أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
54139 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الرد على أهل الأهواء و الشيعة الشنعاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-28-2021, 04:52 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي شبهة الرق في الإسلام

.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد العالمين، وبعد، فهذه نقاط جمعتها على سبيل الاختصار في الرد على من يزعم أن الرق في الإسلام ظلم ووحشية.

1- لما جاء الإسلام كان الرق موجودا، فالإسلام لم يبتدع الرق أصلا، بل كان أمرا مُتعارفا عليه بين كل الشعوب. والقدماء لم يكن عندهم آلات صناعية وماكينات، فكانت حاجتهم إلى الأيدي العاملةِ في كثير من الأعمال الشاقة كبيرةً، وكانت أبدانُهم تتحمل أكثرَ منا بكثير، فنحن أضعف منهم، وما نراه من إنجازاتهم في آثارهم وديارهم يدل على قوة بنيتهم وتحملها، ونحن لا نطيق مثل طاقتهم، فالشفقةُ الزائدةُ عليهم لا داعيَ لها؛ لكن كان الظلمُ يقع على هؤلاء ولا يُعطوَن حقوقَهم وافيةً، ويكلّفون من العمل فوق طاقتِهم؛ بسبب جشع الحكام وظلمهم واستعلاء الإقطاعيين ونظرتهم الدونية لهم.

2- كانت أسباب الرق في السابق كثيرةً، وكان الرق يقع ظلما ولأَتفه الأسباب؛ فقد كان القوي يسترق الضعيفَ، والغني يسترق الفقير إذ ا عجز عن سداد دينه له، وكانوا يسترقون بكل سهولة، فمثلا لما وُجد يوسفُ -عليه السلام- في بئر أخذوه وباعوه، ولم يخطر ببالهم البحثُ عن أهله، وفي قصة سلمان الفارسي –رضي الله عنه- لما اتفق مع قوم من العرب ليأخذوه إلى بلادهم غدروا به وباعوه لرجل يهودي، وهكذا كان الرق عندهم يقع مكرا وخديعة واستغلالا.


3- لكن لما جاء الإسلام أغلق جميع أبواب الرق باستثناء باب واحد وهو الجهاد في سبيل الله، فلا يحصل استرقاق إلا في معركة شرعية بين الإسلام والكفر، والذين ينكرون على دولة الإسلام أن تحارب وأن يكون لها أسرى؛ كأنهم يجيزون لكل دول العالم عبر التاريخ أن يحاربوا ويأسروا وتكون المجازر الكبيرة منهم، ولا نكاد نسمع نكيرا لذلك، إلا الإسلام فقط هو الذي ينكر عليه أن يحارب ويدافع عن نفسه وأن ينشر دعوته التي ليس لها تعلق بالدنيا إنما من أجل الآخرة؛ ليكون حكم الله هو الغالب دون إكراه لأحد لأن يدخل في الإسلام، وقد وضع شروطا للقتال لا توجد عند أي من الأنظمة عبر التاريخ كمنعه من قتل من ليس له علاقة بالقتال وإن كان في جيش العدو كالنساء والأطفال والشيوخ والخدم، والنهي عن الغدر، والتخيير قبل القتال بين الإسلام أو القتال أو الجزية. ونحن نرى ونسمع عن حروب غير المسلمين وما يحدث فيها من قتل وتنكيل بكل أفراد العدو دون تفريق بين محارب ومسالم، وما يصنعونه بالأسرى في المعتقلات المرعبة.

4- والإسلام قد وضع للرقيق أحكاما وأعطاهم حقوقا تنظم العلاقة بين العبد وسيده يأتي بيان أهمها...


5- فأسرى المعركة إما أن يُطلِق المسلمون سراحهم، أو يُفادوهم بأَسراهم الذين أَخذهم العدو، كما قال الله : { فِإمَّا مَنًّا بَعدُ وإِما فِداءً } سورة محمد. وإما أن يأخذوهم أُسارى، على حسب المصلحة التي يراها الإمام أو قائد المعركة.

6- الآن الأَسرى من العدو كما هي عادة كل الدول لهم عقوبة؛ فهم من جيش العدو، وعادة الدول أن تزج بهم في معتقلات وسجونٍ اللهُ عليمٌ بحالها، وما يحصل بداخلها من التعذيب والإهانة، وما يحصل للنساء فيها لا يخفى.


