاميَّة في خلافة العبَّاسيِّين ليس مرجعها البيئة الصَّحراويَّة الَّتي خرج منها العبَّاسيُّون و لكن طبيعة المجتمع القبلي الَّذي كانوا يعيشون فيه ، وانعدامهم من مدنية سابقة يبنون عليها الدَّولة.
ومبدأ العقليَّة الصَّحراويَّة أخذه الدكتور من فلسفة هربرت سبنسر الَّذي طبَّق نظريَّة التَّطوُّر في تفسيره للظَّواهر الاجتماعيَّة و النَّفسانيَّة تفسيرا آليا مغلقا ، فجعل الظَّواهر المادِّيَّة تعطي الظَّواهر البيولوجية ،وهذه تعطي الظَّواهر النَّفسانيَّة، الَّتي بدورها تعطي الظَّواهر الاجتماعيَّة.
و يمكن أن نقول: إنَّ هذا التَّحليل عند الفلاسفة قد أدَّى إلى ظهور العِرقيَّة دعوى من يفاضل بين العروق البشريَّة ،ويزعم أنَّ أثر كلِّ عرق في مجرى الحوادث التَّاريخيَّة تابع لجودته، و بالتَّالي يرى أنَّ لأفضل العروق حقَّ السيادة على من دونها،وحقَّ التَّصرُّف في وجودها،كما هو الشَّأن عند التَّحليل الفكريِّ بناء على الاختلاف الجنسي كما عند غوبينو آرتر الفرنسي الَّذي اهتمَّ ببيان العروق البشريَّة و المفاضلة بينها زاعما أنَّ العرق الآري أرقاها.
فهذا فرق بين من يعترف بالحقيقة المادِّيَّة أو التَّاريخيَّة، ويرفض توظيفها في غير مسارها ومضمونها، وبين من يهرف بما لا يعرف.
8 ـ ثمَّ من أعاجيب المغالطات العقليَّة و الضَّرورية أن تدلَّ البداوة على البيئة الضَّيِّقة،ممَّا يلزم منه أنَّ الحضر أو المدن تدلُّ على البيئة الواسعة، فتدل الصَّحارى و السُّهول على الضَّيق و الخرسانة تدلُّ على السَّعة؟
9 ـ وما هو مصير من يقول ـ مثلا ـ إنَّ الأشعري ـ رحمه الله ـ مرَّ بأطوار مختلفة نظرا لاختلاف البيئة ، و أنَّ ابن ملكا الفيلسوف اليهودي لما نشأ في بيئة سنِّيَّة أعانته على مناقضة ابن سينا ،هل مصيره الاخوانيَّة و العلمانيَّة؟
10 ـ مرَّة أخرى أقول: بيئة هذه الفئة من السَّلفيِّين بيئة ضيِّقة معنويًّا ومادِّيًّا، معنويًّا هناك حجر على عقولهم من خلال الطَّعن في كلِّ من يخالف شيوخهم، فيحصر عقل الواحد منهم في كتب شيوخه حتَّى لا يعرف الحقيقة، ومادِّيًّا قد هجروا كلَّ المسلمين إلاَّ طائفتهم.
ولو عبَّر مسلم بكلمة "وسط" لما اختلف المعنى في شيء.
قال المتعقِّب:((1 اﻹخوان يصفون السلفيين بالعلمانية وأنّ دعوتهم جزئية ﻻ شمول فيها ﻷنهم ﻻ يرون طريقة التهييج السياسي التي يعتمدها اﻹخوان والشيخ في مقاله يقول : ( هذا المنهج الَّذي أدخل هؤﻻء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة، و فصلهم عن الحياة اﻹسﻼميَّة العاملة، و قتل فيهم روح العمل لﻺسﻼم، و الدَّعوة إليه ﻻ إلى اﻷشخاص ، فصاروا عقوﻻ ساكنة عن اﻷمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، ﻻ تتحرَّك إﻻَّ ﻹيذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم))
قلتُ: فيما يخصُّ الشُّمولية نعم أوافق الإخوان على أنَّ الدَّعوة يجب أن تكون شاملة لكنِّي لا أرى الشُّمولية لا فيهم، فالغالب عليهم السِّياسة، ولا في هذه الفئة من السَّلفيِّين ،فالغالب عليهم التَّجريح وسقط الأخلاق.
