الفرق بين الحسد وبين العين

[أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي]

الفرق بين الحسد وبين العين

هنالك خلط بين معنى الحسد وأثره، وبين العين وأثرها، وذلك للتداخل الذي قد يحصل بينهما، ولكن هنالك فرق :

فتعريف الحسد : هو تمني زوال نعمة من مستحق لها ، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها.

والصحيح أنه لا يلزم وقوع الأذى بالناس جراء الحسد المجرد، الذي هو تحرق في القلب وغيظ، إلا أن يتبعه أذى مادي، أو أن يصاحب الحسد عين.

_______________________

أما تعريف العين : نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع، يحصل للمنظور منه ضرر.

والصحيح أن الأذى من العين يقع ولابد على الناس، بأثر العين المجرد من غير أن يصاحبه تدخل مادي.

وهذا نؤمن به غيبا، على الحق والحقيقة، ولا نقيم وزنا لأي رأي مخالف، أيا كان قائله، مقابل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق : (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين) رواه مسلم.

________________________

وعلى هذا فلتعلم أن الحسد قد يقع من غير مصاحبة عين، أما العين فيصاحبها حسد ولابد، فالحسد أعم، والعين أخص.

ولهذا فإن الإنسان إذا استعاذ من شر الحسد، دخل فيه العين ولابد، وهذا من بلاغة النص القرآني، ولهذا قال ربنا سبحانه وتعالى : (ومن شر حاسد إذا حسد)
ومع هذا فقد جاء في السنة أيضا الاستعاذة من العين خاصة، فعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (استعيذوا بالله، فإن العين حق). رواه ابن ماجه وصححه الألباني.