7- لكن عقوبتهم في الإسلام أن يوزَّعوا على بيوت المسلمين، يعيشون معهم وينخرطون في مجتمع المسلمين في أمان، كل بيت يأخذ واحدا أو أكثر من هؤلاء الأسرى، وجزاؤهم أنهم حاربوا المسلمين ورفضوا الخضوع والاستسلام لرب العالمين أن يقوموا بخدمة من يكونون عندهم من المسلمين، وكل واحد يكون تحت إمرة سيده.

8- هؤلاء الذين أصبحوا رقيقا أعطاهم الإسلام حقوقا، لو علمها من يعيش ويعمل عند كثير من الرأسماليين اليوم لربما تمنى أن يكون رقيقا عند المسلمين بدلا من الإهانة التي يلقاها عند كثير من هؤلاء الجشعين في نظام العبودية الرأسمالية العصرية.


9- فمن حقوقهم أنهم يعتبرون كأخوة، ويجب على السيد أن يُطعم عبدَه من طعامه الذي يأكل منه، وأن يلبسَه من ملبسه الذي يَلبَسُه، ولا يحق له أن يكلفه من العمل فوق طاقته، وإن كلفه بعمل شاق فوجب عليه أن يعينَه، قال عليه الصلاة والسلام: ( هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم؛ فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأَعينوهم ). رواه البخاري.

10- لا يجوز الاستعلاء عليهم، واستخدام الألفاظ التي تشعرهم بالنقص والإهانة، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يقل أَحدُكم: عبدي، أَمَتي. وليَقُلْ: فَتايَ، فتاتي، غلامي) رواه البخاري.


11- لا يجوز ضربهم أو لطمهم، جاء في الحديث: ( مَن لَطمَ مملوكَه أَو ضربه فكفارته أن يعتقه ). رواه مسلم. فأين نجد مثل هذا في أي نظام غير الإسلام؛ لا نقول: من عذب أسيره، إنما: من لطمه لطمةً واحدةً ربما تكون لأجل أن قصر في شيءٍ من عمله؛ فيُصبح لأجلها حرا!

12- من حق هؤلاء أن يَطلبوا عقد المكاتبة ووجب على السيد أن يكاتب عبدَه إن طلب منه ذلك. وعقد المكاتبة هو عقد بين العبد وسيده يتفقان فيه على مبلغ من المال مقسطا، إن أدّاه العبد لسيده فإنه يصبح حرا. بل حث القرآن السيد على أن يُعينه على ذلك بأن يقدم له مبلغا من المال ليعمل به ليتحصل على المال الذي اتفقوا عليه في عقد المكاتبة. قال تعالى: { والذين يَبْتغونَ الكِتابَ مِمّا مَلَكت أَيْمانُكم فَكاتِبُوهم إِنْ علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مالِ الله الذي آتاكم }. سورة النور.


13- الأَمَةُ كغيرها من النساءِ من حقها الاستمتاع بالرجل، فلذلك أَذن الشرعُ بالعلاقة بين الرجل وأَمَتِه، واعتبر ملكه لأَمَتِه بمثابة عقد النكاح، لكنه أَدنى درجة من العقد على الحرة؛ إذ أن الحرة لها الخيار في القبول أو الرفض، أما الأَمَة فليس لها ذلك، وهذا من العدل؛ إذ ليست المسلمة كمن كانت في جيش العدو، وهذا وإن كان فيه شيء من النقص، لكنه بالنظر إلى كونها بالأصل أسيرة حرب، فإنما هذا فيه رفع من شأنها بدل من أن تًغتصبَ داخل المعتقلات، وتُهان في سجنها، فتكون لرجل واحد فقط في هذه العلاقة المعترف بها من الدولة، ودون سرية وخفاء، وتعيش في بيت سيدها مكرمة غيره مهانة. بالإضافة إلى أنه لها الحق في عقد المكاتبة الذي يحررها إن رغبت في ذلك. وإن أنجبت من سيدها تصبح شبه حرة، فلا يجوز بيعها ولا ينتقل ملكها لغيره، وتسمى أم ولد، فإن مات سيدها صارت حرة. وصح عن عمر أنه قال: "أُم الولدِ أَعتقَها ولدُها وإن كان سِقطاً".

14- وإن اعتدى أحد من المسلمين على أَمَةٍ بالزنا فإنه يقام عليه الحد.