1 ـ الإخوان عندما يتحدَّثون عن العلمانيّضة ـ و للإنصاف وغير الإخوان ـ يقصدون فصل الدِّين عن الحكم ،يعني عدم تطبيق الشَّريعة، وأين وجدتَ هذا في كلامي الَّذي نقلتَه بنفسك؟
2 ـ هل حدَّدت معنى العلمانيَّة، و بعد ذلك رددت كلامي إليها، فليس هذا بمنهج علميٍّ بل هو احتطاب، فأين التوارد بين كلامي هذا الَّذي نقلتَه وبين كلام الإخوان؟
3 ـ و أنت نفسك حدَّدت مقصد الإخوان عندما قلتَ: "اﻹخوان يصفون السلفيين بالعلمانية وأنّ دعوتهم جزئية ﻻ شمول فيها ﻷنهم ﻻ يرون طريقة التهييج السياسي التي يعتمدها اﻹخوان"
فأين يلتقي هذا الكلام مع كلامي الَّذي نقلتَه ،وهو "هذا المنهج الَّذي أدخل هؤﻻء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة، و فصلهم عن الحياة اﻹسﻼميَّة العاملة، و قتل فيهم روح العمل لﻺسﻼم، و الدَّعوة إليه ﻻ إلى اﻷشخاص ، فصاروا عقوﻻ ساكنة عن اﻷمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، ﻻ تتحرَّك إﻻَّ لايذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم"
فأين يلتقيان، و أين التوارد؟
4 ـ ولأنك علَّلت طعن الإخوان في السَّلفيِّين بأنَّهم لا يرون طريقة التَّهييج السِّياسيِّ الَّتي يعتمدها الإخوان فأين كلمة "سياسة" بجميع مشتقاتها في كلامي ؟
5 ـ ومتى طعن الإخوان في السَّلفيِّين بهذا الطَّعن هل تقصد في السَّبعينيات أم في المدَّة الأخيرة،لأنَّنا نعرف جميعا أنَّ كثيرا من السَّلفيِّين يتعاطون السِّياسة بكلِّ الطُّرق؟
6 ـ وعن أي سلفيِّين تتحدَّث،لأنَّ كلَّ شبهاتك قائمة على مقدِّمة كاذبة هي مجرَّد دعوى: تتحدَّث عن السَّلفيِّين، وعن الشَّباب السَّلفيِّ، و أنا أتحدَّث عن فئة معروفة منهم حدَّدتها بوضوح ؟
فكان عليك أن تُصرِّح بالدِّفاع عن أتباع الشَّيخ ربيع و من يوافق منهجه، ولا تعمِّم الدَّلالة في مقال خصَّصها؟
7 ـ هل سبب الرَّبط ـ في عقلك ـ بيني و بين الإخوان هو مجرَّد استعمال كلمة" علمانيَّة"، فهذه سفسطة لأنَّ هذه الكلمة يستعملها البشر على اختلاف دينهم وفكرهم ؟
ثمَّ أنِّي لا اعلم أنَّ الإخوان يتَّهمون السَّلفيِّين بالعلمانيَّة إذا كان التَّعليل بسبب نفور بعض السَّلفيِّين من السِّياسة،لانَّهم يعرفون السَّبب، هذا من جهة.
8 ـ من جهة أخرى أنا هنا لم اتَّهم السَّلفيِّين بل وصفتُ فئةً منهم حدَّدها المقال من أوَّل وهلة في عنوانه، و جدلا أقول: الإخوان يتَّهمونهم بعلمانيَّة سياسيَّة أي: أنَّهم لا يسعون لتطبيق الشَّريعة و الاستيلاء على الحكم، ولا يوجد لهذا أثر في مقالي؟
9 ـ و لأنَّك استعجلت النَّقد ظنًّا منك أنَّك ظفرت بشيء، ولم تقرأ بهدوء وتجرَّد وقعتَ في هذا الخطأ الفادح في المقارنة، ذلك أنَّي قلتُ: "هذا المنهج الَّذي أدخل هؤﻻء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة"
وهذا التَّعبير الدَّقيق "يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة" لم أقيِّده ـ بخلاف صنيع غلاة التَّجريح ـ للزينة،أي: عدم الاهتمام بإصلاح حياة النَّاس، و إلاَّ ما فائدة تقييد العلمانيَّة بالدِّينيَّة، وهي فكرة لادينيَّة، لو كنت تفهم الكلام؟
فإذا كان في عقل هذا المتعقِّب من قال" يشبه العلمانيَّة" كمن قال "العلمانيَّة" كان قول من قال:"صورة القرد فيها شبه من صورة الإنسان" قد قال:" إنَّ الإنسان قرد".
ومن قال من السَّلف الصَّالح كسفيان بن عيينة وغيره :" من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود،ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النَّصارى" قد جعل علماء المسلمين يهودا ونصارى؟
وإذا قال ابن تيميَّة في (الإخنائية): ((وهكذا من فيه شبه من اليهود والنَّصارى والمشركين تجده يغلو في بعض المخلوقين من المشايخ والأئمَّة والأنبياء وغيرهم، فإذا ذكروا بما يستحقونه أنكر ذلك ونفر منه وعادى من فعل ذلك،)) فقد جعل بعض المسلمين يهودا ونصار ومشركين؟
وكما قال ـ رحمه الله ـ يُعلِّم الجهَّال : ((أَيْضًا فَمَعْلُومٌ فِي اللُّغَةِ أَنَّهُ يُقَالُ: هَذَا يُشْبِهُ هَذَا، وَفِيهِ شِبْهٌ مِنْ هَذَا، إِذَا أَشْبَهَهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا لَهُ فِي الْحَقِيقَةِ)).(الجواب الصَّحيح)
10 ـ و تتَّضح المعاني الَّتي قصدتها بما يلي هذا ، "و فصلهم عن الحياة اﻹسﻼميَّة العاملة"،فأين السِّياسة هنا؟
هل تجد إشارة إلى السِّياسة ؟
وما علاقة الحياة الإسلاميَّة العاملة بالسِّياسة ؟
ومن يعارض العمل الجمعوي الخيري، ويعتبره حزبيَّة لأنَّه لا يسيطر على الجمعيَّة ماذا نسمِّيه؟
وما الحياة الإسلاميَّة العاملة إلاَّ العمل لعودة الإسلام في حياة النَّاس كما كان في حياة الصَّحابة، ليس بالطَّعن في النَّاس، و لكن بالعمل في الميدان لكسب القلوب وتوعية العقول؟
11 ـ قلتُ: "و قتل فيهم روح العمل لﻺسﻼم، و الدَّعوة إليه ﻻ إلى اﻷشخاص" مرَّة أخرى أين السِّياسة هنا ؟و أين شبهة الإخوان، و هذه الفئة من السَّلفيِّين لا تدعو لشيء إلاَّ لشيخهم شئت أم أبيت، بل جعلوه معصوما ؟
12 ـ قلتُ: ،" فصاروا عقوﻻ ساكنة عن اﻷمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، ﻻ تتحرَّك إﻻَّ ﻹيذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم" فكما ترى الجمل متَّسقة مع بعضها و تخدم نفس المعنى ،وهي أنَّهم لا يدعون للدِّين بل لشيوخهم ،و الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر عندهم هو تعقُّب العلماء و الطَّعن فيهم، ولا يُعرَفون بالأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، وهذا يشبه العلمانيَّة في أي شيء؟
العلمانيَّة حريصة على تقليم أظافر الدِّين، و أوَّل شيء تحرص عليه هو قتل هذا العمل في المسلمين تريد إسلام الزوايا إسلام المراسيم فقط ،تريد الإسلام الَّذي لا يتدخَّل في حياة النَّاس فهذه العلمانيَّة و احكم بنفسك.
العلمانيَّة تقسم المعارف إلى: الرَّأي و العلم و الإيمان فالاعتبار الإيماني عندها هو اعتبار خُرافي، وتقديم العقل على النَّقل في التَّشريع و التَّنظيم السِّياسيِّ و الاجتماعيِّ، وإيثار الحرِّيَّة على الالتزام، ونبذ الماضي ،فالعلمانيَّة هدفها الأوَّل عبر مسيرتها التَّاريخيَّة المتمثِّلة في الحداثة و الاتِّجاه نحو المادَّة هو تنحية الدِّين من موقع المحور في التَّشريع و التَّعليم و القضاء و الثَّقافة، وحصره في المعابد كمراسيم احتفالية فقط أو بتعبير أدقٍّ فصل الدِّين عن الدُّنيا ، تحاول العلمانيَّة بناء الدَّولة الحديثة المستندة إلى المواطنة لا إلى الدِّين "الدِّين لله و الوطن للجميع"فالعلمانيَّة في البلاد الإسلاميَّة تتبنَّى خطاب القوميَّة.