15- شرع الإسلام بيع الأسرى وانتقال ملكهم من مالك لآخر؛ وهذا فيه مصلحة لهم، وليس إهانة كما يروج لذلك الجهلاء؛ فأحيانا لا يتواءم العبد مع سيده فيتخلص منه بالبيع بدلا من إساءة معاملته بسبب النُّفرةِ التي تقع بينهما. وكذلك من وجب عليه عتقُ رقبة في كفارة ما وليس عنده رقبةً ليعتقها فإنه يشتري رقبة ويعتقها. وكذلك قد يشتري أحدُ الكفار أباه أو ابنَه ممن وقع في الأسر فيخلصه، أو الدولة الكافرة تشتري أسراها وتفاديهم، وكل هذا وغيره فيه مصلحة لهم؛ فلولا أن الإسلام شرع بيع الأسير لكان فيه تضييق عليه أكثر. وكذلك الأَمَة التي يبيعها سيدها فإنها تنتقل لملك رجل آخر، وعليها العِدة ومدتها حيضة واحدة، وأي غضاضة عليها في هذا؟ فالحرة المتزوجة يطلقها زوجها وبعد العدة تنتقل لزوج آخر، ولا أحد يعترض. وكل هذا يكون برعاية الدولة وتنظيمها لهذه الأمور، ويرضى بها المجتمع.

16- ترجم الصحابة هذه الشرائع التي تتعلق بالرقيق عمليا، وضربوا أجمل الصور في الإحسان إلى رقيقهم، ومن صور هذه المعاملة الحسنة عند الصحابة: كان عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- لا يعرف من بين عبيده من التواضع في الزي. (ذكره أحمد في "الزهد" وابن أبي الدنيا في "التواضع").
ومرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً فرأى العبيد وقوفاً لا يأكلون مع سادتهم، فغضب وقال لمواليهم: ما لقوم يستأثرون على خُدّامهم؟ ثم دعا الخدم فأكلوا معهم. "مسند الفاروق".
ودخل رجل على سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن، وكان أميراً، فقال له : يا أبا عبد الله ما هذا ؟ فقال: بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين. "الزهد لأحمد".


17- كانت ثمرة هذه المعاملة الحسنة لهؤلاء الرقيق أن حققت مقصد الشريعة في دعوة الناس إلى التوحيد بالتي هي أحسن، فكانت النتيجة أن دخل معظم هؤلاء في الإسلام طواعية، وصاروا من جنده المحاربين في سبيله، بل أصبح كثير منهم ومن ذريتهم من أئمة وعلماء الشريعة، فصاروا أسيادا بعد أن كانوا عبيدا، وكما قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ) فرفع الله مرتبتهم إلى أن صار ذكرهم في كتب الشريعة إلى يوم الدين، فكان من هؤلاء من العلماء الذين ذاع اسمهم في الآفاق، وكان مدار الفقه والفتوى على آراءهم واجتهاداتهم هم وغيرهم من علماء الإسلام، فمنهم على سبيل المثال: ابن سيرين والحسن البصري وعكرمة مولى ابن عباس ونافع مولى ابن عمر أحد أشهر رواة الحديث شيخ الإمام مالك، وطاوس بن كيسان اليماني، وعطاء بن يسار وعطاء بن رباح وسليمان بن يسار ومكحول الشامي، ومجاهد، ومسروق مولى عائشة، وأبو العالية الرياحي، وغيرهم كثير من الأسماء الكبيرة في تاريخ الفقه الإسلامي وقد سُطرت أسماؤهم في أمهات كتب الشريعة وكتب التفسير. ففي أي أمةٍ وفي أي حضارةٍ تجد العبدَ يعلو على أَسيادِه؟!

18- ثم يقولون بعد هذا كله: الإسلام فيه ظلم ووحشية!! ويتناسَوْن عشراتِ الملايين الذين قَضَوْا بسبب مجازر القرن الماضي في روسيا والصين وكمبوديا، ويغضون الطرف عن مصائبِ هتلر وبول بوت، ومحاكم التفتيش وما فعله النصارى في القرون الوسطى والحروب الصليبية، والقتلى الذين قامت عليهم الحضارة الأمريكية، وحدائقَ الحيوان البشرية والتمييز العنصري وغير ذلك الكثير مما يستحيي التاريخُ من ذكره.
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.