ومن هنا ،من حصر الدِّين في تجريح العلماء، وهجر المسلمين حتَّى العوامّ و المقلِّدين، ولا يُعرف بدعوة، ولا وعظ، بل يحمل على الوعَّاظ ويذمُّهم، ولم يسمع منه الفجَّار و المذنبين ما يردُّهم إلاَّ التَّحذير من العلماء ،وهو منفصل معتزل للحياة الاجتماعيَّة، لا يعمل على إصلاحها ،كان فيه شبه من العلمانيَّة؛ وهو المسلم الَّذي تبحث عن إيجاده لأنَّها تُريد مسلمًا لا يأمر بالمعروف، و لا ينهي عن المنكر، يمشي في الشَّوارع، ويدرس في المدارس، ويدخل المصالح الإدارية، وقد ضجَّت بالفجور و السُّفول، ولا يأمر بمعروف، ولا ينهى عن المنكر و إلاَّ اعتقل، وكلُّ شيء يضخُّ فيه الفجور، بل تحاربه حتَّى في المساجد، تفرض عليه البدع، وتمنع عنه المنابر، و تحاصره في كلِّ شيء،وهو مستجيب لها، مطاوع لها بشعور أم بغير شعور، و نقول له نحن: أنت من أكمل الدِّين، وأنت من سيرجع بك النَّاس إلى دينهم الحقَّ، فقط واصل في أكل إخوانك و إسقاطهم من أعين المسلمين،وكلُّ من أنشأ جمعيَّة أو انتمى إليها فارمه بالحزبيَّة ،وكلُّ من انتهج الوعظ فسمِّه بالحكواتي و القاصِّ،وكلُّ من تكلَّم في سياسة فارمه بالسرورية و الاخوانيَّة ،وكلُّ من انتقدك ارمه بالعلمانيَّة؟
قال المتعقِّب:((اﻹخوان يرمون السلفيين بالجبن والشيخ يرجع أسباب - علمانية الشباب كما يسميها - لجبنهم عن تحمّل مسؤولياتهم : ( فلما غلب عليهم العجز عن تكميل الدِّين، و الجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البﻼء ضعفت طريقتهم في الدَّعوة إﻻَّ الله )))
قلتُ:
1 ـ عن أي شباب تتحدَّث، وعن أي شباب أتحدَّث أنا ؟
وأين رميتُ شباب هذه الفئة من السَّلفيِّين بالعلمانيَّة بله الشَّباب السَّلفي هكذا بالتَّعميم المستغرق؟
2 ـ لمَ لم تتابع بقية الكلام، و الجبن موجود في جميع الطَّوائف، ولا يترك النَّاس الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر إلاَّ جبنا،فماذا عند هؤلاء الشَّباب المحدَّدين، وليس كلُّ الشَّباب السَّلفيّ ـ كما تُوهم في كلامك ـ غير التَّجريح ،و هل يكتمل الدِّين بتجريح العلماء ،وهل هو من الشجاعة أم من الجبن؟
3 ـ ولمَ هذا التَّلبيس بالاقتطاع الوحشي المتعمد لأني قلتُ : "لأنَّه إذا انفردت الحياة عن الدِّين فسدت أحوال النَّاس، وقد صار هؤلاء الشَّباب بمعزل عن حقيقة الإيمان و كمال الدِّين، و صار الدِّين عندهم في محلِّ رحمة و شفقة، لا في محلِّ علوٍّ وعزٍّ ،فلما غلب عليهم العجز عن تكميل الدِّين، و الجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البلاء ضعفت طريقتهم في الدَّعوة إلاَّ الله، و اقتصرت على تتبُّع أخطاء العلماء، أو افتعالها إن لم توجد ،لأنَّه لا شيء لهم يعملونه غير ذلك".
فالجمل الَّتي تركتها، وهي في وسط الكلام، هي ما يردُّ على كلامك و يبطله.
وقلتُ: "و إن غلب على بعضهم الحماس للدِّين، لكنَّهم أعرضوا عمَّا لا يتمُّ الدِّين إلاَّ به من الجماعة الواعية العاملة لبسط الدِّين على حياة المسلمين برمَّتها".
وإليك الشُّبهات العلمانيَّة الاخوانيَّة في فكر ابن تيميَّة حسب فهم هذا المتعقِّب الأعوج : قال ابن تيميَّة في (المجموع)(28/395): (( وَكَذَلِكَ لَمَّا غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ الْعَجْزُ عَنْ تَكْمِيلِ الدِّينِ وَالْجَزَعِ لِمَا قَدْ يُصِيبُهُمْ فِي إقَامَتِهِ مِنْ الْبَلَاءِ: اسْتَضْعَفَ طَرِيقَتَهُمْ وَاسْتَذَلَّهَا مَنْ رَأَى أَنَّهُ لَا تَقُومُ مَصْلَحَتُهُ وَمَصْلَحَةُ غَيْرِهِ بِهَا. وَهَاتَانِ السَّبِيلَانِ الْفَاسِدَتَانِ - سَبِيلُ مَنْ انْتَسَبَ إلَى الَّذِينَ وَلَمْ يُكَمِّلْهُ بِمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ السُّلْطَانِ وَالْجِهَادِ وَالْمَالِ وَسَبِيلُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى السُّلْطَانِ وَالْمَالِ وَالْحَرْبِ وَلَمْ يَقْصِدْ بِذَلِكَ إقَامَةَ الدِّينِ - هُمَا سَبِيلُ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ. الْأُولَى لِلضَّالِّينَ النَّصَارَى وَالثَّانِيَةُ لِلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ الْيَهُودُ....))
قلتُ: ابن تيميَّة ـ رحمه الله ـ أكثر إخوانيَّة و علمانيَّة منِّي بأشواط ومراحل فضائيَّة ،لأنِّي نسبت العجز و الجبن إلى فئة معيَّنة من السَّلفيِّين بينما زعم ابن تيميَّة أنَّ ذلك غلَب على كثير من أهل الدِّين ؟
قال المتعقِّب:((3 اﻹخوان يزعمون أنهم الجماعة الواعية العاملة لﻺسﻼم نتيجة إغراقهم في السياسة وغرقهم في دواليبها والشيخ يقول : ( لكنَّهم أعرضوا عمَّا ﻻ يتمُّ الدِّين إﻻَّ به من الجماعة الواعية العاملة لبسط الدِّين على حياة المسلمين برمَّتها))
قلتُ: ولمَ نسيتَ الشِّيعة و الأشعريَّة و الصُّوفية و حزب التَّحرير وغيرهم، فهل تعرف جماعة منهم تنفي عن نفسها الوعي و العمل للإسلام؟
ومن هنا أقول: إذا قال الشِّيعة أنَّهم الفرقة الإسلاميَّة الواعية العاملة للإسلام فأنا شيعيٌّ و انتقد السَّلفيِّين بكلام الشِّيعة، ما أعظم هذا الدَّليل ؟
ولمَ اقتصرت على ذكر الإخوان فقط؟
هل عندك مشكل خاصٌّ مع الإخوان أم أنَّ رميي بالاخوانيَّة أسهل لتمريره من رميي بالتَّشيُّع أو الأشعريَّة أو حتَّى جماعة التَّحرير؟
وهل يقول السَّلفيُّون و بالضَّبط الفئة الَّتي انتقدتها في هذا المقال غير هذا، فيعتبرون أنفسهم الجماعة غير الواعية الَّتي لا تعمل للإسلام، أو تعمل له بجهل ومضرَّة؟
أخي تعلَّم جيِّدًا قبل أن تعترض على النَّاس و طهِّر نفسك من التَّأوُّل و التَّقوُّل على النَّاس بما قضوا سنين طويلة في نقضه ونقده.
كان بإمكانك أن تطرح نفس المضمون بصيغة غير هذه فأجيبك بصيغة غير هذه لكن...
في الأخير أقول: ولكم الحكم معاشر طﻼّب العلم فما أنا إلاّ قارئ ناقد لكلام حاقد، أو فاقد، أو راقد .....الخ.
أرزيو/ الجزائر، في 06/02/2014م
مختار الأخضر طيباوي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.